|
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! (Re: بهاء بكري)
|
وصلتني هذه الرسالة الرقيقة من الأخ الطيب النصري من جدة. وأنشرها هنا كما هي:
عناية الأخ خالد المحترم
أولا اتابع خطك المتوازن في النقد والتحليل ومعجب كثير بنبوغك وكتاباتك الأدبية وبعض السياسة . لي علاقات كبيرة بكتاب هذا المنبر أصدقاء وزملاء وأهل لهم جميعا عبرك تحياتي وأشواقي ... سوف أرد علي بعض كتاباتهم لاحقا من أجل التواصل والسلام.
ثانيا وليس دفاعا عن الشيخ الوقور المتواضع سوار الذهب ولكن !
والحديث عن الانتفاضة وأكذوبة سوار الذهب ...
كنت وقتها ملتحقا بسلاح الطيران جندي فني بمنطقة وادي سيدنا وعشت وغيري من الزملاء تجربة الانتفاضة كاملة داخل وخارج الجيش ... خارجه رايت الثورة العارمة التي كانت أولي شرارتها النساء والأطفال وبعض الشباب في مدينة أمدرمان والتي بدأت بحرق الاطارات القديمة في كل من الثورة شارع الشنقيطي وشارع النص وشارع الاربعين وفي اجزاء متقطعة من شارع الخليفة عبدالله " شارع الوادي" و كانت الاسباب لخروج هذا الجمع الثائر هي انقطاع التيار الكهربائي المتكرر وقلة الماء علي "الحنفيات" وندرة الخبز "الرغيف" في المخابز فبدات هذه المظاهرات في الاتساع شيئا فشيئا فزادت حالة الرفض لذلك الوضع المتدهور وبدأ الاطفال والشماسة يقذفون السيارات بالحجارة ظنا منهم بأن من يقود هذه السيارات هم مسؤولون عن سؤ الاوضاع التي ارهقتهم كثيرا ... ولم ينصلح الحال في تلك الايام لذلك زادت غضبة الشوارع ثم بدأت التنظيمات السياسة في ترتيب اوضاعهم وتنظيم وزيادة المظاهرات لرفع الظلم عن قواعدهم واهلهم ... وبقية القصة معروفة للجميع.
كنت أيضا بمنطقة وادي سيدنا العسكرية في تلك الايام كما أسلفت وكان ملحوظا ايضا تحرك التنظيمات السياسية داخل الجيش لاقناع القيادات العسكرية بانحيازهم لجماهير الشعب الثائرة والمحتجة بشدة علي سؤ الاوضاع المعيشية وكانت دعوتهم السرية أي" الضباط المنظمون سياسيا" لكل من يقابلونه و من يثقون فية بان الجيش جزء لا يتجزأ من منظومة الحياة العامة في السودان وهو متصلل بقضايا الشعب وآلامه وآماله وانهم لا يقبلون بهذا التدهور الاقتصادي والتردي في الحياة المعيشية لاهلهم وذويهم وانه لا بد من عمل شئ سلمي يحفظ الارواح ويحقن الدماء ويضمن سلامة الشعب من ردة فعل الحكومة والمتمثلة في القوات النظامية المختلفة وقوات امن النظام ... لذلك كان الاستعداد داخل الجيش بنسبة 100% وحالة التأهب في أعلي درجاتها وكان الحذر والحيطة هما الغالبان علي وجوه الضباط وضباط صف والجنود في تلك الايام لأن الجميع يحمل السلاح دفاعا عن أنفسهم وفي أنتظار اي أوامر أخري من القيادات العليا ولا يدري أي فرد بالقوات المسلحة أي منقلب سيؤول اليه الحال.
كما ذكرت انني كنت وقتها جندي فني طالب بمعهد الطيران في قسم الهيكل والمحرك لطائرة سوفيتية الصنع من طراز F5 تملك امتيازها جمهورية الصين وكان الرائد/ عبد الرحيم محمد حسين وقتها نائبا لعميد المعهد وهو الذي كان يتولي تنويرنا بما يجري وبما يحدث بعد اجتماعات الضباط العظام وكان يحثنا علي الحيطة والحذر الشديدين وعلمت فيما بعد انه كان يمثل التيار الاسلامي في الجيش وقتئذ لم يكن ذلك واضحا بالنسبة لي وأيضا هنالك بعض الضباط الطياريين والمهندسين ممن لهم أنتماءات شيوعية وبعثية لا اذكرهم الآن كانوا يحرضون الآخرين علي الوقوف الي جانب الشعب السوداني مستخدمين بعض الحيل التي من شأنها تدفع الي الأنحياز لصالح الانتفاضة الشعبية المتزايدة يوما بعد يوم ... كان الجو العام في الجيش يؤكد أن الجميع لايريد ازهاق الارواح وسفك الدماء ولا بد من الوقوف الي جانب الشعب و"قلب" أو تغيير النظام علما بأن أنصار مايو من الضباط كانوا حجر عثرة لتعجيل الآنحياز لعدة أيام متعاقبة كانت حالة الجيش غير مطمئنة لأن الجميع يتخوف من العاقبة الغير محتملة وغير متوقعة في حالة المواجهة بين الطريفين الرافض والمنحاز للشعب داخل الجيش ومنهم من يخاف علي منصبه...و....و...وتخوفات أخري كثيرة.
كانت اجتماعات الضباط العظام مستمرة ليلا نهارا والحيطة والحذر هما الصفة السائدة علي الجو العام وكما هو معلوم ان الضباط العظام هم من رتبة رائد فما فوق واحيانا من رتبة نقيب في بعض الوحدات العسكرية الصغيرة وأجمل ما في الجيش وقتها الضبط والربط اللذان يديران هذة المؤسسة الخطيرة وكان صاحب القرار فيها هي الرتبة الأعلي ثم الأعلي حتي لا ينفرط عقد المنظومة وتعم الفوضة و"يتصومل" الحال لأن كل واحد منا بيدة سلاح ويدة علي الزناد وفي حالة تأهب قصوي لذلك كان الامر خطيرا اكثر مما يتوقع الآخرين. وبعد المداولات المستمرة عرفنا أن بعض الأسلحة مثل سلاح المظلات وهو اخطر وأقوي سلاح كان قادته غير موافقين علي التغيير ولكن بحمد الله كما جاءتنا البشري في صباح 6 أبريل ان جميع القادة وكان آخرهم سوار الذهب القائد العام للجيش قد وافقوا علي التغيير...كان اخرهم لانه سيتحمل قرارا كبيرا وهو أعلي رتبة بالجيش ولا يستطيع أن يتنبأ أحد بعواقبة وهو الذي أدي القسم وحنس اليمين المعروف لدي الجميع أمام نميري بأن يكون مخلصا لأشياء كثيرة... ومن زاوية أخري كان أيضا ينظر لمعاناة الشعب وهو واحد منهم وفي نفس الوقت للقسم العظيم الذي أداة وكان متنازع بين ذلك الأمرين كثيرا كما ذكر لنا ذلك في الاجتماع الموسع بالكلية الحربية ثاني يوم للانحياز التام للشعب 7/أبريل والذي حضرته جالسا القرفصاء علي الأرض ليس لصغر سني بل لقلة حيلتي التي قادتني لهذه المؤسسة ... بل ولأنني كنت جنديا وهي أصغر الرتب بالجيش بالرغم من انني كنت احمل الشهادة السودانية بنسبة 60.2% ولعدم وجود "واسطة" لم اتمكن من التقديم واللحاق بالكلية الحربية وهذه قصة طويلة أخري ليس هذا المكان مناسبا لسردها الآن. وبرأي أن المشير سوار الذهب لم يكن ضعيف الشخصية كما زعم بعض الكتاب لكي يختاره نميري لهذا المنصب الحساس بل لأن الرجل نقيا ووفيا وزاهدا في الحياة كما وضح ذلك جليا في تسليمه السلطة للشعب في الفترة القصيرة وهي عام من تاريخ أنحياز الجيش للشعب السوداني وكان بامكانه أن يمد الفترة الانتقالية وكان بأمكانة أعادة السلطة لنميري أو لصالحة بتكتيك بسيط داخل الجيش وقوات الامن وأفراد الاتحاد الاشتراكي أو بالاشتراك مع الجبهة الاسلامية في انقلاب مبكر لصالحهم كما يزعم البعض بانتمائه المسبق اليها. وكان بمقدوره أن يواصل في الحكم وان يتشبث به بكل السبل المشروعة وغير المشروعة عن الطريق العسكري أوالسياسي أو الاثنين معا ان لم يكن زاهدا هذا الرجل لقاتل من أجل السلطة ولأعدم الكثيرين ولسجن الاكثر منهم كما فعل غيره من العسكريين الذين وصلوا الي دفة الحكم للأن السلطة والشهرة فاتنتين وجاذبتين فأتي عبود ونميري الي السلطة من غير تخطيط منهما ولا دراية وليست لهما اي ايدلوجية سياسية أو عقائدية تدفعهم للحكم غير انهما افتتنا بالسلطة وتشبثا بها حتي اخر لحظة لحكمهما والتي تنحي عنها سوار الذهب طائعا مختارا.
ولي شهادة اخري اسجلها لصالح هذا الرجل الزاهد وهي حينما جاورته بالصدفة في حج هذا العام "2005 " وحيث عرفني به عن قرب صهري الذي كان يعرفه من ايام الصبا وهو جاره وابن حارته بمدينة الابيض في سالف الايام الجميلة كما كانوا يسمونها في جلستهم وانا معهم مستمعا "بمني" وفي خلال هذه الايام الثلاث عرفت عنه الكثير عن شخصيته وعن تاريخ اسرته السوراب وامتداداتها وعن جيرانه وعن علاقاته الاسرية والاجتماعية بهم وفي اثناء حديثه معنا كان يهاتفه الرؤساء والامراء والشيوخ منذ اليوم الاول وحتي اخر لحظة لكي يرافقهم في اماكن اقامتهم المترفة والمنعمة كما يعرفها الكثيرون وكان يرفض طلباتهم بكل خلق كريم تواضع كبير وذوق رفيع وادب جم فضل بأن يكون متفرقا لله وللحج وكان قليل التحدث كثير القراءة وخاصة القران وكتب الفقه التي كانت بحوزته .. فتغير في نظري كثيرا مما كنت اظنه عنه وهو ضعفة وقلة حيلته كما يظن ذلك البعض الاخر.
فهو شخصية ليست ضعيفة ولا أكذوبة بل شخصية سودانية حقيقية منتمية لتراب وتراث السودان الواسع بكل فصائله وقبائله المختلفة وهي شخصية عامة متواضعة وزاهدة قل ان توجد مثلها في هذا الزمن الأغبر. هذا قليل عن ما أعرفة في حق هذا الرجل الزاهد المحترم بكل ما تحمل هذه الكلمات وليس لدي أدني شك في ذلك وأتمني أن نحترم رموزنا الوطنية بقدر عطاءهم حتي لا نسترخص لأنفسنا سب من هم في قامته أو أقل من قامته او اكثر من قامة . ودمتم .... الطيب النصري – جدة [email protected]
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
"سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | خالد عويس | 07-18-05, 11:22 PM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | الكيك | 07-18-05, 11:36 PM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | خالد عويس | 07-18-05, 11:42 PM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | Al Sunda | 07-18-05, 11:47 PM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | omar ali | 07-18-05, 11:51 PM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | خالد عويس | 07-18-05, 11:57 PM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | Habib_bldo | 07-19-05, 00:16 AM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | خالد عويس | 07-19-05, 00:48 AM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | wadalzain | 07-19-05, 00:57 AM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | خالد عويس | 07-19-05, 01:28 AM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | هشام مدنى | 07-19-05, 01:55 AM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | Bushra Elfadil | 07-19-05, 04:54 AM |
سوار الذهب أكبر اكذوبة | أبوالقاسم مضوي أحمد | 07-19-05, 04:57 AM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | بهاء بكري | 07-19-05, 04:59 AM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | خالد عويس | 07-19-05, 05:21 AM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | خالد عويس | 07-19-05, 05:34 AM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | صلاح محمد صالح عثمان | 07-19-05, 05:24 AM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | خالد عويس | 07-19-05, 05:36 AM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | على اسماعيل | 07-19-05, 11:03 AM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | هاشم نوريت | 07-19-05, 02:28 PM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | هشام مدنى | 07-19-05, 05:43 PM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | Munir | 07-19-05, 04:01 PM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | هشام مدنى | 07-19-05, 04:38 PM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | Munir | 07-19-05, 05:15 PM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | هشام مدنى | 07-19-05, 05:34 PM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | عاطف عمر | 07-19-05, 02:40 PM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | هاشم نوريت | 07-19-05, 04:29 PM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | Khalid Osman Jaafar | 07-19-05, 06:05 PM |
Re:;سوار الذهب..... أكبر أكذوبة ! | محمد عبدالله محمود | 07-20-05, 02:04 AM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | Khalid Kodi | 07-20-05, 05:09 AM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | هاشم نوريت | 07-20-05, 06:34 AM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | luai | 07-20-05, 09:14 AM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | على اسماعيل | 07-20-05, 10:04 AM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | Sidgi Kaballo | 07-20-05, 04:47 PM |
Re: "سوار الذهب".. أكبر أكذوبة ! | Ibrahim Adlan | 07-20-05, 06:12 PM |
|
|
|