سماسرة السلام في السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 00:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة خالد عويس(خالد عويس)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-27-2003, 08:58 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سماسرة السلام في السودان

    سماسرة السلام في السودان
    (1 _ 3 )
    خالد عويس

    أحجمت منذ شهرين تقريبا عن تناول المفاوضات الجارية بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان. وان كنت أشرت من خلال حوارات صحفية أجريت معي إلى دعمي الكامل لأي مجهود يوقف نزيف الدم ويحد من العنف المستشري في السودان. ومن دون الخوض في تفاصيل "الصفقات" السياسية والاقتصادية بين قوى سودانية مختلفة، بعضها أستأثر بالحصة الأكبر، و"غالبية" تبحث عن نصيب من "فتات الكعكة". ومن دون التطرق إلى بنود ما تمّ إنجازه حتى الآن في شأن قسمة السلطة والثروة، الأمر الذي فرض فرضا بواسطة واشنطن وأجبر الطرفان على المضي قدما فيه، فان السودان يواجه مرحلة دقيقة وصعبة ستنتهي إلى " أن نكون أو لا نكون".
    أخفقت الأطراف السودانية قاطبة في الاتفاق على مشروع وطني للسلام. وزايدت على جميع القضايا. وكان "الوطن" في ذيلية اهتمامات القوى "الوطنية" !!
    أحجمت عن الكتابة في هذا الشأن لئلا تثير آرائي ردود أفعال تزيد من حجم "الخراب الشامل" الذي وصلنا إليه. فالحقيقة الماثلة حاليا هي أن الحرب في جنوب السودان ستتوقف _ نتيجة الضغوط الأمريكية _ لكن هل يعني توقف الاقتتال، إحلال السلام ؟! هل النتيجة التالية دائما لإخماد نار الحروب هي السلام ؟! هل يتوقع السودانيون فعلا أن يعم السلام ربوع بلادهم وتحل ثقافته محل الإرعاب والترويع والأحقاد والضغائن ؟! أي دروب للسلام عبدنا كي نشرع أحلامنا بهذا القدر؟!
    يرّكز الساسة وبعض المثقفين السودانيين على أن السلام أضحى قاب قوسين أو أدنى. صحيح، ستتوقف قرقعة السلاح التي كانت تصم الآذان. وسيتضاعف الأمل في استقرار طال انتظار السودانيين له. لكن هل تغيّرت الذهنيات التي كانت تحمل السلاح. هل توفرت الضمانات الكافية لهذا المشروع الوطني الجبار ؟!
    قال شاعر:
    أرى تحت الرماد وميض نار وأخشى أن يكون لها ضرام
    فان النار بالعودين تزكى وأن الحـرب أولها كـلام
    لست مفرطا في التشاؤم، لكني لا أستطيع الزعم بأنني متفائل. فالحركة الشعبية من جانبها لم تطرح حتى الآن ما يؤكد قدرتها على التعايش في " جنوب السودان" خصوصا وفي خضم الحياة السياسية السودانية "في الداخل " بشكل عام. وستكون تقديرات قادة الحركة مثيرة للشفقة إذا زعموا بأنهم قادرون على تحويل حركتهم المسلحة، المقاتلة طيلة عشرين عاما إلى جسم سياسي مرن وقابل للتنازلات السياسية التي تفرضها المعادلات السودانية. وسيكون نوعا من التخدير، زعمهم بقدرتهم على امتصاص شحنات الغضب الهائلة المتولّدة عن سنوات طويلة من القهر والظلم الذي مورس على الجنوبيين ما لم تكن هناك خطط واضحة وشفافة لتمكين مقاتلي الحركة من تجاوز ذهنية "الانتصار" و"الانتقام"، فالذي حدث في السودان شبيه بالذي جرى في جنوب أفريقيا. وما تم إنجازه في جنوب أفريقيا لابد أن يفيد منه السودانيون. ويدفعنا هذا الأمر للتنبيه لضرورة إشاعة نوع جديد من "الثقافة القومية " في اتجاه تذويب وتفكيك النعرات القديمة في أنحاء السودان كافة، وفتح ملفات التهميش والمطالبات الجهوية والعرقية والمناطقية التي تنذر بشر مستطير على الوطن خصوصا باتخاذها أخيرا شكل "الاحتجاجات المسلّحة " . مجاميع عدة أعتبرت ما تم تقديمه من تنازلات من "المركز _ الحكومة " لجهة " الهامش _ الحركة الشعبية " بمثابة انتصار كبير حصل عليه الهامش بـ" السلاح" فحسب. وكان لحكومة الإنقاذ القدح المعلى في إذكاء العصبيات القبلية والجهوية، فضلا عن ترسيخ ثقافة "الحرب" و" السلاح" إلى درجة فظيعة. ولا زالت العقليات المتحجرة المتحكمة على زمام الأمر تسمح ببرنامج "في ساحات الفداء" في الفضائية السودانية وتشدد على تعميم الملابس العسكرية على تلاميذ المدارس في السودان وتعمل جاهدة على ترسيخ ثقافة "الهلاك" لا ثقافة "الحياة".
    الإحساس بالغبن والمظالم الكبرى في عهد الإنقاذ، فضلا عن أخطاء وخطايا الأنظمة السياسية منذ الاستقلال، إلى جانب عوامل داخلية في المعادلة السياسية السودانية، قاد إلى وضع معقد في "دار فور" ينذر بإفشال كل جهود إيقاف الحرب. ناهيك عن مجاميع أخرى تهدد برفع السلاح في وجه حكومة تساوم على الإبقاء على مصالحها الاقتصادية والسياسية في المقام الأول. الواضح _ عندي _ أن قادة المؤتمر الوطني الحاكم يفاوضون من منطلق بعيد عن مصالح السودان. فالهم الأكبر، الحفاظ على المصالح المرتبطة باتفاقيات النفط، وما أنجزوه من نهب مقنن لجهة حزبهم طيلة أربعة عشر عاما، وما حققوه على المستوى الشخصي من "أرباح" و" منافع" اقتصادية كبرى مكنت "وزير سيادي " _ على سبيل المثال _ من الشروع في بناء "فيلتين " فاخرتين في حي جاردن سيتي، أحد أفخر أحياء الخرطوم. لنا أن نتساءل، من أين للوزير السيادي، وهو ضابط عادي بالجيش السوداني، الأموال الطائلة لبناء قصور على النيل ؟ ألهذا هو يشدد على التعامل العنيف في دار فور لئلا تتضاءل حصته وحصة حزبه من العائدات السودانية بعد أن بدد نصفها _ بنظرهم _ العقيد قرنق ؟
    ليس السيد وزير(....) وحده _ وله الحق بطبيعة الحال في أن يوضح للشعب مصدر ثرائه _ ، وإنما مطلوب من كل منتسب للإنقاذ كشفا كاملا بمصادر الثروة . إن السلام الذي يأمل به السودانيون سيكلّف الجميع باهظا. ليس السلام مجرد أوراق تحمل التواقيع بالأحرف الأولى فحسب. إن المطلوب من العقيد قرنق نفسه أن يقرن ثقافته الثورية بالأفعال. مطلوب منه أن يشرع في تحويل الحركة المسلحة إلى جسم سياسي قادر على المساومة السياسية وتقديم التنازلات. عليه أن يعي حجم الخراب الوطني الشامل الذي حاق بالوطن. وأنه يتحمّل جزء من هذا الخراب. وسيكلّف السلام _ إن كنا جادين فيه _ أن يقدّم قادة الأحزاب السودانية جردا لحساب السنوات الطويلة من المماحكات السياسية والصراعات التي أضرت بالشعب السوداني. مطلوب أن يمارسوا شفافية عالية في الاعتراف بالأخطاء، وتحمل مسؤولياتهم التاريخية حيال ذلك. ومطلوب أن تختفي من على المسرح السياسي تدريجيا، الشخوص التي ظلت تدير الصراع السوداني منذ الستينات والسبعينات، ليجيء جيل مؤمن فعلا بالسلام والوحدة. هذا جزء من ثمن لابد من دفعه.
    مطلوب أن تواكب أحزابنا كلها المتغيرات، لتؤسس ثقافة السلام والحب. لا تكريس الصراعات والخلافات التي لا أصل لها ولا جذور بخلاف الكسب الشخصي والسياسي.
    ليس معقولا أن ترضخ الأطراف السياسية كلها للشروط الأمريكية بتمرير اتفاق ثنائي يحقق بالفعل نتائج طيبة على صعيد وقف الاقتتال. لكنه في المقابل، يؤسس لمبدأ خطير يتجسد في مكافأة طغمة الإنقاذ على كل الجرائم الكبرى التي أرتكبت بحق الشعب السوداني (1978 _ 2003م ) وهي الفترة التي تكالب فيها الإسلاميون على حكم السودان وتوجيهه اقتصاديا وإعلاميا. إذا كان مبدأ المحاسبة قد أسقطته القوى السياسية نتاج ضعفها وقلة حيلتها حيال الأحداث الجارية، فان الثمن الذي سيدفعه الشعب السوداني جراء المكافأة المجزية التي يقدمها الأمريكيون ووسطاء ايقاد للسيد علي عثمان ومشايعيه سيكون باهظا. ولن يتوقف نزيف الدم السوداني، وما الاضطرابات التي تعم دارفور حاليا، إلا مقدمة لمسرحية طويلة اسمها الفوضى. وما بمقدور حكومة تتسم بالفوضى في كل شيء معالجة أزمات وطنية كبرى على هذا النحو. فالظلامات الكبيرة التي أوقعها النظام بالسودانيين غربا وشرقا، جنوبا وشمالا، ستزيد من حدة الاضطرابات. فالأزمة الطاحونة في دارفور تتجه إلى انفلات شامل ومروّع على الصعيد الإنساني، بالابادة الجماعية التي يتعرض لها الناس هناك، خطر المجاعة الذي يتهددهم فضلا عن النزوح الجماعي والإجراءات القمعية الممارسة هناك. على أن هذا لا ينفي اللوم الذي يمكن أن يوجه لرافعي السلاح في دارفور. فالمتضرر الأول من رفع السلاح، ليس الحكومة المحصنة في الخرطوم، بل أهلنا المتضررين أصلا من ظروف مأسوية. وقد عايش رافعو السلاح الحرب في الجنوب، وعاينوا آثارها الوخيمة علي أهلنا في الجنوب. أدت الحرب في جنوب السودان إلى مقتل مليوني نسمة، ولجوء ونزوح ما لا يقل عن ضعفي العدد. ويعلم هؤلاء الكيفية التي تتعامل بها حكومة الخرطوم مع تظاهرة طلابية لا حول لها ولا قوة، ناهيك عن قوات ترفع السلاح في وجهها، الأمر الذي سيوقع خسائر جسيمة في الأرواح، الوطن في غنى عن فقدها. وكان لابد أن يصعّد ثوار دارفور نضالاتهم من خلال السبل كافة التي تضمن سلامة المواطنين وأمنهم. غير أن الواقع الذي خبروه يفيد بأن نظام الإنقاذ لا يصغي ولا يستجيب إلا وقرقعة السلاح تصم أذنيه. والتوقعات كلها تشير إلى أن أزمة دارفور لن تكون الأخيرة. ففي جهات مختلفة يلوح شبح الاقتتال نتيجة إعراض الحكومة عن إعمال لغة الحوار والعقل، وتكالبها على مصالح سياسية واقتصادية آنية، ما يجعل منها حكومة غير مسؤولة على الإطلاق. وستنسحب المسؤولية التاريخية في "تفكيك السودان" و" أفغنته" و"صوملته" على الأحزاب السودانية قاطبة ما لم تتحرك وبفاعلية لإحداث شروط داخلية جديدة تعادل الشروط الأمريكية. وينبغي في ظل هذا الوضع بالغ الحراجة والحساسية أن تتجه التسوية الأساسية في السودان إلى تشكيل حكومة قومية على وجه السرعة علاوة على وقف الاقتتال والتوصل إلى سلام في الجنوب ودار فور ومعالجة المشكلات القومية المتوقع نشوبها. على أحزابنا السياسية وشخصياتنا القومية ومثقفينا إلا يمكثوا في حال الاسترخاء وانتظار ما تصنع واشنطن و"نيفاشا" طويلا، فالجبهة الإسلامية بمختلف مسمياتها لا تتميز بأي قدر من الحكمة والتبصر في مواجهة أزمات مستفحلة كهذه. وسيتعين عليها أن تخوض حربا مدة عشر سنوات أخرى قبل أن تفهم دواعي الجلوس إلى طاولة مفاوضات عادلة مع ثوار دارفور الذين تسميهم اليوم قطاع طرق، لكنهم سيكونون غصة في حلق السلام، وسيضطر لاحقا للتعامل معهم بالكيفية ذاتها التي يتم وفقها التعامل مع العقيد قرنق. وإذا كانت أحزابنا السياسية قد ركنت لردات الفعل في الماضي القريب. فان مؤشرات عدة تدلل إلى أن المشهد السياسي لن يكون كالسابق. وأن "الإنقاذ" مصرّة على تحطيم الوطن تحطيما كاملا. حينئذ، ستكون أحزابنا وسنكون _ جميعا _ شركاء في الجريمة، ما لم تتضافر الجهود الوطنية لتملي إرادتها على الإنقاذ فتذهب غير مأسوف على سنواتها.

    يتبع
                  

العنوان الكاتب Date
سماسرة السلام في السودان خالد عويس12-27-03, 08:58 PM
  Re: سماسرة السلام في السودان Abo Amna12-28-03, 10:49 AM
    Re: سماسرة السلام في السودان خالد عويس12-28-03, 11:46 AM
      Re: سماسرة السلام في السودان خالد عويس12-29-03, 12:01 PM
        Re: سماسرة السلام في السودان خالد عويس12-29-03, 12:03 PM
          Re: سماسرة السلام في السودان Abo Amna12-30-03, 11:40 AM
            Re: سماسرة السلام في السودان خالد عويس12-30-03, 12:13 PM
              Re: سماسرة السلام في السودان خالد عويس12-30-03, 12:20 PM
                Re: سماسرة السلام في السودان Abo Amna12-30-03, 05:19 PM
                  Re: سماسرة السلام في السودان Abo Amna12-30-03, 05:48 PM
                    Re: سماسرة السلام في السودان Abo Amna12-30-03, 07:51 PM
                      Re: سماسرة السلام في السودان خالد عويس12-31-03, 10:12 AM
                        Re: سماسرة السلام في السودان Abo Amna12-31-03, 10:52 AM
                          Re: سماسرة السلام في السودان خالد عويس12-31-03, 11:24 AM
                            Re: سماسرة السلام في السودان Abo Amna12-31-03, 06:05 PM
                              Re: سماسرة السلام في السودان Bakry Eljack01-01-04, 02:05 PM
                              Re: سماسرة السلام في السودان Bakry Eljack01-01-04, 05:21 PM
                              Re: سماسرة السلام في السودان Bakry Eljack01-01-04, 05:21 PM
                                Re: سماسرة السلام في السودان Abo Amna01-02-04, 09:03 PM
                                  Re: سماسرة السلام في السودان إسماعيل وراق01-03-04, 04:14 PM
                                    Re: سماسرة السلام في السودان خالد عويس01-03-04, 04:34 PM
                                      Re: سماسرة السلام في السودان Abo Amna01-03-04, 04:55 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de