د. صلاح البندر، الباحث بجامعة كيمبردج، يهز عرش آخر ملوك الزمان

Quote: طرحوا «تقرير البندر».. التجنيس.. التصويت الإلكتروني.. مراقبة الانتخابات والتمويل ممثلو القوى السياسية يصفون لقاءهم مع الملك بـ «الأريحي والإيجابي والصريح» الوقت - أحمد العرادي: وصف الأمين العام لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) لقاء القوى السياسية بجلالة الملك أمس (الأربعاء) بأنه ‘’أريحي’’، بينما قال الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية علي سلمان إن ‘’اللقاء كان إيجابيا في مجمله واتصف بالصراحة والشفافية’’، فيما ثمّن رئيس جمعية الميثاق أحمد جمعة اللقاء، واعتبره من ‘’أهم اللقاءات التي جمعت القوى السياسية مع جلالته’’. فمن جهته، أوضح شريف أن ‘’اللقاء حوى قضايا عديدة، تتعلق بملفات ساخنة على الساحة السياسية البحرينية، طلبنا من جلالته تشكيل لجنة تحقيق في قضية تقرير صلاح البندر، وإبعاد كافة المسؤولين الذين وردت أسماؤهم في التقرير’’. وأضاف ‘’تحدثنا في قضية توزيع الدوائر الانتخابية، وأنها لا تتماشى مع المعايير الدولية، وقدمنا للملك أمثلة جلية في ذلك إذ يعادل الصوت في دائرة 25 صوتا في أخرى، كما طلبنا توسيع صلاحيات المجلس النيابي على حساب مجلس الشورى’’. وقال شريف إن ‘’الملك أفاد بأن القضيتين يختص بهما المجلس التشريعي، ويمكن استغلال المجلس المقبل لمثل هذه القضايا’’. وتابع ‘’طرحنا قضية مراقبة الانتخابات المقبلة، وأهمية وجود أطراف يقفون على الحياد للإشراف عليها سواء من داخل البلد أو خارجه، وقد تفهم جلالته هذه الهواجس معلنا أنه سيسمح لعدد من الأطراف المحلية المحايدة بمراقبة الانتخابات، غير أنه تحفظ على تواجد أطراف خارجية’’. واسترسل ‘’تم الحديث عن التصويت الالكتروني وتوجس الكثيرين منه، وكذلك التجنيس والمخاوف التي تنتابنا ونحن مقبلون على الانتخابات، إذ طرحنا المادة التاسعة من قانون 1963 والذي لا يسمح للمجنسين بالتصويت إلا بعد إكمال 10 سنوات من الحصول على الجنسية’’. وأشار شريف إلى أن الملك ‘’أعطى توجيهاته للمسؤولين في الجهاز المركزي للإحصاء بإنهاء الموضوع عبر التفاهم مع قوى المجتمع المدني’’. وعبر شريف عن فرحته بوعد الملك ‘’إطلاق سراح معتقلي المطار والدانة، خصوصا ونحن مقبلون على أجواء انتخابية’’. من جهته، رأى الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية علي سلمان أن ‘’اللقاء كان في مجمله إيجابيا، حيث كان الجو العام حافلا بالمصارحة وطرح القضايا الوطنية بهدف تحقيق المصلحة العليا للوطن والمواطن’’. وقال سلمان إن ‘’الملك قدم لهذا اللقاء صورة عن الوضع السياسي بالمنطقة والبلد وتطلعات جلالته للدفع بالأجواء السياسية والإصلاحية إلى الأمام، كما دعا الملك إلى مواصلة الحوار بين كافة الأطراف’’. وتابع ‘’من جانب القوى السياسية فقد طرحت مجموعة من القضايا من أهمها التجنيس وقلق الرأي العام واعتقاده بأن كل التجنيس خارج الإطار القانوني، وأن تلك الظاهرة ستؤثر على الانتخابات المقبلة’’. ونوّه ‘’طرحنا على الملك مسألة المادة 9 من قانون 1963 والتي تحدد زمن 10 سنوات حتى يعطى المجنس الحق في التصويت والمشاركة في العملية السياسية والانتخابية’’. وأكد سلمان ‘’الملك تفهم وجهة نظرنا، وإن لم يكن رده مباشرا، إذ كان الحديث قانونيا وقد يعتبر تصويت المجنسين خللا في القانون يؤدي إلى مخالفة دستورية تطعن في مصداقية الانتخابات’’. وأوضح ‘’طرحنا على الملك رأينا في التصويت الالكتروني، وأننا لا نحتاج إلى مثل هذا النوع من التصويت بقدر ما نحتاج إلى تأكيد الثقة بين الأطراف، وهي مقدمة على الأمور الأخرى، خصوصا وأن تجربة 2002 توضح بأن التصويت التقليدي لم يستغرق وقتا طويلا إذ لم يتجاوز الإعلان عن نتائج الانتخابات منذ بداية الفرز قرابة 3 ساعات’’. وأضاف ‘’تفهم جلالته توجهنا وكشف أنه أعطى إشارات إلى القائمين على الانتخابات بإنهاء المسألة عبر الحوار مع قوى المجتمع المدني ‘’. وفيما يتعلق بالرقابة على الانتخابات أفاد سلمان أن ‘’القوى السياسية طرحت هذا الموضوع على جلالته وكان إيجابيا عندما أعلن نيته السماح لقرابة 12 جهة بالمراقبة، منها الشفافية والحقوقية والمحامين، وأيدنا هذا التوجه مطالبين باختيار العناصر النزيهة التي يثق بها المجتمع’’. وتابع سلمان ‘’تحدثنا عن الرقابة الدولية وأبدى الملك عدم رغبته بتدخل أطراف أجنبية بشؤون البلد، ورفض أن تكون عناصر أجنبية تفرز أصوات المواطنين، غير أننا طرحنا أن تكون الأطراف الأجنبية منظمات يشهد لها بالرقابة في بلدان عديدة وتفهم الملك هذا الأمر على أن تكون تلك الجهات على غرار ما هو في مصر وليس لبنان أي أن دورها يقتصر على زيارة المقار ومتابعة الجو الانتخابي واللقاء مع القوى السياسية’’. وبشأن تقرير البندر، أوضح ‘’عندما طرحنا موضوع تقرير صلاح البندر وطالبنا باستبعاد العناصر التي وردت أسماؤها في التقرير بغض النظر عن صحة التقرير، أكد جلالته بأنه سأل أحمد عطية الله وأجابه بأن هذا التقرير عار عن الصحة’’. واسترسل ‘’أفادنا الملك أن هناك تحقيقا يجري في القضية ولا نعلم إلى الآن إذا كان التحقيق يجري مع البندر أم مع عطية الله، لكننا علمنا بأن هناك حقائق ومعلومات سيتم كشفهـــا خلال الأيام المقبلة’’. وكشف سلمان ‘’قطع الملك وعدا بإطلاق سراح معتقلي المطار والدانة، ونأمل أن يكون ذلك قبل شهر رمضان، وفي ذلك نؤكد على أهمية العمل السلمي وأهمية عدم اصطدام الحالة الأمنية مع المجتمع المدني’’. وأعرب سلمان عن أمله أن ‘’تشهد الأيام المقبلة اتساعا في حرية التعبير وإغلاقا لملف المعتقلين الذي يعتبر فصلا سيئا’’. إلى ذلك، ثمن رئيس جمعية الميثاق أحمد جمعة اللقاء مع الملك واعتبره ‘’من أهم لقاءات القوى السياسية مع جلالته’’. وأضاف ‘’كان جلالته صريحا وواسع الصدر كعادته إذ استمع لمختلف الجهات وكافة الهموم والمخاوف والتوجسات التي أبداها رؤساء الجمعيات السياسية وتناولت مختلف القضايا والملفات’’، موضحا ‘’تميز اللقاء بالشفافية والصراحة المتناهية’’. وتابع ‘’كان اللقاء متميزا وطرحت فيه الموضوعات من دون تحفظ، وقد كان الملك واضحا، سلط الضوء على العديد من تساؤلات الحاضرين وأكد أنه لم ولن يكون منحازا لأي طرف من الأطراف أو الجهات’’. وأوضح ‘’قـــال جلالتـــه إن البحرين ومنـــذ البدايــة أعلنت أنها ستكون في الاتجاه المسالم ولن تكون أي مواجهات بين الأطراف بل إنها بلـــد للحريـــة مفتوحة على الجميع وللجميع من دون احتقانات’’. وقال جمعة ‘’طرحنا على جلالته موضوع تمويل الجمعيات على اعتبار أنها - أي الجمعيات - في حكم الأحزاب مما يعني أنها تلعب دورا تكامليا مع النواب والشورى والحكومة للنهوض بالبلد وبالتالي من الضروري أن تكون هذه الجمعيات على مستوى من القدرة لأداء دورها’’. واسترسل ‘’ما حدث مع وزارة العدل وما طرحته من تمويل لم يكن في مستوى طموح الجمعيات، ولم نتوصل مع الوزارة إلى التمويل المفترض الذي من شأنه مساعدتنا على أداء الدور وكان الملك متفهما لهذا الطرح ووعد بمعالجة الموضوع’’. وأوضح ‘’عدد من الإخوة في القوى السياسية أبدوا توجسات في عدد من القضايا وأبدوا مخاوف لعدد من الملفات المطروحة على الساحة ومنها تقرير صلاح البندر، وقد أبدى الملك تفهما لمثل هذه التوجسات وأطلع الجميع أن الموضوعات المطروحة سوف تعالج في إطارها القانوني بما يسمح لمسيرتنا الديمقراطية أن تستمر’’. ووصف جمعة اللقاء بمجمله بأنه ‘’مثمر’’، متمنيا ‘’تكرار مثل هذه اللقاءات لبناء ديمقراطية البلد ومسيرتها بصورة سليمة’’. وفي سياق متصل، أشاد رئيس جمعية الأصالة الإسلامية غانم البوعينين باللقاء، مؤكدا أن ‘’كل القوى بلا استثناء يوافقونني على مدى أريحية جلالة الملك في لقائنا معه، فقد كان أخويا أكثر منه رسميا أو تلقي توجيهات، إذ فتح جلالته الصدر واسعا لكل الحاضرين’’. وأضاف ‘’وجه جلالته رسالة بأهمية المرحلة الراهنة وشدد على ضرورة المشاركة ودعم الإصلاح السياسي الآن وفي الفترة المقبلة كما أكد أنه شريك مع السلطة التشريعية وليس على رأسها’’. وتابع ‘’كان أريحيا وواقعيا إذ إن الأمور التشريعية لا يمكن أن تسير على أكمل وجه إلا بتعاون الأطراف، وجلالته بالفعل شريك حقيقي أكثر من كونه على رأس السلطات’’. وقال البوعينين ‘’لقد أعطى كل القوى السياسية الحاضرة وقتا كافيا لإبداء الرأي بل وحتى النقد - إن وجد - فكان كل الحضور على سجيته ونال وقته الكافي بما يظهر كرمه’’. وأوضح ‘’بالنسبة لنا في الجمعيـــة لــم نطـــرح مطالب، فنحن ننظر بـــأن مثل هـــذه الأمور يجـــب أن تطرح في المجلس التشريعي وهو المخـــتص بذلك وهو السبب لمشاركتنا في الانتخابات الماضية’’. وأفاد ‘’عدد من القوى طرحت قضايا سياسية كالدوائر والتجنيس والتصويت الالكتروني ومراقبة الانتخابات كما طرحت قضايا إنسانية’’. واسترسل ‘’كذلك طرحت إحدى القوى تقرير صلاح البندر وأفادهم جلالة الملك بأن القضية لدى القضاء ممثلة في النيابة العامة، وقد أعطى توجيهاته بنشر كل الحقائق والمعلومات للناس في الوقت المناسب بعد انتهاء التحقيقات، من أجل أن يدرك المواطنون كل ما يجري’’. وقال البوعينين ‘’طرح البعض التصويت الالكتروني وكشف لهم الملك أن دولة قطر والإمارات العربية المتحدة طلبت من دولة البحرين المساعدة في هذا المجال ما يظهر جهود اللجنة العليا للانتخابات في البحرين’’. واستدرك ‘’لكن الملك أوضح للحاضرين أنه لن يقبل اتخاذ إي إجراء ضد رغبات المواطنين ولن يقبل الاستهانة بآرائهم’’. وعن مراقبة الانتخابات أوضح ‘’طالبت بعض الأطراف بمراقبة دولية غير أن الملك قال لهم إن التجربة وطنية ومحلية ولا بد أن تستمر كذلك على أن يتم تطوير الفكرة بسواعد بحرينية ولا بأس من مرور الأطراف الخارجية على اللجان من دون تدخلها’’. وختم ‘’لم يكن أسلوب جلالته مفاجئاً فهذه عادته ولا بد أن نتقدم له بالشكر الجزيل ونثمن مبادرته’’. ¤ المزيد من الأخبار: