مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 05:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-21-2011, 05:25 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. (Re: الكيك)

    هيكل يهاجم رئيس الوزراء بسبب تصريحاته عن كامب ديفيد.. وتسريب اسماء مرشحين للرئاسة
    حسنين كروم
    2011-09-2


    القاهرة - 'القدس العربي':


    أبرز ما نشرته صحف مصر امس - الثلاثاء كان عن تورط صحف 'الأخبار' و'المصري اليوم' و'اليوم السابع' في نشر نص تقرير عن أساتذة الجامعات المرشحين للانتخابات في الجامعة وإسناده إلى جهاز الأمن الوطني.
    ونشرت الصحف عن رفض لجنة الأحزاب طلب الجماعة الإسلامية إنشاء حزب البناء والتنمية لمطالبته بتطبيق الدور، والموافقة على حزب الاتحاد الذي تقدم به صديقنا الدكتور حسام بدراوي، عضو أمانة السياسات العامة للحزب الوطني والأمين العام له لمدة عدة أيام، ولوحظ اختفاء الهجمات أمس ضد مبارك، فيما عدا كاريكاتير زميلنا سماح فاروق في 'الدستور' عن أبناء مبارك في صورة تذكارية وكانوا مجموعة من اللصوص والبلطجية ويجلس وسط الصورة مبارك حاملا في يديه الاثنين أكياس دولارات وهو يكاد يموت من شدة الضحك والفرحة.
    وإلى قليل من كثير عندنا:

    كشف طبيعة المرشحين لرئاسة الجمهورية

    ونبدأ بـ'الأخبار'، حيث قالت في تحقيق لزميلنا مصطفى عبده: 'حصلت 'الأخبار' على تقرير أمني اعده جهاز أمن الدولة السابق حول طبيعة المرشحين لانتخابات القيادات الجامعية الجديدة قام التقرير بتقييم وتحديد الانتماءات السياسية لكافة المرشحين الذين يخوضون الأحد القادم انتخابات المجمع الانتخابي المكلف باختبار رؤساء الجامعات ويمثل فيه المرشحون لمناصب عمداء الكليات 30 ' وممثلو الكليات من أعضاء هيئات التدريس 70 ' ، ففي جامعة القاهرة تكون التقرير الذي ساهم في إعداده اللواء معتز أبو شادي أمين عام الجامعة من خانتين تم وضع اسم كل مرشح في الخانة الأولى، بينما تم تدوين انتماءات المرشح في الخانة الأخرى، واختلف تقييم المرشحين وفقاً للتقرير ما بين 'إخوان' و'معتدل' و'محترم' وليس له اتجاهات' و'اتجاهاته غير معلومة' وله اتجاه معاكس للإدارة الحالية' وعقلاني يخاف من سطوة الإخوان' و'محترم ليبرالي'.

    تقرير أمني عن المرشحين لخوض الانتخابات

    وقالت 'المصري اليوم' في موضوعها الرئيسي بالصفحة الأولى لزميلينا أبو السعود محمد ومحمد كامل: 'حصلت 'المصري اليوم' على نسخة من تقرير أمني أعدته احدى الجهات داخل جامعة القاهرة عن المرشحين لخوض الانتخابات'.
    وقالا في موضوع آخر: 'لم تتوصل الجهة كاتبة التقارير الى انتماءات البعض'.
    أما 'اليوم السابع' في موضوعها الرئيسي بالصفحة الأولى لزميلنا محمد البديوي، فقالت: 'حصلت 'اليوم السابع' على تقرير منسوب لجهاز الأمن الوطني حول الانتماءات السياسية للمرشحين.
    وقال أيضاً: 'تم تداول هذا التقرير على البريد الالكتروني لعدد من موظفي الجامعة الذين يتولون متابعة عملية الترشيح الذي أدى إلى تسريبه'.
    أي ان هناك تخبطا في مصدر التقرير، جهاز الأمن الوطني - مباحث أمن الدولة - أم موظفون في الجامعة، أعدوا التقرير من باب التطوع أو المحبة، والمهم انه منشور على المواقع الالكترونية، ولذلك لم يكن هناك أي مبرر لأن تتباهى 'الأخبار' و'المصري اليوم' بتحقيق سبق صحافي. وقد نفى مصدر مسؤول في المركز الإعلامي بوزارة الداخلية صحة ما رددته بعض المواقع الالكترونية، ونشرت 'الأهرام' الحلقة الثانية من حوارها مع استاذنا الكبير محمد حسنين هيكل، وفيه هاجم رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف بقوله: 'رأينا هذا الصباح نموذجا عمليا لما يترتب على غيبة المعرفة، ورأيناها في التصريح الذي أدلى به رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف للتليفزيون التركي، حين قال ان معاهدة السلام مع إسرائيل ليست مقدسة، وأنا معه في أنها ليست مقدسة لكن السؤال هو ما إذا كان القائل عارفا بالضبط أبعاد ما يقول وجاهزا له.
    ومن قراءة لتصريحات رئيس مجلس الوزراء في هذا الموضوع. فقد أحسست بأنه لا يعرف حقائق الموضوع الذي يتكلم فيه، لا يعرف ماذا جرى بالتحديد في عملية السلام ولم يقرأ ملفاتها، ولا أطلع على وثائقها لكنه فيما بدا لي رجل أحس بضغط الرأي العام وتكلم بما تكلم به للتليفزيون التركي'.
    وفي الحقيقة، فإن من الضروري الإشارة الى ان المطالبة بتعديل بعض بنود اتفاق السلام خاصة ما يتعلق بتوزيع وعدد القوات وتسليحها في المنطقة أ، ج، المحاذية للحدود، ظهرت اكثر من مرة في عهد مبارك خاصة بعد اتهامات إسرائيل وأمريكا لمصر بالمساعدة في تهريب الأسلحة.

    علاقة مبارك مع ايمان الطوخي
    وتدخل الرئيس باختيار الفنانين

    ويبدو - والله أعلم - انه كان سعيدا بعد أن قرأ في اليوم السابق - الاثنين - قول زميلنا والناقد الفني طارق الشناوي في صفحة أنباء النجوم عنه وعن الفنانة المعتزلة ايمان الطوخي: 'الشائعة ليست بالتأكيد وليدة اليوم، بل كنا نسمعها على مدى الـ15 عاما الماضية، وهي أن مبارك تزوج الفنانة إيمان الطوخي، وكانوا يضيفون 'ولديه ابن منها'، كانت إيمان قد اعتزلت الفن في مطلع التسعينيات بعد أن حققت نجاحا لافتا في أعمالها الفنية الأخيرة، وواكب ذلك مشاركتها في المسلسل الجماهيري الأهم 'رأفت الهجان' ولعبت بتألق وإبداع دور اليهودية الحسناء إستر بولانسكي، كما انها كانت تدعى دائماً خلال تلك السنوات للغناء في حفلات أكتوبر بحضور الرئيس المخلوع، والمعروف أن مبارك كان يشارك دائماً في اختيار مطربي أكتوبر حتى لو كانوا من ترشيح صفوت الشريف أو آخرين، فإنهم في العادة ينبغي أن يحصلوا على موافقته، وربما لهذا السبب مثلا تجد أن مطربا مثل محمد ثروت كان هو جوكر حفلات أكتوبر في بداية حكم مبارك، وبعد ذلك تم استبعاده بناء على رغبة الرئيس المخلوع، الاستبعاد وأيضا الاستدعاء بناء على رغبته، بنفس عدد السنتيمترات، هو الذي طلب من صفوت الشريف أن يتبنى آمال ماهر، وبعد ذلك طلب من أنس الفقي أن يتبنى ريهام عبد الحكيم، تظل الأسباب التي تسوقها ايمان مبررة اعتزالها غير مقنعة، فإن غموض الاعتزال والاختفاء يحيل كل إجابات إيمان الى علامات استفهام!'.

    كلما رأى المصريون جلاديهم
    في القفص عظمت ثورتهم

    والى المعارك والردود المتنوعة، ومنها واحدة لزميلتنا بـ'الجمهورية' سميرة صادق، وقولها يوم الخميس: 'كلما رأى المصريون جلاديهم السابقين في قفص الاتهام شعروا بالارتياح لما فعلوه وبعظمة ثورتهم.
    من كان يصدق أو يحلم منذ شهور قليلة أن يرى مبارك وأبناءه ووزير داخليته القوي حبيب العادلي ومساعديه داخل قفص الاتهام؟!
    من كان يصدق أن نرى خمسة وعشرين من رموز النظام الذين نظموا ومولوا موقعة الجمل والذين طالما علوا وتكبروا على هذا الشعب بسلطاتهم وأموالهم واستهتروا بمعاناة الناس ومطالبهم من كان يصدق أن يرى هؤلاء داخل القفص وفي حضرة العدالة؟!
    أحيانا أتساءل هل لو لم يكن المجلس العسكري الأعلى على رأس الدولة ولو لم يكن الجيش هو الضامن لأمن البلاد والداعم لثورة الشعب هل كان يمكن أن نرى كل هؤلاء في قفص الاتهام؟! أي قوة يمكن أن تجمعهم وتأتي بهم وتجبرهم أن يخضعوا للعدالة ويكونوا تحت أمرها وتحت أمر القانون الذي طالما اخترقوه وأهانوه بل وطوعوه لمصالحهم؟!
    الثورة قائمة وناجحة وما يحدث من مقاومة من الطرف الآخر أمر متوقع ويحدث في كل الثورات، لنكن متفائلين ومتعقلين - صدقوني إنها فترة صعبة 'وتعدي'، فمصر لن تسقط أبداً، وستظل كنانة الله في الأرض رغم أنف الحاقدين والمتآمرين'.

    لماذا يختار المجلس العسكري الخيار الاصعب؟

    لكن كلامها لم يعجب زميلها في 'الشروق' أشرف البربري ولذلك قال عن المجلس العسكري في نفس اليوم: 'مشكلة المجلس العسكري هي أنه ما وقف أمام خيارين إلا واختار أصعبهما وأكثرهما تكلفة بالنسبة له وبالنسبة للناس جميعاً الأمر الذي يهدم جسور الثقة بينه وبين قوى الثورة الشعبية.
    فقناة الجزيرة مباشر تعمل بدون ترخيص وكان أمامه خياران اما أن ينذرها ويمنحها مهلة لتوفيق أوضاعها أو أن يغلقها فورا، فاختار الأخير رغم أن أضراره أكثر من فوائده، والمجلس كان أمامه قانونان قانون الغدر وقانون الطوارىء، وبدلا من أن يفعل قانون الغدر فيهدأ الرأي العام ويطمئن على ثورته وتقل حاجته الى التظاهر اختار المجلس تفعيل قانون الطوارىء وهو قانون سيىء السمعة بالتأكيد وكان وجوده أحد أهم أسباب الثورة.
    وعندما جاء الدور على تقسيم الدوائر الانتخابية كان أمامه خياران، الأول هو المنطق البسيط بتقسيم عدد سكان كل محافظة على عدد المقاعد المخصصة لها فتكون كل الدوائر متساوية في عدد الأصوات وقريبة من حيث المساحة فلا يجد أحد مبررا للاعتراض، والثاني أن يقسمها بهذه الصورة التي تخلو من المنطق فيفتح باباً واسعاً للتشكيك والاحتجاج'.

    'الشروق': ماذا فعل قائد
    الشرطة مع معذبي الناشطين؟

    وانتقل الهجوم على المجلس العسكري من 'الشروق' إلى 'التحرير' بواسطة زميلنا محمد فتحي في بروازه - في العضل - وقوله فيه: ' سيادة اللواء حمدي بدين قائد الشرطة : صباح الخير، في الظرف الطبيعي - أيام مبارك - كان من المستحيل الوصول إليك أو مخاطبتك، لكن بما أننا في ثورة، وفي ظروف استثنائية، فاسمح لي أن أسألك: ماذا فعلت في الوقائع المريعة التي تروى عن الشرطة العسكرية وتصرفاتها مع الناس؟ ماذا فعلت في وقائع كشف العذرية وتعذيب الناشطين؟ هل قرأت الواقعة التي نشرها أسامة غريب عن أفراد الشرطة العسكرية الذين ضربوا وشتموا وسبوا الدين لسيدة في الخمسينيات وشاب في كلية الطب هددوه بإلقائه في النيل لمجرد أنهما ذعرا من مشهد ضرب جنودك للناس في الشارع وصرخا 'كفاية، حرام'؟ ألا ترى يا سيادة اللواء أن ما يفعله بعض جنودك وهو موجود في بلاغات عديدة يكاد يفوق ما فعلته شرطة حبيب العادلي؟ يا سيادة اللواء، اتق الله ولتعتبر الشباب الذين تم تعذيبهم والاعتداء عليهم مثل مؤيد مبارك وشاتم الثورة اللاسع الذي اصطحبته في سيارتك 'لا أعرف الرسمية أم الخاصة' إلى واجب عزاء وقدمته للناس بوصفه ابنك، بل هم أفضل وأشرف وأكرم، على الأقل لا يوجد بينهم عنكبوت واحد'.

    أحمد عز: الصعود الصاروخي
    والانحدار الصاروخي

    أما زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' جلال دويدار فقد فضل يوم الأحد مهاجمة رجل الأعمال وأمين تنظيم الحزب الوطني المحبوس أحمد عز بمناسبة الحكم بسجنه عشر سنوات في قضية 'رخص الحديد'، وقال عنه: 'هذا الصعود الصاروخي الذي بدأ مع بداية الألفية الثالثة خلق منه صاحب نفوذ وصولجان إلى الدرجة التي جعلت كل عناصر القوى في النظام يرهبونه ويخشونه حتى أقرب رجال الرئيس السابق من الحرس القديم، تحول الى حوت قال عنه الجميع ان 'لا حل له' وأصبحت الأبواب مفتوحة أمامه بلا حساب، وصل به غرور القوة إلى درجة انه كان يغير القوانين لخدمة مصالحه الخاصة دون أن يستطيع أحد الوقوف في وجهه سواء في الحكومة أو في مجلس الشعب، استغل الفرصة للاستيلاء على أكبر شركة عامة لصناعة حديد التسليح 'شركة الدخيلة' التي قامت بإنشائها الخبرة اليابانية، عمل بعد ذلك على تكريس احتكاراته والسيطرة على أسعار حديد التسليح تصنيعاً واستيرادا.
    وعندما حاول المهندس رشيد محمد رشيد وزير الصناعة التصدي له استثمر علاقته بجمال مبارك وبالتالي والده الرئيس السابق لإرهابه وتضليله، خضع رشيد لهذه التدخلات تحت إغراء نفوذ المنصب والسلطة وما كان يتم الترويج له بإمكانية ترشيحه رئيساً للوزراء، كان من نتيجة ذلك ان تشوهت سمعته بعد أن لجأ إلى نفاق عز تجنباً للصدام معه، وساعده في الاستيلاء على التراخيص الجديدة لانتاج حديد التسليح بما ساهم في تصاعد وتوحش احتكاراته'.

    قنوات مودرن تسير حسب توجهات المذيع

    ومن رخص الحديد، إلى رخص القنوات الفضائية التي تكاثرت وقال عنها في 'أخبار' الاثنين زميلنا محيي عبد الغفار: 'قنوات مودرن ودريم حسب اتجاه مقدم البرنامج، فالكابتن مدحت شلبي الشهير بـ'شلبوكة' يقدم في برنامجه اليومي الرياضي مجموعة من الأخبار السياسية ويعلق عليها مع ضيوفه ويستمر في الكلام، والكلام لمدة ساعات، ولا ينسى أن يستضيف الدكتور وليد دعبس ليعلق ويحلل تلك الأحداث فهو العضو المنتدب للقناة. والكابتن أحمد شوبير عكس شلبوكة تماماً مع أنهما يشتركان في اسم مودرن، أما خالد الغندور في دريم، فاتجاهاته معروفة للجميع، وبالمناسبة رئيس مودرن، له جامعة خاصة وقنوات فضائية خاصة، وفي النهاية أسس حزباً سياسياً، انها سبوبة كبيرة، إعلام وجامعة وحزب سياسي ماذا بعد ذلك؟
    - الدكتور توفيق عكاشة، صاحب قناة الفراعين، نموذج للتدريس لطلبة كلية الإعلام، إنه صاحب القعدة، يتكلم، ويتكلم ويحكي ان أولاده واحد أهلاوي والثاني زملكاوي، وانه ملم بكل بواطن الأمور، يقدم النصح للجميع، مع أنه من فلول الحزب الوطني، إلا أنه تبرأ منه، وفي إحدى حلقاته ذكر أن عمر بن الخطاب من فلول الكفار ومع ذلك اصبح ثاني الخلفاء الراشدين، فهل فلول الحزب الوطني أقل منه.
    انه يحكي عن بطولاته وجولاته وانجازاته التي حققها في الماضي ويحققها في المستقبل'.
    وللعلم، فان توفيق عكاشة عضو قيادي في حزب مصر القومي الذي أسسه خفيف الظل المحامي طلعت السادات، ويضم الكثير من عناصر الوطني، وكان طلعت قد قبل رئاسة الحزب الوطني، وقال مبررا ذلك، ان الذي أنشأه عمه أنور السادات، وقد عاد إليهم الحزب، ولكن صدر الحكم القضائي بحل الحزب وعلق طلعت قائلا، انه لن يطعن على الحكم، وعندما سئل، لماذا قبلت رئاسته، قال: كانوا صعبانين عليا.

    الإخوان بين أزرار الكمبيوتر
    و'زراير' الجلباب!

    وإلى الإخوان المسلمين - المحظورين سابقا - وحاليا لهم حزب، هو الأكبر والأقوى حتى الآن - الحرية والعدالة - ويهددون ويتوعدون ويضعون شروطا ويهادنون أيضا، مما أزعج منهم ومن أفاعيلهم زميلنا وصديقنا وأحد مديري تحرير 'الأهرام' عبد العظيم درويش، فقال عنهم يوم السبت: 'إذا أصرت جماعة الإخوان المسلمين على قصر عضوية اللجنة التأسيسية لإعداد الدستور الجديد على أعضاء البرلمان المقبل في مواجهة تمسك المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأن تكون اللجنة من غير الأعضاء لضمان دستور متوازن يعبر عن غالبية المواطنين دون تيار أو تكتل بصرف النظر عن نتائج الانتخابات، وإذا كانت مجرد معرفة القراءة والكتابة هي الحد الأدنى لاشتراطات الترشح للانتخابات فكيف يطمئنهم المواطن الى دستور يحدد مصير ومستقبل نحو 85 مليون مواطن يشارك في صياغة بنوده وتحديد أحكامه نائب ينجح بالكاد في فك طلاسم القراءة والكتابة ولا يجيد التفرقة بين أزرار الكمبيوتر و'زراير' الجلباب!؟ مجرد سؤال'.

    يافطة للإخوان في مدرجات ستاد القاهرة

    وإذا كانت أنظار درويش مركزة بالكامل على اللجنة التأسيسية لإعداد الدستور، وما يمكن أن يفعله الإخوان به، فإنه لم يلحظ خطة أخرى لهم يدبرونها لكن كشفها بحمد الله وتوفيقه زميلنا في 'الاسبوع' أحمد الخضري المشرف على صفحة - ملاعب - وصرخ محذرا الجميع: 'هل هي صدفة أن تكون هناك يافطة لجماعة الإخوان المسلمين في مدرجات ستاد القاهرة في مباراة الأهلي والترجي التونسي؟ وهل هي صدفة أن يدعو حزب الحرية والعدالة الفريق التونسي الى حفل غداء؟ واكتساح الإخوان لانتخابات نادي 6 أكتوبر لا يمكن أن يكون ضربة حظ، ودخول الجماعة بكل ثقلها انتخابات نادي الشمس ليس مجرد استعراض للعضلات ولكنه تخطيط منظم وبدقة، أقولها بكل ثقة: إن الإخوان دخلوا الملعب وقادمون للسيطرة على الأندية الرياضية والاتحادات الرياضية، وكله بالصندوق والانتخابات الحرة.
    وبدأنا نسمع ونشاهد حاجات ولا في الأحلام، قوائم انتخابية ومرشحون على مبادىء الإخوان في الأندية الرياضية.
    أتوقع سيطرة شبه كاملة للإخوان في الأندية خاصة الاجتماعية، أما الأندية الرياضية مثل الأهلي والزمالك فيبدو الأمر صعباً في الوقت الحالي لأن أهل القمة الكروية لهما تركيبة خاصة وإن لم يكن مستحيلا في المستقبل البعيد، وكخطوة تمهيدية نجحت الجماعة في الاقتراب بشكل أو بآخر من الألتراس وأتوقع اختراقا وتنسيقاً بين الجماعة والالتراس في المدرجات قريباً، وربما يكون التنسيق خارج المدرجات أيضاً. دعونا نتابع ونرصد التجربة الجديدة، تجربة اختلاط الرياضة بالسياسة والدين، وممكن جدا نجد في يوم من الأيام سيطرة الجماعة على اتحاد الكرة ويجلس على كرسي سمير زاهر رجل يدير الكرة اللعبة الشعبية الأولى في مصر بفكر سياسي، وتوقعاتي الشخصية اننا سنجد خلال الأشهر المقبلة فريقاً باسم الإخوان المسلمين في كرة القدم تمهيدا للمشاركة في الدوري'.

    فريق كرة من الشيوعيين يلاعب فريق الإخوان

    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، صحيح لنفرض ان هذا حدث فعلا، وتشكل فريق للإخوان يدخل الدوري، هل سيقبلون ان يهزمه فريق آخر، أو يحرمه من الحصول على الدوري والكأس؟ لا أظن ذلك لأنهم سيعتبرون أي هزيمة لفريقهم هزيمة للإسلام، ما داموا يعتبرون انهم والإسلام شيء واحد.
    ولي في ذلك خلفية عن عمي المرحوم الحاج إبراهيم كروم، وكان معتقلا عام 1954 مع الإخوان بعد محاولة اغتيال خالد الذكر، وكان فتوة بولاق أبو العلا، وأشهر فتوة لارتباطه بالإخوان، وحدث انه كانت في المعتقل معهم مجموعة من الشيوعيين من بينهم صديقنا الراحل عبد المنعم الغزالي، وهو شقيق السيدة زينب الغزالي القيادية الإخوانية، وشقيقه الأكبر المرحوم صديقنا سيف الغزالي كان من قيادات حزب الوفد في القاهرة.
    وقد حكى عبد المنعم ذات يوم ونحن في مكتب صديقنا وزميلنا الكاتب الراحل لطفي الخولي عندما كان رئيساً لتحرير مجلة 'الطليعة' الشهرية التي تصدر عن 'الأهرام'، رواية لهم وهو يضحك، انهم اتفقوا على تكوين فريق كرة من الشيوعيين يلاعب فريق الإخوان، وكان الحاج إبراهيم كروم حاضرا مع مأمور السجن المباراة، وبمجرد أن حقق الشيوعيون أول هدف في مرمى الإخوان، غضب عمي وطلب شومة من مأمور السجن، فأحضرها له بسرعة، وأخذها ووقف وراء حارس مرمى الشيوعيين وهدده بضربه بها لو صد أي كرة على مرماه. وفعلا دخل أول هدف للإخوان، فصاح: الله أكبر، الله أكبر، ودخل الثاني، وانتهت المباراة بفوز الإخوان، فصاح مهللاً: الله أكبر، لقد انتصر الإسلام.

    الإخوان والسلفيون ورجب
    وهجومهم على اردوغان

    وما تزال التعليقات متواصلة على الهجوم الذي شنه الإخوان المسلمون والسلفيون ضد رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، واتهامه بالتدخل في شؤون مصر الداخلية بعد تصريحاته التي صدمتهم، عن العلمانية التي يطبقها في بلاده، والتعليقات كلها شماتة وفرحة في صدمة الإخوان والسلفيين، فقال زميلنا بـ'الجمهورية' فراج إسماعيل يوم الاثنين وهو يفتح فمه على آخره وهو يضحك: 'لماذا خرج أردوغان عند بعض الإسلاميين المصريين من فسطاط الإيمان الى فسطاط الكفر بحديثه عن العلمانية التي يطبقها حزبه في حكم تركيا؟، ولماذا لم يأخذ الليبراليون في المقابل هذا الحديث فرصة لإنهاء حالة الاستقطاب العنيفة التي تشهدها الساحة بين التيارين منذ الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مارس الماضي؟!
    اتهمه الإخوان بالتدخل في الشؤون الداخلية لمصر مع انه لم يتدخل بل شرح العلاقة بين الدين والدولة في محاولة منه للمساعدة في خروج النخبة من الأزمة التي قد تطيح بأحلام الديمقراطية والحريات وتدمير الاقتصاد.
    ولا أجد في تعريف أردوغان ما يخالف الإسلام ويدخله فسطاط الكفر، انه شخص متدين للغاية لا تفوته فروض الصلاة في أوقاتها وعندما قابلته في تسعينيات القرن الماضي أثناء توليه رئاسة بلدية اسطنبول كان أول ما لفت نظري وجود سجادة الصلاة الصغيرة في مكتبه.
    الإسلاميون للأسف لم يلتقطوا التجربة التي قدمها لهم مجانا وبشرح مبسط خلال حواره مع الإعلامية منى الشاذلي الذي بثته قناة دريم وإنما هرعوا يهاجمون الرجل الذي يحظى بشعبية هائلة بينهم، وكانوا قد استقبلوه في القاهرة بوصفه خليفة للمسلمين!
    ولو نظروا في الأمر لوجدوا أنه أراد إنقاذ مستقبل الديمقراطية والحرية وتداول السلطة في دول الربيع العربي، ففي ظل الاستقطابات الحالية قد تقف العملية الديمقراطية برمتها لأن نذر البديل ستبدو أخطر كثيرا من الاستبداد والديكتاتورية'.

    اردوغان اكد ان دولته علمانية وليست دينية

    أما زميلته سوسن زكي فقد واصلت الشماتة في نفس العدد بقولها: 'أردوغان لم يقل إن دولته مدنية بل قالها صراحة ان تركيا دولة علمانية. لا شك ان النموذج التركي الناجح أود ومعي الكثيرون تطبيقه في مصر، فدرجات التشابه بيننا عديدة سواء في طبيعة المناخ والظروف والتاريخ أيضا.
    تركيا دولة تحترم الأديان والحريات الشخصية ونجحت خلال سنوات قليلة في تحقيق طفرة اقتصادية غير مسبوقة جعلتها تتحول من دولة مديونة ينتشر فيها الفساد والبطالة الى دولة متقدمة صناعيا واقتصاديا وسياحيا وتحتل رقم 17 على مستوى العالم. أردوغان رجل مسلم وزوجته ترتدي الحجاب لكنه لم يطلب من النساء المسلمات ارتداء الحجاب وأكد ان لكل شخص حريته في عقيدته واهتم بالسياحة لأنها مصدر للدخل ولتوفير فرص عمل للشباب ولتحقيق انتعاش في العديد من المجالات.
    ليت المرشحين للرئاسة في بلدنا ينظرون الى أردوغان وتجربته الرائعة في تركيا خاصة المرشحين من التيار الإسلامي أو السلفي ليتعرفوا على الطريق الصحيح للنجاح سواء أكانت الدولة مدنية أو علمانية ويشاهدوا كيف استقبل شباب مصر أردوغان ولماذا يعتبرونه قدوة ومثلا أعلى يجب أن نقتدي به'.
    الاستفادة من التجربة
    التركية في الحكم

    ولاحظت من صورة سوزان انها غير محجبة، وتضحك، وكان هذا حال زميلتنا نور الهدى زكي رئيسة التحرير التنفيذية لجريدة 'العربي' التي قالت: 'بلاده مرت بظروف مشابهة لمصر فجاءت كلماته دروساً تعرف البوصلة واتجاهات المستقبل، شرح أردوغان كيف تكون حزبه وفق تخطيط علمي وكيف قدم نموذجا يؤمن بالديمقراطية والاقتصاد الحر ويفصل بين الدين والدولة، شرح الرجل كيف أن حزبه ليس حزباً إسلامياً لأن الحزب قد يخطىء وهو كإنسان مسلم قد يخطىء وكسياسي قد يخطىء لكن: 'ديني لا يشوبه الخطأ'. عرف أردوغان ان مستقبليه بالشعارات تصوروا ان مصر كدولة سوف يكون لها دين وأن من سيحكم سيحكم باسم الله فتحدث اليهم حديثا لم تأت كلماته بردا ولا سلاما عليهم، تحدث عن بلاده وتفاخر بما حققته تركيا اقتصاديا وسياسيا، وأن تركيا هذه التي أخذت ألباب مستقبليه ليست إلا دولة علمانية، والعلمانية هي علمانية الدولة وليست علمانية المواطن الذي يكون الدين وجدانه وأخلاقه، أما الدولة فهي تقف على مسافة واحدة من الأديان والبشر، دولة لا تمييز فيها على أساس الدين'.

    وقوف الدولة على مسافة
    متساوية من جميع الأديان

    وعلى ضوء نور، سارعت الشاعرة فاطمة ناعوت لتقول في نفس اليوم في 'المصري اليوم': 'هم قالوا إن العلمانية كفر وإلحاد وانعدام دين وهو قال إن 'العلمانية هي وقوف الدولة على مسافة متساوية من جميع الأديان'، هو مسلم شديد التقى، وربما متعصب أيضاً لكنه يفهم ان الله هو العدل، لهذا اختارت دولته أن تكون عادلة محايدة أمام مواطنيها، العلمانية نظام دولة، لا نظام أفراد، كن متديناً، كن متعصباً كن متطرفاً لكن الدولة العلمانية بقانونها العادل المحايد هي التي ستضمن ألا يتحول تطرفك هذا الى إرهاب، فيأمن الآخر شرك، إن وجد، مثلما ستأمن أنت شر الآخر، الدولة العلمانية لا تتدخل في تدين الأفراد بل تحمي الدين من الدنس باستخدامه كارت إرهاب و'مصالح' في يد فئة تزعم أنها ظل الله على الأرض، حاشاه، وأن الله كلفهم بقمع الناس وترويعهم باسمه! تعالى الرحمن عن ذلك علوا كبيرا.
    ويبقى سؤالان: أصبح أردوغان، في نظر الإخوان والتيار السلفي متدخلا سخيفاً في شؤوننا حين قال إن صالح مصر لن يكون إلا بتطبيق النموذج العلماني، طيب لو كان اقترح تشييد خلافة إسلامية، هل كان ساعتها 'هايبقى راجل طيب، ومفيش منه'؟ والسؤال الأهم: من يرفضون أن تقف الدولة محايدة أمام مواطنيها هل يدعون للظلم وانعدام العدالة بين الناس؟
    هل يريد الله هذا؟ حاشاه! وحاشانا أن نصدق ما يزعمون عن الله بالكذب، الله هو العدل، والعدل هو المساواة، والمساواة هي العلمانية'.

    الاخوان صاروا فزاعة مثلما
    صورهم النظام السابق

    وحتى لا يعطي الإخوان والسلفيين الحجة لأن يقولوا ان هؤلاء الثلاث سافرات، فقد تقدم زميلنا بـ'الأهرام' محمد السعدني في نفس اليوم ليؤكد أن هذا أيضاً هو رأي الرجال القوامين على النساء، بأن قال: 'إذا كانت ثورة 25 يناير قد فتحت الأبواب على مصاريعها لانخراط التيار الإسلامي والإخوان المسلمين في العمل السياسي فان الحنكة السياسية وروح الثورة المصرية يجب أن تعمل بشدة في ألا يجعل هؤلاء من أنفسهم فزاعة كتلك التي كان يستخدمها النظام الذي هوى، فيدخلون الرعب في قلوب خلق الله لمجرد تصور وتخيل ان هؤلاء يمكن أن يتولوا السلطة في البلاد وأنهم باسم الله يمكن أن يوقفوا فكرة مدنية الدولة ويحولوها الى خلافة إسلامية جديدة في عصر انتهت فيه هذه الخلافة، تلك التجربة التي لم تستمر في التاريخ الإسلامي سوى ثلاثين عاما فقط، وانتهى الأمر إلى قيام الدولة الأموية.
    إذن فقد أعادت ثورة 25 يناير الأمل في التجربة التركية أن تنجح في بلادنا، وأن يتنافس المتنافسون في السياسة بعيدا عن الاستغلال المهين للعاطفة الدينية التي هي من مكونات الشخصية المصرية مسلمة أو مسيحية.
    التجربة التركية جاءت إلينا لتستعرض القــــوة وتستلهم الهمة وتعطي النموذج والمثل في قوم أحبوا وطنهم وأخلصوا له العطاء فكان أن ارتفع الوطن معهم الى الآفاق الواسعة واحتل مكانه تحت الشــــمس، جاء أردوغان ليقول بملء الفم أن لا مجال للحديث عن خلافة إسلامية ولا مجال لخلط الدين مع السياسة'.

    الظرفاء ومرات الحلاق وتاجر الحمام

    وإلى الظرفاء، ونبدأ مع زميلنا وصديقنا بـ'أخبار اليوم' محمد حلمي، وفقرته المتميزة - بطبيعة الحال - في ملحق النهاردة اجازة، الذي يشرف عليه زميلنا أحمد السعيد، وكانت عن:
    '- مرات 'الحداد' تكسر البطيخة' بالمرزبة.
    - مرات 'مخرج السينما تخلص الأكل وتحطه 'في العلب'.
    - أن يساعد 'الكمسارية' في 'تطويق' المظاهرات.
    - مرات 'الحلاق' تقطع صينية الجلاش 'بالموس'.
    - تاجرة الحمام 'تسقف جامد عشان 'تطير النوم' من عين جوزها!
    - مرات 'العجلاتي' لما تيجي تنظف مناخير ابنها 'تقلبه على ظهره'.
    ومن الظرفاء أيضا، مواطنة اسمها، هند إسماعيل نقلت عنها 'التحرير' يوم الاثنين في بابها - فيس وملح - قولها في الفيس بوك عن جنازة خالد عبد الناصر:
    '- في الجنازة، ناس شايلة صورة عبد الناصر، وبتقول، يسقط، يسقط حكم العسكر، دا على أساس ان عبد الناصر كان دكتور نساء وتوليد'.
    ما شاء الله - ما شاء الله، عبد الناصر هكذا غير مسبوقة بخالد الذكر؟
    ولولا أن اسمها على اسم ابنتي الكبرى لكان لي معها شأن آخر، واعتبرتها ثقيلة ظل.



    ---------------------

    ونحن؟ أين نحن؟
    بقلم: أحمد عبد المعطي حجازي
    112

    أظن أننا علي وعي كاف بأننا نمارس في هذه الأيام نشاطا وطنيا لم نمارسه منذ أكثر من نصف قرن‏,‏

    وهو التفكير فيما نحن فيه الآن, وفيما كنا عليه, وفيما يمكن أو يجب أن نصير إليه, طبيعة الدولة, ومبادئ الدستور, وحقوق الأمة, وموقف الجيش مما حدث ومما يمكن أن يحدث, وعلاقة الدين بالسياسة, وقانون الانتخاب...
    فضلا عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي كشفت لنا الثورة عما أصابها من أمراض خطيرة تثير القلق وتطرح ما لابد أن نفكر فيه ونراجعه ونناقشه ونبحث له عن اجابات نظرية وعملية, مدركين أن كلمتنا الآن لها ثمنها الغالي الذي يجب أن نحسبه ونتوقعه, وأن نبوءات الحاضر واحتمالاته المأمولة أو المخيبة للآمال ستصبح واقعا غدا, فعلينا أن ننظر فيها بجد ومسئولية, ونعرف لأقدامنا قبل الخطو موضعها, لنختار ما يؤكد حريتنا, ويصون كرامتنا, ويهيئ لنا أسباب الشعور بالأمن والثقة والاستقرار, ويساعدنا علي إنقاذ النهضة التي تعرضت للاغتيال, والتوقف عن التراجع, واستئناف التقدم والوصول الي ما نرجوه لأنفسنا ولأجيالنا القادمة.
    فإذا كان حقا أننا علي هذا الوعي بخطورة الأسئلة التي تواجهنا ونسعي للإجابة عليها, فلابد أن نكون علي وعي بأننا في هذه المواجهة الحتمية لسنا في كامل أهبتنا, وأن أدواتنا في النظر والتفكير والاختيار والعمل لم تكتمل بعد, وأننا نندفع أحيانا دون تبصر, وقد نتردد في الإجابة ونرتبك ونتلعثم, وهذا أمر طبيعي بعدما يزيد علي خمسين عاما كنا فيها ممنوعين من الحضور, محرومين من القول والفعل ومن المشاركة والمواجهة.
    لم يكن مسموحا لنا في الخمسينيات والستينيات إلا بالهتاف لزعيمنا الخالد, حتي عندما قادنا زعيمنا الخالد الي حرب لم نستعد لخوضها وهزيمة ساحقة فقدنا فيها كل شيء, اعتبرنا بقاءه في السلطة انتصارا يعوضنا عن كل ما فقدناه!
    وفي السبعينيات شغلتنا السلطة بالحرب التي أعلنتها علي أعوان الزعيم الذي رحل, وبالمسارح السياسية التي سمتها منابر ووزعت عروضها علي من عينتهم يمينا ويسارا, وحكومة ومعارضة!
    حتي نصل الي العقود الثلاثة الأخيرة التي لم نجن فيها إلا الشوك, ولم نذق إلا الحنظل الذي زرع لنا في الثلاثة التي سبقتها.
    لقد أفقدتنا هزيمة يونيو ثقتنا في أي مشروع عصري للحاق بالمتقدمين, فلم يبق أمام الكثيرين المحبطين إلا الماضي الذي اكتشفوا أنه لايزال حيا في بلاد مجاورة جعلها حكامها محميات طبيعية للقرون الوسطي برجالها ونسائها, وأفكارها وأزيائها, ونظمها السياسة وتقاليدها الاجتماعية, وقد شاءت إرادة العلي القدير أن تغتني هذه البلاد بعد فقر فتصبح في نظر المصريين الذين أنهكتهم تجاربهم الأليمة ومعاركهم الخاسرة جنة مشتهاة وحلما يخايلهم ويناديهم في نومهم وصحوهم, ويغريهم بالتبرؤ من تاريخهم وثقافتهم ومن ثقافة العصر كله والارتماء في أحضان الماضي والجهاد في سبيل احيائه, وهكذا أصبحت مصر ساحة للصراع بين جماعات الإسلام السياسي الساعية لاغتصاب السلطة وبين النظام البوليسي الذي استغل نشاط هذه الجماعات ليشدد من قبضته, ويطلق العنان لأعوانه وخدمه الفاسدين المرتشين, ويحكمنا بقانون الطوارئ ثلاثين عاما كانت صراعا متصلا بينه وبين الجماعات الدينية تبادل فيه الطرفان مواقعهما.
    النظام يتمسح في الإسلام, يحيي الموالد, ويطلق العنان في المدارس والجامعات, والصحف والإذاعات, والمساجد والمحاكم لمن يمتثلون لتعليماته ويطبقون سياساته فيحاربون العقل ويتاجرون بالخرافة والشعوذة, ويعلمون الصغار والكبار العنف والتطرف, ويكفرون الكتاب والشعراء والمفكرين والفنانين ويحرضون علي اغتيالهم, والجماعات الإسلامية تعين نفسها حكومة ظل, وتصبح دولة داخل الدولة توظف الأموال, وتنشئ الزوايا والمدارس والمستشفيات, وتستولي علي النقابات, وتتحالف مع حزب سعد زغلول والنحاس, وتحصل علي ربع المقاعد في مجلس الشعب, وتقتل السياح, وتؤجج نيران الفتنة الطائفية.. ونحن؟ أين نحن؟ نحن كنا دائما واقفين خارج بلادنا, أو خارج ما يدور فيها, نكتفي بالفرجة, حتي قامت الثورة التي خلصتنا من رأس النظام, لكنها فتحت المجال واسعا لخصومه الرسميين الذين استطاعوا وحدهم أن يواصلوا وجودهم في ظله, ويمارسوا بمعرفته السافرة والمضمرة نشاطهم السري والعلني محصنين بالشعارات الدينية التي حلت خلال العقود الأربعة الماضية محل الآمال التي خابت, والوعود السياسية التي لم تصدق, ثم ماذا؟
    ثم إننا نعود الآن للنشاط السياسي بعد أكثر من نصف قرن من الاعتقال الجماعي لنواجه النظام الذي لم يسقط بعد, وإن سقط رئيسه وحكومته, ونواجه معه خصومه الذين كانوا له طوال العقود الستة الماضية, اخوة أعداء يتحالفون معه حينا, ويخاصمونه أحيانا, لكنهم يتحينون الفرصة دائما للحلول محله, حتي اذا قامت الثورة وجدوها فرصة تمكنهم من الوثوب باعتبارهم الورثة الشرعيين لنظام اتفقوا معه في الكثير, فالسلطة عندهم كما هي عنده انفراد واستبداد, والشعب رعية تسمع وتطيع.. والحقيقة ليس لها إلا وجه واحد هو ما يراه الحاكم الطاغية الذي يحكم بأمر نفسه أو بأمر الله, وهما وجهان لرجل واحد, الحكام بأمر أنفسهم يجعلون أنفسهم آلهة, والحكام بأمر الله يجعلون أنفسهم متحدثين باسم الله أو وسطاء بينه وبيننا, ونحن لانزال في مواجهة هؤلاء وهؤلاء, جماعات طارئة علي الساحة لا يجمع بيننا فكر أو تنظيم أو برنامج, وهي حال يستطيع مدعو الألوهية أن يستغلوها ليجهضوا الثورة أو يدعوها لأنفسهم, وهل يعييهم ادعاء الثورية وهم يدعون الألوهية؟!
    نعم, يجب أن نعترف بأننا نواجه أخطارا جمة وأسئلة كبري معقدة نقف أمامها مرتبكين مفتقرين للمعرفة والخبرة, فلابد من الحذر, ولابد من استكمال العدة, ولابد من التحلي بالنفس الطويل والصبر الجميل.
    مثلا, ما هو موقفنا من النظام الذي أسقطت الثورة رئيسه, هل نظل معتقلين فيه, أم آن الأوان قد آن لنخرج منه الي الحرية والمسئولية؟
    بعضنا ينسب هذا النظام لحسني مبارك ويظن أنه سقط بسقوط صاحبه, وهذا وهم, فلم يكن حسني مبارك إلا وريثا للسادات, ولم يكن السادات إلا وريثا لعبدالناصر في نظام واحد فرضه علينا ضباط يوليو الذين انتزعوا السيادة من الأمة, ولفقوا الدساتير, وزيفوا الانتخابات, وحكمونا بالسجون والمعتقلات وأجهزة الأمن وأجهزة الدعاية والكذب, حتي قامت الثورة لتسقط حسني مبارك وتطرح علينا السؤال: لمن السيادة اليوم ؟ للأمة أم لضباط الانقلاب؟
    وكما تطرح علينا الثورة سؤال السيادة تطرح علينا سؤال الهوية التي يخلط البعض بينها وبين الإسلام كما رأينا في بعض المظاهرات, ولاشك أن الإسلام, والدين عامة, عنصر جوهري من عناصر الهوية المصرية التي شكلتها الطبيعة والإنسان والجغرافيا والتاريخ الذي بدأ في مصر قبل أن يبدأ في أي بلد آخر وأنتج حضارة تأثرت بها كل الحضارات وكل الديانات, فمن واجبنا أن نعود الي تاريخنا لنعرف هويتنا, وإلا فالخلط بين الهوية والدين تضليل وانكار لحقائق التاريخ, وإفقار للشخصية القومية, وتمزيق لوحدتها, وخروج من حضارة العصر وثقافته.والحقيقة أن غالبية المصريين لا يعرفون من تاريخهم القديم إلا ما يتلقونه من أفواه بعض رجال الدين الذين لا يعرفون بدورهم من هذا التاريخ إلا ما يتصل ببعض القصص الدينية, ومن هنا يختزلون تاريخ مصر وحضارتها العريقة في قصة موسي وفرعون, ويوسف وامرأة العزيز!
    فإذا كان هذا هو مبلغ علمنا بماضينا فهل نعرف حاضرنا؟
    الجواب هنا أيضا بالنفي, ففي التاسع من هذا الشهر مرت الذكري الثلاثون بعد المائة للمظاهرة العسكرية التي قادها أحمد عرابي الي ميدان عابدين لمطالبة الخديو توفيق بالديموقراطية. وقد مرت حتي الآن عشرة أيام وأكثر دون أن نتذكر هذه الواقعة الفاصلة في تاريخنا الحديث, لا نحن ولا السلطة التي ينتظر بحكم انتسابها للثورة أن تحتفل بثورة عرابي, فإذا كنا لا نعرف تاريخنا في الماضي ولا تاريخنا في الحاضر فكيف نجيب عن الأسئلة المطروحة علينا في هذه الأيام وهي تنبع كلها من ماضينا وحاضرنا. وتنتظر الجواب الذي سيفتح لنا أبواب المستقبل!


    ------------------

    إعادة بناء الدولة
    بقلم: عاطف الغمري
    18

    هناك في علم السياسة مايعرف بانقلاب المنطق العقلي‏,‏ فأنت أمام مشاهد تتناقص فيها المواقف مع العقل والمنطق‏,‏ فيبدو ماتراه حالة من الخروج علي المألوف‏,‏ والمتعارف عليه‏,‏ والمقبول‏.‏

    ينطبق هذا تاريخيا علي ماجري يوم وفاة ستالين في أوائل الخمسينيات, وخروج الحشود الهائلة من جماهير تلطم الخدود, وتكاد تبكي دما, وهم يصرخون مات الذي كان يرعانا, بينما هم حسب وصف الشهود السوفيت أنفسهم ـ كانوا في غالبيتهم من أسر ضحاياه, والذين بلغ عدد من قتلهم في عهده عشرين مليونا.
    وينطبق ذلك علي قول عمر سليمان في الفترة المختصرة لشغل منصب نائب الرئيس ـ في حوار مع المذيعة التليفزيونية الأمريكية المشهورة كريستين أمانبور, ردا علي سؤال عن عدم الأخذ بالديمقراطية في مصر, فقال إن المصريين ليست لديهم ثقافة الديمقراطية!
    >> أتخضعنا لحكم دكتاتوري مستبد بكل السلطات, يرهبنا بسوط التخويف بأجهزة أمن الدولة, وممارسات الدولة البوليسية وتزوير للانتخابات, وإقصاء للأكفاء الأكثر علما وإخلاصا, واستبدالهم بالأفقر علما وخبرة, ثم تلوم المصريين علي غياب ثقافة الديمقراطية.. وأنت من أزهقت روحها.
    لكنه انقلاب المنطق العقلي.
    وينطبق علي صراخ من يسمون أنفسهم أنصار مبارك, وهم يتحدثون عن عصره المزدهر, وشرعية حكمه.. أفلم يكونوا يعيشون في مصر؟.. أم أنهم رسموا لمصر صورة تخيلية لدولة أخري؟.. فأي شرعية لرجل يستمر في الحكم ثلاثين عاما بانتخابات مزورة؟! وهل هم لم يسمعوا عما جري في سنوات حكمه, من انتشار طوابير البطالة, والأمراض الوبائية, نتيجة سياسات تخريبية, شهدت عليها قاعات المحاكم, وتقارير الخبراء, وتضخم بؤر العشوائيات بما تفرزه من أمراض وسوءات اجتماعية, بينما سهل عليه حل مشاكلها, لو أنفق عليها جزءا يسيرا من المليارات المنهوبة, أو أنهم ليس لديهم علم ببطش الدولة, وجرائم التعذيب المنظمة التي ارتكبوها, وتوغل نفوذهم في جميع أركان ومؤسسات الدولة, وتقنين النظام لأوضاع البلطجية الذين استخدموهم بشكل منظم في ترويع الناخبين, والتعدي بالأمر علي المسيرات الاحتجاجية أو أن أعينهم لم تكن تري كيف كانت موارد الدولة توجه للاستيراد من أجل العمولات التي يكدسونها واتخاذ سياسات معادية للإنتاج صناعيا وزراعيا أم لم يسمعوا عن التدهور الواضح في التعليم, والعلاج, وتقزيم مكانة مصر, مقارنة بدول كانت في يوم ما مستعمرات بينما اسم مصر يدوي في العالم, فتقدمت هذه الدول, وتراجعت مصر الي مكانة لا تليق بها.
    كيف غابت عن عقولهم جرائم تخريب دولة وحياة شعب لمدة 30 عاما. فهل كانوا في غفلة تامة أو أنهم غائبون عن مصر.
    لكنه انقلاب المنطق العقلي.
    هذا المشهد المتناقض والمتصادم مع الواقع, له جذوره التي تعود إلي الأيام الأولي التي تلت ثورة 25 يناير, حين سيطر علي تفكير الحكومة التي عينها مبارك, اقتناع بالتعامل مع مايجري, علي إنه شيء أشبه بمظاهرة الطلبة عام 68, وانتفاضة الخبز عام 77, وبعدها تهدأ الأمور, وتعود الي ماكانت عليه.
    ويبدو أن هذا التفكير لايزال يسيطر علي عقول البعض, وإلا ماكان يمكن لأنصار الاتجاه لمضاد لثورة 25 ان يوسعوا مساحة وجودهم يوما بعد يوم.
    ان سقوط النظام السابق, قد حدث نتيجة ثورة أحيت آمال المصريين, في بناء دولتهم بدءا من اختيار رئيس بالانتخاب وليس بالتزوير, وحكومة تنفذ خطة شاملة لتغيير الأوضاع المعيشية, مستندة إلي مشروع للتنمية وإقامة العدل, وصيانة كرامة المواطن, ومن حل يكفل استراتيجية أمن قومي لإدارة السياسة الخارجية, بما يحمي مصالح الموطن, ويرد عنها اي عدوان خارجي, وتستعيد لمصر مكانتها ودورها الإقليمي, وان يتم ذلك في حراسة برلمان حقيقي قادر علي ان يراقب ويحاسب.
    ان مصر شهدت ثورة متكاملة الأركان, أسقطت نظاما كان قبل سقوطه قد نهشت في جسده, ميكروبات الفساد.
    وليس من المنطق العقلي ان تتصاعد أصوات تناهض الثورة, في كل مجال ومحفل بينما الثورة حين قامت, فتحت أبواب الأمل, في ان تستعيد مصر عافيتها وتبني مستقبلها, وتعيد للمواطن كرامته, التي أنكروا عليه حتي حقه في الشعور بأنه مواطن وان هذا البلد وطنه.
    لكنه انقلاب المنطق العقلي
    إن النظام السابق قد اقتنص ثلاثين عاما من عمر مصر, حين أدار الدولة بمنطق المؤسسة التجارية التي تعود عليه وعلي أتباعه بالربح. وليس بالأسلوب العلمي لإدارة وحكم الدول من ثم كانت سنوات حكمه إهدارا لمرحلة جر فيها مصر إلي خارج التاريخ بينما دول كثيرة صغيرة تصنع تاريخها وتتقدم وتمضي, وهي التي سميت بالدول الصاعدة لذلك فإن إعادة بناء الدولة, لاينبغي ان يعوقه هذا التشويش زاعق الصوت, ممن يجاهرون بالعداء للثورة, في إنكار صارخ بأن ماحدث في 25 يناير كان ثورة.


    -------------------

    الكتلة المصرية‏!‏
    بقلم: د:أسامة الغزالى حرب
    129

    إذا كان إسقاط النظام القديم علي رأس إنجازات ثورة ‏25‏ يناير العظيمة في مصر‏,‏ فلاشك في أن في مقدمة المهام الأصعب والأهم للثورة‏:‏ إعادة بناء النظام السياسي المصري الجديد علي أسس ديمقراطية حقيقية‏,‏ وفق المعايير التي يتعارف عليها العالم كله‏.

    وليست تلك مهمة سهلة علي الإطلاق. فالنظام السياسي القديم كان أشبه بمسرح كبير تمثل فيه الأحزاب السياسية دورها كأنها تعارض, وتتصرف فيه المؤسسات والاتحادات والنقابات, وكأنها تقوم بدورها المتصور في التعبير عن مصالح أعضائها, والتفاوض مع الدولة باسمهم... إلخ. ولكن الحقيقة الأساسية كانت هي فقط وجود سلطة مستبدة وفاسدة تتحكم كيفما تشاء, وتدرك جيدا أهمية وجود ديكور ديمقراطي تتفاعل معه وكأنه موجود فعليا, متصوره أنها بذلك قادرة علي خداع الشعب, وخداع العالم, مثلما تخدع نفسها.
    غير أن الأوضاع في مصر تتغير الآن نحو إعادة صياغة كافة مقومات النظام السياسي علي أسس ديمقراطية حقيقية وراسخة, وفي مقدمتها بالطبع الأحزاب السياسية! فالأحزاب السياسية بالنسبة للنظام السياسي الديمقراطي هي مثل البنوك والشركات بالنسبة للنظام الاقتصادي! ومثلما لا يتصور وجود نظام اقتصادي عصري بدون بنوك وشركات, فإن من المستحيل أيضا تصور وجود نظام ديمقراطي بدون أحزاب سياسية حقيقية! ولذلك, لم يكن غريبا أن شهدت مصر بعد الثورة الظاهرة نفسها التي شهدتها دول عديدة, عقب عمليات التحول الثوري والسريع فيها من السلطوية والديكتاتورية إلي الديمقراطية, سواء كان ذلك في أوروبا الشرقية أو أمريكا اللاتينية أو غيرها, أي ظاهرة الانفجار في عدد الأحزاب السياسية التي تظهر في غمار التحول الديمقراطي. ففي إسبانيا بعد فرانكو, أو دول أوروبا الشرقية بعد سقوط الشيوعية فيها, ظهر مئات من الأحزاب السياسية, ولكن تلك الظاهرة لا تلبث أن تهدأ, ويبدأ عدد الأحزاب في التقلص بتأثير الاختفاء أو الاندماج أو الانشطار, ليتحول الأمر إلي عدة أحزاب رئيسية قادرة علي البقاء والمنافسة وممارسة الحكم. وليست مصر بداهة- استثناء من تلك الظاهرة, حيث شهدت في الشهور القليلة الماضية ليس فقط ظهور العشرات من الأحزاب السياسية الجديدة, التي تضيف للحياة الديمقراطية في مصر زخما جديدا وحيويا, وإنما أيضا اتجاه العديد من الأحزاب, سواء القديمة أو الجديدة, لبناء التآلفات أو التكتلات فيما بينها, سواء للمدي البعيد, أو لمجرد التنسيق في الانتخابات العامة القادمة. ومنذ اللحظة الأولي, فإن تلك التكتلات والتحالفات حملت معها تحديات, وأثارت العديد من التساؤلات والتكهنات. ولاشك هنا في أن أول وأهم تلك التحالفات كان هو التحالف الديمقراطي من أجل مصر, والذي يقع في قلبه في الواقع- التحالف (الوفدي الإخواني) الذي أصاب الكثير من القوي السياسية بالدهشة, وربما أيضا بالإحباط. فحزب الوفد أقدم الأحزاب المصرية والذي يفترض أيضا أنه أكبرها- ينظر إليه دائما من منظور تاريخه (الذي هو أيضا ثابت باسمه!) ليس فقط باعتباره الحزب الذي بلور الوطنية المصرية, لحظة انبثاق الأمة المصرية عقب الاستقلال عام 1922 وتبني دستورها الحديث عام 1923, وإنما أيضا باعتباره الحزب الذي أفلح في صياغة الهوية المصرية من خلال صهر عنصري الأمة المصرية (المسلمين والأقباط) في بوتقة وطنية جامعة واحدة, تحت شعارات الدين لله والوطن للجميع, ووحدة الهلال مع الصليب. أما الإخوان المسلمون, فهم بالقطع- وبحكم تاريخهم ومبادئهم وتضحياتهم- يرفضون ذلك الفصل بين الدين والدولة, ويدعون إلي إقامة الدولة الإسلامية تحت شعار أن الإسلام هو الحل, وهم بالقطع يحرصون علي حقوق الأقباط أو غير المسلمين كاملة, ولكن في إطار إسلامية الدولة وليس مدنيتها. ولاشك في أن حق الوفديين, والإخوانيين, وكافة القوي السياسية الأخري في التعبير عن آرائها والدعوة إليها أصبح إحدي البدهيات في مصر الجديدة الديمقراطية, والتي لا يمتلك أي فرد أو جماعة أو مؤسسة أن يمنعها أو يحجر عليها, ما دامت تتم في إطار احترام الدستور والقانون! غير أن ظهور التحالف الديمقراطي من أجل مصر, وفي قلبه التحالف الوفدي- الإخواني بالاضافة إلي ستة عشر حزبا أخري, والذي أعلن يوم (14 يونيو الماضي) أثار لدي العديدين كما ذكرت- ملاحظات وتساؤلات مشروعة, ربما كان أولها هو أنه ألم يكن من الأجدي والأكثر منطقية واتساقا لحزب الوفد (رمز الليبرالية المصرية!) أن يسعي للتنسيق أو التحالف مع القوي السياسية الليبرالية والديمقراطية قبل السعي للتحالف مع الإخوان؟ أوليس من مصلحة التطور السياسي في مصر أن تتبلور قواها السياسية والحزبية علي نحو صحي وواضح, تتمايز فيه كما هو الحال في الديمقراطيات الناضجة في العالم- الاتجاهات الاشتراكية والقومية والليبرالية والمحافظة؟ ألم يكن حزب الوفد القديم قبل 1952- هو قلب الحياة السياسية في مصر, حتي وإن تضاءلت فرص إسهاماته في الانتخابات التشريعية؟ ألم تكن هناك فرصة سانحة للوفد الحالي الجديد- لبناء وسط سياسي ديمقراطي معتدل في مصر, يكون الوفد في قلبه, وتتحلق حوله قوي سياسية ديمقراطية كثيرة تشاركه وتدعمه؟ غير أن هذه الأفكار المثالية أو النظرية حول آفاق التطور الديمقراطي في مصر لم تكن بالقطع هي التي دفعت الوفد بقيادة د. السيد البدوي- لذلك التحالف, وإنما دفعته إما مشاعر أو تقديرات ومخاوف بضعف الحزب وعدم قدرته علي تحقيق نتائج مشرفة في الانتخابات, منفردا, أو أحلام وأمنيات بأن يكون رئيس الوفد هو رئيس الحكومة القادم, مما يحدو به في الحالتين للتحالف مع الإخوان, أملا في الاستفادة من حضورهم القوي الحاضر علي مسرح السياسة المصرية, عقب ثورة25 يناير! وهو أمر يتناقض تماما مع تحالف الوفد مع الإخوان في انتخابات عام 1984 بتأثير العلاقة الوثيقة في ذلك الوقت بين زعيم الوفد فؤاد سراج الدين, والمرشد العام للإخوان حينها عمر التلمساني, حيث أسفرت الانتخابات عن فوز الوفد بثلاثين مقعدا, وفوز الإخوان مستفيدين من اللحاق بسفينة الوفد- بسبعة مقاعد! (حيث أصبح المستشار ممتاز نصار زعيما للمعارضة وخلفه بعد وفاته ياسين سراج الدين), وشتان بين الموقف في الحالتين!
    علي أية حال, فلاشك في أن هذا التحالف الديمقراطي من أجل مصر كان دافعا للقوي السياسية لأن توحد صفوفها, وأن تشرع في بناء علاقات مؤسسية مع بعضها بعضا, سعيا إلي إنشاء الكتلة المصرية. وهنا, فإن من الإنصاف الإشارة إلي مجموعة من الحقائق الأساسية: أولاها: الدور الرائد الذي لعبته الجمعية الوطنية للتغيير بقياداتها وأعضائها الأجلاء في التمهيد للثورة المصرية, والدعوة لتوحيد القوي خلفها, وفي مقدمتهم منسقها الحالي د. عبدالجليل مصطفي. ثانيتها: الدور المهم والمبكر الذي لعبه المجلس الوطني المصري بمبادرة وقيادة د. ممدوح حمزة لتعبئة القوي الشعبية (خاصة القوي المستقلة في كافة أقاليم مصر) خلف أهداف الثورة المصرية. ثالثتها: الدور العظيم الذي لعبه الدكتور محمد غنيم بصمت ودأب وتفان- من أجل توحيد القوي الثورية المصرية في كيان واحد وفاعل.
    وهكذا, وعقب اجتماعات تمهيدية في يوليو الماضي, عقد الاجتماع التأسيسي للكتلة المصرية يوم الثلاثاء 2 أغسطس بعيادة د. محمد أبو الغار (بصفته أحد أقطاب الحزب الديمقراطي الاجتماعي), وتم في الاجتماع التالي (9 أغسطس) التوافق علي اسم الكتلة المصرية (الذي اقترحه د. عمرو حمزاوي), والتي شملت عند إنشائها أحزاب: التجمع, والجبهة الديمقراطية, والمصري الديمقراطي الاجتماعي, والمصريين الأحرار, ومصر الحرية, والتحالف الشعبي, والتحرير المصري, والاشتراكي المصري, وكلا من: الجمعية الوطنية للتغيير, والمجلس الوطني, واتحاد الفلاحين, واتحاد العمال المستقل. وهناك- حسب علمي- سبعة أحزاب, وأربعة ائتلافات أخري تطلب الانضمام للكتلة المصرية. ولاشك في أن الكفاءة التنظيمية التي اتسم بها عمل وأداء الكتلة- منذ بدء إنشائها- إنما يعزي في جانب مهم منه للدور الدءوب الذي لعبه المهندس/ وائل نوارة (القيادي بحزب الجبهة) في وضع الأسس الفكرية والتنظيمية لها, وكذلك إلي الأستاذ/ محمد رءوف غنيم الذي يضطلع- بتفان وإخلاص- علي رأس مجموعة التحرك الايجابي بدور الجهاز التنظيمي والإداري للكتلة. وكان المنطقي أيضا أن تشكلت منذ اليوم الأول لإنشاء الكتلة- خمس لجان متخصصة لأداء مهام: الخطاب السياسي, والعمل الجماهيري, واختيار مرشحي الكتلة, وإدارة الحملات الانتخابية, وأخيرا لجنة الإعلام.
    يتبقي بعد ذلك السؤال المركزي والأهم: ما هو فكر الكتلة المصرية؟, وما هدفها السياسي؟ الإجابة بشكل موجز, وفي عبارة واحدة, أن الهدف بشكل واضح لا لبس فيه هو تحقيق الهدف الأساسي الذي قامت من أجله الثورة المصرية, أي بناء نظام سياسي ديمقراطي حقيقي في مصر جدير بحضارتها ومكانتها, ويستحقه شعبها صانع تلك الثورة العظيمة. ذلك هدف أسمي بكثير, وأسبق بمراحل, من حسابات المكاسب الانتخابية, واقتناص المقاعد البرلمانية, وهو ما يستحق بالطبع- حديثا آخر.

    ------------------


    ..مولــــــــد الأقنعــــــة .الأربعاء, 14 سبتمبر 2011 22:52 د. فخري لبيب .تاريخيا..وقف الإخوان المسلمون ضد الديموقراطية والحقوق الاجتماعية
    يرتدي المرء قناعا ليتخفي إن كان في حفل تنكري، ولكن لماذا ترتدي بعض الجماعات أقنعة في عالم السياسة؟ لماذا يتنكرون منكرين حقيقتهم؟ لابد أنهم يفعلون ذلك لأنهم يبطنون ما لا يستطيعون إعلانه.
    كانت جماعة الإخوان المسلمين قبل ثورة يوليو 1952 جزءا أصيلا من خندق أحزاب الأقلية السياسية، أحزاب السعديين والدستوريين ومصر الفتاة والحزب الوطني، الأحزاب المتحالفة مع الاستعمار والخندق المعادي تماما للحركة الوطنية والمعادي تماما لكل أشكال الديمقراطية، وشكلوا عام 1946، في عنفوان الحركة الوطنية بقيادة اللجنة الوطنية للطلبة والعمال، اللجنة القومية بتعليمات مباشرة من إسماعيل صدقي باشا رئيس الوزراء أكبر ديكتاتور في زمانه، ومن أخلص أصدقاء الاستعمار وكانت تلك اللجنة القومية المعادية للحركة الوطنية الديمقراطية، بقيادة مصطفي مؤمن زعيم الإخوان في الجامعة، كانوا العصا الغليظة الفاشية الإرهابية ضد الشباب الوطني، كما كانوا في خدمة أصحاب الأعمال، بحجة أن هؤلاء هم أولي الأمر، الذين يتوجب طاعتهم وعدم الوقوف ضدهم.
    أي أن مواقفهم كانت معادية للوطنية والديمقراطية والحقوق الاجتماعية، وعندما جاءت ثورة 1952 التصقوا بها، وأيدوا بحماس فائق كل إجراء اتخذته معاديا للديمقراطية، كانوا كالعهد بهم أعداء ألداء للحياة الحزبية والتعددية وكانوا يرون أن التعددية تفرق شمل المسلمين، الذين يجب أن يتحدوا وراءهم وحدهم باعتبارهم حزب الله وكل من غيرهم جند في حزب الشيطان قد تصاعدت طموحاتهم للاستيلاء علي السلطة، كانوا هم القوة الوحيدة التي سمحت لها الثورة بشرعية التنظيم، غير أن النظام الناصري كان شديد الحساسية لمسألة وجود بديل يمكن أن يزيحه من السلطة، فاصطدم رجال 23 يوليو بهم، فحاولوا قتل عبدالناصر، كما قتلوا القاضي الخازندار من قبل عندما اصطدموا بالسلطة القضائية وسجنت البعض منهم، وكما قتلوا محمود فهمي النقراشي باشا رئيس الوزراء، عندما اصطدم بهم وحل جماعتهم، كانت السلطة قبل 23 يوليو زمن الملكية، وبعد 23 يوليو زمن الناصرية، تعمل علي استخدام جماعة الإخوان في خدمتها، لكنها ما كانت تسمح لها أبدا بإزاحتها والحلول محلها وهكذا كلما تعاظم شأنهم، سعوا إلي إزاحة أصحاب الفضل عليهم، بالقتل أو إشاعة الفوضي انقض عليهم هؤلاء السادة وملأوا بهم السجون والمعتقلات ولم يكونوا أصحاب فكر يصطدم وطرحت في المقابل دولة مدنية ديمقراطية عصرية، لا دولة دينية ولا دولة عسكرية.. ذلك هو طريق مصر، وتلك هي الإرادة الشعبية الحقة التي عبرت عنها ثورة 25 يناير، لا إبقاء علي ما هو كائن ولا عودة إلي وراء، وصدمت قيادة الجماعة كما صدمت قيادة النظام، لقد جاءت الثورة بعيدا عما كانوا يتوقعون، وتعامل النظام معها باستهانة، وتعاطت معها قيادة الإخوان بحذر، فالحركة ليست من تدبيرها، والجماهير ليست جماهيرها والشعارات ليست شعاراتها، وهي قد اعتادت هبات سرعان ما تخمدها هراوات الدولة.
    وهم إن وقفوا معها، فقد خرجوا تماما علي قواعد اللعبة مع النظام، وألقوا بأنفسهم إلي التهلكة، فآثروا اتخاذ موقف المراقب حتي بدا واضحا أن النظام في طريقه إلي الانهيار وأن الثورة في طريقها للانتصار، فأسرعوا يلحقون بالركب، وارتدوا علي الفور قناع الثورة، لم يكن عالم الثورة عالمهم الحقيقي، كان مع الحزبية والتعددية وتبادل السلطة والحريات السياسية، بالديمقراطية كما يجب أن تكون، كان الثوار ينطلقون من إرادتهم هم لا من إرادة السمع والطاعة وعلي الكل أن ينفذ دون سؤال أو جواب، إرادة السمع والطاعة والتي تقوم تماما علي نفي إرادة الآخرين داخل الجماعة وخارجها، كما طالبت الثورة بالعدالة الاجتماعية، وكل ذلك لا مكان له في برنامجهم الحقيقي، إن كان لهم برنامج، والتقطوا هم كل تلك البرامج وصنعوا منها أقنعة تخفوا وراءها، كان عليهم أن يسايروا الثورة ليخترقوها محاولين الوصول إلي دفنها، وخدمتهم وسائل الإعلام، خاصة المرئي منها، ومازال بها نفوذ النظام البائد فانطلقوا يتحدثون كأعتي المدافعين عن الديمقراطية، بدوا وكأنهم صنع الثورة، ودافعوا عن الإرادة الشعبية التي لا تتسق وزعمهم السابق أنهم رسل العناية الإلهية لتنفيذ إرادتها في عالمنا «الجاهلي» هذا، ويذكرني دفاعهم عن الإرادة الشعبية بدفاع مبارك عن محدودي الدخل، والذين كان ذكره لهم يعني أنه مازال يتذكرهم للإجهاز عليهم، الديمقراطية عند قيادة الإخوان مطية سخرها الله لهم ليمتطوها حتي السلطة، ثم تجازي جزاء سنمار ويلقي بها في النار لأنها بدعة كما فعل أخوتهم في السودان وغزة، وأخيرا جاء قناعهم الأكبر، حزب وضعوا عليه اسما اقتبسوه من شعارين من شعارات الثورة وإمعانا في الديمقراطية عينته قيادة الجماعة من ساسة إلي رأسه، عينته من القيادة إلي القاعدة، حزب بدأ حياته السياسية بديمقراطية السمع والطاعة، أو تمام يا أفندم.
    أما الأخوة السلفيون الوهابيون، فقد واصلوا دورهم الذي قاموا به قبل الثورة، بعد الثورة، يبدو أنهم لم يدركواما كان يجري، فهاجموا الثورة لأنها هاجمت المبارك مبارك وقاتلوا بشراسة في الأيام الأولي مع كل قوي النظام كالأمن المركزي وأمن الدولة، غير أن الدولة الدينية، وارتفع علم الوهابية السعودية وأنزل علم مصر، واحترقت كل الأقنعة، وبدا ائتلاف الدولة الدينية واضحا للعيان، يعلن بلا مواربة عن صورة محتملة لمستقبل البلاد.
    ولا تقف الأقنعة عند هذا الحد، فهنالك رجال النظام البائد، خبراء الأقنعة الكاذبة عبر ستين عاما، والذين ألقوا بأقنعتهم القديمة، فقد زال زمانها، مؤقتا علي الأقل، وارتدوا أقنعة جديدة، ثورية للغاية، مضحية للغاية، منافقة للغاية كالعهد بها.
    وهكذا تواجه الثورة إخطارا فادحة، فبدلامن قيامها تحقيقا للتغيير إلي أمام، اخترقتها وهددتها قوي التغيير إلي وراء.
    إن المخرج الذي يمكن أن يشعل شمعة أمل في كرنفال الأقنعة هذا، هو تنسيق حقيقي وفوري بين كل القوي الوطنية الديمقراطية المستقبلية، قوي الليبراليين واليساريين والقوي المستنيرة دينيا، وكل القوي الشريفة التي لاتزال تقف علي الحياد، تراقب، إن مستقبل أبنائها وأحفادها، بل مستقبل وطنها كله يواجه خطرا داهما، يجب أن يتشكل هذا الخندق حماية للثورة ولمستقبل مصر، مع وضع كل الخلافات الأيديولوجية والمذهبية والفكرية جانبا، فالخوض فيها الآن ترف ذهني، يجب الالتقاء حول برنامج تفصيلي قدر ما يسمح الاتفاق حول شعارات الثورة الثلاثة الكرامة، الحرية والعدالة أي تحقيق الديمقراطية والعدالة الشعبية والعدالة الاجتماعية تحت شعار، «من أجل مصر دولة ديمقراطية عصرية مستقبلية».


    ----------------------

    خبراء وقانونيون يناقشون: نظام رئاسي أم برلماني أم مختلط .الخميس, 16 يونيو 2011 00:53 تحقيق: رضا النصيري . .ما النظام الذي تراه النخبة السياسية ملائما لمصر المستقبل؟ هل هو النظام الرئاسي، أم البرلماني أم المختلط، وما مميزات كل من تلك الأنظمة؟ التحقيق التالي يجب علي تلك الاسئلة :
    يري دكتور ابراهيم درويش أحد أشهر خبراء الفقه الدستوري ضرورة عدم تبني أي نظام أو استيراده ونقله من المجتمع الذي نشأ فيه إلي مجتمع آخر حيث إن النظام البرلماني
    ظهر في المملكة المتحدة، والرئاسي في الولايات المتحدة وكليهما كان له ظروفه الخاصة، أما ما يناسب مصر هو وجود سلطة تشريعية قوية، الأمر الذي لم نجده منذ ثورة 1952 وحتي الآن فقد فقدنا السلطة التشريعية القادرة وباستمرار علي استقلاليتها فهي تابعة تقوم بتفصيل القوانين علي مقاس رئيس النظام.وأكد درويش أن مصر في حاجة ماسة لسلطة تنفيذية كفء لذلك علينا إلغاء الإعلان الدستوري الصادر في مارس بقرار من المجلس العسكري والقيام بوضع دستور جديد للبلاد يأخذ بمظهر من النظام الرئاسي والبرلماني معا لأن البيئة المصرية يناسبها فقط النظام المختلط بمعني أن تقوم الانتخابات علي أساس القوائم النسبية وليست المغلقة أو النظام الفردي بالاضافة إلي وجود مجلس نيابي واحد باعتبار مصر دولة بسيطة موحدة، ويقصد مجلس الشوري فهو لا يملك صلاحيات أو اختصاصات تشريعية وانما كان فقط مخزنا لتعيين الفاسدين من النظام.
    وأضاف درويش أن نظام القوائم يجب أن يشمل المستقلين ايضا الأمر الذي يجب أن يحتويه الدستور الجديد علي أن يكون دستورا موجزا لا يتجاوز العشرين مادة تجنبا لوضع مواد غير دستورية، هنا يتم دعم عمل الاحزاب وتقوية الحياة السياسية التي تكتمل بوجود سلطة تنفيذية تأتي برئيس دولة ونائبه في انتخابات واحدة دون تعيين أن يختارهما بورقة واحدة.
    صلاحيات الرئيس
    وتقول دكتورة منار الشوربجي استاذ مساعد العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية انها لا توافق علي الجمهورية البرلمانية، وتراها غير مناسبة لمصر في المرحلة المقبلة واعتبرت النظام الرئاسي هو الأفضل لأنه يضع قيودا علي صلاحيات الرئيس رغم أن ما تعرفه مصر في الفترة السابقة لم يكن الرئاسي، كما يعتقد البعض فالوضع نظريا يقول أن النظام الذي كان مطبقا هو المختلط الشبيه بفرنسا ولكنه لم يطبق بالشكل المطلوب.
    وتؤكد د. منار أنه غير صحيح أن النظام الرئاسي له سلطات هائلة يمنحها للرئيس، فهذا مخالف للواقع، لأن هذا النظام يضع قيودا علي سلطات الرئيس مقابل دور أكبر للبرلمان فيكون مصدر الشرعية للبرلمان والحكومة واحدا دون فصل ، وهناك خطورة إذا تم الأخذ بالنظام البرلماني في الفترة الحالية حيث إنه في حالة حصول حزب واحد علي أغلبية أكثر من 50% فهو من سيشكل الحكومة وتكون له اليد المطلقة في كل الأمور.
    وتشير د. منار إلي أن مصر تعيش مرحلة تاريخية لا نملك فيها ونحن نحاول بناء الديمقراطية نزف أن تكون الأغلبية متجاهلة للأقلية أي أن الأغلبية التي تفعل ما تشاء وتشكل الحكومة وتمثل البرلمان لا تناسبنا والعبارة التي استخدمتها الدراسات السياسية المعنية بالمؤسسات التشريعية والتي تقول إنه في النظم البرلمانية البرلمان لا يحكم أكبر دليل.
    مبارك جديد
    وعن رأيه في النظام الأنسب يقول دكتور عمرو الشوبكي الخبير بمركز الأهرام للدراسات إن الشعب المصري مازال متخوفا من الرجوع إلي نظام رئاسي أو نظام مبارك جديد مرة أخري لأنه عاني منه طيلة العقود السابقة، وعليه هناك ضرورة في تقنين صلاحيات رئيس الجمهورية .
    قرارات فردية
    وتختلف مارجريت عاذر عضو الهيئة العليا لحزب الوفد عن الرأي السابق حيث تري أن النظام البرلماني هو الانسب في المرحلة القادمة لذلك يجب وضع قانون الانتخابات بشكل سليم يضمن افراز عناصر جيدة تستطيع أن تقود البلاد في المرحلة القادمة وعليه يجب التخلص من النظام الرئاسي وقراراته الفردية عندما كان الحزب الحاكم يخضع تماما لرئيس الجمهورية ومعه كل أجهزة الدولة في غياب واضح للرقابة. أما النظام البرلماني فيقوم اعضاؤه بتشكيل حكومة ائتلافية تمثل كل الاحزاب، علي أن يحاول كل حزب ابراز افضل ما لديه مع تفعيل الرقابة ويكون التشريع حياديا دون الانحياز لأي جهة، وهنا تحاكم الحكومة والرئيس بشفافية وأخيرا يجب الاشارة إلي ضرورة تقليص صلاحيات الرئيس مع وجود رقابة شاملة علي البرلمان.
    نضج عالي
    ويتفق معها أحمد بهاء الدين شعبان وكيل مؤسسي الحزب الاشتراكي المصري فيري في اعتقاده أن الشعب المصري اثبت خلال ثورة 25 يناير نضجه العالي المستوي وتقديمه نموذجا مبهرا للثورات التي دخلت التاريخ ، ولذلك فهذا الشعب يستحق أن يوثق فيه ويمنح حكما برلمانيا كاملا يستطيع من خلاله أن يفجر طاقاته ويتخلص من العقبات التي قيدت هذه الطاقات.
    ويري بهاء أن هذا الوقت يعتبر فرصة مناسبة بعد مرارة النظام الرئاسي الذي عانينا منه أن يتم تجسيد كل السلطات في نظام برلماني ديمقراطي يعترف بحق المواطنين في المراقبة للسلطة التنفيذية واحترام ارادته في محاسبة قياداته إذا خرجت عن الطريق.
    ويصف بهاء الأخذ بالنظام الرئاسي أو المختلط (رئاسي برلماني- مجرد أشكال للتحايل علي إرادة الشعب ومحاولة لقطع الطريق لتمثيل ديمقراطي حقيقي له.
    توزيع السلطات
    ويخالفهما «أبو العلا ماضي» رئيس حزب الوسط حيث يري ضرورة وجود رئيس تم انتخابه مباشرة من الشعب بالاضافة إلي حكومة من أغلبية البرلمان علي أن يتم توزيع الاعمال التنظيمية بين الطرفين، فإذا كان هناك حزب ما سيطر علي أغلبية الحكومة يأتي الرئيس من حزب آخر فيتحقق التوازن. أما النظام الرئاسي الذي يركز الصلاحيات في يد الرئيس فقط فأصبح مرفوضا فلن نسمح بوجود فرعون جديد للبلاد.
    موازين القوي
    أما الناشطة السياسية ، عضو لجنة كفاية دكتورة كريمة الحفناوي فتري أن النظام البرلماني هو الأنسب لمصر خاصة أن النظام الرئاسي أصبح مرهونا بنتيجة المركزية وزيادة صلاحيات الرئيس أي أن مركزية النظام أدت إلي شخصنة الدولة فأصبحت دولة أشخاص وليست دولة مؤسسات ولذلك لابد من تعديل الدستور أو وضع دستور جديد يطبق النظام الرئاسي مع تفعيل دور الرقابة وبرلمان منتخب ويتم الفصل بين سلطات كل منهما في ظل قضاء مستقل، وهو ما يعرف بالنظام المختلط الذي نادي بتطبيقه عدد من النشطاء في الأيام الماضية.
    وتضيف كريمة إنه رغم اقتناعها بالنظام البرلماني فإن الأغلبية تري المختلط أنسب، ولذلك فالأهم هو طرح القضية لأوسع مناقشة مجتمعية من الاحزاب والمجتمع المدني والقانونيين لاختيار الأنسب بعيدا عن موازين القوي الحالية.
    وقد اتفق معها المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض الأسبق في أن النظام البرلماني هو الأنسب لمصر بحيث يتم توزيع السلطات بعيدا عن المركزية التي عانت منها البلاد في ظل النظام الرئاسي السابق والذي ظل يمنح كل الصلاحيات في يد الرئيس وحده.


    الاهالى
                  

العنوان الكاتب Date
مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-04-11, 10:43 AM
  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-06-11, 06:35 AM
    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-13-11, 04:42 AM
      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-18-11, 05:53 AM
        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. jini07-18-11, 07:01 AM
          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-19-11, 04:28 AM
            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-20-11, 04:59 AM
              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-20-11, 05:29 AM
                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-21-11, 04:51 AM
                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-24-11, 04:45 AM
                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-25-11, 09:05 AM
                      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-26-11, 04:26 AM
                        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-27-11, 04:28 AM
                          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. عامر باضاوي07-29-11, 08:54 PM
                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-31-11, 04:17 AM
                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-01-11, 06:32 AM
                                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-02-11, 05:49 AM
                                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-03-11, 05:26 AM
                                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-04-11, 05:35 AM
                                      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-04-11, 06:06 AM
                                        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-04-11, 07:00 AM
                                          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-07-11, 06:55 AM
                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-08-11, 09:30 AM
                                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-09-11, 07:14 AM
                                                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-10-11, 05:43 AM
                                                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-11-11, 06:11 AM
                                                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-14-11, 06:06 AM
                                                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-14-11, 06:15 AM
                                                      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-15-11, 06:11 AM
                                                        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-16-11, 05:42 AM
                                                          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-17-11, 05:59 AM
                                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-18-11, 06:35 AM
                                                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-21-11, 06:07 AM
                                                                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-22-11, 06:09 AM
                                                                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-23-11, 07:06 AM
                                                                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-24-11, 06:23 AM
                                                                      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-04-11, 04:09 AM
                                                                        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-08-11, 04:29 AM
                                                                          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-11-11, 04:28 AM
                                                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-12-11, 05:03 AM
                                                                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-13-11, 06:31 AM
                                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-15-11, 04:20 AM
                                                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-15-11, 06:45 AM
                                                                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-18-11, 08:13 AM
                                                                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-19-11, 04:47 AM
                                                                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-20-11, 04:29 AM
                                                                      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-21-11, 05:25 AM
                                                                        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-22-11, 05:39 AM
                                                                          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-25-11, 08:24 AM
                                                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-26-11, 05:01 AM
                                                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-26-11, 05:17 AM
                                                                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-27-11, 05:24 AM
                                                                                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-28-11, 08:28 AM
                                                                                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-29-11, 04:39 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de