مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 09:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-19-2011, 04:47 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. (Re: الكيك)

    الجمعة 16/9/2011
    الاهرام



    هيكل في حوار بصراحة مع الأهرام‏:‏
    عهد مبارك تحول من نظام حكم الى "ميراث عائلة" وجماعات نهب
    أجري الحوار‏:‏ لـبيـب الســـبـاعـي- عبد العظيـم حمـــاد -عبد العظيـم درويش- انــور عبد اللـطيـف- عبد الله عبد السلام -وعـــــــلاء العطـــــــار-ومحـــمـد حــــــــــربي
    12866

    هذا ليس حوارا مع‏'‏ الأستاذ‏'‏ هيكل بقدر ما هو قراءة في عقل وفكر كاتب ومفكر ومؤرخ مهموم بالمستقبل الذي لن يشارك فيه‏'‏ وفق تعبيره الخاص‏'.

    الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل

    غير أنه لا يملك ترف الصمت عليه أمام ما يحدث من ارتباك في المشهد السياسي في مصر بعد ثمانية أشهر من الثورة وليس غريبا, وقد التقينا الأستاذ في مكتبه الذي يزدان بعدد هائل من خرائط مصرالنادرة, أن تكون الخريطة حاضرة في الحوار الذي أجريناه مع الكاتب الكبير, وفيه يقرأ المشهد المصري والمشهد الإقليمي والمشهد العالمي علي إيقاع الخريطة.
    عندما أشار الأستاذ إلي محاولات إعادة فرض الهيمنة في المنطقة أمسك قلما وراح يرسم خريطة للمشهد, والقوي الفاعلة فيه.
    والأمر نفسه تكرر عندما جاء الكلام عن فلسطين وأهميتها بالنسبة للأمن القومي المصري, حيث عاد الكاتب الكبير إلي طريقته المفضلة, وهي التفكير بالخريطة, وهو منهج عقلي لايجيده سوي الذين يتقنون قراءة الثابت الجغرافي والمتغير التاريخي ويعرفون سر الخريطة ودروسها والعلاقة الوثيقة بين التاريخ والجغرافيا.##
    ويعرف الأستاذ أن الإجابات سابقة التجهيز لم يعد لها محل من الإعراب السياسي بعدما انفجر المشهد في صخب لم يحدث من قبل, ولذلك تجيء كلماته هنا- وهو يقوم بالإجابة عن الأسئلة- فواتح لأسئلة أخري, لأنه يؤمن بالمقولة الشهيرة إن السؤال الصحيح هو نصف الطريق للإجابة..
    ولذلك يحرضنا في حديثه علي طرح مزيد من الأسئلة, ربما ندرك الحقائق بدلا عن الأوهام التي سادت بعد انتصار الثورة بسبب النصر السريع الذي تحقق.##
    الأستاذ يعود كعادته إلي التاريخ, إذ لا يؤمن بالقطيعة الكاملة, وربما الجاهلة, مع معطيات التاريخ وتراكم التجربة الإنسانية.
    كما قلنا في البداية هذا ليس حوارا بقدر ما هو قراءة متسائلة تتم علي مستويين: الأول, رؤية يطرحها الأستاذ هيكل علي الوطن وعنه. من خلال الأهرام كمقدمة لحوار نعتقد أنه سوف يستمر طويلا, والمستوي الثاني, هو الحوار الذي نحاول فيه طرح أسئلة عليه لتوضيح ما قد يستغلق من رؤي حول المشهد.
    الأستاذ قدم رؤية شاملة وعميقة وتحدث وفتح بوابة الأسئلة علي فضاء المشهد المصري والإقليمي الراهن وتداعياته..
    في مكتبه الأنيق المزين بلمسات جمال راقية تضفي علي المكان دفئا زاده دفء اللقاء وعلي مرأي ومسمع من نهر النيل الذي يبدو مطمئنا من شرفة المكتب.. جري نهر الحوار متدفقا وبدا الأستاذ في لياقة جسدية و ذهنية يحسد عليها, وتجلت لأسرة الأهرام إضاءاته العقلية أكثر وأكثر عندما بدأ مقدمة الحوار قائلا:
    قبل أن أبدأ بالحديث معكم في قضايا اللحظة الراهنة, أريد أن ألفت نظركم إلي أنني أقتصد إلي أبعد مدي ممكن في الكلام لسببين:
    السبب الأول: إنني لا أريد أن أقاطع نقاشا يجريه أطراف جيل جديد مع بعضهم, وإنما أعترف دون تحرج بأنني أتابع عن قرب أحوال العصر, لكني ببساطة من جيل آخر, وهذه حقيقة عمر, وأنا رجل مهتم بمستقبل بلدي, ولكني أعرف أنني لست طرفا في هذا المستقبل, خصوصا سياساته, فالسياسة تدبير, والتدبير لا يكون إلا لمستقبل, وكل مستقبل له أحوال وتضاريس ومناخ, والذين يعيشون فيه هم الأقرب إلي حقائقه, والأقدر علي رسم خرائطه.
    والسبب الثاني: إنني لا أريد أن ألح علي التواجد في الصحافة المصرية إلا بقدر وبحد, وكثيرون منكم يعرفون وأولهم صديقي القديم وزميلي السابق لبيب السباعي أنني عندما تركت الأهرام سنة1974 لخلاف مع الرئيس السادات حول الإدارة السياسية لنتائج حرب اكتوبر, كنت أعرف من حقائق الأشياء ومن طبائع الأشياء أنني لا أستطيع أن أمارس حريتي في مصر إلا في إطار ما تسمح الطبائع والحقائق, وكذلك فإنني مع بقائي طول الوقت في مصر مارست عملي وبالتالي حريتي بالكتابة والنشر في الصحافة الدولية خارجها, وكذلك كان!!##
    ثم حدث مع التحولات الكبري في السياسة المصرية, وأيضا الخارجية أنني وجدت نفسي مشدودا للحديث والكتابة في مصر, وتحدثت وكتبت مرة أخري في مصر وقت الرئيس السادات, وكتبت معارضا ملحا في المعارضة لسبب لم ينتبه إليه كثيرون, وهو ظني بأنني قمت بدور أساسي في مجيء السادات رئيسا بعد رحيل عبد الناصر, وبدور كذلك في تأييده في ظروف أحاطت بمصر أيامها, ثم إن ذلك جعلني أستشعر مسئولية أدبية ألحت علي بداع أو بغير داع, وكذلك فإن معارضتي لسياسات الرئيس السادات كانت ظاهرة, ومن سوء الحظ أن بعضهم تصورها تصفية حسابات, بينما الحقيقة أنه لم يكن بيني وبين الرجل حسابات تصفي, فقد كان علي المستوي الشخصي والإنساني صديقا حميما, وكنت بالنسبة له كذلك, وأشهد أنه حاول والسيدة قرينته شاهد أن يحتفظ بي قريبا منه بكل الطرق, ولكن المستجدات في سياسته كانت فجوة أكثر اتساعا من أي شيء آخر, وانتهي الأمر به بعد سبع سنوات من معارضتي لسياساته إلي وضعي في السجن مع نخبة من ساسة مصر ومفكريها ضمن حملة اعتقالات مشهورة في( سبتمبر1981).
    ويستغرق الأستاذ هيكل في لحظة سكون كأنه يستجمع سبل الدخول إلي عصر مبارك ويستطرد قائلا:
    حين جاء الرئيس حسني مبارك خلفا لـ السادات, فإن واحدا من أول قراراته كان الإفراج عن المعتقلين, ولقاء جماعة منهم حين خروجهم, ولقاء بعضهم فرادي معه بعد ذلك, وكنت واحدا ممن انتقاهم وجلست معه بمفردنا يوم السبت الثاني من ديسمبر1981 لمدة ست ساعات متواصلة, وقد تحدثت معه بقلب مفتوح في كل ما سألني عنه, وكان الرجل للأمانة راغبا في صلة بيننا, وكان بين عروضه تساؤل: إذا كنت لا تريد أن تعود للصحافة المصرية, فلماذا لا تجيء للعمل في الحزب الوطني؟! وأدهشني كلامه, وقلت له: إن اختلافي مع الرئيس السادات لم يكن شخصيا, وإنما خلاف جوهري عن السياسة المصرية وتوجهاتها الطارئة في حرب أكتوبر, وهذه السياسات مستمرة لم تتغير, وكذلك لم يتغير موقفي, وقلت له إنني وربما غيري نريد أن تترك له الفرصة ليدرس بنفسه ويتقصي ويتخير ما يري, لأن كثيرين بقلوبهم معه يرون أن البلاد بعد عاصفة الدم التي أدت إلي اغتيال الرئيس السادات, وصاحبته, وموقف الاغتيال ترتب له حقا في فترة سماح يتيح له ما تحتاجه مصر من تهدئة تحافظ علي السلم الأهلي وتحمي الوحدة الوطنية في كافة مواضعها.
    وظللت بعدها علي اتصال ودي متقطع به, وأغلبه علي التليفون, أو عن طريق أسامة الباز الذي كان ضمن هيئة مكتبي لزمن طويل, ثم أصبح مدير مكتب الرئيس حسني مبارك ومستشاره فيما بعد.
    وبعد مرور عام كامل أي في سبتمبر1982 طلب مني رئيس تحرير المصور وقتها وصديقي وزميلي الأستاذ مكرم محمد أحمد أن أكتب عن مبارك بعد سنة, وكتبت بالفعل مجموعة مقالات علي شكل خطابات مفتوحة, وجاءني أسامة الباز باسم مبارك يسألني عن تأجيل النشر, لأن النشر يحرج الرئيس بشدة في هذه الظروف, ووافقت, وإن كنت سألت أسامة إذا كان الرئيس قرأها, فرد بالإيجاب, وقلت إن ذلك يكفيني لأنه عرف رأيي, ورأي ما أتحدث فيه من وجهة نظري, وفي كل الأحوال لست أطلب إحراجه.
    وقد بقيت هذه المقالات الست محظورة حتي نشرتها في جريدة المصري اليوم, وكانت محاولة تقييم لسياسات الرجل, وفيها تحدثت عن ملامح فساد يزيد, وعن تصرفات وأخطاء تتراكم, وعن بطء في القرار له خسائره, وعن صلاته بالعالم العربي مضطربة, وعن علاقاته بالعالم الخارجي ينقصها التوازن.
    ولزمت الصمت فترة, ثم عدت بدعوة من الأستاذ إبراهيم سعدة فكتبت مجموعة مقالات لـ أخبار اليوم, وقد أخذت أتحدث فيها عن صنع القرار في مصر في عهد مبارك.
    وأثارت المقالات وقتها غضبا توجه معظمه إلي الأستاذ إبراهيم سعدة, وأوقفتها بعد مقالين, حرصا علي الرجل, وقد كانت أمامه في ذلك الوقت فرصة لتولي رئاسة مجلس إدارة الدار.
    ولزمت الصمت مرة أخري.
    وفيما بدت بعض علامات الأسي علي وجه الأستاذ قال:
    كان اعتقادي يتزايد مع الأيام بأن حركة وثورة العصر الحديث تطرح مستقبلا جديدا مع جيل آخر في زمن مختلف.
    لكن تردي الأحوال مع تراكم السنين وأثقالها في عهد مبارك كان يدعو كل مواطن إلي أن يقول كلمة إذا واتته فرصة, وكذلك كتبت, ثم حدث أن بدأت الرقابة تطول بعض ما كتبت بالحذف سطرا هنا وسطرين هناك.
    وتصادف وقتها أنني تعرفت مباشرة علي السرطان, وبسببه أجريت عملية جراحية كبري في الولايات المتحدة الأمريكية, لكني بعد الجراحة تأكد لي ما كنت لمحته, ورحت أراقب من أول سنة2000 أن ملامح توريث قادمة علي الأفق, ورأيت أن أطرحها صراحة في محاضرة في الجامعة الأمريكية يوم14 أكتوبر2002, وأذيعت المحاضرة وتكررت إذاعتها علي قناة دريم, ولم ينتبه أحد في البداية, لأن الكل كانوا في مناسبة افتتاح مكتبة الإسكندرية, وحين تنبهوا للمحاضرة انقلبت الدنيا رأسا علي عقب, وأغلقت كل المنافذ والنوافذ, وكذلك رأيت أن أعلن علي الناس اعتزالي الكتابة والصحافة في مصر, ثم انهمكت بعدها في أحاديث عن تجربة حياة, رحت أتحدث فيها من قناة الجزيرة.
    وخلال أحاديث تجربة حياة لم يكن هناك مفر من إشارات كثيرة إلي الواقع والراهن في مصر, وشدني ذلك بين الحين والآخر إلي أحاديث مع صحف مصرية كثيرة.
    وكان واضحا أمامي مع تقدم السنوات الأولي من الألفية الجديدة أن الأوضاع في مصر علي طريق مسدود, فالسياسة المصرية في السنوات العشر الأخيرة لم يعد لها مطلب غير التوريث, وقد تكيفت كل السياسات طبقا لهذا المطلب, وتعطلت مصر إلي درجة أصبح فيها التغيير واجبا, وبدا فيها أن التغيير قادم.
    وفي شهر نوفمبر2009 أجريت حديثا مطولا مع الأستاذ مجدي الجلاد نشره المصري اليوم, وكان الحديث عن الترتيب لانتقال السلطة, لأن النظام أحكم الأمور, واقترحت مجلس أمناء للدولة والدستور يستوفي ترتيب الانتقال من زمن إلي زمن, ومرة أخري وليست أخيرة ثارت العواصف, ومرة أخري وتلك ظاهرة مستجدة علي الصحافة المصرية بدأت مع نهايات عصر السادات لم يكن هناك رأي يرد علي رأي, أو حوار يدور علي فكرة, وإنما تجاوزات يفقد بها الحوار قيمته, وتنتحر فيها الأخلاق والمعاني وحتي الألفاظ!!
    وحينما خرج الشباب في مطلع ثورة25 يناير2011, وحين خرجت كتل الجماهير معهم وحولهم تعطي لبشائر الثورة حجمها الحقيقي, وحين اتخذت القوات المسلحة موقفها الأصيل, وجدت نفسي أكتب كل يوم تقريبا, وما كتبته وقلته لايزال ماثلا في الذاكرة لا داعي للعودة له بالتفصيل.
    وبعدها وجدت من الحق ترك المستقبل لأطرافه والمتابعة من بعيد.
    وبرغم طلبات متكررة من أصدقاء من نجوم الصحافة والتليفزيون, فقد آثرت أن أترك الشهور دون مقاطعة, بل إنني طوال شهر أغسطس, وقبله, وبعده بأيام آثرت أن تكون متابعتي للشأن المصري من بعيد, وقضيت خمسة أسابيع كاملة, متنقلا بين مدن وعواصم أوروبا حتي انتهيت في الجزء الأخير من رحلتي أن أقصد إلي لندن, وهي في ظني أهم مركز للمراقبة والاستماع والحوار في كل شئون العالم في هذه الساحة الدولية الحافلة.
    ثم عدت قبل أيام وطرح الأستاذ لبيب السباعي فكرة لديه بحوار مع الأهرام, يستكمل حوارا سابقا مطولا أجريته معه قبل خمسة أشهر, وكان قد طرح الفكرة قبل سفري, ورجوته تأجيلها إلي ما بعد عودتي.
    ولقد رأي الأستاذ لبيب السباعي ورأيت معه أن يكون الحوار موسعا, وذلك يسعدني, وها أنا معكم اليوم وإن علي استحياء, والسبب كما قلت لكم من الأول, وهو أن المستقبل له أصحاب أولي بالحديث عنه, من رجل مثلي, قالوا ويقول إن مستقبله وراءه, فهو ليس طرفا فيه, لكن هذا المستقبل يعنيه.
    بهذا المنطق أتحدث معكم فيما تشاءون!!
    وبتواضعه المعتاد قال: بإذنكم أقدم إيضاحا أقول فيه إنني مبكرا قصدت أن أبتعد عدة أسابيع من الصيف خارج مصر وذلك ما فعلته, وضمن طلبي أن أطل علي الصورة من بعيد, وأن أقابل آخرين غير من نقابلهم في مصر, ونختبر ما يفكر فيه من هم خارج الصورة, مع ما نفكر فيه, نحن من داخلها.
    وحين عاتبني بعض الأصدقاء متسائلا عما إذا كان ذلك هو الوقت المناسب للغيبة, كان ردي أن وسائل العصر الحديث لا تفرض الغيبة علي أحد حيثما كان, لأن الساحات كلها مفتوحة, والطرق كلها واصلة, والأخبار والأحداث والتصورات تسافر بأسرع مما تسافر الطائرات.
    ثم إننا يجب أن نستكشف جوانب أخري من الصورة يعرفها غيرنا بأكثر مما نعرفها نحن.
    وكنت أضيف أنه في أغلب الأحيان لن يطرأ جديد, لأن الأحوال في مصر معوقة, داخلة في شبه مأزق يحتاج إلي جسارة فكر وفعل.
    وحين عدت بعد غياب ستة أسابيع, رحت أتقصي وأبحث ما فاتني, وتبدي لي أن ما جري كان قريبا مما توقعته, مع إضافات في التفاصيل لا تغير كثيرا من الصورة العامة, ولعل أهم ما حدث في غيابي, وقد شاهدته كما شاهده الملايين غيري علي شاشات التليفزيون هو ظهور الرئيس السابق حسني مبارك في قاعة المحاكمة, ممددا علي سرير طبي, ويداه معقودتان علي وجهه معظم الوقت, يريد تغطيته قدر ما يستطيع, وعيناه تلتفتان خلسة للنظر إلي ما حوله.
    وساءلت نفسي عشرات المرات وأنا جالس أمام التليفزيون في أحد فنادق سردينيا: لماذا قبل الرجل لنفسه هذه المهانة؟! وكان في مقدوره أن يمتنع عن حضور المحاكمة؟! ثم لماذا رضي لنفسه أن يجلس علي هذا السرير؟! وأنا أعرف أنه والحمد لله قادر علي المشي, وعلي الجلوس بما يلائم وضع رجل حكم مصر ثلاثين سنة, كذلك أدهشني أن الرجل عندما رد علي المحكمة, رد كأي متهم عادي, كموظف سابق متهم بالاختلاس مثلا, ولم يحاول والميكروفون في يده أن يقول كلمة مشرفة للتاريخ, يعتذر يشرح يسجل ينطق بكلمة يحترم بها نفسه.
    ولم أجد تفسيرا إلا أن الرجل يتصرف في إطار معين في ذهنه لا يحسن إليه, ولا يحسن إلي غيره.
    إيضاح أردت أن أمهد به لما أعرض عليكم, باعتباره وقفة أمام مشهد كبير من موقع رجل يتابع من مسافة يريدها, عن اعتقاد بأنه في البداية والنهاية مستقبل وطن يهمه أمره, لكنه هو نفسه ليس فاعلا في هذا المستقبل, بوضوح لأن هذا المستقبل له أصحابه الأكثر اتساقا مع زمانه!!
    >>>
    وعقب لحظة صمت بادرت الأهرام بسؤاله.. بماذا تعلق علي وصف المجلس العسكري أن مصر في محنة ؟
    ورد الاستاذ:
    ' المجلس الأعلي للقوات المسلحة' وأنا أفضل هذه التسمية علي الوصف الشائع بأنه' المجلس العسكري' علي حق تماما حين قال في آخر بياناته إن الوطن في محنة, وهذا صحيح لسوء الحظ, ولنأمل وندعو أنها محنة من نوع موجات الخماسين. والخماسين موعدها الربيع في الطبيعة كما نعرف والآن في السياسة كما نري.
    لكني أتوقف لحظة أمام أوصاف هذا المجلس, وأعتقد بوجوب التوقف طويلا وطويلا جدا أمامها! للتدقيق والتساؤل, لسبب أساسي واضح هو أن وصف' المجلس الأعلي للقوات المسلحة' يوحي بأنه تكليف بمهمة, ووصف' المجلس العسكري' يوحي بأنها قبضة سلطة!!
    وهذه ليست مسألة ألفاظ, ولكنها مسألة نافذة في العمق, لأن اللفظ دلالة معني.
    أي أنه إذا كان المجلس مكلفا بمهمة وليس ممسكا بقبضة سلطة, فلابد هنا من تحديد لا يحتمل الالتباس. ومن وجهة نظري فإن التكليف بمهمة أصدق وأدق في وصف المجلس, واعتقادي أن المهمة هي أمانة شرعية الدولة بتوجيه من الشعب في لحظة من تاريخه شديدة الخطر وشديدة التأثير في المستقبل.
    وفي ظني أيضا أنه حدث في وقت من الأوقات علي مسار الثورة خلط قاد إلي مشكلة نحن فيها الآن.
    المشكلة التي أتحدث عنها هذه اللحظة ليست الاضطرابات التي وقعت ليل الجمعة الماضي, وتناقضت مع مليونية' تصحيح المسار' كما وصفها أصحابها, فقد سارت تلك المليونية كما أريد لها, نظيفة عفيفة حتي نزل الليل, فإذا غيرهم يخرج من المجهول, وإذا الأحوال تنقلب!!
    والمشكلة ليست في الاعتصامات والإضرابات والمطالب التي زاد عددها, وأربكت العمل الوطني وعوقت حركته.
    ولا هي في كل هذا الهدر العقيم في تيه الفضائيات, وصخب الأحزاب في الاجتماعات والمؤتمرات, وبهرجة عناوين الصحف بالأسود والأحمر والأخضر, وهدير المظاهرات في الشوارع والميادين.
    كل ذلك من أعراض خلط بدأ أساسا في التفكير والتوصيف, قبل أن يظهر في الفعل والتصرف.
    وإذا أردنا تحليل المقصود فإن الأمر يقتضي عودة إلي ما جري, وذلك ما يقول به العقل من أنه إذا اختلطت علي الناس أمور, فإن أول الحل تفكيك الموضوع إلي عناصره الأولي, ومن بداية وقوعه, وهذا يقتضي عودة إلي ما جري بالضبط, وكيف جري؟! وكيف تشابك وتعقد حتي وصل بعد مائتي يوم من قيام الثورة إلي هذا الحال الذي نراه حولنا ويقلقنا, ومن الحق أن يقلقنا إلي درجة الرعب من تداعياته إذا نحن تركنا تفاعلاته دون درس وفحص.
    دعوني أطرح عليكم محاولة رؤية, ثم نتناقش كما تشاءون.
    أولا: أتصور أننا جميعا متفقون علي أن مصر شهدت في يناير وفبراير من هذه السنة(2011) حدثا لا مثيل له في روعته وجلاله, فقد ظهرت فيها وتجلت ثورة مدهشة للعالم وللأمة ولها أعني لمصر نفسها وكانت حركة هذه الثورة مما لا يصدق, وكان أطرافها الفاعلون مباشرة ثلاثة:
    > أولا: شعب كان يتململ ضيقا بأحواله, وبما يري حوله من آثام ومظالم ويبحث عن خلاص, لكنه حائر في كيف يتحرك؟! وبمن؟!!
    > ثانيا: هذا الشعب وجد طلائع من شبابه تتحرك بما لم يتحوط له أحد وسط مناخ أطبق عليه الظلم والظلام, فإذا هو يكسر الحواجز, ويعبر أرقي التعبير عن إرادته.
    > ثالثا: هذا الشعب وجد القوة التي يحسب حسابها, وهي القوات المسلحة تنحاز إليه, مدركة أن الشرعية هي إرادة الشعب الحرة, وأن السلطة الحاكمة لم تعد تعبر عنها, لأن صاحبها الأصلي وهو الشعب سحبها منه, وبما أن القوات المسلحة هي سند الشرعية وأداتها, فإن القوات المسلحة حددت موقفها, متوافقا مع مصدر الشرعية وإرادته.
    أي أننا كنا أمام3 قوي بالتحديد هي الأعمدة الرئيسة للثورة:
    شعب في حالة ثورة شباب في حالة جسارة ثم قوات مسلحة في حالة اختبار نجحت فيه عندما تبينت موضع الشرعية, واختارت وحسمت.
    وبذلك كله وقع النجاح.
    لكن كل نجاح في دنيا الناس له منافعه وله أوهامه في نفس الوقت.
    والشاهد أن سلامة الأوطان خصوصا أثناء فترات الانتقال لحظات في التاريخ حرجة, لأن الفارق بين النجاح والفشل يكمن في الفرز الدقيق بين الحقائق والأوهام بعد النجاح الأولي ونشوته.
    والمشكلة أن نشوة النجاح مثل نشوة النصر مثل أي نشوة تغري بالانسياق مع الأوهام, أكثر مما تدعو إلي النظر في الحقائق.
    وهذه ظاهرة واجهت ثورات كثيرة, من أول كبري الثورات في التاريخ الحديث, وهي الثورة الإنجليزية أيام' ويليام الأول' في القرن السادس عشر, والتي قفز فوقها المؤرخون الإنجليز, لكي تظهر إنجلترا وكأن تطورها إلي الديمقراطية كان سلميا لا تشوهه بقعة دم, في حين أن ضحايا تلك الثورة في أيام' ويليام' زادوا علي ربع مليون إنسان بالقتل والسحل وتقطيع الرءوس, وبعدها آثر المؤرخون أن يبدأوا بالثورة الأمريكية.
    ومنها إلي الثورة الفرنسية ثم إلي الثورة الشيوعية في روسيا وفي الصين, إلي غيرها من الثورات الكبري.
    كل الثورات واجهت هذه المشكلة مشكلة الأوهام, أو نوعا منها.
    لكن كل الثورات الكبري تنبهت بسرعة إلي مزالق الأوهام, وحاولت تداركها, ولذلك احتفظت بالقيم الجوهرية للثورة, وحافظت عليها, وهذا ما فعلته الثورة الإنجليزية التي حافظت علي فكرة الملكية الدستورية رمزا مع البرلمان فعلا رغم كل التقلبات حتي في عهد وصاية' كرومويل'.
    وهذا أيضا ما فعلته الثورة الأمريكية, خصوصا في رئاسة' يفرسون' الذي لم يتردد في القول بأن مشكلة الديمقراطية أن الدساتير تصوغها أفضل العقول, ولكن تطبقها أسوأ الغرائز, وذلك عندما تصل الديمقراطية إلي المنافسات الانتخابية علي الأصوات وأساليبها, وهذا ما حاول' يفرسون' أن يتلافاه بكم هائل من التوازنات والضوابط في نصوص الدستور الأمريكي عند صيغته النهائية, وهذا ما حدث للثورة الفرنسية بقوانين' نابليون', وإن كان ذلك القائد الأسطوري ابن الثورة قد وقع بعدها في وهم الإمبراطورية لنفسه وأسرته!!
    >>>
    وانتقل للحديث عن ثورة مصر وأوضح أن نوعا من الخلط جري عندنا في كل المحاولات الثورية, وآخرها هذه الثورة العظيمة يناير.2011
    وضاعف من خطورة الوهم في ظروف الثورة المصرية, أن هذه الثورة لم تكن انتقالا من دولة احتلال مثلا إلي سيادة بلد مستقل.
    ولم تقع من نظام انحرف بمقاصده وأساليبه إلي نظام آخر أكثر صلاحا.
    وإنما جاءت الثورة ضد نظام تنازل عن كونه' نظام حكم' إلي' ميراث عائلة', وهي تحكم مع أقارب وأصدقاء ومنتفعين وصلوا بالدولة إلي مجرد جماعات مصالح تباشر السلطة اعتمادا علي قهر الأمن, مع انهيار كامل في قوائم نظام لم يعد دولة ولا شبه دولة, وإنما أصبح بالتعبير السياسي' أوليجاركي'( مجموعة مصالح تستند إلي أمن حديدي), ولذلك فإن إزاحة قمته تركت بعده أطلالا تتهاوي, وأرضا خلاء, وأكاد أقول خرابا, حتي علي الناحية الاقتصادية التي كان الحكم السابق يدعي أنه أحدث فيه تغييرا ملحوظا, وعندما نصل إلي حديث الاقتصاد بالتفصيل إذا شئتم, فسوف نكتشف أن هذا الذي يسمي فكرا جديدا كان سياسة تشبه ما صنعه رجل مثل' برنارد مادوف' الذي أنشأ في الولايات المتحدة نوعا من بيوت تلقي الأموال تعطي أرباحا سخية, علي طريقة بيوت الأموال الإسلامية المشهورة التي ظهرت في مصر, وبأسلوب أن تأخذ من هنا لتغطي هناك, إلي أن ينكشف المستور بالضرورة وتنفضح الحقائق, ويكتشف الذين صدقوا ما سمعوا أنهم خسروا كل ما عندهم, والحقيقة أن كل ماسمي بالانفتاح جري بتسييل الأصول الوطنية, ومثل خطف التوكيلات التجارية, ومثل نهب أراضي الدولة, ومثل التفريط في القطاع العام بسوء نية وسوء فعل, ثم بالاقتراض والديون حتي أصبح حجم الدين العام في مصر أكبر من حجم الإنتاج السنوي فيها.
    وفيما أشتعلت الرغبة في طرح الأسئلة بادر الأستاذ هيكل بالحديث عن3 أوهام تعيشها مصر فلم نملك إلا الصمت وطرح فكرته بإسهاب قائلا:
    ومن واقع المشكلة أن الانتقال لم يكن من دولة إلي دولة, أو من نظام إلي نظام, وإنما كان من شراكة عائلة وجماعات مصالح إلي بنيان دولة, في أجواء ثورة.
    فإن ذلك ساعد وإن لم يقصد علي غواية الوهم.
    كان أول الوهم: أن الشعب الذي صنع الثورة بملايينه قدر أن الثورة تحققت, وأوان توزيع أرباحها قد وصل وحل, والشعب معذور لأن الحقائق بعيدة عنه, ثم إن أحوال معظم طبقاته دون المستوي بكثير, كما أن صبره طال حتي تقطعت الحبال!!
    والوهم الثاني: أن الشباب الذي فجر الزناد الثوري بجسارة واقتدار وقع في تصوره أنه وليس كتل الملايين من صنع الثورة, ومن حقه الآن أن تكون كلمته الأعلي.
    وكان يمكن أن يكون شيء من هذا إلي حد ما مفهوما لولا عدة أسباب:
    > أولها: أن هذا الشباب لم ينظم نفسه, وإنما دفعه سباق الأوهام إلي التفرق علي أكثر من مائتي جماعة, كل منها تحسب نفسها الأقوي والأكثر فعلا في الميدان.
    > والثاني: أن اعتماد جماعات الشباب كان أساسا علي وسائل الاتصال الحديثة, وهذه لها حدود, ذلك أن شبكات' الإنترنت' و'الفيس بوك' والـ' تويتر' تصلح وسائل حركة, لكنها ليست صانعة فكر, والحركة قد تكون لها دوافع وروافع, لكن استيعاب التاريخ قبل الحركة وبعدها مسألة ضرورية, لأن الثقافة التاريخية لازمة للفعل السياسي.
    وأكثر من ذلك:
    > والثالث: أن الشباب لم يتوقف بشكل كاف للتعرف علي الحقائق الاقتصادية والاجتماعية والفكرية في البلد, وإنما أخذته النشوة إلي حد اعتبار ما يريده قانونا واجب النفاذ, حتي علي واقع الأحوال.
    > والرابع: ثم أن الشباب أخذ بمقولات جري صكها في ملابسات سابقة عن دور القوات المسلحة في مجتمعات العالم الثالث بالتحديد طوال القرن العشرين, بداية من أمريكا اللاتينية في أوله وانتهاء بالعالم العربي قرب أواخره, فتصور أن القوات المسلحة مجرد مخزنجي لشرعية السلطة وفي أحسن الأحوال فإن عليه أن يصرف من المخزن بمجرد إذن صرف يكتبه صاحب الحق, وإذا لم يفعل معناها أنه يصادر الشرعية لحسابه أويوشك, وكذلك فقد كثر الكلام عن' حكم العسكر',أو جماعة اللواءات وتعبيرات من هذا النوع ليست دقيقة وليست مفيدة, ثم إنها تنتمي إما إلي عصر الاستعمار, أو إلي عصر الحرب الباردة, وحتي الآن في عصر لاحق لابد من دراسته بجد وعمق!!
    ومن المهم هنا أن يتذكر الأطراف جميعا أن القوات المسلحة المصرية هي في هذه اللحظة قوة وحيدة تقف حاجزا بين مصر وبين الفوضي الشاملة, والحفاظ علي الكيان الوطني سابق في جدول الأولويات عما عداه!!
    >>>
    وثالث الأوهام: يخص المجلس الأعلي للقوات المسلحة, ذلك أن هذا المجلس وقد آلت إليه أمانة الشرعية وقع في تناقض.
    فهو يتصور في بعض الأحيان أنه سلطة الدولة, وهذا واقع في جزء منه, لكنها سلطة الانتقال, أي سلطة التمهيد لما هو قادم.
    ثم هو يعلن في أحيان أخري أنه لا يستطيع أن يتصرف خارج حدود معينة, لأن مسئولية القرارات الكبري ليست عنده, وإنما في انتظار سلطة مدنية تجيء فيما بعد.
    وما بين حيازة سلطة الدولة فعلا, وما بين التردد بمقولة انتظار سلطة مدنية قادمة حدث كثير من التردد والتناقض والتخبط بين القرار والانتظار.
    وإلي حد ما كانت للأطراف الثلاثة أعذار.
    أولها: أن الأطراف الثلاثة: كتل الجماهير وجموع الشباب المجلس الأعلي للقوات المسلحة فوجئوا بما لم يكن, ولم تكن المفاجأة باندلاع الثورة فقط, ولكن بما بان لهم من الواقع المتردي الذي تكشف معها, وهكذا راح كثيرون يوظفون غير الممكن في طلب غير الموجود, وهو وضع بالغ الحرج!!
    وثانيا: أن أحدا من الأطراف الثلاثة لم يكن مهيأ للتعامل مع هذا الواقع, لا بالتصورات ولابالسياسة ولابالتنفيذ.
    وثالثا: أن طبائع الأحوال في هذه الظروف صنعت شكوكا بين الأطراف لم يتصد لها أحد بحوار متكافئ عميق ومستنير.
    وكذلك وقع التباعد, والتناقض بين الأطراف الثلاثة!!
    وبعد لحظات من الصمت استطرد:
    ومع الشكوك بدأ نوع من الإحباط يزحف علي الساحة السياسية المصرية لتباين الطرق:
    1- الشعب يشعر أن مطالبه لا تلقي العناية الكافية, والملايين التي خرجت وصنعت الثورة فعلا ثم عادت إلي حياتها الطبيعية بدأت تري أن العمل السياسي الذي يجري في العاصمة سباق قوة مشغول بما هو فيه, دون التفات إلي موجبات دخول الجماهير الواسعة إلي الساحة, بما أدي إلي سقوط السلطة القديمة وقيام سلطة جديدة, وفي غياب الحقائق لا يتحدث بها أحد إلا بالتهويل فيها أو بالتقليل منها, وفي الحالتين لقصد أو لغرض فإن هذه الجماهير أصابها نوع من ضيق الصدر ونفاد الصبر وبان قلقها.
    2- ثم إن الشباب حتي وهو يقع في شراك التشرذم في صفوفه وبين فرقه راح يتصور أن هناك إنكارا لدوره, وتجاهلا لقوته وهو صانع الثورة, ناسيا حقيقة مهمة وهي أنه ليس هناك عنوان له يستطيع من يريد مخاطبته أن يدق علي بابه ويتشاور معه.
    وقد كانت هناك في البداية ظاهرة استجابة سريعة لكل مطلب من مطالب الشباب, لكن الاستجابة خفتت عندما زادت المطالب, وتوزعت جهات المطالبة علي مواقع كثيرة ومتفرقة, وأحيانا متباعدة ومتباغضة.
    3- وكانت مشكلة الطرف الثالث وهو المجلس الأعلي للقوات المسلحة أصعب, فقد راوده الشعور بأنه يواجه حالة إنكار للجميل, لأنه لولا حمايته للثورة لما استطاعت حماية نفسها, وكانت في هذا التصور مبالغة!!
    صحيح أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة وفر الحماية للشباب وللجماهير, لكن المجلس الأعلي للقوات المسلحة يذكر علي لسان كل عضو فيه كما هو منشور وذائع أنه كان يعارض التوريث, وأنه أعد العدة لمواجهته ومنعه, عندما تجيء لحظته, واتخذ قراره بأن يتحرك ضده.
    ولو أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة تحرك وحده ضد السلطة القائمة وقتها, لكانت حركته نوعا من الانقلاب العسكري- أو كذلك يمكن أن يقال.
    لكن خروج جموع الشباب وحولها في كل أرجاء مصر كتل الجماهير, وفر للمجلس الأعلي غطاء مشروعا يسمح له أن يحقق فعله بالاعتراض علي التوريث, دون أن يكون ذلك بانقلاب, وإنما ضمن ثورة شعب!!
    وإذن فإنه إذا كانت القوات قد أعطت لحركة الشباب والجماهير أمانا, فإن حركة هذا الشباب وكتل الجماهير وفرت للمجلس الأعلي مشروعية قانونية.
    ثم تزيد هنا إضافة مؤداها أن العلاقات توترت بين الشباب وبين المجلس أكثر حين جرت إحالات إلي القضاء العسكري دون مبرر, أو علي الأقل دون مبرر يمكن تقديره وقبوله.
    وإحالة مدني إلي القضاء العسكري في حد ذاتها, وبصرف النظر عما يجيء بعدها قرار سياسي, لأنه ينطوي علي اعتبار أن المخالفة موضوع القضية جري نقلها من حيز الإساءة المجتمعية إلي حيز الإضرار بالأمن القومي.
    وهذا في حد ذاته قرار سياسي في وقت جري فيه استبعاد منطق الحساب السياسي من الأساس, حتي في شأن جرائم كبري أثرت فعلا في الأمن القومي, وأنا أتفهم الرغبة في الحسم السريع, لكن مثل ذلك كان لابد له من حل آخر غير الإحالة للقضاء العسكري, إلا إذا ثبت أن هناك ضررا فعليا بالأمن القومي يمكن شرح وقائعه وتوثيقها.
    علي أنه وبسبب عدم الاعتراف فإن الاعتماد كان متبادلا, والفضل في قيام الثورة ونجاحها وحمايتها مشاع بين الجميع.
    فإن المجلس الأعلي للقوات المسلحة كان معاتبا حيث لا داعي للعتاب, متضايقا حيث لا موجب للضيق. والحقيقة أن هذا المجلس كان يواجه في ناحية أخري ما لا يشعر به غيره, لأنه في وضع يسمح له بالمعرفة الأدق, وكذلك فإن هذا المجلس كان الطرف الوحيد من الأطراف الثلاثة الذي يواجه الحقائق عارية كما هي علي الطبيعة:
    > يواجه موقفا اقتصاديا واجتماعيا في منتهي الصعوبة, ولا يري الموارد التي تسد الاحتياجات العاجل منها والآجل.
    > يري الانفلات الأمني وهو طبيعي في حالات التغييرات الكبري, وتهاوي سلطة وظهور سلطة أخري, ولا يجد لديه أهلية التدخل فيها, بمنطق أن سلاح القوات' سلاح قتال', وليس' سلاح أمن', وإذا تدخل بسلاح القتال فهو' قتل', وذلك ما تتحاشاه القوات, وسوف تتحاشاه مهما تكن الظروف, فواجب القوات المسلحة حماية الناس وليس قتلهم, وفي دول العالم كلها فإن الأمن عند الشرطة ووسائلها, وليست عند الجيش وعتاده!!
    > ومن ناحية أخري فإن الشرطة ومن وقت مبكر أقحمت ربما بقصد في علاقة عداء مع الناس, وقد استحكمت العقد بين الطرفين, وكان لابد لها من نهاية, إنصافا لفكرة الشرطة وضروراتها وحقوقها, بصرف النظر عما أقحمت فيه ومصائبه.
    لكن ذلك تأخر في حركة صراع القوي, خصوصا مع وجود قضية هي في الواقع أخطر قضايا هذه اللحظة وأصعبها, تلك هي أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة حدد فترة الانتقال بعدة شهور: ستة شهور زادت إلي ثمانية, في بلد جف فيه بحر السياسة, وماتت الحيوية السياسية فيه, ثم حدث الفوران فجأة, واندفع الطوفان يريد أن يلحق الأجل ويسبقه إن استطاع, وفوق وجه الموج المتدافع عوالق كثيرة ورواسب مما كان قائما علي القاع خفيا أو كارثيا.
    وحدث ـ وهو ما يحدث عادة في مثل هذه الظروف- أن عناصر كثيرة متفرقة ومتباعدة ومختلفة ومعظمها طاف علي السطح بلا جذور في العمق, هرولت تتسابق بأقصي سرعة لتلحق بأجل محدد وقريب, ولم تتردد في استعمال كل الوسائل لكي تسبق غيرها إليه, وكذلك دخل التخويف سلاحا, والإرهاب سلاحا, والتخوين سلاحا, والشتم سلاحا, بل ولسوء الحظ فإن الدين دفع به إلي الساحة ضمن الأسلحة, ولولا لمحة من العقل تجلت في وثيقة الأزهر الشريف لوقعت إساءة إلي الجلال الذي يجب أن يحيط بقدسية الدين ورسالته الهادية والتنويرية.
    > بالإضافة إلي ذلك كله فقد كان المجلس الأعلي للقوات المسلحة هو الأقرب إلي مواجهة أوضاع إقليمية في منتهي الصعوبة والتعقيد, وإلي أوضاع دولية في منتهي الخطورة والتهديد.
    (وهذه صورة نعود إليها فيما بعد بالتفصيل).
    وكانت المشكلة أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة وجد نفسه أمام تحد لم يستعد له أو يخطط, والجيوش عادة مؤسسات نظامية ترتب نفسها علي احتمالات معروفة لديها سلفا, وتضع في خزائنها السرية خططا جاهزة لمصادر التهديد التي تتحسب لها, لكنها لا يمكن أن تكون مطالبة بالتحسب والتخطيط لمجهول لم يكن في حسابها ولا حساب غيرها.
    وهنا فإن بعض الظواهر تحكمت واستحكمت:
    1- إن المجلس الأعلي- كما يبدو لمراقب مثلي من بعيد- لا يريد أن يبت في مشكلة حقيقية, وإنما يعتمد سياسة تأجيل المشكلات أو ترحيلها, بمقولة انتظار من يملك شرعيا ودستوريا مسئولية القرار فيها عندما يجيء وقته.
    2- إنه لا يكف فيما يقول به عن تعجل الأيام لتسليم السلطة, لأنه لا يريد للقوات أن تتصل بالحياة المدنية وليونتها وتفقد قدرتها علي خشونة شن الحرب.
    3- إنه ينتظر من المدنيين إذن أن يتحملوا مسئوليات كثيرة في التعامل مع الظروف ومستجداتها وطوارئها.
    والمأزق أنه يريد من المدنيين أن يتحملوا بذلك, دون سند وكذلك دون غطاء, فالمجلس يقول ويعلن كل يوم أنه سوف ينسحب في الأجل المحدد, لكن المدنيين المطالبين بتحمل المسئولية عليهم أن يفعلوا ما هو مطلوب وبعضه خطر, ثم أن يتحملوا وحدهم عواقب الخطر بلا غطاء ولا حماية ولا ضمان من مبدأ دستوري أو قانوني ملزم ومحترم, أو من قوة ضامنة وحامية, والمفارقة أن زمن' مبارك' كان يعطي الضمان والحماية للفساد, والآن ليس هناك ضمان أو حماية للإصلاح!!

    ثم هنا قضية أخري من أخطر قضايا اللحظة, مؤداها أن كثيرين من المؤهلين علي أعلي مستوي, والقادرين بالتجربة والكفاءة اعتذروا حين عرضت عليهم الخدمة العامة في هذه الظروف, لأن المطلوب منهم كما قلت خطير, لكن عليهم أن يقوموا به دون سند أو غطاء أو حماية, وإذا كان المجلس الأعلي للقوات المسلحة نفسه سوف ينسحب بعد شهور, فكيف يمكن لمدني أن يؤدي دورا بالجسارة المطلوبة- إذا كان بعد شهور قليلة سوف يواجه سلطة لا يعرفها من قوي معظمها بلا جذور, وفي ظروف عاصفة لا أحد يعرف مصادر رياحها, ولا سرعة حركتها, ولا طبيعة المسئولين عنها!!!
    تتصل بذلك نقطة مهمة وهي أن الظروف التي مرت بها مصر في السنوات الثلاثين الأخيرة علي وجه الخصوص, لم تؤد إلي جفاف بحر السياسة فحسب, وإنما أدت إلي ضحالة شديدة في كل شيء, بما في ذلك كفاءة الإدارة التنفيذية.
    وفي العادة فإن بعض البلدان في مواجهة فترات التحول تستعين بخبرة أجنبية.
    كذلك فعل' محمد علي' في مشروع القناطر الخيرية مثلا- وكذلك فعل' جمال عبد الناصر' في مشروع السد العالي في مثال آخر.
    والخبرة الأجنبية في هذه الظروف الدولية قد تكون موضع شك أو شكوك, لكن السؤال هل كان ممكنا تعويضها بمصريين من الخارج؟!
    وفي تجربتي شخصيا فقد حضرت ذات يوم مؤتمرا للخريجين العرب من الجامعات الأمريكية عقد في' شيكاجو', وهناك عرفت أن في الولايات المتحدة وحدها قرابة ربع مليون رجل وامرأة يحملون شهادتي الدكتوراه والماستير, وقد بقوا هناك ولم يعودوا بسبب ظروف طاردة أحسوا بها في الوطن المصري, لكنهم هناك موجودون في أرقي الجامعات, وبعضهم في أرقي المناصب, ولديهم أعلي مستوي من الخبرة, وبعضهم علي استعداد لأن يخدم وطنه الأم, لكن بعض الناس في الوطن لا يريدون, بدعوي ازدواجية الجنسية, أو بدعوي الزواج من أجنبية, وهذه بالضبط حالة رجل مثل' أحمد زويل' وغيره آلاف وعشرات ألوف علي بقاع الدنيا, وذلك مدد إنساني وذخيرة بغير حدود, لأن معظم هؤلاء يتمنون لو استطاعوا أن يردوا الجميل للوطن الأم!!
    والملخص أننا في حاجة إلي خبرة من الخارج, تعوض تآكلا في الداخل أصبح مخيفا!!
    لكننا لا نستطيع استخدام خبراء أجانب.
    ثم إننا لا نريد مصريين من الخارج.
    ثم إن الأكفاء داخل مصر عرايا من غطاء مدني أو سياسي يسند ويحمي.
    وتلك معادلة غريبة, مؤداها أن تظل أحوال الفراغ تدور حول نفسها حتي تصاب بالدوار وتقع علي الأرض!!
    وتلك كلها وغيرها مسائل لا يريد المجلس الأعلي للقوات المسلحة أن يبت فيها أثناء فترة الانتقال, بفهم أن فترة الانتقال عابرة, في حين أن فترة الانتقال في أي مفهوم طبيعي- هي فترة تؤسس لما بعدها, وتمهد طرق التحول, وهو بداية طريق جديد.
    كل ذلك شكل أزمة, لكن الأزمة زادت عليها مضاعفات أشد خطورة, فقد كانت الأزمة ثلاثية الأطراف, فإذا هي تصبح مضاعفة عدة مرات, لأن أطرافا إضافية دخلت إلي الساحة وزادت من أثقال حمولاتها.

    ويستكمل الأستاذ صورة اللحظة الراهنة قائلا:
    كانت هناك ثلاثة أطراف تتحرك في الحالة الثورية المصرية وتعقيداتها, وزاد عليها بعد الثورة أطراف مستجدة, وكان الأمل أن تكون زيادة عدد الأطراف بالإيجاب, لكنها لسوء الحظ أضافت إلي العقد أكثر مما ساعدت علي حلها.
    أولي الزيادات التي جاءت إلي الموقف المعقد وزادته تعقيدا كانت أوضاع السلطة التنفيذية.
    كانت الظروف والضرورات تستدعي أقوي الوزارات في تاريخ مصر لمواجهة واحدة من أصعب مراحل تطورها, لكن الوزارات التي جاءت أقل من المطلوب, دون إغفال لقدر أحد من المشاركين فيها.
    الأولي: كانت وزارة' أحمد شفيق', والرجل صاحب همة أقدرها له بصرف النظر عن اختلاف المواقف, لكن الرجل جاء متأخرا فلم يعط ما عنده, ثم إنه بدأ حين جاء بصرف وقته في أحاديث ولقاءات صحفية مستفيضة, وفي مقابلات ومداخلات تليفزيونية بالساعات, وقد كنت أتساءل مرات متي يكون لديه وقت للعمل, والغريب أنه بقدر ما اعتمد علي التليفزيون ليؤثر به, كان التليفزيون هو الموضع الذي تعثر فيه وسقطت عليه وزارته, ثم إن الرجل كذلك لم يكن موفقا في خياراته لمعاونيه, وربما لم يكن له دخل في اختيارهم, وربما, وربما, لكن العهد لم يطل به, والرجل ـ برغم كل ما يشاع عنه صاحب تجربة عسكرية ومدنية لها قيمتها, ثم إنه ليس صنيعة' مبارك' كما يتصور كثيرون.
    ولعل تاريخه السياسي كان يختلف لو أن الفرصة التي واتته لرئاسة الوزارة وصلت إليه في ظرف مختلف, وفي كل الأحوال فإن الرجل لم يبق في الرئاسة غير أسابيع, ثم نزل الستار فجأة, وانطفأت أضواء التليفزيون, واختفت وزارة' شفيق'!!
    وجاء الدور علي وزارة الدكتور' عصام شرف', وقيل للناس وفي بعض القول مسحة صدق إنه جاء من الميدان, أي ميدان التحرير, ومع أنه ليس من شأن الميدان أن يختار رؤساء الوزارات, فقد أشيع أن جماعات من الشباب رشحته للمجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي علم واستجاب.
    وأنا شخصيا لا أعرف الدكتور' عصام شرف', وإن سمعت الكثير عن دماثة خلقه, لكني في نفس الوقت أستطيع من بعيد قياس أداء وزارته, ورغم وجود عدد من الشخصيات لها قدرها في نظري ضمن فريق فإن الأداء في مجمله غير مقنع, خصوصا في مثل هذه الظروف.
    وفي كل الأحوال فإن السلطة التنفيذية التي كان عليها أن تعوض أوجها للقصور في الصورة العامة أصبحت هي نفسها جزءا من المشكلة, بدلا من أن تكون جزءا من الحل.
    ولست أريد أن أظلم الدكتور' شرف' بغير داع, فأنا لا أعرف ما هي علاقته مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة, ولا درجة الانسجام بين وزرائه, ولا سلطة مجلسه في رسم سياسات المرحلة, وما يبدو لي من بعيد أنها هي الأخري تحت وهم أن مرحلة الانتقال مساحة فراغ بين ضفتين, وذلك خلاف لمنطق الانتقال حين يكون المطلوب هو بناء جسور للتحول.
    ولكي تزداد الصورة اتساعا وعمقا فتح الأستاذ ملف الاعلام وقال:
    وأصل إلي زيادة أخري نفذت الي صميم الأزمة, وأقصد هنا الإعلام, وأريد أن أقول بوضوح إنني لم أعرف لنفسي طوال حياتي وعلي امتداد عملي- مهنة أخري غير الصحافة, ولم أرض بديلا عنها, حتي لو كان أكبر المناصب في الدولة, وإذن فإنني منحاز للمهنة ولحريتها بغير حدود- لكن أمانة المهنة حتي قبل أمانة الحقيقة تفرض علي أن أقول أن الإعلام المصري ليس موجودا حيث يتمني له أصدقاؤه وأحبابه, والدليل دون مكابرة أن قوة التأثير فارقته, وتوجهت إلي غيره, وقد ساعد عصر' مبارك' علي ذلك الفراق رغم وجود مساحة من الحرية ـ لابد من الاعتراف بها ـ صنعت نجوما يستحقون إعجاب قرائهم ومشاهديهم.
    لكن هناك مشكلة غائرة لا يريد أحد أن يتحدث فيها, وهي ملكية وسائل الإعلام.
    ما يسمي بالإعلام القومي مرئيا ومسموعا ومقروءا واقع في أزمة, لأنه لا يعرف لنفسه صاحبا, وعندما تقدم إليه من ادعي بالملكية- مثل مجلس الشوري مثلا في وقت من الأوقات- فإن الاقتراب من الإعلام جاء فجا, وأحيانا بذيئا!!
    ومن ناحية أخري فإن الإعلام الخاص- مع درجة من الفوران لا يصح إنكارها- مملوك بالكامل- تقريبا- لرءوس أموال لها مصالحها, وأستحيي أن أذكر الأسماء, فقد يكون في ذكرها شيء من الاستعداء أو الإساءة, لكن علينا أن نتذكر مقولة شهيرة ملخصها:' قل ما هي مصالح أي رجل, وأنا أقل لك ما هي أفكاره!!'.
    أي أنهم جميعا أصحاب مصالح يريدون حولها سورا واقيا من النفوذ والتأثير.
    ويشير بعضهم في صدد مناقشة هذا الموضوع إلي' روبرت ميردوخ' صاحب شبكة' سكاي', وصاحب أكبر الجرائد في أمريكا وأوروبا, لكن علينا أن نتذكر هنا مسألتين:
    الأولي: أن' ميردوخ' لا يستثمر أمواله في غير الإعلام بأنواعه, من الحرف إلي الصورة, ومن الصحيفة إلي الشبكة, وإذن فقصاري مصالحه هو الترويج, ومع ذلك فقد دفع به طلب الترويج إلي حافة الجريمة بجرائد يملكها وتحقق سبقها بالتنصت علي شبكات التليفون المحمول لنجوم السياسة والمجتمع والرياضة, وهو داخل اليوم للمساءلة القانونية لهذا السبب, كما دخل من قبله أحد كبار ملاك الصحف وهو اللورد كونراد بلاك- أحد أصحاب مجموعة التلجراف.
    وفي المقابل فإن الإعلام المصري الخاص بغالبيته الساحقة مملوك لاستثمارات تعتبره وسيلة لمصالح أخري, وبصراحة فإن' ميردوخ' ليس داخلا لا في أراض, ولا في صناعة, ولا في مقاولات, ولا في الصادر والوارد, وإنما استثماره في رواج وسائله الإعلامية.
    الثانية أنه مع أن' ميردوخ' متورط إلي أبعد مدي في التأثير علي القرار السياسي خصوصا في الولايات المتحدة وفي بريطانيا بهدف النفوذ السياسي, فإن رجال الأعمال في مصر ممن يهتمون بالإعلام يفعلون ذلك لتعظيم مكاسبهم وأرباحهم في تجاراتهم وصناعاتهم الخاصة, وكذلك طلبا لنفوذ يحمي المصالح وأصحابها.
    وذلك أمر يحتاج إلي مراجعة, لأن الإعلام الخاص- كما الإعلام العام- دخل طرفا في تعقيدات الأزمة ومستجداتها, وأضيفت إلي الخلط المتراكم شحنة أخري, واصلة للناس بحمولاتها كل صباح, مؤثرة عليهم بذات الهم كل مساء, والهم آخره كابوس مخيف حتي وإن بدا في أوله حلما جميلا!!
    ولست أريد قيدا علي الإعلام الخاص, ولكني أتمني أولا شفافية معلنة في الملكية, ومسافة واضحة بين الملكية والتحرير- مسافة محققة وقانونية وعاقلة, وهذه مشكلة واجهتها الصحافة البريطانية وغيرها, في الفصل بين الملكية والتحرير, وبين مصالح المال وقرار السياسة!!
    وربما أن التجربة الإنجليزية تستحق الدرس!!
    وأتذكر أنني حضرت اجتماعا أول الستينيات في مقر جريدة التايمز, وفي مكتب دنيس هاميلتون رئيس التحرير في ذلك الوقت. وكان بين حضوره هارولد ماكميلان رئيس وزراء بريطانيا وقتها واللورد روي تومسون الذي كان يتفاوض لشراء صحف التايمز والصنداي تايمز. وأتذكر أن رئيس الوزراء البريطاني وهو هارولد ماكميلان راح امامنا يقول لتومسون: أن الرأي العام البريطاني لن يقبل أن تكون جرائده مجرد ملكية رأسمال وإنما سوف يسألنا الناخبون عن القيم والقواعد التي تتصل بالتأثير علي الرأي العام ودقة معلوماته. ونظر ماكميلان الي اللورد تومسون وهو يخاطبه باسمه الأول: روي.. الصحافة ليست سوقا. ثم كرر القول بقصد التأكيد مرتين.
    ولاأريد أن أتزيد ولكن قد أتجاوز وأقول إن هناك نشاطا واسعا بشأن ملكية وشراكة وسائل الإعلام المصرية يجري الآن في لندن, بل وهناك اشارات من أصحاب الصحف من داخل طرة.. هل أضيف أيضا أن3 رجال وليس أكثر يتحكمون الان في الاعتمادات التي تخصص للاعلان في مصر وحجمها يقارب المليار جنيه.
    وهذه الاعتمادات الاعلانية وفي غيبة مقاييس علمية لتخصيص الاعلانات تستطيع انجاح صحف وفضائيات وتستطيع اعدام صحف أخري وفضائيات, وهذه قضية تحتاج إلي حسن تقدير قبل أن تحتاج الي تسرع في الاجراءات وحملات كراهية ضد المسئولين عنها بلا لزوم.

    ويبقي الجانب القانوني بشقه السياسي الذي لم ينسه الأستاذ وقال:
    هناك عنصر آخر شديد الحساسية وهو يتمثل في الإسراع إلي تصدير دور القانون, حيث كان الواجب أن يتصدر, لأن السياسة حاولت أن تتجنب الحرج.
    والذي حدث أنه حين وقعت الثورة كان قانون التاريخ قبل أي قانون يفرض حسابا وجزاء, لأن ما تعرض له هذا البلد من أهوال كان من صنع السياسة, وكذلك كان الحساب والجزاء المطلوب قبل غيره هو الحساب السياسي. وكان مطلوبا من السياسة أن تدقق في جوانب ما جري في الداخل وفي الإقليم والخارج. وكلها مجالات مرشوقة بجرائم كبري, وكان يجب بعد التدقيق أن يحدث فرز يحيل ما هو سياسي إلي هيئة قادرة ومخولة لمناقشته وطرحه علي الناس, وتبيان أوجه الخلل فيه, والحساب عنه كجرائم سياسية, بما في ذلك جريمة تطويع القوانين والتلاعب بها, وتفصيلها لحساب غرض وهوي.
    وفي الوقت نفسه فإن ذلك لا يمس ولا يصح أن يمس كل الوقائع المحققة جنائيا, أي التصرفات التي تورطت في الفساد واستباحت حرمة المال العام, وتعودت استغلال النفوذ, ونهب الموارد, وانتهاك حقوق الإنسان وغير ذلك من الآثام والخطايا.
    كل تلك جرائم جنائية يتصرف حيالها القانون, وبالإجراءات العادية والطبيعية.
    بمعني أن العدوان علي قيم النظام الجمهوري أكبر من أن تكون المحاسبة عليه بدعوي ملكية بيت هنا أو بيت هناك.
    ما يمس النظام الجمهوري في حيز السياسة, والفساد وإلافساد حتي إن تغطي بنص في حيز النيابة وتحقيقاتها وسلطاتها.
    لكن المجلس الأعلي فيما يبدو أراد إعفاء نفسه من مشكلة الحساب والجزاء, وكذلك جري ترك كل شيء إلي النيابة العامة, وإلي جهاز الكسب غير المشروع, ووجد النائب العام وزميله في جهاز الكسب غير المشروع أنفسهم أمام طوفان من البلاغات, بعضها جدي وبعضها كيدي, وهو أمر طبيعي في مثل تلك الأحوال.
    ثم إن بعضها سياسي ليس في اختصاص من أحيلت إليه, كما أن كثيرا منهم ارتكب جرمه الفادح في حماية نص قانوني مصنوع لهذا الغرض.
    وإذا كان قرار السياسة قد أراد إعفاء نفسه من الحسم, في هذه المسألة الكبري فإن النيابة العامة وغيرها من أجهزة التحقيق القانوني لم تجد بدا من حماية نفسها بالنظر في كل شيء خصوصا وهي تريد أن تنفي عن أجهزتها شبهة ممالأة النظام السابق وتضمن توسيع وتسرع الإجراءات لتجنب الوقوع في الخطأ مع لحظة بدا فيها وكأن ما يجري مطاردة للساحرات كما يقولون في تاريخ أوروبا قبل النهضة, عملية witchhunt, وكانت هذه العملية فادحة التكاليف علي مؤسسات كبيرة وعلي اعصاب رجال ونساء وعلي سمعتهم, وربما أنها كانت من الأسباب الرئيسة في تعطل صدور قرارات كثيرة في مجالات بعيدة, سواء في مجالات الأمن أو الاقتصاد, لأن كثيرين لم يرضوا لأنفسهم أن يعيشوا تحت سيف بلاغ يتصرف فيه من يتلقاه بالإجراءات أولا, ثم يجري تعليق مصيره حتي يجيء دور التحقيق في شأن ما وجه إليه.

    ثم زادت حمولة أخري.
    في هذه الأجواء وما حولها فإن عناصر كثيرة وجدتها فرصة لتستولي علي الشارع, جماعات ذات أهداف سياسية متباينة, وأيضا ذات مقاصد ونوايا مختلفة, لكن الأخطر أن هذا الزحام أوجد مسرحا لانفلات أمني كما يقولون وحتي لجرائم من النوع العادي, وفيه قطع الطرق, والسطو المسلح, والابتزاز, واستبيح الشارع لأغراض متصارعة, وهذا كله طبيعي عرفته الثورات, بل إن هذا الانفلات كان هو سبب ظاهرة' نابليون' التي جاءت لوضع حد للفوضي, وكانت نتيجة تدخل' نابليون' هي الاستيلاء علي الجمعية الوطنية الفرنسية ذاتها, لأن هذا المحفل العريق سيطرت عليه في النهاية مجموعات متشددة- إرهابية- دموية- انتهازية, وأصبحت قاعة الجمعية الوطنية ذاتها مسرحا ضاع فيه الصالح مع الطالح, وذاب فيه الثوري مع الدموي, وتصدر فيه الفاسد وهو ضد الثورة عمليا, لكنه بالصوت العالي أخذ منبر الجمعية الوطنية واحتكره, وأبعد عنه كل صوت للحق والمبدأ.


    ولقد شاهدت بعيني سواء علي الطبيعة أو في الصور مشاهد لا تصدق مما يجري في الشارع المصري, وكان شعوري أن القائمين بها لا ينتمون إلي الثورة, وأخف الضرر فيما يفعلون أنهم يعطون الذريعة والمبرر لكل المطالبين بالقمع والقهر, بمقولة الاستقرار والأمن.
    وفي هذه الأجواء لم تكن مصر داخل أنبوبة معقمة, كان العالم حولها مليئا بالقوي, التي وجدت في حالة السيولة والفوضي- فرصة تمد إليها أصابعها, تحاول أن تأخذ, أو تحاول أن تبث, أو تحاول أن تطوع.
    بعض التدخل الخارجي جاء من قوي كبري وجدت في الربيع العربي الذي فاجأها في' تونس' و'مصر' فرصة نادرة للاستغلال, وكذلك فعلت أمريكا وفرنسا وإنجلترا, وكلها رفعت ألوية حق يراد به باطل, ثم جاء هذا التدخل أيضا من الإقليم, فقد كان في الجوار المباشر وغير المباشر من المتدخلين كثيرون, وأعرف لسوء الحظ أن ملايين من الدولارات وصلت إلي من لا أعرف, وملايين أخري أشك أنه وقع' دسها في جيوب ناقليها' قبل أن تصل إلي عناوينها, وذلك فصل من أغرب الفصول في قصة الربيع العربي.


    وان كان لايصح معها القاء التهم جزافا, وعلي أي حال فقد عرف التاريخ الانساني من قبل تجارة في دم الناس وفي بيع وتهريب السلاح وتجارات في فضائل العفة والاخلاق باغراءات الجنس, كذلك عرف التاريخ تجارة في عواطف وآمال وطموحات الشعوب والأمم.
    اننا استعرضنا معا صورة لملامح المشهد العام ودعونا نتذكر مرة أخري ونحن نناقش مناخ الربيع المصري والربيع العربي أنه حتي وإن بدا لنا أن مانراه الآن ليس ربيعا بالضبط فلنذكر أن الخماسين- عواصفها ورمالها وترابها وعتمة الليل عند الظهر أثناءها- هي ظاهرة موعدها الربيع ولذلك فلنقل انه الربيع لايزال.. لكنها هذه اللحظة موجة خماسين.
    والآن ما العمل؟! وهنا أترك لكم الحوار تديرونه كما ترون


    -------------------------


    اتهام الإخوان بالتهديد باستخدام القوة ضد المجلس العسكري.. وقائد الأمن يشرح أحداث استاد القاهرة
    حسنين كروم
    2011-09-18




    القاهرة - 'القدس العربي': من الأخبار والموضوعات المصرية الهامة في الصحف الصادرة يومي السبت والأحد المحادثات التي أجراها في القاهرة رئيس وزراء أثيوبيا ميلس زيناوي، وإضراب المدرسين، وتصريحات وزير الداخلية بأن كشوف أسماء البلطجية جاهزة للقبض عليهم بقانون الطوارىء وهو ما سخر منه يوم السبت زميلنا بـ'أخبار اليوم' الرسام هاني شمس بأن كان رسمه عن بلطجي ممسكا بمطواة ويقول لزميل له يدخن الحشيش: ياساااتر، أخيرا، هانخلص من الجماعة بتوع السياسة.
    وأشارت الصحف الى إلقاء القبض في مدينة الزقازيق على ابني رئيس حزب العدالة والحرية الإخواني محمد مرسي بتهمة الاعتداء على ضابط شرطة، وصرح مرسي بأن العقاب لابد أن ينالهما ان ثبتت التهمة عليهما، أما إذا كانا قد تعرضا للعدوان، فانهما سيتنازلان عن حقهما.
    وإلى بعض مما عندنا:

    أسرار مثيرة عن خلفيات اقتحام السفارة الاسرائيلية

    ونشرت 'الأهرام' خبرا عن نتائج التحقيقات مع المقبوض عليهم في أحداث سفارة إسرائيل ومديرية أمن الجيزة، قالت فيه: 'كشفت التحقيقات واعترافات المتهمين في حادث اقتحام السفارة الإسرائيلية الجمعة قبل الماضية، عن تورط شخصية ثرية في تحريض أعداد كبيرة من الشباب مقابل مبالغ مالية تراوحت بين خمسة وأحد عشر الف جنيه لكل شخص لمهاجمة السفارة وإثارة الفوضى.
    وصرح مصدر قضائي مسؤول لـ'الأهرام' بأن المقبوض عليهم أدلوا بأسرار مثيرة عن الساعات التي سبقت الحادث، حيث تم تجميعهم مساء الخميس قبل الحادث عند ميدان الرماية بالهرم، على شكل مجموعات، ولم تكن كل مجموعة تعرف الأخرى نظرا لاختلاف المناطق التي تجمعوا منها، موضحا ان الانتقال إلى الميدان تم بواسطة ثلاثة أتوبيسات سياحية فاخرة يسع كل واحد منها 50 فردا.
    وأوضح المصدر أن الاتوبيسات تحركت باتجاه طريق الإسكندرية الصحراوي وبعد نحو نصف ساعة بعد البوابات، تم نقل الأشخاص بواسطة سيارات نصف نقل الى إحدى المزارع الخاصة، ويؤكد المصدر المسؤول ان الأفراد التقى بهم شخصية قالوا انها يبدو عليها 'الهيبة' - حسب تعبيرهم وقال لهم انه لا بد من الثأر لأولادنا الذين قتلوا على الحدود مع إسرائيل، ولابد من طرد السفير الإسرائيلي.
    وأوضحت اعترافات الشباب انهم تناولوا وجبة عشاء فاخرة فشلوا في معرفة طبيعة وأسماء الأطعمة، ثم تسلم كل منهم ظرفا مغلقا به مبالغ تتراوح بين 5 إلى 11 الف جنيه، وتمت إعادتهم الى ميدان الرماية بنفس طريقة الذهاب، واستكمل المتهمون اعترافاتهم بأنه تم الاتفاق على التجمع يوم الجمعة في الخامسة مساء في أماكن متعددة مثل حديقة الحيوان وميدان جامعة القاهرة والذهاب إلى السفارة وإثارة الفوضى، وهو ما جرى بالفعل'.

    سوزان وهايدي وخديجة يزرن السجينين جمال وعلاء

    ونشرت الصحف عن استمرار محاكمة مبارك والعادلي ومساعديه وعلاء وجمال في قضية قتل المتظاهرين لكن مبارك لم يحضر، وأشارت 'الأخبار' امس في تحقيق لزميلنا جمال حسين إلى زيارة في سجن طرة لعلاء وجمال قال فيها: 'قامت سوزان زوجة الرئيس السابق حسني مبارك أمس بزيارة نجليها علاء وجمال في سجن مزرعة طرة، رافقها خلال الزيارة كل من هايدي راسخ زوجة علاء وخديجة الجمال زوجة جمال ووالدها محمود الجمال وشريف البنا صهر علاء مبارك وجلال ابو القاسم وسكرتير العائلة مصطفى شاهين، بينما غاب لأول مرة عن الزيارات كل من الطفلين عمر علاء وفريدة جمال.
    اصطحبت سوزان وهايدي وخديجة معهن كميات من المشويات والملابس الجديدة البيضاء لعلاء وجمال وبعض المشروبات وجلسوا معهم قرابة الساعة داخل الساحة المخصصة للزيارة بسجن المزرعة، وظهر تأثر سوزان الشديد بحبس نجليها حيث أجهشت بالبكاء وحاول الشقيقان طمأنتها على أحوالهما وعلى موقفهما'.
    وبمناسبة سوزان، فقد نشرت 'الوفد' امس في صفحة نجوم وفنون التي يشرف عليها زميلنا أمجد مصطفى حديثا مع الفنانة سوسن بدر، أجرته معها زميلتنا دينا دياب قالت فيه عن أداء دور سوزان في عمل فني: 'لم يعرض عليَّ عمل بهذا الاسم، ولكني أتمنى أن أقدم شخصيتها، لأنني أهوى الأعمال التاريخية، وتجسيد دور زوجة الرئيس السابق في عمل فني من المؤكد انها ستكون جيدة، خاصة لو كانت مكتوبة بحنكة، وحياة سوزان ثابت كانت مليئة بالأحداث وتوثيقها بكل تفاصيل أحداثها حتى لو كانت مكروهة أمر مطلوب'.

    طنطاوي وعنان بمقدمة جنازة خالد عبد الناصر وغياب القوى الاسلامية

    أما الموضوع الأبرز فكان جنازة الدكتور مهندس خالد ابن خالد الذكر، وتقدم المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري والفريق سامي عنان رئيس الأركان الجنازة، في إشارة واضحة للجميع لا تخطئها العين.
    قالت 'الأهرام' يوم السبت في الصفحة الخامسة في تغطية زميلينا محمد عتر المرسي عن الجنازة: 'شهدت غيابا ملحوظا لرموز القوى الإسلامية وجماعة الإخان فهي القوى المعروف عنها انها كانت على خلاف دائم، وثأر سياسي قديم مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والمشير طنطاوي والفريق سامي عنان رئيس الأركان ونائب رئيس المجلس العسكري بحضورهما وتقدمهما للجنازة، أضفيا ايضا دلالات سياسية مهمة على المشهد، أهمها ان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، سيظل هو الزعيم السياسي الأبرز الذي تتفق عليه المؤسسة العسكرية المصرية وعلى تاريخه وعطائه الطويل'.
    وهذا ما أكده ايضا في اليوم التالي رئيس تحرير 'الأخبار' زميلنا وصديقنا ياسر رزق بقوله: 'مشاركة المشير حسين طنطاوي ونائبه الفريق سامي عنان في تشييع جنازة الدكتور خالد نجل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، كان لها أبلغ الأثر في نفوس المصريين، لا سيما أن المشير والفريق جاءا بدون حرس أو مراسم وانخرطا وسط الجماهير التي جاءت تودع نجل الزعيم.
    الحشود الهائلة التي توافدت على الجنازة وسرادق العزاء هي استفتاء شعبي على مكانة الزعيم الباقية في قلوب الملايين وعلى الاحترام الذي يكنه المواطنون للدكتور خالد الذي لم يتكسب باسم والده، ولم يتربح على حساب الشعب ولم يسع لأن يرث أباه العظيم إلا في إخلاصه ووطنيته وطهارة اليد'.

    المفتي الاسبق يتهم عبد الناصر بمحاربة الدين داخل مصر ونشر الإسلام خارجها بواسطة الأزهر

    وعلى طريقة اضحكتني يا شيخ، نشرت 'الأهرام' في ملحقها يوم الجمعة الثاني من الشهر الحالي حديثا مع المفتي الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور الشيخ نصر فريد واصل أجرته معه زميلتنا سامية أبو النصر، أضحكني لا لأنه قال نكتة وإنما لعدم قدرته على ضبط كلامه وما فيه من تناقضات في الوقائع يضعف بعضها البعض فقد قال: 'في فترة عبد الناصر تم الفصل الكامل بين الدين والدولة، ودخل الإخوان السجون وتقلص دور الأزهر، وبدأت العملية تخف حدتها في عصر السادات لطرد الشيوعية وعودة الدين'.
    أي أن خالد الذكر كان ضد الإسلام والأزهر وشيوعيا، اي كافرا - والعياذ بالله - ولكن المفتي السابق ورجل الدين الذي يأمره إسلامه أن يكون صادقا، قال في موضع آخر: 'أيام عبد الناصر كان هناك نشاط للأزهر في افريقيا، وكان بمثابة السفير الذي يربط بين أفريقيا ومصر'.
    سبحان الله في أمر هؤلاء الناس، الذين يعلموننا ديننا ويشرحونه لنا وتفسير آياته وأحاديث رسولنا الكريم، فأين الأمانة الدينية والعلمية في هذا الكلام؟
    عبد الناصر يفصل الدين عن الدولة وهو شيوعي - أي كافر - ويحارب الأزهر، وفي نفس الوقت يدعم نشاط الأزهر في افريقيا، ويجعله سفيرا لمصر، اي يرصد له الملايين من الجنيهات لممارسة نشاطه لنشر الإسلام.
    وكان على المفتي الاسبق أن يقول - بأن هناك اتفاقا بين عبد الناصر - آسف جدا - أقصد خالد الذكر، وبين الأزهر، بأن يقوم هو بنشر الكفر داخل مصر، وينشر الأزهر الإسلام في افريقيا، أي يأخذ كل واحد حقه.

    عبد الناصر ضد الإسلام والأزهر وشيوعي

    أما الطامة الكبرى فجاءت من الشيخ أحمد المحلاوي، يوم الخميس في 'اللواء الإسلامي'، وحديثه مع رئيس التحرير زميلنا عبد المعطي عمران، وقد فوجئت بأنني أمام شيخ آخر تماما غير الذي كنا نعرفه عنه السياسي الهادىء والمتواضع، والذي كان يحرص على أن يكون حلقة وصل بين مختلف التيارات السياسية، وصاحب الفكر الوسطي، منذ أن كان إماما وخطيبا لمسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، أيام حكم الرئيس السادات، وكان يستضيف في المسجد قادة المعارضة وقتها أمثال الدكتور محمود القاضي عضو مجلس الشعب عن الإسكندرية وأشهر برلماني وقتها، وصديقنا أبو العز الحريري - عضو المجلس عن حزب التجمع - ماركسي - وصديقنا كمال أحمد - عضو مجلس عن الإسكندرية - ناصري - وممتاز نصار، والدكتور حلمي مراد، مما اثار السادات ضده، وأمر باعتقاله في حملة سبتمبر عام 1981، وقال عنه في خطبته الشهيرة يوم 3 سبتمبر: 'ده كان بيهاجم جماعتي'،أي زوجته السيدة جيهان، ثم أضاف: 'أهو مرمي في السجن زي ال######'.
    وقد أثارت هذه العبارة موجة كراهية قاتلة ضد السادات، وفي السجن تقابل المحلاوي مع كل ممثلي التيارات والأحزاب السياسية، من أقصى اليمين لأقصى اليسار، وبعد الإفراج عنهم عام 1982 بعد اغتيال السادات وتولي مبارك الحكم، صدر قرار بعدم عودته للخطابة في المسجد، وقد قابلته ثلاث مرات، واحدة في المسجد قبل الاعتقالات مع صديقنا ونسيبي عضو مجلس الشعب في الإسكندرية محمد البدرشيني، ومرتين بعد خروجه من المعتقل، الأولى في شقته المتواضعة بالإسكندرية، والثانية في منزل صديقنا عضو المجلس الاسبق والهيئة العليا لحزب الوفد أحمد ناصر، والذي انضم في الصراع على رئاسة الحزب الى الدكتور نعمان جمعة، وكان في الاجتماع عدد كبير من السياسيين وقتها.
    أقول، فوجئت بأنه بدلا من رؤية زيادة في النضج السياسي للشيخ المحلاوي، انني أمام شخص آخر ملأه الغرور والانفلات في توجيه تهمة الكفر، ومحاربة الإسلام لعبد الناصر ونظامه، والاتيان بوقائع كاذبة ولا يعلم عنها شيئاً، ادعاها دون أن يهتز ضميره الديني، والسياسي، وهو الذي يعظ الناس بقول الحق، وعدم الافتراء بالباطل، قال بالنص: 'لا بد أن يعود لشيخ الأزهر مكانته واحترامه وتقديره، يوم كان يمشي أمام الملك وعندما كان يلقي الدرس فوق كرسيه ومحمد علي باشا والملوك من بعده يجلسون أمامه على الأرض، ولا ينبغي أن يعنيه أحد، ولكن يرشح من هيئة كبار العلماء ثم يصدر رئيس الجمهورية قرار التعيين بناء على هذا الاختيار وأن تضم هيئة كبار العلماء نخبة من خيرة علماء الإسلام من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
    منذ قيام ثورة يوليو 1952 كان هناك مخطط لإضعاف الإسلام في قلعته الحصينة مصر، وتمثل هذا في حل هيئة كبار العلماء وكان هذا القرار ضربة قاصمة للأزهر، وضرب التيار الإسلامي ممثلا في الإخوان المسلمين مع ان بعض قادة الثورة كانوا من الإخوان، وإلغاء المحكمة الشرعية التي كان قضاتها ومحاموها وكل هيئاتها من الأزهر، وتم هذا الإلغاء بطريقة فجة و######ة بسبب اتهام شيخين من قضاتها بالانحراف، وهل إذا انحرف قاض نلغي المحاكم؟ أمر غير منطقي ولكن هذا ما تم لتشويه القضاء الشرعي، أضف إلى ذلك ما هو أشنع وهو إلغاء ونهب الأوقاف الإسلامية وحدها فالأوقاف القبطية موجودة حتى الآن، وهذه الأوقاف كانت تعني استقلالية الدعوة والأزهر، فلم يكن الأزهر بهيئاته وكذلك الدعوة، تتقاضيان مليماًَ واحدا من الدولة، إنما كانت لهما مخصصات كبيرة من هذه الأوقاف، فكانت كل مصاريف التعليم بالأزهر من كتب وأحبار وأوراق ومسكن ومعيشة كلها مجانا، كذلك الدعاة والوعاظ والمدرسون كانوا يتقاضون رواتبهم من هذه الأوقاف التي صادرتها ثورة يوليو، وبعد ذلك جاء ما سمي بتطوير الأزهر الذي خرب المناهج الأزهرية وأثقل كاهل الطلاب بمنهجين أحدهما أزهري والآخر مدني، فضلا عن السماح بدخول أصحاب المجاميع المتدنية في الثانوية العامة الى جامعة الأزهر، فترسخ الجهل والغش والفساد، وهذا ما نعاني من آثاره حتى الآن، هذه بعض خطايا الثورة في حق الإسلام والأزهر، وعبد الناصر عمل أخطاء فادحة ضد الإسلام والمسلمين لصالح أمريكا'.

    ثورة يوليو خططت لإضعاف التيار الإسلامي

    ألاحظ في كلام المحلاوي قوله ان ثورة يوليو خططت لإضعاف الإسلام، وضرب التيار الإسلامي ممثلا في الإخوان، ومن يفعل ذلك هو بالضرورة، كافر - والعياذ بالله - ولم يفسر الشيخ الصادق في شهادته وجود عضو مكتب إرشاد الإخوان وأحد الذين كانوا مرشحين لمنصب المرشد، المرحوم الشيخ أحمد حسن الباقوري وزيرا للأوقاف، ثم رئيسا لجامعة الأزهر، ولا انضمام اكثر من نصف أعضاء مكتب الارشاد لعبد الناصر ولا وجود الداعية الشيخ محمد الغزالي مسؤولا عن إدارة الدعوة بالأوقاف، وصديقنا الدكتور عبد العزيز كامل - الذي تولى وزارة الأوقاف وشؤون الأزهر، على الجميع رحمة ربك، كل هؤلاء استخدمهم خالد الذكر لمحاربة الإسلام وهدمه وتدمير الأزهر؟
    ما هذا المستوى من الكذب والحقد والجهل ايضا؟ والجهل لأن أوقاف الأزهر التي يتحدث عنها كانت مسخرة، اضطرت حكومات ما قبل الثورة ان تخصص في ميزانياتها مبلغاً له، ووصل في ميزانية عام 1952 في حكومة الوفد برئاسة خالد الذكر مصطفى النحاس باشا إلى مليون جنيه، زاد بعد الثورة التي جاءت للقضاء على الأزهر والإسلام الى ثلاثة ملايين عند وفاة خالد الذكر - جمال عبد الناصر - الفاتحة على روحه، بسم الله الرحمن، آمين، أما حكاية القضاء الشرعي فلا داعي لإعادة قصة الشيخين سيف والفيل بالإضافة إلى أنه كان يهدف لتوحيد القوانين والإجراءات، وتطوير الأزهر تم بإشراف وضغوط الكثير من مشايخه ورجاله، وهيئة كبار العلماء التي تم حلها، تم استبدالها بمجمع البحوث الإسلامية، ويتكون من خمسين عضوا ثلاثون من مصر وعشرون من الدول الإسلامية، فلماذا لم يقرأ قبل ان يتكلم ويفتي، بل ويوجه اتهامات الكفر والعمالة ايضا بقوله 'عبد الناصر عمل أخطاء فادحة ضد الإسلام والمسلمين لصالح أمريكا'.
    والسؤال الآن، كيف يمكن الثقة في هؤلاء الناس وإيمانهم بالديمقراطية ومصداقيتهم، إذا كان اكثرهم ادعاء وسطية يتهم عصرا كاملا وزعيمه، وله أنصاره وأحزابه بالكفر والعمالة لأمريكا، ما الذي سيفعله هؤلاء الناس إذا وصلوا للحكم؟ وما الذي يعدونه لنا وراء الاختباء تحت يافطات أحزابهم التي قال عنها زميلنا خفيف الظل ومتعدد القدرات جلال عامر وهو من أهالي الإسكندرية ايضا، في إحدى الفقرات في 'المصري اليوم' يوم الأربعاء: 'على فكرة حزب الإخوان المسلمين لم يقم على أساس ديني، وحزب الجماعة الصوفية لم يقم على أساس ديني، وحزب الجماعة السلفية لم يقم على على أساس ديني، الحزب الوحيد الذي قام على أساس ديني هو الحزب الشيوعي'.

    اعتراف قائد التراس الأهلاوي بالإسكندرية بالمشاركة في ثورة يناير

    لا يزال السؤال، إلى أين تتجه مصر؟ يشغل بال الكثيرين خاصة بعد ما حدث من مصادمات في جمعة تصحيح المسار، ومهاجمة مقر وزارة الداخلية، والهجوم على السفارة الإسرائيلية ومديرية أمن الجيزة والسفارة السعودية، والاشتباكات التي سقط فيها ثلاثة قتلى، ومئات الجرحى، وقبلها الاشتباكات بين الشرطة والتراس النادي الأهلي في الاستاد بعد مباراة الأهلي، وكيما أسوان - وسقوط العشرات جرحى، وتدمير عشرات من سيارات الأهالي، ونتيجة لذلك صدر قرار تفعيل قانون الطوارىء، وإضافة حالات أخرى إليه، وتحذير وسائل الإعلام من نشر الشائعات، والتحذير كذلك من تدخلات أجنبية تمول جمعيات أهلية واتهام قطر وأمريكا ثم غلق قناة الجزيرة مباشر - مصر وهو ما أدى الى معارك أخرى، اضافية حول العودة الى أساليب نظام مبارك، والغريب في الأمر ان أحدا لا يستطيع ان يحدد وقائع ثابتة، أو الطرف الحقيقي المسؤول عن كل حادثة، مثلا في حادث التراس الأهلي، لدينا أبرز شهادتين الأولى في مجلة 'صباح الخير' في تحقيق زميلنا محمد عبد العاطي الذي قال نقلا عن محمود - قائد التراس الإسكندرية: 'عدم مسؤوليتهم عن كثير مما نسبه إليهم الإعلام من أعمال عنف، أن مجموعات كثيرة منهم شاركت ألتراس الأهلي في التعبير عن الرأي الجمعة الماضية، مؤكدا أنهم انسحبوا من الشارع قبل السادسة مساء!
    ان الكابتن نادر السيد حارس المنتخب المصري السابق شاهد على كلامه، وخصوصا أن الكابتن نادر شاركنا وقفاتنا الاحتجاجية ذلك اليوم إيمانا منه بعدالة مطالبنا.
    عانوا كثيرا من المضايقات الأمنية أثناء حكم النظام السابق، إلا أن هذا لا يعني مسؤوليتهم بالضرورة عن أعمال الشغب التي تمت امام السفارة الإسرائيلية، 'لم يقتحم أي من المنتمين للألتراس عمارة السفارة'.
    وأضاف محمود: السبب الأساسي في السمعة السيئة التي ألصقوها بنا وشدنا وجذبنا مع الأمن خلال عصر نظام مبارك تسبب فيه بعض رجال الأعمال ومشجعي الأندية الكبار الذين خافوا على مصالحهم من تواجدنا، وتنظيمنا وانتماءاتنا 'بإيعاز من هؤلاء الذين نعرفهم بالاسم'، ضيقت علينا الداخلية، وتربص بنا ضباطها إلى حد وصلت فيه الأمور إلى تفتيشنا ذاتيا، بما فيه إهدار لكرامتنا.
    أجبرونا أكثر من مرة على خلع ملابسنا، أو إزالة شعار الألتراس منها وإلا سنحرم من مشاهدة مباريات فريقنا.
    يمكن أن تكون قد دخلت عناصر لها أفكار مغرضة، وادعت انها من الالتراس وخصوصا انه لا توجد طريقة للتحقق من انتمائهم ولكن أود أن أؤكد ان الالتراس يملك قوائم لأفراده ولو حدث أي حالات احتجاز لأي من أفرادنا خلال أحداث السفارة الإسرائيلية لكنا اعلنا اسماءهم من خلال الفيس بوك، والموقف الرسمي لنا ان الالتراس وطنيون وكانوا على رأس المحرضين على قيام ثورة يناير بأغنية ضد الشرطة يقول مطلعها: كان دايما فاشل في الثانوية، يادوب جاب 50 % بالرشوة خلاص الباشا اتعلم، وخد شهادة بألف كلية'.

    دور الأمن المركزي في المباريات

    وإلى الرواية المضادة لقائد الأمن المركزي اللواء صلاح الشربيني والتي جاءت في حديث له نشرته مجلة 'المصور'، وأجراه معه زميلنا خالد ناجح وجاء فيه: 'دور الأمن المركزي في أي مباراة أو أي تجمعات ترفيهية مثل كرة القدم هو حماية المباراة وحماية عناصر اللعبة التي تبدأ بالجمهور والحكام واللاعبين، ودورنا بالنسبة للجمهور هو الفصل بين الجماهير وعدم تعرضهم لبعضهم أو تعرضهم للحكام أو اللاعبين وهذا دور في غاية الأهمية، ومن هنا يتضح أن دور الأمن الاساسي هو حماية الجمهور في ثلاثة عناصر أن يتمتع بالمشاهدة وحماية اللاعبين وحماية الحكام، تحليل هذه الصورة التي تجمع بين الجمهور والأمن تجد أن جنود الأمن المركزي عادة ما تكون ظهورهم للجمهور ووجوههم للملعب، وعندما تفسر هذا المنظر سيتضح لك أننا نعتبرهم أخوة لنا ونثق في جمهورنا، هل نعطيهم ظهرنا ليطعنوننا من الخلف ليس معقولا، والأمن المركزي دائما ما كان ولن يكون ضد الألتراس، ونعلم ان بينهم شبابا ورجالا شرفاء وعظماء، نحن ضد الفئة المثيرة للشغب.
    المباراة كانت شيقة وجميلة ولكن الجمهور بدأ في سب عساكر الأمن المركزي والاعتداء بالأيدي ورمي العساكر بأكياس 'بول' - وفقا لما رواه مدير الأمن، وهنا أنا ظهري للجمهور والسؤال: من يعتدي على من؟ وعلى الرغم من هذا لم يحدث من أي فرد جندي ان قام بالرد على هذه الإهانات طوال فترة المباراة، وبعد انتهاء المباراة من الطبيعي أن يبدأ الجنود في الدوران للف للخلف حتى يخرجوا من المباراة، هنا تكرر الأمر وبدأ السب والإهانة وغيرها، كان من الممكن ان ينتهي الموقف عند هذا الحد، إلا ان عددا من الالتراس بدأ بإلقاء الزجاجات مرة أخرى وقامت بعض الجماهير بالاعتداء على الجنود، وهنا بدأت بعض الجنود في الدفاع عن انفسهم 'دفاع عن النفس فقط' المدرج تم إخلاؤه وخرج الجمهور وفي الخارج عادة ما تتواجد بعض القوات لحماية المنشآت العامة، لكنهم بدأوا في أعمال الشغب والسب والنهب وحرق بعض سيارات الشرطة، مع العلم ان المباراة كانت رائعة والأهلي كسب المباراة. الموقف لم يكن فيه ما يدعو لهذا الفعل وهذا الاحتكاك.
    جنود الأمن المركزي هم المعتدى عليهم من الجمهور، وحتى لا يحدث خلط في الأمور نحن مع الشباب ومع الثورة والشعب ولا يمكن ان نكون غير ذلك، لأن العسكري أخ لكل مواطن مصري وله مشاعر ايضا، أؤكد تماما لا توجد أي تعليمات للتعامل مع أي مواطن، فالعسكري في كثير من الأحيان يدافع عن نفسه فقط، هناك تعليمات بضبط النفس بأقصى ما يمكن. عدد الإصابات في صفوف الأمن المركزي بلغت 133 إصابة، وهذا كثير.
    لا علاقة لنا بسب مبارك والعادلي أو لعن النظام السابق وهذا حق أريد به باطل، وحق كل مواطن أن يعبر عن رأيه بالطريقة التي يراها وسب مبارك والعادلي يحدث في أماكن كثيرة ولا علاقة للأمن المركزي بذلك، لكن جنود الأمن المركزي تم استفزازهم بسب الشرطة والداخلية وسبهم أنفسهم ومع ذلك تحلوا بضبط النفس الى ان وقع اعتداء مادي عليهم بالضرب والقذف ورمي أكياس البول، هنا بدأ الجنود في الدفاع عن النفس من ضرب بالكراسي وضرب على القفا لبعض الجنود من الخلف.
    الالتراس أبناؤنا وأخواتنا ومن حقهم التعبير في الاستاد والالتراس هي التي تحرك المشاعر وتحمس الأفراد الوطنية في الاتجاه الصحيح، لكن ما ذنب العسكري الفقير في هذا السب واللعن من غير سبب اليوم ومهما كان لديه قوة من الصبر والتحكم في النفس او السيطرة لابد من الرد لأنه إنسان وله مشاعر تتحرك وهنا أقول التواصل مع الالتراس مطلوب ولو وجدت اي سلبيات لا بد ان نتداركها في المستقبل'.

    صلاح عيسى: قناة الجزيرة ظاهرة إعلامية تدعو للعجب

    أما بالنسبة لغلق قناة الجزيرة مباشر - مصر فقد رحب به زميلنا وصديقنا صلاح عيسى رئيس تحرير 'القاهرة' التي تصدرها وزارة الثقافة في مقاله يوم الأربعاء في 'اليوم السابع' بقوله عنها: 'قناة الجزيرة مباشر مصر' هي ظاهرة إعلامية تدعو للعجب، وتدعو للريبة، إذن ما الذي يدعو الشقيقة الكبرى قطر لتخصيص قناة لمصر وثورتها دون كل بلاد وثورات العرب وغير العرب؟ ولماذا تبدد أموال الشعب القطري الشقيق، على شبكة ضخمة من المكاتب والمراسلين تغطي كل محافظات مصر، بما في ذلك مدن وقرى صغيرة؟ وهو ما تعجز عنه القنوات المحلية المصرية بسبب نقص الموارد بها، ولماذا تقصي القناة كل ضيف مصري ينتقد الإخوان المسلمين وتسمح لكل من يسب المسؤولين المصريين من أدنى الى أعلى المستويات أن يفحش في القول؟ فإذا تطرق الى شخصية قطرية أعطته دروسا في آداب المهنة التي لا تلتزم بشيء منها؟ أخشى أن يكون الوهم قد صور لأسيادنا الذين يديرون سياسة الشقيقة الكبرى قطر، أنهم خلفاء الرفيق 'ليون تروتسكي' الذي دعا لمواصلة الثورة الدائمة حتى يتحرر العالم كله من القهر، وبأن الدوحة ستكون حاضرة الخلافة الإسلامية التروتسكية التي تخضع لحكمها كل الدول الإسلامية ومنها الشقيقة الصغرى مصر، ويا أسيادنا الذين في قناة 'الجزيرة مباشر مصر' التي تبث الآن مؤقتا من الدوحة: أؤيد دعوتكم لمليونية مصرية تهتف: الشعب يريد فتح القناة، وآمل أن تصاحبها مليونية أخرى في الدوحة تهتف: الشعب يريد إغلاق القاعدة'.

    كيف غطت القناة اقتحام السفارة الاسرائيلية

    بينما زميلتنا الناقدة الفنية بـ'الجمهورية'، ماجدة موريس قالت في نفس اليوم - الأربعاء - في الأهالي: 'استخدمت القناة كل قدراتها التكنولوجية في التركيز الكامل على عملية تسلق السفارة اللي في العمارة، وعلى الحوارات مع الشباب هناك ثم مع فئات واسعة من الناس، وللأسف فإن الكثير من هذه الحوارات تخلى عن مهنيته حين كان يفرض على المشاهد الذي يوافق على إجراء الحوار أسئلة تنطلق من موقف محدد يخص أداء الشرطة أو أجهزة الأمن في هذا الموقف موحيا له بالهجوم عليها، ولقد أدرك هذا العديد من المشاهدين العاديين الذين كانوا في الشارع أو عبر مداخلاتهم التليفونية بل بعضهم دخل في سجال مع بعض مذيعي ومذيعات الجزيرة مصر حول هذا وهو ما كان جديرا بالاستمرار، لأنه يعني وجود وعي متزايد ينمو لدى المواطن المصري من خلال تعامله المستمر مع الإعلام المرئي، هذا الايقاف المزعج، لقناة الجزيرة مباشر مصر بجانب انه مرفوض على هذا النحو لكونه يأتي على نفس النهج الذي اتبعه النظام السابق وأيضا الوزير السابق أنس الفقي بعد أيام من قيام ثورة 25 يناير حين أوقف مكتب الجزيرة مصر فإنه أيضا يحرم المشاهد المصري من حقه الطبيعي في اكتشاف الأفضل والأسوأ في العملية الإعلامية، ويحرمه من تتبع دائرة أوسع مما اصبح متاحا له بعد حجب الجزيرة مباشر مصر، ويحرمه كذلك من حريته في اختيار القناة التي يراها الأفضل، بل إنني لا أبالغ إذا قلت إن هذا الإيقاف يعطي للجزيرة مصر هالة كبيرة من الصفات تفوق ما كانت تتمتع به ويضيف جمهورها الى جمهور القناة الأم'.

    دور الإخوان في إثارة زوبعة تمويل منظمات المجتمع المدني

    أما آخر زبون عندنا في هذا الجزء من التقرير فسيكون زميلنا السيد النجار، رئيس تحرير 'أخبار اليوم' - الذي حمل إلينا معلومات هامة جدا عن الدور الذي يلعبه الإخوان المسلمون في إثارة زوبعة تمويل منظمات المجتمع المدني، وتهديدهم المجلس العسكري بما لا يحمد عقباه، فقال: 'الإخوان هم من يحركون في الخفاء اشكال الحملة ضد التمويل الأجنبي للجمعيات الأهلية، هدفهم من ذلك إبعاد التيار الليبرالي من الساحة في مصر الذي يقوى ويكبر من خلال الجمعيات والمنظمات غير الحكومية، الحملة التي تصل الى حد وصفهم بالعملاء تثير الرأي العام ضدهم وتضعف القوى الليبرالية السياسية، قال لي ذلك أحد المصادر العليمة تعقيبا على مقال التمويل الخارجي، هذا الكلام لن يعجب بالطبع جماعة الإخوان المسلمين ولكنه منطقي رغم عدائي الشديد لقضية التمويل الخارجي للجمعيات بعيدا عن عين الحكومة، هذا المنطق أصبح يقينا بعد أن لاحظت هجوما صريحا لأول مرة منذ ثلاثة أيام لقيادي إخواني يتهم الجمعيات الأهلية بقيادة الحركة الليبرالية بمصر، تهديد القيادي الإخواني حسن البرنس باستعداد أعضاء الجماعة للشهادة إذا لم تنته الفترة الانتقالية في 27 سبتمبر، يا شيخ حسن من ستقاتل للحصول على الشهادة؟ هل جئت تشعلها حربا أهلية أم ستخرج ميليشيات الإخوان لقتال جيشنا؟ هل هذه هي الشهادة مع العدو؟!، يا ناس حرام عليكم كفوا عن هذه اللغة التي عفا عليها الزمن، ابعدوا الدين عن سياستكم وجدالكم، الدنيا تغيرت يا شيخ حسن، ألم تشعر وأنت تقول هذا الكلام أنك في مؤتمر عام للإخوان في وضح النهار ولست في لقاء خلية تحت الأرض؟!'.



    ---------------------

    نهاية إسرائيل في مصر
    عبد الحليم قنديل
    2011-09-18




    الاقتحام الشعبي للسفارة الإسرائيلية في مصر عمل وطني بامتياز، وجرى بطريقة عفوية جدا، وعبر عن مشاعر وطنية تلقائية صادقة، وأحرز نصرا كبيرا بطرد السفير الإسرائيلي، وفي عملية هروب كبيرة جرت تحت جنح الليل.
    الأيام التالية للاقتحام أثبتت صحته، وردت على تخرصات صغيرة، تخوف بعضها مما أسماه سقوط هيبة الدولة المصرية، أو الإخلال بقواعد القانون الدولي، أو إنزال عقوبات بمصر، بينما ما جرى جاء على العكس بالضبط، فقد ابتلعت إسرائيل ما جرى، ولجأت إلى التهدئة الذليلة، وتحدثت عما أسمته استمرار اتفاقية السلام، وأولوية التواصل مع الحكومة المصرية.
    الاقتحام الشعبي أخذ صورة معركة حقيقية، سقط فيها شهداء من الشبان المصريين برصاص قوات الأمن، وأحيل العشرات إلى تحقيقات النيابة العسكرية، وينتظرون المحاكمة أمام محاكم أمن الدولة الاستثنائية، وفي تطبيق فظ غليظ لحالة الطوارئ المفروضة على البلاد منذ ثلاثين سنة مضت .


    وقد سقطت كل التأويلات الصغيرة لما جرى، وانفضح عوار حملة إعلامية أمنية سارعت إليها دوائر شبه رسمية، وبدت هذه الدوائر كبقايا لنظام مبارك المخلوع، وكانت تأمل في رد فعل إسرائيلي عنيف يدعم مواقعها التي لم تتطهر بعد، ويجهض عملية بلورة وحضور القضية الوطنية المصرية، وتأثيرها المتزايد على خرائط معارك الثورة المصرية، واستعادة روابط العروة الوثقي بين قضية تحرير مصر وقضية تحرير المصريين، بين قضية كسب الديمقراطية وقضية كسب الاستقلال الوطني .
    المجلس العسكري الحاكم فضل الصمت رسميا، لم يعلق المشير طنطاوي، والذي بدا رابط الــــجأش في الليلة الحمراء، والتي شهدت تقدم الشباب المصري بالآلاف من ميدان التحرير، وهم يحملون الشواكيش والمرزبات، وحطموا الجدار العازل أمام عمارة السفارة الإسرائيلية، وأحدثوا ثغـــــرة في جدار الحماية الأمنية، وصعدوا إلى حيث مقر السفارة بأعلى العمارة، وبعثروا وثائق للسفارة في الهواء، وفي مشهد درامي استمر لساعات، وقبل أن تنتقل الاشتباكات والاحتكاكات إلى مقر مديرية أمن الجيزة القريب، وحيث جرت حوادث مؤسفة، اختلطت فيها الدماء بالنيران .


    وفي لحظة الاقتحام الشعبي لسفارة العدو الإسرائيلي، كان المشير طنطاوي مشغولا عن استغاثات بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وفشل نتنياهو تماما في الوصول هاتفيا للمشير، ولجأ نتنياهو المصدوم إلى الرئيس الأمريكي أوباما، والذي أدار عملية واسعة من الاتصالات، استعان فيها بمئة دبلوماسي أمريكي، ونجح أخيرا في مكالمة المشير، والذي قرر تنفيذ عملية كوماندوز لإجلاء حراس السفارة الإسرائيليين الستة، والذين هربوا لإسرائيل مع سفيرهم وكامل الطاقم الدبلوماسي، وعلى متن طائرة حربية خاصة .
    وتداخل وقائع الليلة الحمراء التي بدأت مساء جمعة التصحيح 9 أيلول/سبتمبر 2011، تداخل الوقائع قد يثير الالتباس، ويثير أسئلة في التفاصيل، بينها أسئلة عن هوية ودوافع الشبان المقتحمين للسفارة الإسرائيلية، وقد توالت اقتراحات عبثية من نوع يثير السخرية، وإلى حد أن بعضهم عزا الحادث إلى تدبير سئ من فلول نظام مبارك المخلوع، أو من جماعة جمال مبارك، وقد اختفى التفسير العبثي سريعا، وجرى سحبه من التداول الإعلامي والسياسي، وحل محله تفسير آخر لاتسنده وقائع كافية، وهو أن العملية كلها من تدبير المجلس العسكري، وأن قوات الشرطة العسكرية المتواجدة على مسرح الحادث غضت البصر عما يجري، والتفسير الأخير لايبدو دقيقا، ولسبب ظاهر، وهو أن أعداد المتظاهرين فاقت كل توقع أمني، وزادت حماستهم مع النجاح في الخطة الأصلية، وقد كانت مقصورة على تحطيم الجدار الأسمنتي بوسائل بدائية، ومع النجاح السريع في تحطيم العائق، بدا اندفاع المتظاهرين إلى مدخل عمارة السفارة فوق المقدرة على صده دون إطلاق النار، وقد كانت أوامر عدم إطلاق النار سارية، حتى ساعتها، وتلتزم بها قوات الجيش على نحو حرفي، وزاد في التهاب مشاعر الجمهور وصول خبر كئيب من جبهة المواجهة مع إسرائيل، وهو وفاة الجندي المصري عماد عبد الملاك متأثرا بجراحه، وهكذا أضيف الشهيد السادس إلى ضباط مصر وجنودها الخمسة الذين قتلتهم إسرائيل في حادث الحدود، كانت روح الفقيد السادس تصعد إلى بارئها، بينما شباب مصر الوطني يرد على الجريمة الإسرائيلية في تلقائية وعفوية، ويقتحم بيت الشيطان الإسرائيلي الكائن أعلى نيل الجيزة .


    لامجال إذن لتفسيرات ملتوية تتحايل على القيمة الوطنية السامية لما جرى، أو تعتذر لإسرائيل من الباب الخلفي، وقد اعتذرت شخصيات مريبة كشفت عن هواها الأمريكي، ولم تعتذر السلطات المصرية الرسمية، ولم يعتذر المجلس العسكري بالذات، ولو فعلها لكان وضعه أسوأ شعبيا، فهو يعرف عمق كراهية المصريين لإسرائيل، ويعرف حدود رد الفـــــعل الذي قد تقدم عليه إسرائيل، وقد وجدت نفسها في المأزق، ولا تجد ربما غير فرصة تسول استمرار السلام مع مصر، والرجاء الملـــــح بإعادة سفير إسرائيل للقاهرة، والبحث عن مخبأ آمن لإقامته، ولو كان في منطقة صحراوية معزولة على نحو ما يجري التفــاوض عليه الآن.


    وأيا ما كان الذي تفعله السلطات الرسمية المصرية، وهي واقعة تحت ضغط أمريكي داهس، ولا تميل إلى قطع فوري لكل الصلات مع إسرائيل، أيا ما كان الموقف الرسمي، فإن وجود إسرائيل في مصر ذاهب إلى التلاشي بالتدريج، فقد كسر المصريون حواجز الخوف جميعا، وفكت الثورة المصرية عقدة لسانهم، وحررت أيديهم القادرة على صنع المعجزات، ولنا أن نلاحظ مغزى ما يجري في القاهرة وعلى جبهة سيناء معا، في القاهرة: تعقب شعبي لأي وجود إسرائيلي، وفي سيناء : قوات الجيش تدهس خطوط نزع السلاح، وتســــتعيد وجودها بكثـــافة، وسوف يتسع الخرق مع اطراد الأيام، وتتحول اتــــفاقية السلام إلى حبر على ورق، فالمعادلات الاستراتيجية في المنطقة تتغير، والقوى الاقليـــمية الكبرى تعزل إسرائيل، إيـــران ضـــد إسرائيل بالخلقــة، وتركيا تتحفز لإسرائيل وتتطهر من إثمـــها، ومصر في حـــالة ثورة لم تستقر بعد على مشهد ختام، وإسرائيل تبدو كعدو مفضــــل للأطراف الثلاثة، فالعــــداوة لإسرائــيل هي شرط نمو الدور الإقليمي، وشرط القبول المتزايـــد بالدور عند شعوب المنطقة العربية، وقد اتسع دور إيران وتركيا على أساس القاعـــدة الذهبية، والدور الآن على مصر التي اقتحم شبابها سفارة إسرائيل، جرت المعركة في مصر، رفع المصريون الصــوت، وكان الصدى الفوري في الأردن، وقد سارعت إسرائيل لإخلاء سفارتها في عمان، وقبل أن يقتحمها شباب الأردن تأسيا بسلوك وسيرة الشبان المصريين.

    ' كاتب مصري
                  

العنوان الكاتب Date
مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-04-11, 10:43 AM
  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-06-11, 06:35 AM
    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-13-11, 04:42 AM
      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-18-11, 05:53 AM
        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. jini07-18-11, 07:01 AM
          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-19-11, 04:28 AM
            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-20-11, 04:59 AM
              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-20-11, 05:29 AM
                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-21-11, 04:51 AM
                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-24-11, 04:45 AM
                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-25-11, 09:05 AM
                      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-26-11, 04:26 AM
                        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-27-11, 04:28 AM
                          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. عامر باضاوي07-29-11, 08:54 PM
                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-31-11, 04:17 AM
                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-01-11, 06:32 AM
                                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-02-11, 05:49 AM
                                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-03-11, 05:26 AM
                                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-04-11, 05:35 AM
                                      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-04-11, 06:06 AM
                                        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-04-11, 07:00 AM
                                          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-07-11, 06:55 AM
                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-08-11, 09:30 AM
                                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-09-11, 07:14 AM
                                                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-10-11, 05:43 AM
                                                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-11-11, 06:11 AM
                                                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-14-11, 06:06 AM
                                                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-14-11, 06:15 AM
                                                      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-15-11, 06:11 AM
                                                        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-16-11, 05:42 AM
                                                          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-17-11, 05:59 AM
                                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-18-11, 06:35 AM
                                                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-21-11, 06:07 AM
                                                                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-22-11, 06:09 AM
                                                                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-23-11, 07:06 AM
                                                                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-24-11, 06:23 AM
                                                                      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-04-11, 04:09 AM
                                                                        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-08-11, 04:29 AM
                                                                          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-11-11, 04:28 AM
                                                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-12-11, 05:03 AM
                                                                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-13-11, 06:31 AM
                                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-15-11, 04:20 AM
                                                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-15-11, 06:45 AM
                                                                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-18-11, 08:13 AM
                                                                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-19-11, 04:47 AM
                                                                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-20-11, 04:29 AM
                                                                      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-21-11, 05:25 AM
                                                                        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-22-11, 05:39 AM
                                                                          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-25-11, 08:24 AM
                                                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-26-11, 05:01 AM
                                                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-26-11, 05:17 AM
                                                                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-27-11, 05:24 AM
                                                                                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-28-11, 08:28 AM
                                                                                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-29-11, 04:39 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de