مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 07:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-17-2011, 05:59 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. (Re: الكيك)

    اتهامات للإخوان بالعمل لتكوين قاعدة شعبية استعدادا للصدام مع المجلس العسكري
    حسنين كروم
    2011-08-16




    القاهرة - 'القدس العربي' - من حسنين كروم:


    سيطرت جلسة محاكمة مبارك وعلاء وجمال وقرارات المحكمة وما حدث من اشتباكات خارج المحكمة على معظم صفحات الصحف المصرية الصادرة امس، وأبرز ما اتخذه المستشار احمد رفعت من قرارات، كان منع بث المحاكمات تليفزيونيا، والسماح للصحافيين بحضورها، وتأجيلها إلى الشهر القادم بعد عيد الفطر، وضمها الى قضية حبيب العادلي ومساعديه المتهمين بقتل المتظاهرين، وجاء مبارك راقدا على السرير كما حدث في الجلسة الأولى، لكن هذه المرة بدون الساعة السوداء الفاخرة وعدم ارتداء البدلة البيضاء، انما زرقاء على بني، وتساءل البعض ان كان ذلك مخالفا للقانون، الذي يفرض على المتهم الذي لم يصدر عليه حكم، بارتداء البدلة البيضاء.
    وجاء التفسير انه جاء بالتريننغ الذي يرتديه في المستشفى، وفي جميع الأحوال فإنه مخالف، كما أمر وزير الداخلية اللواء منصور بالتحقيق في عدم وضع الكلابشات في يدي جمال وعلاء مبارك، بعد خروجهما من القفص، وقيام علاء بوضع يديه أمام الكاميرا لمنع تصوير والده قبل نقله لسيارة الإسعاف أيضا، ثم طلب تحقيق في التسهيلات التي تم تقديمها لسوزان اثناء زيارتها لجمال وعلاء في سجن طرة.
    ونشرت الصحف عن بدء قوات الجيش والشرطة العملية نسر ضد الإرهابيين في سيناء وأدت إلى مقتل أحدهم والقبض على اثني عشر، وحل مجلس إدارة أمناء مؤسسة الأورام الجديدة التي كانت سوزان مبارك تترأسها، وقيام عدد من الأحزاب السياسية، بتشكيل تكتل جديد لخوض انتخابات مجلسي الشعب والشورى، واستمرار التكتل الآخر الذي سيخوض الانتخابات ويضم الإخوان المسلمين والوفد والناصريين، واستمرار المشاورات للخروج باتفاق على الوثيقة الجديدة، التي ترضي المطالبين بالدستور أولا، والمطالبين بالانتخابات أولا ورفض وضع مواد فوق دستورية. وإلى بعض مما عندنا:

    تفاصيل زيارة سوزان لجمال وعلاء في سجن طرة

    ونبدأ من 'الشروق' التي نشرت امس تحقيقا لزميلنا ممدوح حسن جاء فيه: 'كشف المصدر، عن أن سوزان وصلت الى منطقة سجون طرة في الثالثة عصرا في سيارة سوداء خاصة بالحرس الجمهوري وخلفها سيارتان من الشرطة، وتم استبقاؤها لفترة، خوفا من اعتداء أسر المسجونين عليها كما حدث مسبقا مع زيارات رموز النظام حيث قام أهالي المسجونين من قبل بتدمير سيارة كانت تحمل زجاجات المياه المعدنية ومنع دخولها للوزراء'.
    وقد اصطحب العقيد محمد طلحة مأمور سجن مزرعة طرة سوزان وهايدي وخديجة زوجتي جمال وعلاء الى غرفة الزيارة وتركهما وسط حراسة مشددة من ضباط مباحث السجون. وقد خضعت جميع الوجبات الجاهزة للتفتيش كما سلمت هايدي وخديجة أجهزة المحمول الخاصة بهما خلال الزيارة وتم تنفيذ تعليمات ولوائح السجن عليهما في أول تطبيق لمدير السجن الجديد بعد استلام عمله في حركة مصلحة السجون الأخيرة، معتبرا أن مخالفة تلك اللوائح والتساهل مع رموز النظام السابق سوف يلقيه خارج المصلحة مثلما حدث مع المأمور السابق، وظهرت سوزان في الزيارة، ووفقاً لشهود الزيارة، فقد بدت في حالة بائسة تماما وظهر عليها تقدم العمر وظهرت خصلات بيضاء بشعرها ووجهها الشاحب على غير عادتها وارتدت إيشارباً ونظارة سوداء حتى تخفي نظرات وجهها عن المسؤولين بالسجن، كما التزمت بتعليمات مأموري السجن دون أن تعترض على اسلوب التفتيش وفتح أطباق الطعام أمامها وفحصها ولم تتفوه بكلمة واحدة.
    وحملت نظراتها خجلا شديدا، وفور وصولها الى نجليها بدأت تتحدث مع علاء وجمال، في حين انفردت بعض الوقت مع جمال في نهاية الزيارة وطمأنت نجليها على صحتها وحالتها النفسية، ثم خرجت سوزان قبل موعد المغرب بأكثر من ساعة'.
    ويبدو أنها خرجت من طرة لتتجه بسرعة إلى المركز الطبي العالمي، حيث يعالج مبارك، وهو ما أخبرنا به امس ايضا زميلنا الرسام أنور بجريدة 'روزاليوسف' وكان عنوان رسمه - مبارك يرتدي زيا مخالفا لزي المحبوسين احتياطياً - وكان يقول لسوزان: - بس بذمتك ياسوزي، انهي شكله أحلى قدام الكاميرا، التريننج الأزرق ولا الأبيض؟'.

    رفض الاخوان والاسلاميين مبادئ دستورية

    والى المعارك والردود، التي تتكاثر لدي وأخشى أن تفقد صلاحيتها، ولذلك سنحاول التخلص منها بسرعة، وهي عديدة ومتنوعة، وأولها لزميلنا في 'الشروق' وأحد مديري تحريرها عماد الدين حسين، يوم الأحد، وكانت موجهة ضد الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية، وموقفها الرافض من المبادىء الدستورية فقال عنهم وهو مندهش من موقفهم: 'يستعجب المرء من الخوف الذي يعتري البعض في مصر من مسألة المبادىء الحاكمة أو الأساسية أو فوق الدستورية، هي ليست بدعة ثم أنها لا يمكن لأحد أن يختلف عليها، وإلا كان هدفه هو وضع دستور يعبر عن رأيه فقط، وعلى من لا يعجبه الهجرة إلى كندا أو أمريكا في زمن يصعب فيه الحصول على التأشيرات!، عندما تسأل ممثلي التيار الإسلامي: هل أنتم ضد المساواة أو ضمان حق الناس في الاعتقاد، وحق الطوائف الأخرى في تطبيق شرائعها على أحوالها الشخصية يقول لك لا، وعندما تسأله إذن لماذا تعترض على تضمينها في الدستور، لا يرد ويقول لك نترك أمر ذلك للشعب.
    وبالطبع فالأمر أقرب الى النكتة، لأن الذي سيضع بنود ومواد الدستور ليس أفراد الشعب العاديين، بل نخبة منتقاة من أساطين الفقه الدستوري، المبادىء الحاكمة لا تعني إلغاء المادة الثانية، كما يردد بعض المغرضين رغم أنه يدرك أن إلغاء هذه المادة أو حتى تعديلها مستحيل'.

    الاخوان يجاهدون للاستحواذ على الساحة السياسية

    وما لم يقله عماد، قاله في نفس اليوم في 'اليوم السابع' زميلنا عمرو جاد، ألا وهو:
    'الإخوان المسلمون جادون في الاستحواذ على الساحة السياسية والمؤسسات التشريعية في مصر خلال الفترة القادمة، وهم يعملون بهمة وإصرار شديدين لبلوغ هذا الهدف بالتوازي مع انتشارهم المكثف في الشارع لصنع قاعدة شعبية تمنحهم الشرعية التي يحتاجونها عند أول صدام قادم مع السلطة، وهم في سبيل تحقيق كل هذه الغايات يستخدمون من الوسائل ما يبررها، حتى ولو اضطر قادتهم ليكونوا حواة وسحرة ولاعبي سيرك وراقصي باليه، وكانت آخر الرقصات ذلك التحالف الأخير مع عدد من الأحزاب السياسية والتي بدا بعضها وكأنه يتحامى في قوة الإخوان وبدا البعض الآخر يبحث عن حفظ ما تبقى من ماء الوجه بعدما ضاع غالبيته في خدمة النظام السابق، وأنا أعني هنا حزب الوفد العريق الذي أصبح تابعاً للأقوياء بدلا من أن يكون منهم'.

    ميدان التحرير: يسقط حكم العسكر

    وعودة إلى 'الشروق'، وهذه المرة مع زميلنا أحمد الصاوي وقضية خاصة بالمجلس العسكري، قال عنها: 'لا أجد مبرراً واحداً للانزعاج من هتاف 'يسقط حكم العسكر' الذي تردد بالأمس في ميدان التحرير عندما بدأ التوتر بين النشطاء والشرطة العسكرية، وبدأ من قبل بحدة وعنف خلال موقعة العباسية، فلا السادة أعضاء المجلس العسكري يجوز لهم الانزعاج، ولا غيرهم يجوز له اعتبار هتاف كهذا تجاوزا لما يسمونها بالخطوط الحمراء.
    أولا هذا هتاف سياسي ليس وليد اللحظة لكنه ربما يردد سرا وجهرا بتفاوتات مختلفة طوال ستين عاما، ثانيا أنه ربما يكون الهتاف السياسي الوحيد منذ قامت ثورة 25 يناير الذي حاز على توافق كبير يقترب من الاجماع وهو توافق المجلس العسكري نفسه جزء منه.
    إما إذا كان الهتاف يستهدف: 'إسقاط حكم العسكر' الآن وقبل أن ينجز مهمته الانتقالية ويسلم السلطة إلى حكومة مستندة لبرلمان منتخب ورئيس جمهورية جاءت به إرادة الناس فذلك لا يعني سوى الشطط في الخصومة الذي قد يغيب الرؤية الراجحة والرأي السديد.
    ليسقط طبعا حكم العسكر ولكن بمساعدة العسكر وبتعاون معهم وفي دعمهم الواجب عبر مواجهتهم بالأخطاء، ومعاونتهم على إنجاز المهمة، والوثوق في حسن النوايا طالما لم يثبت العكس هي خطوات مطلوبة منك ومن العسكر على السواء'.

    هل يريد الجيش أن يكون فوق الجميع؟

    لكن الشاعر والكاتب والناشط السياسي عبد الرحمن يوسف أثار الشكوك يوم الاثنين في 'اليوم السابع' في نوايا المجلس العسكري عندما قال: 'مطالب الثورة وأهدافها واضحة وضوح الشمس وقد تعهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتنفيذ هذه المطالب، بعد ذلك لاحظ المصريون شيئاً من التباطؤ في تنفيذ هذه المطالب.
    ما زلت أرى أن المجلس العسكري لا يريد أن يحكم، ولكن يبدو أنه يريد شيئا آخر، ما هو هذا الشيء؟ هل يريد الجيش أن يكون فوق الجميع؟
    فوق رئيس الجمهورية، وفوق المجالس المنتخبة، وفوق حرية الصحافة، وفوق رقابة الدولة على ميزانيات المؤسسات المختلفة؟
    هل يريد الجيش وضعاً خاصاً في الدستور يجعله فوق المساءلة؟
    ويجعل قياداته فوق سلطة القضاء؟
    اقترح أن يصارحنا المجلس العسكري بكل ما يريده، فوالله الذي لا إله إلا هو لو صارحنا المجلس العسكري بأي شيء سيناقشه المصريون فيه بمنتهى الهدوء، وستكون المصارحة هي أفضل الطرق لحل كل الخلافات، وللوصول الى ما نريده جميعا وهو مصلحة بلدنا الحبيب، إذا كان الجيش يريد أن يكون 'على راسه ريشة' فليقل ذلك صراحة.
    أما أسلوب الإنهاك والإجهاد الذي يستخدمه معنا البعض الآن فهو أسلوب مرفوض، ولن يكون له من رد الا مزيدا من الاعتصام والاحتقان والاحتجاج والتظاهر، للمؤسسة العسكرية كل الاحترام والتقدير، ولكن نتمنى أن تفتح كل الملفات المتعلقة بالمستقبل، لأن الماضي قد انتهى، ولن يفتح ملفات الماضي إلا من يضمر الشر'.
    وعبد الرحمن يشير الى نسيان أي علاقة للجيش مع مبارك، وإنما الاهتمام بوضعه في المستقبل.

    قنديل يسمي من طعنوا الثورة

    أما لو توجهنا إلى 'المصري اليوم' في ذات اليوم - الاثنين، فسنجد أن صديقنا الإعلامي الكبير حمدي قنديل يخوض معركة حامية ضد من يعتبرهم من أنصار النظام البائد، قال عنهم بادئاً بصديقنا الدكتور حسام بدراوي: 'لا يمكن أن نخرج حسام بدراوي من شرنقة الحزب الوطني، فإذا به مناضل ثوري وهو الذي حاول إنقاذ مبارك من ورطته الأخيرة، لميس ولميس 'جابر والحديدي' وتامر وتامر 'حسني وأمين' وعشرات غيرهم ممن طعنوا الثورة يجب أن يغربوا عن وجوهنا، إعلان آسفين ياريس، ومصر ولدت يوم ميلادك، إعلام أرامل أحمد عز وهشام طلعت وممدوح إسماعيل، إعلام التلفيق وكتبة أمن الدولة، إعلام الصور التعبيرية وطشة الملوخية، إعلام ماسحي أحذية الحكام ومتعهدي ورنيش النظام إعلام الندابات اللائي ولولن على الحشيش والجنس واليورو والكنتاكي في ميدان التحرير، إعلام المؤرخ المستجد عبد الله كمال الذي أسس صفحة في فيس بوك بعنوان 'لا لإذلال قاهر الصهاينة ونسر أكتوبر'، إعلام لم يعد له بيننا مكان، وسدنة هذا الإعلام الذين يمسكون بخيوطه سواء كانوا من بارونات التليفزيون مثل حسن راتب أو نظار عزب الإعلانات مثل حسن حمدي أو المفكرين الاستراتيجيين مثل عبد المنعم سعيد آن لنجمهم أن يغيب، الثورة ثورة ليست نصف ثورة أو شبه ثورة، وعندما يحاول النظام القديم ان ينقض عليها أو أن يستنسخ نفسه، كما هو الحال الآن، فلا بد للثوار أن يحموا الشعب من الانزلاق الى مستنقع الماضي ولابد من إزاحة أعدائه عن الطريق.
    الخطأ القاتل الآن هو أن يوحي أحد، أو يتوهم أحد، أنه يكفي أننا عزلنا مبارك أو حاكمناه، أو أنه يكفي أننا قمنا بحل الحزب الوطني واتحاد العمال والمجالس المحلية، أو أنه يكفي ذهاب عمر سليمان وأحمد شفيق، أو أنه يكفي سجن بضعة وزراء وعدة لواءات، أو أنه يكفي فك وتركيب الحكومة أو عزل محافظ وتعيين آخر، التطهير يجب أن يمتد ليشمل كل الفلول في كل المواقع للحفاظ على مكتسبات الثورة وإحداث التغيير المطلوب في المجتمع'.

    موقف الإسلاميين
    يثير الكثير من علامات الاستفهام

    وطبعا، إخواننا الإسلاميون ليسوا من الفلول التي يطالب حمدي بتطهير الإعلام والسياسة منهم، لكنهم مع ذلك يثيرون غضب البعض، وكان منهم زميلنا بـ'الجمهورية' عبد الجواد حربي، الذي صاح فيهم في نفس اليوم - الاثنين - 'ما إن صدر بيان مجلس الوزراء مساء الخميس الماضي والخاص بطرح المبادىء الأساسية لدستور مصر الثورة في حوار وطني شامل يهدف الى التوافق الوطني على تلك المبادىء، راح السلفيون يهددون ويتوعدون ويشهرون سلاح المليونيات في وجه الجميع، وهو نفس النهج الذي سلكته جماعة الإخوان المسلمين دون أن يقدموا مبررا واحدا لرد فعلهم الانفعالي السريع والغاضب على بيان حكومة الدكتور شرف. موقف الإسلاميين من البيان يثير الكثير من علامات الاستفهام، ويدعونا للتفكير في الطريق الذي يسعى الإسلاميون إلى جر مصر إليه مستقبلا، فماذا يضير أي تيار سياسي في مصر من بيان واضح وصريح يدعونا جميعا الى التوافق حول مبادىء حاكمة لدستور البلاد؟ إن الفزع الذي يصيب تلك التيارات أمر يدعو للحيرة والقلق بل يصل إلى ما هو أبعد من ذلك'.

    للذين يراهنون
    على الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة

    صحيح، ماذا يضير أي تيار سياسي من التوافق على مبادىء حاكمة للدستور، وكذلك ماذا يضيره لو اننا قمنا بتأجيل الانتخابات لأسباب معقولة قال عنها زميلنا وصديقنا مصطفى بكري رئيس تحرير 'الأسبوع': 'الذين يراهنون على الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة كوسيلة لعودة الأمن والاستقرار واهمون، فالخوف كل الخوف أن تكون هذه الانتخابات هي الفرصة المناسبة لإشاعة الفوضى واندلاع أعمال واسعة للبلطجة المجتمعية التي لن تقتصر على عشرات أو مئات الآلاف من البلطجية بل ستعم أوساطاً كبيرة من المجتمع الذي أغراه غياب سلطة الدولة بالشكل الفاعل والقوي. إن المطلوب حالياً هو وقف كافة مظاهر الانفلات والاعتصامات غير المشروعة وإنها الخلافات السياسية المتصاعدة بين القوى المختلفة لحساب هدف واحد ووحيد، هو إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد ووضع حد لهذا الانفلات الأمني والأخلاقي الذي يهدد وحدة الوطن في الصميم.
    وفي مقابل ذلك يجب تفعيل العقوبات بقوة ضد عمليات قطع الطرق وتعطيل وسائل الإنتاج وارتكاب أعمال من شأنها إشاعة حالة من عدم الاستقرار في كل أنحاء البلاد.
    وإذا لم تتحرك الجماعة الوطنية، وتضع حدا بين الحرية والفوضى، وإذا لم تواجه الإعلام المأجور والمنفلت، فسوف يدفع الوطن بكل فئاته الثمن غاليا، والثمن لن يكون فقط إجهاض الثورة وأهدافها، بل ضياع الوطن وانهيار مؤسساته وسيادة الفوضى في البلاد'.

    السلفيون يريدون
    دولة اسلامية على نمط العصور الوسطى

    وإلى السلفيين واستمرار المعارك التي يثيرونها أو يتسببون فيها بأفعالهم، وتجبر الآخرين للرد عليهم ومهاجمتهم، وهو ما لم يعجب زميلنا بـ'الجمهورية' محمد عبد الجليل، فقال عنهم يوم الأربعاء: 'لم أملك نفسي من الضحك عند قراءتي تصريحات للدكتور سمير فياض القيادي بحزب التجمع ونص التصريحات 'انسحاب التجمع من التحالف الديمقراطي من أجل مصر يرجع إلى تخلي السلفيين والإخوان المسلمين عن قيم الدولة المدنية والمبادىء الحاكمة للدستور ودعوتهم لدولة إسلامية تنتمي للعصور الوسطى وطلبنا منهم الاعتذار فرفضوا فكان قرارنا بالانسحاب، وسنشكل تحالفا جديدا من القوى الليبرالية والقوى الدينية ذات الطابع المتسامح ويمثلها الصوفيون. 'ياعم ربنا يهني سعيد بسعيدة' ولكن ليس على حساب الشعب المصري، أيها السادة العلمانيون والليبراليون لماذا هذا الإصرار الذي لا يلين على إجبار الشعب المصري على قبول بضاعتكم بالغة الرداءة وهذا الإلحاح على جر التيار الإسلامي لمعركة هو لن يدخل فيها مطلقا؟ وأيها الصوفيون لا تنخدعوا بهذا الزيف الذي يريد أن يروجه من يطلقون على أنفسهم قيادات صوفية ولا تكونوا معولا يطعن في شريعة رب السموات والأرض باسم حب الوطن'.

    الصوفيون واردوغان
    الصوفي ومخاطبة القلوب

    وتلقى المسكين عبد الجليل صدمة في نفس اليوم والتو واللحظة، لأنه سمع ضحكة مجلجلة قادمة من الصفحة الحادية عشرة في'الوفد' أطلقها صاحبنا محمد عبد الغفار، وبعد أن سكت ومسح دموعه من شدة الضحك قال: 'كدت أستلقي على قفايا من الضحك، وانتابتني الدهشة وأنا أقرأ آخر تصريحات عاصم عبد الماجد القيادي بالجماعة الإسلامية والتي ذكر فيها أن الصوفيين ليس لهم في السياسة ودعوتهم تقتصر على مخاطبة القلوب وترقيقها، وتتنافى مع الدخول في تحالفات أو الدخول في معترك السياسة أصلا. ثم أضاف أن الشعب المصري قد حصر اختياراته، يعني في نظره المسألة 'خلاص خلصت' ويبدو انه يظن أو خيل إليه أن المصريين حصروا اختياراتهم في الجماعات الإسلامية والسلفيين المراهقين السياسيين الجدد وبالطبع معهم الإخوان بحكم الخبرة، وأظن وبعض الظن إثم أن هذه التصريحات تحتاج الى أطباء ومحللين نفسيين، والذي لا يعرفه الأخ عبد الماجد أن الطرق الصوفية وبالتحديد النقشبندية والقادرية والتيجانية هذه الطرق هي التي أخرجت النموذج التركي الذي يحكم الآن، فمن عباءة الطريقة النقشبندية خرج تورغوت أوزال صاحب فكرة العثمانية الجديدة، ومن هذه الطريقة أيضاً خرج مؤسس الإحياء الإسلامي نجم الدين اربكان الذي رسخ للإسلام السياسي مؤسساً للأحزاب الإسلامية في تركيا ومن تلاميذه رجب الطيب أردوغان رئيس الوزراء الحالي، ولم يخرج النموذج التركي في الحكم من عباءة السلفيين أو الجماعات الإسلامية أو الشعبية، فهذا النموذج يعرف بنموذج الإسلام الناعم وأصبحوا الآن هم المخلصين للديمقراطية والمدافعين عنها في مواجهة العلمانية، أما المتحدث الرسمي للجبهة السلفية الدكتور خالد سعيد فانهال بالاتهامات على الشيخ أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية واتهمه بأنه صوفي متشيع ويتردد على إيران، وبالرغم من أنني لا أعرف أبو العزايم لكنه جدير بالاحترام لأنه تصدى بقوة لقيادي الحزب الوطني المنحل أحمد عز الذي حاول تأميم الطرق الصوفية لصالح الحزب الوطني من أجل دعم مشروع التوريث، بينما أفتى شيوخ السلفية بعدم الخروج على مبارك ونظامه وحزبه واعتبروا ثورة '25 يناير' فتنة. السيرك السياسي في مصر بدأ يظهر فيه لاعبون جدد والمفاجأة التي لم يحسب لها السلفيون والإخوان والجماعات الإسلامية حساباً ولكنها ظهرت فجأة كالمارد تلك القوى الصوفية التي لا يقل أعضاؤها عن '15' مليون صوفي منتشرين في القرى والنجوع والمدن'.

    الصوفيون يسعون لمواجهة السلفيين

    ولم يكن المسكين عبد الغفار يدري أن زميلنا بجريدة 'عقيدتي' الدينية موسى حال ينتظره لينتهي من كلامه، ثم يتقدم لإحراجه إحراجاً شديدا بالقول: 'الأغرب في هذا السياق سعي أهل الصوفية والصفاء لتنظيم مليونية في ميدان التحرير لمواجهة أهل السلف، وانضم الى هذه الدعوة مجموعة من الأحزاب والتجمعات الليبرالية الحديثة لمواجهة السلفيين خاصة بعد مليونيتهم السابقة الناجحة، وهذا اتجاه خطأ من الأخوة 'الصوفيين' يفتقر للحنكة السياسية والأخلاق الإسلامية. والصوفية ورجالها، طول عمرها بعيدة عن السياسة ولو اقتربوا من السياسة فدائماً تكون بالدعاء للسلطان والحاكم، حتى وإن كان الحاكم ظالما!
    كما أن الصوفية بها مشاكل طاحنة من داخلها، قد تعصف بمستقبلها والخلافات تنخر في أركانها بسبب تنازع بعض عناصرها للسطو على المجلس الأعلى للطرق الصوفية.
    ان تجمع الليبراليين مع الصوفيين ضد السلف والإخوان معناه إننا سندخل دوامة نحن في غنى عنها، دوامة تجرنا للخلف آلاف السنين، وسوف تعمل على ضياع البلد، وضرب التيار الإسلامي في مقتل'.

    الليبراليون: إما أنا أو الطوفان!

    كما شاركه في الهجوم زميله في 'اللواء الإسلامي' رضا عكاشة، لكنه اختار أهل ماركس وانجلز ولينين ليصب عليهم وعلى حلفائهم عظيم غضبه بالقول: 'حالة السخر الشديد التي يتحدث بها نفر من الساسة الفاشلين أو المثقفين المتمركسين أو الشباب المغلوبين أو الإعلاميين الحنجوريين، تعكس حالة الأنانية وحب الذات، التي سيطرت على قلوبهم وعقولهم وأقلامهم، وهي حالة لا تتحقق معها مصلحة الدين والوطن، بل هي حالة تعكس شعارهم الحقيقي وهو: 'إما أنا أو الطوفان! هذا الصنف من الناس هم من أخطر خلق الله على دنيا الله وعباده. في حياتنا السياسية الآن، كثير من الساخطين، فإذا رميت له عظمة امتصها وحرك ذيله رضا وقبولا، وإن لم يتحصل عليها سخط ونبح في وجه الكل، ثم راح يهتف: الخبز والعدالة!
    ماذا نحن فاعلون مع هؤلاء السواقط من الناس؟ من المؤكد أن الخطاب الإيماني أو محاولة العلاج النفسي لن تجدي معهم.
    المطلوب إذن أن تمضي جموع الأمة نحو البناء والنماء، تحافظ على هوية المجتمع الإسلامية وتدافع عن خصوصيتها الثقافية والحضارية، تمضي الأمة وعينها على العدو الخارجي والجاهل الداخلي، والمغلول من أهل الثقافة أو الفلول!
    سوف يسقط المستهزئون بوعي الجموع، في مزبلة التاريخ كما سقط فرعون وقومه وجنكيز خان وتتره، وكل المتمركسين والجاهلين'.
    مصر اكبر من أن يختطفها أي أحد

    لكن زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي حاول يوم الأربعاء في 'الشروق'، التدخل للصلح بين المتخاصمين، فقال: 'العقلاء يجب أن يدركوا أن مصر اكبر من أن يختطفها أي أحد، كما أنها ليست ملكاً لأي أحد، وإن الفرقعات التي تطلق للترهيب في الفضاء السياسي، هي في حقيقتها مجرد تجليات للحرب الباردة القائمة بين مختلف القوى، التي علمتها السنوات الثلاثين كيف تتخاصم وتتحارب ولم تتعلم بعد كيف تتحاور وتتعايش، إن المتطرفين والمهيجين والفوضويين موجودون في كل اتجاه، وغلاة العلمانيين ليسوا أفضل كثيرا من غلاة المتدنيين، فالذين يكفرون المتدينين بالديمقراطية لا يختلفون عن الذين يكفرون العلمانيين ويخرجونهم من الملة الدينية، من ثم فتحويل ميدان التحرير إلى ساحة للصراع بعد أن كان رمزا للثورة ولتلاحم فئات الشعب وقواه ، يبتذل الميدان ويهين المليونيات ويسيء إلى الثورة، لذلك فإذا كان لابد من استمرار ذلك الصراع البائس فليكن خارج ميدان التحرير، وبعيدا عن المليونيات. إن هذا الصراع الثقافي والسياسي البائس أشد خطرا على الثورة من الدور الذي تقوم به فلول النظام، لأن هؤلاء الأخيرين يعملون على ضرب الثورة من الخارج، في حين أن ذلك الاشتباك بين النخب التي نتحدث عنها يطعن الثورة من الداخل، لذا لزم التنويه'.

    اشتباكات بين انصار مبارك والاهالي

    وأخيرا، إلى محاكمة مبارك وابنيه جمال وعلاء، والاشتباكات التي حدثت خارج المحكمة بين عشرات من أنصارهم، وبين أهالي الشهداء وأدت إلى جرح أربعة وثلاثين، وقد أعطت زميلتنا في التحرير إيمان عبد المنعم وصفا لما حدث في الخارج، بقولها: 'بالوشم والهتافات والصراخ تجمع العشرات من أنصار الرئيس السابق، أمام الساحة الخارجية لأكاديمية الشرطة، مقر محاكمة مبارك، رددوا هتافات 'يا مشير يا مشير، مبارك هو الزعيم' في إشارة إلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي، الأطفال كان لهم دور كبير في مسرحية 'الزعيم' إذ رددوا أيضا نفس هتافات آبائهم وأمهاتهم، ورسموا وشماً على أذرعهم باسمي 'مبارك' و'المشير' حسين، أهالي الشهداء كانوا في المشهد، إذ قاموا بحرق صورة الرئيس المخلوع، ورفعوا أحبال المشنقة، رمزا للمصير الذي ينتظر مبارك، ورفعوا علم مصر، وهم يرددون 'القصاص القصاص، قتلوا إخواتنا بالرصاص'. وزارة الداخلية اتخذت إجراءات أمنية مشددة للفصل بين الطرفين، كما لم تخل الساحة من الباعة الجائلين، بينما كانت حركة دخول المحامين، من أعضاء فريقي الدفاع عن المتهمين وأسر الشهداء والمصابين المدعين بالحق المدني أكثر هدوءا وتنظيماًَ من الجلسة السابقة'.

    أهالي الشهداء والمصابين استنجدوا بالشرطة

    وأثارت الاعتداءات التي قام بها أنصار مبارك على أسر الشهداء كثيرا من التساؤلات، منها قول زميلنا وصديقنا في 'المساء' محمد فودة: 'قال البعض إن أهالي الشهداء والمصابين استنجدوا بالشرطة التي رفضت التدخل! ولسنا ندري السبب الذي يجعل الشرطة تحجم عن فض هذه الاشتباكات التي تسيء إلى سمعة الدولة وإلى قداسة القضاء، فهل يريدونها فوضى مستمرة؟! أم ماذا؟'.
    وهذه الملاحظة، أبداها زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' جلال عارف ومحذرا من أن تؤدي إلى حضور آلاف من شباب الثورة، إلى الجلسات القادمة لتأديب أنصار مبارك، وهو ما وضح من قوله: 'من غير المفهوم أن نترك بلطجية النظام السابق يعتدون على أسر الشهداء ويحاولون إفساد كل شيء، بينما بعض رجال الأمن يلتزمون بالحياد '!!' وكأننا في مباراة لكرة القدم نطالب فيها المتنافسين بالتمسك بالروح الرياضية ونناشد فيها شباب 'الالتراس' بعدم اطلاق الصواريخ!
    نحن هنا أمام دماء طاهرة سالت على أرض الوطن فانبتت الثورة، بينما على الجانب الآخر قتلة ومجرمون ينتظرون القصاص منهم، وفلول تبذل كل جهدها لإفساد المحاكمة وتعطيل العدالة والانتقام من أسر الشهداء، فهل تنتظر أجهزة الأمن أن يذهب الألوف من شباب الثورة نجوا من رصاص القتلة لكي يردوا بأنفسهم على البلطجية ويلقنوهم الدرس المفترض في احترام الشهداء'.

    استغلال مبارك السرير لاستثارة الناس

    أيضا، قام زميلنا وصديقنا والأديب الكبير جمال الغيطاني في نفس العدد بالربط بين نوم مبارك على السرير وما قام به أنصاره خارج المحكمة بقوله: 'يستخدم السرير للرقاد وللنوم. في محاكمة الرئيس السابق نرى السرير الرمزي وتلك وظيفة جديدة للسرير رتبها المحامي البارع لإثارة التعاطف الإنساني مع موكله، خاصة أن المحاكمة نفسها طويلة، ولم يفسد هذا التعاطف إلا ملامح وجه المتهم وصوته القوي، الصوت أدق كاشف لحالة الانسان، وبالأمس قال الأب وابناه عبارة واحدة 'موجود' لم يقل كل منهم 'أفندم'، كل تفصيلة معدة بعناية، يكمل الصورة تلك المجموعات التي اشتبكت مع أهالي الشهداء باعتبارهم من أنصار مبارك، من حشدهم؟ من دبر نقلهم الى هذا المكان البعيد الذي لا توجد خطوط مواصلات مؤدية إليه؟ افهم ان يتواجد أهالي الضحايا المكلومين لكن هذه الوجوه ذات الملامح الشبيهة بمن يظهرون في ميدان التحرير أخيرا، وجوه ليست بريئة أبدا، مبارك فوق السرير لاستجلاب العطف وفي الخارج أنصاره يقصفون أهالي الضحايا والشهداء بالحجارة'.

    'الاخبار': إعدام إن شاء الله يا ظلمة

    أما داخل المحكمة، فقالت 'الأخبار' في خبر صغير 'فور انتهاء الجلسة سارع العشرات من المدعين بالحق المدني الى قفص مبارك ونجليه وهم يصرخون فيهم، إعدام إن شاء الله ياظلمة، خللي جمال ينفعك، نشوفكم متعلقين في المشانق، فابتسم جمال للحظة، أشاح علاء بوجهه ثم انصرفا مع والدهما الرئيس السابق مسرعين'.
    ورسم جمال بأصابعه علامة النصر عندما سمع هتافات عدد من المحامين الذين حضروا للدفاع عنهم.



    المشير طنطاوي رئيسا لمصر
    خالد الهواري
    \16q-0.htm



    مايحدث في مصر الآن هو صدام بين قوى الشعب وبعض من الذين يمكن ان نطلق عليهم النخب ،اكثرها معروف بطلاب السلطة، ومن اجل شهوة السلطة التي تسكر العقول ،لهثوا كثيرا لحجز مقعد في قطار سلطة مبارك ،الذي كان يسير في سكة واحدة ، وحالة مناطحة اخرى بين الرؤوس ، سواء التيارات المعروفة بالشبابية ،وثوار الفيسبوك ،التي شاركت في صناعة الثورة بدون تخطيط أو قيادة ، ولم تكن طموحاتهم حسب تصريحاتهم تزيد على مجرد جمع المئات من الغاضبين في الاحياء الشعبية، وحشد الشباب العاطلين عن العمل ، ويبددون وقتهم في الوقوف على نواصي الشوارع في الاحياء الشعبية، كامبابة وشبرا الخيمة ،والمغامره بعبور كوبري قصر النيل ، والاعتصام في ميدان التحرير في احتجاجات تقليدية تكررت كثيرا خلال السنوات الماضية ضد التوريث والفساد وتزوير الانتخابات ،ثم العودة ليلا الى البيوت بعد ساعات من الكر والفر مع الآمن المركزي في انتظار زوار الفجر والاحتجاز ليومين في مباحث أمن الدولة.
    أو التي جاءت متأخرة كالاخوان المسلمين اصحاب الدهاء السياسي المعروف وخبرتهم في العمل الشعبي وقدرتهم على التربص حتي تحين الفرصة السانحة، أو الجماعات السلفية التي كانت مغيبة طول ايام الثورة خلف جدران المعتقلات، ولاتدري بمايحدث خارج جدران الزنازين، واستغلت هي الآخرى زخمها الجماهيري، ونضالها الاسطوري في إزاحة كل المحتفلين بانتصارهم ، وكانوا هم السبب في تحريرهم وحلت في اماكنهم لتعيدهم إلى المربع الاول ،وتجبرهم على التحرك من جديد لحشد الجماهير هذه المرة ليس ضد سلطة نظام قمعي كالنظام السابق الذي افسد الحياة السياسية وجعل الفساد اشبة بالاخطبوط الذي تمدد بذراعيه إلى كل مؤسسات الدولة بدءا من المدرسة التي افسدها بجعل المعلم المصري الذي قاد حملة تنوير وتعليم عدد كبير من شعوب الآمة العربية سمسارا يطوف على البيوت للفوز بصفقة الدروس الخصوصية، أو في العمل السياسي وشراء رجال الاعمال للآصوات الانتخابية من الفقراء والمطحونين في الاحياء العشوائية وسكان القبور، وبيع القطاع العام ،وتشريد العمال ،ونخر بالفساد جسد الاعلام برفع اسهم الأسماء التي تحمل رتبة مخبر في أمن الدولة ،وتقضي الليل رافعة سماعات الهاتف على أذنيها تتلقى تعليمات جمال مبارك ولجنة السياسات في الحزب الوطني، الذي جعل البلد مطية لآحمد عز وحسين سالم والقيادات التي عفا عليها الزمن، بعضها تطورت بصبغات الشعر وعمليات التجميل ،وظلت تعيش سياسيا بعقلية الحزب العربي الاشتراكي ومراكز القوى، وربما لازالت تعتقد حتى الآن بأن صلاح نصر رئيس مخابرات عبد الناصر لازال حيا يرزق في لاظوغلي وسيحررها من السجن , كانت الجرائد خاصة ماكانت معروفة بالقومية أشبه بأ قبية من الاسرار والالغاز ومقاصل ، تم في داخلها تصفية مفكرين كبارا جريمتهم انهم تمردوا على سطوة الكبار ومافيا تسفيه العقول، وتهميش ابناء الجيل المتخبطين بين الواقع المفروض وطموحاتهم المستحيل تحقيقها, واصحاب مدرسة الفساد الصحفي لازالوا موجودين حتى الآن، ولكنهم غيروا جلودهم كالحرباء ،ليس لقناعتهم بفساد المرحلة السابقة بل للحفاظ على مكاسبهم , ولم يسلم الفن المصري العريق وكان أهم الدعائم التي عممت الفساد وحولته الى واقع يعيشه المجتمع .
    الذين تفاجأوا بتحول فكرتهم الاحتجاجية الى ثورة شعبية خرجت فيها الناس الي الشوارع والميادين لتدافع عن اخر ماتبقى لديها بعد أن رأت نورا ضئيلا في اخر النفق يصلح لإضاءة النفق بأكمله بسراج من دماء الشهداء ، ظنوا بأنهم وبعد التحاق القوى التقدمية بهم وبعض من بقايا اليساريين المتميزين في الشارع المصري بالتمسك بشواربهم الاستالينية قادرون ايضا على تحويل طموحاتهم وافكارهم التي تكونت عبر الفضاء الاعلامي، على استنساخ النموذج الاوربي بفصل الدين عن الدولة وإقامة مجتمع علماني في مصر التي لاتصلح الآ ان تكون مرتبطة بالتشريع الديني ،الذي يحفظ للمصريين غير المسلمين حقوقهم ومواطنتهم، ويضبط حركة دولة كثيفة السكان ومترامية الاطراف، يعاني الغالبية العظمى من شعبها من محدودية الدخل ويحتاجون الى التضامن والتكافل الاجتماعي، ومرتبطة ارتباطا يصل إلى حد الحياة أو الموت مع امتها العربية والآسلامية ،وهذا ماكشفت عنه نتيجة الاستفتاء علي تعيلات مواد الدستور واتفاق الشعب على عروبة واسلامية الدولة على الطريقة المصرية الخالصة ، لاإيرانية معممة أوتركية يتصارع فيها الحزب صاحب الحكومة مع الجيش .
    سقوط نظام مبارك السريع لايعني النجاح السريع في الخروج بالبلد من مستنقع الازمات بعد أن غرقت فيه لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن حتى أصبحت الأزمات هي القاعدة والانفراج هو الاستثناء ، في دولة صنفت على إنها من اكثر دول العالم فسادا ، ولازالت قطاعات كبيرة ومتعددة من قطاعات الدولة ومؤسساتها مرتبطة بهذه المرحلة، ليس بالضرورة ايمانا بالنظام السابق ، أو وصفهم بالفلول ورشقهم بالإتهامات التي أصبحت ظاهرة لتصفية الحسابات الشخصية ولإقصاء البعض ،ولكنها على الاقل مرتبطة بيروقراطيا بمؤسسات حكومية و تحتاج إلى مراحل طويلة لتفكيك الهيكل القديم وإعادة بنائه ،وهي عملية لاتمتلك اي ثورة عصا سحرية لتحقيقها خلال شهور قليلة وتحتاج في نفس الوقت الى خبراء واخصائيين وليس ثوارا لايملكون غير عاطفتهم ونزقهم الثوري الذي يغلب كثيراعلى لغة العقل والتريث الإيجابي , المشكلة الخطيرة هي القفز على الحقائق ،وعدم الاعتراف بأن الغالبية العظمى من الشعب المصري تعيش في الريف وقرى الجنوب ، وقلة قليلة من البدو ،وحتى يقتنع هؤلاء أويفهموا ماهي الديمقراطية لابد من دراسة احوالهم ،والظروف المحيطة بهم ،ومفاهيمهم عن الحياة والدين والاشياء القريبة من عقولهم، وطموحاتهم ،فلا يمكن ان تقنع انسانا لايجد مايطعم به ابناءه ويعجز في الحصول على سرير داخل المستسفى، وتحاصره البنوك بالفوائد، بأن النظام السابق ارتكب جريمة بتجويع شعب غزة، أو تتحدث مع من يسكنون القبور وأسفل الكباري ،ويعيشون على الفول والطعمية ،على ضرورة إعادة بناء ماتدمر في غزة وفلسطين، وهو نفسه لم يعرف في حياته غير الدمار، أو تقنع بائعا متجولا تشققت قدميه من الطواف في الحواري ، يلاحقه الاطفال ليحصل على قوت يومه ،بضرورة انتخاب من يعيد مصر إلى دورها القومي في التصدي للغزو الامبريالي والاختراق الثقافي . سقوط مبارك السريع في الحقيقة لم يكن فقط بسبب الحشد الجماهيري في ميدان التحرير والميادين الاخرى ،فهذه حالة كان من الممكن ان تستمر لشهور طويلة، لولا الموقف الواضح والسريع للجيش الذي حسم القضية، وقرر ان يسدل الستار على هذه المرحلة التي كان هو الآخر يتحين الفرصة للقضاء عليها، وربما كانت العقيدة الاخلاقية للمؤسسة العسكرية المصرية هي التي اجبرتها على عدم التمرد على مبارك ،اعتبارا لتاريخه العسكري، وهو ايضا القائد الأعلي للقوات المسلحة، أما الاسرار والدلائل والتسريبات التي تسربت بعد الثورة، فقد اكدت على إن توريث السلطة لجمال مبارك كان هو ساعة الصفر لتحرك الجيش واستيلائه علي السلطة . مصر دولة متعددة المشاكل ،وتحتاج الي مرحلة انتقالية، تتضامن فيها كل القوى ،على إعادة بناء الدولة التي انهارت على ايدي النظام السابق، مرحلة توافق لامرحلة تناحر، ولن ينصلح الوضع في مصر وتظهر ثمرات التغييرالمعمد بدم الشهداء بدون الوصول إلى مرحلة نبذ الخلافات والصعود فوق صغائر الامور والايديولوجيات الضيقة التي اهلكت العالم العربي ، واعتقد ان الحل هوتولي المشير طنطاوي رئاسة الدولة لفترة واحدة حتى تستقر الامور ويتهيأ المناخ التوافقي بين القوى السياسية والحزبية ، لإنتخاب رئيس جمهورية من خلال انتخابات حرة تعبر عن الارادة الحقيقية للشعب .

    ' كاتب مصري مقيم في السويد



    'القاعدة' تعيد السيادة المصرية على سيناء
    رأي القدس
    2011-08-16




    تواصل قوات الجيش المصري ودباباته عملياتها العسكرية في منطقة العريش في شمال صحراء سيناء لمطاردة الجماعات الاسلامية المتطرفة، وبهدف تأمين خط انابيب الغاز الذي يصدر الغاز المصري باسعار التكلفة الى تل ابيب.
    الخطوة جاءت بضغط من الولايات المتحدة الامريكية والحكومة الاسرائيلية على المجلس العسكري الحاكم في مصر بعد وصول تقارير عن تزايد نفوذ هذه الجماعات، وورود انباء عن تبني بعضها ايديولوجية قريبة من ايديولوجية تنظيم 'القاعدة' المتشددة.
    اتفاقات كامب ديفيد تمنع وجود اي قوات مصرية باعداد كبيرة في سيناء، وتنص على بقائها منزوعة السلاح، وتسمح فقط باعداد محدودة من القوات الامنية، ورفضت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة جميع الطلبات التي تقدمت بها الحكومة المصرية لتعديل هذه الاتفاقات وبما يسمح بزيادة قوات الامن والجيش المصري فيها.
    المتحدثون باسم الحكومة الاسرائيلية يصرون على ان تواجد دبابات ومدرعات علاوة على الفي جندي مصري يقومون باعمال المطاردة واعتقال المتشددين الاسلاميين لا يشكل اختراقا لهذه الاتفاقات، ويتم بالتنسيق المسبق معها. بينما يرى محللون وكتاب اسرائيليون ان تجاوب المجلس العسكري المصري مع الضغوط الامريكية والاسرائيلية لارسال هذه القوات الى سيناء والقضاء على وجود الجماعات المتشددة بالتالي هو مؤشر جيد على التزام العهد المصري الجديد باتفاقات كامب ديفيد، وعدم صحة كل التوقعات السابقة بانه يدرس الغاء هذه الاتفاقات.
    المجلس العسكري المصري تجاهل الضغوط الامريكية والاسرائيلية فعلاً في بداية الامر، وقرر ان لا يتخذ اي خطوات لحماية انبوب الغاز تتسم بالطابع العسكري، لانه لا يملك القدرة على تنفيذ هذه الخطوة بسبب قيود الاتفاقات المذكورة اولا، ولانه يريد ان يجبر اسرائيل والولايات المتحدة على التخلي عن المواقف السابقة بعدم تعديلها، وتعزيز السيادة المصرية على المنطقة ثانيا.
    كان لافتا ان المجلس العسكري قرر التفاهم مع القبائل في سيناء، وتكليفها بحماية انبوب الغاز مقابل بعض المال بعد ان تعرض للتفجير اكثر من خمس مرات في اقل من ستة اشهر، ويبدو ان الامريكيين والاسرائيليين فهموا هذه الرسالة وتراجعوا عن مواقفهم السابقة وسمحوا للدبابات والمدرعات المصرية بالعودة الى سيناء مجددا.
    ما زال من غير المعروف ما اذا كانت هذه العودة للدبابات والجنود المصريين الى هذه المنطقة الخطرة مؤقتة ام دائمة، فالامر يعتمد بالدرجة الاولى على اسرائيل وامريكا. فما يهم الاولى هو ضمان امنها، ووقف اي عمليات فدائية محتملة عبر الحدود ريثما يتم بناء الجدار العازل الذي تقرر بناؤه على غرار الجدار العنصري في الضفة الغربية، اما ما يهم الثانية، اي الولايات المتحدة فهو التزام الجانب المصري بهذه الاتفاقات واستمرار حالة الهدوء على الحدود.
    القبائل البدوية في سيناء ترتبط ارتباطاً عضوياً بنظيرتها الفلسطينية، وشبابها الجدد يتحلون بروح وطنية ودينية عالية، وساهمت عمليات التهميش التي تعرضت لها المنطقة في ابتعاد هؤلاء عن الحكومة المركزية في القاهرة، وتصاعد شعور في اوساطهم بانهم مواطنون من درجة ثانية او حتى خامسة.
    من الصعب الجزم بان خطوات الحكومة المصرية في السيطرة على الاوضاع في سيناء ستعطي ثمارها بشكل كامل، لان الحكومة المصرية نفسها تتعرض لضغوط شعبية مكثفة لالغاء ليس فقط اتفاقات الغاز مع اسرائيل وانما اتفاقات كامب ديفيد برمتها. فاسرائيل تحصل على الغاز المصري باقل من نصف سعره في الاسواق العالمية، بينما تستورده مصر باسعار مضاعفة لتغطية الاستهلاك المحلي.
    سيناء باتت تشكل صداعاً مزمناً لاسرائيل، ولذلك تحاول تصدير هذا الصداع الى مصر، او تحميلها جزءاً من متاعبه ودون اي مقابل خاصة على الصعيد السياسي. ومن المؤلم ان السلطات المصرية تجاوبت مع الضغوط الاسرائيلية في هذا الصدد ولم تطالب بخطوات اسرائيلية في المقابل مثل تخفيف الحصار عن قطاع غزة، ان لم يتأت رفعه بالكامل، ووقف بناء وتوسيع المستوطنات في الاراضي المحتلة.
    المسكوت عنه في كل ما يجري في سيناء هو ان الجماعات الاسلامية المتشددة نجحت في ما فشلت فيه كل الحكومات المصرية السابقة والحالية وهو تعديل اتفاقات كامب ديفيد وعودة السيادة المصرية تدريجياً الى سيناء بعد غياب استمر اربعين عاماً، والدبابات المصرية التي تقتحم العريش حالياً هي الاثبات الاكيد في هذا الصدد.


    إلهام شاهين: المصريون لن يقبلوا امرأة بمنصب الرئيس
    الفنانون لم يؤيدوا الحاكم ضد ثورة 25 يناير

    2011-08-16




    القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ من محمد عاطف: خرجت النجمة إلهام شاهين عن صمتها وقررت الرد على كل الاتهامات والانتقادات التي وجهت لها منذ قيام ثورة 25 يناير بأنها وزملائها أيدوا الحاكم ضد الشعب ولم تقف بجانب الشباب خلال الثورة، ولم تساند الشهداء والمصابين.
    وترد إلهام على اسباب انخفاض مستوى الاجيال الفنية من جيل لآخر، وذلك بعد اعترافها بهذا الأمر الذي يؤثر على مستوى الفن حاليا وفي المرحلة المقبلة.
    تنفي إلهام شاهين تفكيرها في اتجاه سياسي او الانضمام الى أي حزب من الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية حاليا.
    حالة الصمت التي لازمتك مع الثورة سببها الخوف من الأحداث أم اعتراض على الموقف؟
    ** كل انسان في مصر تابع الثورة باهتمام وكان لابد من رصد الأحداث وتحليلها لأنها جديدة على المصريين وعلى المنطقة العربية، وهناك معلومات تنتشر من شخص لآخر منها الخاطيء ومنها الصحيح، ولا أحد كان يعرف الحقائق، والجميع شعر بالتوهان والقلق والخوف، ولا أدري من وراء القوائم التي انتشرت بألوانها المختلفة، هؤلاء ليسوا موضوعيين في آرائهم وأفكارهم.
    لماذا أيد النجوم الرئيس السابق سواء في مصر أو في الدول التي اقيم بها ثورات؟
    ** غير صحيح أن الفنانين ايدوا الحاكم ضد الشعب، بل كل الناس أيدت الثورة في مصر وتونس وسوريا وأنا كنت ضد الفوضى وعدم الأمان ولا أرغب في وفاة الشباب بأعداد كبيرة وقلبي مع شهداء التحرير وشهداء الشرطة، فالذين هاجموا اقسام الشرطة دافع أفراد الشرطة عن أماكن عملهم.
    نلاحظ انخفاض مستوى الفن من جيل لآخر، ما السبب؟
    ** كل حياتنا تقل فيها الأجيال، والفن يقل من جيل لآخر، هناك مشاكل اقتصادية تقابل الناس، ونتاج التدهور الاقتصادي ظهرت أجيال ضعيفة متأثرين بما حولهم، شاهدت في العشوائيات أسر تعيش في غرفة واحدة وتضم 13 فردا.
    اللي فات لن نغيره والعيون على المقبل وماذا سنقدم لبلدنا ولأنفسنا وكيف نصحح اي خطأ، وأتمنى تطور الفن وأن يصبح في المكانة اللائقة له.
    ما رأيك في ترشح امرأة لمنصب رئيس الجمهورية؟
    ** لا أعتقد أن المصريين يقبلوا أن يكون رئيس مصر سيدة، الحكم يحتاج العقل دائما بينما المرأة لديها عاطفة تؤثر عليها، ولا ننسى ان عصر الفراعنة حكمت خلالها حتشبسوت وكيلوباترا.
    ألم تفكري في اتجاه سياسي؟
    ** لا أصلح للمناصب السياسية، والمجتمع أخدمه من خلال فني.
    هل تفكرين في الابتعاد عن الفن كما فعلت ليلى مراد وهند رستم؟
    ** الفني معي إلى آخر يوم في حياتي، لا أفكر أن أقدم نومعية معينة من الأدوار لفئة من الجمهور ثم اتوقف إذا تجاوزت هذه المرحلة به أواصل حتى إذا وصلت الى تقدم العمر سأقدم ما يناسبني المهم الدور الجيد الذي يحمل رسالة للناس.


    محاكمة القرن
    د. لنا عبد الرحمن
    \16q-7.htm



    ليس هناك مبالغة في وصف محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك بأنها 'محاكمة القرن'؛ ففي يوم الأربعاء الثالث من آب/أغسطس 2011، ثمة بداية تاريخ جديد سُطر في مصر، ربما لن يكون في مصر فقط، بل في سائر الدول العربية التي نهجت على خطى الثورة المصرية، فالعيون التي كانت شاخصة إلى محاكمة مبارك تعلقت كلها في مشهد واحد لا تحيد عنه، هناك قضبان حديدية يقبع خلفها رئيس مخلوع ممدد على سرير مرضه، لكن المشهد لم يكن دراماتيكيا أو مُحزنا كما أراده الرئيس، وكما أشار عليه من نصحه بالدخول إلى قاعة المحكمة ممددا على سرير المرض، لم يحمل ذاك المشهد أي تعاطف معه، بل إن ذاك المشهد كشف عن مذلة وخنوع متأصل في ذاته، لم تتمكن سنوات الحكم الطويلة من نزعه، فالرئيس الذي حرص على الظهور بشعره المصبوغ بالأسود، كما ظهر في خطاباته الأخيرة، تنازل عن عجرفته التي ميزت تلك الخطابات، وبدا صوته مرتجفا حين نادى القاضي على اسمه، حينها رد قائلا: 'أفندم، حاضر'. هل حقا هذا هو الرئيس الذي حكم مصر لثلاثين عاما؟
    بدت جملة حضوره أشبه بنكتة عبثية، الفرعون السابق في القفص مرددا كلمات الاستسلام، يحيط به نجلاه اللذان كانا أكثر استسلاما وخنوعا وحيرة في حجب والدهما عن الكاميرات، أم في حجب أنفسهما، هناك أيضا الوزير الذي تلوثت يداه بدم شهداء الثورة، جميع هؤلاء في قفص واحد، من كان يظن أن هذا سيحدث في يوم من الأيام، يا للعجب! ولعل ما استحق العجب أيضا تلك المفارقة التاريخية في مكان المحاكمة، أكاديمية الشرطة التي حملت من قبل الثورة اسم 'أكاديمية مبارك'.
    ليس الشعب المصري وحده الذي كان ينتظر تلك المحاكمة بترقب، وتشكك من امكانية حدوثها، بل كان هناك ترقب عربي وعالمي عما ستؤول إليه تلك المواجهة بين مطالب الشعب، وبين أهل الحكم، فالشعب الثائر أراد محاكمة الرئيس الذي استباح حقوقه طوال أعوام حكمه الثلاثين، لم يتنازل الشعب عن هذا المطلب الذي مثل له جزءًا من استعادة كرامته والتأكيد على هويته وبأنه الأبقى على مر التاريخ. الحكام مهما طال زمانهم يأتون ويذهبون، أما الشعب فباق.. تلك كانت مشكلة الرئيس المخلوع، ومثلها مشكلة الحكام العرب الذين اشتعلت النار تحت كراسيهم، أنهم تعاملوا باستخفاف مع الشعوب، استهانوا بها وبقدراتها، وبإمكانية أن تأتي بأي فعل، فالشعب المصري نفسه صدق في وقت ما بأكذوبة 'مواته' التي استباحها النظام السابق وروج لها، صدق أنه ضعيف ولا حول له ولا قوة، مجرد بركان خامد، ثم حدثت الأسطورة في اشتعال ذاك البركان وإلقاء حممه لتحرق كل ما ناله المرض، وصار لزاما أن يتطهر بالنار.
    لم يصغ الرئيس السابق يوما إلى شعبه، حتى حين تجرأ هذا الشعب على الصراخ في وجهه مطالبا اياه بالرحيل، صم أذنيه عن كل الأصوات، ولم يسمع إلا لنداهة السلطة والحكم، مفضلا صوت ندائها الكاذب على أي صوت حقيقي آخر. ربما من هنا كان من الطبيعي أن يواجه عناده السابق واصراره على البقاء في كرسيه، بعناد شعب كامل أصر على محاكمته، مانحا بتلك المحاكمة كتابة تاريخ عربي جديد لشعوب باتت قادرة على محاكمة ظالميها بشجاعة.

    ' كاتبة من لبنان




                  

العنوان الكاتب Date
مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-04-11, 10:43 AM
  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-06-11, 06:35 AM
    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-13-11, 04:42 AM
      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-18-11, 05:53 AM
        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. jini07-18-11, 07:01 AM
          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-19-11, 04:28 AM
            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-20-11, 04:59 AM
              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-20-11, 05:29 AM
                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-21-11, 04:51 AM
                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-24-11, 04:45 AM
                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-25-11, 09:05 AM
                      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-26-11, 04:26 AM
                        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-27-11, 04:28 AM
                          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. عامر باضاوي07-29-11, 08:54 PM
                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-31-11, 04:17 AM
                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-01-11, 06:32 AM
                                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-02-11, 05:49 AM
                                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-03-11, 05:26 AM
                                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-04-11, 05:35 AM
                                      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-04-11, 06:06 AM
                                        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-04-11, 07:00 AM
                                          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-07-11, 06:55 AM
                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-08-11, 09:30 AM
                                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-09-11, 07:14 AM
                                                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-10-11, 05:43 AM
                                                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-11-11, 06:11 AM
                                                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-14-11, 06:06 AM
                                                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-14-11, 06:15 AM
                                                      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-15-11, 06:11 AM
                                                        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-16-11, 05:42 AM
                                                          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-17-11, 05:59 AM
                                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-18-11, 06:35 AM
                                                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-21-11, 06:07 AM
                                                                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-22-11, 06:09 AM
                                                                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-23-11, 07:06 AM
                                                                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-24-11, 06:23 AM
                                                                      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-04-11, 04:09 AM
                                                                        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-08-11, 04:29 AM
                                                                          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-11-11, 04:28 AM
                                                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-12-11, 05:03 AM
                                                                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-13-11, 06:31 AM
                                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-15-11, 04:20 AM
                                                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-15-11, 06:45 AM
                                                                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-18-11, 08:13 AM
                                                                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-19-11, 04:47 AM
                                                                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-20-11, 04:29 AM
                                                                      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-21-11, 05:25 AM
                                                                        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-22-11, 05:39 AM
                                                                          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-25-11, 08:24 AM
                                                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-26-11, 05:01 AM
                                                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-26-11, 05:17 AM
                                                                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-27-11, 05:24 AM
                                                                                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-28-11, 08:28 AM
                                                                                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-29-11, 04:39 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de