انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 06:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-06-2011, 05:13 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق (Re: الكيك)

    أفق بعيد

    في الأسى..وأشياء أخرى

    فيصل محمد صالح
    [email protected]

    في ذات أزمة عاصفة من أزمات بلادنا الكثيرة والمتعددة، دخل على المكتب الاستاذ السر قدور مكتئبا ومهموما، وكنت أسمع العطبراوي يدندن "في الأسى ضاعت سنيني..فإذا مت أذكريني"..فقال ممازحا "والله الأغنية دي حقوا يعملوها السلام الجمهوري بتاعنا".
    ربما ليس من الجيد أن يغرق الإنسان نفسه في الأسى جراء أوضاع سياسية على الأرض ومن صنع البشر، مهما كانت حدتها وتأثيرها على بلاده وشعبه، ومن الأفضل أن يتجه نحو العمل الإيجابي لتغيير الأوضاع وقيادتها نحو الأحسن. هذا هو الوضع الطبيعي والمثالي، لكننا نعيش في ظل ظروف غير طبيعية، ومن حق الإنسان هنا أن يعيش وفق المشاعر الإنسانية، أن يحس بالحزن ويكابد الأسى، وإلا انفجر كمدا وغيظا.

    كيف لا تشعر بالأسى وأنت تشاهد نفس الفيلم "البايخ" يتكرر أمام عيونك كل مرة، وربما بنفس المعدين والممثلين والمخرجين، ولا يتغير إلا الكومبارس الذين يظنون أنفسهم أبطالا. ولو انتهى الفيلم مع انتهاء ساعات العرض لاحتملنا ملله و"بياخته"، لكنه مع الأسف لن ينتهي إلا بتمزيق البلاد من اطرافها، ولن يتبقى منها حتى ولا جمهورية حمدي.
    الحرب ليست لعبة، ولا هي مباراة محددة الزمن ومحكومة بقانون ونتائج ولجنة تحكيم، الحرب لعنة تطال الجميع، ولا تفرق بين مشعلها والمستهدف بها، هي لعنة عمياء لا تحدد أهدافها وضحاياها وفق البرنامج السياسي لأي فصيل أو حزب. هذا قول يصلح لتحذير من لم يجرب الحرب من قبل، لكن ماذا عن بلاد وشعب جربها خمسين عاما، أثقلته خلالها بالمآسي والكوارث والموت المجاني، كيف تبيع الماء في حارة السقايين؟

    هل نحن شعب ضعيف الذاكرة لهذا الحد؟، أم أننا لسنا نحن الذين عانوا من الحرب طوال السنوات السابقة، وكيف نعود في سنوات قليلة لنرتكب نفس الأخطاء التي ظللنا نرتكبها خمسين عاما ودفعنا جرائها ثمنا غاليا من أرض الوطن وأبنائه وموارده.
    نسمع حديثا كثيرا عن تسريح جنود الحركة الشعبية، وعن الدمج وإعادة التاهيل، ونسمع عن مطالبة الحركة بتسجيل نفسها في مسجل الأحزاب، وقد يكون كل ذلك مطلوبا، لكن كل ذلك لا يصدر من جهات الاختصاص، ولا يبرر الحرب، ونسمع إشارات وتفسيرات عن من وكيف بدأ أحد الأطراف الحرب، وإن كانت المؤشرات تقول أن الطرفين كانا جاهزين للحرب ومستعدين لها.
    نحن نعيش حالة سياسية سالبة، لن يبقى الجزء الباقي من السودان في ظلها سليما، وقد نمضي في طريق التمزق والتآكل المستمر حتى نصل حالة دولة لكل قبيلة أو لكل مواطن. واجب المرحلة الآن هو نهوض شعبي شامل يتجاوز كل ما هو موجود على الساحة من حكومة وأحزاب معارضة وحركة شعبية وحركات مسلحة، تجاوز حاسم ونهائي لا يعود للوراء، بل ينظر للمستقبل ويحث الخطى نحوه. ومن أهم شروط النهوض الشعبي هو تجاوزه لحالة الاحتراب المسلح في كل بقاع السودان عبر عمل سياسي سلمي ومدني منذ اللحظة الأولى.

    نشر بتاريخ 05-09-2011


    ----------------

    الشعبية والعدل والحركات : اتفقوا أو ارحلوا ولا تحتكروا الثورة ..

    لا تفاوض ولا اتفاق يا عقار ..الحركة الشعبية سودانية شاملة وليست جنوبية..الجماعة الحاكمة لا تفهم إلا لغة الحرب والقوة جاءوا بها ولن يذهبوا إلا بها.
    الشعبية والعدل والحركات : اتفقوا أو ارحلوا ولا تحتكروا الثورة

    لا تفاوض ولا اتفاق يا عقار .. والحركة الشعبية سودانية شاملة وليست جنوبية ..

    لا تفاوض يا عقار واسمع كلام عرمان ودعوته بناء حلف له هدف واحد هو إسقاط حكومة الكيزان. فالجماعة الحاكمة لا تفهم إلا لغة الحرب والقوة جاءوا بها ولن يذهبوا إلا بها

    سالم أحمد سالم
    [email protected]

    جون قرنق نشر أجنحة الثورة السودانية إلى شرق البلاد حتى وضعت قدميها في مياه البحر الأحمر، وتمدد بالثورة غربا حتى صعدت أعالي جبال النوبة وهبطت منها إلى سهول كردفان المنبسطة، ثم تمتد يد الثورة شمالا لتنتقي مجموعة مختارة من المفكرين والأقلام، وتصل يد الثورة حتى إلى أوكار الزعامات الطائفية فتحملها شرقا حتى اسمرا. إطباق مزدوج وانتشار على أكثر من محور، تشكل في مجموعها محاور السياسية وعسكرية محكمة الترابط لم يسبقه عليها قائد من قادة الجنوب في تاريخ السودان المعاصر. وبهذا التمدد تكمن قرنق أولا، عسكريا، من عزل الجماعة الانقلابية الاسلاموية ووضع حكومات الخرطوم أمام جبهة عسكرية عريضة تلتف من غرب السودان إلى شرقه مرورا بتخوم جنوبه بدلا من القتال على خط مستقيم بين الشمال والجنوب، بذلك أفلح تخطيط قرنق في إخراج العمل العسكري من حرب التقليدية "شمال جنوب" إلى سوح المواجهة الشاملة من خلال محاور مترابطة وملتفة حول محور الحكومة المركزية ومفاهيمها وسياساتها،

    فانهار "جهاد" الجماعة الحاكمة وجهاد عرابها آنذاك الذي أرسل عشرات الآلاف من خيرة شباب السودان إلى محرقة الجنوب لمجرد الخلاص منهم والخلاص بهم من أمثالهم في من الشباب في جنوب البلاد.
    والأهم في ذلك التوجه العسكري ما أجيز لنفسي تسميته بأسلوب " الثورة المفتوحة" الذي أضاف اثنيات وأقاليم أخرى سودانية غير جنوبية إلى ساحة المواجهة مع الجماعة الاسلاموية المستولية. لا شك أن شعوب هذه المناطق سبق لها الشعور بالظلم والمعاناة وتحركت عسكريا خاصة في شرق السودان، لكن السياسات الجديدة متعددة الأهداف والمحاور حركت بعض هذه الشعوب إلى موقع الفعل العسكري المشترك الجماعي خاصة بعد انقلاب الجبهة الاسلاموية الحاكم اليوم. وتبعا لتلك السياسة المنفتحة، فقد كان من البديهي أن يضم مجلس قرنق العسكري قيادات بارزة من الشمال وجبال النوبة والغرب والشرق ومن كل رياح السودان الأربع، وتلك خطوة كانت غاية الحساسية والخطورة أن يتولى بعض الشماليين مواقع قيادية عسكرية وسياسية داخل الحركة الشعبية عندما كانت حركة جنوبية. أعتقد أن قرنق، في هذه النقطة بالذات دون غيرها وخلال تلك المفترة من عمر الحركة، قد بذل جهدا عظيما وسط جنوده، أو هي إن شئت دلالة على مقدرته الفذة على القيادة بحيث نجح في أن يجعل الجنوبي يقبل أن يقوده شمالي في حرب كانت تقوم في ظواهرها على اللون والعرق! فقد كان في مقدور أي جندي جنوبي في الحركة الشعبية آنذاك أن يفرغ رشاشه في صدر أي شمالي داخل الحركة الشعبية دون أن يلومه أحد حتى قرنق نفسه. لكن جنود الحركة الشعبية، وجلهم من البسطاء، سجلوا انضباطا ملفتا، وتلك سمة نحمدها عند أهلنا في الجنوب. الشماليون والسودانيون عموما قابلوا الانضباط الجنوبي عندما سلموا راية قيادتهم للعقيد جون قرنق كما سوف نرى.


    تمدد جنون قرنق على الجغرافيا العسكرية ولم ينس البشر الذين يقطنون تلك الأراضين! فقد كان دعمه التام لمحمد عثمان الميرغني رئيسا للتجمع مع أن الميرغني ليست له فاعلية عسكرية تذكر، وكذا الحال انضم على الحلف أهل الشرق وأهل الغرب والجبال والشمال الذين أصبحوا يشكلون من الحركة الشعبية آنذاك نسيجا سودانيا، ثم أولئك السياسيين والحزبيين الذين دعم قرنق وجودهم في المؤسسة العسكرية وداخل التجمع، ومن ثم عمل الجميع بروح الفريق على بناء القوة العسكرية للتجمع شرقا.
    لقد نجح قرنق فعلا في إدارة خلية حية من خلايا التنوع السوداني، وأكدت التجربة أنه تنوع منسجم وليس متنافرا. إذن لم تكن الحركة الشعبية آنذاك مجرد حركة جنوبية أثنية، بل كانت غرفة قيادة لثورة سودانية كاملة الملامح والأهداف. لذلك كان أهم الأهداف وراء اغتيال جون قرنق هو تفكيك التحالف الثوري السوداني والعودة بالحركة الشعبية القهقرى إلى مجرد حركة جنوبية أثنية حمالة مصالح جنوبية بحتة والتخلي عن مصالح الفئات الاجتماعية السودانية الأخرى. من هنا نستطيع القول أن الثورة السودانية كانت سابقة لغيرها من ثورات المنطقة. ومازالت الثورة السودانية مستمرة تشتعل حينا وتخبوا أحيانا بفعل فعلة. و"طوبة محروقة" على يافوخ كل زعماء الأحزاب الذين ساهموا في تنفيس وتفكيك الثورة السودانية وقبضوا الثمن من الجماعة الحاكمة. لذلك أعيد القول أن ثورات المنطقة العربية لن تكون ملهمة لثورة الشعب السوداني ولن تتعدى الثورات العربية دور المحفز للثورة السودانية لا أكثر.


    وغني عن القول أن المحاور العسكرية والسياسية التي عمل جون قرنق والثوار على بنائها وتوسيعها قد أحدثت تحولا جوهريا في كل قضايا السودان. فقد خرجت المواجهة آنذاك من كونها شمالية جنوبية أو ذات طلاء عرقي أو ديني وأعادتها نوعا إلى بعض أصولها كمواجهة ذات توازنات اجتماعية واقتصادية وسكانية وحقوق طال هضمها وتنحو نحو آلية لتداول إدارة البلاد عن رضا. وقد بدت هذه الأغانيم واضحة في اتفاقات نيفاشا. وبذلك خرجت المواجهة نوعا عن العرق، ثم عن الدين برغم الاستغلال المسيء للدين الذي استخدمته وتستخدمه الجماعة الاسلاموية الانقلابية. فالمواجهات مع حكومة الخرطوم أضحت تقوم على "قضية" أو على تركيبة من القضايا الاقتصادية والاجتماعية المتداخلة، ومن ثم تراجع اللون والعرق الذي كان طاغيا، وإن عاد مجددا كما نرى.
    من تلك التوجهات خرجت مقولات "هامش ومركز" وسودان جيد وآخر قديم، وألهم النجاح "هوامش" أخرى ونهضت حركات أخرى دخلت إلى حلبة القتال والمطالبة بالحقوق في دارفور والشرق والشمال وغيرها. نعم لقد نجحت تلك السياسات في ترسيم بدايات ملامح مستقبل سياسي واجتماعي مختلف لو قيض لتلك التوجهات السياسية والعسكرية أن تمضي قدما وتتمدد. لذلك اغتالوا جون قرنق ليس لمجرد اغتيال قرنق نفسه، بل لاغتيال المشروع الذي أخذت ملامحه في التشكل وانخرط فيه معظم الشعب السوداني ... فالملايين غير المسبوقة التي هبت لاستقبال قرنق في الخرطوم كانت نسيجا اجتماعيا سودانيا أغلبه من الشمال لحمة وسداة مزدان بخطوط سواء من غزل الجنوب .. كاد أن يخرج المشروع عن مرحلة قرنق وكادت أن تكون له قسمات وطنية واضحة. لكن لبنات المشروع تداعت وعادت القهقرى وتوارت مع رحيل رائده في تاريخ السودان الحديث الدكتور جون قرنق .. لماذا؟


    مقتل جون قرنق لم يعد سؤالا مبهم الإجابة. فهو جريمة اغتيال مكتملة الأركان، وقد كتبت عن ذلك بعد يومين من وقوع الجريمة راجع جريدة الأيام السودانية، فقد قامت إيران بالتمويل وقامت بالتنفيذ مجموعة متخصصة من الموساد بتعاون من حكومة موسيفيني. قد يستغرب البعض في التعاون بين إيران وبين إسرائيل. حركة حماس صناعة إسرائيلية وتربية إيرانية، والبترول الإيراني يباع في إسرائيل والتعاون التقني والمخابراتي بين إسرائيل وبين إيران على الآخر حيث تلتقي مصالحهما، التي التقت في فصل جنوب السودان، إيران تود الحفاظ على حكم جماعتها في الخرطوم يمحق اتفاقات نيفاشا, وإسرائيل تريد لنفسها موقع قدم في جنوب السودان أو جنوب مصر، وها قد حقق كل طرف مطمحه. ما لا اجزم به هو مدى علم الخرطوم وموسيفيني بمؤامرة اغتيال قرنق. والحكومة السورية لا تعدو كونها محمية إيرانية، وإيران هي القاسم المشترك بين حكومة الخرطوم ودمشق. والمصالح الروسية والصينية في إيران وليبيا والسودان واليمن ومنطقة أفريقيا والشرق الأوسط عموما يفسر مواقف روسيا والصين التي ناصرت الديكتاتوريات وتخلت عن الشعوب، هنا لا أستطيع أن اجزم أن حكومات هذه الدول الثلاث قد أدركت بعد أن مصالحها مع الحكومات أو مع الشعب والجغرافيا، في كل الأحوال يجب ضرب مصالح هذه الدول في المنطقة حتى ترعوي، فهذه الأقطار الثلاث والدكتاتوريات سواء في السوء، والحاضر يكلم الغائب! ...


    المشروع الوطني والمصالح المشروعة .. هناك فرق!


    جون قرنق كان صاحب مشروع وطني. وصاحب المشروع الوطني يختلف عن صاحب المصلحة، سواء كانت مصلحة فردية أو مصلحة جماعة وإن كانت مصالح مشروعة. هذا الفرق بين أصحاب القضايا وبين أصحاب المصالح، هو ضالتنا، وإليه نضرب أكباد الحروف في هذا السياق، لأنه فرق مهم ومفصلي. ففي هذا الفرق تكمن الإجابة على السؤال الذي طرحناه فوق: لماذا؟ لماذا تراجع المشروع الوطني مع رحيل قرنق؟
    قد يرى البعض أن أول مفردات الإجابة على السؤال الفوق قد تكمن في سياسة قرنق نفسه من حيث أنه بلور المشروع حول نفسه أكثر من بنائه على أسس مؤسسية. لكن المؤسسية الاجتماعية والعسكرية التي سعى إلى بلورتها تدحض هذا الافتراض. ثم إن حادث اغتيال جون قرنق بعد أيام قلائل لم يتح له الوقت لاستكمال مؤسسية مرحلة ما بعد الحرب. ثم كان الرهان على شخصه كبيرا وعاليا.
    إذن أول ملامح واضحة للإجابة نجدها تكمن في الأفراد الذين خلفوا قرنق الذين جعلوا الحركة ذات سحنة وتوجهات جنوبية محضة، ومن ثم انكفأوا على مصالح الجنوب ظنا منهم أن مصالح الجنوب تكمن في استقلاله أو انفصاله واستفراده بخيراته خاصة البترول. صحيح أن الجماعة الاسلاموية الحاكمة قد مارست أقصى وأقسى أساليب التكريه أقلها إيداع زعامات الحركة الشعبية أقفاص سجونها في العاصمة برغم أنهم كانوا من البرلمانيين أصحاب الحصانة. وهو ضغط وتكريه يهدف أولا إلى تنفيذ أهداف الجماعة الحاكمة وامتداداتها الخارجية من إيران إلى أفغانستان وغزة، ما هو معروف فان معظم قيادات الجماعة الحاكمة خارج السودان وليسوا بمواطنين سودانيين، فالانتماء للجماعة الاسلاموية مقدم عندهم على المواطنة، وخطط هذه الجماعات الرامية إلى فصل الجنوب عن الشمال لإقامة أول إمارة إسلامية في المنطقة في للتاريخ الحديث. وهو تكريه يتماهى مع رغبات القوى الدولية مثل الولايات المتحدة الأميركية التي ظلت تضغط وتقبل كل جرائم الجماعة الحاكمة وتزوير الانتخابات من أجل فصل شمال البلاد عن جنوبه. لقد كان في مقدور الذين خلفوا قرنق في الحركة الشعبية من الجنوبيين أن يصمدوا أمام تلك الضغوط، لكنهم سرعان ما انكفأوا على الانفصال، علما أن ما تعرض له هؤلاء من ضغوط يكاد لا يذكر بالمقارنة إلى الضغوط التي تعرض لها جون قرنق أثناء الحرب وإبرام اتفاقات نيفاشا. المهم أنهم نجحوا في الأثناء في تقليص هوية الحركة الشعبية من هوية سودانية إلى هوية جنوبية، ومن ثم سيطرت العناصر الجنوبية على الحركة الشعبية لتحرير السودان. مما زاد من تكريس المؤامرة أن القيادات الشمالية داخل الحركة الشعبية مثل الحلو ومالك عقار وعرمان قد قبلوا ترك الحركة الشعبية الأم للجنوبيين والانكفاء شمالا وتكوين ما بعرف اليوم باسم "الحركة الشعبية قطاع الشمال"


    كتبت ما كتبت فوق من أجل توضيح الفرق النوعي بين صاحب أو أصحاب المشروع الوطني أو المصلحة الوطنية الشاملة وبين صاحب وأصحاب المصلحة الجزئية أو الآنية. العقيد جون قرنق يمثل نموذجا لا تخطئه العين كصاحب مشروع وطني يعتمد أسلوب الثورة المنفتحة وضم المجتمعات والقضايا المتشابهة. وبديهي أن هذا الأسلوب المنفتح يعمل على تحقيق المصالح الجزئية لكل مجتمع ضمن مصالح المجتمعات لأخرى التي تشكل مجتمعة المصلحة الوطنية الكلية. في حين أن الانكفاء على المصلحة الجزئية، مثل الانكفاء على الاستقلال في جنوب السودان، يحقق فقط من مصالح آنية مثل البترول والمال والمناصب. والمقارنة البسيطة بين هذين الأسلوبين، المنفتح والآخر المنكفئ، نجد أن الأسلوب المنفتح يحيط المصلحة الجزئية بسياج جماعي قوي متين ضمن المصالح الوطنية المتعددة الأخرى بما يضمن الحماية الكلية المشتركة. عكس الانكفاء الذي يحمل أصحابه وحدهم مهمة الحفاظ على مصالحهم الخاصة. انفصال جنوب السودان يقدم لنا اليوم نموذج الانكفاء في هذه المقاربة. لذلك نوهت آنفا أن المصلحة الآنية أو الجزئية، وان كانت مشروعة، إلا أنها تظل أقصر مدى عن المصلحة الوطنية الشاملة، وقد تنقلب على عقبيها ولا تحقق مآربها، وهذا ما أتوقع حدوثه في الجنوب بعد حين. لأن الانكفاء يغل صدور المجتمعات الأخرى ضد من انكفأ على مصلحته الخاصة. (أمس 22 أغسطس طالعت على وكالة الأنباء الفرنسة (AFP) النبأ الأليم الذي أعلنته الأمم المتحدة عن سقوط 600 قتيل على الأقل وأكثر من 985 جريحا في مواجهات قبلية في "جمهورية" جنوب السودان.


    وقالت الأمم المتحدة ان الصدامات بدأت في ولاية جونقلي) ونستطيع أن نرى ونسمع الدمدمة المكتومة لباقي مجتمعات السودان جراء هذا الانكفاء الجنوبي الذي قادته الحركة الشعبية الجنوبية وفي أحسن الحالات تقف باقي المجتمعات موقف المتفرج ولسان حالها يدعو حكومة الجنوب إلى لعق جراح الجنوب مع حلاوة الانفصال ومصالحه وأمواله ومناصبه أيضا. ما ذكرناه هنا لا يعني فشل الحركة الشعبية أو الجنوبيين عامة في إدارة مصالحهم الذاتية بقدرما يعني عدم إحاطة هذه الصالح الجنوبية البحتة بسياج وطني متين ضمن قضيا ومصالح مجتمعات السودان الأخرى. ولن تظهر أهمية السياج الوطني إلا في مثل هذه الضرورات المهددة للمصالح الخاصة أو حينما يقتضي الأمر حماية هذه المصالح الخاصة من مهددات داخلية أو خارجية.
    على أن رفض الانكفاء على المصلحة الذاتية المشروعة دون المصلحة الكلية يظهر في أوضح تجلياته في قول الرسول الكريم محمد بن عبد الله عندما راودته قريش مكرا بالملك عليهم لقاء التخلي عن الرسالة. فقال الرسول الكريم لعمه الذي ابلغه رسالة قريش: "والله يا عماه لو وأنهم ضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الأمر ما تركته" . نقطة على السطر. فكل ما يحصل عليه المرء من الطرف الآخر لا يعدو كونه عطاء "مقابل" ما يتخلى عنه المرء. والعطاء في هذه الحالات لابد أن يكون جزء من كل، فهو بالضرورة أقل عما تم التنازل عنه، أو هو جزء منه، والجزء الذي ينكفئ عليه، أو يكدي به، المرء دون الآخرين يورث غبنا ويظل قصير الأجل محدود المنفعة. "أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى*وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى" سورة النجم. والجماعة الحاكمة كما تعرفون لم تكدي ولا تعطي ولم تساوم مثل كفار قريش، بل انتزعت الحياة والحقوق ومنعت الماعون وحرمت الحق الذي يكفل الحياة وقتلت فعلا وشردت وكذبت وغشت وأكلت السحت وهتكت العروض وشربت لبن الأطفال الجوعى وبالت في ماعونه " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ" سورة الأنفال. ذلك في الغيبة والظن، فما بالك بالجماعة الحاكمة التي أكلت لحوم البشر حقيقة؟ كره على كره، وما كرهه الناس أزالوه .. وما معمّر عنكم ببعيد.


    الشعبية حركة سودانية وليست جنوبية؟
    برغم أن القيادات الشمالية داخل الحركة الشعبية قد قبلوا ترك الحركة الشعبية الأم وتكوين ما بعرف اليوم باسم "الحركة الشعبية قطاع الشمال" وكان ذلك خطئا عظيما، لتاب القول توجد حركة شعبية واحدة. ثم إن الجزء المنكفئ جنوبا من الحركة الشعبية كان عليه تغيير اسم الحركة الشعبية لأن حكومة الجنوب لم تعد حركة" بل أصبحت حكومة تحكم جزء من السودان. الاستيلاء أيضا على هوية "حركة" وتوظيفه في العمل السياسي يجعل "الحركة الشعبية" السودانية في نسختها الجنوبية نسخة مكررة من حركة تحرير أنغولا آو حركة تحرير الجزائر التي ظلت تحكم الجزائر منذ أكثر من نصف قرن!
    اعتقد من المناسب والضروري الآن أن تغير الحركة الشعبية الجنوبية اسمها وتكوينها إلى اسم وتكوين حزب سياسي حتى تخوض تجربة سياسية خارج ألق الجبهة المقاتلة. وبالتالي ترك اسم "الحركة الشعبية. وبالتالي التخلي عن أسم وجميع أموال وموجودات وأصول ومكاتب الحركة الشعبية حول العالم إلى "الفصيل" الذي ما يزال يخوض الحرب أو ما تبقى من الحركة وعضويتها السودانية, ولم لا يكتفي الجزء المنكفئ جنوبا بحكم الجنوب وأموال البترول والدعم الدولي الذي يتلقاه تباعا؟ .. أم كله في "قفة" الحركة الشعبية" ؟ ربما!


    ومن فال أن الحركة الشعبية كانت حركة جنوبية بحتة؟ جون قرنق عندما أسس هذه الحركة لم يؤسسها كحركة جنوبية، بل كحركة سودانية جامعة فكانت أناء جمع فأوعى للمتناقضات الاجتماعية السودانية، والأهم أن قرنق أسس الحركة كمواطن سوداني وليس كمواطن من جمهورية السودان الجنوبي أو دينكاوي، فجاء تأسيسها على الهوية الوطنية وليس على هوية الإقليم أو القبيلة .. ثم إن الحركة الشعبية ما كان لها أن تكتسب الزخم الداخلي والدولي لولا انضمام آلاف المقاتلين والقيادات العسكرية والسياسية والأقلام من كافة أجزاء السودان إليها. فكيف بقدرة قادر غادر تحولت الحركة الشعبية على حركة جنوبية صرفة؟
    ولطالما حذرنا الجماعة الحاكمة أن فصل الجنوب لن يكون نهاية المطاف لأن جنوبا جديدا سوف يتشكل طالما بقي اتجاه اسمه الجنوب وطالما بقي متران من مساحة السودان. وها هو الجنوب الجديد قد تشكل فعلا في مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق والتخوم كافة. وتبلور الجنوب الجديد ضيّق الخناق على الجماعة الحاكمة بحكم تقلص مساحة البلاد. هذا الجنوب الجديد لابد له أن يلتحم مع قضايا الوطن الأخرى ولا يركن لحظة إلى مقومات وجوده من الجنوب الذي آثر الانفصال. يلتحم مع القضايا الوطنية الأخرى لمعالجة قضيته ضمن القضايا الوطنية وليس في معزل عنها. الجنوب الجديد لا يجب أن يكون مخلبا في يد أو مجرد أداة في يد الجنوب المنفصل يستخدمها حكام الجنوب في معالجة ما بقي لهم من قضاياه عالقة مع الجماعة الحاكمة. لذلك ينبغي على قيادات الجنوب الجديد تحديد سقف العلاقة مع الحركة الشعبية الجنوبية.


    بدون ذلك لن يفلح الجنوب لجديد في معالجة قضاياه لا بواسطة من حكومة الجنوب المنفصل ولا من خلال اتفاقات ضيزى مع الجماعة الحاكمة. على الجنوب الجديد الالتحام الكامل مع حركات دارفور والشرق والشمال والوسط حتى تصبح قضيا الجنوب الجديد في جنوب كردفان والنيل الأزرق ضمن قضايا دارفور والشمال والشرق والوسط كافة. ومن بعد ذلك يستطيع الجنوب الجديد لعب دوره في إعادة اللحمة بين الجنوب المنفصل" القديم" وباقي أجزاء السودان.
    وقبل ان تهجم جيوش البشير على قواعد الحركة الشعبية "الشمالية" في جنوب كردفان، كان من المؤكد أن يتصل البشير شخصيا بالسيد سيلفا كير نائبه الأول وحكم الجنوب العسكري. وجاءتنا الإجابة تنقز من الدائرة الأقرب للمشير البشير: من المؤكد انه فعل. فكيف تتخيلون إجابة سيلفا كير؟ لابد أن سيلفا قال للبشير كما قالت مصادرنا : "بعد الاستفتاء قال شعبنا في الجنوب كلمته نحن لا نتدخل في شؤون الدول الأخرى الداخلية، والسودان الشمالي صار بالنسبة لنا دولة أخرى سوف لن نتدخل في شؤونها الداخلية"
    بتلك الإجابة القاطعة تأكد البشير عدم تخل الحركة الشعبية الجنوبية في محرقة جنوب دارفور، فأعطى المشير الأوامر لعساكره وطائرته لتسوية قرى جنوب دارفور بالأرض بأهلها النوبة وغير النوبة، هكذا سوف يفعل "ديش" البشير في ولاية النيل الأزرق بعد أن تلقي البشير تأكيدات شخصية من زعامات حكومة لجنوب بعدم التدخل! وهكذا اتفق انفصاليو الجنوب مع انفصاليي الشمال على الخلاص من بقايا الحركة الشعبية شمالا في أول خطوة لحسن الجوار بينهما. إذا أردنا أن نفهم المجريات علينا أن نقرأ مثل هذه القراءة. فالسيد سيلفا وأعوانه في حكومة لجنوب ليسوا أنبياء مثلهم مثل البشير وجماعته تماما يفرقهم دولار وتجمعهم عصا أميريكا. الآن توحدت الكلمة على القضاء المبرم على بقايا لحركة الشعبية في جنوب كرفان والنيل الأزرق .. ولسان حال المشير يقمول: "القبض قبض الما قبض علو ما قبض .. بلا مشورة شعبية بلا نيقاشا بلا قرنق بلاش كلام فاضي معاكم .."
    الحركة الشعبية كانت تمثل كل الشعب ..


    لا تثريب على الذين خلفوا قرنق، فقد مضوا بالجنوب إلى حين، إلى حيث مصالحهم الشخصيية المدفونة تحت كثيف دعاوى مصالح شعوب الجنوب.لا تثريب عليهم شريطة أن لا يكون للانكفاء على المصالحة الآنية انعكاسات سالبة على حركة التغيير في سائر أنحاء السودان. فقد انتظر غالبية الشعب خمس سنوات كاملة منذ عام 2005 إلى 2010، موعد الانتخابات التي وردت في اتفاقات نيفاشا، من أجل تغيير سلمي ديموقراطي. لكن ذلك لم يحدث كما هو ثابت ومعروف ومجسد في انسحاب الحركة الشعبية من الانتخابات الرئاسية وفشلها في معية الأحزاب التقليدية الطائفية في تشكيل تحالف كان ينتظره الشعب في الجنوب والشمال. فكان انسحابا جماعيا وإفساح متعمد وتمهيد للطريق أمام استمرارية الجماعة الإسلاموية الحاكمة بكل ظلماتها وظلمها وجبروتها، مما جعلها تتبجح بالفوز ديموقراطيا برغم "الخج" المشهود! فالمتسابق الوحيد لا يحرز المركز الثاني وإن سقط أرضا! وقبل الانتخابات كانت تلك "التوافقات" بين الجماعة الحاكمة وبين الحركة الشعبية منها سحب عرمان من السياق الرئاسي ومنها "تمرير" قانون الأمن الذي أجازه البرلمان بحضور وانسحاب نواب الحركة الشعبية وغيرها. بديهي أن الحركة الشعبية اتفقت مع الجماعة الحاكمة على تلك التوافقات كجزء من صفقة الانفصال بالجنوب بما في ذلك تمرير البترول الخام. وقد كان! وهي توافقات تردف خلفها توافقات الجماعة الحاكمة مع الأحزاب التقليدية للانسحاب من السباقات الرئاسية والبرلمانية وكله بثمنه !. هل رأيتم الآن كيف يتم تنفيس الثورة السودانية مرة في كل عام؟


    الحركة الشعبية كانت تمثل الشعب السوداني كله تقريبا ضمن الحكومة الائتلافية القائمة. والصحيح أن الشعب في عموم السودان هو الذي سلم راية القيادة طوعا وحبا إلى الحركة الشعبية مجسدة في شخص جون قرنق عشية وصوله للخرطوم. هذا التسليم دليل رائع أن الشعب السوداني قد تجاوز العرقيات والعصبيات وهو يسلم أمر قيادته لزعيم من جنوب البلاد، وأنه لم يقع في فخ الجماعة الحاكمة واستلابها وجهادها الديني الذي نصبته وغذته بإعلامها البغيض. الجماعة الحاكمة كانت تعلم ذلك، كانت تعلم انها منبوذة لا تمثل الشعب السوداني، ويوم وصول قرنق للخرطوم كان يوم كريهة لها، حتى بدت البغضاء ونوايا الغدر على محاجرهم فردا فردا. فقد زالت غشاوات كحول السلطة وسكرتها وبدت لهم الحقيقة عارية، أنهم يحكمون بالجبر وأن الشعب قادر على المجاهرة. في المقابل كانت الجماعة الحاكمة تمثل نفسها في الحكومة الائتلافية وتمثل مصالح أفرادها وفئة قليلة من المنتفعين والطفيليين، ولا تمثل الشعب السوداني أبدا والى يوم الناس هذا، ومن غابت عن نظره أقمار هذه الحقيقة وشموسها، ففي تزوير الانتخابات و"الخج" عبرة لأولي الأبصار!


    وعليه فإن انحسار الحركة الشعبية جنوبا ترك بقية الشعب السوداني فجأة عاريا بلا غطاء سياسي ولا قيادة سياسية. فكانت حالة التيه وحالة الانطفاء المباغتة التي يكابدها الشعب إلى اليوم. كان لابد من تبيان ذلك في حق الشعب السوداني الذي بدا ملوما محسورا في ربيع الثورات العربية وهو رائد للثورة وواضع قاموسها. انكفاء الحركة الشعبية جنوبا واحد من أهم الأسباب التي أقعدت الشعب السوداني في "ضل ضحى الانتظار" الذي انحسر عنه سريعا جنوبا. زد على ذلك أن الشعب، من زمن، لم يجد قيادة جديرة في الأحزاب التقليدية بلا استثناء، ومن رضي بقيادة الزعامات الطائفية والعقائدية قادته إلى طريق مغلق وسلمته إلى الجماعة الحاكمة معصوب العينين مصفد العقل والمعاصم. والاتفاق الأكيد والعمل المشترك القائم بين هذه الأحزاب وبين الجماعة الحاكمة هو منع ظهور أحزاب جديدة وقيادات جديدة من منابت الشعب السوداني.


    في هذا المنعطف من السياق لابد أن تساءل إذا كان مالك عقار يملك كاريزما اللازمة لقيادة الحركة الشعبية وفق موجهاتها. أظن عقار يستطيع ذلك متى آمن أمن التفاوض لم يعد يجدي إلا في إطالة عمر حكومة الجماعة فغي الخرطوم، أنه لابد من استمرار الثورة حتى اقتلاع نظام الخرطوم من جذوره، ومتى ما استعد للمواجهة العسكرية كما تفعل حكومة الخرطوم اليوم ومتى ما فتح ولاية النيل الأزرق أمام جحافل الثوار من كل أنحاء السودان وإعادته مع رقاقة الدور الوطني للحركة الشعبية. فهل ينجح عقار في كل ذلك أم لابد من قيادة جماعية للحركة الشعبية؟ لا نريد أن يصبح عقار قرنق آخر أو يتلبس شخصية قرنق، لكن نتمنى أن يكون عقار قدر مسؤولية "لملمة" أطراف الثوار القادرة على إحداث التغيير المأمول،


    ولطالما أن حذرنا الجماعة الحاكمة أن فصل الجنوب لن يكون نهاية المطاف لأن جنوبا جديدا سوف يتشكل طالما بقي اتجاه اسمه الجنوب وطالما بقي متران من مساحة السودان. وها هو الجنوب الجديد قد تشكل فعلا في مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق والتخوم كافة. وتبلور الجنوب الجديد ضيّق الخناق على الجماعة الحاكمة بحكم تقلص مساحة البلاد. هذا الجنوب الجديد لابد له أن يلتحم مع قضايا الوطن الأخرى ولا يركن لحظة إلى مقومات وجوده من الجنوب الذي آثر الانفصال. يلتحم مع القضايا الوطنية الأخرى لمعالجة قضيته ضمن القضايا الوطنية وليس في معزل عنها. الجنوب الجديد لا يجب أن يكون مخلبا في يد أو مجرد أداة في يد الجنوب المنفصل يستخدمها في انتزاع ما بقي له من قضاياه عالقة مع الجماعة الحاكمة. بدون ذلك لن يفلح الجنوب لجديد في معالجة قضاياه لا بواسطة من حكومة الجنوب المنفصل ولا من خلال اتفاقات ضيزى مع الجماعة الحاكمة
    وبذات القدر الذي تحدثنا فيه عن الحركة الشعبية، نتحدث أيضا عن حركة العدل والمساواة وسائر حركات دارفور الأخرى التي تصر أن تتدثر بالثوب الإقليمي الدارفري وتصر أن تفاوض الجماعة الحاكمة وحدها وتتفق معها وحدها ويستوزر رؤوسها فقط .. وليشرب باقي السودان من آبار المسبعات إن وجد فيها دلوا! ليس ذلك فحسب، بل إن الحركات الدارفورية ظلت تتوالد وتنقسم على نفسها كل حسب أطماع و"مقاسات" زعيم كطل جماعة منقسمة .. وكل بما لديهم فرحون .. وجميعهم يتقاتلون أيهم يفاوض الجماعة الحاكمة؟ .. أنا الأكبر انت الأصغر! سنوات خلت والجماعة الحاكمة تنفخ بوالين المفاوضات .. وقبل تصل أيدي الجماعات الدافوربة إلى البالون، تكون الجماعة الحاكمة قد غرست شوكة في بالونها فينفجر في وجه الجماعات الدارفورية المتطاحنة! حتى أركو مناوي ركل عبد الواحد وذهب إلى القصر حبيسا! أم مازلتما تلعبان: أنا النحلة وإنت الدبوس؟ .. والجماعة الحاكمة أرسلت كبير البصاصين إلى طرابلس حتى يجيب خبر الدكتور خليل رئيس حركة العدل والمساواة .. والسيد السيسي دخل على الخط ببدلته الأنيقة .. والسيد زيناوي مضى إلى الخرطوم للتفاوض حول مصالح أثيوبيا في الفششقة والسيد مالك عقار رئيس حركة الشمال الشعبية صحبة راكب غير قابلة للجمركة! ما أسهل صيدكم فرادى متدابرين.


    "مجلس الخلاص السوداني الوطني"


    الشعبية الشمالية والعدل والمساواة وتحرير السودان، وغيرها من مسميات حركات دارفور والشرق وأصقاع السودان في الشمال والوسط اجتماعكم معا سوف يشكل أول لبنة قوية في تشكيل "مجلس خلاص السودان" من هذا الكابوس الذي عمل كل منكم بطريقة أو أخرى على إطالة عمره وجلوسه على أنفاس الشعب السوداني، سواء بالتفاوض المنفرد أو الاتفاق المنفرد أو الحرب ضده أو لحسابه أو الانقسامات أو تقسم المجتمعات السودانية وتبديد طاقاتها أو بأي صورة. أو ليس زمن الحوار ومدة الاتفاق محسوب بالزائد على عمر الحكومة الانقلابية؟ أم أنكم لا تعرقون أيضا الحساب البسيط؟ تعرفونه والله وتنتظرون الأرباح في نهاية المدة. فإما أنْ تتفقوا اليوم أو تتركوا هذا الشعب يتفق مع نفسه، بدلا من اختطافكم لثورته الوشيكة. قودموا بقيادتها وتنفيذها واحصدوا مكاسبها ولن يبالي الشعب كم ربحتم، فأنتم أبناء هذا الشعب وعليكم مسؤولية ذلك .. ولكم منه مكافأة.
    مؤتمر البجا قالها صريحة في بيانه الأخير:

    (إن كل قضايا الأقاليم والشعوب السودانية والأزمات القائمة ليست نابعة من ذاتها ما يجعل من الحلول الجزئية أو الإقليمية والاتفاقات الثنائية مجرد عملية كسب وقت للكيان العنصري وتعمق الأزمات والثقوب في جدار الوطن وتطيل من عمر النظام العنصري القائم. ويؤكد مؤتمر البجا في بيانه الأخير ما توصلتا إليه هنا : "عدم جدوى الحلول الجزئية والإقليمية والثنائية ولا حل سوى الحل ألشامل للمشكل السوداني وما سوى ذلك من حلول يعنى تمزيق الوطن ولا حل لقضايا البلاد إلا بعد إسقاط هذا النظام. ويؤكد مؤتمر البجا على ضرورة (العمل الموحد والمشترك لكل الحركات والتنظيمات وقوى ما ينعت بالهامش للإطاحة بالنظام العنصري أمرا حتميا ومصيريا وملح)ا. ويضع مؤتمر البجا يده مع إخوانه ( في دارفور وكردفان والنيل الأزرق وفى أقصى الشمال وكل المظلومين على امتداد الوطن) من أجل تحقيق هذا الهدف. كما تلقيت بيانا من تجمع كردفان للتنمية (كاد) ويدعو البيان كل قوى الهامش وقوى الثورة السودانية والوطنيين السودانيين للوقوف ضد حكومة المؤتمر الوطني ووقف هذا العدوان المستمر علي الهامش. كما يدعو بيان (كاد) إلي توحيد النضال والعمل علي نقل النضال الم والزحف للانقضاض على سلطه الجبهة الاسلاميه و طردها، ولا سبيل للتفاوض أو الحوار مع العنصريين الاسلامويين والإسلام منهم براء. أو كما اقترح ياسر عرمان ضرورة قيام تحلف هدفه إزالة الطغمة الحاكمة الفاسدة المفسدة.
    اتفقي أيتها الحركات وشدي إزار الثورة وكوني "مجلس خلاص السودان" وبطلي حركات يا حركات أو فاوضي الجماعة الحاكمة واتفقي معها وصيري جزءا منها. أليس الاتفاق هو نهاية أي تفاوض؟ فالشعب قد شد حبل الثورة على هذا الطفح الحاكم.
    ويقول الشعب للحكومة وأميريكا: لا تفاض ولا اتفاق ...


    البنت الأمريكاني فيكتوريا المتحدثة باسم الخارجية الأميركية قالت في بيان رسمي: "أن إعلان الرئيس السوداني عمر البشير"إي إعلانه وقف إطلاق" هو خطوة أولى ايجابية، وان الولايات المتحدة تدعو بقوة متمردي النوبة إلى القيام بالشيء نفسه. الولايات المتحدة طالبت باستئناف المفاوضات: "على الطرفين العودة فورا إلى الحوار للاتفاق على وقف "للعمليات العدائية" وعلى قرار بشان المستقبل السياسي لجنوب كردفان والنيل الأزرق. ينبغي أولا أن نصحح البنت الاميريكية بأنهم ثوار وليسو " متمردون نوبة يتبعون للحركة الشعبية" كما وصفتهم البنية الاميريكية التي نسيت أن عمر البشير قد منع دخول المنظمات الإنسانية جنوب كردفان لتقديم الغوث للمدنيين الذين اعتدى عليهم عساكره داخل بيوتهم وتسبب في تشريد الآلاف منهم من قراهم ونزوحهم كما أن قوات البشير أول من خرق انطلاق النار حسب رواية منظمة ايناف الاميريكية بإيعاز من البشير نفسه، حيث ورد في رسالته بوقف إطلاق النار "من بعد ذلك نراعي التطورات على الأرض ونقيم الموقف وردة فعل الطرف الآخر" وفهم عساكره العليمات ونفذوها! ويبدو أن الإدارة الاميريكية صماء لا تسمع الانفجارات في المدن التي يسيطر عليها جيش البشير وأصوات القنابل التي تلقيتها طائرات الانتنوف روسية الصنع المملوكة للحكومة. ونقول لإدارة أوباما ومتحدثته ما قال به أسود الشرق: أنه لا تفاوض ولا صلح ولا اتفاق مع العصابة الحاكمة للسودان. ولتذهب المصالح الاميريكية إلى الجحيم.


    في المنتهي نقول لا يجب أن يكون انكفاء الحركة الشعبية جنوبا خصما على حركة التغيير في البلاد. الآن الأحداث تلد قيادات جديدة للشعب السوداني، وإن تعلق بعضها برحم الحركة الشعبية مثل الحلو وصحبه وجنودهم في جنوب كردفان، وفي مناطق النيل الأزرق برغم سعي مالك عقار للتفاوض المباشر مع الجماعة الحاكمة، ثم أخوات وأخوة لهم في الشرق والغرب والوسط والجزيرة وعلى حدق النيل في أقاصي الشمال. في كل الأحوال يظل الشعب السوداني يعكف على صناعة ثورته بأسلوبه الخاص وعلى طريقته الحضارية، ثورة كان من المفترض له أن يفرغ من انجازها قبل سنوات لولا انكفاء الحركة الشعبية وضلالات الطائفية والمفاوضات الاسطوانية والمقترحات الأنانية والغش الكثير الذي أشرت إلى جوانبه فكما قلت هنا وفي سياق سابق، فإن الشعب السوداني، سابق في العمل الثوري ولم يكن ينتظر يأتيه إلهاما من ثورات عربية لا تعتبره منها إلا في عبارات المجاملات العربية المعروفة.
    الجيش أو "حمار الكيزان" ...
    طبعا كتبت هذا السياق قبل أن تقذف الحركة الاسلاموية بحمارها " الجيش السوداني" إلى أتون النيل الأزرق. نعم الجيش السوداني هو "حمار الكيزان" كما يسميه الشعب للسوداني! يوجهونه أينما أرادوا وبيدهم اللجام، أي المشير! أو كما قال لي كوز كبير بدرجة برميل قال: (نحن لو قلنا للجيش يقع في "بحر" المانش ده يقع ... ) قلت له: هذا واضح كما يقول الشعب.
    المهم أن فتح الحرب على جبهة النيل الأزرق يتفق مع ما ورد أعلاه حرفا حرفا: والمهم جدا أن جيش البشير أو "حمار لكيزان" قد بدأ به الكيزان معركة الدفاع عن حكومتهم باكرا في ولايتي جنوب كرفان ثم النيل الأزرق باعتبارهما منطلق الثورة الشعبية نحو المركز. أو كعملية استباقية قبل أن تتحولا إلى قواعد تجمع عسكرية وانطلاق للوطنيين خاصة بعيد اتفاق الحركة الشعبية الشمالية مع بعض حركات دارفور بما فيها العدل والمساواة، بما يعني عند الحكومة عودة الأخيرة بقوة وخلط أوراق الاتفاق الأخير مع السيسي ولي يد البشير وتلحيسه كوعه بالعودة القسرية لاتفاق مالك عقار/نافع. فالجماعة الحاكمة بادرت بالحرب لأنها تريد أن تكون أرض خصومها في جنوب كردفان والنيل الأزرق هي ميدان الحرب وليس الخرطوم التي تسيطر هي عليها لأن انتقال نيران الحرب للخرطوم يعني نهاية حكم الكيزان للسودان .. وقد بدا وشيكا ..
    لا تفاوض يا عقار
    فلا تفاوض يا عقار واسمع كلام عرمان ودعوته بناء حلف له هدف واحد هو إسقاط حكومة الكيزان. فالجماعة الحاكمة لا تفهم إلا لغة الحرب والقوة جاءوا بها ولن يذهبوا إلا بها. لذلك لا تفاوض يا مالك عقار. وليس كما تتمنى قناة الجزيرة في تقاريرها من الدمازين أو أسئلتها الملغومة لك في الكرمك.أنا أعلم يا هذا، ولا أعنيك يا عقار، أ، الخرب ليست الوسيلة المثلى لحل الخلاف السياسي، لكن عليك يا من أعني أن تخبر جماعتك التي تدفع لك أن تتعلم لغة أخرى غير لغة الرصاص حتى يتكلم معها الجميع نفس اللغة. لا تفاوض يا مالك عقار، وإذا فاوضت الجماعة الحاكمة طالبنا بعزلك عن رئاسة الحراك الوطني.

    سالم أحمد سالم


    ---------------------

    إرادة الشعوب لا تعرف المستحيل

    سليمان حامد الحاج

    إذا استطاع نظام الانقاذ أن يعي حقيقة أن الشعوب لا تقهر ولا تعرف المستحيل ومستعدة لتقديم التضحيات بالدم وأرتال الشهداء ، اذا وعي المؤتمر ذلك ، مستنيراً بما حدث ويحدث من ثورات في العالم العربي وغيره ، فانه سيوفر الكثير من الأموال والضحايا.

    ما عاد السلاح قادراً علي إرغام الشعوب علي التراجع عن مطالبها العادلة والخنوع والقبول بالعيش في ظل أنظمة تسوده بالقهر والبطش ليرضخ ويبتلع مأساة معاناته ومهانته ، فالشعوب عندما يصل تصميمها مداه ، وترفض أن تحكمها أنظمة موغلة في الفساد وترى وتقرأ كيف تقسم الثروة لتستقطب في أيدي فئة قليلة من الرأسماليين الطفيليين وخدام نظامهم والقائمين بحراسته ، بينما لا يجد الأطفال ملابس العيد نتيجة لإرتفاع أسعارها بصورة لم تشهدها البلاد من قبل ، وينطبق الحال علي معظم أسعار السلع الضرورية لحياة المواطن فتنزلق بمستوى معيشته الى أسفل سافلين ويتحول حال الأسر –معظم الأسر- الى جحيم لا يطاق .

    الآن وصل واقع الحياة نقطة الافتراق بين نظام الإنقاذ والشعب السوداني ،وما عادت لحظة الانفجار سراباً بعيد المنال . بل صارت تقترب يوماً بعد الآخر من جراء سياسات الانقاذ الاقتصادية والمالية والسياسية والاجتماعية. ولاتكتفي بذلك، فهي بعد كل فترة وجيزة تفتح لنفسها طاقة من جهنم في جنوب كردفان والنيل الأزرق ، وهي تعتقد أنها انتصرت في معارك لم تجلب لها في الواقع سوى المزيد من السخط الشعبي والاقليمى والعالمي . وهي انتصارات مؤقته لن تصمد أمام غضب الشعب والرأي العام العالمي. ليس ذلك فحسب بل أنها تراكم من هذا السخط وتوسع من قاعدته وحتماً سيصل مرحلة اللاعودة اذا واصلت الانقاذ سياستها هذه .

    فيا أهل الإنقاذ اتعظوا بما حدث في مصر وتونس ويجري الآن في ليبيا. وفروا ما تصرفونه من أموال وصلت المليارات علي أجهزة القهر والبطش لحماية وحراسة نظامكم ،فلو صرف نصف هذه المبالغ علي رفع المعاناة عن الشعب لما وصل الحال الي ما هو عليه الآن.

    أسألوا أنفسكم ، هل يمتلك نظامكم من المال والعتاد وأجهزة الحماية أكثر مما كان يمتلكه القذافي . فقد حصن نفسه وأسرته في مدينة كاملة سميت باب العزيزية في مساحة قدرها (6) كيلومترات وسورها بالأسمنت المسلح بثلاث أسوار بين كل سور والآخر مئات الجنود والأفضل تدريباً ، ولها أنفاق تحت الأرض ، يفضي كل نفق الي عالم مجهول وسراديب وأقبية يلجأ إليها اذا ما دارت عليه الدوائر . فلم تسعفه جميعها ، لا الدبابات ولا قصف الطائرات والصواريخ والقتل الجماعي والاعتقال والتعذيب والتصفيات الجسدية وكل أنواع القهر من المصير المحتوم . وهو الآن يبحث عن دار أو زنقة تأويه فلا يجد حتي جحر ضب . فليس أمامه سوى الهروب الى خارج ليبيا أو الاستسلام أو الموت علي يد الثوار الذين يقتحمون الآن آخر معاقله.

    هذا مصير كل الحكام الطغاة الذين اضطهدوا وقهروا وجوعوا شعوبهم فهل يتعظ أهل الإنقاذ قبل فوات الأوان.

    استمعوا لصوت العقل ولو لمرة واحدة فقد حكمتم البلاد لاكثر من عشرين عاماً ولم تحصد البلاد سوى الخراب والتمزق وانفصال جزء عزيز وغال من الوطن وفقدت بفضل الخصخصة أفضل المؤسسات التي كان يعتمد عليها اقتصاد البلاد، وصارت الأول في قائمة البلاد الأكثر فقراً والثانية الأبشع فساداً بين بلدانه. يحدث ذلك لأن المؤتمر الوطني يصر علي التمترس في كراسي الحكم ، بكل الحيل والمبررات التي فشلت طوال الفترة الماضية.

    فشل الخداع بإسم الدين والمشروع الحضاري والنفرة الزراعية ، وكل المسميات المخادعة.

    الآن لن يسعفكم السلاح ، فقد تأكد فشله في أكثر البلدان طغياناً وامتلاكاً للسلاح كما أشرنا من قبل.ومع ذلك فأنتم الأكثر علماً بأنكم لستم الوحيدون الذي تمتلكون السلاح في السودان ، فقد أصبح بفضل الحروب والصراعات القبلية متاحاً للجميع حتي رعاة الماشية . وهذا يعني أن الإصرار علي حل مشاكل البلاد بالحرب أو القهر أو فرض دستور غير ديمقراطي ، سيزيد النار ضراماً والسخط الشعبي اشتعالاً وتصاعداً . وعندها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون.

    لا زال الوقت يسمح بجلوس جميع القوى السياسية بما فيها المؤتمر الوطني للتفاكر حول كيفية اخراج البلاد من الأزمة الشاملة التي استحكمت حلقاتها . شريطة أن يسبق انعقاد هذا اللقاء وقف الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان وسحب القرارات المنافية للدستور التى أعلنها رئيس الجمهورية وأمر بتطبيقها في النيل الأزرق ، وسحب القوات الحكومية وعودة الحياة الي طبيعتها . والاعتراف بالحركة الشعبية كتنظيم سياسي في السودان الشمالي ، حتى تتمكن من المساهمة في اللقاء الجامع لكافة القوى السياسية بما فيها المؤتمر الوطني..

    نجاح انعقاد هذا المؤتمر لا بد أن تسبقه لجنة تمثل القوي السياسية علي قدم المساواة ولا يهيمن عليها المؤتمر الوطني ، ويسند إليها تحضير أجندة الاجتماع ومكانه ومستوى تمثيل القوى السياسية وعدد كل حزب.

    أما إذا أصر المؤتمر الوطني علي ذات سياسته الانفرادية أو اعتمد علي الحلول الثنائية ، فلن يكون مصيره أفضل من الأنظمة التي أطاحت بها شعوبها

    الميدان


    --------------




    الأحتلال الوطنى .. وسر من اسرار غزوة الدمازين

    تاج السر حسين
    [email protected]

    معلوم أن الأحتلال كلمة تطلق على فعل عسكرى تقوم به دوله أجنبيه ضد بلد من البلدان فتقتل اهله وتغتصب ارضه ويسمى ذلك الفعل (احتلالا)، لكن ما يقوم به (المؤتمر الوطنى) وأزلامه فى السودان ومنذ وقت طويل لا يمكن أن يوصف بأى شئ آخر سوى انه (احتلال وطنى)!
    فارادة المواطن السودانى مسلوبه وموارده منهوبه وهويته مفروضه، والكذب والتضليل يمارس على أبشع صوره على القنوات الفضائيه وبعض الأقلام المأجوره فى الصحافه، التى لا يشبع فمها ولا تمتلئ عينها ولا تعرف الخجل أو الحياء.

    فمن هو ذلك السودانى الذى لا يعلم بأن الحرب (الجهاديه) التى حصدت ارواح الملايين وشردت مثلهم كانت السبب فى انفصال الجنوب عن شماله؟ فهل يعقل أن تخرج بعد كل ذلك اصوات فى الأعلام أو الصحافه السودانيه وتنادى بدعم (مرشح) تعلم أن فوزه يعنى اعلان انفصال الجنوب وأزدياد أشتعال نيران الحرب فى دارفور وغيرها من المناطق؟

    ثم دعونا نتجاوز العديد من الأحداث التى ذكرناها كثيرا حتى مل القارئ الكريم، والتى تؤكد أن (المؤتمر الوطنى) يمارس بالفعل ما سميناه (احتلال وطنى) يغطى بالأكاذيب والنكران ليبدو على خلاف ذلك، ونستعرض ما يدور من حرب ابادة وترويع وأنتزاع ارادة بقوة السلاح فى منطقتى النزاع الحاليه فى جنوب كردفان (جبال النوبه) والنيل الأزرق.
    ومن منا لا يتذكر التصريحات والخطابات التصالحيه والسلميه والتوافقيه التى كان يدلى بها (مالك عقار) حتى كاد المقربون منه أن يتهموه بموالاة نظام (المؤتمر الوطنى) فى الخرطوم؟

    للاسف بعد كل هذا يخرج صحفى مثل (عثمان ميرغنى) مبررا ما حدث من تجاوز بأن السبب فيه العبارات والألفاظ الأستفزازيه التى كان يرددها (عقار) فى الآونه الأخيره، متناسيا عبارات رئيس النظام نفسه (البشير) التى كان يوجهها للحركة الشعبيه قبل وبعد الأنفصال ولقادة الأحزاب الشماليه القديمه والحديثه بل الغائه لأتفاقيه وقعها أحد كبار مساعديه بل نائبه فى رئاسة الحزب!
    وتناسى (لحس الكوع) و(طالعونا الخلاء) و(تعالوا أقلعوها زى ما قلعناها) والعديد من عبارات (البلطجه) السياسيه وسوء الأدب التى لم يتوقف منها (نافع) الا بعد واقعة (كرسى لندن) الشهيره؟

    وما هى المشكله فى تلك التصريحات التى اطلقها (رئيس حزب الحركه الشعبيه – قطاع الشمال) اليست هى حقيقه بأن (الكتوف قد تلاحقت) فعلا كما ردد (عقار)؟ وهل يظن (عثمان ميرغنى) بأن المؤتمر الوطنى فعلا يمتلك أغلبيه فى الشارع السودانى بما حققه من انتصارات فى انتخابات زورت بكاملها، ولم يستعص عليهم غير الاستفتاء الذى سهر عليه الجنوبيون وراقبوه على افضل شكل بل تصرفوا بذكاء كبير حيث امتنعوا من التصويت فى المناطق القابله للتزوير الا على نحو لا يؤثر فى النتيجه النهائيه.
    والنتيجه التى تحققت فى استفتاء الجنوب كانت سوف تتحقق فى جميع انحاء السودان لو اقيمت الأنتخابات فى مناخ حر وديمقراطى ونزيه (ارجع للقاء عبدالرحيم حمدى) فى احدى القنوات الفضائيه السودانيه خلال العيد وكيف تحدث عن (مثلثه) وكيفية استخدام (الأستثمار) من أجل فوز المؤتمر الوطنى فى الأنتخابات، وهذا موضوع سوف نعود له بالتفصيل فى مقال آخر.
    وحتى لا أطيل اتوقف لأتحدث عن سر من اسرار حرب الدمازين التى سوف تجر العديد من (الكوارث) على (المؤتمر الوطنى) وربما قرار أممى بمنع الطيران وحماية المدنيين كما حدث فى (ليبيا) وأتوقع أن تشكل هذه الأحداث لو تصاعدت، بداية (نهاية) لهذا النظام (المحتل) لوطنه، والذى انتهى عمره الأفتراضى والذى يعادى مواطنيه ولا يرضخ أو يستجيب لغير (الأجنبى)، من دول الجوار أو الدول العظمى.
    وهل استمعتم (لكرتى) وهو يتحدث فى شوق ووله عن سيدته (امريكا) متوهما رضاءها عن شخصه ونظامه بعد أن قرع له على (الطبل) العازف الماهر (أحمد البلال الطيب)؟
    ولو كان (البلال) صحفيا أمينا لتعجب لحال وزاره كان يقودها فى يوم من الأيام (محمد أحمد محجوب) و(مبارك زروق) و(جمال محمد أحمد) ,(منصور خالد) فيسند أمرها بعد ذلك الى (دباب)!
    يكذب ويتحرى الكذب ولا يخشى ربه.
    وهذه معلومه مؤكده أهديها للمواطن السودانى الذى يراد تضليله وخداعه و(لكرتى) و(لأحمد البلال) الذى يتصدر العمل الصحفى والأعلامى فى نظام (الخرطوم) المحتل لوطنه، ولا أظنها خافية على الأقل لواحد منهما.

    قبل رمضان المنصرم بأيام قلائل وفى جلسه نقاش سودانى عفوى فى مكان عام جمعت اطراف عديده بعضهم يتعارفون وبعضهم يلتقون لأول مره.
    أستفز احدهم النقاش عن حق الحركه الشعبيه فى تأسيس حزب فى الشمال مثلها مثل (الأخوان المسلمين) و(الشيوعيين) و(البعثيين) وأنصار السنه، وأن الحركه الشعبيه فى الجنوب سمحت بكل بساطه بتأسيس حزب يحمل اسم المؤتمر الوطنى ، (منحت زعيمته أخيرا وزاره) .
    المهم فى الأمر بدأ صاحبنا المستفز (بفتح الفاء) يطلق فى العبارات العنصريه المعروفه مثل (الع .. ديل قلوا ادبهم وكتروها، لكنهم انضربوا ضربة جامده فى كادوقلى)، وهو يظن حتى ذلك الوقت ان كل من كانت اصوله من وسط السودان أو شماله، فهو عنصرى مثله ويقبل بمثل تلك العبارات العنصريه التى كانت سببا فى انفصال الجنوب أو أستقلاله وربما تؤدى الى العديد من الأنفصالات فى السودان.
    والرجل كما أتضح لاحقا قريب من المؤتمر الوطنى بل يعمل فى أحدى المؤسسات العسكريه أو الأمنيه .. و(شكله) وطريقة حديثه تدل على ذلك!
    وحينما تحول الحديث عن الجيش السودانى وكيف يقبل بالأهانه والذله وقتل شعبه وشعوب العالم كلها تفخر بجيشها لأنه يعرف دوره الاساسى وهو حماية حدود البلد والمحافظه على الدستور، لا حماية حاكم (فاسد) متغطرس تسبب فى تقسيم وطنه والزج به فى العديد من المشاكل.

    تحدث احد الحاضرين فى حسره قائلا، فى السابق كان السودانيون يفتخرون عند التحاق احد ابنائهم (بالجيش)، فهل هذا يحدث الآن؟ وهل يشعر أب بأن ابنه اذا قتل فعلا قد استشهد من أجل قضية تستحق؟
    عندها لم يتمالك الرجل اعصابه وهاج وماج وأزبد وقال ( منو القال ليكم فى جيش فى السودان؟ ومن يعتمد على الجيش)؟
    ثم اضاف: قبل عدة ايام تم أستدعاء 4 كتائب من (الدفاع الشعبى) للقيادة العامه للقوات المسلحه، كل كتيبه تتكون من 1000 مجند يقودها ضابط كبير من الجيش للتعامل مع الموقف فى ولاية جنوب كردفان!

    للأسف (الجيش السودانى) اصبح مثل (كتائب القذافى) وكما هو واضح فأن تلك الكتائب وبنفس العدد الذى ذكر تقريبا هى التى أتجهت للدمازين وبدأت التحرش بقوات الحركه الشعبيه وأستفزازها وضرب النار، ووصلت درجة الأستفزاز أن أوقفت عقيد فى جيش الحركه الشعبيه قطاع الشمال (للتفتيش) كما أعترف (كرتى) بلسانه، وهى قوات لم يصدر قرار بحلها أو أو تسريحها بعد أو دمجها فى القوات النظاميه كما نصت اتفاقية (نيفاشا).

    للاسف يضلل المواطن السودانى البسيط من خلال معلومات كاذبه ومتناقضه مثل التى رددها المطلوب للعداله الجنائيه أحمد هارون، الذى قال فى بداية حديثه ، أن الحركه الشعبيه تخلت عن رفاقهم الذين قاتلوا معهم فى الشمال، ثم عاد ليناقض كلامه بعد دقيقة واحده ويقول أن (حكومة الجنوب) دعمت قوات الحركه الشعبيه فى الشمال ومدتها بالسلاح !!
    أما الأرهابى (كرتى) ومن خلال اعداد وأخراج يفتقد للمهنية وأمانة الكلمه فى برنامج للصحفى (احمد البلال الطيب) الذى لا أدرى متى يشبع ويكتفى وهو يقوم بهذا الدور لصالح الأنظمه الديكتاتوريه والشموليه منذ مايو نميرى وحتى يونيو عمر البشير؟

    واخيرا .. نحن نعلم أن صغار الضباط وصف الضباط والجنود فى الجيش السودانى مغلوبين على امرهم ويعانون مثل باقى السودانيين وسوف ياتى الوقت الذى ينضمون فيه لشعبهم للتكفير وأحداث التغيير الذى ما منه بد، أما كبار القاده والضباط فلا أمل يرجى منهم ولولا ذلك لما قبلوا باطلاق رصاصة واحده نحو صدر الشعب ولما شاركوا فى (الأحتلال الوطنى) للبلد الذى تقوم به (عصابة) المؤتمر الوطنى.

    نشر بتاريخ 05-09-2011



    ----------------------

    متى يكون الجيش للسودان ..وليس لحماية الكيزان ؟ا
    محمد عبد الله برقاوي..

    نعم الكل يعلم الخطة طويلة المدى التى رسمتها عناصر الجبهة الاسلامية لتمدد سرطان كوادرها في خلايا جسم الوطن الاقتصادية والأمنية والعسكرية وفي ثنايا الخدمة المدنية بشتى قطاعاتها وتجهيز البراعم المؤدلجين من المراحل الدراسية الثانوية والجامعية لاحتلال مقدمات ومفاصل تلك المرافق الهامة .. منذ أن تسلل سوسهم الى عظام النظام المايوي الذي فقد الدرب في سنواته السبع الأخيرة بعد أن أنسدت كل أبواب المصالحة الوطنية وموقعة ماسمي بغزو المرتزقة ..فقفزوا الى داخل النظام من على حائطه القصير .. و مشاهد ذلك الفيلم الطويل لا زلنا نعيشها الأن وهو شريط غمس على أمتداد الثلاثين عاما الأخيرة من عمر استقلال الوطن في محاليل الحقد والتشريد والجوع والاذلال .. ودماء الحروب التي ظلت تأخذ برقاب بعضها شرقا وغربا وجنوبا وشمالا ..لتتكامل مشاهده في قبحها المماثل لأفلام مصاص الدماء المرعبة التى كنا لا ننام من بشاعتها بعد عودتنا من دار السينما التي السلوى المحببة لنا في بواكير الشباب.. وهاهو الزمان السيء يقطع طريق تقدمنا نحو المشاهد المفرحة المتقطعة..نحو الديمقراطية والحرية فيفاجئنا بعهد رئيسه ظل يعيد علينا دور مصاص الدماء الذي أدمنها ولم يعد يرتوى منها طالما هو قد أصبح في غفلة الزمان ولعبة الكيزان رئيسا للجمهورية وقائدا عاما ثم أعلى لجيش ..كان حقا يمثل العضد الحامي للوطن ومواطنيه ويمتاز بالكوادر ذات الكفاءة العالية من الضباط والجنود الأشاوس .. قوة وتدريبا وأخلاقا وبسالة..فأحاله الى صفوف مغمضة العينين ومغسولة الأدمغة ومملؤة الأفواه بماء السكر ووفرة الطعام درءا للململة والكلام .. ولو كان ذلك سيؤدي للانقياد نحو قتل أهلهم من المواطنيين حتي من ذات قبائلهم ومناطقهم التى استعداها قائدهم ونظامه بالمظالم وسياسة التفرقة
    والتمييز في توزيع النذ ر ا ليسير من التنمية والخدمات والتى تفيض موارد تمويلها فتاتا من الفاقد في قسمة الثراء الحرام والفساد والامتيازات للمحاسيب وقادة النظام أولهم ..!
    طبعا هذا فضلا عن المبالغة فى الصرف البذخي علي التسليح لحماية النظام وليس الوطن .. وصرف الترف على المراسم والبرتكوليات اللوجستية لرجال الحكم وسكناهم وتنقلاتهم وهم الذين يتمثلون في الأقوال وليس الأفعال بالصحابة الميامين الذين كانوا يفترشون ظلال الأشجار قريرى الأعين بعدلهم ..لا تحرسهم الا العناية الالاهية التي أخلصوا لها النوايا حربا وسلما وعبادة خالصة وورعا..!
    صحيح نحن ندرك أن الجندى مأمور .. وان لم يرضي قتال من أعلن عليه قائده الحرب لمواجهة افتراض الموت في ساحة القتال عادلة كانت أهدافها أم جائرة ..فانه قد يتعرض لعقوبة ربما تصل الى ذات النتجة بازهاق روحه بدعوى عدم اطاعة الأوامر.. ولكن ذلك لا يمنع من فرضية انشقاقه أو تركه للخدمة التى تحوله الى عود ثقاب ليس الا.. لاشعال حروب هي من لدن
    نزوة الحاكم أو تعنت رأيه وفكره نحو حسم كل صراعاته بعيدا عن العقل والتفكير وفي غياب مؤسسية الدولة التى تتدارس الحلول البديلة حفاظا على رقعة الوطن وأنهار الدماء التى اغرقتها كثيرا..ولا تترك عظائم الأمور ومصائر البلد في يد رجل استغل رعددة من حوله من الطامعين في رضائه بعد أن أمسك بظهورهم من الملكتين السياسية في الحزب والعسكرية في الجيش فأثروا الانكسار في صدره وتركوا له قياد التصرف واتخاذ القرارات الخطيرة واعلان الحروب ونقض الاتفاقات العاقلة والعادلة .. وهاهي البلاد ومن جراء ديكتاتوريته وسعيه لحماية نفسه من السقوط والوقوع في فخ الملاحقة ..تقع هي في اتون جديد لايهم من الباديء فيه بقدرما الأهم هو المعالجة الحكيمة التي تتطلب أن تكون الحلول الأمنية هي أخر بيت القصيد وليس الحل الأول .. وقد لاحت في الأفق مبادرات كثيرة لو أن عاقلا قد أمسك برأس خيطها لتجنبنا كثيرا من الكوارث التي جعلت من خارطة الوطن مجرد قطعة كبدة في طاولة جزار الغفلة الذي ظل يعمل فيها شفرته الثلمة ويتلذذ بمنظر دمائها تتقطر على بذته التي تشربت بها.
    لقد وقفت الجيوش في مصر وقبلها تونس مواقف تؤكد على قوميتها ووطنيتها وعدم انقيادها الأعمى جزافا للأنظمة وقادتها.. وهاهو جيش اليمن في ظل( النظام المحتضر ) ورئيسه المحترق تتوالى انقسامات ضباطه وجنوده البواسل للوقوف الى جانب ثورة الشعب الذى ملّ نظريات التسلط والجهل والعبودية التى جثمت على انفاسه عقودا..و حتى الجيش السورى التى جعلت منه أثنية العلويين و العائلة الأسدية المتسلطتان علي اهل الوطن ومقدراته مجرد سرايا تابعة لهما ..هاهو الآخر يصحو من غفوته بعد أن سخرته تلك الديكتاتورية العائلية وأدلوجيتها البعثية التي تجاوزها الزمن والعقل كسيف على رقاب المتظاهرين المقهورين والمسالمين من أهل وطنه..!
    ونحن ندرك ايضا أن القهر والتشتيت والاستهداف الممنهج لقيادات وفعاليات الوطن السياسية على أمتداد كل سنوات التغلغل الكيزاني في مفاصل الحكم ومرافق البلاد والتكويش على الثروات وتبديد امكاناتها قد انعكس بدوره على قدرة الحركة الجماهيرية التى استعبدها اللهاث وراء المعيشة ودفعها الى اليأس والاحباط دوخة في دائرة الحياة الضاغطة .. وندرك ايضا أن ذلك رغم سوءاته له ايجابياته على بطء خطوات قدومها. في زيادة الاحتقان الذى سينفجر لامحالة وقد توفرت كل اسباب انتفاخه وتقيح ورمه المزمن..!
    غير أننا نتسال هل مات ضمير من نحسب وجودهم على قلتهم من الضباط والجنود الذين نفترض انتماءهم للوطن واهلهم ومناطقهم باخلاص وليس الانتماء لأجندة فئة الكيزان ومؤتمرها المارق ورئيسها الدموي ! ليقولوا كفى حروبا وتقسيما وجراحات .. حتى نستطيع أن نقول أن لنا جيشا وطنيا .. كما كان دائما منحازا لحماية الوطن وليس ساترا لزمرة من الأوباش القابضين على زمارة الوطن ومواطنه لدرجة التفطيس .. فطسهم الله في جهنم العذاب التي استمرأوا اشعالها ليستدفئوا بها ويتلذذوا بروائح شواء البشر في ظل صمت شعبي مريب.. واذعان جيش غريب.. فلكما عون الله ..يا وطننا وشعبنا وهداك المستعان يا جيشنا لدرب الحق ..
    وهو من وراء القصد..

    محمد عبد الله برقاوي..
    [email protected]



    -------------------

    سقوط نظام "الإنقاذ"... أم.. إعلان الجمهورية السابعة؟!! ..
    بقلم: إبراهيم الكرسني
    الإثنين, 05 أيلول/سبتمبر 2011 11:55
    Share

    يا عقلاء السودان... إتحدوا!!

    أصبحت كلمتي ’نظام الإنقاذ‘ مرادفتين تماما للحرب الضروس منذ قيام العصابة الحاكمة بإنقلابها المشؤوم قبل ما يزيد على العقدين من الزمان. لقد أشعلت هذه العصابة حربا دينية فى الجنوب أدت الى إنفصاله فى نهاية المطاف، وإعلان قيام جمهورية جنوب السودان فى ذلك الجزء العزيز من الوطن. لقد حولت عصابة الإنقاذ الصراع فى جنوب البلاد من صراع حول المظالم الإجتماعية و الإقتصادية والسياسية التى تعرض لها مواطنو الجنوب، الى صراع ديني بين المسلمين و ’الكفار‘، وقسمت بذلك البلاد الى فسطاطين: فسطاط الإسلام وفسطاط الكفار، و أعلنت الجهاد على فسطاط الكفار حتى يخضعوا لحكمها بحد السيف أو يدفعوا الجزية وهم صاغرون.
    نفذت عصابة الإنقاذ إنقلابها المشؤوم وهي تعي تماما أن البلاد كانت مقدمة على إنعقاد مؤتمر دستوري تم التوصل إليه بموجب إتفاقية الميرغني/قرنق التى تم إبرامها فى نوفمبر من عام 1988م، وقد حدد تاريخ إنعقاده خلال الربع الأخير من عام 1989م. إن نجاح هذا المؤتمر كان من شأنه أن يضع حدا ليس للصراع العسكرى الدائر فى الجنوب فقط، و إنما كان سيضع الأسس الكفيلة بوضع حد نهائي لأزمات السودان السياسية و الإقتصادية المتلاحقة التى أعقدته عن اللحاق بركب الدول المتقدمة، و المستقرة، و الآمنة.
    لذلك فقد نفذت عصابة الإنقاذ إنقلابها خصيصا لإجهاض ذلك المؤتمر و الذى كان نجاحه يعنى بداية لتقلص نفوذهم السياسي القائم على الإرهاب بإسم الدين، و إنفراط عقد مجموعات الهوس الديني التى تشكل لحمته وسداه. إن ذكرى حملاتهم المسعورة التى أسموها حينا بقنطار ذهب من أجل دعم القوات المسلحة، و أحيانا أخرى بثورة المصاحف، وذلك كله من أجل إجهاض إتفاقية السلام المعروفة بإتفاقية المرغني/قرنق، وكذلك تمهيدا لإنقلابهم، لا تزال حية فى ذاكرة شعبنا. لكن الأسوأ من ذلك كله أنهم قد بنوا إستراتيجيتهم الإعلامية فى ذلك الوقت على محور هام، و أساسي، وفعال، وهو إذكاء الفتنة الدينية فى أوساط المجتمع من خلال ربطهم الخبيث تنفيذ إتفاقية السلام بإلغاء قوانين سبتمبر الغبراء، التى أسموها زورا وبهتانا بقوانين الشريعة، ورسخوا هذه الكذبة البلقاء فى أذهان البسطاء من أبناء و بنات الشعب السوداني، و ألبوا الغوغاء من جماهيرهم بواسطة أبواقهم الإعلامية، وصحفهم الصفراء التى يأتي فى طليعتها فى ذلك الحين صحيفة ’ألوان‘، سيئة الصيت، و التى لعبت دورا رئيسيا وقذرا فى الإساءة لرموزنا الوطنية، والتشويه المتعمد لسمعتهم، وكذلك فى زعزعة الثقة فى الحكومة المنتخبة، بل وفى هدم أركان النظام الديمقراطي برمته.
    إن الحرب فى الجنوب قد قادت الى إنفصاله و إعلان جمهورية جنوب السودان. عندها أعلنت الإنقاذ قيام جمهوريتها الثانية، وهي حيلة آيديولوجية لن تخرجها من المأزق السياسي الذي حشرت نفسها فيه. فالجمهورية الثانية، إن قدر لها أن تتحقق، لا سمح الله، ستكون نسخة بالكربون من جمهوريتهم الأولى، إن لم تكن أسوأ منها. إن الشعب السوداني قد ذاق الأمرين من جمهوريتهم الأولى التى لم تكن تعني سوى إعلان الحروب، وسفك الدماء، وأزكاء نار الفتنة الدينية، وظلم الضعفاء و المساكين، و التنكيل بالمعارضين السياسيين، و إذلال أعزاء القوم و أخيارهم، وإغتصاب الحرائر، وإزدراء و تحقير الجماهير، و أكل أموال الناس بالباطل، ونهب ثروات البلاد، وخلق المجاعات، و إنتشار الأمراض و الأوبئة، وتفكيك نسيج المجنمع السوداني، و إنتشار ظاهرة الأطفال مجهولي النسب فى شوارع المدن الرئيسية، وبالأخص فى العاصمة الوطنية، وتمكين ’البدريين‘ و إنتشالهم من قاع المجتمع ليصبحوا من أهل الحظوة.
    قامت عصابة الإنقاذ بإشعال فتيل الحرب فى دارفور بعد أن أبادت خيرة شباب الوطن فى حربها الدينية القذرة فى الجنوب. وبما أن جميع سكان دارفور هم من المسلمين، بل أن سلطنة دارفور كان مشهودا لها بكسوة الكعبة المشرفة، و أن السلطان على دينار، عليه الرحمة و المغفرة، هو من قام بحفر أبيار الميقات المعروفة بأبيار على فى الأراضي المقدسة، لم يكن بمقدور عصابة الإنقاذ المزايدة على دين مواطني دارفور، أو إبتزازهم، أو إرهابهم بإسم الدين، أو الشريعة. لذلك لجأوا الى حيلة أخرى أسوأ بكثير من الحرب بإسم الدين و الشريعة. تمثلت تلك الحيلة الخبيثة فى إستغلال الإختلافات القبلية و الإثنية و العرقية فى الإقليم، فقامت العصابة الحاكمة بتسليح بعض قبائل دارفور لتضرب بها القبائل الأخرى، ومن هنا جاءت فكرتهم الجهنمية فى تكوين فرق ’بلطجية الجنجويد‘ لترهب بها القبائل غير العربية التى تقطن الإقليم، بما فى ذلك قبائل الفور نفسها، ’ست الإسم‘، التى ينسب إليها إسم الإقليم نفسه...فتأمل!!
    بدأت الحرب فى إقليم دارفور فى عام 2003م ولايزال فتيلها مشتعلا حتى لحظة كتابة هذا المقال، وإن إستمرارها يعنى أنه قد أصبح فى حكم المؤكد مطالبة أبناء دارفور بحق تقرير المصير أسوة بجنوب البلاد، مما قد يقود الى إنفصالها عن السودان، وقيام دولة مستقلة فى ذلك الجزء العزيز من الوطن. إن إحتمال قيام دولة مستقلة فى دارفور أقرب الى أرض الواقع من جنوب السودان، إذا ما عرفنا حقيقة أنها لم تصبح جزءا من السودان الحديث إلا فى عام 1916م، حيث كانت سلطنة مستقلة حتى ذلك العام، ومن ثم قام الإنجليز بضمها الى السودان بعد هزيمة السلطان على دينار، و إعدامه كآخر حاكم لتلك السلطنة المستقلة. وحينما ينفصل إقليم دارفور ستعلن عصابة الإنقاذ قيام جمهوريتها الثالثة فى البلاد، معتبرة ذلك أحد إنجازاتها الإستراتيجية، ولن تعجز ’عبقريتها‘ فى إيجاد المبررات لذلك الفعل الشنيع، التى ربما تكون مقنعة لنفوسهم الضعيفة، ولكنها قطعا سوف تعجز عن إقناع الشعب السوداني، صاحب القول الفيصل فى هذا الشأن.
    وبما أن الرئة الصدئة لنظام الإنقاذ البائس لا تستطيع سوى إستنشاق الهواء السام الذى تفرزه ’عوادم‘ أزماتها المتلاحقة، فقد قامت بإشعال فتيل حرب أخرى فى جزء عزيز آخر من الوطن، وهو إقليم كردفان، وكأن حربها فى إقليم دارفور وجنوب البلاد لم تكن كافية لإقناعها بأنها إنما تسير فى طريق مسدود سوف تكون نهايته الحتمية هو فناء السودان بحدوده السياسية التى نعرفها حتى الآن. ولم تكد حربها فى إقليم كردفان تشتعل حتى أعقبتها مؤخرا بحرب ضروس أخرى فى إقليم النيل الأزرق سوف تقضى هذه المرة على الأخضر و اليابس.
    إن إعلان الحرب فى إقليمي كردفان و النيل الأزرق ربما يقود الى إنفصال هذين الإقليمين أيضا. و حينما ينفصل إقليم كردفان سوف تعلن عصابة الإنقاذ جمهوريتها الرابعة، ثم تليها بإعلان جمهوريتها الخامسة عند إنفصال إقليم النيل الأزرق. إن إنفصال هذين الإقليمين لن يكون نهاية المطاف، بل إننى أعتقد جازما بأن أسلوب عصابة الإنقاذ فى إدارة الأزمات التى تخلقها بأياديها الآثمة، و الملطخة بدماء الشرفاء من بنات و أبناء الشعب السوداني، سوف تقود حتما الى قيام حروب فى أجزاء أخرى من البلاد، وسوف تقود هذه الحروب بالضرورة الى إنفصالها عن ما سيتبقى من أجزاء الوطن، وسيلى ذلك قيام جمهوريات الإنقاذ المتتالية.
    سوف تعلن العصابة الحاكمة جمهوريتها السادسة بعد إنفصال شرق السودان، ثم تليها جمهوريتها السابعة بعد قيام دولة ’كوش‘ فى شمال السودان. إن الجمهورية السابعة لدولة ’البدريين‘، و التى سوف تعلنها بعد قيام دولة ’كوش‘، سوف لن تكون شيئا آخر سوى مثلث حمدي الشهير. أعتقد أن هذا هو الهدف الأخير لإستراتيجية دولة التوجه الحضاري. وإلا فما معنى إعلانهم الحرب فى أقاليم السودان المختلفة، وبالأخص فى إقليم النيل الأزرق؟! إن إقليم النيل الأزرق يتمتع بوجود حاكم منتخب من قبل الشعب، وكذلك بهيئة تشريعية منتخبة فى إنتخابات أقرت العصابة الحاكمة نفسها بنزاهتها، وتقبلت نتيجتها، و إن كان ذلك على مضض، وبضيق صدر ظهرت نتائجه فى إعلان حربها الأخيرة على الإقليم، و محاولتها الدنيئة لإغتيال حاكم الإقليم المنتخب.
    إن إشعال الحروب أصبح هو الأسلوب الوحيد المعتمد عند عصابة الإنقاذ لإدارة شئون البلاد، و الذى سيضمن لها الإستمرار فى التشبث بكراسي الحكم لأطول فترة زمنية ممكنة. إن حكومة الحرب تعني أول ما تعني التنصل من إلتزامات الدولة الأساسية تجاه مواطنيها فى كافة المجالات، وبالأخص فى تقديم الخدمات الأساسية، وكذلك فى توفير الحد الأدني من العيش الكريم. إن أي مطالب جماهيرية، وفى أي مجال من مجالات الحياة الحيوية، سوف تقابل بالرد المعلب الجاهز من قبل العصابة الحاكمة من قبيل، ’البلاد فى حالة حرب...و أنتم تطالبون بالدواء للأطفال‘!
    إن كل تلك الحروب، و ما يجرى على أرض الوطن من مآسي حقيقية مفهوم ويمكن هضمه حينما يؤخذ فى إطار فلسفة وسياسات دولة ’البدريين‘. لكن ما يصعب فهمه هو موقف قياداتنا و أحزابنا الوطنية من تلك المآسي! بربكم كيف يمكن فهم و تفسير الصمت القاتل للسيد الميرغني، وحزبه الوطني الديمقراطي الأصل، وهو يرى البلاد تتفتت، و الحرب تشتعل فى أطرافها، أمام أعينه، وهو بطل إتفاقية الميرغني/قرنق، دون أن ينطق بكلمة واحدة؟ وبربكم كيف يمكن فهم موقف السيد الصادق المهدي، وحزب الأمة القومي، وهو يكتفى بإصدار البيانات، التى لا تسمن و لا تغنى من جوع، مناشدا عصابة الإنقاذ بوقف الحرب؟ وماذا جني السيد المهدي من مناشداته لهؤلاء الأبالسة منذ نجاح إنقلابهم المشؤوم وحتى بيانه الأخير سوى الخسران المبين؟ وبربكم ماذا يعني بيان الحزب الشيوعي المعنون ب’الشعب يريد...وقف الحرب‘، ودعوتهم الى نزع سلاح فصائل الثوار فى النيل الأزرق وكردفان، سوى الهروب من ميدان المعركة أمام عدوهم الآيديولوجي و السياسي التاريخي من بقايا ’الكيزان‘؟
    إنني أقول لقادة الحزب الشيوعي، وكذلك للسادة الميرغني و المهدي، إن مناشداتكم المتكررة لعصابة الإنقاذ بوقف الحرب لن تجدي فتيلا. وقد جربتموها كثيرا قبل ذلك ولم تجد أذنا صاغية عند هؤلاء الأبالسة، و من جرب المجرب حاقت به الندامة! فماذا إذن تقصدون من وراء إصدار مثل هذه البيانات الهزيلة؟ إن الشعب يريد فعلا وقف الحرب، ولكن ما يريده الشعب، فوق هذا وذاك، هو إسقاط هذا النظام الظالم، وتفكيك دولة الفساد و الإستبداد، و إزالة دولة الحزب الواحد من فوق تراب الوطن الطاهر، وإقامة دولة الوطن الواحد مكانها. إن هذا الهدف لن يتحقق بواسطة إصدار مثل هذه البيانات الهزيلة، التى لن ينتج عنها سوى المزيد من الإزدراء و الإستخفاف بشخوصكم و أحزابكم من قبل عصابة الدولة الرسالية.
    إنطلاقا من هذه الحقائق، وبناءا على معرفتنا بطبيعة و خصائص ’هؤلاء الناس‘، فإنني أتوجه إليكم بهذه الدعوة الصادقة، وأناشدكم أن لا تلفتوا الى النداءات اليائسة التى يطلقها المؤتمر الوطني، وأن لا تستجيبوا الى الدعوات البائسة التى يقدمها لكم قادته، كتلك التى وجهها لكم الرئيس البشير للإجتماع به مساء الأمس، و التى لم يتمخض عنها سوى المزيد من النداءات لتأجيج الحرب، و التى سيكون عاقبتها، وبكل تأكيد، هو الخسران المبين. إن دعوة البشير الى دعم القوات المسلحة لم تكن سوى كلمة حق أريد بها باطل. فالكل يعلم تمام العلم بأن القوات المسلحة لم تعد ذلك الجيش القومي الباسل الذى كان يعتز به كل السودانيين، بل أصبح فى ظل نظام التوجه الحضاري عبارة عن مليشيات مسلحة تتبع لتنظيم الجبهة الإسلامية القومية، وهو بهذه الصفة لا يعدو ان يكون فصيلا مسلحا يتبع للمؤتمر الوطني يستغله فى تصفية حساباته السياسية مع بقية الأطراف التى تناصبه العداء.
    كما أناشدكم أن تضموا صفوفكم الى جانب ثوار دارفور، وجنوب كردفان، و النيل الأزرق، بل أن تلتحموا مع كافة القوى المناضلة فى جميع أقاليم السودان الأخرى، و أن توحدوا جهودكم من أجل الإطاحة بدولة الفساد و الإستبداد، وكنسها الى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليها، حتى يتمكن شعبنا من تنسم عبير الحرية، و إسترداد كرامته المهدورة، و العيش بإباء، وفى شموخ، فوق ترابه الوطني الذى دنسه هؤلاء الأبالسه. هذا هو الطريق الوحيد الممكن، والعملي، لوقف الحروب الطاحنة التى تدور رحاها فى مختلف مناطق السودان، وليس لقاءات العلاقات العامة التى يدعوا لها هؤلاء الأبالسة.
    كما أود أن أؤكد فى نهاية هذا المقال على أن إستمرار هذا النظام على سدة الحكم سوف يعني، أول ما يعني، تنفيذ السيناريو المظلم الذى رسمنا معالمه الرئيسية فى ثنايا هذا المقال، و الذى سينتج عنه تفتيت ما تبقى من السودان الى عدة دويلات سوف تنتهى بإعلان الجمهورية السابعة، ممثلة فى مثلث حمدي سيئ الصيت. أعتقد أن الساحة السياسية لاتزال مليئة بقيادات وطنية عاقلة ومدركة لمثل هذه المخاطر. لذلك فإنني أتوجه إليها بهذا النداء الصادق: يا عقلاء السودان...إتحدوا...وأطيحوا بنظام الإنقاذ الفاسد و المستبد وإلا... فإعلان الجمهورية السابعة التى ستمثل أسوأ أنواع الدولة الدينية قادم لا محالة!!
    5/9/2011م
                  

العنوان الكاتب Date
انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-04-11, 06:29 AM
  Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-04-11, 06:38 AM
    Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق اسعد الريفى09-04-11, 06:46 AM
  Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-04-11, 06:43 AM
    Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-04-11, 07:23 AM
      Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-04-11, 08:02 AM
        Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق البحيراوي09-04-11, 08:23 AM
        Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-04-11, 08:26 AM
          Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-04-11, 10:46 AM
  Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق احمد محمد بشير09-04-11, 06:47 PM
    Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-05-11, 04:08 AM
      Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق Abdlaziz Eisa09-05-11, 04:50 AM
        Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-05-11, 05:08 AM
          Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-05-11, 06:22 AM
            Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-05-11, 06:50 AM
              Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-05-11, 08:16 AM
                Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-06-11, 04:06 AM
                  Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-06-11, 04:36 AM
                    Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-06-11, 05:13 AM
                      Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-06-11, 10:11 AM
                        Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-07-11, 04:39 AM
                          Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-07-11, 05:24 AM
                            Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-08-11, 05:46 AM
                              Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-08-11, 07:04 AM
                                Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-09-11, 08:17 PM
                                  Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-09-11, 08:58 PM
                                    Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-11-11, 05:45 AM
                                      Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-12-11, 07:41 AM
                                        Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-13-11, 08:32 AM
                                          Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-14-11, 10:15 AM
                                            Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-15-11, 06:18 AM
                                              Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-16-11, 09:10 PM
                                                Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-17-11, 08:45 AM
                                                  Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-17-11, 08:28 PM
                                                    Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-18-11, 07:43 PM
                                                      Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-19-11, 09:34 PM
                                                        Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-20-11, 09:27 PM
                                                          Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق ايوب عبدالرحيم09-21-11, 00:12 AM
                                                            Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-23-11, 09:22 PM
                                                              Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-24-11, 08:55 PM
                                                                Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-29-11, 10:50 AM
                                                                  Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق أيمن الطيب09-29-11, 11:09 AM
                                                                    Re: انقلاب النيل الازرق.رغم الوضع الاقتصادى. الوطنى. يشعل حربا. توثيق الكيك09-29-11, 08:47 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de