محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 04:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-20-2012, 04:41 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث (Re: الكيك)

    افق بعيد


    وداعا يا حبيبنا


    فيصل محمد صالح
    [email protected]


    اللّيلة ما وشوش نسيم في الروض وما غرد مسا،
    اللّيلة ما سافر عبير في الطيب يغازل نرجسة،
    اللّيلة يا حبي الكبير في حرقة لافيني الأسى

    يا لها من ليلة، ويا له من وجع، وكأن الخرطوم لم تشهد سوادا مثل هذا من قبل. لسنا حديثي العهد بالأسى والحزن والمواجع، وليست هي جديدة علينا، لكنه لم يكن حزنا كسابقاته، ولا الجرح والوجع ذاته. نام السودان كله مترملا، فقد مات محمد وردي، فنان عام عموم السودان، بحق وحقيقة.


    للفنانين مكانة كبيرة في قلوبنا، لكن لم يكن محمد وردي مجرد فنان، بل هو رمز ومعنى وطني وإنساني كبير، ولو جاز تلخيص الوطن في شخوص لكن محمد عثمان حسن وردي من أحق الناس بتلخيص فيمة ورمزية ومعنى الوطن.
    ظل وردي يمثل رمزا وقيمة شامخة على مدى ستة عقود، اختلف السودانيون أحزابا وشيعا وطوائفا واتجاهات وقبائل، لكنه كان من الرموز القليلة التي لم يختلف حولها الناس، وهوت إليه أفئدة الناس شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، وهو شموخ لم يبلغ قدره السياسيون والحكام والزعماء.

    كان محمد وردي قدرنا الذي أحببناه، تلمسنا آيات العشق الأولى على نغمات أغانيه، وخرجت الأحاسيس العذراء من بين نثيث عطر موسيقاه لتدخل مباشرة في قلوبنا، أحببنا وخاصمنا وتلوعنا وسهرنا الليالي على صدى "المستحيل" و"لو بهمسة" وكتبنا لحبيباتنا في الرسائل "توعدنا وتبخل بالصورة" والتمسنا لانفسنا الأعذار حين الخيبات الكبرى في كلمات "أنا استاهل الوضعتك في مكانا ما مكانك" "وحلفتك يا قلبي"، ونمنا قريري العين سعيدين بهذا الانتقام الوهمي، وكأننا استعدنا بعض كرامتنا المهدرة.

    كبرنا وكبرت أحزاننا ونضجنا على صوته الفخيم، تعقدت حياتنا وأحلامنا وأمانينا وصورة الدنيا في أعيننا، وناسبتها "الود" و"بناديها" و"جميلة ومستحيلة" و"قلت أرحل". التقت الحبيبة بالوطن والثورة حين تفجر وعينا على وقع "لو لحظة من وسن" و"يا شعبا لهبك ثوريتك" و"ونغني لك يا وطني كما غنى الخليل".
    ظل وردي رفيقنا الدائم في أفراحنا وأحزاننا، في لحظات النصر والفخار يغني لنا كما لم يغني أحد من قبل "ما لان فرسان لنا..بل فر جمع الطاغية، ويتغزل في الوطن كما الحبيبة "هام ذاك النهر يستلهم حسنا، فإذا عبر بلادي ماتمنى، طرب النيل لديها فتثنى"، وكان رفيقنا في لحظات العجز والانكسار والهزيمة، يرفع معنوياتنا ويذكرنا بالماضي الذي كان "أروي يا تاريخ أمجاد لنا، عبد اللطيف وصحبه"...ويزرع الامل بالفرح القادم "حنبنيه البنحلم بيه يوماتي".

    مثل وردي لا ينعى عند رحيله بشريط أسفل الشاشة في برنامج ملئ بالثرثرة والكلام غير المفيد، لمثل وردي يقطع الإرسال ويعلن الحداد وتنكس الأعلام وتتوشح المدن بالسواد. لمثل وردي تنوح النائحات وتثكل الثاكلات وتعدد المعددات "حليلو المافي زيو مثيل، حليلو الخيرو زي النيل، منو الغنالنا في أفراحنا في أتراحنا ...بلاهو منو البقالنا دليل... منو الشق العتامير ليل " .
    وداعا يا حبيبنا...


    -----------------



    اعلانات قوقل


    قراءة تانية

    وأضحى خطبنا .. جللا

    السر قدور


    لقد فقد السودان برحيل الفنان العملاق محمد وردي ركيزة من ركائز الإبداع الفني وعلماً من اعلام الوطنية قل ان يجود الزمان بمثله .. لقد ظل وردي لما يزيد على نصف قرن يتربع بقدراته وابداعه وموهبته الفذة على قمة الفن السوداني وسفيرا له في افريقيا والعالم.
    لقد كان وردي احد العبقريات في التأليف الموسيقي وفي الاداء بل هو صاحب المدرسة الفنية التي سيطرت على الغناء السوداني طوال نصف القرن الماضي ويعتبر ظهوره نقطة تحول جوهرية في مسيرة الغناء والتلحين .. لقد وصف إبراهيم الكاشف محمد وردي بأنه أستاذ مدرسة الغناء الحديث .. ان محمد وردي هو الفنان الذي كان ينافس ألحانه بألحانه تجديدا وإبداعا.


    وقد ظل وردي فنانا وطنيا شديد الارتباط بقضايا الوطن وإنسان الوطن وقد بدأ وردي رحلة الفن بالغناء الوطني ذلك عندما ألف نشيدا ولحنه وقدمه مع طلبته في احدى مدارس منطقة حلفا صبيحة يوم الاستقلال عام 1956 وظل بعد ذلك على امتداد عمره الملء بالابداع يواصل العطاء في مجال الغناء الوطني الرفيع.
    وظل وردي فنانا مبدعا وشخصية قيادية في كل مناشط المجتمع والحياة السودانية وكان يؤمن إيمانا راسخا بأن الفن هو رسالة وطنية تهدف الى خدمة المجتمع ورقيه.


    ومحمد وردي هو اول من سعى الى تجديد الغناء السوداني عندما قدم التجربة الرائدة في اغنية ( الود ) التي وزعها الموسيقار الايطالي اندريه رايدر الذي كان يوزع اغنيات محمد عبد الوهاب.
    وعاش وردي فنان السودان وافريقيا حريصا حتى آخر لحظات حياته على تقديم الفن الرفيع نصا ولحنا.
    ان العصر الغنائي الذي عشناه خلال نصف القرن الماضي هو بلا شك عصر محمد وردي وسيستمر هذا العصر الى اجيال لاحقة بما ابدع هذا الفنان من فن صادق وأصيل.
    نعم لقد فقد الوطن أحد ركائز فنه واحد اعلام الثقافة الوطنية.
    العزاء لأسرته ولأصدقائه ولزملائه من أهل الفن والعزاء لكل أهل السودان .. وأختم بقول المحجوب وهو ينعي مبارك زروق :
    ما كل جرح اذا عالجته اندملا
    عز العزاء وأضحى خطبنا جللا
    رحم الله فقيد الوطن الفنان الكبير محمد وردي الذي سيظل. ...




    ---------------------



    اعلانات قوقل


    السودان بدون وردى!!

    تاج السر حسين
    [email protected]

    هى ناقصه ؟
    رحمه الله (المعلم) محمد عثمان وردى .. وغفر له واسكنه فسيح جناته بقدرما أطربنا وأشجانا وشحذ هممنا وحرضنا على النضال والثوره والتغيير منذ زمن بعيد .. وبقدر عشقه لوطنه الذى غنى له (شعبك با بلادى أقوى وأكبر ما كان العدو يتصور) وبقدر ما عمل على توحيده بالرأى وبالأغنيات وبشتى الطرق .. لكن كانت ارادة الله غالبه ونافذه، ففقدنا (وردى) وفقدنا من قبله (الجنوب) الذى غنى فى غاباته.
    وحينما نقل لى من كنت أجالسه مساء الأمس فى نبرة حزن نبأ رحيل (وردى) ، لم اصدقه فى البدايه وظننتها اشاعة مثل التى تردد كثيرا عن رحيل أحد الفنانين السودانيين وتنشر فى المواقع خاصة فى الآونة الأخيره وسرعان ما تنفى ويتضح انها مجرد أشاعه.

    على الرغم من أن وردى ليس صغيرا وتخطى السبعين سنه ولا يوجد أنسان عزيز أو غال على خالقه، لكن (وردى) هرم من اهرامات السودان ولا يستطيع الأنسان السودانى أن يتخيل وطنه بدون وردى مثلما لا يمكن أن يتخيله بدون جريان (نهر النيل) الذى يهبه الحياة والشعور بالأطمئنان ، فوردى كذلك يهبه الأحساس بالجمال وبالأمل فى المستقبل وبأن (الوحده) لا زالت ممكنه فى زمن (الأنفصال)!

    فى عام 1981 سافرت فى زياره الى السويد والدنمارك، وأعجبت بتلكما البلدين الجميلين ايما أعجاب وكان بأمكانى أن ابقى فى الدوله الآخيره، لكننى وبعد (جلسه) تفاكر مع النفس، منعتنى من البقاء، اسباب عديده، كانت بخلاف الروابط التقليديه التى تشد كل الناس الى أوطانهم مثل الأم والأب و(الحبيبه) التى لا زلت (افتش ليها فى التاريخ .. وأسأل عنها الأجداد)، كانت هنالك اسباب اضافيه أخرى منها أم درمان والهلال .. ومحمد وردى، وقلت فى نفسى أن تمسع وردى يغنى (أعز الناس) أو (أمير الحسن) أو (يا نسمه) .. أو (عصافير الخريف) .. أو .. فهذا بالدنيا كلها.

    ووردى .. معلم سودانى (هام) بايجابيته الكثيره وصلابته والقضايا الفكريه والسياسيه التى يؤمن بها، ووردى (معلم) سودانى هام بأنسانيته ووقفاته الشخصيه والماديه الى جانب رفاقه والتى لم يسمع يوما يتحدث بها ولا يرضى أن يتحدث عنها من يعرفونها امامه ، وهى على عكس ما يشيع البعض عنه، وعلى الرغم أن وردى – كشئ طبيعى - لا يفكر فى دعوته للمشاركه فى أفراحه ومناسباته الخاص غير (المقتدرين) وميسورى الحال، لكنه ما كان يتأخر من (مجاملة) أحد البسطاء بدون مقابل بل تكون المبادرة منه جانبه فى بعض الأوقات.
    ووردى (معلم) سودانى هام حتى فى اخطائه (كأنسان) و(غلطاته عندنا مغفوره) طالما هو الآن بين يدى ربه وهذا مما تعلمناه من ثقافتنا السودانيه التى ساهم فيها وردى وغيره من مفكرين ومثقفين وكتاب وفنانين ومبدعين.
    ومن عجب أن وردى المعتز (بنوبيته) ولغته (النوبيه)، يلقب بفنان (افريقيا الأول) وهو يغنى (بالعربيه)، وأغنياته يؤديها فنانون من دول أخرى فيحصدون بها الجوائز فى المسابقات العالميه مثل الفنان المصرى ( محمد منير) فى باريس مع (فرحى خلق الله) أو (وسط الدائره).

    ووردى .. هو أول مبدع وضع الفن السودانى فى مكانته وأنتزع للفنان الأحترام والتقدير الذى يستحقه، وجعل صفة (صعلوق) التى كان يوصف بها المغنى أو الشاعر السودانى تختفى تماما، على العكس من ذلك، فأغنيات وردى العاطفيه والوطنيه كانت قادرة على تحريك الشارع وعلى اشعال ثوره أو انتفاضه.

    ووردى .. ظل دائما متابعا ومتأثرا ومنفعلا بالأحداث الوطنيه وله رصيد هائل من اغنيات الثوره خاصة بعد انتفاضة (ابريل) التى مهد لها بجولة فنيه فى عديد من الدول، وفى أثيوبيا ضاق ملعب كرة القدم بالجماهير الأثيوبيه والسودانيه التى تسابقت لمشاهدته والأستماع اليه يغنى (يا بلدى يا حبوب) مثلما ضاق ملعب (كرة اليد) فى نادى الشباب بدبى بالسودانيين وغيرهم من افارقه لكى يستمعوا له يغنى (للحنينه السكره)، وحينما بدأ يغنى فى (هرجيسيا) عاصمة ارض الصومال خلعت النساء (عقود) الذهب والغوائش ورمينا بهن له تعبيرا عن تقديرهن وتكريمهن له.
    وحينما سمع (وردى) عن المشهد البطولى للأستاذ (محمود محمود طه) الذى أستشهد مبتسما على مقصلة الفداء، غنى له (يا شعبا تسامى يا هذا الهمام).
    مرة أخرى رحم الله محمد وردى وغفر له وأسكنه فسيح جناته



    ---------------------
    عزيزي محمد وردي.. كل الود..!ا
    رقية وراق

    أكتب الان عما ظلت الكتابة عنه تبدو لي شديدة الصعوبة كل الوقت. هل يمكن لي أن اصف علاقتي مع صوت وردي على الورق؟.. تلك ظلت منطقة تحد لم اعبرها حتى الان... استمع الى صوت وردي في اغنية (الود( وأشعر أن روحي تنغسل وينجلي عنها كل الغبار.. أشف و أطير خفيفة الى فضاءات لم يسبر غورها انسان، ولو كان بمقدوري أن أوزع (الود) مثل الهواء للناس جميعا" لتملأهم بما تملؤني به لفعلت

    :أعبر الان الى هذا الشاطئ من شطََآن الود

    صحيح انو الزمن غلاب
    لكن انحن عشناه ومشينا
    على عذاب وعذاب وعذاب
    دروبنا تتوه
    ونحن نتوه
    ونفتح للامل أبوب

    وأرتفع الى قمم أمالي مطمئنة للوعد الذي يقطعه صوت وردي القوي الواثق بامكانية فتحنا لهذه الابواب ولو استعصت

    وخوفي عليك يمنعني
    وطول الالفة والعشرة

    وأتجاوب هنا مع علاقة حب رهيفة تتكون لغتها اليومية من مفردات الراحل المقيم (عمر الدوش) الحميمة، وكم هو جميل الخوف على الحبيب أو الحبيبة خلال العلاقة الانسانية ولكن دون أن يتحول ذلك الى ثقل القيد والامتلاك كما لا أشعر في مناخ المقطع الرقيق

    أهداني شريط الود شقيقي خلال اجازة قصيرة قضيتها مع أهلي زودوني خلالها بما يمكن أن يساعدني على تحمل الابتعاد عنهم، ولفترة طويلة كان استماعي لهذا الشريط صعبا" خصوصا" في حالة الوحدة، فقد أستمعت
    اليه لأول مرة بعد أنقطاع سنوات طويلة مع شقيقاتي والوقت قبيل
    .مغيب وظننتني سأجن

    استمعت الى صوت وردي خلال ( الود) وكأنني أعيد اكتشافه في دورتي
    الدموية . كمجذوب في ساحة المولد كنت أو كامرأة سودانية اتخذت من الزار حلقة وجد أكملت فيها بعنف التفاعل كل جمل الكلام والجسدالمبتورة . كنت أردد لشقيقاتي بذهول: كيف فرطت في الاستماع الى هذه الاغنية كل تلك السنوات؟ أحسست الموسيقى تتخلل مسام جسدي جميعا" وسط ذلك الدفء الاخوي وقد تبقت أيام فقط على أنتهاء اجازتي،
    تمددت الاغنية في أثير الغرفة وكأنها جزء متموج من زمن له طعم الجذور والدموع .. وشيئا" فشيئا" بدأنا جميعا" في بكاء صامت ثم ما لبثت الدموع التي جاهدت كل منا في اخفائها أن تحولت الى نشيج اسري صاحب الموسيقى . اختنقنا بالعبرات ولم ينقطع حبل الود .. بكيت يالقدال (قدر ما الله اداني*) . بكاء وتفاعل مع الاغنية جذبني من سريري لاحضن ارض الغرفة وكأنني أقبل كل أهلي وكل ما يشكل ملامح الوطن عندي. انتهت الاغنية مخلفة بيننا صمتا" يشبه صمت أجواء المعابد و كانت اللحظات تتحول الى عبرات ذكرى حارقة في حلق الزمن الاتي بعد السفر . كنا نتفاعل مع الاغنية ونحن نبكي (الغزرة واللمة) واجتماع الشمل ، فقد انفرطت عقود الاسر السودانية وتفرقت الحبات في
    .أرجاء الدنيا الواسعة عندما انشد وتشدد خيط الوطن

    :أدير الشريط من جديد وأستمع وحيدة ويخترقني هذا المقطع

    وهسع رحنا نتوجع
    نعيد بالحسرة
    نتأسف نتأسف
    على الماضي اللي ما برجع
    على الفرقة
    الزمانها طويل

    ومن جديد اشتاق .. اشتاق الى صديقات وأصدقاء دراستي بالسودان وأتذكرهم واحدة واحدا" .. أشتاق الى أجواء صداقاتهم الحبيبة وأحس مسافة الابتعاد بامتدادها الشاسع خلال الغناء

    تحررني موسيقى (الود) من كل الهموم اليومية وتدعوني الى أن اقدم أفضل ماعندي انسانيا" الى العالم الرحب . تذكرني موسيقى (الود) أن الابداع هو هواء روحي وماء قلبي .. يذكرني صوت وردي أن أكون ذاتي الحقيقية أبدا" وأحسني ممتلئة بالثقة في عالم نحتاج فيه الى
    .الوقوف على اقدامنا بثبات على ارضه

    تلفني (الود) بأجواء حنان متداخل ... حنان حقيقي كأنه قادم من عيني أمي ، أشفى من المحزن والمزعج والمخيف، ثم أحسني مصدرا" لذات الحنان وكأنني ما عدت الا رحما" وصدرا" حانيا" . أشفى من غلظة
    .البشر وقسوتهم ولا أعود الا قلبا" متسامحا"

    أدير ألاغنية من جديد وأنا أتأمل صورة وردي على غلاف علبة الشريط ... طويلا" شامخا" كأنما احتمال ان يكون قصيرا" ماخطر للحياة ببال، اتأمل القامة المتوشحة بالزي السوداني الناصع البياض وكلمة (الود) مكتوبة على القلب كما أراد مصمم الغلاف ولو شاء لكتبها على قلبي أيضا" . أتأمل الابتسامة الواثقة والقامة التي تشبه قامات التماثيل التاريخية النوبية العظيمة، وأدعو من الفضاءات التي أسبح فيها عبر صوتك يا وردي ، أدعو كل خضرة الكون
    .الرطيبة أن تعطي حديقة قلبك الخضراء أصلا"، المزيد

    هل يمكن وصف الصوت الانساني في اللغة بالأناقة؟ كم هو أنيق صوت وردي. هكذا احسه انيقا" راقيا" فاخرا" ، واعجب لشجاعة من حاولوا
    .تقليده

    هل يمكن أن يكون للصوت لون ورائحة؟ كيف لا وأنا أغرق في عمق اللون في لوحة
    .الود البنفسجية وعبير وردتها يغرق المكان

    يذكرني صوت وردي بأن العطاء شرط الابداع وأن التواصل ممكن رغم تشتت ناس السودان، وأشعر كم أننا محظوظون
    أن تفتحت اذاننا على عظمة هذا الصوت الماجد البهاء

    ظل حبي لصوت وردي من ثوابت قناعات حياتي وجزءأ من ثقتي في سلامة الذوق وأنا صغيرة . يسألني شقيقي الاكبر وأنا طفلة عمن يكون فناني المفضل، فأجيب بثقة الكبار : محمد وردي طبعا" ، فيرد هو بحماس : يا سلام عليك!. كنت منذ صغري أحرص على لقاءات وردي الاذاعية والتلفزيونية وأذكر أنه قد قال خلال لقاء اذاعي أنه كان يصر على اعادة النظر والتبديل في توزيع موسيقى الود لتناسب الاذن السودانية حتى أغضب اصراره (اندريه رايدر)الموسيقار اليوناني الذي وزع موسيقى الاغنية. طوبى ياوردي، فقد ناسب توزيع رايدر وكلام الدوش وصوتك الاذن السودانيه في (الود) مثلما يناسب الانف الشذا والعين الضوء ،
    .ومثلما يناسب الكف لمس الحنة عشية أحتفال بهيج

    تلهبني المقدمة الموسيقية الملحمية (للود) بروح من الحماس فكأنني على اهبة الاستعداد للاشتراك في ثورة عظيمة تطيح بحاكم ظالم ثم ما
    :ألبث أن اسقط فورا" في رقة الغناء

    أعيشا معاك
    معاك
    ..لو تعرف
    دموع البهجة والافراح

    كيف يستطيع صوت وردي أن يبدا قويا" قاطعا" يبهر الانفاس، ثم يعود
    رقيقا" يؤرجح الاكتاف بالرقص المتناغم؟

    كم مر من الوقت وأنا أستعيد شريط الود وأعيد اكتشاف نغمة أو كلمة جديدة، درجة فرح أو حب أو وجع في صوت وردي لم أكتشفها من قبل. أذوب طربا" في أصداء اللغة النوبية الأم على صوت وردي وتعجبني
    :طريقته في تضخيم حرف الراء

    وفي عينينا كان يكبر حنانا
    زاد وفات الحد

    :وكذلك في

    زمان ماعشنا في غربة
    ولا قاسينا نتوحد
    وهسع رحنا نتوجع


    :وياصوت وردي كم
    أحبك.. لا الزمن حولني عن حبك
    .. ولا الحسرة

    انتهت الود ولم أدر الشريط هذه المرة .. قررت الخروج الى الشارع والحياة العريضة بزادي .. أؤدي واجبات اليوم جميعا" ولا أنسى مطالب الروح .. استنشق الهواء الرطب وكأنني أشكر كل ذرة أوكسجين تهديها الحياة الى رئتي .. أحس وجودي عميقا" وحقيقيا" كأنني ألامس كل خلية في جسدي وكل كرية دم. اشعر بقيمة الجمال تزداد نصاعة في داخلي .. أشعر ببداية امساكي بخيوط عوالمي الماضية من جديد . أحس وجود كل
    .ورقة شجر صغيرة وكل قطرة ماء

    أعبر الممر الاسمنتي من باب البناية التي أسكنها الى موقف السيارات الخلفي وكأنني في موكب عرس .. أعد نفسي بالانحياز للحلم والامل ولو
    .عز ذلك

    أنظر الى الافق اللا محدود وأشعر بصفاء كصفاء النيل يغطيه، وفي قلب هذا الصفاء أرى الهة الحب والفن والجمال تمد أيديها الرقيقة نحوي
    :وتقودني بحنان وهي تقول

    · مرحبا" أيتها الابنة العائدة
    · الف مجد أيها الفنان العظيم


                  

العنوان الكاتب Date
محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توثيق الكيك02-20-12, 04:45 AM
  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 05:14 AM
    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث welyab02-20-12, 05:55 AM
      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 08:04 AM
        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 08:16 AM
          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 09:55 AM
            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 11:00 AM
              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 04:32 PM
              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 04:41 PM
                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-21-12, 05:36 AM
                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-21-12, 09:13 AM
                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-21-12, 04:45 PM
                      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-21-12, 05:12 PM
                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-21-12, 07:09 PM
                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-22-12, 06:48 AM
                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-22-12, 10:16 AM
                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-22-12, 06:39 PM
                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-22-12, 08:23 PM
                                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-23-12, 09:35 AM
                                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-24-12, 10:38 AM
                                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-24-12, 11:09 AM
                                      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث عمر محمد ابراهيم02-24-12, 01:40 PM
                                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-24-12, 07:36 PM
                                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-25-12, 12:10 PM
                                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث عمر محمد ابراهيم02-25-12, 06:16 PM
                                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-26-12, 06:17 AM
                                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-26-12, 06:18 AM
                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-26-12, 09:08 AM
                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-26-12, 09:08 AM
                                                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث abdelrahim abayazid02-26-12, 03:46 PM
                                                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-27-12, 06:37 AM
                                                      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-28-12, 05:17 AM
                                                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-28-12, 08:55 AM
                                                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-29-12, 04:59 AM
                                                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-29-12, 06:56 AM
                                                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-29-12, 09:06 AM
                                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-29-12, 05:36 PM
                                                                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-01-12, 10:30 AM
                                                                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-02-12, 11:37 AM
                                                                      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-03-12, 07:29 PM
                                                                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-04-12, 06:59 AM
                                                                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-05-12, 09:12 PM
                                                                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-06-12, 05:45 AM
                                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-06-12, 10:18 PM
                                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-08-12, 09:05 AM
                                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-08-12, 11:09 AM
                                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-09-12, 12:15 PM
                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-09-12, 04:05 PM
                                                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-10-12, 01:14 PM
                                                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-11-12, 04:01 PM
                                                      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-12-12, 11:20 AM
                                                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-14-12, 11:15 AM
                                                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-18-12, 10:10 AM
                                                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-19-12, 08:29 AM
                                                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-20-12, 07:25 AM
                                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-29-12, 10:25 AM
                                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-29-12, 10:25 AM
                                                                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-31-12, 12:35 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de