|
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. (Re: الكيك)
|
كتبت الصحفية الزميلة امانى لقمان.. رسالة الى شقيقها جمال تحكى له باختصار عن كتاب ... عندما يضحك التاريخ .. الرسالة عبارة عن ملخص كامل لمحتوى الكتاب .. اترككم مع الرسالة ..
عزيزي جمال
قرأت كتاب " عندما يضحك التاريخ- الجيل الثاني وتراجيديا السياسة السودانية " في مسودته النهائية، قبل الطباعة التي اوشكت على الانتهاء، والكتاب رحلة شيقة في عالم مليء بالحكايات والروايات والأحداث والأسرار.. واعتبرت ما جاء في كتاب " عندما يضحك التاريخ " معلومات تسد الفجوات الواسعة في تاريخنا المعاصر، خاصة في الفترة من بداية الاستقلال وحتى الآن.
وعنوان الكتاب يجسد المعنى تماما. وفعلا على التاريخ أن يضحك لأن معظم الأحداث تأتي في ما يشبه المصادفات العجيبة..فمثلا الفريق إبراهيم عبود رفض مرارا تسلم السلطة بإصرار من عبد الله بك خليل، ولكن تحت ضغط الزعماء انقلب على الديمقراطية الأولى ثم تشبث نظامه بالسلطة حتى سقطت بقوة الثورة. ومن هنا تأتي تراجيديا السياسة السودانية.. فالذين دعوا عبود لاستلام السلطة طالبوه بردها. وبين تسليم السلطة والمطالبة بها جرت مياه كثيرة.. وصعدت نجوم في السياسة السودانية، جيل ثاني اكثر تمردا وإلحاحا على السلطة.. فظهر الصادق المهدي ونميري وفاروق عثمان حمد الله، وعبد الخالق محجوب والترابي في اتون الثورة.. وكان لكل قصة في مسيرة الصعود.. فالكتاب يحكي عن الفترات الأولى لنميري كيف لعبت الصدفة في انتشاله من " صبي ميكانيكي " إلى طالب في مدرسة ود مدني، وكيف صاغ حياته ولماذا تقدم إلى الالتحاق بالجيش كجندي بتأهيل المدرسة الأوسطى، وكيف لعبت الصدف في استمراره بمدرسة حنتوب ثم الالتحاق بالكلية الحربية..
وفي ذلك يروي نميري للكاتب تعرفه ظروف تعرفه إلى الترابي ونقد وكثير من السياسيين الذين تحالف معهم وتخاصم. ثم تقلبه في الحياة العسكرية، واختياره لكلية الطيران في الماظة بمصر.. وعودته منها وكيف صادف التحاقه بتنظيم " الضباط الأحرار" ونسيانه لهذا التنظيم زمنا طويلا حتى جاءت الاستعدادات لانقلاب مايو الذي يؤكد خالد حسن عباس أنه تدبيره هو والرائد فاروق عثمان حمد الله. وقبل ثلاثة أيام من الانقلاب جاء رجل " مجهول " للسيد إسماعيل الأزهري في القصر الجمهوري..ليطلعه على أمر جلل. وفي هذه الأثناء كان الضباط الأحرار محتارون حول قائد الانقلاب.. من يكون.. ومن رشح بابكر عوض الله.. ومن أصر على نميري.. ولأول مرة يكشف الكتاب انتماء بابكر عوض الله الفكري.. ونفي خالد حسن عباس عن " مايو " إي انتماء ناصري أو شيوعي أو بعثي.. وتاريخ موجز عن تاريخ الاتحاد الاشتراكي السوداني منذ عام 1962 وليس في عام 1972، وهي معلومة ليست معروفة لكثير من السودانيين، وهو تنظيم التحق به عدد من المثقفين الذين كانوا في أحزاب أخرى تقليدية وطائفية منهم على سبيل المثال عوض عبد الرازق، ومحي الدين صابر وبابكر خلف الله والطاهر عوض الله. فما هي قصة هذا التنظيم.. هل شارك في مايو.. أم كان جسرا لمايو..؟ هذا ما يجيب عليه الكتاب.
فهل كان فاروق حمد الله شيوعيا أو بعثيا أو ناصريا.. الكتاب يسهب في تلك النظريات ويعود إلى السنوات الأولى لتكوين فاروق عثمان حمد الله الفكري والسياسي ويجيب عن سؤال محير : هل كان فاروق شيوعيا صينيا..؟ أم وطنيا خالصا مجردا من كل انتماء حزبي ؟
ولكن قبل ذلك يحكي الكتاب تفاصيل " العلاقة المتأرجحة " بين الشيوعيين وضباط انقلاب مايو منذ ما قبل الانقلاب، وكيف كان الحوار بينهم في اليوم الأخير قبل الانقلاب.. وماذا قال بابكر عوض الله في شهادته، وماذا قال نميري.. وكيف التقى كل منهما بعبد الخالق ..وأين.. وحكاية البيانات الثلاثة.. بابكر ونميري وفاروق وأين تم التسجيل.
ثم سنوات الصدام بين الضباط الأحرار، وكيف تخلص نميري منهم واحدا واحدا، بدء من بابكر النور وفاروق وهاشم العطا.. ومن كان وراء ذلك التحريض.. ويكشف نميري أن " رجلا اتحاديا " كان ينقل له كثيرا مما يدور في مجالس الخاصة ليعطيه انطباعا عن كل واحد. والكتاب يرصد الصدام مع الانصار، والأخوان ثم الشيوعيين.. بتفاصيل وتحليل مختلف ومتميز تماما عما جاء في الكتابات الأخرى حتى جاءت مرحلة المصالحة ومن قادها وكيف بدأت بطموح .
وفي الكتاب الذي يصل عدد صفحاته إلى 512 صفحة، العديد من المشوقات: فمثلا يتحدث الكتاب عن : من خطف صاحب جريدة الناس" مكي محمد مكي.. ومن هو مكي.. وكيف لعب دور " الجاسوس المزدوج". وكيف مات؟ وينقل الكتاب عن مذكرات " مسجلة في كاسيت " لـ "عبده دهب" كيف اختار هنري كورييل المؤسس اليهودي للأحزاب الشيوعية في مصر والسودان أن يكون عبد الخالق محجوب من بين عدد كبير من الشيوعيين سكرتيراً للحزب الشيوعي السوداني، وتحليل عبده دهب لهذا الاختيار..والصراع الذي دار بين عبد الخالق وعوض عبد الرازق حول التحالفات ومستقبل الحركة، ورؤية عبد الخالق للصراع مع مجموعة " معاوية إبراهيم وأحمد سليمان " تحت مفهوم " البرجوازية الصغيرة". ويتحدث الكتاب عن كيف انتقل مشروع المخابرات الأمريكية – البريطانية لـ "جريدة الصحافة" من رئاسة منصور خالد إلى عبد الرحمن مختار قبل وصول المطابع إلى بورتسودان، والصفقة التي مهدت لهذا الانتقال..وتأثير هذا على توجهات منصور فيما بعد. ثم كيف انتمى منصور إلى مايو.. والصراعات الداخلية التى ساهم فيها بقدر، والقصة المفصلة لظهور بهاء الدين إدريس في حياة نميري.. والأدوار التي لعبها بهاء..
ويشير الكتاب إلى اهتمام نميري بالانجاب.. ولماذا كان يأتي د. بلاك إلى الخرطوم خفية لمدة 24 ساعة فقط بمعرفة شخصين فقط.. ويتحدث الكتاب عن مشهد لقاء المبعوث السوفييتي بالرئيس المصري أنور السادات لطلب التدخل لمنع إعدام الشفيع أحمد الشيخ.. والحوار الدار بينهما. ويتناول الكتاب أيضا كيف تدخلت المخابرات البريطانية لخطف طائرة بابكر النور وفاروق عثمان في مطار بينية بليبيا.. وشهادة المحققين البريطانيين في ذلك. وينقل الكتاب عن نميري كيف كانت الفتاة سببا في إعفائه عبد الوهاب إبراهيم عن قيادة الأمن العام.. ولماذا أعاده بعد ستة أشهر وزيراً للداخلية؟ وضمن المواجهات مع نميري ينقل الكتاب شهادة عبد الرسول النور للكاتب عن تسلل محمد نور سعد إلى الخرطوم والحوار العصبي الذي دار بينهما وكيف كاد الاتحاديون إفشاء سر قائد الانتفاضة المسلحة .. وكيف استطاع خداع الاتحاديين، ثم أين كان يقيم محمد نور سعد في الخرطوم لأكثر من ستة أشهر.. والتحركات مع الضباط، ولماذا رفض سعد بحر قيادة حركة 2 يوليو.. والحساسية بين محمد نور سعد ... وسعد بحر..؟ ولماذا فشلت الانتفاضة المسلحة في 2 يوليو.. بشهادة اللواء ناصر جماع. وبالطبع استحوذ الصادق المهدي على نصيب كبير من صفحات الكتاب خاصة في صراعه مع محمد أحمد مجحوب.. وموقفه في الاشهر الأولى من مايو، ومصادماته للنظام، واختلافه مع الشريف زين العابدين.. وفي ذلك يعود الكتاب إلى نشأة الصادق ومقارنة بينه وبين الآخرين، في الفكر والأسلوب والصدام...
عزيزي جمال
باختصار الكتاب شيق .. فيه حكي جميل وسرد موضوعي وفتح نوافذ جديدة للتحليل في كثير من أحداث السودان خلال الفترة الأولى للاستقلال ونظام مايو.. فيه حديث عن النخبة وعن ارتباط حركة الأخوان بدوائر خارجية كان لها أثر في اشتعال الصراعات الداخلية. والجزء الأول من الكتاب " سنوات الصعود" سيليه الجزء الثاني عن سنوات السقوط.. كيف سقط الجيل الثاني .. وكيف انفتح الباب إلى الجيل الثالث بدءا من نشأة حركة تحرير السودان بقيادة جون قرنق وإلى مرحلة كتاب المؤلف السابق " الأخوان والعسكر". وعندما تنتهي من قراءة الكتاب تتيقن تماما كيف يضحك التاريخ من المصادفات والمصادمات والاعدامات والمصالحات التي جرت خلال عشرين عاما مليئة بالإثارة والدهشة والحسرة أيضا... إنه كتاب يستحق القراءة والاقتناء كمرجع مهم في "تاريخ" هذه المرحلة، فهو دليل لجيل الشباب الناهض الذي يجب ان يعرف تفاصيل تاريخه القريب الممتد في حياتنا اليوم.
اماني
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. | الكيك | 03-02-10, 08:09 PM |
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. | الكيك | 03-02-10, 10:10 PM |
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. | الفاضل يسن عثمان | 03-03-10, 01:08 AM |
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. | الكيك | 03-03-10, 04:05 AM |
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. | الكيك | 03-03-10, 08:10 AM |
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. | الكيك | 03-03-10, 09:34 PM |
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. | الكيك | 03-03-10, 10:19 PM |
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. | الكيك | 03-04-10, 04:00 AM |
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. | عاطف عمر | 03-04-10, 05:40 AM |
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. | الكيك | 03-04-10, 10:25 AM |
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. | الكيك | 03-04-10, 11:17 AM |
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. | الكيك | 03-04-10, 11:20 AM |
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. | الكيك | 03-05-10, 10:42 AM |
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. | عاطف عمر | 03-05-10, 11:13 AM |
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. | الكيك | 03-05-10, 11:40 AM |
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. | الكيك | 03-08-10, 10:11 PM |
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. | الكيك | 03-09-10, 06:24 AM |
|
|
|