عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 10:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-08-2010, 10:11 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. (Re: الكيك)

    الفصل الأول

    الجيل الثاني


    يعشق السودانيون السياسية بكل فنونها وجنونها، بطهارتها وخبثها حتى أصبحت جزءا من طبعهم الذي يميزهم عن شعوب العالم العربي والقارة الإفريقية، خاصة في العقود الخمسة الأخيرة التي شهدت تحولات وانقلابات وانتفاضات، أعطت انطباعا بأن السودانيين مغموسين في العمل السياسي حتى آذانهم، فالسياسة بالنسبة لهم مثل الماء والهواء لا يستطيعون العيش من دونها على الرغم من المحاولات الكثيرة لإقصائهم عنها بالترغيب أو الترهيب بدعوى أن لها رجالها.


    وانشغال العامة بالسياسة يعتبر لدى البعض نوعا من التخلف السياسي والاقتصادي، باعتبار أن الشعوب في الدول المتقدمة لم تعد تحتاج إلى ممارسة السياسة كما يتعاطاها الإنسان السوداني، والحجة في ذلك أن الشعوب الأخرى بلغت مستو من التطور حسم كثيرا من المشكلات الرئيسية والقضايا الجوهرية، فلا تحتاج إلى جدل ونضال ورفع سلاح مثلا لم تعد هناك ضرورة لصدامات أو مشاحنات من أجل انتزاع حقوق مقررة أصلا في الدستور أن كان مكتوبا أو غير مكتوب والذي تحترمه الحكومات وتعمل به طوعا وليس جبرا، أو أن تخرج هذه الشعوب في انتفاضات شعبية أو مسلحة للمطالبة بنظام ديمقراطي لأن الديمقراطية في أصبحت واضحة المعالم، راسخة الركائز والأسس كنظام وتقاليد..


    وعكس ذلك يحدث في السودان والدول الشبيهة له في مستوى التطور السياسي. والصفة الجامعة بين هذه الدول " النامية " أنها ما زالت تعيش مراحل الانتقال بكل توتراتها وصخبها وصراعاتها التقليدية. ولكن الاختلاف بين السودان وبقية الدول يكمن في أن السودانيين يعيشون السياسة نشاطا يوميا في دواوين الحكومة والجامعات والمدارس والشارع والمجالس الخاصة بالإضافة إلى ما تضيفه حركة الأحزاب العلنية أو السرية من حيوية.
    وتظهر هذه الحيوية في وجهين مختلفين لممارسة السياسة في السودان:
    الأول، في العهود العسكرية بكثافة المعارضة وحملات الاعتقالات والانتفاضات والاعدامات.
    والثاني، في العهود الديمقراطية بكثافة الإضرابات النقابية والندوات السياسية وسخونة الانتخابات في العهود الديمقراطية.



    وخارج هذين الوجهين هناك جزء من النشاط السياسي العام يظهر في عقد المقارنات وحل المفارقات وإجراء المقاربات بين الأحداث التي جرت في الماضي وتجري في الحاضر، وبين الشخصيات التي لعبت أدوارا في أزمان غابرة وفي الوقت الراهن، وبين الأفكار التي سادت ثم بادت .. ونهضت ثم انتكست. ويحلو تداول كل ذلك في المجالس الخاصة والعامة، وفي الونسة ومجالس السمر، مستذكرين التاريخ من غير تدوين، مستحضرين الأحداث متجزئة حسب ما تمليه مناخات المجالس واللقاءات.
    وعقد المقارنات يثري المعرفة بالسياسة ويوسع المدارك في القضايا العامة ويعمق الفهم عن الشخصيات والاحداث والأفكار. وقد برع السودانيون في هذا " الفن " الذي يحدد المتشابهات والاختلافات بين عهد سياسي وآخر، بين زعيم وزعيم، بين رئيس حاكم ورئيس مخلوع .


    فلم تقتصر المقارنات على السرد والوصف، بل تمتد إلى تفسير الأحداث وتشابكاتها، ورصد العوامل الفاعلة والمؤثرة والعوامل الرئيسية وحتى الثانوية. وهذا لا يعني أن تلك المقارنات تسير في خط منضبط لا تعرجات فيه ، إنما تكون في العادة تلقائية غير مخططة أو مرتبة، فيكون أثرها فضفضة وتنفيس أكثر من كونها إسهام في جهد مؤسسي، كما أنها لا تعني أنها تلتزم مسارا موضوعيا بعيدا عن الهوى والغرض أحيانا، فهي إما ممزوجة بعاطفة وولاء أو ببغض وعدم رضا.
    ربما بسبب هذه " الثقافة "، اشتهر السودانيون بأنهم شعب مؤجج سياسيا، يتعاطى السياسة بجد وحدة وربما بانفعال وحماس زائدين، ولكنها في معظم الأحوال لم يكن تعاطي يفسد للود قضية. فالجميع يتحدث في القضايا العامة، بعلم ومعرفة أو بجهل وسفسطة، والأغلبية تشارك بقسط في الحيوية السياسية من دون أن تكون - بالضرورة - على علاقة عضوية بالأحزاب والمنظمات التي تشكل بؤر إثارة دائمة في الحياة السياسية عبر العمل المنظم والعشوائي والمؤتمرات الشعبية والاجتماعات المغلقة والمنتديات الخاصة والليالي السياسية المفتوحة والمهرجانات الصاخبة والمحاضرات الرصينة أو من خلال العمل تحت الأرض والنشر السري والدعاية التحريضية والشائعات والمنشورات والإضرابات.



    وتلك حيوية في الحياة السياسية السودانية تستدعي، ضمن ما تستدعي، المقارنات بين المؤهلات في القيادة والخطابة والكياسة والزعامة بل تعود المقارنات إلى أزمان ماضية تبحث في ملفات كل عهد وزعيم وقائد سياسي.
    فكما كانت تعقد مقارنات بين عهد الاستعمار وعهد الاستقلال، بين الإدارة تحت المفتش الإنجليزي والخدمة المدنية تحت سطوة " الأفندية "، كانت تعقد مقارنات بين عهد عبود وعهد نميري، بين الإمام عبد الرحمن المهدي ومولانا على الميرغني، بين إسماعيل الأزهري وعبد الله خليل، بين الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني، بين محمد إبراهيم نقد وحسن عبد الله الترابي، و بين جوزيف لاقو وجون قرنق.
    فعندما تعقد المقارنات بين مختلف العهود يلمس المرء هدفا شفيفا راسخا في عمق الوعي السوداني هو البحث المتواصل والعنيد عن ملامح مطلوبة لنظام وهوية للسودان الحديث الذي بدأ مع غزو جيوش محمد على باشا في بلورة مضمون وشكل مختلفين. مضمون جرت صياغته بتداخل شعوبه وقبائله، وشكل تحققت ملامحه بارتباط السودان عضويا بشمال إفريقيا والشرق الأوسط ، فتوحدت على إثر تلك النشأة والتطور أجزاء البلاد المتباعدة، وتقاربت أطرافه عبر مراحل انتقال طويلة تعاقبت فيها الأنظمة وتعددت التكوينات وتنوعت الاتجاهات.



    وعندما تعقد المقارنات بين مختلف الزعامات الطائفية والحزبية يستقر دوما في أعماق السودانيين مطلب خفي هو البحث عن ملامح قائد يحمل صفات البطل الشعبي الملهم " الكاريزما " ليلتف حوله السودان كرمز وطني يقود مسيرة التأسيس والبناء ثم الانطلاق للحاق بدول بدأت مع السودان مرحلة الاستقلال ، ولكنها تقدمت عليه بمعدلات هندسية في التنمية والعمران وبناء المؤسسات، وتركته متخلفا بمسافات زمنية بعيدة توجب التحسر وليس المقارنة فقط.
    وعبر رصد الاختلافات والتمايزات في شخصية " الزعامات "، حاول السودانيون أن يصلوا إلى اتفاق حول ملامح القائد السياسي القادر على إلهام الشعب نحو طريق التقدم، خاصة بين أبناء الجيل الثاني من النخبة التي انداحت دائرتها بحكم اتساع مناهل التعليم والخبرة والتجربة وتعدد الأحزاب وتوسع الجيش ودوره وانتشار النقابات وتطور الاقتصاد.
    فمن كان من أبناء الجيل الثاني أقرب إلى تمثل الحلم الشعبي بـ " القيادة الملهمة " التي يمكن أن تعقد عليها الآمال الكبار لإحداث التغيير السياسي المنشود في السودان بعد فشل الجيل الأول الذي أقعدته محنة الحكم مبكرا فعجز عن الحركة والمبادرة والإبداع، فاختطفته يد الانقلابات واحتوته الأزمة السياسية بدلا من أن يحتويها..!



    لقد فرضت الأحداث والتطورات اسماء تولت المسؤولية وحكمت السودان مباشرة أو من وراء حجاب، فكانت محل مقارنة دائمة عند عامة السودانيين الذين يملكون الحس الجمعي القادر على التمييز بين صفاتهم وقدراتهم ومؤهلاتهم.
    وللمصادفة المدهشة أن خمسة من أبناء الجيل الثاني الذين توالوا على الحكم أو تشاركوا في الحكم، مثلوا مؤسسات سياسية وعسكرية مختلفة في طبيعة التكوين والوظيفة والدور. فكان الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني يمثلان الكيانات الدينية "المؤسسات الطائفية" وحسن الترابي يمثل المؤسسة الحزبية العقائدية وجعفر نميري المؤسسة العسكرية.
    وعند المقارنة بين جعفر نميري والصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني وحسن الترابي وعبد الخالق محجوب باستثناء جون قرنق، نجدهم جميعا من أبناء الجيل الثاني في الحركة السياسية السودانية بعد " جيل أول" كان ممثلا في رموز ساطعة مثل إسماعيل الأزهري وعبد الله خليل والشيخ على عبد الرحمن وأحمد خير المحامي والدرديري محمد عثمان ومحمود محمد طه، نجد بونا شاسعا في الاستعداد الطبيعي أو المكتسب لخوض المعارك السياسية أو لتولي الرئاسة عبر التأهيل والتدريب والبيئة والتهيئة والظروف، وفرقا بعيدا في الوسائل والأدوات التي استخدمها كل منهم في الوصول إلى مركز النفوذ السياسي. وقد يكون جعفر نميري مختلفا عن الآخرين في الاستعداد والتأهيل والظروف والوسائل والأدوات، بل في المراحل والأهداف والشعارات والنهايات.
                  

العنوان الكاتب Date
عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. الكيك03-02-10, 08:09 PM
  Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. الكيك03-02-10, 10:10 PM
    Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. الفاضل يسن عثمان03-03-10, 01:08 AM
      Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. الكيك03-03-10, 04:05 AM
        Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. الكيك03-03-10, 08:10 AM
          Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. الكيك03-03-10, 09:34 PM
            Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. الكيك03-03-10, 10:19 PM
              Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. الكيك03-04-10, 04:00 AM
  Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. عاطف عمر03-04-10, 05:40 AM
    Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. الكيك03-04-10, 10:25 AM
      Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. الكيك03-04-10, 11:17 AM
        Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. الكيك03-04-10, 11:20 AM
          Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. الكيك03-05-10, 10:42 AM
  Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. عاطف عمر03-05-10, 11:13 AM
    Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. الكيك03-05-10, 11:40 AM
      Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. الكيك03-08-10, 10:11 PM
        Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. الكيك03-09-10, 06:24 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de