فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 11:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-16-2009, 09:35 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 (Re: الكيك)

    الأربعاء

    في حواره غير المسبوق مع عبد الوهاب همَّت (الحلقة الأولى ـ سودانايل، 11/11/09)، كشف علي الحاج، ربَّما لأوَّل مرَّة، عن الكثير من أسرار انقلاب 30 يونيو. وبصرف النظر عن تناقضه مع الترابي حول تقييم اللجوء للانقلاب كحل لقضيَّة السلطة، حيث أكد أنه "مع الانقلاب، لكن ليس مع النتائج التي وصل إليها الحال اليوم!"، بينما وصف الترابي الإنقلاب، أصلاً، بأنه "خطيئة الإسلاميين!" (الأخبار، 5/11/09)، فثمَّة نقطة في حديث الحاج شدَّت انتباهي، بوجه خاص، وتتعلق بالدَّور الذي لعبه المرحوم أحمد سليمان في الإنقلاب.

    وابتداءً، لعلَّ القرَّاء يذكرون أنني أشرت، في رزنامة 6/7/2009م، إلى أن اهتمامي بهذه الواقعة ليس من باب المبالغة في تقدير دور الفرد في التاريخ، وإنما من باب عدم الإهدار المطلق لهذا الدَّور، خاصَّة وأن عقدين من الزَّمان تصرَّما، دون أن يتضح الكثير من تفاصيل الحدث، في حين تكفل مثلهما، في مصر، بالكشف، عبر الكثير من الأعمال العلميَّة والإبداعيَّة، عن جُلِّ أسرار انقلاب 23 يوليو 1952م! وعبَّرت عن خشيتي من أن تنطمس الوقائع، وتنبهم المعلومات، وتختلط الحقيقة بالوهم، فيصبح من الصعب التأريخ للحدث، رغم كونه أصبح جزءاً من نسيج حياة شعبنا بأسره.

    من ثمَّ عكفت على مضاهاة عدد من الروايات والإفادات ببعضها البعض. وأولاها الرواية التي رواها لي السيّد الصادق المهدي بنفسه، عام 1992م، وربَّما لـ (الشرق الأوسط) بعد ذلك بسنوات، عن أنه علم بأمر الانقلاب، لأوَّل مرَّة، عندما زاره، ذات مساء من مارس 1989م، المرحوم أحمد سليمان، القيادي الشّيوعي السابق، وعضو مجلس شورى الجبهة الإسلاميَّة القوميَّة وقتها، وعرض عليه، خلال مؤانسة حسبها الصادق، للوهلة الأولى، بريئة وعارضة، حَسْمَ قضيَّة السُّلطة عسكريَّاً، وتحويل النظام من برلماني إلى رئاسي، وإغلاق البلد مدة عشر سنوات، كفترة انتقاليَّة، لمعالجة (قضيَّة الجنوب)، وتصفية الديون الخارجيَّة، وإنعاش الاقتصاد الوطني، وترميم العلاقات مع دول الجوار، ووضع حدّ لـ (الفوضى!) الحزبيَّة والنقابيَّة والصحفيَّة، ثمَّ تتمُّ، تدريجيَّاً، إتاحة الديموقراطيَّة القائمة على التعدُّد، والمشاركة، والمنافسة الحُرة، والحقوق الدستوريَّة. وأنهى المرحوم حديثه بأنه لا يرى أنسب من الصادق نفسه رئيساً لجمهوريَّة النظام الجديد!

    قال الصادق إنه لم يخطر بباله، قط، وهو يستمع إلى حديث المرحوم، سوى أن ذلكم هو ذات الرَّجل الذي ورَّط الشيوعيين، من قبل، في انقلاب مايو 1969م، وها هو تراوده نفسه بمغامرة أخرى يُسوِّقها للجبهة الإسلاميَّة وحزب الأمَّة! لذا ردَّ عليه بأن حديثه قد يبدو برَّاقاً من الناحية النظريَّة، لكنه ليس كذلك من الناحية العمليَّة. فتلك المشكلات ممّا يمكن علاجه بالديموقراطيَّة، وبكلفة أقل؛ أما الانقلاب فسينشئ نظاماً شموليَّاً يركز على تأمين أوضاعه، بالانتقال من تضييق إلى تضييق، ومن عسف إلى عسف، دون أن يحقق أدنى استقرار. وعند هذا الحدّ انتهى حديث الرّجلين.

    وختم الصادق روايته قائلاً إن الترابي التقى به، بعد أيام، في حفل خاص، وسأله عمَّا إنْ كان أحمد قد زاره! ومع أن الترابي لم ينتظر الإجابة، إلا أن الصادق فهم الرّسالة: "ننتظر ردَّك"!

    الرواية الثانية، والتي تخالف رواية الصادق، أوردها المرحوم نفسه، عبر حوارين صحفيين أعيد نشرهما بعد وفاته، حيث اعتبر، في الحلقة الثانية من الحوار الأوَّل، السؤال عمَّا يقال من أنه كان العقل المدبِّر للانقلاب "سؤالاً تجريميَّاً!"، فاكتفى بإجابة مقتضبة: "لم أخطط له، ولكنني كنت أعلم به .. ولا أزيد"! غير أنه سرعان ما ردَّ على سؤال آخر، ربَّما كان أكثر استفزازاً، حول ما يقال عن أن الترابي "أرسلك إلى الصادق لتقنعه بجدوى الانقلاب كي يشارك فيه"، قائلاً بحدَّة: "ليس صحيحاً، وأنا ما بترسَّل .. ولكن القصَّة كما يلي .. ذهبت إلى مكتب الترابي، ولاحظت عليه علامات الضيق، فسألته عن السَّبب، فأعطاني ورقة كان يمسك بها، وجدتها خطاباً من الصادق المهدي رئيس الوزراء وقتها يقول فيه: (أخي الحبيب حسن، أنا موجود اليوم بالمنزل، فأرجو أن تأتي إليّ للتشاور بخصوص مذكرة الجَّيش). قلت له: إذهب، فقال: لن أذهب، لأن الصادق ليست لديه كلمة، ولن أخرج منه بشئ، وأنا لا أثق به! فقلت له: هل يُعقل لرجل في المعارضة يطلبه رئيس الوزراء ليشاوره .. ويطلعه على كم هائل من المعلومات الخاصَّة بالجيش .. ويرفض؟! فأصرَّ على موقفه .. فقلت له: أنت حُر! وبينما كنت أهمُّ بالخروج، دخل عليه البعض .. وسألوه: لماذا خرج أحمد عندما دخلنا .. فقال لهم: أحمد زعلان. ثمَّ ناداني بصوت ودود كعادته معي .. وقال: يا زول خلاص، إرضاءً لك فقط سأذهب، ولكن بشرط .. أن تذهب معي! فقلت: أنا لا أعرف الصادق .. ولكن يمكنك أن تقول له إنك لم تحضر إليه برغبتك، وإنما بإلحاح مني .. ثمَّ أضفت قائلاً له: نحن لم نتعوَّد أن نشترط عليك لأنك أنت الزعيم، ولكن يشرِّفني جدَّاً أن أذهب معك للصادق وفق هذا الطرح" (الصحافة، 3/4/09).

    واستطرد المرحوم قائلاً: "ذهبنا إليه .. قبل الانقلاب بأيام أو أسابيع، وقد استغرب عندما رآني برفقة الترابي! قلت له: حضرنا إليك لأنك رئيس الوزراء، وبإمكاننا، نحن في الجبهة وأنتم في حزب الأمة، أن نشكل أغلبية برلمانيَّة .. فاللعب مع الاتحاديّين والشيوعيّين وغيرهم لن يفيدك، لذلك الأفضل لك أن تقود معنا (انقلاباً) داخل البرلمان لنغيّر النظام من برلماني إلى رئاسي، مثل .. فرنسا، وتكون أنت رئيس الجمهوريَّة، والترابي، أو من تختاره الجبهة، رئيساً للوزراء. فردَّ بأن ننتظر حتى تتحوَّل الجمعيَّة التأسيسيَّة إلى برلمان، وبعد ذلك نخطو خطوتنا تلك! فرددت عليه بضيق: التأجيل ليس من المصلحة، والأمور لن تسير وفق ما تشتهي، فالقوى الأخرى (شغالة) أيضاً، وما ننوي القيام به إجراء قانوني وسياسي ليس عليه مأخذ .. وسيتم وفق الآليات الديموقراطيَّة. أنا لم أقل للصادق تعمل (انقلاباً عسكرياً) كما يتهمني كثيرون .. الصادق شعر وكأنني أستدرجه لقيادة (انقلاب عسكري)! لم يفهم مقصدي جيّداً! لذلك روى الحكاية لصحيفة (الشرق الأوسط) بأننا دعوناه لقيادة انقلاب مشترك. وأذكر أن فاطمة أحمد إبراهيم ردَّت عليه .. بغضب، قائلة له: ولماذا لم تلق عليه القبض وأنت رئيس الوزراء؟! وأعتقد أن في ردِّها منطقاً وجيهاً!" (المصدر).

    لكن المرحوم ما لبث أن عاد، في الحوار الآخر، وأورد إفادة مناقضة لتلك، مؤكداً أن الاتصال بالصادق تمَّ من جانب الترابي وحده، لإقناعه بالمشاركة في الانقلاب: "الترابي اتصل بالصادق واتفق معه على (الإنقلاب)، ولكن الصادق تَردَّد .. لم أكن الوسيط، ولكني أثرت على الترابي ليقابله" (الرأي العام، 2/4/09).

    الرواية الثالثة للطيّب زين العابدين، عضو مجلس شورى الجبهة الإسلاميَّة، وقتها، وقد قطع، حين سئل عن دور المرحوم في الانقلاب، بأن "أحمد سليمان ساهم حتى في إقناع الترابي نفسه بالموضوع ده! وكان يردِّد قولته المشهورة: الإنقلاب زي الموزة، أحسن حاجة تأكلها أول ما تنضج، مش قبل أو بعد ما تنضج خالص!" (الوطن، 7/2/09).

    نعود لحوار علي الحاج الذي سأله محاوره عن نفس الموضوع، وعمَّا إذا كانوا، في الجبهة الإسلاميَّة، قد كلفوا أحمد سليمان بإقناع الصادق، فأجاب قائلاً: "نحن لم نكلفه، لكنه شخص انقلابي بطبعه، وقد حكى لنا الأمر كمبادرة شخصيَّة منه"! وحين سأله عمَّن اتخذ قرار الانقلاب، أجاب بأنها "هيئة الشورى، وتضم 60 عضواً من المدنيين"، وقد "أعطت الأمين العام حقَّ التنفيذ"، و"اختيار من يشاء" لمعاونته دون الرجوع إليها (سودانايل، 11/11/09).

    هكذا أصبحت لدينا خمس روايات لواقعة واحدة: إحداها للصادق المهدي، والأخرى للطيّب زين العابدين، والثالثة لعلي الحاج، واثنتان متناقضتان لأحمد سليمان نفسه؛ وعلى مَن يريد استجلاء الحقيقة أن يتكبَّد التقاط مثل هذه الجزازات، جزازة جزازة، وتدقيقها، ومضاهاتها، قبل لزقها إلى بعضها البعض، على طريقة الكولاج، أو الحفريات الآثريَّة، كي يظفر بـ (صورة) ربَّما قرُبت، شيئاً، من (الأصل)! وما كان أغنانا عن كلّ ذلك لو أن شهود الأحداث دوَّنوا مذكراتهم، وصدقوا، أو أدلوا بإفاداتهم خالصة لوجه الحقيقة والتاريخ!


    كمال الجزولى
    من الوزنامة
    الاخبار
    16/11/2009
                  

العنوان الكاتب Date
فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-08-09, 10:44 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-08-09, 10:48 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-09-09, 08:39 PM
      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-11-09, 04:22 PM
        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-15-09, 06:59 AM
          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-16-09, 09:35 PM
            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-18-09, 10:29 PM
              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-22-09, 02:38 PM
                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-24-09, 08:29 PM
                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-25-09, 03:40 PM
                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-28-09, 08:04 AM
                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-01-09, 00:40 AM
                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-01-09, 08:58 PM
                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-01-09, 09:03 PM
                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-02-09, 02:19 PM
                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-03-09, 12:28 PM
                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-06-09, 02:46 PM
                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-07-09, 10:22 PM
                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-08-09, 04:17 PM
                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-08-09, 04:17 PM
                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-09-09, 02:31 PM
                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-11-09, 11:19 PM
                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-12-09, 07:45 PM
                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-18-09, 10:30 AM
                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-18-09, 07:37 PM
                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-20-09, 10:18 AM
                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-27-09, 05:26 PM
                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-27-09, 05:31 PM
                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-27-09, 05:37 PM
                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 محمد النيل12-27-09, 10:16 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de