فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 12:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-25-2009, 03:40 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 (Re: الكيك)

    الفريق صلاح عبد الله
    الكاتب/ حاوره: الفاتح عبد الله
    Wednesday, 25 November 2009


    حوار غير مسبوق مع الفاتح عبد الله - الحلقة الثالثة والأخيرة


    نعم.. تابعنا قوات خليل منذ تحركها حتى وصولها مشارف أم درمان

    هذه هي حكاية بيوت الأشباح

    أسرار الرحلة السرية إلى واشنطن.. وخفايا العلاقة مع جهاز المخابرات الأمريكي



    الحديث الى الفريق مهندس صلاح عبد الله الشهير بـ(صلاح قوش) ليس مثل الحديث إلى أي رمز آخر من رموز الإنقاذ.. وصلاح قوش اسم حفر في نفوس السودانيين عميقا.. الذين معه والذين ضده.. فهو عند الموالين واحد من دعائم النظام وركائزه الأساسية- باستثناء خمسة- فوجئ هؤلاء الموالون بخروج قوش من قيادة الجهاز.. بل ربما فجع البعض..


    ثم هو عند المعارضين (شيطان أكبر) ابتدع من الأساليب والوسائل ما جعل الأرض من حولهم (ضاقت بما رحبت).. وفوق هذا وذاك يظل الفريق صلاح هو كنز أسرار الدولة والجهاز وخازنها الأمين.. ولم نسع إليه إلا بهذا الفهم.. جلسنا إليه وتحدث إلينا.. فتحنا كل الملفات فأفاض في بعضها وترك باب بعضها مواربا وأغلق أخرى حتى قبل أن نفتحها.. بدواعٍ أمنية.. وحين يقول مدير الأمن السابق (دواعي أمنية) فلا محاججة تجدي ولا فتوى تعين.. ولكن ما خرجنا به يحيط بالكثير ويجيب على الكثير.. فإلى تفاصيل هذا الحوار المثير..

    * سعادة الفريق طوال فترة إدارتك لجهاز الأمن والمخابرات حدثت تغييرات عديدة أثرت على الساحة السياسية وعلى هيكلة الجهاز نفسه؟

    أولا الوقت لم يحن بعد للحديث عن الفترة التي كنت فيها مديرا لجهاز الأمن والمخابرات الوطني, فقد كان هناك جهازان, واحد للعمل الداخلي والثاني للمخابرات وصدر قرار الدمج في مارس عام 2004م وفي مايو من نفس العام قمت بتوحيد الجهازين في جهاز واحد, أي خلال شهرين فقط, صحيح الفترة التي توليت فيها الجهاز قمنا بأعمال ضخمة وكبيرة في مجالات متعددة ولكن بعضها داخلي وبعضها خارج السودان, في داخل السودان كنا ننشد أن نبني جهازا مهنيا وقويا وقادرا, وأيضا كنا نحاول أن نزرع ونؤكد قيما جديدة لمفهوم الأمن عند المواطن وكان هدفنا أن الأمن مسؤولية الجميع.

    * ما هي الأسباب التي دعتكم لدمج الجهازين في جهاز واحد؟

    كان ذلك تحضيرا لاتفاقية السلام الشامل, وفي حوار بعيد عن أجواء الاتفاقية كنا نتحاور مع الأخوة في الحركة في هذا الاتجاه وكان توجه الحوار ضرورة إنشاء جهاز أمن ومخابرات واحد.

    * طبعا عملية الدمج صاحبتها بعض العقبات؟

    بعد أن كلفت بهذه الخطوة قمت بمعاونة بعض المساعدين بوضع سيناريو نظري وعملي بهدف صهر الجهازين في بوتقة تخرج جهازا واحدا, والدمج كان سلسا وجيدا وفي توقيت سريع, فقد تمت عملية الدمج خلال شهرين فقط في أسرع عملية توحيد جهازين في جهاز واحد حتى أصبح الجهاز بهيكلته الموجودة الحالية وأصبح الجهاز مؤسسة واحدة ومتناسقة ومنصهرة وبدأت تؤدي دورها الأمني والمخابراتي.

    * الترتيبات الأمنية في اتفاقية السلام الشامل أفرزت واقعا جديدا للجهاز؟

    المفاوضات في نيفاشا انتهت بأن يكون هناك جهاز أمن ومخابرات واحد يعمل في الشمال والجنوب, وهذه من الأشياء النادرة الموجودة في الاتفاقية, ومن الانجازات التي حرصنا عليها, والآن أصبح الجهاز هو الجهاز الاتحادي الوحيد الذي يعمل في الشمال والجنوب حسب نصوص الاتفاقية, ولا يوجد أي جهاز اتحادي يعمل في الشمال والجنوب عبر تواصل بين القمة والقيادة ولا يوجد إدماج حقيقي بين الشماليين والجنوبيين إلا في مؤسسة جهاز الأمن والمخابرات, فمثلا على مستوى القوات المسلحة نجد الجيش الشعبي للحركة الشعبية في الجنوب والقوات المسلحة في الشمال والقوات المشتركة تعمل في مناطق النزاعات وأيضا نجد الشرطة الاتحادية حتى الآن لم تستطع أن تعمل في الجنوب بصورة فاعلة وأيضا هناك شرطة الجنوب في الجنوب.

    * هل تعني بحديثك هذا أن جهاز الأمن يعمل في الجنوب بصورة طيبة؟

    نعم, هناك ضباط شماليون يعملون في الجنوب وضباط جنوبيون يعملون في الشمال بعد أن دمجت الحركة جهازها في جهاز الأمن والمخابرات, وأصبح الجهاز رسولا للوحدة بين الشمال والجنوب وتأكيدا على شكل السودان الجديد الذي يرغب أن يرى فيه الجنوبيون أنفسهم, وبذلك كان واحدا من أهم الإشارات الايجابية الداعمة لوحدة السودان بعد أن استقبلنا ضباط الحركة وتم تعيين نائب لمدير الجهاز من الحركة, ونعمل وفق مهنية وتناسق وتناغم بعيدا عن التنازع الحزبي أو الصراع الجهوي داخل الجهاز, واستطيع أن أقول إننا استطعنا أن نبني مؤسسة اتحادية يمكن أن تكون نموذجا لتأكيد وحدة السودان.

    * ارتبط الاعتقال والتعذيب وبيوت الأشباح بجهاز الأمن والمخابرات؟

    هذه حملات سياسية مدبرة ومنظمة كانت تستهدف تشويه سمعة الجهاز وسمعة العاملين في الجهاز, وهي ادعاءات باطلة بغرض المزايدة السياسية واستهداف النظام بزعم أن هناك استغلالا سيئا للسلطة, وكانت صورة الجهاز شائهة لدى المواطن السوداني وكنت حريصا على تصحيح هذا المفهوم وضرورة أن يشعر المواطن بأن هذا الجهاز جهازه وأنه المكان الذي يطمئن فيه المواطن وليس مكانا يخاف أو يشمئز منه, وكانت هذه واحدة من أكبر القناعات التي حرصت على تأكيدها لذلك بدأت في التواصل مع المجتمع السوداني في كافة قطاعاته, وشهد مقر الجهاز لقاءات متعددة من فئات متعددة من شرائح المجتمع من خلال اللقاءات التي كنا ننظمها مع الصحفيين والفنانين والمسرحيين وكل رموز المجتمع بهدف الانفتاح عليها, وحرصنا على التواصل مع المجتمع لنكون قريبين نشاركه أفراحه وأتراحه ومحنه, وكنا نحاول أن نبني علاقات جديدة بيننا والمواطن وغرضنا من ذلك أن يشعر المواطن أن جهاز الأمن جهاز يحميه وهو يطمئن إليه.

    * هل نجحت في تغيير صورة الجهاز عند المواطن؟

    اعتقد أننا حققنا ذلك من خلال مفهوم تطبيع العلاقة بين المؤسسة والمجتمع, والى حد كبير تحققت علاقة طيبة بين الجهاز والمواطن وأصبحت العلاقة جيدة وأصبح المواطن فعلا يأمن عند الجهاز ويشعر بأن الجهاز أنشئ لحمايته وحماية المجتمع, وانبنت علاقات جديدة وكدنا أن نحقق شعار الأمن مسؤولية الجميع, وفتحت لنا أبواب كثيرة للتعاون مع المؤسسة من المواطنين عامة وهذا أسهم في زيادة قدرات المؤسسة ووصولها للمعلومة والتحليل الصحيح, وهذه كانت من أكبر الانجازات في تلك الفترة التي قضيناها في المؤسسة التي قامت بانجازات في مجالات عديدة ومختلفة.

    * يرى البعض أن الجهاز أصبح غير مهني ويخدم جهات بعينها فقط؟

    هذا حديث خطأ, فالجهاز أصبح مؤسسة محترفة وتعمل بمهنية عالية في أدائها, أي بمعنى أن مصداقية معلوماتها وتقاريرها دائما موثقة, وكانت هي الباب لأنها تنفذ الى المسؤولين وأجهزة الدولة المختلفة, ولأن الجهاز يعمل بمهنية واحترافية أصبح الناس يتحدثون عن دور الجهاز المتضخم ودوره المؤثر فهو مؤثر بأدائه واحترافيته وموثوقية معلوماته التي يمررها لمستهلكي معلوماته, وهم المسؤولون في الدولة والمجتمع وفي المؤسسات المختلفة وكلهم يستفيدون من إنتاج المؤسسة لذلك انفتح إنتاجنا وأصبح يصل للمستهلكين ويستفيدوا من نشاطه ومخرجاته, وأصبح الجهاز موجودا في كل مكان, ويخدم كل الجهات وليس بالضرورة قيادة الدولة ومؤسسات الدولة بل كل المؤسسات الاجتماعية الثقافية والحزبية. وكنا نخدمها من خلال ما يتوفر لدينا من معلومات وتحليلات وقراءات. باختصار شديد الجهاز أصبح جهاز دولة يخدم كل الدولة, طبعا هناك فرق بين مفهوم الدولة والحكومة, فالدولة تعني كل مؤسسات المجتمع وهي التي تشكل عناصر الدولة لذلك الجهاز أصبح مؤسسة دولة يخدم كل الدولة.

    * علاقات جهاز الأمن مع أجهزة المخابرات في العالم؟

    تقدم الجهاز في مهنيته واحترافيته وتصنيفه كجهاز محترف وقادر كان بمثابة جواز مرور لبناء علاقات متينة مع الأجهزة الاستخباراتية المختلفة في العالم, ونتيجة لذلك فتح الباب للكثيرين للإقبال من أجل بناء علاقات معه وقد نجح الجهاز في بناء علاقات مع معظم أجهزة المخابرات في العالم, يعني لا أذيع سرا إن قلت لك إن في إفريقيا تقريبا لدينا علاقة مع 48 جهاز استخبارات وعلاقات قوية بها تواصل مستمر وتبادل معلومات ورؤى وزيارات, وأصبحنا موجودين في الساحة الإفريقية وتقريبا جهاز الأمن والمخابرات السوداني أكبر جهاز الآن لديه علاقات مع الأجهزة الأمينة الإفريقية, صحيح هناك أجهزة إفريقية أخرى مقتدرة لكن لا ترقى للتوسع في علاقاتها مثل ما يمتلك الجهاز السوداني, ولا يوجد جهاز أمن في إفريقيا بقدمه وتاريخه القديم في العمل الاستخباراتي.

    * ما هي القضايا التي تشهد تعاملا بين الطرفين؟

    معظم الناس يتفقون على ضرورة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة, وأن التعامل في هذه القضايا شكله مهني, بالإضافة الى ضرورة أفرقة القارة وإيقاف التدخلات والتأثيرات الضارة واستغلال موارد القارة دون النظر الى مصالح شعوب إفريقيا, ولذلك ننسق في ترتيب العلاقة فيما بيننا بهدف خدمة مصالح شعوب القارة.

    * ما هي الأسس والمعايير التي على أساسها تبني تلك العلاقة؟

    تبنى على المصالح المشتركة وكل يخدم مصالحه المشتركة وعلى هذه الأسس تبنى العلاقات, وهناك قواسم مشتركة كثيرة بيننا وبين الأخوة في القارة الإفريقية, وهناك أيضا عناصر التقارب والعمل المشترك الأمر الذي جعل العلاقات مع القارة قوية وموقع السودان الإستراتيجي ودوره في المنطقة من العوامل التي ساهمت في بناء علاقات متينة جدا مع الدول الإفريقية.

    * قوش قبل سنوات استقل طائرة وحط بها في واشنطن في زيارة سرية لها تداعياتها في ذلك الوقت؟

    أولا زيارتي الى واشنطن طبيعية, وصحيح بعض الدول عندما تزورها شخصية مثل صلاح قوش تخلق لها مشاكل سياسية, ولذلك تحرص على أن تكون الزيارة سرية, ونحن في الولايات المتحدة تربطنا علاقة قوية جدا مع (cia) ولكن علاقاتنا مع جهاز المخابرات الأمريكي لم تتطور لنبني علاقات مع مؤسسات الدولة وما زالت علاقتنا مع المؤسسات الفاعلة في أمريكا فاترة بل بعض المؤسسات الموجودة في أمريكا متأثرة باللوبيات والمجموعات وتحرضها ضد السودان, لذلك كان هناك حرج سياسي من شخصية مصنفة في المجتمع الغربي والناشطين وكانت رحلتنا الى الولايات المتحدة غير معلنة وهناك كثير من الزيارات غير المعلنة لغير أمريكا إذا قدرنا من المصلحة أن نقوم بالكتمان نعملها بالكتمان, والزيارة سربتها أمريكا.

    * يتحدث البعض عن تسليمك للمخابرات الأمريكية ملفات عن الإرهاب وتقديمك لمعلومات في هذا الملف؟

    الزيارة جاءت في إطار ترتيب العلاقات وتمتينها بين مؤسستين يربطهما عمل مشترك وفق مصالح مشتركة, وكانت زيارة عادية في إطار ترتيب العلاقات بين الطرفين والحديث عن الملفات والمعلومات كلها تهويمات من البعض ومحاولة لإظهارنا بأننا قدمنا معلومات لجهاز المخابرات الأمريكي, وهذا لم يحدث, ونحن لا نتبادل المعلومات إلا في ما نحن مقتنعون بضرورة تبادل المعلومات فيه, وعندنا نقاش مع الأمريكان عن الإرهاب, وفي داخل أمريكا قلت لهم إن الإرهاب صنيعة أمريكية صنعتها السياسات الأمريكية في أفغانستان, وبدأت عندما رحل العرب الأفغان وخرجوا من أفغانستان وجزء عاد الى بلدانه والبعض الآخر, والذي أغلقت عليه الأبواب, قام بتشكيل تنظيم القاعدة وتنظيمات أخرى وهي صنيعة أمريكية, وأيضا قلنا لهم بأن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي هي أكبر داعم للإرهاب, هم يكافحون الإرهاب ولكنهم من جهة أخرى يدعمونه, وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تتهم السودان بدعم الإرهاب, ولكن قلت في واشنطن إن سياستها في المنطقة هي أكبر داعم للإرهاب مستشهدا بتلك السياسة التي تنتهجها في فلسطين وأفغانستان والعراق, وهذا ما قلته في واشنطن.

    * ولكن ما هي الملفات التي تم تبادلها في الزيارة؟

    لم نقدم ملفات, والزيارة لم تكن بها تفاصيل وتقديم معلومات وإنما مناقشة الرؤى وتبادل الأفكار حول الإستراتيجية العامة والتحاور حولها ومحاولة التقارب, لذلك كانت زيارة طبيعية, والعمل بشأن تقديم الملفات والمعلومات يقوم به الفنيون ومن مستويات أقل, وحوار القادة لا يركز على التفاصيل والمعلومات إنما يركز على الكليات والسياسات, وتحدثنا عن رؤى واستراتيجيات, وهناك قضايا مصنفة, وكل جهاز يكون لديه حدود في تعامله مع الآخرين ويصنف مجالات التعامل وفق ما يمكن أن يتبادل فيه المعلومات مع الآخرين وما هو ملكه الخاص وما هو الذي يحتفظ به, وهذا ليس سرا, أن تكون لديك معلومات ملك خاص لا تتيحها للآخرين, ومعلومات يمكن أن تشرك فيها الآخرين. ونتعامل مع الأجهزة الأمريكية في هذا الإطار, وتقريبا هذه هي حدود تعاملنا مع كل الأجهزة.

    * ما هي الأسباب التي جعلت بعض الأجهزة الأمنية في العالم تضع السودان تحت مجهرها في قضية الإرهاب؟

    الإرهاب أصبح مهددا للأمن القومي الغربي, والسودان لديه خبرة ورؤى ودور لمعالجة هذه الظاهرة وهذه الرؤية, وهذا الدور أهله لأن يكون عنصرا جاذبا لبناء علاقات مع الأجهزة الأمنية الغربية, الأمر الذي جعلنا نستطيع أن نبني علاقات مهنية وقوية جدا مع معظم الدول الغربية مبنية على تبادل المصالح المشتركة, وهذه العلاقة نبنيها وفق رؤيتنا وتعريفنا للإرهاب ومنهجنا لمكافحة الظاهرة التي نعتقد أنها ظاهرة ضارة بالمسلمين والعمل الإسلامي, ولا ننسى أننا لدينا علاقات مع أجهزة في آسيا مثل الصين والهند وروسيا واندونيسيا, وقطعا العلاقات العربية تجد حيزا ومساحة كبيرة عندنا عبر الأجهزة العربية, وهناك تميز في علاقة الجهاز ببعض الأجهزة ذات الاهتمام القريب مثل دول الجوار أثيوبيا ومصر وليبيا وإريتريا وتشاد ويوغندا وكينيا, وبعض الدول المؤثرة في إفريقيا نيجريا وجنوب إفريقيا والسعودية ولبنان وسوريا والمغرب والأردن تحظى باهتمام خاص وعلاقات خاصة بالجهاز السوداني, وقد تطورت علاقة الجهاز مع تلك الأجهزة, فأصبحت للجهاز علاقات سياسية مع تلك البلدان, في أثيوبيا تربطنا علاقة قوية مع الجهاز الأثيوبي وبنفس القدر تربطنا علاقات بنفس القوة مع مؤسسات أخرى مثل القوات المسلحة والخارجية وحتى الرئاسة الأثيوبية تربطنا علاقة قوية معها, ونفس الشيء الذي ينطبق على أثيوبيا ينطبق على ليبيا, وتقريبا العلاقات السودانية مع بعض دول الجوار هي مفتاح للعلاقات الثنائية بين السودان وهذه الدول, والجهاز هو العنصر الفاعل والقوي لتمكين هذه العلاقات وقنواته مفتوحة مع مؤسسات هذه الدول وليس أجهزتها فقط.

    * البعض يرى أن دور قوش تعاظم وأصبح سياسيا أكثر من أمني مما جعل القيادة تعفيه من منصب إدارة جهاز الأمن؟

    أولا إعفائي من منصب مدير الجهاز عادي, وأثق في القيادة وقدراتها, وأنا حضرت الى الجهاز بدون مقدمات وذهبت بدون مقدمات, أما الحديث عن دور متعاظم لشخصي فهو حديث غير موضوعي, الدور هو دور المؤسسة والتي أصبحت مؤسسة حقيقية, أنا تغيرت بإدارة جديدة ونقلت الى موقع جديد, وتفسيرات التغيير يُسأل عنها الآخرون الذين اتخذوا القرار, ونحن أصلا في الحكومة جئنا بتكاليف سواء في الجهاز أو غيره وهذه ليست المرة الأولى التي انتقل فيها من الجهاز الى موقع آخر, وفترة وجودي في الجهاز زادت تجاربي وخبرتي, واعتقد أنني أديت دورا أنا راض عنه وكل الشعب السوداني راض عنه وكل الدولة راضية عني, وأديت دوري في فترة كان مطلوبا أن أؤدي هذا الدور, أما مبررات التغيير ودواعيه وأسبابه فيُسأل عنها من اتخذ القرار, وهذا تكليف جديد عبر مستشارية الأمن القومي.

    * البعض يتحدث بأن الجهاز في أحداث أم درمان الشهيرة سرق جهد القوات النظامية الأخرى وأن الجهاز كان مقصرا في توفير المعلومات؟

    كل تحركات حركة العدل والمساواة من الحدود التشادية وهي متجهة الى الخرطوم كانت لدينا, وكنا نتابعهم يوما بيوم وكنا نملك المعلومات للجهات المختصة, وهذا هو دورنا في أن نوفر المعلومات وتفاصيلها, وهذا دورنا الأساسي, والجهاز قام بواجبه كاملا في توفير المعلومات.. أما عن دور الجهاز في صد الهجوم فنحن مؤسسة داعمة لمؤسسات أخرى في المعالجة المباشرة واعتقد أننا قمنا بدورنا كمؤسسة داعمة للمؤسسات الأخرى في هزيمة حركة العدل والمساواة في معركة أم درمان, وليس بإمكاني أن أتحدث عن دور الآخرين ولكن الجهاز قام بواجبه في توفير المعلومات وقام بواجبه أيضا في دعم المؤسسات الأخرى في دحر حركة العدل والمساواة.

    * قانون جهاز الأمن يثير جدلا بين الشريكين؟

    حسب نصوص اتفاقية السلام الشامل فإن جهاز الأمن والمخابرات الوطني يركز في مهامه على جمع المعلومات وتحليلها, والاتفاقية قالت (يركز) ولم تقل ينحصر, وهناك فرق بين التركيز في العمل في شيء ما والحصر في عمل شيء ما, والاتفاقية لم تحصر عمل الجهاز في جمع المعلومات ولكن قالت يركز على جمع المعلومات وهذا شيء طبيعي, والجهاز 90% من عمله هو جمع المعلومات وهو مركز ويركز على جمع المعلومات, وهذا خلط غير مبرر في تفسير اللفظ, فالاتفاقية في اللغتين الانجليزية والعربية فسرت اللفظ, وعليه فإن الأدوار الأخرى غير جمع المعلومات يتيحها الدستور للجهاز, أما عن سلطة الاعتقال والتوقيف التي يتحدث عنها البعض بمخالفتها للدستور, فالدستور ينص على أن الحرية تقيد بقانون والدستور لم يقل إن الحرية مطلقة بل نص صراحة على أن الحرية تقيد بقانون ونحن نقيدها الآن بقانون جهاز الأمن الوطني وبمبررات موضوعية, وهي أن حق الاعتقال عمل استثنائي ويعمل به في الاستثناء وكثير من دول العالم تطبق هذا المبدأ والناس ينشدون أن تكون الحريات موجودة بنفس ما هي موجودة في أماكن أخرى دون مراعاة الاختلاف الواقع بيننا وبينهم, فمثلا الناس عندما يتحدثون عن الحريات في السودان يقيسونها بالحريات الموجودة في بريطانيا مع اختلاف الواقع الموجود في بريطانيا والسودان, فمثلا في بريطانيا كثير من الثوابت محسومة وكثير من القضايا متفق عليها بين الحكومة والمعارضة وبين المجتمع ومؤسسات الدولة والحكومة هناك ثوابت متفق عليها ولا يوجد نزاع حولها ولا اختلاف, ولكن نحن في السودان (لسه)! الآن مختلفون في أن نكون دولة أو دولتين, مختلفون في أن نكون علمانيين أو إسلاميين, مختلفون عرب أو أفارقة, وكثير من الثوابت لم تحسم, والسودان ما تزال لديه مشاكل كثيرة جدا، مشاكل في دارفور وتوتر بين الشمال والجنوب, وهناك بؤر للتوتر موجودة في أطراف السودان, والسودان بموقعه الجغرافي في الجنوب هناك مشاكل قبلية والصراع القبلي, والسودان مرتع لاختراقات الجريمة المنظمة, والسودان يقع في تقاطع مصالح إستراتيجية لكثير من القوى إقليمية ودولية, فهو هدف لكثير من الاستراتيجيات والأطماع الإقليمية, وهناك تهديدات متعددة على الأمن القومي السوداني بصفة عامة لا يمكن أن تحصرها في مهدد واحد أو في اتجاه واحد, للتهديد أشكال متعددة جدا, وبهذا الواقع وبهذه التحديات لا يمكن أن تقارن هذا الواقع بالواقع الموجود في بريطانيا وعلى الرغم من أن الواقع المختلف بين السودان وبريطانيا فالقانون البريطاني به حق الاعتقال التحفظي لمدة (28) يوما, وفي أكثر من 28 دولة متقدمة من دول العالم الثالث أجهزة أمنها لها سلطة الاعتقال التحفظي لمدد أقلها 28 يوما, ونحن في القانون الحالي اقترحنا شهرا, ونستخدمه عند الضرورة.

    * البعض يرى أن الاعتقال يعيق عمل القوى السياسية المعارضة؟

    الآن لا يعتقل شخص لنشاطه السياسي, والأحزاب السياسية تمارس نشاطها.. بالمفتوح ولا أحد يسألها, ونحن نعتقل عندما يحاول الشخص توظيف العنف, عندما يريد أن يحقق مكاسبه السياسية عن طريق العنف واستخدام السلاح, والذي يعتقله الناس عندما يريد أن يمارس السياسة عبر العنف واستخدام السلاح ويطاله القانون في حق الاعتقال التحفظي والممارسة, والتجربة ظاهرة أمام الناس لن تجد هناك معتقلا سياسيا في المعتقلات لنشاطه السياسي أو لرأيه السياسي, نعتقل من يحمل السلاح ويريد أن يخرب البلد والذين يستهدفون أرواح الأبرياء والمدنيين الآمنين, ولأننا نستهدف هولاء فأي مواطن في السودان الآن مقتنع بأن جهاز الأمن حريص على حمايته وتطوير أمنه وحماية أمواله وأعراضه, لذا فأهل السودان يشعرون بضرورة وجود جهاز قوي قادر على أن يحميهم من تحديات كثيرة جدا, ويحرس التحول الديمقراطي, والممارسة السياسية الراشدة يحميها ويحفظها, لذلك هم محتاجون الى جهاز مثل هذا النوع, والعلاقة بين الجهاز والمجتمع تغيرت جدا وأصبح المواطنون يشعرون بالأمان عند الجهاز, حتى التغيير الذي حصل في الجهاز هناك بعض الناس أشفقوا بأن هذا التغيير ربما يؤثر على أداء الجهاز ويؤدي الى خروقات أمنية, وهذا الشعور ناتج عن أن الجهاز أصبح مؤسسة تحمي الناس وتؤمنهم وليست مؤسسة لتخويفهم وتكميم أفواههم ومنعهم من ممارسة حقوقهم السياسية, بل حماية حقوقهم السياسية ورعايتها وحمايتها.. وعليه فأنا اعتقد أن هذا الحق يمارس في إطاره المطلوب الذي يمارس فيه, ولحماية المواطن والعمل السياسي, وحماية أرواح الناس وممتلكاتهم, والحديث عن أن هذا الحق لا يجب أن يكون عند الجهاز مزايدة سياسية عند بعض الناس.. نحن لا نتحدث عن ضرورة وجود هذا الحق لأننا نخاف من الحريات, فنحن مع الحريات ومع الحرية السياسية, ولكننا حريصون عليه من أجل قطع الطريق على أية فوضي يمكن أن تحدث وتقود السودان الى التفتت ونفقد البلد نفسها لا الحريات والعمل السياسي فحسب, عليه اعتقد أن حرصنا على هذا المشروع المتداول الآن هو من باب حرصنا على أمن البلد واستقرارها حتى يمارس السياسيون نشاطهم السياسي.


    الاخبار
                  

العنوان الكاتب Date
فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-08-09, 10:44 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-08-09, 10:48 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-09-09, 08:39 PM
      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-11-09, 04:22 PM
        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-15-09, 06:59 AM
          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-16-09, 09:35 PM
            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-18-09, 10:29 PM
              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-22-09, 02:38 PM
                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-24-09, 08:29 PM
                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-25-09, 03:40 PM
                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك11-28-09, 08:04 AM
                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-01-09, 00:40 AM
                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-01-09, 08:58 PM
                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-01-09, 09:03 PM
                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-02-09, 02:19 PM
                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-03-09, 12:28 PM
                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-06-09, 02:46 PM
                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-07-09, 10:22 PM
                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-08-09, 04:17 PM
                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-08-09, 04:17 PM
                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-09-09, 02:31 PM
                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-11-09, 11:19 PM
                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-12-09, 07:45 PM
                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-18-09, 10:30 AM
                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-18-09, 07:37 PM
                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-20-09, 10:18 AM
                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-27-09, 05:26 PM
                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-27-09, 05:31 PM
                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 الكيك12-27-09, 05:37 PM
                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز.... بين اخوان السودان ..+2 محمد النيل12-27-09, 10:16 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de