|
دلالات الاستقبال الشعبي الهائل للدكتور قرنق فى الخرطوم
|
كان للاستقبال الهائل الذى وجده الدكتور قرنق فى الخرطوم الجمعة الثامن من يوليو 2005 دلالاته السياسية ومعالمه التاريخية الهامة التى ينبغى الوقوف عليها على اعتاب مرحلة ديموقراطية جديدة انتزعت انتزاعا من فك الاخوان المسلمين ممثلين فى حزب المؤتمر الوطنى ...الحاكم بالحديد والنار مدة ستة عشر عاما .. الدلالة الاولى الخروج العفوى لمليون شخص بارادتهم دون استخدام طريقة الحشد المدفوع التى اعتادت عليها سلطات الحكم طيلة فترتها فى الحكم وايام جعفر نميرى فيما عرف فى ذلك الوقت بالمسيرة المليونية والتى خسر فيها الاخوان المسلمين اموالا طائلة تبنى اكثر من الف مدرسة ومركز صحى للفقراء .. الحشد يؤكد ثقة الجماهير فى الحركة الشعبية وفى خطابها السياسي القوى والصادق وثباتها على المبادىء دون تردد او تخاذل فى اى مرحلة من مراحل المحادثات .. الطابع الشعبى للجنة الاحتفالات اكد ان الجماهير واعية بمن يمثلها وهى قادرة بدون امكانيات الدولة والبنوك الاسلامية على الاستجابة باندفاع صادق لنداءاتها وبشغف وحب دون اكراه وهذه مقارنة بما حصل قبل اسبوع فقط فى احتفال الانقاذ بعيدها الاخير والكيفية التى حشدت بها الجماهير التى غصبت على ذلك تحت تهديد الخصم من الراتب .. التلفزيون والاذاعة لم يقدرا لهذا اليوم حق قدره والدليل على ذلك ما يلى .. استخدام كاميرا واحدة فقط فى الاستقبال فى المطار وايضا فى الساحة الخضراء ..وهذا فى اعتقادى امر مقصود يجب ان يحاسب المسؤولون عنه فورا اليوم قبل الغد .. كان يمكن للتلفزيون استخدام طاقم التلفزة الكامل ولكنه لم يفعل دون ابداء الاسباب .. اعاد التلفزيون جزء من لقاء الساحة الخضراء ولم يذيع او يسجل لحظات تحيات قرنق وخطابه للجمهور وانما اتى بلقطات فقط وطالما تعذر عليه النقل المباشر فكان يجب عليه تسجيلها على اقل تقدير وبثها فيما بعد .. اذا عذرنا التلفزيون الذى تحجج باندفاع الجماهير فما عذر الاذاعة التى لم تنقل خطاب قرنق هى ايضا الا اذاكان فى الامر شىء متفق عليه .. استضاف التلفزيون الدكتور معتصم عبد الرحيم لوحده ليتحدث لوحده وبرؤيته لوحده لمثل هذا الحدث وكان الاحرى فى مثل هذا اليوم الذى نستشرف فيه عهدا ديموقراطيا ان تشمل الاستضافة الحركة الشعبية وممثل للتجمع على الاقل الامر الذى احس به المستضاف نفسه وحاول ان يتحدث كمحلل سياسي رغم انه قدم على اساس انه قيادى فى حزب المؤتمر .. شهادة للحق كان معتصم معتدلا فى ارائه ولم يتطرف وهذه نسجلها له .. ما حدث يؤكد على رؤيتنا بان يتغير الخطاب الاعلامى وعلى الحركة التحرك تجاه التلفزيون والاعلام عموما ليكون اعلاما قوميا صادقا يعبر بصدق عن هذه الجماهير الوفية ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|