|
Re: الانتباهة الغفلانة.... تبكى دما عزلة السودان (Re: الصادق الخليفة)
|
زفرات حري الطيب مصطفي أمريكا والعداء الاستراتيجي للسودان!
هل تذكرون جينداي فريزر، مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الافريقية والتي أطلقنا عليها لقب »حمالة الحطب« خلال انعقاد مؤتمر القمة الافريقي في الخرطوم العام الماضي؟ هل تذكرون كلماتها من داخل قاعة المؤتمر عندما قالت لمحدثها في أمريكا فور إزاحة السودان من الترشيح لرئاسة الاتحاد الافريقي »لقد حصلنا عليها أخيراً«»At last we got it «؟! رغم أن قرار القمة الافريقية الماضية كان أن يتولى السودان رئاسة الدورة القادمة فإن فريزر كانت واثقة من أن ذلك لن يحدث وصرّحت بذلك وقتها ونشر في الصحف المحلية لكن الواهمين، بالرغم من كل تجاربهم مع أمريكا، ظنوا أنها أعطت اشارات بأن هذا الأمر لا يعنيها وبالتالي فإن ذلك يمثل ضوءاً أخضر للدمى الافريقية لأن تمضي في اتجاه تنصيب السودان بدون أن تخشى من بأس أمريكا أو غضبها وما أن جاءت »حمالة الحطب« مرة أخرى وحضرت قمة أديس أبابا وكشرّت عن أنيابها حتى ارتعدت فرائص الدمى التي نجني عليها كثيراً حين نطالبها بأن تتحول بين عشية وضحاها إلى كائنات حية تنبض بمشاعر النخوة والرجولة والعزة والكرامة والعنفوان والكبرياء والأخلاق ذلك أن هذه صفات لا تليق بالمرتجفين المذعورين المهرولين منزوعي الكرامة من المنهزمين المستعمرين نفسياً جراء عقدة نقص متمكنة بل ومتجذرة تجاه سادتهم البيض. بربكم هل من إهانة أكبر من أن يُلطم السودان من قبل دول كان ينبغي أن تتشرف بزعامة السودان لها وكان ينبغي على السودان أن يتأفف من أن يرأسها؟! أما كان أرحم بالسودان وأكرم، وقد نُزع منه اللقب من داخل أراضيه، أن يزهد في قمة تقام خارج حدوده خاصة وأنه قد لُدغ من ذات الجحر مرات ومرات ويعلم المؤامرات التي نُسجت وحيكت ضده من أقرب المقربين الذين ينبغي، إن كانت لهم كرامة ونخوة، أن يعتبروا اهانة السودان إهانة لهم؟! إن السودان في حاجة إلى إعادة النظر بل والغوص في جذور المشكلة بدلاً من التمادي في إنتهاج أسلوب النعام في التعامل مع قضاياه فأمريكا تظل هي أمريكا المعادية لنا والتي تكيل بمكيالين تؤازر جزءاً من البلاد وتتحالف معه »جنوب السودان« بينما تخاصم الآخر بل وتناصبه العداء »الشمال« .. أمريكا المجردة من الأخلاق ولا أحتاج إلى إثبات ذلك بعد الذي رآه العالم أجمع من فضائحها في العراق بدءاً من فرية أسلحة الدمار الشامل ومروراً بمخازيها في غوانتنامو وأبو غريب والفلوجة وانتهاء بما رأيناه من تجاهل لكل ما قدمته الحكومة السودانية من تنازلات ونكوص عن وعودها برفع العقوبات عن السودان فور التوقيع على اتفاقية نيفاشا التي وضعت السودان في فوهة بركان تضطرم نيرانه منذ توقيعها وما رأيناه كذلك من التنازلات الكثيرة التي قدمتها الحكومة في أبوجا والتي كانت شاهدة عليها وضالعة فيها مثل نيفاشا تماماً لكن أمريكا كعهدها دائماً في التعري من الأخلاق والتراجع عن التعهدات أبت إلا أن تنكص على عقبيها بل إنها منذ البداية ما كانت تضمر غير الكيد والخداع وذلك سلوك راتب عند طاغية العصر وفرعون هذا الزمان فقد كررت أمريكا نفس الفعلة حين منت الحكومة بأنها ستكون ضامنة لسلام دارفور وذلك حين أقنعت الحكومة بتقديم تنازلات اللحظة الأخيرة في أبوجا بل وحضرت التوقيع ولكن بدلاً من أن تسعى لحمل غير الموقعين على اللحاق بركب التوقيع عادت إلى ضلالها القديم حين انقلبت على الحكومة وسندت الفصائل غير الموقعة بل وحركت دماها من العرب والافارقة لدعم تلك الفصائل المتمردة ثم واصلت ضغوطها وجردت السودان من المنصب الأفريقي مؤخراً فهل ترانا نصدق أمريكا بعد اليوم وهل يمكن لامرء مهما كان غافلاً أن يصدق الشيطان حين يعد ويمني رغم أنه لا يعد إلا غرورا؟! على الحكومة أن توطّن نفسها على اتخاذ أمريكا عدواً استراتيجياً إلى أن ترى تغييراً استراتيجياً كذلك في سياساتها تجاه السودان الشمالي بل عليها أن تعلم أن مخطط أمريكا الاستراتيجي يقضي باستمرار التضييق على الحكومة وعلى الشمال بصفة عامة في إطار مشروع السودان الجديد الذي تتبناه أمريكا لتغيير هوية السودان بالكامل. إن سياسة اطفاء الحرائق والنظر تحت القدمين والعمل على حل المشكلة عند وقوعها كبديل لأسلوب التخطيط الاستراتيجي هو المسؤول عن كل اخفاقاتنا وليت الحكومة تعكف على حل المشكلات الكبرى بأساليب غير تقليدية ذلك أن مشكلة الجنوب تظل هي القضية الأساسية التي تفرّعت عنها كل مشكلات السودان وهذا ما يدعوني إلى الطلب إلى الحكومة والأحزاب السودانية الشمالية أن تسعى إلى حل المشكلات الكبرى بصورة أخرى غير التي ظلت تُوقع السودان في المهاوي. قبل الصادق الرزيقي غياب الإرادة.. وضعف الدراية..!
فقدان السودان رئاسة الاتحاد الافريقي، يجب النظر اليها من عدة وجوه، وهي من الحالات النادرة في القارة الافريقية ولم يحدث منذ ميلاد منظمة الوحدة الافريقية مطلع ستينيات القرن الماضي حتى وفاتها وولادة الاتحاد الافريقي عام 1999م لم تُحرم دولة افريقية من ترؤس هذه المنظمة الإقليمية مهما كانت الأسباب. ولذلك فإن تداخلات القرار الأفريقي المرهون بكامله بقوى خارج القارة ومرادات الدول الكبرى في العالم، تجعل من الضروري التأمل بدقة في هذا الانحدار الكبير في العمل الأفريقي وانحرافه خارج سياقه الطبيعي، وإعادة النظر في جدوى مثل هذه المنظمات الاقليمية التي لم تعد إلا أدوات تنفذ ما يملى عليها من بعض العواصم الغربية المتنفذة في القرار الدولي. وما حدث مع السودان في مسألة الرئاسة للاتحاد الافريقي في قمتي الخرطوم 2006م وأديس أبابا 2007م، رغم محاولات الحكومة تبريرها، يدفع بالتفكير في إتجاه معاكس، مؤداه ما يلي: { اولاً: الاعتراض على رئاسة السودان للاتحاد الافريقي في قمتي الخرطوم وأديس ابابا، لم يكن في الأساس قراراً افريقياً أصلاً، فالولايات المتحدة وبعض الدول الغربية هي التي بادرت بالرفض في قمة الخرطوم، وحركت بعض وكلائها من القادة الافارقة، ولعبت واشنطون مباشرة داخل الملعب في قمتي الخرطوم وأديس بواسطة مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية (جنيداي فريزر التي مارست كل أنواع الترغيب والترهيب على الطريقة الأمريكية، لمنع حصول الرئيس عمر البشير على هذا المنصب التشريفي في قيادة الاتحاد الافريقي، ولو لم تعترض امريكا في العام السابق والعام الحالي لما حدث ما حدث ولما تأزمت الأمور وشعر السودانيون بهذا الخذلان الكبير، وقد استخدمت واشنطون كل الأساليب في معركة رئاسة الاتحاد الافريقي وكان لها ما أرادت. ثانياً: الحجة التي اعتمدت عليها خلال القمتين للحيلولة دون فوز السودان بالرئاسة، هي حجة داحضة، وغير مقبولة ولا تجد ما يسندها، وهي الصراع الدائر في دارفور، فهذا الصراع المركب ذو الأبعاد الخارجية والمؤثرات الأجنبية، ليس هو النزاع الوحيد في القارة، فنيجيريا التي كانت تتولى رئاسة الاتحاد لدورتين، تعاني هي نفسها من نزاعات وأوضاع داخلية معقدة، فضلاً عن ان هناك خمسة عشر حرباً داخلية تدور رحاها في دول افريقية عديدة لم تكن سبباً في عدم تولي دولةٍ ما منصباً قارياً مهماً او رضخ فيه الافارقة لإرادة خارجية. ثالثاً: إنصياع القادة الأفارقة لتعليمات (جينداي فريزر يُغري واشنطون والدول الغربية، الى مزيد من الإملاءات لإضعاف الإرادة الوطنية والقارية في افريقيا، ويدفع بالبناء الافريقي كله نحو الإرتهان، وهو ما يجعل الاعتماد على الاتحاد الافريقي غير ذي قيمة ولا تأثير. وسيكتشف الناس أنه مجرد بالون تملأه الولايات المتحدة بنفخة هواء وتفرغه بطعنة إبرة صغيرة تحملها موظفة في السلم الثاني داخل الإدارة الأمريكية. { وعليه فإن محاولة إصلاح الاتحاد الافريقي وإعادة الثقة فيه محاولة صعبة ومعقدة للغاية وتحتاج في البداية إلى مراجعة ميثاق الاتحاد الذي تكون على ضوئه وحسم مسألة الرئاسة التي لم ترد فيها أية نصوص واضحة في الميثاق.. هل هي للدولة المضيف أم متروكة بكاملها لطريقة هلامية تحدد القارة بأقاليمها الجغرافية. كل هذه أزمات مؤجلة وتقاطعات صنعتها القوى الدولية للسيطرة على القرار الأفريقي وللأسف كان السودان هو الضحية. hالانتباهة 1/2/2007
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|