|
Re: ما بين عمر ...وعمر ... رسالة مهدى امين التوم ...باسم اساتذة جامعة الخرطوم .. (Re: الكيك)
|
;كمال الجزولى
الجمعة:
مَن قرأ ولم يُزلزل أعماقه ، بعد ، الخطاب المفتوح الذي وجَّهه البروفيسور الجليل مهدي أمين التوم إلى رئيس الجمهوريَّة بعنوان "لسنا متسوِّلين يا سيادة الرئيس" (السوداني ، 15/3/07) ، فإن عليه أن يتحسَّس صدره ، فلربما كان ثمة (حجر) مكان (القلب)!
لقد هزَّني ، والله ، بقوَّة استهلاله الخطاب قائلاً: "لو كنت متمثلاً حقاً بالرجل العظيم الذي سمَّاك أبوك عليه ، لما أحوجتني وغيري لمخاطبتك عبر الصحف السيارة" ، وتشديده على كفاح الأستاذ الجامعيِّ السودانيِّ ، السنوات الطوال ، "للحصول على المرتبة العلميَّة الرفيعة كي يكون .. مرجعاً علمياً عالمياً في تخصُّصه تتنافس الجامعات الخارجيَّة والمؤتمرات العلميَّة على التشرُّف به". كما هزّتني ، بعد ذلك ، تساؤلاته التي تكاد تقطع نياط أقسى القلوب ، وهو يشير إلى القرارين المتناقضين الصادرين عن رئاسة الجمهوريَّة وعن مجلس الوزراء ، ونتيجتهما جحد حقوق الأساتذة مِمَّن تجاوزوا سِنَّ الستين: "هل في هذه المسيرة .. يا سيادة الرئيس .. ما يبرِّر ما أدخلتمونا فيه من إهانة وإذلال ونحن في هذه المراحل المتأخرة من أعمارنا"؟! و .. لماذا هذه .. القرارات المتناقضة .. (و) المتضرِّرون رجال في خريف العُمر بلغوا الخامسة والستين ، أو زادوا ، وخدموا هذه الأرض الطيِّبة عِلماً وعملاً لأكثر من أربعين سنة ، تعايشوا خلالها مع ظروف من البؤس والتدهور المستمرِّ والمتسارع ، لكنهم لم يحنوا رؤوسهم ، ولم يلجأوا إلى ذل السؤال إلا إلى الله الوالي الكريم"؟! ثم بلغ الخطاب سنام تأثيره الفاجع ، بالإيماء إلى أن حال هؤلاء الأساتذة ظلَّ ، طوال عشرات السنين ، أشبه ما يكون بحال أهل بادية الكبابيش في فترة الجفاف والتصحُّر ، وقد عبَّر عنه أحد أبنائهم ، حين سألوه عن ذلك ، قائلاً ، بعفويَّة شديدة ، وهو يجلو الصِّدق بوهج البلاغة الشعبيَّة: "والله يا أولادي كنا ماسكين الدموع بالصِّنقيع"!
وبعد ، فهل ، تراها ، وصلت تلك الرسالة المفتوحة إلى السيِّد الرئيس ، أم أن ثمَّة (إخوة أعداء) حجبوها عنه ، كما توقع بروفيسور مهدي ، أو زيَّنوا له تجاهلها ، أو العمل عكس توجُّهاتها؟!
الراى العام
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|