فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 11:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-25-2007, 10:23 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    . الطيب زين العابدين يكتب عن ظاهرة الفساد : تلقـوها عنـــــد الغـافل!

    تلقـوها عنـــــد الغـافل


    بعض الصحافيين الحاسدين من أمثال زهير السراج وعثمان ميرغنى فى (السودانى) وكمال الصادق ومرتضى الغالى فى (الأيام) انتهزوا فرصة ما حدث فى حكومة جنوب السودان من هجوم عنيف على الفساد والمفسدين فى مؤتمر الحركة الشعبية بمدينة ياى وما تبع ذلك من اجراءات جادة مثل انشاء لجنة فى البرلمان لمحاربة الفساد، وتكوين لجنة تحقيق مع بعض الشخصيات القيادية فى الحركة الشعبية بخصوص مبلغ الـ 60 مليون دولار التى قال الرئيس البشير إنها سلمت للحركة الشعبية لتأتى بقياداتها الموزعة فى أنحاء العالم، ورفع الحصانة عن وزير مالية الجنوب حتى يتم التحقيق معه دون حساسية، وفصل ثلاثة من كبار موظفى وزارة المالية والقبض على وكيل وزارة المالية، وإعفاء وزراء ومعتمدين ومستشارين بثلاث ولايات جنوبية، والتوصية بتكليف وزارة الشؤون القانونية بحكومة الجنوب باتخاذ الاجراءات القانونية ضد أى من يثبت تلاعبه بالمال العام واستغلال المنصب، والترحيب بدور الصحافة فى كشف الفساد والمفسدين. انتهز هؤلاء الصحافيون الحاسدون، لشئ فى نفس يعقوب، هذه الاجراءات القاسية وتمنوا لو حدثت اجراءات مماثلة فى حكومة الرئيس البشير التى تحكم الشمال فقط. وكان ينبغى لهم أن يدركوا أن ليس هناك صلة تربط حكومة الجنوب بحكومة الشمال ولا علاقة بين الحركة الشعبية المسيطرة فى الجنوب والمؤتمر الوطنى القابض على الشمال، فهذه كيانات مختلفة فى طبيعتها وأهدافها وآيديولوجياتها وبرامجها السياسية وعليه لا يجوز لأحد أن يتوقع أن تفعل حكومة الخرطوم ما فعلته حكومة جوبا.
    فحكومة الجنوب هذه حكومة جديدة، عمرها أقل من سنتين، لم تنشئ بعد مؤسسات قوية راسخة تعرف كيف تسيطر على ادارة الجنوب، وليست لديها خبرة فى فنون التلاعب بالاجراءات القانونية والمالية والمحاسبية، وأجهزة الخدمة المدنية هناك لا تتبع بكاملها للحزب الحاكم فى الجنوب حتى يستر بعضها عيب بعض، ولأنهم جدد فى "الصنعة" لا يجيدون اخفاء أموالهم المصرفية وعقاراتهم وممتلكاتهم. أما الحركة الشعبية فتختلف تماما عن المؤتمر الوطنى، فقد نشأت بحجة تحرير أبناء الجنوب الأفارقة من هيمنة العرب الشماليين ورفع الظلم والتهميش والتخلف عن مناطق الجنوب وحاربت من أجل ذلك لأكثر من عشرين عاما. اذن فهى حركة ذات آيديولوجية مادية (وكانت فى يوم مضى شيوعية الهوى) وتبحث عن تحقيق مكاسب مادية لأهل الجنوب، فلا عجب ان شغلت نفسها بهذه الأمور المادية (الهايفة) وجعلت من الحبة قبة. وماذا تعنى 60 مليون دولار فى عالم اليوم وفى بلد يسبح فوق بحيرة من النفط؟ ثم ان قيادة الحركة الشعبية تؤمن فقط بالحساب الدنيوى وتنسى الحساب الآخروى، ومن الأفضل أحيانا أن يترك الحساب الى يوم الحساب كما تقول المرجئة!
    أما المؤتمر الوطنى الذى يمثل الحركة الاسلامية الحديثة (فى أبشع صورها) فقد جاء لتحقيق مثل عليا لا صلة لها بالمكاسب المادية (الحقيرة)، ولديه مشروع حضارى متكامل لكل جوانب الحياة سينهض بالأمة السودانية وبكل الشعوب الاسلامية حتى تقوم دولة الخلافة الكبرى فى مشارق الأرض ومغاربها، ويستعيد المسلمون مجدهم السابق فى قيادة العالم. مثل هذه الأهداف العظيمة يضحى فى سبيلها بكل غال ورخيص من اللعاعات المادية، وتحتاج الى (تمكين) طويل الأمد فى السلطة حتى يتحقق ذلك الهدف الكبير أو يأتى المهدى المنتظر فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً. والتمكين يتطلب بالطبع حماية من أهل الشوكة ضد أولئك الذين يريدون تداول السلطة واجهاض المشروع الحضارى، ولا بأس على هؤلاء ان ارتكبوا بعض الموبقات المحدودة فى سبيل أداء ذلك الدور العظيم والذى قد يموتون من أجله. وعلى كل هم يكفرون عن تلك الموبقات بكثرة الحج والعمرة وان كانت على حساب الحكومة، أليس من واجب الحكومة أن تعين الناس على أداء الطاعات؟ وكثير منهم يصومون الإثنين والخميس ويفطرون معا بما لذ وطاب، ويتزوجون مثنى وثلاث بقصد اعفاف النساء وتكثير ذرارى المسلمين. ألا يكفر كل ذلك عن بعض الموبقات؟ وتحتاج قيادة المشروع الحضارى الى شخصيات ذات مقدرات عالية وطموحات كبيرة، واذا ما وجد هؤلاء الرجال فيجب عليهم أن يمسكوا بدفة المشروع الى أن يتحقق كاملاً أو يفطس أو يموتوا دونه! فهم غير قابلين للتغيير والتبديل فى منتصف المعركة الحضارية، واذا وقع من بعضهم شئ من نهب المال العام أو انتهاك حقوق الانسان أو جرائم الحرب أو غير ذلك مما تقول به المعارضة (المرتهنة للقوى الدولية) فسبحان من لا يخطئ، وبما أنهم من البدريين القدامى والجدد فسيغفر الله لهم ما تقدم من ذنوبهم وما تأخر. والمؤتمر الوطنى، بحراسة وتوفيق من عند الله، وصل الى السلطة دون جهاد كبير فلم يفقد فى انقلابه الأبيض المحبوك على سلطة الأحزاب الغافلة سوى عنصر واحد نسى كلمة السر داخل حوش السلاح الطبى. وهذه الجرائم التى يتحدثون عنها تعتبر عادية وتقع فى كل أنحاء العالم بما فى ذلك الدول الديمقراطية المتقدمة مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا، ولكن لا يكثر الحديث عنها هناك ولا تصدر فيها قرارات من مجلس الأمن ولا يطالب مرتكبوها بالوقوف أمام المحكمة الجنائية الدولية. انهم يفعلون ذلك حرباً للاسلام وانتهاكا للسيادة الوطنية وكراهية لحكومته الاسلامية الرشيدة، وقد أقسم السودان ثلاثاً بأنه لن يمكنهم من تحقيق مآربهم الاستعمارية!
    وقد أوضحت قيادة المؤتمر الوطنى موقفها بجلاء تام حول أقاويل الفساد والمفسدين ضد أى فرد من حكومة الشمال، على كل من لديه وثائق ثبوتية أصلية (ليست مصورة)، أو أشرطة فيديو ليست مدملجة، أو أربعة شهود رأوا عملية الفساد كاملة من أولها الى اخرها أن يتقدم بتلك الوثائق الثبوتية القاطعة الى القضاء السودانى المستقل حتى يقول كلمته، وتعد الحكومة بأنها لن تتدخل فى اجراءات القضاء ولكنها فى نفس الوقت غير مستعدة لرفع الحصانة عن أى مسئول فى الدولة أثناء التحقيق لأن تلك الحصانة جزء من مخصصاته القانونية، وقد يفسر رفع الحصانة بأنه تجريم للشخص قبل المثول أمام المحكمة، وذاك أمر محرم شرعاً.
    أما ما يقول به الشيخ الترابى بأن نسبة الفساد قد أصبحت 90% بدلاً من 9% التى كانت فى عهده الميمون، فهذا من باب التخريف والغبينة والحسادة لتلامذته الذين تفوقوا عليه فى اللف والدوران والتكتيك السياسى! وما هو الفرق بين التسعة والتسعين سوى صفر واحد!
    وخلاصة القول إن على كل من يطالب بمحاربة الفساد عن طريق التحقيق والايقاف ورفع الحصانة عن المسئولين فى حكومة الشمال أن ينتظر حتى الانتخابات القادمة، التى قد تأتى فى وقتها أو تتأخر سنة أو أكثر بموافقة الشريكين، ويصوت للفريق سلفا كير أو حتى للإمام الصادق المهدى.

    نقلا عن الصحافة




    التجانى عبد القادر
    الحركة الاسلامية والمسالة الامنية
    الصحافة
    25/3/2007


    (تعقيب 3)
    إن مقالى عن "إخوانا الصغار ومشاريعهم التوسعية الكبرى)أسس على خلفية محادثة قصيرة جرت قديما بينى وبين د. الترابى حول كتاب د.الأفندى الذى أشار فيه الى العديد من تجاوزات الأجهزة الأمنية.ذكرت فى ذلك المقال أن د.الترابى أبدى أستخفافا بدور تلك الأجهزة ولم يدرك خطرها الا مؤخرا حينما وجد نفسه معتقلا لديها.وذهبت فى ذلك المقال الى الأخ الأمين العام الذى كان يكتب عن تصوره لما ينبغى أن تكون عليه أجهزة الأمن فى المستقبل البعيد لم يوضح لنا ماذا كانت تفعل تلك الأجهزة فى الماضى القريب، وقلت: "فاذا خلا كتابه من أى معلومة مفيدة فى هذا الصدد فمن أين نحصل على معلومات مناسبة تمكننا من الفهم الصحيح لحقيقة المهام التى كانت تقوم بها تلك الأجهزة، أو الآليات الفعلية التى تتحرك من خلالها، او الميزانيات المتوفرة لديها"، ثم قلت أن ليس أمامنا فى هذه الحالة الا الاعتماد على بعض التجارب الشخصية المحدودة لبعض ممن احتكوا بتلك الأجهزة بصورة مباشرة، وتلك هى المناسبة التى أوردت فيها ما سمعته من د. محمود شريف(رحمه الله)، ولم يكن غرضى فى ذلك المقال أن أجرى تحقيقا بوليسيا فيما فعلت أو لم تفعل الأجهزة الأمنية مع د. شريف، كما لم أدع فى ذلك المقال أو فى غيره أنى أملك معلومات خاصة عن عمل تلك الأجهزة، لقد كان غرضى، وفى اطار المراجعات النقدية التى أكتبها عن الحركة الاسلامية، أن أطرح سؤالا عن فلسفة ووظيفة الأجهزة الإستخبارية فى داخل التنظيم الإسلامى والدولة الإسلامية، وما اذا كانت تلك الوظيفة ستظل مصوبة نحو الخارج؛ أى نحو مراقبة العدو، كما هو متوقع منها، أم أنها ستتبدل فى أزمنة الضعف التنظيمى والضباب الفكرى فتنجرف فى الاتجاه المعاكس؛ اتجاه الداخل الإسلامى، ثم تتسع حتى تبتلع التنظيم ذاته. وهذا سؤال يتعلق "برؤية" الحركة الإسلامية لذاتها ولأهدافها ولأجهزتها، وسيظل باقيا الى أن تتمكن الحركة الإسلامية ذات يوم من الإطلاع على الملفات ومعرفة ما كان يقوم به الأمنيون. أما فى الوقت الراهن فاننا لا نملك سوى قصص متناثرة نجمعها من بعض الذين كانت لهم تجارب شخصية مع هذه الأجهزة. وبديهى أن هذه القصص قد لا تصمد أمام "السرديات الرسمية" التى قد يتقدم بها "العالمون ببواطن الأمور" ممن شاركوا فى صناعة تلك التجربة وعرفوا خباياها، ولكن هذا لا يسؤنا، بل أنه يجعلنا نفرح مرتين: مرة لأنه يكون قد أراحنا من اتهامات كثيرة توجه بصورة مباشرة للأجهزة الأمنية(فترتد بصورة غير مباشرة علينا فى الحركة الإسلامية)، ومرة لأننا سنكون عندئذ قد أفلحنا فى كسر بوابة الصمت، وفتح نافذة على خزانة الأسرار، وأوجدنا فرصة لعضوية الحركة الإسلامية وللمواطنين ليعرفوا الحقيقة. ولهذا فنحن نرحب كثيرا بالردود والاستدراكات التى تفضل به الأخ الصديق د. أمين حسن عمر، وهو محل ثقتنا وتقديرنا، وما نورده من تعليقات على ما ذكره لا نورده من قبيل المكابرة ولكن من قبيل المزيد من التدقيق والاستقصاء فى أمور بالغة التعقيد، شديدة الحساسية.
    هذا، وقد كنا نتوقع أن يتوقف د.أمين عند سؤال الرؤية الكلية للمسألة الأمنية، فهى صلب الموضوع، ولكنه بدلا عن ذلك فضل أن يتوقف طويلا أمام تفاصيل القصة التى رويناها عن د. محمود شريف، باعتبار أنه لو استطاع أن يزيحها عن الطريق لأمكنه أن يصل الى نتيجة مفادها أن الوقائع التى أوردناها لا تدعم الافتراضات التى تقدمنا بها. وهذا تكتيك يستخدمه العاملون فى مهنة "المحاماة"، حيث يهتم المحامى المحترف بإضعاف أدلة الإتهام أكثر من اهتمامه بالكشف عن الحقيقة، ولقد عهدت د.أمين فيلسوفا عرفانيا وليس محاميا اجرائيا، ولكن ومع ذلك فانه لم يستطع برغم التفاصيل الكثيرة التى أوردها أن يثبت أن القصة التى رويناها عن د. محمود شريف مختلقة وليس لها أساس، بل أنه قد أثبت صحة وقوعها ولكنه نفى أن تكون أجهزة الأمن هى الجهة التى اختلست الأوراق من مكتبه(وأمسك عن التصريح بتلك الجهة،كأن الحقيقة فى ذاتها لا تعنيه)، ثم اختلف معنا فيما استنتجناه منها. واستنتاجنا ببساطة هو: أن أحد الأشخاص قد "اختلس" أوراق التعاقد الذى أبرمه د.محمود شريف مع أحد المهندسين اليساريين المفصولين من الخدمة، وأن هذا الشخص قد أوصل تلك الأوراق الى مكتب السيد وزير الطاقة، وأن هذا العمل تشتم منه رائحة التآمر على د. محمود شريف واستفزازه واجباره لمغادرة الهيئة المركزية،ليكتمل تصويره بأنه شخصية مشاكسة لا تنصاع لأوامر التنظيم، وكل ذلك قد وقع بالفعل. وقلت أن د. محمود شريف حينما لقينى كان على غير عادته لا يتمالك نفسه من الغضب، ثم صرح لى بأنه قلق على مستقبل الحركة الاسلامية ان استمرت تدار على تلك الطريقة. وسياق حديثنا لم يكن عن الأضرار التى يمكن أن يسببها البعوض والملاريا للحركة الإسلامية، وانما كان عن الأضرار التى يمكن أن تسببها المكايدات الأمنية. أما د. أمين فينفى (بدون دليل) أن تكون للحادثة التى رويتها عن محمود شريف علاقة بأجهزة الأمن المختلفة(الرسمى والشعبى والعسكرى)، ثم يؤكد (بدون دليل أيضا) أن الأمر جميعه كان نزاعا بين د. محمود شريف و"مكتب الفئات" المسئول عن الشأن النقابى فى الحركة الاسلامية. وقد نسلم بهذا، ولكن لن نستطيع التسليم بأن "مكتب الفئات" فى ذلك الوقت لم تكن له علاقة عضوية لصيقة بأجهزة الأمن، اذ لو كانت الأمور تسير بهذه "الإستقلالية" التى يتحدث عنها د.أمين فلماذا لم يعرض الأمر برمته للنقاش فى مكتب الفئات ذاته،ويطلب من د. محمود أن يقدم تقريرا عن أدائه فى الهيئة المركزية، وتتم محاسبته بالطريقة التنظيمية المعهودة؟ لماذا فضل هذا المكتب العجيب(وهو مكتب ادارى مستقل فى ظن د.أمين) أن يقوم "باختلاس" الأوراق من أدراج د. محمود ويضعها فى أدراج السيد وزير الطاقة؟ (وربما فى أدراج أخرى لا نعلمها)، ثم ما هى العلاقة بين السيد وزير الطاقة ومكتب الفئات؟ هل هو مسئول عنه، أم عضو فيه؟ وما هى العلاقة بينه وبين الأجهزة الأمنية، هل هو عضو فيها أم مسئول عنها؟ هذه الأسئلة الحائرة وغيرها تجعلنا نرحج أن التفرقة لم تكن كاملة بين أجهزة الأمن ومكتب الفئات ووزير الطاقة فى تلك الآونة، الا اذا جاءنا د. أمين بدليل ناف شاف يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن بعض المسئولين عن مكتب الفئات لم يكونوا هم أنفسهم قياديين فى بعض دوائر هذه الأجهزة الأمنية المشار اليها. أما اذا لم يشأ د.أمين أن يفعل هذا فلا يحق له إذن أن يعترض علينا اذا استنتجنا وفقا للحيثيات التى أمامنا أن عنصرا أمنيا كان موكلا بمراقبة أفعال د. محمود ورصد حركاته، وأن "اختلاس" الأوراق والمواجهة مع وزير الطاقة هى جزء من محاولة لاستفزاز د.محمود ودفعه للاستقالة.أما أن هذا العنصر الأمنى قد كان تابعا بصورة مباشرة لأحد أجهزة الأمن، أو لوزير الطاقة،أو لمكتب الفئات، فهذا لا يغير شيئا فى جوهر الموضوع طالما أنه لم تكن توجد بين جهاز الأمن ووزير الطاقة وأمانة الفئات فواصل تنظيمية مانعة.
    ثم يشير د. أمين الى أن د. محمود شريف خرج الى الجنوب مجاهدا ضمن الكتيبة الخضراء التى أعدها جهاز الأمن، فاذا كان كارها لهم فى الخرطوم فكيف يخرج مقاتلا معهم فى الجنوب؟ وهذا سؤال محير بالفعل، يمكن لمن يشاء أن يتوقف عنده ويتأمل فيه(إن أعطى الأمان)، اذ ليس لدينا فى الوقت الراهن معلومات عن طبيعة تلك "الكتيبة الخضراء"، ولا عن الكيفية أو الملابسات التى جعلت د.محمود ينضم اليها. ولكن وكيفما كان الأمر فانا لم نقل أن د. محمود كان على خلاف مع جميع أفراد القوة الأمنية، كما لم نقل أن هؤلاء كانوا جميعا من الأشرار، اذ قد يختلف د. محمود شريف أو غيره مع رئيس الجهاز وبعض مساعديه، أو يعترض على أساليبهم الادارية وتصوراتهم دون أن تتأثر علاقاته الشخصية مع بقية العاملين فى الجهاز(خاصة المجاهدين الصادقين، وهم كثر والحق يقال)،علاوة على أن ذهاب شخص الى الجهاد عبر قافلة تسيرها الأجهزة الأمنية لا يعنى أنه يحب ادارة تلك الأجهزة دون غيرها. أما "القلق" الذى كان يساور د.محمود فهذا ليس من استنتاجاتى وانما هو شىء حدثنى به، فاذا كان د. أمين يريد أن يقول أن محمودا لم يكن قلقا، أو أنه كان قلقا ولكن ليس بسبب خلافات مع الأجهزة الأمنية، اذ أن علاقاته بها كانت كالعسل باللبن، فهذا يحتاج منه الى أدلة أقوى مما تقدم به.(وعلى القارىء أن يلاحظ هنا أن هناك،غيرى وغير د.أمين، الكثيرين ممن لهم إلمام كبير بتفاصيل قصة د.محمود ولكنهم لا يتكلمون)
    على انى لم أورد قصة د.محمود من باب الإثارة الفارغة، وانما أردت أن أشير الى أن بعض ما تبقى من الأجهزة التنظيمية صارت (بعد أن حل مجلس الشورى) مجرد "أغطية" خارجية لنشاط الأجهزة الأمنية، وذلك لأنى أعرف يقينا، كما يعرف د.أمين، أن الأجهزة الأمنية صارت تقتات من العضوية العاملة بيننا كما تشاء، وتؤسس بعض عناصرها فى مواضع مفصلية من بقايا التنظيم، وهذا هو متن القضية التى أثرتها؛ أى أن الهيمنة الأمنية على الخارج (التنظيمات المعارضة لحكومة الإنقاذ) قد سبقتها وصاحبتها هيمنة أمنية على الداخل (الإسلامى)، وهذا لا يتناقض فى شىء مع "الشهادات الدولية" أن السودان يدخل فى قائمة الدول الأولى العشر الأسرع نموا فى العالم" كما يذكرنا الأخ د. أمين فى تعقيبه (على افتراض صحة ذلك)، اذ من الممكن أن تحقق حكومة الإنقاذ نموا كبيرا فى الاقتصاد، بينما تقوم أجهزتها الأمنية،مستفيدة من ذلك النمو الإقتصادى ذاته، بتغيير طبيعة التنظيم الإسلامى بغرض إحكام سيطرتها على الداخل والخارج معا.
    ولقد سمعت ذات مرة أحد وزراء الإقتصاد الإنقاذيين يقول مباهيا بأن التنمية الاقتصادية التى حدثت فى كثير من الدول النامية(مثل النمور الآسيوية) لم تحدث الا فى وجود النظم العسكرية القابضة، أى كأننا نحتاج لمحاكاتهم فى "لقبضة العسكرية-الأمنية" لنصير مثلهم فى التنمية الإقتصادية، وهذا غريب ولكنه قريب مما يومىء اليه الأخ د.أمين، قربا يثير دهشتى.
    وسنواصل إن شاء الله.
                  

العنوان الكاتب Date
فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك01-16-07, 05:39 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك01-16-07, 06:18 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك01-22-07, 12:10 PM
      Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك01-23-07, 05:02 AM
        Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك01-23-07, 06:22 AM
          Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك01-28-07, 06:41 AM
            Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك02-19-07, 11:33 AM
          Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك02-01-07, 05:15 AM
            Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك02-04-07, 12:08 PM
      Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك02-13-07, 08:12 AM
        Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك03-11-07, 04:00 PM
  Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك02-05-07, 06:18 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الأمين لعوتة02-05-07, 07:32 AM
      Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك02-08-07, 10:04 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك02-11-07, 11:50 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك02-12-07, 05:15 AM
      Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك02-18-07, 09:31 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك02-12-07, 05:19 AM
      Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك02-25-07, 09:09 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك02-12-07, 05:32 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك02-14-07, 06:05 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك02-14-07, 10:39 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك02-19-07, 10:36 AM
      Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك02-27-07, 08:24 AM
        Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك03-01-07, 06:25 AM
          Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك03-01-07, 07:56 AM
            Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك03-06-07, 09:29 AM
              Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك03-11-07, 06:29 PM
                Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك03-18-07, 07:45 AM
                  Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك03-20-07, 08:59 AM
                Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك03-18-07, 10:31 AM
                  Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك03-25-07, 10:23 AM
                    Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك03-26-07, 10:14 AM
                      Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك03-27-07, 10:20 AM
                        Re: فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك03-27-07, 10:41 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de