حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-20-2024, 02:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-04-2009, 08:24 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين


    حوار الطرشان ....بين الجمهوريين.... والاخوان المسلمين ....للتوثيق.؟





    صحيفة أجراس الحرية
    http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news.php?action=view&id=939
    --------------------------------------------------------------------------------
    الكاتب : admino || بتاريخ : الإثنين 29-12-2008
    عنوان النص : القراي: كل من يدعي دولة دينية في الوقت الحاضر كذّاب!
    : منبر أجراس الحرية عن الاسلام والعلمانية (2-3)
    القراي: الدولة العلمانية ليست بديلا وندعو إلى دولة قائمة على الفهم العلمي الذي تلتقي عنده الاديان والافكار..
    د حيدر:لماذا لم يستطع الاصلاح الإسلامي ان يخترق وهم الدولة الإسلامية الذي تحدث عنه د. عبد الله النعيم؟
    رصدت الندوة وأعدتها للنشر:رشا عوض
    استضاف منبر أجراس الحرية مساء الأحد 21/12/ البروفسير عبد الله أحمد النعيم في ندوة بعنوان (الاسلام والعلمانية) قدم فيها أطروحته حول علمانية الدولة، ادار الندوة الأستاذ الحاج وراق وعقب على الأطروحة الدكتور عمر القراي متبنياً وجهة نظر مختلفة، وشارك في النقاش عدد كبير من الحضور الذين يمثلون تيارات فكرية مختلفة، البروفسير عبد الله أحمد النعيم هو استاذ كرسي القانون بجامعة أموري بولاية أتلانتا الأمريكية تخرج في جامعة الخرطوم كلية القانون ونال درجة الماجستير والدكتوراة من بريطانيا ثم عمل محاضراً بجامعة الخرطوم ثم عمل أستاذاً زائراً بعدد من الجامعات في أمريكا وكندا والسويد.





    ابتدر حديثه بالإشارة الى أنه تلميذ للاستاذ محمود محمد طه معتبراً هذه (التلمذة) شرفاً حياً مستمراً ومسؤولية كبيرة ثم دلف الى موضوع الندوة مشدداً على أنه يتحمل شخصياً المسؤولية الكاملة عن أطروحته، وقال إن موضوع الإسلام والعلمانية متشعب ومتعدد الجوانب سأحاول هنا التركيز على جوهر الموضوع واضعاً بعض النقاط ثم استمع الى تعقيب الاخ عمر ثم استمع الى مداخلات الحضور وبعد ذلك نتداول في الموضوع وانا لا أهدف لأن أقول رأياً نهائياً وحاسماً بل أهدف لأن أضع أمامكم اطروحة – انا على قناعة تامة بها_ ولكن لدى استعداد تام لتغييرها ان ثبت لي بطلانها،







    ملخص أطروحة البروفسور عبد الله النعيم:



    استعرضنا الأطروحة تفصيلا في الجزء الأول وخلاصتها أن المسلمين في حاجة لتجاوز فكرة إقامة دولة إسلامية ليس بسبب الفشل المتكرر للتجارب والتطبيقات المرتبطة بهذه الفكرة بل لأن الفكرة نفسها باطلة تماما وليس لها أساس موضوعي، ولكن في ذات الوقت الذي تدعو فيه الأطروحة للدولة العلمانية(المحايدة تجاه الأديان على اختلافها) دعت الأطروحة لعدم إقصاء الدين من الحياة العامة والسماح للمتدينين بالتأثير في السياسات والتشريعات العامة من منطلق عقائدهم وقيمهم الدينية ولكن بشرط أن يقدموا المبررات الموضوعية التي يقبلها العقل وتناقش وفق منطق المصلحة العامة، وكل ما يطرحون من قوانين وسياسات وإن كانت مستمدة من الإسلام أو غيره تعامل كاجتهادات بشرية لا قدسية لها ويمكن تغييرها دون حرج متى ما اقتضت المصلحة ذلك.











    تعقيب الدكتور عمر القراي:







    اتفق مع بروفيسور عبد الله النعيم في كثير مما قاله وخاصة في رأيه في التجربة الإسلامية في السودان فهي تجربة منفرة للأذكياء من الدين جملة لأنها تجربة اتصفت بالنفاق والتضليل والتهميش للآخرين والعنصرية، وتمت ممارسة كل ذلك باسم الدين وباسم الدولة الدينية وما قدمته لا يمثل الصورة الدينية والإنسانية المطلوبة ولكنني اعتقد ان بروفيسور عبد الله النعيم اتخذ موقفه بناء على تقييمه لنموذجين: نموذج لدولة دينية قاهرة وظالمة ومصادرة لحقوق الناس باسم الدين، ونموذج دولة علمانية محايدة في موضوع الدين وتكفل الحريات على مستوى التطبيق، وهذان هما النموذجان الوحيدان على مستوى التطبيق ولكن على مستوى النظرية هناك نموذج ثالث لم يجد فرصته في التطبيق وهو نموذج الحكومة الإنسانية الذي أرجو أن يتوقف عنده البروف وهذه الحكومة قائمة على مستوى علمي تتلاقى فيه الاديان والافكار الانسانية على مستوى قممها واعتقد ان هذا المستوى هو ما طرحه الاستاذ محمود محمد طه ولذلك لا اعتقد اننا لكي نمنع الظلم والاعتداء على الحرية نحتاج لدولة علمانية.. خاصة وان الدولة العلمانية كما ذكر البروف عبد الله قد لا تكون محايدة اخلاقياً وضرب نموذجاً بالفرنسيين الذين منعوا المسلمات من الحجاب وبهذا هزموا افكارهم في الديمقراطية والحرية وهناك نماذج اكثر بلاغة من هذا النموذج تؤخذ على بعض الدول العلمانية،



    فالدولة لا تقوم في فراغ بل لا بد لها من تصور للوجود وللكون والحياة والفكر العلماني في اعلى قممه قاصر عن هذا المستوى اذا ما قورن بالمستوى العلمي من الدين الذي يطرحه الاستاذ محمود محمد طه ليس من الدين الاسلامي بل من الدين كقيمة علمية وهذا المستوى لم يسبق ان طرح في تاريخ الدين فمسألة الدستور والسلطة والحقوق تحتاج لتصور معين الحكومات الغربية العلمانية فشلت في ان تقدم التصور الانساني الصحيح فالعالم الغربي ينفق على التسلح اضعاف ما ينفق على السلام فلماذا نسعى لتكرار العلمانية في بلادنا رغم ان نموذجها في الغرب فيه القتل والدمار بسبب الخوف من التجارب الدينية الفاشلة.. التصور الصحيح للكون والحياة والذي تقاصرت عنه النظم العلمانية ذكره الاستاذ محمود محمد طه.. وفيما يلي اقرأ بعضاً من أفكاره:



    (حين تطور العلم التجريبي المادي حتى رد المادة في جميع صورها في الحياة إلى اصلها الاصيل في الطاقة تطور توأمه الدين حتى وصل بتصعيد التوحيد الى رد كل المناشط البشرية والطبيعية في العوالم المنظورة وغير المنظورة إلى أصل واحد، إن العالم جميعاً ماديه وروحيه انما هو مظهر لله الذي خلقه وقدره وسيره على ذلك اتفق انجاز العلم المادي والتجريبي والعلم الروحي التوحيدي، بايجاز ان البيئة التي نعيش فيها اليوم وظللنا نعيش فيها عهوداً سحيقة وظللنا نحاول التعرف عليها بكل وسائل البحث والتقصي قد اكتشفت اليوم بفضل الله علينا وعلى الناس ليست بيئة مادية كما توهمنا بل هي بيئة روحية ذات مظهر مادي من ذات الله متنزلة الى حياته ثم متنزلة الى علمه ثم متنزلة الى ارادته ثم متنزلة الى قدرته فبعلمه الاحاطة وبارادته التخصيص وبقدرته التجسيد وبالتجسيد جاء المظهر المادي بمعنى ما اصطلحنا عليه من المادة فلما فتت العلم المادي تجريب المادة فنبه الى طاقة معروفة الخصائص مجهولة الكنه وصلنا الى الارادة الالهية، ان العلم المادي التجريبي والعلم الروحي التوحيدي اتحدا اليوم في الدلالة على وحدة الوجود ان البيئة التي نعيش فيها اذا هي بيئة روحية ذات مظهرها مادي وهذه الحقيقة سوف تحدث ثورة في مناهج التعليم الحاضرة التي ظهر قصورها واليها يرجع فساد الحكم وقصور الحكم والحكام والمحكومين)..



    اذن قصور الحكم والحكام ليس بسبب كونهم دكتاتوريين بل لأن تصورهم للحياة والوجود خاطئ فالفكر العلماني قام على المادية، فالحكومة التي تحقق للناس الحرية والسعادة الحقيقتين لا بد ان تنطلق من فكرة او فلفسة لها مستوى علمي من معرفة الحياة والوجود على اساسه تقيم الدستور والعلم وتضع القوانين التي تسعد البشر فهل لدى الفكر العلماني هذه الفلسفة؟ اذا لم تكن له هذه الفلسفة فلن نطرحه بديلاً عن الحكومات الدينية المتخلفة ونطرح البديل الذي لديه حلا حقيقياً ونهاجم الحكومات الدينية المتخلفة التي لا تمثل الدين..



    في حديث د. عبد الله النعيم عن الدولة الدينية قال انها لم تقم واعتمد على ان فهم الناس لأصول دين معين هو اجتهاد الناس وما دام الناس طبقوا في أي وقت ما فهموه من الدين فهذا يعني ان ليست هناك دولة دينية، وأعتقد ان هذا يحتاج لمراجعة فالدولة الدينية كانت موجودة، دولة النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة دولة دينية بمعنى ان الاحكام التي طبقت على الناس كانت هي الاحكام التي يرضاها الله للناس في ذلك الوقت والدليل على ذلك وجود النموذج الذي يتلقى المعرفة من الله..



    والدولة الدينية هي الدولة المحكومة بتصورات الدين اذا كانت هذه التصورات صحيحة فهذه الدولة الدينية صحيحة واذا كانت هذه التصورات خاطئة فهذه دولة دينية مزيفة، فليس بالضرورة ان تذهب الدولة الى الجامع حتى تكون دولة دينية كما ذكر البروف، النبي صلى الله عليه وسلم اقام دولة دينية صحيحة لأن علاقته المباشرة بالله تصححه ان هو أخطأ وقال دكتور عبد الله النعيم ان النبي حالة خاصة وهذا الفهم غير منسجم مع الفكر الجمهوري الذي لا يعتبر النبي حالة خاصة.. قال تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم). وقال (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى الي) وعندما ختمت النبوة لم تختم الولاية، فالنبوة هي ان يتلقى العارف المعرفة عن طريق جبريل وهذه ختمت بنص صريح (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ولكن الولاية هي ان يتلقى العارف العلم عن الله ويصححه الله اذا اخطأ وهذه لن تنتهي ابداً، فختمت النبوة ولم تختم الرسالة وعلى هذا الاساس يمكن ان يكون للإنسان علاقة مع الله فيفهم عن الله ما يريده الله في وقت معين، ومثل هذا الانسان لا يمكن ان يدعو لدولة دينية ولذلك دعا الاستاذ محمود لدولة انسانية لأن مرحلة العقيدة تطورت الى المرحلة العلمية في وقتنا الحاضر كل من يدعي دولة دينية كذاب فالدولة لا يمكن ان تكون دينية ولكن يمكن ان تكون دولة يرضى عنها الله اذا قامت على الفهم العلمي الذي تلتقي عنده الاديان والافكار.. الدولة العلمانية منعت البنات من الحجاب من منطلق علماني ولو كانت الدولة دينية لفرضت عليهن الحجاب حيث جلدت البنات وفرض عليهن الحجاب واخرجن من المكاتب وتم استيراد الملابس الإيرانية لهن في ظل الدولة الدينية القائمة في السودان، فلو كانت الدولة علمية بالمعنى الذي نتحدث عنه لشرحت مشكلة الحجاب وعلاقته بالحرية وشرحت مشكلة التبرج وعلاقته بالحرية ودعت لعدم التبرج وعدم الحجاب وتركت للناس حرية الاختيار.



    فما دام الله خلق الكون كله ونظمه لا يمكن ان لا ينظم لنا نظام الحكم ولكن لا ينظمه لنا من منطلق عقائدنا بل من منطلق العلمية ولذلك شرع الله قانون المعاوضة وهو قانون ازلي قامت عليه الاكوان (من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)..



    وقانون القصاص (العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص) هو اكثر القوانين علمية وهذا ينطبق على مسائل كثيرة فيما يخص الدولة وسلوك الناس، ولذلك ليس صحيحاً ان الحق والباطل لا يمكن ان يحسم الا في ضمير المسلم فالحق والباطل قائمان على العقل البشري فيمكنك ان تقنع الشخص بالحق بالحوار العقلي المنطقي ولذلك في اصل الدين لا يجوز ان تقتل من يخالفك، يمكن ان تقتله في الشريعة، خاطب القرآن النبي(قل انا او اياكم في ضلال مبين) (قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) في المستوى الذي فيه الاسلام يعطي حق الكفر لا يمكن ان يحدث قهر ديني الخلاف بين الطبيعة الدينية والطبيعة السياسية غير صحيح فالسياسة ان نسوس امور الناس وفق الحق والعدل فلو كانت السياسة (فهلوة) او (لعبة قذرة) لا تكون لها علاقة بالدين ولكن السياسة الحقيقية ان تساس امور الناس وفق الحق والعدل لا يمكن ان تنفصل عن التصور الديني في المستوى العلمي الرأي الديني العقائدي غير موضوعي وذاتي لكن الرأي الديني اذا انطلق من مستوى العلمية في الدين يكون رأياً موضوعياً لانه يقوم على حقائق خارجة عن الانسان وموجودة في الكون وقوانين تقوم عليها الطبيعة وكل هذه مسائل موضوعية يمكن ان يسايرها الدين في حياة الفرد وحياة المجتمع.



    خلاصة حديثي اتفق مع د. عبد الله ان الدولة الدينية القائمة تهدر حقوق الناس ولكن يجب ان نركز جهدنا في اظهار الدولة العلمية بدلاً من اهدار كل الجهد في الدولة العلمانية .



    مداخلات الحضور:



    محمد علي عبد الله نائب الامين العام لمنبر السلام العادل وكاتب صحفي بصحيفة الانتباهة:



    أتيت الى هنا واعتقدت انني ساكون مختلفاً جداً مع المنصة لكنني اعتبر ان ما قيل الان اذا وجد شيئاً من الترتيب يمكن ان نتفق، وانا اقرب في رأيي الى د. القراي، عنوان الندوة (الاسلام والعلمانية) وهنا اتساءل هل الهدف من هذا العنوان إجراء مقارنة ام بيان حكم العلمانية في الاسلام، فاذا كان الهدف هو المقارنة فان المقارنة بين شيئين لابد ان تنطلق من تصور كامل لهما، اي تصور لما هو الاسلام وماهي العلمانية وعندما يكون لديك تصور كامل لماهية العلمانية ولا يكون لديك تصور كامل لماهو الاسلام ثم تعقد مقارنة بينهما فان ذلك لا يقودك لنتائج صحيحة بل يقودك لنتائج ظالمة ومجحفة، والعكس صحيح تماماً لم افهم حتى نهاية المحاضرة ما اذا كان الموضوع مقارنة ام بيان لحكم العلمانية في الإسلام، قال د. عبد الله ان للدولة وظائف ولذلك لا يمكن ان تكون هناك دولة دينية، اذا اردنا ان نحدد ما اذا كانت هناك دولة اسلامية فالأصل ان نقوم بتحديد وظائف الدولة ثم ننظر ما اذا كانت نصوص الاسلام تتناول هذه الوظائف ام لا، فقال الدكتور من وظائف الدولة الاقتصاد والتنمية والسلام والرفاهية والتعايش، وأنا كمسلم يمكنني ان اجد له ثروة تشريعية عظيمة جداً متوافرة متكاثرة لا توجد عند كل الذين وضعوا قوانين وضعية فيما يتعلق بوظائف الدولة، فالرأي الموضوعي هو ن نقول هناك وظائف للدولة وهنالك نصوص اسلامية تناولت هذه الوظائف لكن هذه الوظائف بهذا التناول النصوصي في الكتاب والسنة كانت تصلح لزمان ما ولا تصلح لزماننا وفي هذا شئ فيه قدر من الموضوعية ولكن ان نقول ليست هناك نصوص على الاطلاق تناولت وظائف الدولة لا في تاريخنا ولا في قرآننا ولا في مراجعنا فهذا غير صحيح، فوظيفة الانبياء الاساسية وظيفة سياسية وما قاله د. عمر الان هو كلام رائع جداً، فالسياسة هي اقامة شئون الناس بالعدل (كانت بنو اسرائيل تسوسهم الانبياء كلما هلك نبيي بعث الله نبياً) فلكي تكون موضوعياً يجب ان تقول القرآن والسنة تناولا وظائف الدولة ولكن في تقديري انا هذا التناول يصلح لمسلمي ذلك القرن الذي تنزل فيه القرآن والسنة فهذا رأي فيه موضوعية ويجعلنا ننظر في تلك النصوص وما اذا كانت بمنطوقها والفاظها وسياقاتها مرتبطة بذلك الظرف الزماني والمكاني ام ان النصوص نفسها تحمل في طياتها ما يعطيها صبغة الاستمرار لاخر الزمان، فالبحث العلمي يقتضي ان تقول هناك وظائف للدولة ذكرت في القرآن وانا على استعداد ان اعرض للدكتور عبد الله النعيم عشرة نصوص في كل وظيفة من وظائف الدولة من امن واقتصاد وتنمية وحتى وظيفة تنظيف الشوارع فالنصوص موجودة اما اذا قال انها تصلح للقرن السابع فاننا ننظر في سياقاتها ونحدد ما اذا كان هذا صحيحا ام لا .



    البشرى/ منبر السلام العادل:



    انا عاتب على الاخوة منظمي الندوة لأنهم ضيقوا واسعاً فهذا عنوان كبير جداً: (الاسلام والعلمانية) ولكننا الان في رحاب الفكر الجمهوري وحتى في الفكر الجمهوري د. عبد الله حصر الاسلام في الدولة الاسلامية التي حصرها في التشريعات او الشريعة ثم حصر الشريعة في الحدود او العقوبات وانا افهم منطلقه فهو متأثر بتطبيق سابق للشريعة كان من نتائجه فقد روح استاذه، والغريب ان الدكتور يقدم العلمانية بديلاً للتجارب التي سميت اسلامية فانتقد التطبيقات ولم يتعرض للاسلام نفسه، وقد سمعت البروف في محاضرة في السبعينات عرف فيها القانون بانه الحد الادنى للاخلاق فهو لا يعترض على القانون الذي يحمل الناس حملاً على الحد الأدنى للأخلاق ولكنه يعترض على الشريعة في مسماها الاوسع من الحدود وما تشمله من التكافل والتراحم والزكاة فالمفترض ان يؤخذ الناس في هذا المجتمع الى حدود اعلى من الاخلاق، قبل ايام كنت في ندوة في هذا المكان ووقفت امرأة من اجراس الحرية اشارت بيدها الى قسيسين يجلسان في المنصة وقالت نحن لسنا ضد رجال الدين الاسلامي فحسب نحن ايضاً ضد رجال الدين المسيحي وهذه شجاعة حمدتها لها ولم اجد لها شجاعة مثيلة الا من اخت علمانية لها اسمها وفاء سلطان اتصلت بقناة الجزيرة وحينما سئلت عن دينها قالت لست مسلمة او مسيحية او يهودية انا علمانية ولا اؤمن بهذه الغيبيات التي تسمونها ديناً وكم اتمنى ان يكون العلمانيون في بلادي في مثل شجاعة وفاء سلطان.



    د.حيدر ابراهيم علي مدير مركز الدراسات السودانية:



    نحن أمام أزمة تشمل كل من تحدثوا في الندوة والأزمة تكمن في سؤال بسيط جداً: كيف يستطيع المسلمون ان يكونوا انفسهم وان يكونوا منتمين للقرن الحادي والعشرين؟ فهناك من يحاول تفسير الحاضر بعيون الموتى وهذه أزمة، الاخوة الجمهوريون الذين اختلف معهم مع احتفاظي بالود لهم اجدهم الاكثر تأزماً لانهم يقومون بعملية تجديد وعملية اصلاح في الدين الاسلامي الذي يتميز بانه مقاوم للتغيير ومقاوم للاصلاح وله قدرة كبيرة على المقاومة متأتية من اللغة العربية وما فيها من مطاطية! كما استمعنا الان في حديث د. القراي فهي لغة جميلة جداً ولكنها لا تحمل افكاراً كل الذي يقوله القراي (دولة علمية) ماهو تعريف الدولة العلمية؟ وكل الاستشهادات الدينية التي اتي بها ينطبق عليها قول الاخ عبد الله النعيم (تفسير ذاتي) ليس فيه موضوعية فكل يستطيع تفسيرها من زاويته الخاصة، كان الأجدر بالاخ عبد الله ان يتحدث عن عملية العلمنة وليس العلمانية وواو العطف بين الاسلام والعلمانية غير مناسبة والأفضل العطف على العلمنة، هناك علمنة في داخل الاسلام يتعرض لها انصار السنة ويتعرض لها منبر السلام العادل ويتعرض لها كل السلفيين فكل شخص يعيش في القرن الحادي والعشرين يتعرض لذلك، الامساك بالميكروفون علمنة!! فهذه تكنولوجيا لم ننتجها!! والعلمنة بناء فكري متكامل ولدته الثورة الصناعية والاصلاح الديني وهذا الشكل لم يوجد في الاسلام وهناك صعوبة في ان يوجد في الاسلام ولدي سؤال للاخوة الجمهوريين ولكل الاصلاحيين هل يستطيع عبد الله النعيم وعمر القراي طرح ما قالاه هنا امام النخبة في حوش الخليفة او امام الناس العادين؟



    لماذا آمنت الاغلبية بوهم الشريعة الاسلامية؟ في الانتخابات الماضية الجبهة الاسلامية وحزب الامة والاتحادي الديمقراطي كل منهم طرح الشريعة الاسلامية فلماذا تفوق الوهم على الحقيقة وهذا ينسحب على كل العالم الاسلامي! كل الدعوات الاصلاحية فشلت وبقيت دعوات صفوية فهناك من أسموا انفسهم باليسار الاسلامي في تونس مثل صلاح الدين الجورشي ومعه ثلاث او اربع اشخاص فقط وكذلك حسن حنفي وفي ايران لم يستطع على شريعتي ان يخترق حاجز التقليد واطالب باجابة لماذا لم يستطع الاصلاح الديني داخل الاسلام ان يخترق الوهم الذي تحدث عنه د. عبد الله النعيم؟










    ----------------------------------------------

    صحيفة أجراس الحرية
    http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news.php?action=view&id=990
    --------------------------------------------------------------------------------
    الكاتب : admino || بتاريخ : الثلاثاء 30-12-2008
    عنوان النص : البروفسير عبد الله النعيم في منبر أجراس الحرية: الدولة الاسلامية بدعة وهم لا أساس له من الناحية المف
    : منبر أجراس الحرية عن الاسلام والعلمانية (1-3)
    الفصل الصارم بين الدين والدولة ضروري لمصلحتهما معاً!
    فالمشكلة ليست ان الدولة الاسلامية فشلت في السودان بل فكرة الدولة الاسلامية لا يمكن ان تنجح في اي مكان!
    اعارض مشروع الدولة الاسلامية من منظور اسلامي
    هذا هو تعريفي للدولة العلمانية!
    تطبيق الشريعة بواسطة الدولة افساد للشريعة والدولة والمجتمع وهذه هي الاسباب ..!!
    الحق والباطل دينا لا يمكن حسمه الا في ضمير المؤمن
    رصدت الندوة واعدتها للنشر:
    رشا عوض
    استضاف منبر اجراس الحرية مساء الاحد 21/12/ البروفسير عبد الله احمد النعيم في ندوة بعنوان (الاسلام والعلمانية) قدم فيها اطروحته حول علمانية الدولة ادار الندوة الاستاذ الحاج وراق وعقب على الاطروحة الدكتور عمر القراي متبنياً وجهة نظر مختلفةوشارك في النقاش عدد كبير من الحضور الذين يمثلون تيارات فكرية مختلفة البروفسير عبد الله احمد النعيم هو استاذ كرسي القانون بجامعة اموري بولاية اتلانتا الامريكية تخرج في جامعة الخرطوم كلية القانون ونال درجة الماجستير والدكتوراة من بريطانيا ثم عمل محاضراً بجامعة الخرطوم ثم عمل استاذاً زائراً بعدد من الجامعات في امريكا وكندا والسويد.
    ابتدر حديثه بالاشارة الى انه تلميذ للاستاؤ محمود محمد طه معتبراً هذه (التلمذة) شرفاً حياً مستمراً ومسؤولية كبيرة ثم دلف الى موضوع الندوة مشدداً على انه يتحمل شخصياً المسؤولية الكاملة عن اطروحته موضوع الاسلام والعلمانية متشعب ومتعدد الجوانب ساحاول هنا التركيز على جوهر الموضوع واضعاً بعض النقاط ثم استمع الى تعقيب الاخ عمر ثم استمع الى مدخلات الحضور وبعد ذلك نتداول في الموضوع وانا لا اهدف لأن اقول رأياً نهائياً وحاسماً بل اهدف لان اضع امامكم اطروحة – انا على قناعة تامة بها_ ولكن لدى استعداد تام لتغييرها ان ثبت لي بطلانها!

    فيما يلي نترك المجال للبروفسور عبد الله النعيم ليستعرض أطروحته تفصيلا:

    التجربة المريرة
    نحن السودانيين أصحاب تجربة فريدة فقد عايشنا تجربة كاملة فيما لمحاولة تطبيق الشريعة الاسلامية وتطبيق ما يسمى بالدولة الاسلامية والمتابع للأوضاع في السودان في ظل هذه التجربة لا يمكن أن يتصور ان السودان أصبح على مشارف ان يكون نموذجاً كوكبياً! فقد عشنا تجربة كاملة ثبت بطلانها وثبت فشلها.
    ولكن هذه التجربة المريرة والزمن الغالي الذي دفعه في سبيلها هذا البلد يكون بلا جدوى اذا لم نتخذ العبرة مما حدث، فاذا توهمنا ان ما حدث هو مجرد فشل تجربة وليس فشل النموذج نفسه فسوف يتصدى مغامر آخر ويقول سوف أنجح انا فيما فشل فيه الآخرون.

    وفي أطروحتي هذه أهدف لأن أقرر الحقائق التالية:

    الحقيقة الأولى: إن مفهوم إمكانية إقامة دولة اسلامية وهم باطل لا أساس له على الإطلاق من الناحية المفهومية ولا أساس له في التجربة التاريخية او الممارسة العملية، فالمشكلة ليست ان الدولة الاسلامية فشلت في السودان بل فكرة الدولة الاسلامية في حد ذاتها لا يمكن ان تنجح في اي مكان وهي لم تقم على مر التاريخ في اي مكان،
    والحقيقة الثانية: هي أن الشريعة الإسلامية لا يمكن ان تطبق بواسطة تشريع الدولة فالدولة الاسلامية اذا تصدت للقيام بتفنين الشريعة الاسلامية فسوف يؤدي ذلك إلى إفساد الدولة وإفساد تطبيق الشريعة وإفساد المجتمع كما سأوضح لاحقا، فهذه المحاولة فاشلة من جميع جوانبها ولا ينبغى ان نتورط فيها،
    الحقيقة الثالثة: في المجتمع المسلم لابد من تناول القضايا من منظور اسلامي ولذلك جاء عنوان هذه الندوة (الاسلام والعلمانية) وهذا الربط ليس تكتيكيا!ً فأنا مسلم وأرجو ان اكون مسلماً في كل جوانب حياتي ولذلك فإنني عندما أعارض مشروع الدولة الاسلامية افعل ذلك من منظور إسلامي فلا يمكن ان يتحقق صالح المسلمين كأفراد أو كمجموعات في ظل ما يسمى بالدولة الإسلامية، فانا اعتقد ان مناهضة الدولة الاسلامية شرط لازم لصحة تجربة المسلم في ممارسته لدينه، فمحاولة اقامة الدولة الاسلامية هي إجهاض لإمكانية ممارسة الإنسان للإسلام بصورة صحيحة لان الانسان لا يصح إسلامه إلا إذا اختاره بقناعة ذاتية واي شكل من القهر والإكراه يغير طبيعة التجربة وطبيعة العمل.
    الحقيقة الرابعة: أنا أدعو للفصل المؤسسي الصارم بين الدين والدولة! فلا يمكن ولا يجوز للدولة ان تتخذ اي موقف ديني باختلاف الاديان وليس الاسلام وحده، فهناك ضرورة حتمية لفصل الدين عن الدولة لمصلحتهما معا، ولكن بالرغم من هذا الفصل المؤسسي الصارم بين الدين والدولة يجب عدم حرمان المواطن المسلم من التعبير عن قيم الدين من خلال المؤسسات العامة والسياسات العامة وحتى التشريعات، ولكن ليس من منطلق تطبيق الشريعة، وتبدو هذه الدعوة وكأنها معضلة أو مغالطة ولذلك سأسعى لاحقا لتوضيحها، أي لتوضيح كيفية فصل الدين عن الدولة وفي الوقت ذاته تمكين الشريعة الاسلامية والقيم والاخلاق الاسلامية من التأثير على الحياة العامة، فمن المعروف في التجارب العلمانية للمجتمعات المختلفة أنها تتشدد في فصل الدين عن الدولة بصورة صارمة لا تسمح بأي وجود للدين في الحياة العامة كما هو الحال في التجربة الفرنسية والتجربة التركية وعندما يتخوف المسلمون من العلمانية تكون في أذهانهم مثل هذ التجارب التي تمضي في اتجاه الاقصاء التام للدين من الحياة العامة وأنا أعارض ذلك إذ أن تعريفي للدولة العلمانية هو أنها دولة محايدة تجاه الدين ووفقا لهذا التعريف تركيا ليست دولة علمانية لأنها تتحكم في الدين وليست محايدة تجاهه وكذلك فرنسا، فأطروحتي هي فصل الدين عن الدولة مع تمكين المجتمع من ممارسة معتقداته والتعبير عنها من خلال السياسات العامة والتشريع وتقنين أحكام الشريعة ولكن ليس من منطلق انها شريعة إسلامية بمعنى انه لا يمكن ولا يجوز ان نشرع قانوناً ونطالب بتطبيقه ونقول إننا فعلنا ذلك لأن هذا القانون هو من الشريعة الاسلامية، ففي ذلك خلط بين الدين والدولة! ففي الدولة العلمانية لا يكون القانون قانونا لأن الشريعة أمرت به ولكن إذا أمكن تقديم طرح لمشروع قانون أو سياسة عامة تتضمن بعضاً من قيم الشريعة الاسلامية وأحكامها وتم تبرير ذلك بالمنطق العام أي المنطق المدني فلا مانع من ذلك، اي ان لا تستخدم المرجعية الدينية في فرض القوانين والسياسات أو تبريرها، فالذنب الديني ليس جريمة، اذا كان هناك سلوكاً يعتبره المسلم ذنبا وأراد المسلم أن يجرّم هذا السلوك فلا بد ان يقدم أسباباً موضوعية لهذا التجريم دون الإشارة لمرجعية دينية لأن المواطنين حتى اذا كانوا ينتمون لدين واحد يصعب اتفاقهم على رؤية دينية واحدة ، فنحن شركاء في الدولة ولنا الحق في أن نختلف في أدياننا وبالضرورة سوف نختلف فيها حتى ان كنا أصحاب دين واحد وبالتالي لا يمكن أن تكون المرجعية الدينية هي الأساس للسياسات العامة للدولة ولذلك يجب أن تتأسس السياسات العامة للدولة على المنطق العام للمواطنة، فيجب ان نقنع المواطنين بأن المشروع المطروح في السياسة العامة صحيحاً استناداً إلى أسباب موضوعية وليس استناداً الى ان الدين أمر بذلك فقد يكون هناك مواطن لا يؤمن بالدين أصلاً فالمسلمون أنفسهم يختلفون في فهم ما قاله الله وأمر به ناهيك عن غير المسلمين او اللا دينيين، والمواطن الذي لا يعتقد في الاسلام هو مواطن كامل المواطنة وعدم إسلامه لا يقدح في مواطنته أو كرامته الإنسانية مطلقاً ولذلك فإن المواطنين المسلمين إذا رغبوا في طرح مشروع قانون أو سياسة عامة من منطلق قيمة إسلامية فعليهم أن يقنعوا المواطنين الآخرين دون الاعتماد على العقيدة الدينية، هذه الحقائق هي اأطراف الموضوع الذي نحن بصدده، وفيما يلي أود التفصيل في بعض الأمور لتتضح الصورة تماما، فأنا لا أنزعج من الخلاف مع أطروحتي بأي قدر ولكن بشرط ان يختلف معي الآخرون على أساس ما اقول وليس على أساس ما يتوهم الآخرون حول ما أقول:
    لا أدعو للعلمانية كفلسفة حياة:
    عندما أدعو للدولة العلمانية يتبادر إلى الذهن أنني أدعو للعلمانية كفلسفة حياة، وأطروحتي ليست الدعوة للعلمانية كفلسفة حياة بل أدعو لعلمانية الدولة بصورة كاملة،
    لقد ذكرت في بداية حديثي أن الدولة الدينية لا يمكن ان تقوم ولم تقم في الماضي ولا الآن ولن تكون في المستقبل، فالدولة مؤسسة سياسية لا تملك إمكانية الاعتقاد الديني فالإنسان وحده هو الذي يعتقد والجماعة المسلمة هي عبارة عن مجموعة من المسلمين المختلفين وهي ليست كياناً يمكن أن يعتقد فالكيان القادر على الاعتقاد في كل الوجود هو الانسان الفرد والدين هو مسؤولية الانسان منفرداً ومتفردا عن اعتقاده فلا يمكن لمؤسسة أن تعتقد أو تسلك سلوكاً دينياً فعلى حد قول المرحوم جعفر بخيت في السبيعنات وعلى حد قول المرحوم جون قرنق الدولة لا تصلي ولا تصوم ولا تذهب إلى الجامع.. فبداهة الدولة لا يمكن أن تكون دينية ولكن لا يكفي ان ننفي صفة التدين عن الدولة لأن هذا ما ينفر المسلمين من الدعوة للدولة العلمانية، فإذا كانت العلمانية تعني تغييب الدين مطلقاً فهذا غير مرغوب سواء عند المسلمين او عند المؤمنين عموماً من مختلف الأديان ولذلك نحتاج الى صفة إيجابية في الدولة التي نثق في مقدرتها على أن تضمن حرياتنا بالقدر الذي يمكننا من ممارسة معتقداتنا الدينية بحرية وكرامة، فالدولة العلمانية هي الدولة المحايدة تجاه الدين أي التي ليس لها موقفاً سلبياً او إيجابياً من الدين فالدولة مؤسسة سياسية لها وظائف محددة لازمة وضرورية تقتضي حيادها تجاه معتقدات الناس فالدولة وظيفتها توفير الأمن والسلامة وإدارة الاقتصاد والتنمية ولكن لاعلاقة لها بالدين.
    مراوغة المثقفين يمينا ويسارا
    وبالتالي فلا علاقة للدولة بالفرد الا كمواطن ولا شأن لها بأن يكون هذا المواطن مسلماً او مسيحياً او بوذياً او ملحداً وهذه هي الصفة الإيجابية التي أعنيها وهي أيضاً لها اشكالاتها فحياد الدولة تجاه الدين لا يحل كل المشاكل ولكن هناك جانب معين من المشاكل عايشناه في السودان بمرارة وقسوة شديدة وفي هذا الجانب لا مفر من مواجهة هذا الأمر بهذا التحديد، مما يحزنني ويؤلمني أن كل قطاعات الرأي العام السوداني حتى المثقفين يميناً ويساراً لم يجرؤوا على مواجهة القضية بهذا التحديد (فاللت والعجن) الذي يدور في هذه القضية سببه أن لا أحد يريد أن يقول صراحة ليست هناك دولة إسلامية وهذه المراوغة هي التي كلفتنا كل هذا العنت خلال العشرين سنة الماضية فيجب ان نتجاوز هذا الوهم وهذه البدعة، فالدولة الاسلامية بدعة.
    فخطاب الدولة الإسلامية لا وجود له في التاريخ الاسلامي حتى منتصف القرن العشرين، فإذا بحثنا في كل لغات المجتمعات المسلمة لا نجد مصطلح (الدولة الاسلامية) قبل القرن العشرين، فهذا خطاب مستحدث، أي خطاب ما بعد الاستعمار وهو خطاب قائم على مفهوم استعماري للدولة ومفهوم استعماري للقانون، فالدولة الاسلامية التي تمت الدعوة لها في أواسط القرن العشرين تعتمد على مفهوم أوروبي للدولة وهو مفهوم الدولة المركزية البيروقراطية ذات الحدود السياسية المحددة وذات السيادة الكاملة، فهذه مواصفات أوروبية للدولة أخذ بها الإسلاميون ليوهمونا ويوهموا أنفسهم أن هناك دولة إسلامية يمكن أن تكون بهذه المواصفات.
    الخلط بين الشريعة والقانون:
    القانون ليس شريعة والشريعة ليست قانونا،ً وعندما نتوهم أننا يمكن أن نقنن الشريعة نغير من طبيعتها كنظام وقواعد سلوكية ملزمة للمسلم دينا،ً فتصبح قاعدة قانونية ملزمة للمواطن قانوناً، فالشريعة تعتمد على عقيدة الإنسان في صحة الموقف أو السلوك المعين ومسؤوليته عن ذلك، أما القانون فيعتمد على مقدرة الدولة على إنفاذ إرادتها بغض النظر عن رأي المواطن في صحة أو بطلان القانون، فأنا من ناحية دينية غير مسؤول إلا عما اعتقد بأنه شريعة ملزمة لي، أما قانونا فأنا ملزم بأن أطيع قانون الدولة ايا كان رأيي فيه فإذا كان النظام ديمقراطياً فيمكنني السعي لتغييره ولكن عدم مقدرتي على تغييره لا تعفيني من الالتزام به فطبيعة القانون مخالفة لطبيعة الشريعة.
    آن أوان التحرر من الأوهام:
    الخطاب الإسلامي في أواسط القرن العشرين أوهمنا أن هناك شئ اسمه الدولة الإسلامية وهي في الواقع نفس الدولة الأوروبية القائمة على المنهج الأوروبي والتي لم يكن لها وجود قبل الاستعمار، فطبيعة الدولة المعاصرة هي طبيعة أوروبية وليست إسلامية، وطبيعية القانون الصادر عن السلطة التشريعية في هذه الدولة مغايرة لطبيعة الشريعة الإسلامية، فمن طبيعة الرؤية الدينية أنها لا تقبل الحسم بالتقاضي، الحق والباطل ليس مسألة تحسم بالتصويت أو بالقوة فطبيعة الحق والباطل ديناً مسألة لا يمكن أن تحسم إلا في ضمير المؤمن نفسه فطبيعة الموقف الديني لا تقبل ان نحمل الانسان على غير قناعته بينما طبيعة الموقف السياسي المقدرة على طاعة القانون المجاز بالأغلبية.
    فالمسألة مغالطة ووهم باطل وأنا أسميه بدعة ولكن هذا الخطاب نجح في أن يوهمنا بأنه حقيقة موضوعية واقعة فلم يعد بمقدرتنا تصور بديل له.
    دولة المدينة لم تكن دولة اسلامية:
    إنني أعمل في هذا المشروع منذ عشر سنوات وقد طفت محاضراً حوله في مختلف الدول في افريقيا واسيا ودائماً يوجه لي السؤال التالي: إذا لم تكن هناك دولة اسلامية فما هي دولة المدينة ؟
    دولة المدينة هي دولة سياسية وليست دينية، هي معادلة سياسية بين قطاعات وقوى سياسية واجتماعية في واقع معين ودولة ابو بكر الصديق ليست دينية ووجوده في قيادتها كان سياسياً وليس دينياً، أما حالة النبي صلى الله عليه وسلم فهي حالة متفردة لا سبيل لتكرارها فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يتلقى الوحي وهذا لا يقارن بأي موقف آخر وابتداء من ابي بكر الصديق الدولة سياسية فيها ما فيها من التنازع والاختلاف .

    جانب الممارسات المعاصرة:
    السعودية وإيران مثلا ليستا دولتين إسلاميتين والسودان لم يكن دولة إسلامية في يوم من الأيام لا في عهد المهدية ولا في عهد الانقاذ، فهذا وهم باطل والادعاء بأن الدولة إسلامية لا يجعلها كذلك! مثلاً السعودية وإيران الاثنان على طرفي نقيض ويكفران بعضهما البعض فكيف تكونان دولتين إسلاميتين؟ فصفة الدولة الاسلامية صفة عشوائية تماماً وليس لها اساس موضوعي ولقد أفرطنا في وصف الأشياء بالإ سلامية الدولة الاسلامية , البنك الاسلامي, وهذا عبث ولذلك غاب علينا مواجهة من يحدد ماهية هذه الصفة وفي هذا السياق تحضرني تجربة باكستان التي أسست لكي تكون دولة للمسلمين، ففي عام 1953 أقامت الدولة لجنة مفوضة لتعريف من هو المسلم هذه اللجنة قامت باستجواب مئات العلماء والمفكرين الإسلاميين وتوصلت الى قرار أنه لا يمكن تعريف من هو المسلم! ففي الحقيقة وجدت هذه اللجنة ان كل طائفة من المسلمين في باكستان محكوم عليها من قبل طائفة أخرى بأنها خارجة عن الدين!! فالدولة مؤسسة سياسية فقط والوصول الى هذه القناعة ليس سهلاً وبالتوصل لهذه القناعة نستطيع إغلاق باب في منتهى الخطورة في مسألة السياسة وهو تكفير الناس بسبب الاختلاف في الرأي، فلا يوجد فهم ديني موضوعي فكل فهم ديني فردي وذاتي فما هو دين عندي هو دين عندي انا فقط.
    اي رأي ديني ذاتي ولذلك نقاش السياسات العامة لا يجوز أن يكون نقاشاً دينياً ففي هذا المجال (كل حزب بما لديهم فرحون) اما النقاش الموضوعي للسياسات العامة فيجعل بالإمكان تغييرها وتبديلها دون حرج .
    فقوانين سبتمبر 1983 وهي وهم باطل وتناقض وجهل وتنطبق عليها كل الصفات السيئة لم نتمكن من الفكاك منها بسبب الوهم بأنها شريعة اسلامية وهي ليست كذلك ويمكن الغاؤها بجرة قلم، فيجب أن نتحرر من هذا الوهم ونلتفت لقضايانا الحقيقية الكبيرة في التنمية والمسؤولية المحاسبة ، فهذا الوهم أضاع علينا الكثير من الزمن الغالي العزيز.
    --------------------------------------------------------------------------------
                  

العنوان الكاتب Date
حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين الكيك01-04-09, 08:24 PM
  Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين الكيك01-05-09, 06:54 AM
    Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين الكيك01-12-09, 04:47 AM
      Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين Haydar Badawi Sadig01-14-09, 01:45 AM
        Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين الكيك01-14-09, 04:26 AM
          Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين الكيك01-15-09, 06:56 AM
            Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين Haydar Badawi Sadig01-15-09, 09:37 AM
        Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين Haydar Badawi Sadig01-17-09, 07:40 AM
          Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين الكيك01-19-09, 07:14 AM
            Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين الكيك01-19-09, 08:25 AM
              Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين الكيك01-21-09, 09:21 AM
                Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين Haydar Badawi Sadig01-22-09, 06:29 AM
                  Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين Haydar Badawi Sadig01-22-09, 10:51 PM
  Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين Omer Abdalla01-23-09, 00:47 AM
    Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين Haydar Badawi Sadig01-23-09, 05:53 PM
      Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين الكيك01-28-09, 11:16 AM
        Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين Haydar Badawi Sadig01-30-09, 06:38 AM
          Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين الكيك01-30-09, 09:43 PM
            Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين Haydar Badawi Sadig01-30-09, 11:01 PM
              Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين Haydar Badawi Sadig01-31-09, 03:57 AM
                Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين الكيك02-01-09, 05:41 AM
                  Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين الكيك02-01-09, 05:57 AM
                    Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين Haydar Badawi Sadig02-02-09, 05:03 AM
                      Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين Haydar Badawi Sadig02-03-09, 01:56 AM
                        Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين Haydar Badawi Sadig02-04-09, 01:43 AM
                          Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين Haydar Badawi Sadig02-04-09, 08:16 PM
                            Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين Haydar Badawi Sadig02-04-09, 09:11 PM
                              Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين الكيك02-05-09, 10:20 AM
                                Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين Haydar Badawi Sadig02-05-09, 08:04 PM
                                  Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين Haydar Badawi Sadig02-07-09, 09:50 PM
                                    Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين Haydar Badawi Sadig02-10-09, 04:59 PM
                                      Re: حوار الطرشان بين الاخوان المسلمين,, والجمهوريين الكيك02-13-09, 12:45 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de