بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 03:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-08-2009, 02:34 AM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ (Re: الكيك)

    تحية طيبة لكل أساتذتي الافاضل هنا
    واخص استاذي الكيك
    واستاذي هاشم الحسن
    والدكتور شوقي بدري

    ونواصل في جمع بعض ما يطرحه الدكتور عبد الله علي إبراهيم علنا نفرد مساحة للتعرف اكثر علي مكونه الفكري والثقافي ومبادئيه التي يعمل من اجلها ويطرحها من خلال اطروحته في برنامجه الأنتخابي لرئاسة السودان وكما قلنا سابقاً أن مشروعه البرامجي السياسي هو انعكاس لذهنيته وافكاره .



    تعلق قلبي لفظة عربية


    طلب مني الأستاذ عمر محمد الحسن شاع الدين أن اقدم لكتابه "المناقرات: خلافات ومراجعات في العامية." وهذا تشريف وتكليف أطلعني علي كتاب قيم أفدت من فائدة جزيلة. وهذا نص المقدمة.
    عبدالله علي ابراهيم
    لا أعرف ذا ولع باللغة العربية في الجيل العاقب للشيخ الطيب السراج (1893 -1963) والدكتور عبدالله الطيب مثل الأستاذ الأمين البدوي وصاحب هذا الكتاب: عمر محمد الحسن شاع الدين. وفيهما معاً كلف بها وشغف بجمالها وأسرار سحرها ذكرني بما أمتاز به الشاعر حسين منصور، أستاذ التيجاني يوسف بشير. فقد حرس الحسين لغة الضاد من أن تجرفها عجمة المستعمر ومن تبعه من المقردين. فقال في حب علومها وأساليب تلقيها ما لم يسبق اليه:
    ومانبتغي غير درس العلو م والفقه في ديننا اللازم
    معنعنة فيه أقواله فلا خوف من كذب الزاعم
    فعن مالك الفقه عن نافع وعن أسلم الخير عن سالم
    فأنظر كيف جعل من العنعنة التي استرذلها المحدثون طريقاً الي النفع والخير والسلامة . . . الي مالك الفقه.
    نهل البدوي علم العربية من شناقيط كردفان، فتأمل. أما عمر فقد تشرب العربية من والده المرحوم محمد الحسن شاع الدين التاجر بأم روابة. وقد نشأ عمر في رغد من اللغة. فكان والده لا يقتني مجلة الرسالة لصاحبها أحمد حسن الزيات، التي افتتن بها جيل الحركة الوطنية في الثلاثينات والأربعينات، بل يشارك بالكتابة فيها ما وسعه. فقد علق في عددها 908 من سنتها الثامنة عشرة (27-11-1950) علي رسالة من الشاعر العراقي عبدالقادر رشيد ناصري يستصرخ وزير المعارف العراقية ان يهب لنجدته من سقم ما. وقد زكي الزيات الرسالة بمناشدة الوزير أن يتعطف علي الشاعر. وقد أيد والد المؤلف تزكية الزيات بقصة عن تعطف الملك فاروق علي طالب سوداني مجد إسمه أحمد مدثر كانت نشرتها جريدة "كردفان". فقد كان الطالب يتلقي العلم في فرنسا وأضطر للعمل كحمال لمواصلة دراسته. ولما سمع به الملك تعطف عليه بمال كثير وبمنحة دراسية مكنته من تحقيق أمله في السفر الي سويسرا للحصول علي الدكتوراة. ولذا اتخذ عمر والده مرجعاً في مبحثه هذا من مثل قوله "وكان والدي يري ذلك."
    "يناقر" أغلب هذا الكتاب منهج وحصائل أستاذنا الدكتور عون الشريف من علم عامية السودان العربية الذي نذر له أكثر همه وعمره. ويناقر علي الخصوص قاموسه للعامية السودانية، المنشور في 1972 و1985. وقد اعتذر المؤلف عن ما يتبادر الي الذهن من الكلمة في دارج الإستخدام وخلص منها الي معني ذكي آخر يجده القاريء طي الكتاب. ومن رأي الكاتب أن عون قد توسع في ما اعتبره عامية سودانية توسعاً نسب معه كلمات صحيحة الأصول العربية الي هذه العامية المزعومة الهجينة من العربية ولغات السودانيين الأخري.
    وددت مع ذلك لو خلت مناقرات شاع الدين، لو قبلنا الكلمة علي علاتها الحسنة التي ذكرها، من مثل قوله و"أعجب لولاي الدكتور وهو العالم الضخم كيف . . . " أو أنه ما
    سمع عون بأمر ما الإ من كلام سبق للمؤلف. أو وصف إستنتاج ما لعون بأنه "باطل" أو استنكار خطة فكرية لعون بقوله "هذا العجب عينه." ثم مثل أن عوناً لم يأخذ إلا بعض تصويبه له في طبعة الكتاب الثانية واهمل الآخر منه. أومثل عجبت أن عوناً "يرتضخ الإلفاظ يسمعها ولا يستيقنها" في الشواذ من مفرداته. أو مثل عجبت إذ لم ياخذ المؤلف بكلامي." ونحوه. فهذه العبارات قد ترجع بنا الي المناقرة في دارج معناها مما يصيب زمالة البحث في مقتل.
    هذا كتاب بديع. ووفرت مناقراته فرصة طيبة لمراجعة عقيدة هجنة ثقافة عرب السودان التي ذاعت في الستينات. وتجسدت هذه العقيدة في مصطلح "الأفروعروبية" الذي اثمر مدرسة الخرطوم في الفنون الجميلة والغابة والصحراء في الشعر والثقافة عامة. وأثمر في الساحة السياسية والحكومية مصطلح "الجسر بين العرب وأفريقيا." وهو جسر جاءتنا عن طريقه بنوك عربية ومعاهد دينية غرضها نشر الثقافة العربية الإسلامية. بينما لم يأتنا من أفريقيا عبر هذا الجسر شيء مذكور. وتتعرض فكرة "الأفروعروبية" في منشأها الستيني الي نقدات مركزة. منها ما ظل يقوم به الدكتوران عبدالله بولا وحسن موسي في مقام الفنون الجميلة. وقد اتفق لي ان أخذت علي مدرسة الغابة والصحراء مآخذ معلومة تثير جدلاً واسعاً علي ايامنا هذه.
    وقد وفر لي هذا الكتاب أن أري في شغل عون في عامية السودان أثراً من أيدلوجية الأفروعروبية. والحق أن قاموس عون لعامية السودان هو نبت الستينات. ولا زلت اذكر بداياته في رحلة لنا بجامعة الخرطوم في نحو 1963. وكان عون من شهودها وظل يلتقط ما يتساقط من كلمات أنسنا يدونها ويراجعنا فيها. فقد رشحت أيدلوجية الأفروعروبية علي منهج عون ومفهومه للعامية السودانية. فعون الشريف شديد الإقتناع "أن السودان الحديث ثمرة تلاقح تاريخي أو هجنة. فقد برز مع قيام دولة الفونج وظل يتشكل لما يزيد عن تسعة قرون بعد ذلك التاريخ، بلغ فيها التفاعل بين الأجناس والثقافات مداه فجاءت دولة الفونج تعبيراً عن هذا التمازج وقمة لعملية البناء الحضاري لشعب السودان." ورد عون سلامة هذا التلاقح في كتابه "التمازج القومي في السودان" الي سماحة الاسلام التي قضت بتكافوء الأعراق.
    ويري عون أن العامية السودانية جاءت من كنف هذه الخلطة. فهي قد نشأت في منطقة النيل الوسطي التي شهدت التمازج المثالي بين العرب وغير العرب في السودان. فأقصي الشمال لم يتعرض لضغط قوي من هجرات العرب لفقر بئيته خلافاً للوسط الذي تحقق به التمازج الحق بين النوبة والعرب. فقد بقيت في الشمال لغات النوبة وبقي تيار قوي من الأثر النوبي حتي في لهجة الشايقية العربية. أما الوسط فقد اصبح بوتقة توازنت فيها العناصر الثقافية ونشأت في أثره "منطقة تعادل لغوي" يتمثل فيها "القدر المشترك بين كافة القبائل العربية في السودان، الي جانب ما تأثرت به هذه القبائل بحكم اتصالها بالسكان الأصليين سواء اكانوا البجة في شرق البلاد أم النوبة في حوض النيل، أم العناصر النيلية في الجنوب، أم الكردفانية والدارفورية في الغرب". وقد استبعدت منطقة التعادل اللغوي الوسطية الحضرية المستقرة هذه لغة البادية الحوشية العسيرة .
    وطعنت الهجنة في بعض فصحي العربية الوسطية هذه. فلغة هذا الوسط الذهبي ليست نموذجية من حيث "الحفاظ علي أكبر قدر من من الألفاظ العربية الفصيحة، بل الأقرب الي الواقع ان يقال أن العربية هنا، وبحكم إتصال العرب الوثيق بالنوبة علي أوسع نطاق، قد تأقلمت وتطوعت لتلائم البئية." فاللهجة العربية في هذه المنطقة نموذجية لا من حيث الفصاحة التي قد تنعقد للهجات البادية. ومع ذلك بقي إطارها العربي راكزاً لم تهزه تيارات اللغات التي احتكت به. فقد لاقت تحديات هذه المنطقة بباعها المعروف في الحضارة فطوعتها "وتمثلت من العناصر النوبية المحيطة بها، ومن العناصر غير النوبية التي انتقلت اليها من جهات أخري." وبناء عليه فاللهجة العامية السودانية "في مجملها عربية الجوهر من حيث تركيبها ومن حيث مفرداتها."
    ولا يثبت عون أحياناً عند معني التبادل الحبي بين العربية واللغات السودانية الذي توحي به عبارته السالفة. فهو في مرات يتحدث بلغة فوز العربية علي ما عداها. فقد قال في مقال نشرته له مجلة "حروف، يونيو 1993" أن العربية دخلت كثيراً في صراع مع لغات سادت قبلها و"دوختها" غير أن هذا لم يضمن لها النصر المؤزر فقد تركت اللغات "المندحرة آثارها في شكل ألفاظ أو آثار أخري في النطق والتركيب أو التحريف أو جميعها معا.ً" وقد سمي هذه الخالفات من لغات السودان السابقة للعربية ب"الرواسب" أو "المخلفات". وقد سلمت من الإنقراض في وجه اللهجة العربية لأنها ظلت تؤدي وظيفة تعبيرية لم تنفد كما أن العربية استوعبتها لطواعيتها ومرونتها. فقد استمرت الفاظ الساقية وخصائص الأرض الزراعية الفرعونية النوبية في لهجتنا العربية لأنه لم يكن للعرب سابق علم بحرفة الزراعة وبهذه الآلة وصفات التربة الزراعية. كما حافظوا علي نوبية أو بجاوية أسماء بعض الشجر والثمر والطير التي صادفتهم في السودان ولم يتفق لهم تأليف اسماء لها. كما تسربت الي اللهجة العربية بعض مسميات البيت والأطعمة وطقوس العبور النوبية أو البجاوية. وحدث نفس الشيء بالنسبة لأسماء القري والجزر. ثم عرج علي أخذ عاميتنا العربية بشيء من الفرعونية ولغات أفريقية. ونبه الي تأثر عاميتنا العربية بلغة السريان والفرس واليونان مما جاء به العرب في حصيلتهم اللغوية الي السودان في مبدأ الأمر. ثم تأثرت لهجتنا بالتركية ولغات أوربا من بعد القرن التاسع عشر.
    غرض المؤلف من هذه المناقرات أن يؤثل "لقدر العربية الأصل في عاميتنا وتأصيل لقدر العروبة ورسوخها في السودان." وما أنكر المؤلف الخلطة. فهو يقول أن المقطع "آب" البجاوي شكل كلمات مثل "ويكاب" من "ويكة" و"آب" و "ودعكاب" من "دعك" و "آب" وهو الألم. كما أنه يعتقد أن المقطع "يب" سوداني يدخل علي جذور عربية مثل "قلس" فتكون "قلسيب" المكونة من "قلس" العربية "ما يخرج من زبد" والمقطع "ويب". وقلسيب عندنا في السودان أعواد يجرفها النهر فتججف للوقود. وهو يسلم بأن المصطلح الزراعي أغلبه نوبي بينما أن مصطلح الرعي والجمل عربي لا شك.
    غير ان ما يأخذه المؤلف علي عون أنه قد حمل الهجنة العربية الأفريقية في عامية السودان العربية محملاً بعيداً. فقد نسب الي هذه العامية الهجين كلمات لو تحرها بدقة لصدق أنها إما عربية أو معربة. وقد قام منهجه لإثناء عون عن الغلو في تهجين العربية علي هذه الشعب الخمس:
    1-"تفصيح" ما سودنه عون. فقد رد كلمات مثل "تر" في "واقف تر" و"تمر" في "تمر الكباية" و"جغم" في "جغم الماء" و"تخة" في "فلان التخوخة" و"فندر" و"كركب" و "دلق" و "بج" و"كاوش" و"لشق" و"حمبق" الي اصل عربي غاب عن عون حتي وصفها بأنها "عامية سودانية". وفعل ذلك لنحو مائة كلمة مظنون أنها ربما تسربت من لغات سودانية تليدة مازجت العربية وتولد منها كلام مبتكر سماه عون بالسوداني. وإذا اطرد هذا الدليل ضعفت حجة عون علي ما اسماه ب"منطقة التبادل اللغوي" في وسط السودان متي صدق شاع الدين في تفصيحه أو تعريبه. وبعض استخراجات المؤلف في هذا الباب مثيرة وذكية. فقد قال ان "حندك" (أثار الرغبة) هي من "حدق" العربية (أنظر ما املك وما تملك) أو "الحندقوق":
    وهبته ليس بشمشليق ولا حدقوق العين حندقوق
    اي انه لا يسرق النظر رغبة في اشياء الناس وهي الرأراة. وهذه من "عنعنة" الحسين منصور التي سلف ذكرها. كما أعجبت برده "قنن" في "قنن اللبن" الي اللفظ العربية "قنأ اللحية" اي سودها و"قنأ الماعون" اي سوده. وهذه فكرة اللبن المقنن عندنا ذاتها. وعليه لم يقبل شاع الدين قول عون أن "مقنن" من "قنا اللبن" اي مزجه بالماء. فذلك عنده بعيد والأقرب هو ما رآه لا ما راي عون.
    2- ومن ابواب هذا التفصيح رد ما نسبه عون الي عامية سودانية الي الدخيل اصلاً في العربية. وهو الذي يقال عنه "المعرب". فكلمة "تركاش" وهي جعبة لحمل الحراب الضغيرة أو الحربة الصغيرة نفسها، هي من العربية ولكنها من دخيل العربية. ولفت عون النظر الي هذا غير أن المؤلف توسع في هذا الباب.
    3-أو أنه استصوب اصلاً عربياً لمفردة عامية سودانية افضل مما انتخبه عون لها. ف "اللطخ" عند عون من الفصيح الراجع الي "القذر الأكل" بينما ردها المؤلف الي قولهم "الأحمق البليد."
    4- او رد الكلمة المنسوبة الي العامية السودانية الي أصل من لغات أجنبية. فقد رد "بمبار"، التي قال عون انها سودانية الي اصل تركي. كما عاد ب "جوبك" و"كشكوش" السودانيتين الي اصلهما في الآرامية. ووجد ل "كنتوش" "ودنكوج" أصلاً في الفارسية. ونسب "برطمانية" الي الهند. وكذلك ساق "مسوجر" الموصوفة بالسودانية الي أصل إيطالي و"كنب" الي أصل فرنسي.
    5-كما رد كلمات معدودة عامية سودانية الي استخدامات لها في عاميات عربية اخري. فالسوريون عنده يقولون "لغوص" في معني "لغوس" عندنا. ويقول العراقيون "كجم"
    و"شلش" و "تبش" و"ارباب" (التي قال أنصار الهجنة أنها من "عرب" مضاف اليها المقطع النوبي "آب") مثلنا.
    5- أو اورد متطوعاً كلمات مظنوناً عاميتها السودانية ليفصحها مثل "الدربكة" و"كاكاه" التي تقال لمنع الطفل من تناول شيء قذر.
    لا يريد المؤلف نفي تأثر العربية باللغات السودانية القارة. فهذا الأثر من طبائع الأشياء. فمطلب المؤلف، مستعيناً عليه بالدرس الحازم والنظر المدقق، ان يحجم الأثر "الأفريقي" علي عامية السودان العربية بالنظر الي ما رآه من اسراف في حقنها بهجنة لا يقوم عليها دليل أو برهان. وهذا تنبيه هام ونحن نقبل علي تقعيد علم الهوية الذي أدمي الوطن وأوجعه. وقد أخذت علي أكثر الخائضين في هذا العلم أنهم قد جاءوه من باب السياسة (والسياسة الفجة للأسف) وأرتكبوا بشاعات معلوم أن الجهل يورثها لأهله الجاهلين. ولتقعيد علم الهوية ومستتبعاته من هجنة وخلطة وتلاقح وجب أن نعود علي بدء لدراسات "معملية" مثل التي رزقنا بها المؤلف. وبارك الله في المؤلف وفي والده الذي أشربه حب العربية والعلم بها معاً. ونسأل الله أن يكون هذا الكتاب النير هادياً الي الأخذ بناصية العلوم بقوة والكف عن الاستهتار الفاشي بالمعرفة في اوساط متعلمينا والتطوع بالجهل القاتل. ونسأل الله للكتاب أن يكون صدقة تضوع براً بالوالد وأجراً يتنزل في دفاتره حتي اليوم الموعود.

    ومثل هذه التاثيرات القاموسية شائعة ومشروعة في مسار اللغات لا يستلزم نشأة "منطقة التعادل اللغوي" التي يوحي بها منطق عون حيناً. وهي المنطقة التي نجمت عن تمازج العرب مع العناصر السودانية الساكنة بالبلد قبلهم خرج به الي الوجود "تكوين بشري جديد، لا نجد له وصفاً خيراً من السوداني نطلقه عليه". فالإستلاف القاموسي قد يكون بخلطة العناصر البشرية أو بغيرها. فلم يختلط العرب بالإنجليز غير أن الإنجليزية حملت كلمات عربية لم تجد مفراً من الأخذ بها. وما يضيق الفرنسيون بشيء الآن الإ إضطرارهم للأخذ بإسراف عن الإنجليزية بغير خلطة في الأعراق. أما ما يستحق النظر اليه في باب خلطة الأعراق العربية والسودانية، الذي هو جوهر نظرية عون، فهو إشاراته القليلة جداً الي تراكيب لغوية عامية عربية مستقاة من لغات النوبة والبجة. فمن هذا التراكيب، التي هي أعقد من مجرد الإستلاف اللغوي وأدل، لفظ "قرباب" (وهو الثوب يلف به خصر النساء) الذي تكون من "قرب" العربية الفصحي التي تعني "الخاصرة" و"آب" وهو مقطع بجاوي يعني "الذي يخص." وقد أخنا ب المقطع البجاوي في سائد النسبة عندنا فنحن نقول "عبداللابي" ولا نقول "عبداللوي" كما في صحيح النسبة العربية في الفصحي. وقد أضعف من قوة هذا الشاهد المعقد في خلطة الأجساد واللغات بقوله أننا قد اخذنا مقطعاً للنسبة من التركية وهو "جي" في قولنا "لعبنجي ولخمنجي". وأخذنا مقطع التصغير "آية" المجهول الأصل في مثل "غنماية ونملاية". ورجح عون أن يكون افريقياً. وقال عون أن دراسة ادق في تراكيب العامية السودانية ونطقها ربما قادنا الي علم أكثر بتأثرها بلغة النوبة والبجة. فقد قال أن من الباحثين الأقدمين من نبه الي أن عبارة "قاعد" في "القطر قاعد يمشي" ربما جاءت من الدنقلاوية التي تقف فيها قاعد دلالة علي الإنشغال. وتحفظ عون بقوله أن اللغة العربية لم تخل من مثل هذا الإستعمال. ونبه مثلاً الي أن كسر أواخر الكلمات عند الشايقية في قولهم "كسري" ل "كسرة" ربما تأثروا فيه باللغة النوبية التي أحاطت بهم كما لم تحط بالوسط السوداني
    عون الشريف شديد الإقتناع أن "أن السودان الحديث الذي برز مع قيام دولة الفونج ظل يتشكل لما يزيد عن تسعة قرون قبل ذلك التاريخ، بلغ فيها التلاقح التفاعل والتلاقح بين الأجناس والثقافات مداه فجاءت دولة الفونج تعبيراً عن هذا التمازج وقمة لعملية البناء الحضاري لشعب السودان" ورد قاسم سلامة هذا التلاقح الي سماحة الاسلام التي قضت بتكافوء الأعراق (من صور التمازج القومي في السودان). وقضي بأن هذا التكوين البشري والحضاري في السودان "هو في جوهره نتاج مباشر للعروبة والثقافة العربية الإسلامية في تفاعلها مع العناصر البشرية والثقافات اتي حفلت بها ارض السودان. (13).
    من راي عون أن منطقة النيل الوسطي هي التي شهدت التمازج المثالي بين العرب وغير العرب في السودان. فأقصي الشمال لم يتعرض لضغط قوي من هحرات العرب لفقر بئيته خلافاً للوسط الذي تحقق به التمازج الحق بين النوبة والعرب. فقد بقيت في الشمال لغات النوبة وبقي حتي في لهجة الشايقية العربية تيار قوي من الأثر النوبي. أما الوسط فقد اصبح بوتقة توازنت فيها العناصر الثقافية نشأت باثره "منطقة تعادل لغوي" يتمثل فيها "القدر المشترك بين كافة القبائل العربية في السودان، الي جانب ما تأثرت به هذه القبائل بحكم اتصالها بالسكان الأصليين سواء اكانوا البجة في شرق البلاد أم النوبة في حوض النيل، أم العناصر النيلية في الجنوب، أم الكردفانية والدارفورية في الغرب". وقد نفت منطقة التعادل اللغوي الوسطية الحضرية المستقرة هذه حوشية لغة البادية. وعليه فهي ليست نموذجية من حيث "الحفاظ علي أكبر قدر من من الألفاظ العربية الفصيحة، بل القرب الي الواقع ان يقال أن العربية هنا وبحكم إتصال العرب الوثيق بالنوبة علي أوسع نطاق قد تأقلمت وتطوعت لتلائم البئية." فاللهجة العربية في هذه المنطقة نموذجية لا من حيث الفصاحة التي قد تنعقد للهجات البادية. ومع ذلك بقي إطارها العربي راكزاً لم تهزه تيارات اللغات التي احتكت به. فقد لاقت تحديات هذه المنطقة القديمة التحضر فطوعتها "وتمثلت من العناصر النوبية المحيطة بها، ومن العنصر غير النوبية التي انتقلت اليها من جهات أخري." وبناء عليه فاللهجة العامية السودانية "في مجملها عربية الجوهر من حيث تركيبها ومن حيث مفرداتها." ولا يثبت عون أحياناً عند معني التبادل الحبي بين العربية واللغات السودانية الذي توحي به عبارته السالفة. فهو في مرات يتحدث بلغة فوز العربية علي ما عداها. فقد قال أن العربية دخلت كثيراً في صراع مع لغات سادت قبلها و"دوختها" غير أن هذا لم يضمن لها النصر المؤزر فقد تركت اللغات "المندحرة آثارها في شكل ألفاظ أو آثار أخري في النطق والتركيب أو التحريف أو جميعها معاً" (32 المجلة). وقد سمي هذه الخالفات من لغات السودان السابقة للعربية ب"الرواسب" أو "المخلفات". وقد سلمت من الإنقراض في وجه اللهجة العربية لأنها ظلت تؤدي وظيفة تعبيرية لم تنفد كما أن العربية استوعبتها لطواعيتها ومرونتها. فقد استمرت الفاظ الساقية وخصائص الأرض الزراعية الفرعونية النوبية في لهجتنا العربية لأنه لم يكن للعرب سابق علم بحرفة الزراعة وبهذه الآلة وصفات التربة الزراعية. كما حافظوا علي نوبية أو بجاوية أسماء بعض الشجر والثمر والطير التي صادفتهم في السودان ولم يتفق لهم تأليف اسماء لها. كما تسربت أوتسربت الي اللهجة العربية بعض مسميات البيت والأطعمة وطقوس العبور النوبية أو البجاوية. وحدث نفس الشيء بالنسبة لأسماء القري والجزر. ثم عرج علي أخذ عاميتنا العربية بشيء من الفرعونية ولغات أفريقية. ونبه الي تأثر عاميتنا العربية بلغة السريان والفرس واليونان مما جاء به العرب في حصيلتهم اللغوية الي السودان في مبدأ الأمر. ثم تأثرت لهجتنا بالتركية ولغات أوربا من بعد القرن التاسع عشر. ومثل هذه التاثيرات القاموسية شائعة ومشروعة في مسار اللغات لا يستلزم نشأة "منطقة التعادل اللغوي" التي يوحي بها منطق عون حيناً. وهي المنطقة التي نجمت عن تمازج العرب مع العناصر السودانية الساكنة بالبلد قبلهم خرج به الي الوجود "تكوين بشري جديد، لا نجد له وصفاً خيراً من السوداني نطلقه عليه". فالإستلاف القاموسي قد يكون بخلطة العناصر البشرية أو بغيرها. فلم يختلط العرب بالإنجليز غير أن الإنجليزية حملت كلمات عربية لم تجد مفراً من الأخذ بها. وما يضيق الفرنسيون بشيء الآن الإ إضطرارهم للأخذ بإسراف عن الإنجليزية بغير خلطة في الأعراق. أما ما يستحق النظر اليه في باب خلطة الأعراق العربية والسودانية، الذي هو جوهر نظرية عون، فهو إشاراته القليلة جداً الي تراكيب لغوية عامية عربية مستقاة من لغات النوبة والبجة. فمن هذا التراكيب، التي هي أعقد من مجرد الإستلاف اللغوي وأدل، لفظ "قرباب" (وهو الثوب يلف به خصر النساء) الذي تكون من "قرب" العربية الفصحي التي تعني "الخاصرة" و"آب" وهو مقطع بجاوي يعني "الذي يخص." وقد أخنا ب المقطع البجاوي في سائد النسبة عندنا فنحن نقول "عبداللابي" ولا نقول "عبداللوي" كما في صحيح النسبة العربية في الفصحي. وقد أضعف من قوة هذا الشاهد المعقد في خلطة الأجساد واللغات بقوله أننا قد اخذنا مقطعاً للنسبة من التركية وهو "جي" في قولنا "لعبنجي ولخمنجي". وأخذنا مقطع التصغير "آية" المجهول الأصل في مثل "غنماية ونملاية". ورجح عون أن يكون افريقياً. وقال عون أن دراسة ادق في تراكيب العامية السودانية ونطقها ربما قادنا الي علم أكثر بتأثرها بلغة النوبة والبجة. فقد قال أن من الباحثين الأقدمين من نبه الي أن عبارة "قاعد" في "القطر قاعد يمشي" ربما جاءت من الدنقلاوية التي تقف فيها قاعد دلالة علي الإنشغال. وتحفظ عون بقوله أن اللغة العربية لم تخل من مثل هذا الإستعمال. ونبه مثلاً الي أن كسر أواخر الكلمات عند الشايقية في قولهم "كسري" ل "كسرة" ربما تأثروا فيه باللغة النوبية التي أحاطت بهم كما لم تحط بالوسط السوداني
    الثقافة كعلم تاريخي
    ولعل أقتل عطب ناشب بمناهج دراسة الثقافة العربية الإسلامية هو غض الدارسين النظر عن حقيقة أن اللغة العربية هي حقاً لغة عرب مسلمي السودان. وهي حقيقة تذكر كنتيجة عابرة لتعريب واسلمة بعض السودانيين غير أنها لا تستصحب في تحليل ثقافتهم.
    بل أن تركيز بعض الباحثين علي ما استلفته عربية السودان من قاموس وتراكيب اللغة النوبية اوحي للبعض أننا لم نفعل سوي "تهجين" العربية. وهذا غير ما يقوله علم العاميات العربية الذي يدرس عربية السودان كعضو كامل الحقوق في نادي العاميات العربية.
    ومن آيات بؤس استصحاب حقيقة لسان عرب ومسلمي السودان في دراسة ثقافتهم تراخي الدارسين عن الانشغال العميق بنصوص تلك الثقافة. فقد اصطنع النحاة الأول من الإنجليز جملاً بالعربية في كتبهم التي هي دليل لتعليم اللغة بمثابة نكات نحوية بدلاً من قطف هذه الجمل من أفواه أهل اللغة. ولا غرابة أن جاءت نصوص هؤلاء النحاة، في قول فبرغسون، "تعكس الثقافة البريطانية بأكثر وأدق مما تعكس الثقافة السودانية." ولقد توسع المرحوم عبدالله الطيب في ذم "كتاب الأطفال" الذي اصطنعه المستر سكوت بكلية غردون وسربه الي بخت الرضا والي سائر المدارس يتعلم به من لسان أمهم العربية لغتهم من بين دفتيه. وقال عبدالله الطيب أنه ما شك أن إثم هذا الكتاب أكبر من نفعه. ولم يفصل عبدالله الطيب هذه المسالة العمدة تفصيلاً تربوياً مقعداً وظل يلوح بها في نثار الخاطرات. وقد منعت هالة القداسة والنوستالجيا (التشوق الكاذب أو المغرض) التي "زربنا" بها مؤسسة بخت الرضا أن تنفذ أجيال التربيوبيين الحدث الي مآخذ عبدالله الطيب ولتستصحبها في العلم بمناهج تعليم العربية وتاريخها.
    وقد رأينا عناية مؤخراً عناية بنصوص ثثقتفة الجماعة العربية الإسلامية تفاوتت في حسن الحرفية وسداد النظر. ومع ذلك كان ما انشغل به الباحثون هو تطويع النصوص لدراسة التكوين الإثني لهذه الجماعة او أيدوجيتها. ولم تكن اللغة نفسها شاهداً علي مغازي تلك الثقافة. ويقف كتاب سيد حريز عن أحاجي الجعليين مثلاً ذكياً علي قصور هذه الدراسات عن بلوغ الترميز الصقيل لهذه الثقافة. فهو قد شرح نصوص الأحاجي لرد ما للعرب للعرب وما للأفارقة للأفارقة من مفردات ثقافة الجعليين. وقد جاء حريز بنظرات مقارنة قيمة علي ما تورط فيه من تعسف في المقارنة ما نبه أي ذلك أحمد عبدالرحيم نصر. وبرغم قيمة استخلاصات حريز في هذه الجهة فهو قد غض النظر عن ما تحمله هذه النصوص من دلالات لمجرد انها قد جاءت في لسان عربي مبين. ونجد النهج ذاته عند معتصم الذي بدت عنده الحجوة "وثيقة تاريخية لا وثيقة فنية". وقال أنه إذا جردنها من الزوائد الخرافية والخيالية عكست لنا صورة صادقة أي تاريخية لمجتمع عرب السودان المسلمين. وهذا قريب من القول أن الأحاجي بعد تجريدها من خيالها، قد اضحت وثيقة تاريخية عادية. وبهذا جعل الكاتب ألحاجي حقلاً لحفرياته عن عروبة وأفريقية العرب المسلمين وغض الطرف أنها، وبخيالها الذي لا تستقيم الإ به، نشاط يومي يرتب به الراوي والجمهور أجندة ذوقهم العربي الإسلامي عن طريق الفن.
    وليس من اعتنوا بعربية عرب ومسلمي السودانيين بأفضل مردوداً علي علمنا بثقافتهم. فقد إنتهوا أيضاً تجميدها كمصدر تأريخي لدراسة الثقافة العربية القديمة. فأنظر الي عنوان مقالة لهيللسون: "أقباس كلاسيكية في أدب (السودانيين) الشعبي". فهو يري أن من أنفع ما يقع لنا من دراسة عربية السودان هو القاؤها الضوء، مماثلة ومخافة ومقارنة، علي عوائد العرب في جاهليتهم. واستصرخنا هيللسون ان نهب لجمع ودراسة نصوص عرب السودان الثقافية لأنهم تعرضوا منذ حين الي مؤثرات افريقية عارمة من شأنها أن تطيح بمعظم مفردات هذه الثقافة التي تتهجن وظلت علي بدائيتها الكلاسيكية العربية.
    وقد اتيح لي دراسة سحر الرباطاب كنص شديد الخطر في الثقافة العربية الإسلامية. ولم انشغل فيه بإستثمار النص لرد الرباطاب الي أصل وفصل عرقي بحفريات الأوابد أو غيرها. خلافاً لذلك فقد سلكت منهجاً إثنوغرافياً مستحدثاً هو السياقية والأدائية. وهو منهج فرض علي أن اقبل قول الرباطاب بعروبتهم كأمانة إثنوغرافية. ومن ثم حللت نصوص السحر في سياقاتها وحيل أدائها واختلاف رأي الجماعة نفسها في أسر وشر هذه النصوص. ووجدت من ذلك أن الرباطاب إنما يدلون برأي يومي في هويتهم من حيث عروبتهم وإسلامهم بمجرد أن يقتحم مسار يومهم نص من نصوص السحر.
    من آفة البحث عن العروبة السودانية بواسطة الأجانب أنهم يصدرون في أحكامهم عن معرفة بالعربية لاتتعدي كونها "حيلة" للعمل الميداني لا كوناً من المعاني.
    الدكتور إبراهيم القرشي عثمان ، عادات سودانية اصولها عربية من وحي اللغة وطرائف التراث ونوادره (1999). وهو كتاب ظريف دسم مفعم يكشف عن إطلاع واسع في عموم ثقافة عرب السودان والتراث العربي. ولكنه من صنف المباحث التي جعلت من ثقافة هؤلاء العرب مصدراً تاريخياً علي عروبتهم يردون به علي افتراء من انكروا عروبة عرب السودان. وكأننا نبدي ونعيد ما كتبه عبدالله عبدالرحمن بل ؟ ؟. والخلاف بين السلف والخلف بشأن الأخذ بنصوص ثقافة عرب السودان كمحض دليل تاريخي خلاف فارق الزمن والخصوم. فقد اضطر السلف الي هذا المنهج فرط شكوك عرب الوسط العربي أو الكتاب الإستعماريين مثل ماكمايكل في عروبة عرب السودان. فقد قال المرحوم عبدالله عبدالرحمن في مقدمة كتابه أن مما حضه لكتابته أن يزيل من "ما قد علق ببعض الذهان التي قعد بها تقاعدها عن النظر في التاريخ وشط بها جهلها بالبحث والتنقيب من ان سكان هذا الإقليم (ويعني السودان الشمالي) ليسوا بعرب حيث ان السكان الأصليين بجة ونوبة وزنوج ببراهين عقلية وأدلة علمية". بينما يتجه الخلف بهذا الدليل لجماعة من ابناءالسودان جعلت من خلع هؤلاء العرب لعروبتهم الكاذبة في نظرهم شرطاً لسعادة للوطن السوداني حتي يقوم علي هويته الفريقية الصمدة. وقد قوت هذه العاطفة عند بعض عرب السودانيين انفسهم تظلمهم من عروبة "الكفيل" في مهاجرهم بالجزيرة والخليج لتي لم تحسن الي الي عزتهم بالعرب حين عدتهم صنفاً من السودان والرقيق.
    توافرت له قطوف من إطلاع طويل عالج بعضها "إصولاً عربية لعادات سودانية، وبعضها الأخر يدور حول الفصيح من عامية اهل السودان" (5). وهو من رأي عون في خلطة الأعراق والثقافات في اسودان "ولكن يبقي التيار العربي هو المهيمن يدعمه النزوع المستمر الي الصل، وترفده اللغة وهي وسيلة الاتصال الغالبة، ويقويه الدين والعقيدة." (8).
    فهو قد ياتي بمثل ويقول أنه "ترجمة" لمثل عربي ما. أو أن هذه العادة قد عرفتها العرب. ولم نحسم بعد نسبة عاميتنا العربية الي العربية وما نزال نفاجيء بذلك ونطرب : "وما افصح عامية السودان"
    أما كتابات الأستاذ الطيب محمد الطيب مثا "الإنداية" أو "الدوباي" أو "المسيد" فهي بمنجاة من منهج سوق الدليل من الفلكلور لإثبات عروبة السودان. فلا تخالط الطيب شبهة في عربية الإنداية كحانة للأنس أو عروض ضروب الشعر التي درسها في "دوباي" أو كتاب القرآن الذي فصله في "المسيد." وككل إثنوغرافي جيد لا يحاجج في أصول مادة درسه طالما قال أهلها انها عربية. فلما ادار الطيب ظهره للخصومة حول أصل النظم التي درسها انفتح أمامه باب العلم بها من جهة أدائها وسدنتها وجمهرتها ووظائفها. ولهذا راجت كتبه لحيوية مبحثها الثقافي ونذكر بالذات كتابه "الإنداية" الذي ما كتب مثله عندنا في عذوبة المعرفة بكون كامل يقصده غمار الناس نشداناً لسعادة ما.
    وقالت مجلة الهلال في تقريظ كتاب "العربية في السودان، 1922" أنه نظر في ادب العامة، الفلكلور، الذي هو "كنز للمؤرخ يستقصي منه تاريخ المة وأصل الشعوب التي تتألف منها."
    وقد وجدت في كتاب للشيخ ابراهيم عبدالرازق عن شيخ الإسلام الفكي الأمين الضرير (1815-1302 ) ما استوقفني. فقد قال ان شيخ الأمين، جد عبدالله عبدالرحمن، قد فاز في مسابقة علمية نظمتها مجلة "الجوائب" المصرية. وعلق أحمد فارس، صاحب المجلة، مستعجباً فوز أبن حام، الأمين الضرير، علي ابناء سام اي العرب. "ولما اطلع الشيخ الأمين الضرير علي هذا التعليق غير العادل، والذي به مساس ونيل بالأمة السودانية العربية المسلمة المتحضرة، أخذته الغيرة فحرر بحثاً تاريخياً ضافياً رداً علي صاحب المجلة وبعث به الي مجلة الجوائب"

    هذه الدراسة من مكتبة الدكتور عبد الله علي إبراهيم الأكترونية :-
    http://www.sacdo.com/web/Categories/FeaturedArticles/Ab...ali_ibrahim/main.asp
                  

العنوان الكاتب Date
بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-04-09, 01:55 PM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-04-09, 01:59 PM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-04-09, 02:07 PM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-04-09, 02:08 PM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ هاشم الحسن01-04-09, 09:17 PM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ سفيان بشير نابرى01-04-09, 11:25 PM
    Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ هاشم الحسن01-04-09, 11:43 PM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ سفيان بشير نابرى01-04-09, 11:46 PM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ سفيان بشير نابرى01-04-09, 11:51 PM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ سفيان بشير نابرى01-04-09, 11:53 PM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ سفيان بشير نابرى01-04-09, 11:55 PM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ سفيان بشير نابرى01-04-09, 11:57 PM
    Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ abubakr salih01-05-09, 00:15 AM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ عمر ادريس محمد01-05-09, 00:34 AM
    Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-05-09, 05:10 AM
      Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-05-09, 06:01 AM
        Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-05-09, 06:34 AM
          Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-05-09, 08:00 AM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ سفيان بشير نابرى01-05-09, 10:52 AM
    Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-05-09, 11:29 AM
      Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-05-09, 06:35 PM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ سفيان بشير نابرى01-06-09, 00:56 AM
    Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-06-09, 04:33 AM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ هاشم الحسن01-06-09, 04:48 AM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ عبدالله الشقليني01-06-09, 08:01 PM
    Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ عبدالله الشقليني01-06-09, 08:39 PM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ سفيان بشير نابرى01-07-09, 00:37 AM
    Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ هاشم الحسن01-07-09, 02:46 AM
      Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-07-09, 04:44 AM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ عبدالله الشقليني01-07-09, 06:32 AM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ عبدالله الشقليني01-07-09, 07:15 PM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ عبدالله الشقليني01-07-09, 08:29 PM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ سفيان بشير نابرى01-08-09, 02:34 AM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ سفيان بشير نابرى01-08-09, 02:39 AM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ سفيان بشير نابرى01-08-09, 02:45 AM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ سفيان بشير نابرى01-08-09, 02:48 AM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ سفيان بشير نابرى01-08-09, 02:52 AM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ سفيان بشير نابرى01-08-09, 02:55 AM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ سفيان بشير نابرى01-08-09, 02:58 AM
    Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-08-09, 04:49 AM
      Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-08-09, 06:24 AM
        Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-08-09, 09:05 AM
          Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-08-09, 11:19 AM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ عبدالله الشقليني01-10-09, 05:11 AM
  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ SAIF MUstafa01-10-09, 08:01 PM
    Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-11-09, 07:30 AM
      Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-11-09, 10:02 AM
        Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-11-09, 10:33 AM
          Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-13-09, 10:21 AM
            Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-18-09, 08:27 AM
              Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-18-09, 06:34 PM
                Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-19-09, 04:45 AM
                  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-20-09, 06:59 AM
                    Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-20-09, 09:14 PM
                      Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ هاشم الحسن01-21-09, 06:50 AM
                        Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-22-09, 05:59 AM
                          Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك01-29-09, 08:45 AM
                            Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ عبدالله الشقليني01-30-09, 06:41 AM
                            Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ هاشم الحسن02-01-09, 10:11 PM
                              Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك02-05-09, 11:04 AM
                                Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك02-08-09, 04:47 AM
                                  Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك02-19-09, 10:03 AM
                                    Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك03-15-09, 07:08 AM
                                      Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك03-15-09, 07:46 AM
                                        Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك03-26-09, 06:04 AM
                                        Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك03-28-09, 09:23 PM
                                          Re: بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ...عبد الله على ابراهيم ..هل يهرب للامام لتفادى محكمة ؟؟ الكيك03-30-09, 10:12 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de