|
Re: لماذا تتساهل الحكومة فى العبث بالخط الاحمر ؟ (Re: الكيك)
|
مـداد إسماعيل ادم الانفصال .. «فأس يأكل عوده» مات قرنق، فقهقه الانفصاليون بزاوية منفرجة، على نسق نيرون الذي أحرق روما. الآن خلعوا القناع وبدأوا يروجون بالصوت العالي لتفتيت السودان: الانفصال، ويتكىء الترويج على تقدير أرعن، وقراءة «حوصاء» مفادها: ان النائب الأول سلفا كير خلف قرنق، انفصالي بدرجة «ممتاز»، سيضع «الكرة» في الشباك، من قولة «تييت»، على رأي الرياضيين.
قرنق كان وحدوياً، وحائط صد لفكرة الانفصال العاجزة، وكان خطابه في السياق، غصة تطعن في حلوق الانفصاليين، وذوى النزعات العنصرية من الشماليين والجنوبيين، وغيرهم، وظل الرجل يعزف على وتر الوحدة في حله وترحاله، في الغابة والمدينة والقرية، بل أي خطاب لقرنق خلا من عبارة: «السودان الجديد من نمولى لحلفا ومن الجنينة لهمشكوريب»، وظلت الوحدة هي القاسم المشترك في خطاب الحركة، شفاهة كان أو مكتوباً، وذلك منذ اشتعال شرارة تمردها على الخرطوم، وحين كانت أفكارها مجرد أمشاج، «تتأرجح» يساراً ثم يمينا، و«تتأدلج»، كذلك.
الانفصاليون يريدونها «انفصالية»، تتجزر، وتنكمش في حدود الجغرافيا، وعودة النازحين، ويضع «ملاليم»، ولغة «اتركونا لحالنا»، وأفكار تبتسر وتحوصل فكرة الدولة والوطن في جملة واحدة: انفصال.
والانانية وضيق الأفق، هما العلامة البارزة لطرح الانفصاليين، وذوى النزعات العنصرية، هؤلاء ينظرون الى الوطن بزاوية مصالحهم الذاتية، أنفاسهم قصيرة، تقطعها «أحداث عرضية»، تحدثنا التجارب عن كيفية تطويع مراراتها وإحالتها الى أفكار منتجة تنتقل بالشعوب من مربعات التناحر والتكتل السالب، الى رحاب شراكات واسعة وراسخة، تطرق كل أبواب الحياة.. أمريكا نموذج حي.. وهناك المانيا، والهند، والصين، وتركيا، والأردن، وقائمة طويلة للتعايش المشرف.
الحركات «المتمردة» لديها قائمة مطالب ومقترحات حلول، تحتفظ بداخلها بفكرة «الحل الأخير» للمشكلة بسبب التمرد، والحركة الشعبية عندها «الانفصال» هو «الحل الأخير»، في حالة استعصاء الوحدة، وكانت حركة اليونيتا كذلك، والجبهة الشعبية لتحرير التقراي الاثيوبية بزعامة «سبحات نقي» في السابق، وملس زناوى قبل الدخول الى أديس أبابا، كانت كذلك.
اتفاقية السلام، وضعت الانفصال في خانة «الحل الأخير»، والوحدة في اعلان مشاكوس رقماً أول، ولكن مع ذلك تركت الاتفاقية الباب موارباً حين تحدثت عن الوحدة الجاذبة، وذلك تقدير، بمثابة فرصة اتاحتها الاتفاقية لنا ليبقى السودان موحداً، وفقاً لإرادتنا بعد تغلبنا على تحديات السودان الدولة، وامتحان لجدارتنا على تجاوز الصعاب.
عندما يروج الانفصاليون للانفصال بالصوت العالي، يتعين عليهم إكمال العبارة كالآتي: «انفصال الجنوب عن الشمال، والشرق عن الوسط، والغرب عن الوسط، والوسط عن الوسط، وجبال النوبة، والنيل الازرق، و«الفأس يأكل عوده»، على رأي المثل في دارفور، و«فرزعة»، ودويلات ما أنزل الله بها من سلطان.
سؤال الانفصال اجابته ليست بتلك البساطة التي يلجأ اليها الانفصاليون: التوقف عند معادل «شمال -جنوب»، فالحبل سينفرط تماما مع أول قرار بالإنفصال ، والنار ستأكل كل الهشيم، ولن يستطيع الانفصاليون -حينها- الاطفاء، لن يستطيعون تكييف موجة الانفصال، وفقاً لرغبتهم الانانية «شمال -جنوب» فقط.
صدم النائب الأول سلفا كير أمس الانفصاليين ايما صدمة، حين أكد وحدويته بالبراهين، بأنه «قد وقع بنفسه على اعلان مشاكوس، وتلى بند الوحدة في الاعلان الشهير..» فهل يرتدى الانفصاليون القناع من جديد؟!
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|