|
Re: مقتدى الصدر ... جاهل واعطوه سلاح (Re: Dr.Abbas Mustafa)
|
الانسحاب الأميركي «الفوري»!!
أحمد الربعي
عادت بعض الفضائيات والاجهزة الاعلامية العربية الى عادتها القديمة في التعامل مع القضية العراقية، عادت اجواء التحريض على الاقتتال وافتعال القصص والاستهانة بخطورة ان يدخل العراق الى نفق الحرب الأهلية، عاد مراسلو بعض الفضائيات الى خطبهم وتحريضاتهم عبر النقال الذي لا يستطيع معه بعضهم من اخفاء فرحته وسعادته بما يجري لأهلنا في الفلوجة وغيرها. وبعضهم يعيد تجربته المريرة السابقة مع حرب العراق الاخيرة قبل عام حين كذب على الناس واقنعهم ان صدام منتصر لا محالة على قوات التحالف، وان معركة البصرة ستحسم الامر، حتى اذا سقطت البصرة لأن الناس والجيش لم يقاتلوا مع صدام. بدأ الحديث عن معركة بغداد الكبرى وكيف انها محصنة وان صدام قد حفر القنوات المليئة بالنفط والتي سترد القوات المتحالفة وكيف سقط «العلوج» في معركة مطار بغداد المزعومة، حتى اذا سقطت بغداد عادوا للحديث عن المفاجأة العظيمة في تكريت حتى انتهى هذا التضليل الى القبض على صدام حسين في الحفرة الشهيرة. المشهد نفسه يتكرر. نفس المحللين ونفس المفكرين «الاستراتيجيين» ونفس العسكريين «المتقاعدين» الذين كان بعضهم سببا في هزائمنا مع اسرائيل، عادوا لتحليل الوضع العراقي وبدأوا بالمطالبة بالانسحاب «الفوري» لقوات التحالف. انه انعدام روح المسؤولية والمتاجرة بدماء العراقيين، وليتهم يتخيلون ما الذي سيحدث في العراق لو حدث هذا «الانسحاب الفوري». هل سيتفرج الأكراد على المشهد وتظل كردستان جزءاً من العراق، هل ستنسى تركيا مزاعمها القديمة في ظل انهيار الدولة العراقية وغياب الحكومة والجيش والمؤسسات، من يضمن عدم قيام دويلة في الجنوب تدعمها ايران بحجة الدفاع عن النفس، وما الذي سيحدث للأقليات العراقية التي لا حيلة لها، وما المعركة المنتظرة بين المراجع الروحية والطوائف في ظل الفوضى، ومن سيكون المسؤول عن تقسيم بلد عربي، ومن سيستطيع حصر اعداد القتلى والجرحى في ظل الفوضى؟ الذين يدّعون حب العراق عليهم ان يخافوا الله في هذا البلد الذي دفع ثمنا باهظا وان يفكروا ألف مرة قبل الاستمرار في حفلة صب الزيت على النار المشتعلة بدون أي شعور بالمسؤولية. هل التاريخ يعيد نفسه في الفضائيات العربية، أليس من العيب ان نخطئ ونكرر اخطاءنا بهذا الشكل المزري والمهين للعقل والمنطق؟ أليس امامنا جدول محدد لتسليم السلطة للعراقيين بشكل سلمي واجراء انتخابات واقامة حكومة وطنية، ام ان كل ذلك لا يهم؟.. المهم هو المتاجرة بدماء العراقيين.
|
|
|
|
|
|
|
|
|