|
Re: المصفوفة ..والمذكرة ...هل تقودان السودان الى بر الامان (Re: الكيك)
|
لماذا لا نحلم؟!
زهير السراج كُتب في: 2007-12-13 [email protected]
* لأول مرة منذ وقت طويل شعر الكثيرون بالارتياح بعد انتهاء أزمة الشريكين، وفك تجميد مشاركة الحركة الشعبية في حكومة الوحدة الوطنية، والاتفاق على الوسائل المناسبة لمعالجة المشاكل وحل الأزمات ووضع اتفاقية نيفاشا موضع التنفيذ وإدارة حوار مع كافة القوى السياسية يفضي إلى تهيئة الأجواء لقيام الانتخابات السياسية في العام القادم ونقل السلطة إلى من يختاره الشعب عبر صناديق الاقتراع، وإنهاء أطول فترة حكم شمولية عاشتها البلاد منذ استقلالها، كان لها الكثير من المظاهر والجوانب السلبية والاخطاء التي أدخلت البلاد في دوامة العنف والحرب الأهلية، والصراع مع المجتمع الدولي، وخطر التدخل الاجنبي، ولو تدثر في ملابس الاتحاد الافريقي، أو حمل اسم القوات الهجين، فما ذلك إلا شكل من أشكال التزويق والمكياج لاخفاء المنظر الحقيقي لهذا التدخل، وقد حان الوقت اذا كانت هنالك رغبة حقيقية في إزاحة هذا الخطر أو منع انتشاره وتطوره، أن نسعى بجدية واخلاص وتجرد لحل مشكلة دارفور، وانقاذ مواطني دارفور الأبرياء من براثن النزوح واللجوء وعدم الاستقرار والظروف الصعبة التي يعشونها منذ أكثر من اربعة أعوام.. ولا تلوح في الافق ملامح حل لها! * اذا اعتقد أي شخص، ان دخول القوات الهجين إلى دارفور، بدون توفر إرادة حقيقية لدى كل الأطراف للوصول إلى اتفاق سياسي، يراعي ويأخذ في الاعتبار تطلعات واحلام مواطني دارفور بكل مجتمعاتهم القبلية، فإنه مخطئ، وعليه أن يعيد حساباته ليرى الحقيقة بغير العين التي ينظر بها إليها الآن!! * قد تساعد القوات الهجين في توفير الأمن في معسكرات النزوح، أو المناطق المتاخمة لها.. ولكنها لن تحل المشكلة بشكل جذري ونهائي، فهي إن زادت أو نقصت، ليست سوى (قوات) لديها مهام محددة، حسب قرار مجلس الأمن، وطبيعة تكوينها، ولن يكون في مقدورها أن تفعل شيئاً سوى حفظ الأمن في مناطق محدودة، وأداء المهام المرتبطة بذلك.. وحتى مهمة حفظ الأمن ستكون مرهونة بأشياء كثيرة، على رأسها تعاون الاطراف المتصارعة، ولن تخلو من مخاطر، وتكفي نظرة واحدة لمناطق كثيرة في العالم انتشرت فيها القوات الدولية، وغابت عنها الإرادة السياسية لإيجاد الحلول، لنكتشف كيف نبني ونشيد قصوراً في الهواء، اذا اعتقدنا ان الحل رهين بدخول القوات الهجين، دنماركية أكانت، أم ماليزية، أم صينية، أم مصرية! * لا بد أن نتدافع جميعاً، لحل هذه الأزمة التي طالت واستفحلت، وأرهقت وعذبت أهلنا في دارفور، ومن أجل ذلك لا بد ان يقدم كل منا التنازلات المطلوبة، سواء أكنا في هذا الطرف أم ذاك، من أجل الوصول إلى اتفاق أدنى يرضي جميع مواطني دارفور بدون تمييز بين مواطن ومواطن، لأنه من هذه القبيلة، أو تلك أو من هذا الفصيل أو ذاك.. أو من ذلك الحزب، أو ذاك. * أجواء التصالح والحوار التي تشهدها الخرطوم هذه الأيام بانتهاء أزمة الشريكين، وعودة الحركة الشعبية إلى حكومة الوحدة الوطنية واللقاءات المتصلة بين المؤتمر الوطني والأحزاب السياسية، للتفاكر والتشاور حول القضايا الوطنية، لا بد ان تستثمر للتخلص من الكثير من الأزمات والمشاكل، وعلى رأسها أزمة دارفور، والاحتقان السياسي الشديد في الداخل الذي تؤججه (جهات) لا يعجبها ان تخرج البلاد من مرحلة الشمولية إلى آفاق الديمقراطية والحرية! * انها فرصة للانعتاق والتحرر من مشاكلنا المزمنة، لا بد أن نستثمرها إلى اقصى حد.. وأقترح ان تكون البداية اطلاق سراج جميع المعتقلين السياسيين، وعلى رأسهم الوطني الغيور الأستاذ علي محمود حسنين. السودانى
|
|
|
|
|
|
|
|
|