الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: المصفوفة ..والمذكرة ...هل تقودان السودان الى بر الامان (Re: الكيك)
|
العدد رقم: 747 2007-12-13
قولوا حسناً بعد عودة الحركة.. انتفاضة الفكر والكفاءة
محجوب عروة كُتب في: 2007-12-13
لا أختلف عن الكثيرين بأننا في حاجة ماسة وعاجلة وضرورية للتغيير.. ولست في حاجة للقول بأنني ضد هذا الواقع السياسي والاقتصادي الأليم حين تحوّلت ساحات الوطن إلى صراعات بائسة واتهامات باطلة ومكايدات سخيفة وغاب العدل وانتشر الفساد واختفت الشورى والديمقراطية، وأصبح من يملك السلاح ويتمرّد على النظام والقانون هو الذي يفرض شروطه بدلاً من الذي يحمل الفكر ويقدّم النصح باللسان والقلم. لقد قدّم أهل الولاء على أهل الكفاءة والخبرة، فانحدر الأداء في الخدمة المدنية وأصابها فساد كبير وضعف الأداء في مؤسسات الدولة المفصلية، وضاعت كثير من الحقوق، وأصبحت المصالح الشخصية والمالية لدى البعض فوق مصالح البلاد والعباد، وهي المعيار الرئيسي والوسيلة الأساسية لتحقيق الرغبات والجلوس فوق رقاب الآخرين، بل تجاوز القانون حتى كاد ينطبق علينا الحديث الشريف "إنما أهلك الذين من قبلكم أنه إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد".. لم تعد المؤسسية والشفافية وسيادة حكم القانون والمشاركة الديمقراطية الحقيقية في صنع القرارات هي التي تقود البلاد وتدير مصالح العباد، بل أصبحت مراكز القوى والسيطرة والحلقات الضيّقة ذات المصالح الضيقة هي التي تخطط وتقرر وتنفّذ في أهم وأخطر مصالح البلاد العليا خاصة الاقتصادية منها.. هل هذا وضع يرضي أحداً أو مواطناً غيوراً؟! كلا ومليون كلا.. والآن تعود الحركة الشعبية لجهاز الدولة فهل نطمع في أداء أفضل وكفاءة أعلى، أم تصبح مجرّد مناورة سياسية..؟ أقول وأنصح قيادة الحركة الشعبية إذا كان أداؤها بنفس ذلك الذي فعلته في العامين الماضيين فسيكون ذلك أمراً مؤسفاً وستتحمل جزءاً من مسؤولية هذا الواقع الأليم.. لقد لاحظت في أداء كثير من مسؤولي الحركة في مختلف المؤسسات التي دخلوا فيها أداءً بائساً حين قدّموا عناصر ذات قدرات متواضعة جداً لا ترقى لمستوى مناصبها الخطيرة.. هذا على مستوى الشريكين، أما بقية شركاء الحكومة وكذلك الأحزاب المعارضة وكثير من مؤسسات المجتمع المدني فحدّث ولا حرج.. ومن هنا لا أتفق مع الذين يريدون إحداث تغيير مفاجئ في النظام السياسي، وأطالب بدلاً عنه بانتفاضة في الفكر والكفاءة والأخلاق... أطالب بهذه الإنتفاضة ذات الأبعاد الثلاثة بديلاً للانتفاضة السياسية لتطيح بكل شيء كما حدث في الماضي.. إننا في حاجة ماسة لنصلح أنفسنا أولاً، ونرفع من قدراتنا السياسية والإدارية والفنية ونصلح شأن اقتصادنا ونضع البرامج الصحيحة ونعمل على أن تأتي باقي المرحلة القادمة قبل الانتخابات كأفضل ما تفعله الشعوب والدول المتحضّرة.. أيها الناس أصلحوا من شأنكم، تحدث الانتفاضة تلقائياً، وبالتدريج لا انتفاضة الفوضى والممارسات القديمة البائسة.
السودانى
|
|
|
|
|
|
|
|
|