فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 01:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-31-2007, 09:17 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! (Re: الكيك)

    لو غير ذات سوار انتقدتني:
    الاستقــــرار السيــــاسي وعبقريــــة الإنقـــــاذ!
    د. محمد وقيع الله
    الصحافة
    31/10/2007



    كتبت الأستاذة رباح مقالين طويلين في تلخيص مقالين، هما مقال الأفندي ومقالي، وأضاعت وقتاً كبيراً من وقت القارئ الذي يفترض أنه قد قرأ المقالين سلفاً، أو أن بإمكانه أن يسترجعهما إن شاء، وقد كان الأجدر برباح أن تقدّم جوهر المقالين للقارئ، وتستخلص نقاط الارتكاز الأساسية في المادة محل التلخيص، بعد أن تقرأها بوعي قراءة فاحصة، عدة مرات، وذلك حتى تهتدي لما يسمى في علم المناهج بالخيط الناظم للأفكار، أو ما يدعونه أحياناً بالإنجليزية
    The Main Theme، وذلك بدلاً من أن تهيم على غير هدى، وبلا معيار دقيق، بين زحمة التفاصيل، والهوامش، والأمثلة التي غصَّ بها المقالان، وهو الأمر الذي أدى بها في النهاية إلى تجاهل، وتناسي، وتفادي الأفكار الكبار التي سطّر من أجل تبيانها المقالان.
    كان بإمكان رباح أن تقول إن مقال الدكتور الأفندي قد نهض على فكرة كبرى مؤداها أن على الإسلاميين السودانيين أن ينفضوا من حول نظام الإنقاذ لأنه أصبح يقوده أفراد قليلون، يمثلون ما اسماه بـ(سوبر تنظيم)، ذلك التنظيم الذي أخذ يرتكب كافة ضروب الأخطاء والتجاوزات باسم الإسلاميين. وإن مقال الرد الذي كتبه محمد وقيع الله قد ارتكز على فكرة (الاستقرار السياسي) المهم لأي تطوّر سياسي أو اقتصادي، وقد جعل من تلك الفكرة سبباً لتأييده القوي لنظام الإنقاذ الإسلامي، ودعا لذلك الإسلاميين السودانيين بكافة توجهاتهم لدعم هذا النظام، وبعد أن تفرغ رباح من تلخيص مثل هذا، كان بإمكانها أن تشرع في الرد على الأفندي وعليَّ كما تشاء، ولكنها أضاعت معظم الوقت في التلخيص (الطويل)، الذي لا يعطيها إلا درجة المرور، إذا أشرف على تصحيح ملخصها أستاذ صارم ذو فطنة في قضايا المنهج، وأساليب الجدال، والتحرير الصحفي!
    خارج الموضوع
    وبعد ذلك أضاعت رباح وقتاً آخر على القارئ إذ راحت تتحدّث خارج الموضوع أو في حواشيه البعيدة، حيث قالت إنها لم تعرف كاتباً كبيراً لامعاً مثل الافندي إلا في عام 2002م عبر صحيفة (الصحافي الدولي)، وأفادت بأنها عرفتني في العام الماضي عبر اللقاء الذي أداره معي الأستاذ صلاح شعيب، (وقد كتبت هي في الرد عليه مقالاً، تجاهلته ولم أرد عليه). فهي تبيّن بذلك عن قدرها المتواضع في عالم القراءة والكتابة، ومع ذلك تتخذ من جهلها أداة للتعالي علينا، لأنها بنت الأكرمين، التي تمن علينا إن عرفتنا، مع أننا نكتب ونحاضر من قبل أن تولد هي بزمان طويل!
    دفاع خاسر عن الأفندي
    وقد انتظرت رباح لفترة من الزمن عسى أن يقوم الأفندي بالرد على ردي الصاعق عليه، ولما رأت أنه قد قبل بالهزيمة، وآثر الانسحاب من السجال، نادماً على ابتداره إياه بالعدوان، أتت هي لتربح المعركة لصالحه، وهيهات!
    فكيف دافعت رباح، دفاعاً غير رابح، عن هذا الأفندي؟! لقد قالت إن الأفندي لم يتقوّل شيئاً على لساني. ولكن رباح لقلة مهارتها في الكتابة، وقلة مراجعتها لما تكتب، زلت زلة كبرى وفضحت نفسها بنفسها، إذ قالت إن المفكر الإسلامي «ما عليه بحسب الأخ محمد وقيع الله سوى أن يقدّم نفسه للتمام وأن تصرف له بدلة عسكرية (كما فعل الكثيرون حقيقة لا مجازاً)، ثم ينتظر أن تصرف له الأوامر من الجيش والأمن عن كيفية التفكير وموضوع التفكير. فالمفكّر بحسب وقيع الله يجب أن يكتب بالأوامر، ويصل إلى نتائح تفكيره بالأوامر»..
    وهذا الكلام خليط من كلامها وكلام الأفندي، وكلاهما قال عبارة «وبحسب وقيع الله»، فإذاً الكلام منسوب إليّ، سواء من قبل الأفندي أو من قبل رباح، وسواء كان بالنص أو بالمعنى، وليس ثمة فرق كبير بين الإثنين. لأنك عندما تقول بحسب فلان، فإنك تعني أن هذا كلامه إما بالنص أو بالمعنى، وإلا فماذا تعني غير ذلك؟!
    صحيح، إن الأفندي لم يضع هذا الكلام بين أقواس كما قالت محاميته رباح، ولكنه نسبه إليّ على كل حال، والأفندي نفسه لم يتجرأ على أن ينكر أنه نسب إليّ ما لم أقله، فكيف تتطوّع هذه (الكاتبة!) لتنفي عنه ما ساقه في حقي من زور؟
    قراءة خاطئة
    وكما أخطأت رباح في قراءة ما قال الأفندي، فقد أخطأت في تلخيصها لمقالي، وبرهنت على قلة فهمها لمجمل المقال، وجاءت بأخطاء عديدة في استعراضها له وفي تعليقاتها عليه. وهذا مثال من الأمثلة يكفي عن ما سواه. قالت رباح :«ثم تحدث عن سادته الأمويين وبيّن فضلهم و(الاستقرار السياسي الذي بسطوه) منعاً للفوضى، وتطرّق لحجة الدفاع عن الإنقاذ ضد (دعاة النقمة والخراب) وهم برأيه الأمين العام السابق للحركة الإسلامية».
    وهذه قراءة خاطئة للنص كما هو واضح، فالنص يتحدّث عن جماعة لا عن فرد واحد، فقد استخدمت في تعبيري كلمة دعاة لا كلمة داعية. ومن ذكرته رباح بالتحديد هو شخص واحد من أشخاص كثر، من دعاة النقمة والخراب، من بينهم أبوها، الذي دعا ولا يَنِي يدعو إلى النقمة والخراب، وهو بلا ريب من أكثر من أسهموا في إشعال النيران في جنبات هذا الوطن، مرة بحجة محاربة النميري، ومرة بحجة محاربة البشير، والصادق هو من أبرز الذين صنعوا ظاهرة قرنق، وقد قدّمه الصادق لمن منحوه السلاح من العرب والروس، وظل يشجعه في تمرده وتخريبه. وكل إنسان قتله جون قرنق، فإن الصادق مسؤولاً جزئياً عن دمه. وإذا كان الصادق قد اشتكى، وأظنه لا يزال يشتكي، من أن صحيفة (ألوان) هي التي أضعفت عهده إلى حدٍّ بعيد، فإن الصحيح هو أن يقول إن جون قرنق هو الذي أضعف حكمه إلى آخر حد، حيث قام باحتلال المدن واحتلال معظم أرض جنوب السودان في عهده، وجون قرنق هو الذي أضعف الصادق مرة أخرى عندما أرغمه على أن يتنازل عن صفته كرئيس للوزراء، من أجل أن يمن عليه بلقاء. ومع ذلك لم يرض قرنق عن الصادق، ولم يلن له حتى بعد أن جمد له العمل بشرع الله.
    ثم ما مرت سنوات قلائل حتى عاد الصادق -وكأنه لم يستوعب شيئاً من درس الماضي- ليشجّع حركة التمرد والتخريب التي كان يقودها قرنق. وقد فعل ذلك بعد أن أصبح رئيساً مخلوعاً مثل النميري، وانضم إلى ما كان يسمى في الماضي الغابر بالتجمع اللا وطني لتخريب الوطن وسرقة عربات المواطنين. وأمسى الصادق -بعد هروبه في لا تهتدون- أحد أشد أعضاء التجمع حماسة للتخريب، وتمادى في غيه هذا زاعماً أنه لن يسمح لحكومة الإنقاذ الوطني الإسلامي، أن تستخرج البترول من باطن الأرض، وبعد أن استخرجته الحكومة رغماً عن أنفه، عمل على التصدي لخطوط تصديره وتفجيرها في شرق السودان، وفجر بعضها في عمل إرهابي تخريبي استنكره حتى بعض أعداء السودان الشرفاء! وهذه مجرّد نماذج فقط من مساهمات هذا الشخص في التخريب، وهي وحدها تدرجه بجدارة في عداد من أطلقت عليهم في مقالي صفة (دعاة النقمة والخراب)، فهم أشخاص كثر، وليس شخصاً واحداً، كما فهمت رباح من المقال!
    الإستقرار السياسي
    وهؤلاء الناقمون المخرّبون، لا يريدون استقراراً في الوطن، وإنما يبتغون نشر الفوضى التي تدمّر انجازات الإنقاذ، وتمهّد لهم هم طريقاً للوصول إلى الحكم (ويا حبذا الإمارة ولو على الحجارة!).. إنهم يريدون أن يحكموا الوطن الخراب، ولا يريدون أن تعمّره وتنهض به الإنقاذ، ولذلك فهم لا يفتأون يحاولون تحطيم النظام السياسي الإنقاذي بتحطيم استقرار الوطن، أي تحطيم الواقع المادي الذي تتحرّك فيه الإنقاذ، وهم يعرفون أن الاضطراب السياسي الذي يريدون إشاعته في الوطن هو أسوأ كابوس يمكن أن يفزع رأس المال الأجنبي ويطرده بعيداً عن الإسهام سواء في عمل القطاع العام أو الخاص في السودان.
    ولكن عبقرية الإنقاذ الساطعة جعلت العكس ممكناً، حيث بذلت جهدها كله لإنجاح التنمية الاقتصادية التي يمكن أن تؤدي أخيراً إلى الإستقرار، وهذا ما نجحت الإنقاذ فيه بامتياز، وكلما نجحت الإنقاذ في هذا المسعى، كلما توطّد الإستقرار في الوطن، وذلك رغم التحفز الدائم لرجال الأحزاب المفسدين من دعاة النقمة والخراب لتدمير البلاد.
    وفي شأن النهضة فإننا نحب هنا أن نرجع إلى إحصاءات المنظمات النقدية الدولية الموثوقة، كالبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، وكلها تتفق على أن السودان يحقق معدل نمو أكثر من (6%) وهو من أعلى المعدلات في العالم. وهذا معدل أداء لا يمكن أن ينتقده أو يزايد عليه، من كان الاقتصاد السوداني في عهدهم (1986-1989م) يشهد تراجعاً شديداً، وكان معدل التنمية في عهدهم يسجل بالسالب في احصاءات هذه المنظمات.
    ولا عجب في ذلك البتة فقد كان الصادق بنفسه يشارك في نشر الفوضى السياسية حتى خلال فترة حكمه، ولا يتخذ قراراً ولا ينفذه إذا اتخذه، ولا يحاول أن يحل أي مشكلة من مشاكل البلاد التي كان يزعم أنه مقدور عليها جميعا، ولذلك تفرغ لحل مشكلة الحرب الليبية التشادية، ومشكلة الحرب العراقية الإيرانية. وأشهر قرارات الصادق التي لم ينفذها، هو بلا ريب، قراره الشهير الذي اتخذه بإلزام آل المهدي بإرجاع التعويضات التي أعطاهم إياها وزير ماليته الدكتور بشير عمر. وقد دافع نواب حزب الأمة في الجمعية التأسيسية عند ذلك مليا عن بشير عمر، وقراره، ولما لم يقنع دفاعهم أحدا من النواب أو الشعب، استسلم الصادق، واتخذ قراراً أمر آله فيه بإرجاع التعويضات الضخمة التي أخذوها من خزانة الشعب عن غير وجه حق، ولكن- حتى اليوم- لم ينفذ آل المهدي هذا القرار فللشعب في أيديهم دين لابد أن يقضوه!
    عبقرية الإنقاذ
    وقد قلنا إننا نفضّل أن نرجع إلى الاحصاءات العلمية الموثوقة، بعيدا عن الكلام التعميمي السطحي، الذي يتردد أحياناً على أفواه بعض المعارضين غير الموضوعيين (وليس كل المعارضين كذلك بالطبع، ففيهم أناس لهم منطق رزين، رصين، ونستفيد حقاً مما يقولون). وحسب الاحصاءات العلمية التي قدمتها المنظمات الدولية المحايدة، فقد قفز إجمالي الدخل القومي السوداني من(10.3) بليون دولار في عام 2000م، إلى (18.5) بليون دولار في عام 2004م، إلى (23.3) بليون دولار في عام 2005م. وفقز مستوى الدخل الفردي في السودان من (310.0) دولار سنوياً في عام 2000م إلى(522.0) دولار في عام 2004م، إلى(640.0) دولار في عام 2005م. (أي أنه تضاعف خلال خمس سنوات). وارتفع إجمالي الناتج المحلي في السودان من(12.4) بليون دولار في عام 2000م الى (21.6) في عام 2004م, وإلى(27.7) بليون دولار في عام 2005م.
    ) World Development Indicators database, April 2006 المصدر: وقد جاء في الاحصاءات العلمية العالمية الموثقة أن السودان قد دخل قائمة الدول العشر الأسرع نموا في هذا العام، واحتل المرتبة الخامسة من بين هذه الدول العشر الأوائل، وهي على التوالي: غينيا الاستوائية، والصين، وإيرلندة، وفيتنام، والسودان، والمالديف، وشيلي، وغويانا، ومانيمار، وكوريا الجنوبية. فهل احتل السودان في تاريخه مقاماً مثل هذا، أم أن هذا حدث لأول مرة في عهد الإنقاذ؟!
    إننا لا يمكن نتجاهل هذه الأرقام الموضوعية التي أعدها اقتصاديون متمرسون يعملون في واحدة من كبريات المؤسسات الاقتصادية النقدية الدولية، لنقبل الكلام النقدي العصبي (غير الموثّق بالأرقام) الذي أدلت به (المهندسة) رباح؟! فما أدلت به رباح من كلام غاضب ساخط، هو كلام غير موضوعي، وهو من شاكلة كلام بقايا وفلول المعارضين الموتورين، الذين يسعدهم حقا أن يتخلف هذا الوطن، ويشقيهم أن يتقدم ولو خطوة واحدة إلى الأمام، ويحسبون أن كل ناحية تطور في الوطن إنما هي كسب للإنقاذ، وخصم على رصيدهم هم في المعارضة، فهم يراهنون على فشل الإنقاذ، لا على قوة صفهم أو جدوى برامجهم. وهم لشدة كرههم للإنقاذ يودون من صميم قلوبهم، أو أن ينهار الوطن لتنهار معه الإنقاذ، ويأتون هم للحكم والسلطة، ولو على الأنقاض! وليس لهؤلاء السياسيين المعارضين الانتهازيين، من شفقة على المواطن، او الوطن، فكأنما خلق الوطن، وخلق قاطنونه من أفراد الشعب، كي يأتوا هم ويحكموه، ويحكموهم!
    ولذلك فقد استغربت كثيرا حديث رباح عن الفقر والفقراء، وزعمها وزعم ابيها من قبل، أن احوال الموطنين لم تتحسن، وهو قول مناقض لإفادة الأرقام الموثقة سالفة الذكر التي أفادت بتضاعف مستوى الدخل الفردي خلال الخمس أعوام الماضية. وقد عجبت كثيراً لزعمهما المتكرر ان البترول لم يسهم في تحسين أحوال المواطنين. ورداً على ذلك أقول إنه لو لم يكن للبترول السوداني من فضل إلا أنه قد كفى لتيسيير مئات الآلاف من السيارات التي نراها في شوارع الخرطوم لأوفى وزاد على الوفاء. هذا مع ملاحظة أن عدد سيارات الخرطوم قد تضاعف خلال الأعوام القليلة الماضية نحو عشرة أضعاف، وكاد يصل عددها إلى نصف مليون سيارة، كما تفيد لغة الأرقام، وكما قد تفيد النظرة الخاطفة لمن ينكرون لغة الأرقام، فهل هذه السيارات الكثيرة المتكاثرة تسير بالماء؟ أم بالهواء؟ أم إنها تسير بالبترول الذي استخرجته بعبقريتها وعزمها وحزمها -وقبل ذلك وبعده بفضل الله تعالى- دولة الإنقاذ؟ هذا ولا نريد أن نذكر الناس -وهم لم ينسوا بعد- بصفوف البترول والخبز التي لم تنته إلا عندما جاء عهد الإنقاذ!
    الأمويون والمهديون
    إن الاستقرار السياسي، هو رفيق للتقدم الاقتصادي، وقد كان من عبقرية الانقاذ، كما ذكرنا، أنها تمضي قدما في تحقيق الاستقرار السياسي، عن طريق تنفيذ خطط ناجحة للتنمية الاقتصادية. ومهما يكن الأمر، فإن هذا يؤكد أهمية توطيد الاستقرار السياسي في البلاد، لأنه هدف وغاية. وقد ذكرت حديث الاستقرار السياسي بصورة إلماحية، في ثنايا مقالي في رثاء الشهيد مجذوب الخليفة، رحمه الله، حيث ذكرت أنه قد كان من شأنه أن فطنني إلى فضائل الأمويين بتوطيدهم للإستقرار السياسي بعد عهد الفتن الكبرى.
    وقد التقط الأفندي هذه الفكرة ليشنع عليّ ويهاجم الأمويين بأسلوب فج، وتابعته رباح فهي تقول: «المدهش الثاني أن وقيعاً استنكر على الأفندي دفاعه عن الإنقاذ بحجة أن ملف الحريات في ظلها أفضل من جاراتها، باعتبارها حجة بائسة، بالرغم من أن وقيعاً لا يرى في تلك الانتهاكات أصلا مشكلة ذات بال لو جاءت من نظام «أموي» يحقق الإستقرار. ولكن الحجة الأكثر بؤساً هي اعتراف وقيع الله بأن لنظام الإنقاذ جلاوزة وجلادين ومظالم كان الأفندي يخفيها ويضلل بشأنها، بل هو نفسه من ضحاياها، لأنه النظام الذي نال منه العنت الأكبر بدون أن يرتكب جرما يستحق عليه ذلك». حقاً إنني استنكرت على الأفندي تزويره للواقع الذي كان يعايشه، وقد كان عليه أن يكون أمينا ويذكر الواقع على علاته ولا يزوره. وهو واقع كنت أعرفه ولا أدافع عنه، ويشهد على نقدي له بعض أعضاء حزب الأمة بواشنطون، ممن كنت التقيهم كثيرا وأحاورهم، وقد أرني بعضهم علامات التعذيب في جسده. ولكني كنت اقول لهم دوما إن الخطأ متبادل، فلا المعارضة بريئة من العمل الا أخلاقي، ومن التآمر حتى مع الشيطان -كما يقولون هم بأنفسهم- ضد الإنقاذ، ولمّا كان النظام بهم رحيما. هذا ما كنت أقوله لهم جميعاً، وهم أحياء وشهود. ولم أقل أبداً إن الانتهاكات -لا في عهد الأمويين ولا في عهد الإنقاذ- ليست ذات بال، كما تتقول على هذا القول اليوم رباح!
    إن الذي قلته هو إننا ينبغي أن ننظر إلى الصورة العامة الشاملة بكاملها في تقويم أي عهد من العهود. وقد قلت هذا في سياق ردي على التفكير التبسيطي الاعتباطي الذي تناول به الأفندي عهد الأمويين، حين شاء أن يركز على تجاوزات بعض طغاتهم كالحجاج، وأن يتجاهل إنجازات الأمويين الدعوية والحضارية الكبرى التي نحن لها جد مدينون. وهذا النمط من التفكير يقود في العادة إلى أحكام غير عادلة وغير متوازنة وغير صحيحة.
    ومثال ذلك أنا كنا نستمع ونحن صغار إلى حكايات جداتنا من عهد أن كن صبايا في ظل الدولة المهدية، وكن يحدثننا عن جندها كيف كانوا يقتحمون البيوت، في المتمة، وما جاورها، وينهبون الأموال، ويعذبون الناس، ويقتلونهم، ويبقرون بطون الحوامل، ويقذفون بالولائد إلى الهواء، ويتلقونهم بالحراب. وهذه الوقائع التي حكتها لنا الجدات قد لا تصح، وإن صحت فقد لا تكون بهذا القدر من الشناعة والفظاعة، وإن كانت فإنها ليست هي الوجه العام للدولة المهدية. وبالتالي فإن من الظلم أن نحكم في شأن الثورة المهدية بمثل هذه الأمور وحدها، وإلا كانت أذهاننا وتجاربنا محدودة كأذهان وتجارب جداتنا. ولحسن الحظ فقد دخلنا المدارس، وتلقينا دروسا أفضل وأشمل عن الثورة المهدية، وقرأنا كتابين جيدين عن تاريخ السودان، أولهما سطره المؤرخ والمفكر الإسلامي الأصيل مندور المهدي، رحمه الله، وثانيهما حبره المؤرخ والمفكر الإسلامي القدير ضرار صالح ضرار، حفظه الله، ومنهما عرفنا الحكم الصحيح الإيجابي في شأن الثورة المهدية، وهو الحكم الذي تعضد وتقوى باطلاعانتا اللاحقة في الموضوع.
    وهذا ما قصر عنه الأفندي ورباح اللذان يستخدمان في شأن الحكم على الأمويين، والإنقاذيين، ما يشبه أذهان وخبرات الجدات. فالأمثلة التي استشهد بها الأفندي مستلة في معظمها من كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، وهو كتاب أدب وسمر وغناء، وقد وصف المؤرخ العظيم الخطيب البغدادي مؤلفه بأنه: «أكذب الناس، كان يشتري شيئاً كثيراً من الصحف، ثم تكون رواياته منها». وقال الإمام ابن الجوزي في شأنه: «ومثله لا يوثق بروايته، يصرح في كتبه بما يوجب عليه الفسق، ويهوون شرب الخمر، وربما حكى ذلك عن نفسه». ومن كان هذا شأنه من كُتاب اللهو، ومروجي حكايات العبث، فلا تؤخذ منه أحكام تقويم التاريخ. وحال الأفندي في الاستناد إلى كتاب الأغاني، أفضل من حال رباح التي تأخذ مروياتها من صحف المعارضة، وكتّابها المشبوهين، الذين باعوا اقلامهم في كل سوق، حتى باعوها أخيراً في سوق الإنقاذ، بعد أن تعبوا ويئسوا من المعارضة، وبارت أقلامهم شر بوار. هذا ولا أستبعد أن يعوّد الأفندي نفسه ليبيع قلمه في سوق الإنقاذ تماماً كما فعل زملاء له عاصروه بلندن!
    ودعاة التطرّف والتكفير
    لقد كان الأفندي ورباح، مشتطين كلاهما في الحكم على الإنقاذ، ومن يدافع عنها من أمثالي، فقد أعمى الغضب الأفندي حتى رماني بالشرك، ثم اتهمني بـ(النصب)، وبكل مذمة خطرت بباله. ثم جاءت رباح لتدل على أن لها نصيباً من حسن أدب الأفندي ودينه، فها هي تسوق الآية التي نزلت في وصف الكفار لتصفني بها، ولكني أقول في حقها ما قلتُ في حق الأفندي آنفاً، إني آمل أن تكون رباح قد ساقت هذه الآية: «كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ» من دون أن تفقةه معناها.
    أما إذا أصرت رباح على صحة فهمهما للآية، فعليها حينئذ أن تسأل مفسراً للقرآن الكريم، غير أبيها، ليدلها على الفهم الصحيح للآية. ولو سألت رباح - دون ذلك - شخصا عاديا يجيد قراءة المصحف الشريف، لدلها على أن الآية تبدأ هكذا: «وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً...» فهي إذاً آية أتت في وصف الكفار، وهي مخصوصة بهم، ولا يجوز أن يصف بها المسلمون بعضهم بعضاً على الإطلاق
    ولفائدة عموم القراء -من دون رباح- أقول: إن الإمام الطبري، رحمه الله، قد قال في معنى هذه الآية: «حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد». كمثل الذي ينعِق»، مثلٌ ضربه الله للكافر يسمع ما يقال له ولا يعقل، كمثل البهيمة تسمع النعيقَ ولا تعقل، «و.. فهي إذاً نص صريح في وصف الكفار، ولا يجوز استخدامها في حق المسلمين، اللهم إلا إذا انضمت رباح إلى قواعد جماعات التكفير المتطرّفين الذين تعوزهم الحجة ويخونهم المنطق فيتهمون الناس في عقائدهم، وهؤلاء لا يتهمون الناس عادة في عقائدهم إلا كي يستبيحوا دماءهم، ويبرروا أعمال الإرهاب الشنيعة التي يرتكبونها باسم الدين، وهو من أعمالهم براء، فهل لرباح قدوة في أمثال هؤلاء؟!
    لقد بدا ذلك كثيراً في مقالها المحشو بألفاظ التطرّف والشطط والجنوح إلى التكفير، وقد رددنا على بعض ما في مقالها ببعض الرفق، ولولا أن ذات سوار انتقدتني، لكان الرد أشد وأنكأ:
    ولولا أن يُظَنَّ بنا غُلوٌ لزدنا في المقال من استزادا!
                  

العنوان الكاتب Date
فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك10-02-07, 09:32 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! محمد حسن العمدة10-04-07, 00:28 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك10-04-07, 05:40 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! Omer5410-04-07, 07:29 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك10-07-07, 07:04 AM
      Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! Mustafa Mahmoud10-07-07, 08:00 AM
        Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك10-07-07, 09:51 AM
          Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك10-07-07, 10:02 AM
            Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك10-10-07, 07:44 AM
              Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك10-16-07, 06:55 AM
                Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك10-18-07, 10:18 AM
                  Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك10-18-07, 11:23 AM
                    Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك10-21-07, 06:48 AM
                      Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك10-28-07, 10:57 AM
                        Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك10-29-07, 04:17 AM
                          Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك10-29-07, 09:04 AM
                            Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك10-31-07, 09:17 AM
                              Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك11-01-07, 07:22 AM
                                Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك11-04-07, 10:15 AM
                                  Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك11-05-07, 07:13 AM
                                  Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك11-13-07, 09:38 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك11-11-07, 04:37 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك11-15-07, 07:33 AM
      Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك11-19-07, 04:44 AM
        Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك11-20-07, 10:02 AM
          Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك11-21-07, 08:01 AM
            Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك11-22-07, 09:05 AM
              Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك11-25-07, 09:39 AM
                Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك11-27-07, 05:06 AM
                  Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك11-27-07, 09:18 AM
                    Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك12-04-07, 11:23 AM
                      Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك12-06-07, 05:00 AM
                        Re: فتنة السلطة والجاه....الهمز واللمز بين الاخوان !! الكيك12-16-07, 10:33 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de