|
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس (Re: الكيك)
|
تعقيب على بروفسير جعفر شيخ إدريس (1/4) لا تفرغوا الإسلام من محتواه
لقد فتح الحوار حول الديمقراطية ، والذي دار بين البروفسير جعفر شيخ إدريس، أحد مؤسسي حركة الأخوان المسلمين ، واحد الناشطين الإسلاميين البارزين داخل وخارج السودان ، ود. الطيب زين العابدين ، الكاتب الإسلامي المعروف - والناقد لتعثرات الحركة الإسلامية، المؤمل في إصلاحها - باباً لمناقشة الفهم النظري للحركات الإسلامية ، يحتاج للوقوف عنده هذه الأيام ، والبلاد في مفترق الطرق ، بعد فشل التوجه الحضاري وبرامج التمكين من جهة ، وعجز الأحزاب التقليدية ، عن طرح بديل فكري سياسي ، من الناحية الأخرى . يقول بروفسير جعفر « فأنا معترض على النظرية الديمقراطية التي تقول إن الحكم للشعب لأسباب ثلاثة : أولها : أنها نظرية لا يمكن تطبيقها سواء أن بالطريقة اليونانية القديمة أو الطريقة الغربية الحديثة....... ثانياً : لأن الديمقراطية مبدأ شكلي إجرائي لا محتوى له . أعني أن الديمقراطية لا تشترط في القرار أكثر من أن يكون قد جاء بإجراءات ديمقراطية صحيحة ولذلك فإن القرار يمكن أن يكون في غاية الديمقراطية ، لكنه في غاية الظلم. ثالثاً : وهو الأمر الأهم الذي ركزت عليه في محاضرتي هو أن الإيمان بأن الحكم للشعب، سواء أن كان ممكناً أم غير ممكن- هو أمر يناقض مع الإيمان بالله تعالى ، لأن أول لوازم الإيمان بالله هو الإيمان بأن الحكم لا يكون إلا له ، واعني بالحكم هنا الحكم التشريعي ، لا الحكم التنفيذي . فالله تعالى هو الذي يحكم تشريعاً والناس هم الذين يحكمون بما أنزل تنفيذاً الصحافة 28 اكتوبر 2007 هذا ما قاله بروفسير جعفر شيخ إدريس !! حكم الله وحكم الشعب : أول ما تجدر الإشارة إليه ، هو أن عبارة «الحكم لله» ، التي تعتبر من لوازم الإيمان ، ليست الحكم التشريعي ، وإنما الإرادة الإلهية .. ومعنى ذلك أن الإيمان ، هو أن تؤمن بان إرادة الله نافذة في الوجود ، وحكمه الذي قرره في قضائه وقدره ، لا راد له .. وفي هذا المعنى ، يجئ قوله تعالى «أن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه» ، وقوله « له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون » ، وقوله « فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثماً أو كفوراً » .. وفي هذا المستوى فان الإسلام ، يعني التسليم للإرادة الإلهية ، التي لا يستطيع أحد مخالفتها ، واليه الإشارة ، بقوله تعالى : « أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون » .. وحين عبرت عبارة « الحكم لله» عن الإرادة، فإن عبارة «ما انزل الله» هي التي عبرت عن الشريعة قال تعالى « وان احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم » ، وقال « وليحكم أهل الإنجيل بما انزل الله فيه » ، وقال « ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الفاسقون » .. وما انزل الله ، إنما نزل للناس حسب طاقتهم من «حكم الله» فهو ليس أمراً واحداً ، ثابتاً ، لا يتطور، وإنما هو متحرك ، يبعد أو يقرب من « حكم الله» حسب تطور المجتمعات ، وتشعب حاجاتها وتعقد مشاكلها ، وتزايد قدراتها .. فإذا تطابق مع «حكم الله» في وقت ما ، يصبح الإيمان به واجب ، وجحوده كفر.. فحين كان المجتمع ، محدود الموارد ، وقليل العدد ، وكانت الكفاءة الفردية لكبار الأصحاب رضوان الله عليهم مؤثرة ، أمكن لحكم الفرد ، في نظام الخلافة ، أن يحقق قدراً من العدالة ، ومن كرامة الإنسان ، جعله يطابق «الحكم لله» في ذلك الوقت لهذا قال تعالى « ومن لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الكافرون » !! ولكن في وقتنا الحاضر، فإن كبر طاقة المجتمع ، وتخلف الكفاءة الفردية عن مستوى الأصحاب، تجعل العدالة ، وكرامة الإنسان ، لا تتحقق بحكم الفرد ، ولهذا ينتقل « حكم الله» في وقتنا الحاضر، من حكم الفرد إلى حكم الجماعة ، فتقوم الأجهزة التي تمنع سيطرة الفرد على الجماعة امتثالاً لقوله تعالى لنبيه الكريم « فذكر انما انت مذكر، لست عليهم بمسيطر» ولا ترفع السيطرة عن كل الناس ، إلا إذا حكموا أنفسهم بأنفسهم ، وذلك هو حكم الشعب ، بواسطة الشعب ، لمصلحة الشعب ، وهو الديمقراطية التي رفضها بروفسير جعفر لظنه أنها مخالفة لقاعدة « الحكم لله» !! يقول بروفسير جعفر «... وقر في أذهان الكثيرين أن البديل للديمقراطية بمعنى حكم الشعب هو حكم الفرد الدكتاتور والمستبد الحاكم برأيه . ومعاذ الله أن يكون هذا رأيي أو رأي أي إنسان يؤمن بان الحكم لله ، لأنه إذا كان لا يؤمن بحكم الشعب كله بديلاً عن حكم الله فكيف بربكم يرضى بحكم فرد أو أفراد منه ؟ »المصدر السابق« .. فهو إذا لو خير بين حكم الفرد ، وحكم الشعب كله ، لاختار حكم الشعب ، ولكنه يرفض حكم الشعب ، لأنه في اعتقاده مخالف لقاعدة «الحكم لله» !! فإذا طبقت الجماعة «حكم الله» ، ومع ذلك كان لها تداول للسلطة ، وتعددية وانتخابات ، وحرية تعبير، والتزمت بحقوق الإنسان ، فان البروفسير يقول عن نفسه «لست من حيث المبدأ معترضاً على شئ من هذا » !! «المصدر السابق».. ولكن نظام الخلافة ، حكم فرد وليس فيه تداول للسلطة ، ولا انتخابات ، بل أن الخليفة من شروطه ، أن يكون قرشياً ، فقد جاء في الحديث «الخلافة في قريش»، ولقد وضع هذا الشرط ، في منهج الدراسات الإسلامية ، القائم اليوم ، في كل الجامعات بالسودان .. فهل سيجتهد بروفسير جعفر، ويستبدل نظام الخلافة القرشية ببرلمان منتخب ، أم يصر على نظام الخلافة القرشية ، ويتراجع عن ادعاء قبوله للتعدية وتداول السلطة ؟! وإذا قام بهذا الاجتهاد ، هل لا يزال حكمه يوصف بأنه «حكم الله» ؟! لقد درجت كافة الجماعات الإسلامية ، على ترديد عبارة « الحاكمية لله » ، وهي عبارة معدلة عن عبارة «الحكم لله» التي جاء بها الخوارج حين خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، لما كف عن أصحاب معاوية حين رفعوا المصاحف في واقعة صفين .. ولقد تبنى الأخوان المسلمون وتبعتهم بقية الجماعات الإسلامية عبارة «الحاكمية لله» حتى أصبحت شعاراً أساسيا من شعاراتهم ، الغرض منه هو تطبيق الشريعة الإسلامية .. وهي تعني فيما تعني ، ان الجماعة الإسلامية لا تريد الحكم لنفسها ، مثل بقية الأحزاب والتنظيمات الأخرى .. وإنما تريد الحكم لله. والهدف بطبيعة الحال، هو ان يقارن المواطن البسيط ، بين حكم الله ، وحكم البشر، فيختار حكم الله ، ويؤيد الجماعة الإسلامية ، التي تزعم أنها سوف تطبق هذا الحكم الإلهي متى ما وصلت إلى السلطة .. ووجه التضليل في هذه الحجة ، هو ان الحكم لا يكون لله بمجرد رفع هذه الشعارات ، مادام المنفذون الحقيقيون من البشر الذين تغلب أهواؤهم ، ومصالحهم ، وأخطاء فهمهم ، على امر الله حين يباشرون تنفيذ هذه الاحكام .. وكم من نظام رفع شعارات الإسلام، ثم كان في مستوى الممارسة ، بعيدا كل البعد عن الإسلام !! فالمقارنة ليست بين حكم الله ، وحكم البشر كما تصورها لنا الجماعات الإسلامية. وإنما المقارنة بين جماعة تدعي انها ستحكم بأمر الله ، وواقع يكذب هذه الجماعة ، ويؤكد بعدها عما تدعي .. محتوى الديمقراطية : يقول بروفسير جعفر مواصلاً أسباب اعتراضه على الديمقراطية « ثانياً : لأن الديمقراطية مبدأ شكلي إجرائي لا محتوى له . أعني ان الديمقراطية لا تشترط في القرار أكثر من أن يكون قد جاء بإجراءات ديمقراطية صحيحة ، ولذلك فإن القرار يمكن أن يكون في غاية الديمقراطية لكنه في غاية الظلم » « المصدر السابق» . والحق إن الديمقراطية ليست الهياكل والمؤسسات ، التي تتم وفقها الإجراءات ، وإنما هي المحتوى الذي يهدف إلى تحقيق كرامة الفرد ، بإعطائه الفرصة لحكم نفسه ، ولو اخطأ في الممارسة ، حتى يتعلم من خطئه أن يحسن الاختيار .. وفي الحق أن السلوك جميعه ، وممارسة الحرية برمتها ، إنما هي سلسلة من التصرف الفردي ، في الاختيار والتنفيذ .. أو قل في حرية الفكر، و القول ، والعمل بشرط أن يتحمل الإنسان نتيجة فكره ، وقوله، وعمله ، وفق قانون دستوري . فالديمقراطية هي حق الخطأ ، والى ذلك وردت الإشارة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم « إن لم تخطئوا وتستغفروا فسيأتي الله بقوم يخطئون ويستغفرون فيغفر لهم » !! ولوضع هذه القيمة موضع التنفيذ ، كان لابد للنظام الديمقراطي ، من دستور، يؤكد حكم الأغلبية ، ويحفظ حقوق الأقليات ، في الحياة والحرية . وفي النظام الديمقراطي لا بد من فصل السلطات ، واستقلال القضاء ، وحرية الصحافة ، لضمان تحقيق العدل .. ولما كان التصويت يستهدي بالدستور، والقوانين المشرعة عنه ، فانه يفترض ألا يظلم أحد ، وإذا تم الخطأ في الإجراءات ، أو التطبيق ، يمكن اللجوء للقضاء المستقل ، ليصحح أخطاء السلطة التنفيذية .. إن ما يتحدث عنه البروفسير ليس الديمقراطية ، إنما هو تزييف الديمقراطية .. فقد قادت جبهة الميثاق الإسلامي عام 1965م ، حملة انتهت بحل الحزب الشيوعي السوداني ، وطرد نوابه المنتخبين من الجمعية التأسيسية ، وحين لجأ الشيوعيون للقضاء ، وحكم بعدم دستورية حل الحزب الشيوعي ، رفضت السلطة التنفيذية ، ممثلة في السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء آنذاك ، قرار المحكمة العليا ، وأصرت على التغول على حق الشيوعيين ، في التنظيم والتعبير ، فهل هذا خلل الديمقراطية ، أم هو تزييفها وتحويلها لدكتاتورية مدنية ؟! ولا عبرة بقول البروفسير « وها نحن نرى في أيامنا هذه كيف أن غزو أفغانستان ثم العراق كان بقرارات ديمقراطية لا شك في ديمقراطيتها . وقرارات كثير من البرلمانات الغربية بإباحة كل أنواع الفحش بما في ذلك الزواج المثلي كانت قرارات ديمقراطية « .. وذلك لأنه قد قال في نفس المقال »أنا آسف إذا كان الدكتور قد فهم من نقدي للديمقراطية وتحذير المسلمين وغير المسلمين منها انما هو نقد لتطبيق من تطبيقاتها . إن نقدي يا دكتور منصب على النظرية نفسها بغض النظر عن أية محاولة من محاولات تطبيقها « !! فهل غزو العراق والزواج المثلي من النظرية ام من تطبيقاتها ؟! ومهما يكن من أمر، فلا أحد يقول بأن تطبيق أمريكا للديمقراطية ، خال من العيوب ، بل الحق ان في ممارستها ، ما يعتبر من الجرائم ، ومع ذلك فهذا لا يبرر رفض البروفسير للديمقراطية . وإذا كانت أمريكا لا تطبق الديمقراطية ، وهي قطعاً لا تطبق الشريعة الإسلامية ، فلماذا اختار البروفسير أن يعيش بها سنوات من عمره ؟! ثم ألم يلاحظ أثناء ذلك ، أن حرية الأشخاص ، واحترام حقوقهم ، وخصوصيتهم ، أفضل بكثير من البلاد التي تدعي أنها تطبق الإسلام ؟! إن ما وجده البروفسير من كامل الحرية ، في الدعوة إلى الإسلام في أمريكا ، لم يكن ليحلم به لولا الديمقراطية الممارسة هناك رغم قصورها .. إذ لا يمكن لمسيحي أن ينشئ مركزاً للدعوة إلى المسيحية في السعودية !! الصحافة 25/11/2007
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | الكيك | 10-04-07, 08:54 AM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | nadus2000 | 10-04-07, 01:10 PM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | Deng | 10-04-07, 04:17 PM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | Elawad | 10-04-07, 04:31 PM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | الكيك | 10-07-07, 06:30 AM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | الكيك | 10-29-07, 09:14 AM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | الكيك | 10-31-07, 09:01 AM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | الكيك | 11-01-07, 07:32 AM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | الكيك | 11-20-07, 08:56 AM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | الكيك | 11-25-07, 10:05 AM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | الكيك | 11-27-07, 08:37 AM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | البحيراوي | 11-27-07, 08:56 AM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | الكيك | 11-28-07, 04:11 AM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | أحمد أمين | 11-28-07, 08:31 AM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | jini | 11-28-07, 10:27 AM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | Dania Elmaki | 11-29-07, 06:02 AM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | الكيك | 12-04-07, 05:33 AM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | الكيك | 12-09-07, 11:18 AM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | Bushra Elfadil | 12-09-07, 11:55 AM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | الكيك | 12-10-07, 04:14 AM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | الكيك | 12-11-07, 08:40 AM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | Yasir Elsharif | 12-11-07, 04:30 PM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | الكيك | 12-12-07, 04:11 AM |
Re: سجال ..الديموقراطية ورافضيها ... الطيب زين العابدين يرد على جعفر شيخ ادريس | الكيك | 12-16-07, 11:09 AM |
|
|
|