منصور خالد يكتب عن الراحل .....امين التوم ساتى..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-21-2024, 11:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-30-2004, 03:40 AM

haleem

تاريخ التسجيل: 09-10-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منصور خالد يكتب عن الراحل .....امين التوم ساتى.. (Re: الكيك)

    إدريس حسن..الرأي العام 26 نوفمبر

    كان يأتي خفافاً عند الملمات و...«يعف عند المغنم»

    أمين التوم..من ذا يعيرني عينيه ابكيك بها.. ارأيت عيناً للبكاء تعار؟!

    بقلم: رئيس التحرير

    ودعت البلاد أمس الأول المغفور له باذن الله السيد أمين التوم ساتي حمد أحد رواد النهضة الوطنية في بلادنا والذي ظل يمثل رمزاً مضيئاً وشامخاً للذين أبلوا بلاءً حسناً من اجل رفعة الوطن وشموخه منذ فجر الحركة الوطنية الباكر وحتى اللحظات الاخيرة التي كان فيها قلبه ينبض بالحياة متعلقاً بحب الوطن. فأمين التوم هو واحد من جيل القيادات الذين كانوا يأتون خفافاً عند الملمات وينأون عند المغنم..

    الرجل من مواليد ام درمان في 12 مارس 1914م. وكان حظه ذلك الزمان ان يدرس مرحلة دراسته الابتدائية في جزيرة توتي. ثم التحق بعد ذلك بكلية غردون في عام 1931م «تخصص محاسبة» واصبح بعد ذلك موظفاً بمصلحة الجمارك. وهذا طريق سلكه الكثير من رجال السياسة في بلادنا وهو طريق العمل في دواوين الحكومة. لكن ذلك العمل مكن امين التوم من ان يجوب انحاء متفرقة من السودان. فبدأ من جوبا الى الخرطوم والى حلفا، اي من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال. وهذا اعطاه فكرة واسعة عن الناس وتطلعاتهم وآمالهم وغضبهم وسخطهم آنذاك على المستعمر وسياساته. وهو ما جعله منشغلاً بهاجس الوطن فاستجاب لنداء ذلك الهاجس، فكان اول ما فعله هو الاستقالة من الوظيفة كي يتفرغ للعمل الوطني، بالرغم من ان الوظيفة كانت في ذلك الوقت عزيزة ونادرة للمنخرطين فيها. فهي تعطي الشخص ابهة واحتراماً. لكن أمين التوم وجيله آثروا ان يغيروا ذلك الواقع بان يكون قيمة الانسان ما يحققه لوطنه وليس بواسطة ما يحصل عليه من امتيازات الوظيفة.

    نضال المشهود

    غادر الوظيفة طوعاً واختياراً في عام 1946م لينضم الى مجموعة من شباب حزب الأمة، الجناح السياسي لطائفة الانصار بحكم انتماء عائلته الى تلك الطائفة. ولما كان حزب الامة يطالب باستقلال السودان كان أمين التوم احد الذين بذلوا جهدهم ووظفوا طاقاتهم لتحقيق تلك الغاية بعد استعمار دام لاكثر من نصف قرن وقد كان خروجه من الوظيفة مدخلاً الى العمل الوطني الحزبي، مارسه بتجرد وتفان واقدام، فأهله ذلك النضال المشهود الى ان يتقلد الكثير من المسؤوليات الكبيرة في حزبه رغم صغر سنه حيث اصبح مساعداً للأمين العام لحزب الأمة آنذاك، وهو المغفور له السيد عبدالله خليل، الأمين العام التاريخي للحزب. وبعد رحيله اختير المغفور له السيد عبدالله نقدالله أميناً عاماً للحزب وصار أمين نائباً له. لكن هذا ليس هو المهم في حياته السياسية انما المهم هو ان التصاقه بالناس جعله مؤيداً قوياً وعنصراً فاعلاً في اطار تنظيم مؤتمر الخريجين منذ بداية ظهوره في الاربعينات، حيث شارك مع الرواد الاوائل في العمل الوطني عبر هذا المنبر المهم الذي شكل نقطة تحول في مسار النضال الوطني في السودان في تلك الرحلة، حيث ان المغفور له شارك في الكثير من النشاطات السياسية آنذاك عبر منبر مؤتمر الخريجين، خاصة حينما تولى سكرتاريته في بورتسودان..

    وكان نهج رؤيته الوطنية تجاه قضايا السودان واضحاً امام الجميع اذ وقف مصادماً قوياً ومناضلاً جسوراً بقلمه وفكره مدافعاً ومسانداً للقوى المنادية باستقلال السودان وقد نشرت له صحف النيل والأمة وهي الصحف الاستقلالية آنذاك.. الكثير من المقالات. ولكن حينما احس بان مقالاته تلك تخل بتوازنات ما وسط الحزب لم يتردد في ان يصدر صحيفة اسبوعية باسم «الصيحة» وهي صيحة كانت بحق لها استجابة قوية في وجدان المجتمع السوداني وقد اسهم بجهد مقدر في بلورة فكرة «الاستقلال» في اوساط الكثير من المواطنين الذين كان اغلبهم وقتها ينحازون عاطفياً الى مطلب الوحدة مع مصر. وهكذا تحقق للبلاد استقلالها في أول يناير 1956م الذي كان حلماً بعيد المنال.

    عنت وملاحقة

    أمين التوم خلال رحلته هذه في نضاله الوطني، تعرض كثيراً الى صنوف العنت والملاحقة، اذ تربص به الاستعمار حتى وقع في شباك الاعتقالات عدة مرات كضريبة اداها بصبر وشجاعة وجلد وهو يخوض معارك الحرية والديمقراطية، سعياً لتحقيق هدف الاستقلال ولما لاحت بشائره، كان ذلك معناه ايذاناً بتأجيج المعارك بصورة مختلفة حيث كانت البلاد منقسمة الى فريقين ويخشى ابناؤها التشتت.

    وكانت أشهر المواقف التي تعرض لها أمين هي احداث زيارة الرئيس المصرى الراحل محمد نجيب الى السودان، ودوره فيها، والتي حكم عليه خلالها بالسجن المؤبد. ثم تم الافراج عنه ومعه زملاؤه ومن بينهم عوض ساتي وصديق فرح وكان قد حكم عليهما بالاعدام. وكان الزعيم الراحل اسماعيل الازهرى قد اتخذ موقفاً نبيلاً وقتها بقوله «لا نريد ان يبدأ السودانيون استقلالهم بالدم». وتلك قد اتاحت لمن افرج عنهم اداء ادوارهم الوطنية بعد ذلك بكفاءة واقتدار.

    وعقب الاستقلال واصل أمين التوم مع زملائه نضاله الوطني من داخل المؤسسة الحزبية ومن داخل البرلمان بعد ان اصبح نائباً فيه عن دائرة دنقلا الجنوبية لدورتين وتجددت الثقة فيه حينما عين وزيراً كأول وزير لشؤون مجلس الوزراء، واوكلت له آنذاك مهمة كبيرة تتمثل في انه صار حلقة الوصل مع الولايات المتحدة في المعونات التي تقدمها، والتي قبلها حزب الأمة آنذاك ورفضها شريكه الحزب الوطني الاتحادي بعد لقاء السيدين الشهير. وقد كانت هذه المسألة هي السبب المباشر في انقلاب 17 نوفمبر 1958م حيث كلف السيد عبدالله خليل سكرتير عام حزب الأمة آنذاك الجيش بأن يستولى على السلطة.

    امين في الرجاف

    بهذه المناسبة اتذكر انني حصلت مع السيد عبدالله خليل على سبق صحفي مهم للغاية في مسيرتي الصحفية، عندما ذهبت الى أمين التوم حينما كنت أعمل في صحيفة «الاخبار» الاسبوعية وحملت اليه صحيفة «الاخبار» المصرية التي كانت تحمل تصريحاً للشيخ علي عبدالرحمن نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس حزب الشعب الديمقراطي الموالي «لمصر عبدالناصر» المناهض لكل المخططات الامريكية في المنطقة. ومن منزله تحركنا لمقابلة رئيس الوزراء لبعض الوقت. وحمل لي امين التوم تصريحاً من رئيس الوزراء وكان بخطه، كرد على تصريح نائب رئيس الوزراء وكان رئيس الوزراء قد قال ان الايام المقبلة ستشهد تغييراً جذرياً في الاوضاع. وكانت تلك اشارة بحدوث انقلاب. لكن صدرت الصحيفة يوم الاثنين «17 نوفمبر 1958م» والاذاعة تردد المارشات العسكرية بعد وقوع الانقلاب.

    وبعد ذلك غابت الديمقراطية وتولى قادة الانقلاب السلطة ولكن أمين التوم وزملاءه لم يغيبوا عن ساحة العمل الوطني اذ كونوا الجبهة الوطنية المتحدة التي ضمت كل قيادات الأحزاب المناهضة للانقلاب منذ اللحظة الأولى لان قائد الانقلاب صرح بأن «الجفوة المفتعلة مع مصر انتهت للأبد»..

    وتواصل نضال امين التوم ورفاقه رغم ان السلطات آنذاك نفته ومعه كوكبة من القيادات الى جبل الرجاف بجوبا وضمن هؤلاء السيدين الازهرى وعبدالله خليل نفسه. وكان امين التوم بينهم وتكللت جهودهم بحدوث ثورة اكتوبر 1964م الشعبية التي ساندها الجيش. وعاد أمين التوم مجدداً الى العمل السياسي ودخل الى البرلمان وتولى منصب الرقيب وعمل بفاعلية على ترسيخ التقاليد البرلمانية.

    الراحل وصحن فول

    في نطاق نشاطه الحزبي تولى منصب الرئيس بالانابة للمجلس الاستشارى لحزب الأمة الى ان جاءت انتخابات 1968م التي لم يشارك فيها، ولم يتول حينئذ اي منصب وتفرغ للعمل الحزبي وتولى منصب الأمين العام بالانابة للحزب الذي كان يتولي قيادة الأمانة الأمير عبدالله عبدالرحمن نقدالله واستمر في نشاطه ذاك الى ان حدث انقلاب مايو 1969م وكان امين التوم من اوائل الشخصيات التي شملها الاعتقال رغم انه لم يكن له خصوم ولم يكن متطرفاً في خصومته، الا ان الشيوعيين رغم ذلك قذفوا به الى سجن كوبر. وحدث لي ان التقيته في السجن الذي سبقني اليه، اذ اعتقلت يوم 28 مايو 1969م واتذكر حينها انه كانت هنالك داخل سجن كوبر «الكرنتينة أ» وقد دخلت ليلاً وفي صبيحة اليوم التالي كانت هنالك مجموعة من المعتقلين السياسيين واحضروا لنا الافطار وكان عبارة عن «صحن فول» فجلس المعتقلون لتناول الافطار على الأرض. وكان امين التوم قريباً من الباب حينما دخل مدير السجون آنذاك على حماد المكي وقد هاله المنظر حينما رأى مجموعة من زعامات السودان وهم على ذلك الوضع اللا انسانى وقد بكى الرجل وأمر في الحال ان يتم تغيير ذلك الوضع. وبالفعل تمت معالجته ولكن امين التوم ورفاقه الذين لم تنصفهم الحكومات الوطنية هم رجال التضحيات ابتداء من بداية الحركة الوطنية وهم من الشخصيات التي فضلت العمل الوطني على الوظيفة امثال خضر حمد وحماد توفيق والزعيم عثمان المشلي الذي ارسل استقالته الى السكرتير الادارى قائلاً له: «انني افضل العمل الوطني على العمل الادارى فأرجو ان تقبلوا استقالتي الى يوم الدين». وقد تم الضغط على حماد توفيق ليتنازل طوعاً عن استقالته لكنه آثر الاستمرار على موقفه.

    لقد شهد جيل أمين التوم معاناة شديدة، لكنهم حققوا لنا انجاز الاستقلال الذي اخطأت الأجيال اللاحقة في تقديرهم وفرطت فيما انجزوه للأجيال برغم ان بعض ابناء ذلك الجيل لم يحسنوا تسليم الرسالة بالشكل المطلوب للجيل الذي تلاهم لكننا رغم ذلك نقول بان الحكومات المتعاقبة لم تنصف هذه الشخصيات الوطنية الا بعد رحيلها الا ان امين التوم حصل على تكريم كبير من حزبه الذي جعله رئيساً فخرياً للحزب في عام 1971م وتسابقت المؤسسات في تكريمه ومنحته جامعة الخرطوم درجة الدكتوراة الفخرية في القانون كما منح ايضاً الدكتوراة الفخرية في العلوم السياسية من جامعة الزعيم الازهرى. وحاز ايضاً على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية في احتفالات اليوبيل الذهبي للامانة العامة لمجلس الوزراء في عام 2003م لكن أهم تكريم لأمين التوم هو الحب والتقدير والاحترام الذي كان يجده من أبناء شعبه، والذي تجسد عبر الموكب المهيب الذي سار خلفه وهو يحمل الى مثواه الأخير. رحم الله أمين التوم رحمة واسعة وأجزل عليه عفوه وجعل الجنة مستقراً له مع الأنبياء والصالحين والشهداء وحسن اولئك رفيقا.

    دمعة اخيرة

    بعد ان شيعت الراحل الى حيث العزيز المقتدر، تذكرت بحضرة أولادي، آخر عبارات الراحل التي قالها لي:

    ــ يا إدريس ما تنقطع منّنا.

    فوعدته بأن اعود اليه مرة اخرى، لكنه استدرك في تهكم:

    ــ وين.. يمكن ما تلقاني تاني..!

    ها أنا ذا افتقدك الآن يا أمين، افتقدك وابكيك بعينيّ اللتين لا تكفيان بكاءك، فمن ياترى سيعيرني عينيه ابكيك بهما؟!
                  

العنوان الكاتب Date
منصور خالد يكتب عن الراحل .....امين التوم ساتى.. الكيك11-28-04, 09:39 PM
  Re: منصور خالد يكتب عن الراحل .....امين التوم ساتى.. Mohamed A. Salih11-28-04, 10:16 PM
  Re: منصور خالد يكتب عن الراحل .....امين التوم ساتى.. Yasir Elsharif11-29-04, 00:55 AM
    Re: منصور خالد يكتب عن الراحل .....امين التوم ساتى.. خالد11-29-04, 04:27 AM
  Re: منصور خالد يكتب عن الراحل .....امين التوم ساتى.. محمد أبوجودة11-29-04, 05:33 AM
  Re: منصور خالد يكتب عن الراحل .....امين التوم ساتى.. Adil Osman11-29-04, 06:07 AM
    Re: منصور خالد يكتب عن الراحل .....امين التوم ساتى.. الكيك11-29-04, 08:16 PM
  Re: منصور خالد يكتب عن الراحل .....امين التوم ساتى.. haleem11-30-04, 03:40 AM
  Re: منصور خالد يكتب عن الراحل .....امين التوم ساتى.. haleem11-30-04, 03:41 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de