|
قضية سناء وصمت أئمة المساجد!!!
|
قضية سناء وصمت أئمة المساجد!!! _____________________________
[email protected]
Last Update 16 مارس, 2008 08:31:54 PM سارة عيسي [email protected] من خلال متابعتي لقناة العربية يوم أمس ، شاهدت سناء ، شاهدتها وهي تتكلم بحرقة ، شاهدتها وهي تحاول جاهدة أن تغطي وجهها ، حتى لا تصدم زوارها ، فما فعله المهوس "الطريفي" لا يتخيله عقل ، فقد حرّم الإسلام تعذيب الإنسان بالنار ، ليس الإنسان فقط هو المعني بهذا التحريم ، فقد نهى أيضاً أن يستخدم الطائر كهدف في تعلم الرماية ، دخلت إحدى بغايا بني إسرائيل الجنة لأنها سقت كلباً كاد أن يموت من العطش ، شكت إمراة إلي الرسول " ص " مرض الصرع ، فخيرها بين الدعاء لها لينكشف المرض أو الصبر لتنال الجنة ، فاختارت الجنة ، لكنها سألته بأن يدعو لها الله لئلا تنكشف عورتها أمام المارة ، وقد أجابها رسول الله إلي ذلك ، هذا هو الدين الإسلامي الذي نعرفه ، دين رحمة ، دين يحس بمشاكل المجتمع حتى ولو كان إمراة أصابها الصرع ، حتى ولو كان المظلوم هو مجرد بعير تعرض للمعاملة السيئة من قبل صاحبه ، أو قطة صغيرة لها مواء ، دخلت بسببها النار إمراة لأنها حبستها ، فلم تطعمها و لم تسمح لها بالخروج لتأكل من خشاش الأرض .
قضية سناء لم تخرج إلي العلن إلا بعد أن نطقت صاحبتها بالجرح الذي أصابها ، وهي كانت قضية منتهية لأن القضاء السوداني قال فيها كلمته ، وقد دأبنا أن نقول أن القضاء السوداني مستقل ، نزيه ، و غير مرهون لأحد ، كلما شكك المجتمع الدولي في عدالته وأتهمه بالمحاباة لمصلحة الحكومة ، وقد أثبتت قضية سناء صحة التهم الموجهة إلي هذا الجهاز الإداري الذي أصبح لعبة سهلة في يد الساسة ، فمجالس المدينة تقول أن المجرم الطريفي حر طليق ويتابع المنتديات ، ومن المحتمل أن يرفع قضية إشانة سمعة ضد كل الذين قاموا بتشويه سمعته ، فالرجل نال صك البراءة من محكمة شرعية معترف بها ، وحتى في القانون الأمريكي الذي نتشدق بعدالته هناك قاعدة سائدة : أن المتهم لا يخضع للمحاكمة مرتين "The Suspected can not be trialed twice" ، يخرج عن هذا الإستثناء بروز أدلة جوهرية جديدة تبرر الدعوى لإعادة المحاكمة ، في قضية سناء كل الأدلية الجنائية والظرفية كانت موجودة في المحكمة ساعة النطق بالحكم ، تقرير الطبيب الشرعي ، الشهود ، الضرر الذي لحق بوجه المجني عليها ، مع ذلك أصدر القاضي النجيب حكمه ، خرج المجرم الطريفي مزهواً من قاعة المحكمة ، فلعله يعيد الكرة من جديد ، يتطيب ضحاياه كما يشتهي .
خطباء المساجد "المسيسين" في السودان تكلموا في كل شئ ، تكلموا عن الحمى القلاعية ، تكلموا عن ما جرى للعراقيين في سجن أبو غريب ، التعذيب الرهيب في سجن غوانتانامو ، الغريب في الأمر صمتهم عن تناول قضية سناء وهي القضية التي هزت وجدان الشعب السوداني بأكمله ، لكنهم مع ذلك سكتوا ، مع أن القضية فيها خيوط نحتاج أن نسمع فيها رأي الدين وهي " المحاية " التي كان المهوس الطريفي يرش بها سناء في الليل والنهار وهو يعتقد أن اللجوء لمثل هذه الوسائل سوف يروضها ويفك عنها عقدة الرفض والتمنع ، وعندما خاب سعيه لجأ للسلاح الكيميائي فأهدر عينها وجمالها ، ثم نجا من فعلته بسبب حكم قضائي ، سكت أئمة المساجد وصانوا لسانهم من الحديث عن ما جرى لسناء ، فهم مملوكين للدولة ، يدورون في فلكها ، تعطيهم الأعطيات وأذون السفر لأداء الشعائر المقدسة على حسابها، و ما أكثر رجال الدين في السودان ، فهم طرائق قددا ، ملتحين وغير ملتحين ، بعضهم بالزي الوطني ، شال وعمامة وملفح ، وبعضهم بالزي الأفرنجي ، بدلة وربطة عنق ، تعجبك هيئتهم ولا تعجبك أفعالهم ، و ليس أمام أختي /سناء إلا الصبر وهو مفتاح الفرج ، لها الجنة لأنها صبرت على الظلم والأذى ، لست بعالمة حتى أكتب في الدين ، فقلمي مكرس ضد الساسة المفسدين ، كتبت اليوم عن الدين مخافة أن يسألني الله لماذا كتمتي الشهادة ؟؟.
وقد رأيت أمس في قناة العربية حجم الضرر الذي لحق بسناء ، وهو ضرر كبير ومفجع ، وقد عجزت وسائل الدولة الإعلامية في تناول قصة سناء ، القناة السودانية مشغولة بنقل زيارات قيادات المؤتمر الوطني للأمارات والسعودية ، وقناة الشروق أسرها أهل الشام الميامين ، فالشكر والثناء للأخ سعد الدين حسن ، ولقناة العربية أقول عيد مبارك بمناسبة إنطفاء الشمعة الخامسة ولإهتمامها البناء بكل ما يجري في السودان.
|
|
|
|
|
|
|
|
|