|
طاءُ الطيْـر - رَاءَاتُ البَحْـر
|
طاءُ الطيْـر - رَاءَاتُ البَحْـر
نصوص نحو الثالثة الأخرى
(1) المجراتُ ، فجراً:
بالشـغـفِ
ا
لْ
حَ
ا
ز ِ
م ِ
لصاعقةٍ تلمُّ المعدنَ من براري الرمل ِ في حجـر ٍ
أوقظ ُ مجـراتي ، باكراً ، لعـبورك.
بصبر ِ الشاعر ِ الساهر ِ
على وَعْـكةِ الريش ِ في عبارتِهِ
وبطراز ِ مكيدتِهِ
سـاهماً
أمامَ صلفِ المجاز ِ و صَيْـتِهِ
لئلا يؤولَ النصُّ الفـذ ُّ
في مواريثِ الدم ِ الملكيِّ
إلى بيتٍ وخادمـةٍ وأبْ
أوقظ ُ مجراتي ، فجراً ، لانسرابكِ العفويِّ
في العضويِّ من شهَـوَاتِها.
أهـيؤها
بالقـلق ِ الرزين ِ لصُـبَّارةٍ
شيَّعتْ على مَهَـل ٍ نهرَهَا
صاعداً من لحْـمِهَا
نحو غيمـةٍ
قبلما يضيقُ الغـيمُ ، عما قليل ٍ
بأحوال ِ الماءِ
مندرجاً في الهيئةِ ، مستدرجاً غيرَهَا
حتى يسـتبينَ الحيُّ
كمالَ الخديعةِ وسِـرَّها
فيما تزعمه الوفـاة ُ
من غلظةٍ في المـوت.
(2) إسـتدراج:
لا تقـتفي جسدي كإلاهٍ سومريٍّ لصيدِ الغزالْ
ملتبساً على صلاةِ الفريسةِ ، سافراً في نثر ِ صرختها
إذ تنسحبُ الحياة ُ من دم ٍ قلق ٍ وتنكصُ ، ردعاً
إلى كهفِ خلودِهَا
في سـديم ٍ نوويٍّ
وتجد ُ الذخيرة ُ رَبَّـهَا
في انجراح ِ الغـزالْ.
فكما يستدرجُ قمرَ النوافذِ حريرٌ قليلٌ ينكبُّ – كنحَّاتٍ نحيلٍ بأزاميلَ ضوئيةٍ – على خاماتِ اللهاثِ الجبليِّ ، ليرفعَ رويداً على مِنَصَّـةِ الصرخةِ ، جسـدين ِ خلفَ النوافذِ ، تحته ، كانا ردّا على اللهِ أسماءَهما ، تواً ، ليقتـفيا دَمَـهُما ، صُعْداً ، في رخام ِ الحرير . . .
هكــذا
في طيش ِ الكنايةِ وسحر ِ جـنونِهَا
أو في صلفِ الذي أنهكَـهَا ، سُدَىً
على حصير ٍ غجريٍّ
بدالٍّ عارم ٍ عار ٍ وعــالْ ،
ادخلي شفيفة ً
على آزالكِ في دمي
واستدعي مصائرَهَا من عدم ٍ إلى معنى
حتى أنقـلَ ألواحَ غربتي وحبرَهَا
من حافةِ الأرض ِ إلى سهوبِ توازنِهَا
وبعضل ٍ فاتن ٍ في ذهن ِ النمل ِ
أشـدُّ حرفاً على جرفٍ
نحو خواتيم ِ رعشتهِ
حتى يحذقَ في فلواتِهَا
ما قد تقولُ يدٌ ليدٍ
إذا ما اسـتنفدتْ ياءٌ حصتها
من كمال ٍ هـشٍّ
في تآليفِ الهسيس ِِ الآدميِّ
ثم تنحنحتْ ، كمحاربٍ جريح ٍ
أمامَ شاعر ٍ ردئ
أنقـله حرفاً على فرس ٍ
نحـو بَرٍّ قـليل ِ الناس ِ
كيلا يقولَ – عن أباطرةٍ ضليعينَ – ما ينبغي أن يقــالْ.
وانسربي رهيفة ً
إلى عتمةِ الأعمـى
بين أصابعي وشهقـتِهَا
حتى أفسِّـرَ لي
صريخَ الشهويِّ
أوسعَ سهبَ دمي
شجراً طائشاً تحت إمرةِ نحلةٍ
كلما صرختْ صلصالة ٌ
في وجهِ خرافتها:
فصدتني المحاريثُ ،
آجلٌ شجري على لهفٍ وطائشْ
فتفرّست ُ مراياكِ -----> فضاءً
يزنـِّرُ مُهْـرَة ً في مناماتي
ويتبعُـهَا
إلى غيضةِ النبع ِ
في أصقاع ِ امرأةٍ ،
نبع ٍ غامض ٍ
تخطَّـفه الطيرُ
كلما صاحتِ الأوراكُ:
خذِ الطيرَ – يا ليلُ – إلى أول ِ الماءِ
والقـمْ جحيمي
ليلاً أقـلّ.
فضاءً
يدلفُ بي
(حينَ يعلو الماءُ المقـدَّسُ في المنفى المجاور ِ)
إلى حاسةٍ مهجورةٍ
ثمّ يرفعُ
ليخاضيرَ مشدوهةٍ في مفازتها
محضَ غمـام ٍ لعطش ٍ عال ٍ
وقوسَ قزحْ.
. . . تمليتُ مراياكِ
فمنحتني قواويشُ الضوءِ فيها
عــ ......... ــابرة ً
لوحتني بالمؤقتِ سنة ً
قبل أنْ
تطحلبَ الروحُ فيها ، وخَـرَّتْ
على دم ٍ سـينبشه الحنين ُ ، عمّـا قليل ٍ
بمناقيرَ من ذهب ٍٍ
فأوغلتْ من جهاتِ الرمح ِ الكثيرةِ
نحو سُُـرَّتِهَا
خاوية ً منكِ ومِنْ
رفيفٍ عالق ٍِ يتحرَّى
بينَ اشتباهاتِ دمي
فراشة ً خلعتْ
في انتظار ِ قيامتها
لونها العضـويَّ
على نجم ٍ ثمـل ٍ
سـيدلُّ طيرَ دمي عليَّ
كلما أصابني بلوثةِ الطير ِ ، عن عَمَـدٍ
جسـدٌ
ظلَّ ينالني – في احتمالكِ – لكنه أبداً لا يُنــالْ.
وكما تماسَّ الريشُ والعضلُ الرقيق ُ
في طبائع ِ الطير ِ ، لأول ِ مرةٍ
لا من سأم ِ الجاذبيةِ أو من سهوِهَا
بل صعوداً من عزائم ِ الكائن ِ
ضدَّ أكثر هيئاته سقوطاً في كمين ِ الكمـالْ
إتحدي بي
خـفيفة ً
في ذاتٍ عاشق ٍ
سيَسْبرُ أولَ الماءِ
صوبَ جمرةٍ في دمنا
لا ليتركَ تأويلَ خفته للبرِّ المريميِّ
ليصدحَ البرُّ الشجيُّ:
ولدٌ طيبٌ
استضافَ إلاهَه ، لَمْحَـاًَ
( بين روما ونطعِـهَا )
على رغيفٍ دام ٍ ، ثمّ مشـى
لكنه الذات ُ
. . . لغة ٌ تتركُ العالمَ لسكون ِ العِلةِ
وتتأملُ نارَهَا بين حرفين ِ يتعـاويان
عنصرٌ خامسٌ يرهجُ في نسيج ِ النهر ِ ، ولا يطفو
دمٌ متكلـِّمٌ بالترهةِ الأخرى وغيرِهَا
حتى يضعَ
على نشيدِ هذا الغريق ِ النيليِّ حاشية ً ، وحسبْ:
أنا
- مثلكِ يا نـيلية ُ -
حصة ٌ للطبيعةِ ، وزبدٌ غاو ٍ بسِـرِّها
وبي خيبة ٌ في الرمز ِ مثـلَ التي بها
فلا تتركي جسدي على صنّارةِ النوريِّ
نهـباً لحُـلم ٍ
تجاسرَ على ستِّ حواسٍّ ، فاسـتحالْ.
وليكن لثنائياتِ الميتافيزيا أن تعتنيَ ، مكراً أو ترفاً ، بفخاخِهَا وهي تتربَّصُ ، في أوجار ِ عزلتها، بالكائن ِ الأعزل ِ مترنحاً في الهُـويّةِ الهشّـةِ ، ما بين الذكـورةِ والأنوثه . . .
فليكـن يا امرأتي ، فليكن.
(وليكن هذا الكوكبُ ، إن يشا
جرساً على خصـيةٍ أو قمرا
فلسـتِ أنثايَ حتى يكونَ لي
أن أتقـدّسَ بينكـما ذكـرا)
أنا
تشريقة ُ الإنسان ِ في
جَ سَ دٍ
من لغةٍ
انتهبتْ حَوَاسَّـنا أثـاثها الكـونيَّ
لتبـني في بَهْـو ِ مـرآةٍ
أراجيحَ من ذهـبٍ
لأسمائهَا الحسنى
إلى لغةٍ
لا تستـلنا من جسدٍ فصيح ٍ
فنهـذِي بكمـالنا فيهـا
ضيوفاً خفافاً على الرؤيا
أشباحَ ملوكٍ
على مفازاتِ غيابنا مِنـَّا
أنا
هجرة ُ الإنسان ِ في
جَـسَــدٍ
فادخلي تيهي بضلال ِ عاصفةٍ
واتحدي بي خفيفة ً
حتى يكونَ للإنسان ِ الرفيع ِ
(متحدّراً ، في استكمال ِ مشيئتهِ ، نحو اقتصادِ سياستها)
أن ينصرفَ عن غيبهِ إلى بيتهِ
قافلاً في تدابير ِ العقـل ِ الرابع ِ
إلى ذاته بذاته وله
متضامَّـاً ، غيرَ ذي جُرْح ٍ ، شاسعاً ويسـارياً كمَرَج ِ النـالْ.
(3) على دَرَج ٍ أزرق ٍ نحو حاسَّـةٍ ، قالَ الحبُّ ، قالَ لي:
طائرٌ مشى
على دمي ، ثملاً
استنصطني على سهر ٍ ، قـــالَ لي:
أنا يسوعُ الطير ِ
ودليلُ سـواهرهِ
لو تقصَّـى الطيرُ مرتبكاً
وزنَ اللـيل ِ منخطـفاً
إلى مسغبةٍ فوق عوالي الجـبالْ
فاتبعـني
إذا ما درتُ
كوكباً من الريش ِ ، طائشاً
حولَ جمرتها
فانكَ ، أيضاً
على مائها تمشي
إن خفَّ ليلكَ نحوََهَا
- إلى حصةِ الليل ِ منها -
فعَوَى في قاموسِـهِ
قوسُ الفهـدِ ، فجأة ً
هفتْ نحو بئرها خَـرُّوبة ٌ
وهسَّ في دم ِ الأبنوسةِ نايٌ طـريدُ.
أنا سيدُ الطير ِ ، قـالْ
وخديجُ النورسَـه
فاتبعـني ، ناضحـاً بي
ولا تقـلْ
لسيدةٍ حبلى على سرير ِ غربتها:
لديني على جسـر ٍ
حتى لا تأويكَ القوافلُ
يتيمـاً كتيمـاً
ما بين بلاطٍ دنس ٍ وسدرةٍ مقدَّسَـه
اتبعـني ، واضحاً لي
وقلْ لها:
مُرِّي مأهولة ً بالأرض ِ
في كمال ِ شـهوتِهَا
ولا تمرِّي
كالشمال ِ ممتقعـاً
في مثول ِ الشمال ِ الخاطفِ أمامَ اللهِ
خاوياً منا ومنك
قـلْ لها:
لديني على نهـر ٍ
لأقترحَ
على نيل ٍ مالكيٍّ معصية ً أخرى ، وأذهبُ
نحو وطن ٍ أسَرَته ُ الأساطيرُ
جريحاً
بين صدوع ِ الخريطةِ
لأمنحه من فطنةِ ريشي
مهـباً إلى سفحِهَا ، وأكتبُ
سيرتي على ترقوةٍ ومضتْ
في سطوع ِ الأرض ِ ، فجأة ً
بين كتفيّ غريبةٍ ، وأركبُ
نحو غيبها موجة ً
من دمِـكَ
كلما قال الله ُ اهبطوا منها
اغرورقتْ على حَصَىً موحش ٍ ، دمدمتْ نشيدَهَا:
متـاهي مناصّي
وإن بيتي بعـيدُ.
أنا الملاكُ المدنيُّ
وسردارُ الدم ِ
على خيل ٍ وكزتْ وَسَاوسَـهََا
إلى المتاهِ القمريِِّ
بين سـريريّ غريبين ِ
وإني أنا أكمـلُُ الطير ِ وخادمُـهَا
ولي أفقٌ رَخِيٌّ
بين نهـديها
وجهـة ٌ
لانهتاكِ المتـاهِ الرخو ِ عن نيل ٍ وناي
فهذا رفيفي دليلكْ
إن طاشتْ بدمكِ الوعـولُ
أو ضجَّ بغامض ِ الشهَوَاتِ نشيدُكْ
فانتظرْ
بدهاءِ أكثرَ من دم ٍ
على مهـدِكْ
لو تلدكَ ربة ُ النهر ِ ، في تحوِّلها
ولا تمشي جريحاً إلى غـيبها
ولا تذهبْ غَضَّـاً إلى غـدِكْ
حتى تمرَّ الجليلـة ُ
نحو مقاصيرِهَا شرقَ دَمِـكْ
مثلَ زاجـلةٍ
شبَّ الأفق ُ على بلدٍ ملتبس ٍ
في دمها
فطارتْ
بمشيئةِ الريش ِ الخفيفِ
إلى شـأنها فيه
ولم تطرْ
بنميمةِ رَبِّها
أو بخبر ِ الهدنةِ
في الصراع ِ عـلى
تأنيثِ الذاتِ في امرأةٍ
ضاق بها البيتُ الشـاحبُ
﴿مكتظاً بمُسْتَأجريْ خلودٍ طيفـيينَ ، يَجْـتَرُّونَ الهَوَاءَ الحَامِضَ مِن عَلى صِـحَافِ الطِين ِ ، وهم يُبَاركونَ ، بما في الحَيَامِـن ِ من سِرٍّ سُلاليٍّ ، وَدِيعَة َ السّـومَريِّ إلى أحفـادِ غـُزَاتهِ في الرٌّوح ِ ، فيما يَتَواشجُونَ ، بحكمةِ المُلكِ ، مَهَـازيلَ ذوي بأس ٍ ، يَعِظـُونَ العَصْرَ ، حَولَ فِطرةِ الأنثى وتثـقيفِ الرِّمَاح.﴾
ضاقَ بها البيتُ ،
ضاقَ البيتُ الرعويُّ بها
واستدرجَهَا
هاجسُ العدل ِ في زولوجيا التمدن ِ
إلى فلواتِ الأرض ِ الخبيئةِ في جسدٍ
فضاقَ بها البيتُ الشاحبُ
واتسـعَ الوريد.ُ
أنا حاجبُ الأرض ِ
على كنزها الحيِّ
ونبيُّ الطير ِ ، قـالْ
أنا الطائشُ الطافرُ
إلى لهبِ الفراشةِ في هفوتها وطبعي
لا إنجيلَ لي
إلا رفيفي جريحاً فوق خرائبِ وقتي
فكنْ بيتي ، وبي
إن شئتَ ، فتـُهْ
فليس ثمَّ ما تخسره النبوة ُ
على صليبٍ إلا شـكَّهَا
تـُهْ وحيداً بي
ولتكن لسريرتِكَ الحكومة َُ
على غدها وأمْسِـكْ
وإن مَسَّـكَ القـلقُ المجـيد ُ
فصحْ في وداعـتِهَا ويأسِـكْ:
أنا أمُّ
الـ نَ ش ِ ي دِ
الذي لا أبَ لـَهْ
وأنا الجنين ُ الكوكبيُّ الشـريد ُ
لسـيدةٍ تبعت وعـولَهَا
خضراءَ جبلية ً ، في دمِـهَا
وغابتْ
يكالمـها الطيرُ
في مناماتِ عاشقِهَا ، ويتبعُـهَا
غمامٌ غامضٌ ونشــيد.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
طاءُ الطيْـر - رَاءَاتُ البَحْـر | أبو ساندرا | 03-10-08, 07:40 PM |
Re: طاءُ الطيْـر - رَاءَاتُ البَحْـر | أبو ساندرا | 03-10-08, 07:44 PM |
Re: طاءُ الطيْـر - رَاءَاتُ البَحْـر | أبو ساندرا | 03-10-08, 07:48 PM |
Re: طاءُ الطيْـر - رَاءَاتُ البَحْـر | أبو ساندرا | 03-10-08, 07:49 PM |
Re: طاءُ الطيْـر - رَاءَاتُ البَحْـر | الجندرية | 03-10-08, 10:24 PM |
Re: طاءُ الطيْـر - رَاءَاتُ البَحْـر | فيصل عباس | 03-10-08, 11:40 PM |
Re: طاءُ الطيْـر - رَاءَاتُ البَحْـر | أبو ساندرا | 03-11-08, 04:58 AM |
Re: طاءُ الطيْـر - رَاءَاتُ البَحْـر | على محمد على بشير | 03-11-08, 07:43 AM |
Re: طاءُ الطيْـر - رَاءَاتُ البَحْـر | ابوبكر يوسف إبراهيم | 03-11-08, 12:08 PM |
Re: طاءُ الطيْـر - رَاءَاتُ البَحْـر | أبو ساندرا | 03-11-08, 08:23 PM |
|
|
|