|
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى (Re: الكيك)
|
شهادة محمد مساعد الصالح: قررت ربط الربعي بحبل على الكرسي
أعرف الدكتور احمد الربعي معرفة شخصية منذ عام 1968، وقتها كنت محاميا وكان هو تلميذا مناضلا، جمعني به الرأي الواحد، واتفاقه معي او اتفاقي معه في الهدف، مع بعض الاختلافات الفكرية التي لا تفسد للود قضية، وكانت اصولنا الطبقية مختلفة، فقد كنت ابنا لعائلة موسرة.. وكان هو ابنا لاسرة على «قد الحال»، ومع ذلك كنت معارضا لطبقتي ولا ازال.. واتصور ان هذا يعود الى اصولي الاولى، حيث نشأت ابنا «لعامل» يجلب الماء ليبيعه على البيوت ثم مقاول «انفار» يورد العمال لشركة نفط الكويت، ثم مقاولا صغيرا للبناء، الى ان كبر العمل وصرت انتمي طبقيا لاسرة ثرية.. ومع ذلك جمعت بيني وبين الربعي اصول فكرية واحدة هي انتماؤنا الى حركة القوميين العرب التي كان شعارها وحدة وتحررا وثأرا.. في فترة الخمسينات ابان المد العروبي الناصري. وشق كل منا طريقه حيث اختار الربعي تكوين نفسه من خلال النضال السياسي وتعرض للاعتقال في اكثر من قطر خليجي، بينما بقيت السياسة لدي تشكل جزءا من عملي في المحاماة والصحافة، وتوثقت علاقاتنا عندما صدرت «الوطن» اذ كان الدكتور الربعي مستشارا سياسيا لــ «الوطن».. وطبيعة الدكتور الربعي، لمن لا يعرفه، انه قد يبقى 48 ساعة من دون نوم ويظل في منتهي النشاط.. واحيانا اخرج من «الوطن» الساعة الحادية عشرة مساء بعد الاتفاق مع اسرة التحرير على اختيار المانشيت للصفحة الاولى، فإذا صدرت الوطن اجد عناوين الصفحة الاولى تختلف مع ما اتفقت عليه دون ان اعلم من الذي امر بالتغيير، وكأن هناك قوة خفية لا اعلمها، حتى اذا ما جاء عمال المطبعة ومديرها اسألهم عن تغيير المانشيتات، اجابوا ان الدكتور الربعي جاء الى المطبعة الساعة الرابعة فجرا بعد ان استمع الى الاخبار وقرر تغيير المانشيتات لتتلاءم مع ما استجد من احداث، ولم يكن احد يعرف ذلك الا انا والعاملون في المطبعة.. وكنت طوال عملنا معا في الوطن «اعاير» الربعي بشراء حبل لاربطه على الكرسي فهو لا يستقر في مكان واحد واحيانا اتفق معه على ان يكون معي عند زيارة سفير لنا، وفي الموعد المحدد لا اراه واسأل عنه فاجده عند ابو يمن – صاحب مقهى المطبعة.. ولهذا فقد تعجبت عندما علمت عام 1992 انه قبل كرسي وزارة التربية، فقد كنت اعرف عنه صعوبة جلوسه على الكرسي.. وفعلا كنت اراقبه في مجلس الامة.. حيث انه الوزير الوحيد الذي لا يستقر في مكانه، وكثيرا ما يذهب الى منصة رئيس مجلس الامة للتشاور معه.. فأحمد الربعي لا يحب الاستقرار في مكان واحد، إذ هو سريع الحركة، ولهذا ليس مستغربا ان يزور احدى المدارس في الجهراء بعد حلفه اليمين ليفاجأ الناظر انه الوزير بعد ان اعترض الحارس على دخوله.. بل حتى شعاره اختار ان يكون شيئا غير ثابت وهو الهرم المقلوب، على انه للانصاف فان احمد الربعي لم يتعهد باعادة الهرم الى وضعه الطبيعي، بل تعهد باصلاح انقلاب الهرم، وفعلا نجح في ادارته لشؤون وزارة التربية وعمل كثيرا من الاصلاحات في مجال المناهج واختيار القيادات في وزارة التربية واعطاء المدارس ميزانية خاصة.. ومع كل ذلك فان كل ما عمله لا يشفع له في رأيي المتواضع قبوله المنصب الوزاري، فواحد مثل احمد الربعي مكانه الطبيعي في صفوف المعارضة البرلمانية جالسا على كراسي النواب وليس في الصف الامامي.. كما ان اكثر من قرار اتخذه مجلس الوزراء ضد قناعته، مثل الموافقة على عدم الاختلاط او كادر المعلمين، وكان الناس، وانا منهم، ينتظرون منه الاستقالة ولكنه لم يفعل.. ولو فعلها لاكتسب احترام الجميع، ورغم كل ذلك فان الناس لا تزال تقدر الربعي وزيراً للتربية، وفشله في الفوز في انتخابات 1996 لا يعود الى اعتراض الناس عليه، بل لان الاصوات الليبرالية في منطقته الانتخابية توزعت على اربعة مرشحين، ومع ذلك فالخيرة في ما اختاره الله.. وعودة الربعي الى الكتابة اليومية في جريدة القبس مكسب للصحافة، واتصور انه لا يزال في ما يكتب في مرحلة «التسخين» على طريقة لعبة كرة القدم، والناس تنتظر منه ان يتحدث لهم عن تجربته وزيراً في مجلس الوزراء وعن مواقفه، ولماذا لم يستقل عندما قرر مجلس الوزراء اتخاذ قرارات ضد قناعته؟.. وهل استطاع في رأيه «زحزحة» الهرم المقلوب؟.. وكيف كان الوضع في وزارة التربية عند تسلمه المنصب، ثم معاركه البرلمانية مع احزاب التأسلم السياسي؟.. هذا ما يريد القراء ان يعرفوه من الدكتور احمد الربعي.. اما ما اريده شخصيا منه فهو الا يفكر ثانية في العودة الى المنصب الوزاري.. لان الربعي لم يخلق لمثل هذا المنصب، بل خلق مواطناً وطنياً معارضاً يبتغي الاصلاح حيثما الاصلاح واجب.. وآمل ان يعود الى الكتابة بالطريقة الساخنة نفسها التي عودنا إياها قبل المنصب الوزاري.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى | الكيك | 03-09-08, 11:18 AM |
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى | الكيك | 03-09-08, 11:24 AM |
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى | الكيك | 03-10-08, 04:07 AM |
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى | Tragie Mustafa | 03-10-08, 04:23 AM |
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى | الكيك | 03-10-08, 04:23 AM |
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى | الكيك | 03-10-08, 04:30 AM |
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى | الكيك | 03-10-08, 04:55 AM |
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى | عبدالرحمن الحلاوي | 03-10-08, 05:32 AM |
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى | محمد المرتضى حامد | 03-10-08, 05:45 AM |
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى | قرشـــو | 03-10-08, 11:39 AM |
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى | الكيك | 03-11-08, 05:14 AM |
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى | الكيك | 03-13-08, 06:38 AM |
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى | الكيك | 03-13-08, 06:43 AM |
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى | الكيك | 03-13-08, 06:51 AM |
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى | الكيك | 03-13-08, 07:00 AM |
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى | أبو ساندرا | 03-13-08, 07:08 AM |
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى | maia | 03-13-08, 07:24 AM |
|
|
|