وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-08-2024, 00:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-09-2008, 11:24 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى (Re: الكيك)

    أحمد الربعي... تحولات المثقف والسياسي

    د. رضوان السيد

    أخر تحديث: الأحد 09 مارس 2008 الساعة 04:15PM بتوقت الإمارات
    غاب الشاب العذب والإنسان الرائع أحمد الربعي بالكويت بعد حضور على سرير المرض لسنوات، والغريب، وأنا الذي تابعته في مرضه، أنه لم يخطر ببالي أو في وعيي أن الربعي يمكن أن يموت مثلما يموت سائر البشر، فقد كان أستاذ الفلسفة هذا، فتى دائماً متوهج الفكر والشخصية، وقد ظل يكتب في "الشرق الأوسط" لسنوات طوال إلى أن داهمته المنايا بعد إرهاصات فاقعة.

    كنت أقرأ للربعي في الثمانينيات، وهو مولود مثلي عام 1949، لكني حصلت على الدكتوراه من ألمانيا، وحصل عليها هو من هارفارد بالولايات المتحدة، وقد تبين لي جوهره الأصيل على خير وجه في غزو صدام حسين لبلده الكويت، فقد كنتُ وقتها أدرّس بجامعة صنعاء باليمن وجاء الربعي مع وفد كويتي إلى اليمن التي كان شعبها وكانت سلطاتها شديدة التحزب للعراق في وجه الولايات المتحدة.

    وفي حين كان زملاؤه من أعضاء الوفد يركزون على الآلام التي عاناها ويعانيها الكويتيون، كان الربعي يضيف لذلك ما أصاب ويصيب فكرة القومية العربية من أضرار نتيجة سلوك النظام البعثي في العراق تجاه شعبه، وتجاه العرب الآخرين: وكل ذلك بحجة مكافحة "القطرية" لصالح القومية. وبعكس كثيرين ممن تضرروا من تلك "السلوكات العروبية" ما سمعت من الربعي، لا أثناء الغزو ولا بعده، والى ما قبل ثلاث سنوات، شيئاً يشبه العنصريات والعصبيات التي تنشأ في مثل تلك الظروف.

    والطريف الظريف رأي الربعي في الأزمة اللبنانية والعلاقات اللبنانية –السورية، فالرجل ما كان شديد الإعجاب لا بالتجربة اللبنانية ولا بالتجربة الكويتية في إدارة الشأن العام، لكنه وفي منتصف تسعينيات القرن الماضي، كان يرى ان الرئيس حافظ الأسد إنما يدير الشأن السوري من لبنان، ولذلك لا أمل في أن يتخلص لبنان من السيطرة السورية. ولهذا عندما خرج الجيش السوري من لبنان مزحت معه قائلاً: الآن سيضطر الرئيس بشار لإدارة سوريا من دمشق، وليس من بيروت، فسكت قليلاً ثم قال: أرجو أن يكون استنتاجك صحيحاً، لكن قياساً على تجربة الكويت ولبنان في الماضي، فإن "البعثي" يظلُّ يحوم حول طريدته أو ضحيته حتى يموت بسمها أو تصارعه عليها كواسر أخرى، ولذا فعندما كنت أراه بعد ذلك، على أثر الأحداث المأساوية بلبنان، كان يقول لي: ألم أقل لك؟ بيد أن ما أرجوه (يتابع الربعي) أن لا يحدث لكم ما حدث لنا، فيتدخل الدب الأكبر ويخترب لبنان وسوريا بحجة تهديد لبنان، على أن آخر حديث لي معه بالهاتف قبل أشهر على إثر مقالة كتبتها بجريدة "الحياة"، تجنب فيه الشؤون السياسية وخاض في حديث طويل عن معنى الحياة، وهل يجد المرء نفسه في إنجازاته الشخصية أم في إنجازات أمته ودولته، وكانت وجهة نظر الربعي أن الشبان العرب هم في محنة اليوم بين إنجازاتهم أو محاولتهم لذلك، والعجز النازل بأمتهم، وكيف يستطيع الشاب الفخر بإنجازاته وفي وعيه وعيونه ما يحدث في فلسطين وما يحدث في العراق ودول عربية أخرى!

    بيد أن وفاة الدكتور الربعي لا تثير الأسى باعتبار صفاته الشخصية وتوجهه السياسي البناء والمستنير وحسب، بل تُثير التفكير في مصائر علائق الثقافة بالسلطة في الوطن العربي، إذ أن الربعي كان أحد أبناء الجيل الذي أقبل من الجامعة وبواسطتها على العمل السياسي، والثوري منه بالذات، وقد انتمى هؤلاء المثقفون الثوريون الشبان في أواخر الخمسينيات إلى أحد ثلاثة تيارات: تيار الفكر الماركسي واليساري عامة، وتيار الفكر القومي البعثي، وتيار الفكر الجماهيري الناصري. وكان من تقديرات الظروف والبيئات وأجواء الحرب الباردة وانعكاساتها المتناقضة والمتفاوتة، أن اصطدم البعثيون والناصريون بالشيوعيين، ثم اصطدموا فيما بينهم، وكان الصدام بين البعثيين والناصريين هو الأبرز والأشد ضرراً، لأنه كان صراعاً بين السلطات العربية: مصر ومَن سار في فلكها من الدول العربية، وسوريا (البعثية منذ عام 1963) ومن سار في فلكها إلى هذا الحد أو ذاك. كان لكل من المعسكرين مثقفوه، بيد أن أساليب الصراع وأولوياته لم تكن واحدة، فالناصريون ركزوا على خيانة البعثيين للوحدة، وإحساسهم الأقلوي وتعطشهم للسلطة بأي ثمن، والبعثيون حملوا على فاشية جمال عبدالناصر، وضبابيته النظرية، وكونه لا يقول بالوحدة المدروسة، لكي يستمر في الانفراد بالزعامة، لكن بعد أواسط الستينيات ظهر مسرب رابع اندفع فيه شباب مثقفون عرب كثيرون، من خلال فصائل المقاومة الفلسطينية، والتي تبنت في الأغلب تحولاً قومياً باتجاه اليسار الثوري وهو الاتجاه الذي غَلَب في أوساط شباب المثقفين بمنطقة الخليج، وبخاصة الكويت والبحرين واليمن، وقد تدرب كثير من هؤلاء أيديولوجياً وقتالياً لدى الفصائل الفلسطينية، ومنهم من بقي في صفوفها، ومنهم من عاد إلى اليمن وظفار للمشاركة في التغيير الثوري هناك، ثم خمد ذاك الاتجاه بالتدريج مثلما حدث للاتجاهات الأخرى: الناصريون ضاعوا بوفاة جمال عبدالناصر وتغير المسار أيام الرئيس السادات، والبعثيون فقدوا جاذبيتهم بالنسبة للمثقفين الثوريين الجادين اثر تحولهم إلى سلطتين تتنازعان في سوريا والعراق، والشيوعيون ظلوا يحصلون على دعم الاتحاد السوفييتي وكتلته، لكنهم تلقوا ضربات على يدي الماوية، وفصائل اليسار الجديد.

    أما يساريو الجنوب العربي، المتمركسون وغير المتمركسين، فقد خمدوا بفشل حركاتهم في ظفار والبحرين، وتحول جنوب اليمن إلى نظام وفق طريق سوفييتي مشوه. وفي الثمانينيات فقد هؤلاء جميعاً أعز ما لديهم؛ البعثيون الجادون والناصريون المتحولون، وأهل النزعة التي حاولت الجمع بين القومية العربية وتهويمات اليسار الجديد... هؤلاء جميعاً انكفأ بعضهم في منعزلات وطنية أو اغترابية، بينما صارت الأكثرية إلى هوامش بيروقراطية الأنظمة القائمة، المنكفئون يعلنون خيبتهم من كل شيء وفي كل شيء، ولا يرون صلاحاً في أي شيء، والمعتصمون بالهامشية يتعزون بأن "تقدمية" الأنظمة التي يعيشون فيها خير من اللاشيء الذي يعيش فيه الآخرون.

    والصديق الراحل أحمد الربعي جزء من ظاهرة المثقف القومي العربي المتحول إلى اليسار في أواخر الستينيات، وقد مارس العمل السياسي الثوري في الخليج، وكان من القلة التي لم تنكفئ أو تتهمش عندما ضاع الرعيل ومن يقوده، إذ ظل قومياً جذرياً صاحب توجه ليبرالي، إلى أن جاءت ضربة صدام حسين القاتلة لكل القومين في منطقة الخليج عندما غزا الكويت. دخل الربعي البرلمان وتولى وزارة التربية بعد زوال الغزو، وانخفضت نبرته القومية، دون أن يخف حماسه لفلسطين، في حين تركزت ليبراليته على نُصرة الدولة المدنية، ومصارعة التيارات السلفية والأصولية.

    ومنذ أواخر السبعينيات تصاعدت الشكاوى والاتهامات من المثقفين العرب وضدهم، ودارت في الأعم الأغلب حول عدم فعاليتهم في مواجهة الأنظمة، أو حول وعيهم المضلل بالمشكلات الحقيقية التي يعانيها الوطن العربي ومواطنوه، وبخاصة بعد أن وقعت الأنظمة ووقع المثقفون تحت حصار الظاهرة الإسلامية التي أشعلت النار في ذلك الهشيم المتطاير بحيث صار أثراً بعد عين.

    وتأتي وفاة أحمد الربعي، لتُعيد طرح السؤال عن مصائر المثقف المسيس، وعن علائق الثقافة بالسلطة في حاضر العرب ومستقبلهم، فالمثقفون الذين لم يتمتعوا بقيادة حلم التغيير الذي عشقوه، ما تمتعوا في التسعينيات بالانخراط في الموجة الجديدة للتحول، فضلاً عن أن يتمتعوا بقيادتها، وإذا كان الحكام الثوريون والتقدميون قد أنعموا على الثوريين السابقين بالنسيان أو التهميش، فإن العولميين والإسلاميين غير مستعدين للإنعام عليهم بشيخوخة هادئة على الأقل.

    إن غياب الصديق العزيز أحمد الربعي هو غياب طويل بعد طول الرحلة والترحل، ويأتي طوله الفاجع، ليس بسبب الوفاة وحسب، بل ولخفوت ظاهرة المثقف المسيس في حاضر العرب، وربما في مستقبلهم، لكنني أنا وجيلي لن ننسى الربعي الأستاذ، والربعي المستنير، والربعي السياسي النظيف، والربعي صاحب الشخصية المتوهجة الممتلئة وعياً وحياة وإنسانية حلوة وناضجة.







    إ
    جريدة الاتحاد
    الأحد غرة ربيع الأول 1429هـ - 9 مارس 2008
    www.alittihad.ae[/B]
                  

العنوان الكاتب Date
وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى الكيك03-09-08, 11:18 AM
  Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى الكيك03-09-08, 11:24 AM
    Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى الكيك03-10-08, 04:07 AM
      Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى Tragie Mustafa03-10-08, 04:23 AM
    Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى الكيك03-10-08, 04:23 AM
      Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى الكيك03-10-08, 04:30 AM
  Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى الكيك03-10-08, 04:55 AM
    Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى عبدالرحمن الحلاوي03-10-08, 05:32 AM
      Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى محمد المرتضى حامد03-10-08, 05:45 AM
  Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى قرشـــو03-10-08, 11:39 AM
    Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى الكيك03-11-08, 05:14 AM
      Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى الكيك03-13-08, 06:38 AM
      Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى الكيك03-13-08, 06:43 AM
        Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى الكيك03-13-08, 06:51 AM
          Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى الكيك03-13-08, 07:00 AM
  Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى أبو ساندرا03-13-08, 07:08 AM
  Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى maia03-13-08, 07:24 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de