عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-02-2024, 04:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-01-2008, 04:03 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    شَغبْ جيني

    وضعته الممرضة بين يديْ زوجتي ثم نظرت إلينا واحدا بعد الآخر :‏

    ‏- إنّه طفل جميل ، لا بدّ أن جيناتِكم كانت متناغمة - أخذ من كلّ واحد منكما شيئا ..‏
    ‏- شكرا لك ِ ..‏
    ‏- شكرا جزيلا ، لقد كنت ِ لطيفة معنا ، حقا ، طوال هذا اليوم المُفرح ، والعصيب ..‏

    ولمْ نكد نفرغ من شكرها حتى انكببنا عليه نتنازع تقسيم قسماته فيما بيننا :‏

    ‏- إنّ أنفه مُفلطح ، يشبه منخريْ والدتك ِ ، أمّا هذا الشعر الناعم فهو يشبه شعري ، تماما ، عندما كنت طفلا ..

    ‏- ( هه هه ها ) قال ناعم وقال منخريْ أمّي .. اسمع ، هذه نخرة حبّوبتك إنتَ ، أمّا هذا الشعر الناعم الفاحم فهو ‏شعري أنا ، وللا إنتَ عميان ما بتشوف ؟! ‏

    قالت ذلك وهي تمسك بخصلة من شعرها بطرفيْ سبّابتها وإبهامها محاولة إفرادها الى أقصى مدىً ممكن ، إلا ‏أنّ شعرها القصير والأجعد سرعان ما انفلت وأمسكت أصابعها بالهواء ..‏

    ‏- ( ضحِكتْ ) نسيت إنّي قصّرت شعري ، كانت فكرتك على العموم .. ولكن قل لي ، مِن أين أتى بهذه الحواجب ‏العريضة ؟

    ‏*‏

    في ذلك اليوم جالت بخاطري كلّ حواجب العائلة من عمّات وخالات وأبناء قبيلة ، ووجدت بعضا منهم ومنهنّ ‏ممن تنطبق عليه الأوصاف ، فتبسّمتُ راضيا .. كنّا قد اتفقنا على ترك أمر عيونه ولون بشرته ؛ عيونه حتى ‏يزول عنهم الورم ويقوى على فتحهم ، ولون بشرته حتى يغمره ضوء الدنيا ليبان على حقيقته ، ومن ثمّ لنبتّ ‏في أمرهم ..‏
    وبمرور الأيام تمسّك طفلنا بلون ٍ نحاسيّ أصفر ، وبعيونه التي لا يقوى عل فتحها : كانت وكأنّما ، فتحتا عينيه ‏، عُملتا بمشرط ، وسط جفنيه المنتفخيْن . ‏

    ‏- إنّه في حاجة الى عمليّة تجميل ( قالت لي زوجتي ) .‏
    ‏- ( ضحكت ُ ) انتي مجنونة ؟ الولد عمره عشرة يوم وتقولي ليْ تجميل ؟ .. إنّها مجرد عيون صينيّة ، لا غير !‏

    نظرت إليّ بغير رضا ، إلا أنّني أحسست أنّها تشاركني الرأيَ ، فعيونه صينيّة ، ولا شك .‏

    ‏- العيون الصينيّة ، عموما ، في حاجة الى عمليّة توسيع !‏
    ‏( عادت الى عنادها ) قلت لها :‏
    ‏- أسمعي يا بت العم ، لو كان الأمر كذلك فيا لحظ أطباء التجميل ، فهناك أكثر من مليار عمليّة في انتظارهم ..‏
    ‏- أنا أتحدّث عن ابننا ، ما بهذر معاك !‏
    ‏- طيّب قولي ليْ العيون الصينيّة عيبه شنو ؟ .. هل تذكري "س" الحكيت ليك عنّها – كانت عيونه صينيّة ، ‏وهي من أجمل بنات الدنيا ، و.. ‏

    ‏( زعلتْ ، فصمتّ ُ ) .‏

    أمّا بعد عدّة أشهر لم تعد هناك عين تخطئ في أنّها تنظر الى طفل صيني : بشرة صفراء ، وجه مدوّر ، عينان ‏مثل جُرح ، وشعر فاحم بسبائب ناعمة وصقيلة .. كنت أرى فرحة أمّي الهادرة بقدومه قد شابها بعض الارتباك ‏، وقفشات الأهل والأصدقاء التي كانوا يطلقونها ، في الأسابيع الأولى ، بدون حساب حول ملامحه قد بدأت ‏بالخفوت . وأمّا أنا وزوجتي فصرنا كمن يمشي في حقل ألغام ..‏

    كانت فكرة أنّ زوجتي قد خانتني مع "صيني" ، والتي غمز لي بها أحد أصدقائي السمجين فأسمعته كلاما ‏جعله يشكّ في أصله وأصل أمّه وقبيلته كلّها ، قد بدأت تراودني والقسمات الصينيّة تزداد رسوخا .. صرت أشكّ ‏في أنّ زوجتي قد بدأت تشكّ في لو أنّني بدأت أشكّ فيها . صارت مثل لبوة لبون وجريحة . وكنت موقنا من لو ‏أنّها لمحت مجرّد نأمة منّي بذلك فسوف تفترسني ، ولذا توخيت الحذر ..‏
    وفي الحقيقة ، وكما قلت ، أنّها مجرد فكرة . بمعنى أنّني حاولت مناقشتها مع نفسي بصورة فلسفيّة بحتة ! ‏فالخيانة ليست مجرّد احتمال فقط ، بل أحيانا تكون أمرا محتوما ، في حالة انحسار الحب الناجم عن حسرة . ‏وبما أنّ حبّنا لم يكن قد تعرّض لأيّ ما لحظة ملل ، ففكرة الشك لم تتعدّى حدّها الفلسفيّ لتمسّ زغب روحي . ‏وتذرعت بالشك الديكارتي الذي هو أصله الإيمان . ولتوكيد الأصل الفلسفي لشكي شرعت أشكّ في ديكارت ‏نفسه .. وفي أنّ نقاء شكه لا يرقى الى معدن شكي النفيس !‏
    ولحسم الموضوع بيني وبين نفسي ، تسلّحت بالنظريّة التالية : سأصارح زوجتي دون إبطاء ، وبصورة ‏واضحة وحضاريّة ، في حالة أنّ هذا الشك تعدّى حدوده وأصبح يسبّب لي قدرا ، مهما كان ضئيلا ، من القلق ‏والضيق . ولأنّه في هذه الحالة ، حالة سكوتي عن مصارحتها ، أكون قد خنتها بشكي فيها من وراء ظهرها . ‏
    وعلى هذا الأساس صرت ُ أسرح في بعض الأحيان ..‏

    ‏*‏

    ‏- هذا الأمر أصبح لا يطاق ! ( قالت لي ، يوما ، بلا مقدمات )‏
    ‏- أيّ أمر ؟ ( سألتها وأنا أروم نبرة المحاور المنفتح الذهن )‏
    ‏- أمر سرحانك .. ألمْ تلاحظ أنّك صرت تسرح مع نفسك طوال الوقت بدل أن نتناقش سويّا في هذه المصيبة ‏التي نحن فيها ؟!‏
    ‏( أحسست كما لو أنّها أرادت أن تقول : "أنا" بدل "نحن" . وشككت في أنّي أحسست ببعض الراحة لذلك )‏
    ‏- أيّ مصيبة ؟ ‏
    ‏- بتتغابى - مُش كده ؟ إنو دنقلاوي وشايقيّة أنجبا طفلا صينيّا – أليست هذه معضلة ، أمْ تظن أنّ في الأمر ‏طرفا ثالثا ؟
    كان سؤالها مباغتا وصاعقا ، لا يحتمل التأمّل والتواني في الردّ عليه و إلا انكشف أمر زغب روحي الذي بدأ ‏في التكلّب .. ولكن وقع دويّه عليّ ألهمَني الفكرة :‏
    ‏- ماذا لو كان "منغوليّا" ؟!‏
    لبرهةٍ غامت روحها في كدَر عظيم ، ولكنّها سرعان ما استجمعت أشتات فكرها لمجابهة هذا الاحتمال :‏
    ‏- هل تظنّ أن طفلنا متخلّف عقليّا .. ؟ إنّ مثل هذا الحبور والبهجة والمرح لا تصدر عن روح ٍ كلِيلة ْ . هيّا بنا ‏الى الطبيب ..‏

    نظرتُ إليه - كان يرفس الهواء بمنكبيه وقبضتيه ، مصدرا مناغاة ً ، خِلتها لوهلةٍ ، أعجميّة !‏

    ‏*‏

    خرجنا من المشفى تحاصرنا ثرثرة الممرضة التي استقبلتنا وصحبتنا مودّعة :‏
    ‏( هذا طفلٌ رائع ، موفور الصحة وتبدو عليه علائم النجابة .. هل تبنيْتماه ُ للتو .. ؟ أحسدكما عليه ) !‏
    كان تعليقها قاصما ً / ‏
    كنت أنظر إليهما ، زوجتي والطفل ، خلل المرآة وهما في المقعد الخلفي للسيّارة . كانت ضائعة ً ، تضعه على ‏حجرها شاخصة ببصرها نحوي ولا تراني . تحيطه ، واجفة ، كمَن يمسك بقرنيْ عفريت ٍ صغير . باءت كلّ ‏محاولاتي بالفشل لحملها على الكلام . كنت أقول لها ، على سبيل المثال ، أشياء كنت أظنّها دُعابات ٍ ستبدّد ‏بعضا من حالة الوجوم التي هبطت عليها : ( إنّ لله في خلقه قِدَدْ .. ) ، أو ، ( القرد في عين أُ مّو غزالة .. ) ، ‏إلا أنّها لمْ تفعل شيئا ، مقولاتي ، سوى أن أشعرتني بأنّه يجب عليّ أن أصمت .‏

    حين ولجنا المنزل تركتْ أمّي ما بيدها وهُرعتْ إلينا :‏
    ‏- أها ، الدكتور قال شنو ؟
    انتظرتها أن تجيب هي كيْ تخرج عن صمتها ، إلا أنّها كانت مثل منوّمة ٍ – حاملة ً طفلها صاعدة الدَرَج الى ‏الطابق العلوي وكأنّها لم ترَ أو تسمع . تابعتها أمّي بنظراتها الحيرى ثمّ التفتت نحوي بغتة ورَنت إليّ في جزع ‏، فقلت لها : ‏
    ‏- الوَلد بخير ، وصحته تمام التمام ..‏
    ‏- "البطن بطرانة" يا ولدي .. ( قالت لي في سهوم ) .‏

    ‏*‏

    لأسابيع قادمة كنت مشغولا بزوجتي ، أمّي تعتني بالطفل ، وأنا أسهر حولها . كنت أقرأ لها الأشعار التي تحب ‏، أغنّي الأغاني التي تعشق ، أجلب لها الأشياء الصغيرة التي كنّا نتعارك من أجلها .. أطلبها لكيْ تستحم ، ‏أناديها كيْ تأكل ، أهمس لها أن تأتي لترضع الوليد .. وهي تتبعني مثل غيمة - لمْ تتعلّم الكلامَ بعدْ .‏
    الأمرَ الوحيد الذي عصيتني فيه كان حين دعوتها ، صباح يوم ، أن نذهب الى الطبيب .. فلمْ أعاود الكرّة . أنا ‏نفسي لا أرغب في العودة الى مَشفاه ُ ، ذاك الطبيب ، طبيب العائلة الذي بَدَت عليه أمارات الحَيْرة والارتباك ، ‏فأصابني بالعدوى . كان ، وهو يعاين الوليد ، قد سألنا :‏
    ‏( ولماذا تظنّان أنّه يعاني من أعراض "المنغوليان" ، هل لحظتما شيئا معيّنا ، عدَم استجابة لبعض حواسّه ‏مثلا.. ) ؟
    ‏( لا .. أبدا .. الشكل .. بَسْ .. يعني .. شكله غريب .. ) كنّا نتبادل الردّ عليه بالتلعثم والإجابات المبتورة . وكان ‏هو يجاهد من أجل أن يكون طبيعيّا ، سوى عيناه اللتان كانتا تجوبان ملامحنا ، وشعرنا ، وتغوصان في لون ‏بشرتنا . كان يحمل الطفل ويرفعه عاليا ، يحركه يُمنة ويُسرة في الهواء كي ينظر جنبيه ، يسجيه فوق طاولة ‏الكشف على ظهره .. يقلبه على بطنه ، يجذبه من أطرافه ، يدغدغه - فيرفّ مثل سنجاب ، ويحتج بوضع ‏قبضتيه الصغيرتين حول أنفه ويدعك منخريه .. وأخيرا عطسْ . أمسك به الطبيب واضعا كفّا تحت صلبه مُسندا ‏إيّاه من قفاه بالكف الأخرى ، فظننت أنّه سيلقي به في سلّة المُهملات ، إلا أنّه خيّب ظنّي وزجّ به الى صدر أمّه :‏
    ‏( هذا طفلٌ معافى .. أمّا شكله فأعتقد بأنّه لطيف .. لطيفٌ جدّا ) . حين قال ذلك أيقنتُ ، أقصد أيقنّا ، بأنّ هذا هو ‏كلامه النهائيّ . وأنّي ، أقصد أنّنا ، لن نظفر منه بأيّ توضيحات ٍ إضافيّة !‏

    ‏*‏
    ‏ ‏
    ‏- أصْحا يا زول ، مواعيدك جات .. ( كان قد مضى أسبوعان على سكوتها )‏
    صحوت ُ ، ونظرت إليها غير مصدّق : " أخيرا نطقتْ " - قلت لنفسي . ولكيْ أجعل الأمر طبيعيّا ، قلت لها :‏
    ‏- لمْ أسمع صوت المُنبّه !‏
    فأشارت بإصبعها نحوه ، وهي تحصي الكلام :‏
    ‏- س..ير..نّ ...ال..آ.آ.آ..نْ
    وما إن أكملتْ ، حتى طافَ الرنينُ أرجاءَ روحي ، فجذبتها نحوي وأنا أهمس في أذنها : ( عادت لي طفلتي ‏المجنونة .. المشاغبة المجنونة ) ..‏

    ‏*‏

    عادت هي . ورويدا .. رويدا كنت انسحب أنا نحو حقلي الفلسفيّ أرعى فيه ، مراقبا بذور الشكّ لو تفتّقتْ . كنت ‏ألحظ توترها وهي ترقبني وأنا أقعي جنب الطفل .. جاعلا ، دوما ، مسافة بيني وبينه تمكنني من النظر إليه ‏وهو ملقىً على بطنه ، على فرشة ملقاة هي الأخرى على الأرض ، وأنا منبطح حياله أنظر إليه وهو يجاهد من ‏أجل أن يبقي رأسه مرتفعا .. كان يعافر بساعديه حوله كمن يسبح في بركة هوائيّة ، يرفع رأسه – الذي يسقط ‏دوما نحو صدره – ناظرا إليّ مبرطما بلغة بدائيّة لا يكلّ عن إصدارها ، مواصلا سباحته الهوائيّة التي لم تكن ‏تفلح في تحريكه إلا قيد أنملة :‏

    ‏- ياخي عذّبت الولد ، إنتَ ما عندك رحمة ؟ أرفعه فهو يريدك أن تحمله !‏
    ‏- هُوْ عاجبني كِده .. بهذه الطريقة سوف يمشي في تسعة أشهر ، يتكلم حين يكمل عاما ، ويذهب الى المدرسة ‏في عامين ..‏

    كانت تبرطم هي الأخرى وهي تذهب بعيدا . وكانت أحيانا تأخذه من على الأرض وتذهب به بعيدا . وفي ذات ‏مرّة ضبطتني :‏
    كانت أمّي قد قالت لي ، يوما ، وأنا أتمعّنه وهو نائم : ( إنّ به شبه من جدّك ) . كانت تقصد أباها ، طافت ‏ملامحه النوبيّة بذهني – شعره ، جبهته ، عيونه ، صدغيه ، فكيّه .. فضحكْتْ : ( عليك الله ياتو شبه ) ؟! ‏أجابتني بلهجة ٍ واثقة : ( الدم يا ولدي .. الدم ) ! فكنت أبحث عن شرايينه حين ضبطتني زوجتي ، فانتزعته ‏من بين براثني وهرولتْ به وهي تبين عن برطمتها : ‏
    ‏( والله العظيم تقدُميتكْ وعلمانيتك طلعتْ حُجى .. وثقتك فيني طلعت كلام في كلام ساكتْ ) !‏

    وخَذني الكلام ، بَيْدَ أنّي كنتُ نائيا ً - قلبي مُعلّق في عتمة روحي وذهني بطيخة كثيرة البثور .. استجديْتُ بعضا ‏من شجاعة ، كنت أملكها ذات يوم ، وسألتُني :‏
    ‏( هل كنت أمينا لوعدي الذي قطعته على نفسي بمصارحتها : لو أنّ ذرّة من قلق وضيق .. ) ؟!!‏

    لمْ أقوى على إكمال كلمات قسَمي ، فخرجْتْ .‏

    ‏*‏

    ألفيتني في القطار المتجه صوب مركز المدينة . جلسْتْ . هناك فتاة تقف في ركن العربة مُسندة جذعها الى ‏الجدار الحديدي تقرأ في كتاب . نظرت اليها ، كانت فارعة الطول فارهة الجمال . فطفقت أنظر إليها : برونزيّة ‏، جعداء ، ذات خصر رهيف . طافت أبيات شعر بخاطري : ( خصرها يزدهي ، يحتوي الماء والعشب والزهر ‏والإنب.. ) نظرتْ إليّ برهة ثمّ عادت الى صفحة ورقها المخططة بالكلام .. حاولتُ الرجوع الى أبيات الشعر ‏التي كنت أرددها ، كانت قد طارت . حاولت أن أتذكر لأيّ شاعر كانت ، فطار هو الآخر .. نظرتْ إليّ ثانية ، ‏وضعت سبابتها بين الورق وأغلقت عليها الكتاب ، أرخت ساعدها الى جنبها .. تتبعتها ، استقرّت ملتصقة ‏بصفحة ردفها .. نظرتُ فوق الركبة بقليل ، كان هناك قمرٌ برونزيّ مشوب بحمرة يطلّ من كوّة مشرّشة صُنعت ‏بعناية على صفحة الجينز الأزرق ، رفعت عينيّ الى صفحة وجهها .. أمالت رأسها الى جنب وطفقت تنظر إليّ ‏‏.. صنعتْ مُعجزة ً صغيرة على فمها فازدادت غمّازاتها غورا ، وشفتاها صارتا أكثر رِفعة .. قلتُ لي : ( أنا ‏هالك ٌ لا محالة .. ) ، قرأتْ ما جال بخاطري فأرسلتْ لي من خاطرها ببعض رضا .. أحسستُ بعينين ترقبني من ‏على يساري ، فكّرت في أن ألتفت بيد أنّيَ لمْ أفعل . كنت أنظر الى نصف الحلقة العظميّة التي تربط بين ‏الترقوّتين ، تنام عليها قلادة من تراث شعبيّ .. رفعت عينيّ مستكشفا أبحث في ملامحها عن أثر ، فلمحتُ ‏بعضا من أغاني هنود ٍ حُمْرْ تنام على صفحة خدّها ، عدتُ الى شعرها الأجعد المتحلّق بعضه حول جبين ٍ أصيل ‏‏.. قرأتْ ما يجول بخاطري الينهشُ في أصلها فشابها بعضُ ارتباك . أمالت جذعها نحو جنب ، أثنت ركبتها ، ‏رفعت قدمها وانحنت قليلا ، مدّت ساعدها نحو كاحلها وأصلحت من حال خلخالها "الأبانكيّ" .. قلتُ لي : ‏
    ‏( هذه فتاة من أصل جينات ٍ عديدة أغدقت عليها كلّ منها بأجمل مما تملك ) ، شعرت بأسىً غامق وحزن ٍ مبهم ‏‏.. تلصّص العينين عليّ من على يساري يغيظني . لمْ أقوى على أنْ ألتفت فقامت هي بالمَهمّة نيابة ً عنّي : ‏نظرَتْ الى يساري – الى مَن يحاول أن يشغلني عنها ، ثمّ عادت إليّ وعلى عينيها رسالة غامضة ، فوقعتُ في ‏خطأ إسترتيجيّ ذميم - حين التفتّ ُ :‏
    ‏- هايْ ، آفريكان ..‏
    ‏- أهلا ، يا " قحّة " ..‏
    ‏- كيف حال الولد وأمّه ، كيف عاملين ؟‏
    ‏- بخير ، تمام ..‏
    كانت ، سوزان ، قد بدأت سؤالا آخرا ، فأحسست بأنّها تماطلني ، تبسّمت لها ونظرت نحو النافذة على يميني ‏كمن يستكشف الطريق .. وأنا أعود نحوها لمحت مكان فتاتي الذي بات خاويا ً .. رسمتُ عليه كلمات أغنية ‏‏"أبَانكيّة" سمعتها من عاشق ٍ جوّال :‏

    ‏( أجلس هنا‎
    حيث يمكنني أن أرى‎
    الرجل الذي أحبّه‎
    أهلنا اختاروا القسوة معنا‎
    ولكنني سأبقي‎
    طالما بقي العالم‎
    هنا سأبقي‎
    لأشاهد الفتي الذي أحبّه ) ‏
    ‏ ‏
    سوزان صديقتنا ، أنا وزوجتي .. أمريكيّة بيضاء - قحّة حسب تعبيرها هي . كنت قد سألتها يوما : ( ولكن ، ‏مَن هو الأمريكي القح ) ؟ فقالت لي بصدق ٍ مسرحيّ ودلال هازل : ( أنا ) ! ومن يومها تصادقنا وصرنا نناديها ‏بذلك . سوزان جميلة ، وهي من النساء القلائل اللاتي يثرن حفيظة زوجتي ، وليس غيرتها – كما تحب زوجتي ‏أن تؤكد لي . فهي لا تتوانى عن مغازلتي كلما كنّا في جماعة ، وتزداد غيّاً كلما كبرت جماعتنا أو ازداد أمر ‏الجمع شأنا .. وتفسير زوجتي لذلك بسيط وواضح : ( إنّها تبحث عن عريس .. ولذلك تسعى للفت انتباه ‏الآخرين ، ولو على حسابنا – فلا تغتر ويذهب بالك الى بعيد ) ! ومن جانبي أمّنت على نظريّة زوجتي كي لا ‏أثير "حفيظتها" . ‏

    ضربتني سوزان بقبضة كفها على فخذي :‏
    ‏- لقد رحلتْ ، انتبه معي الآن ! ( قالت لي بلا مواربة )‏
    ‏- نعم .. ؟ ماذا تقصدين ؟! ( قلت يائسا من مغالبة ذكاء حسّها الأنثويّ )‏
    ‏- اسمع ، لا تحاول أن تصنع منّي مغفلة ، و إلا أخبرتُ زوجتك .. كنت أراقبك وأنت تغازل تلك الخلاسيّة ..‏
    ‏- لمْ أغازلها ، كنت أنظر إليها فقط !‏
    ‏- حسنا ، كانت تغازلك هي .. ولكن ، للحقيقة إنّها رائعة الجمال ، كيف فرّطتَ فيها يا مُغفل ؟!!‏
    ‏- أنت ِ قحبة .. أقحب من .. ( ولوَلتْ بضحكاتها الصاخبة فلفتت الأنظار إلينا ، فاضطررت على السكوت ) .‏
    ‏- ماشي وين ؟‏
    ‏- ماشي المكتبة ( كنت قد لمحت ختم المكتبة العامّة على غلاف الكتاب الذي تحمله ) .‏
    ‏- هائل ، لقد حصلنا على رفيق ٍ طيّب ..‏

    شبكت أصابعها بأصابعي ونحن نهبط القطار .‏

    ‏*‏

    ‏- مساء الخير ..‏
    ‏- .. كنت َ وين ؟
    ‏- ما تردّوا السلام أوّل بعدين أسألوا كنّا وين !‏
    ‏- مساء الزفت ْ ! .. كنت وين ؟
    ‏- قبل ما كنت وين .. ! وين "تسي" ؟
    ‏- شنو ؟!!‏
    ‏- "تسي" ، ودّيتيهو وين ؟!‏
    ‏( كنت أكابد كيْ لا أتلعثم ) نظرتْ إليّ بعينين متقدتين :‏
    ‏- أسميْته تسي – ماو .. تسي .. تونغ ، رائع ! ولكن ، قل لي : هل تطلّب الأمر لاختراع هذا الاسم مثل كلّ هذه ‏السَكْرَة ؟؟
    ‏- طبعا لأ .. فكرة السكرة سبقت الفكرة التي أتت عفو الخاطر ولا علاقة لها .. أقصد أنّ الفكَسكرة .. يظهر إنّو ‏أنا سكران .. لنبدأ من جديد .. إنّ الفكر..‏
    ‏( دقيقة .. دقيقة ، قلت نبدأ من جديد ، لنبدأ من جديد ) : ‏
    ‏- كنت وين ؟
    ‏- لأ ، مُش من جديد خالص ( ارتميتُ الى جانبها ، وضعت ساعدي حول عنقها ) أسمعي يا .. انتي إسمك منو ؟ ‏وللا أقول ليك ؟ دعك ِ من الأسامي الأجنبيّة ، دعك من تسي تونغ وشارل ديغول – وخلّينا مع الأسامي ‏الإستراتيجيّة / أسمعي يا حبيبتي : ( الغرام في الدّم سارح والهوى .. )‏
    ‏- أسمع يا زول إنتَ هُوْيْ ( أفلتت عنقها من تطويقة ساعدي ودفعتني برفق من لوحة كتفي ) ريحتك براها تعمل ‏قعدة ، وإنتَ عارفني ما بحب الريحة دي ، أمشي استحمّ وسوّك خشمك وبعدين تعال نكمّل كلامنا ..‏
    ‏- ريحتي ؟! إنت ِ زمان مش كنت ِ بتشربي معايْ ؟
    ‏- عليك الله بطّل اللياقة .. وبعدين يا ريتك ترضى تشرب زيْ شرابي الكنتَ بشربو أنا زمان !‏

    ذهبت ُ الى الحمّام .. أغلقتُ فتحة التصريف ، ملأت الحوض وغطست في الماء الدافئ ، وتمدّدت في الذكريات ‏الدفيئة .. آه يا زمن ! ‏
    ‏( هل أنا كنت طفلا .. أم أنّ الذي كان طفلا سوايْ ) .. ( ركلة ٌ من فرس .. تركت شجّا في جبيني .. وعلّمت ‏القلبَ أن يحترس .. ) .... ( .. وعلّميني الشعرَ .. ) .. حاولتْ أن تفتح الباب ، كان مغلقا من الداخل ، طرقته ، ‏أتاني صوتها : ( ياخ أمّك و"ماو" نايمين ، ممكن توطّي صوتك وتبطّل كواريك ) ! ( سمَعا وطاعة ) أجبتها ، ‏‏.. كانت تقول لي : ( أحبّ أن أسمعها منك – حين تقول لي : نعم ) .. كمْ كنت أحبّها ، كمْ أحبّها الآن ، كمْ كنت ‏أحبّها غدا .. أنا غبي – امرأة مثلها لا يمكن أن تكونَ قد .. وحدهم ، الأباطرة الصينيّون تآمروا عليّ وأرسلوا ‏لي حفيدهم هذا كي يبلبلوني ، كي يضعضعوا كياني .. لا أدري كيف فعلوها ، ولكنّها مجرّد مؤامرة دنيئة ... كنّا ‏في الخرطوم ، نسير وكلّما أمسكتُ بيدها تفلتها من يدي ، سألتها : ( ماذا بك ِ ) ؟ ( إنتَ مجنون ؟ الناس بعاينو ‏لينا ) ! ( عشان مَسْكَتْ يد .. والله أبوسِكْ هسّع ) .. هرولتْ : ( إنت مجنون ) وهرولتْ ، ركضت خلفها : ( إن ‏لم تقفي سأصيح ) ! ( صيح ما بدا لكَ .. ) ، طيّب ، وقفتُ : ( يا ناس ! شايفين البت السمحة الجارية ديك ؟ أنا ‏بحبّها .. البت الجارية ديك .. اللابسة البلوزة الحمرة ، أنا بحبّها .. ) .. وقفت ْ ، ضحك البعض ، وقال أحدهم : ‏‏( يخصي عليك .. ) فزجره آخر .. تلقيْنا من الابتسامات والتعاضد باكثر مما كنّا نحلم .. ( ما كنت عارفة إنّو في ‏ناس مجانين في البلد دي غيركم – إنتَ وصُحبانك القاطعُن من راسك ) ! ( الغيرنا كتار .. والما غيرنا ‏سيذهبون اليوم للنوم ويحلمون بنا .. ) .. آه يا زمن .. كانت تجلس بقربي ، كنّا متشابكيْن بقربنا ، بجسديْنا ، ‏بروحيْنا .. فجأة ً ، أمسَكتْ بيديّ ، بعدت قليلا بجسدها عنّي والتفتت نحوي غارزة عيونها في عينيّ : ( ماذا بكَ ‏، بتعمل كده ليه ) ؟ تلفّتُ حولي : ( ماذا بي ) ؟ ( بتتزاوغ منّي ليه ) ؟! ( تقصدي شنو ) ؟ ( كلما أجي أبوسك ‏تدّيني خدّك .. أجيك بيجايْ ، تجيني بيجايْ ) ! ضحكت ُ ، كانت تعرف السبب - لابدّ أنّها تدبّر لمؤامرة - كنت ‏أتحاشى مضايقتها برائحة "العرقي" التي لا تحبّها .. قالت لي : ( عشان سجم الرماد دا ، خايف عليْ من ‏الريحة .. ) ؟! أمسكتْ بالزجاجة وملأت فمها ، تمضمضت بالعرقي وبصقته : ( يللا بينا ، بعد ده كلّنا في الهوا ‏سوا .. ) قلتُ لها أنّ هذا لا يُبطلُ الحذر ، أمسكت بالزجاجة ثانية ً وقذفتْ جوفها بجرعة .. أحبطتْ كلّ محاولة ٍ ‏للتحاشي ، حضنتني ، شبكت مصيرها بي .. اشرأبينا بروحيْنا ، وقفزنا السياج .‏
    كانت تفلّ عُقدي ، تمسك بها عقدة ً .. عقدة ً وتفلّها . كانت ترى ما كان مخبوئا بداخلي لا أقوى على رؤياه ، ‏كانت ترى ما لا يُرى ، وتسمع دبيب الروح في كريات دمي ..‏
    اجتاحني عارٌ فادح :‏
    ‏( لماذا سوزان ، بالذات ) ! ‏
    مددت يدي واقتلعت سدّادة الماء من مكانها ، كان جسدي الطافي يهبط رويدا .. رويدا .. كنّا نهبط ، أنا والماء ‏رويدا .. رويدا ..‏

    وصلتُ القاعْ ،
    التصق جسدي بالحوض الجاف ، تكوّرت ُ فيه ، وبكيْتْ .‏

    ‏*‏

    خرجت إليها كما ولدتني أمّي ، كانت تجلس القرفصاء في منتصف السرير . تحاشيت النظر إليها .. تحاشيتها ، ‏أشحت بخجلي نحو الحائط :‏

    ‏- أريد أن أقول لك ِ شيئا ً ..‏
    ‏- نعم ، ماذا تريدُ أن تقول ؟‏
    ‏- أن أجيب على سؤالك : أين كُ.. ‏
    ‏( قاطعتني ) :‏
    ‏- بصدقْ ؟‏
    ‏- نعم ، بكلّ الصدق : لقد كن.. ‏
    ‏( قاطعتني ثانية ً ) :‏
    ‏- حسنا ، في هذه الحالة لستَ مطرّا للكلام ، لقد عرفتْ !‏

    ذهلت ُ ونظرت لها ، كانت تحمل رائحة قميصي بين يديها ، ودربين من الدمع يعبران خدودها ..‏

    ‏*‏

    في الصباح كنت أتطلّع الى الكتب التي أحضرتها معي من المكتبة : "علم الوراثة" ، "المورّثات " ، "الجين : ‏حامل شفرة ال.. " ، "كيفيّة تبادل البشر .. " ، .. و "تاريخ الشرق القديم : درب الحرير" !‏

    ‏- هل نمتَ جيّدا ؟‏
    ‏- نعم ، وأنت ِ ؟‏
    ‏- دعكَ عنّي ، هيئ نفسك ، سنذهب الى الطبيب .. مع ماو !‏
    ‏- هل هو مريض ؟‏
    ‏- المريض هو أنت ، ونحن السبب .. أنا وماو ، إذن علينا جميعا أن نذهب – هيّا .. ‏
    ‏- لنفعل ماذا ؟
    ‏- لكي يطمئنّ قلبك ، سنعمل تحاليل الحمض النووي .. ‏
    ‏- هذه إهانة !‏
    ‏- سمّها ما شئت ، أنا فكّرت في الموضوع جيّدا .. هناك احتمال أن تكون قد حَصَلت عمليّة تبديل للطفل في ‏المستشفى ، ورغم أنّي واثقة من أنّه ابني - فقلبي يقول لي ذلك ، إلا أنّ علينا الذهاب ..‏
    ‏- وقلبي أنا واثقٌ أيضا ، فقط كان فكري مشغولا بالكيفيّة التي‏
    ‏( قاطعتني )‏
    ‏- حسنا ً ، ليهدأ بالك إذن .. وليهدأ بالي أنا الذي بلبلته بعمايلك ! ‏

    وهكذا ذهبنا .‏

    ‏*‏

    قال لنا الطبيب :‏
    ‏- بعد إذنكما ، هناك أمرٌ آخر نودّ التأكد منه ، يحتاج الى تحاليل أخرى .. نرجو أن تسمحا لنا بها
    ‏- وما هو ( سألناه )‏
    ‏- إن كان طفلكما يحمل جينات العنصر الصيني أم لا ‏
    ‏- حسنا ، لا بأس .. ( أجبناه )‏
    ‏- شكرا جزيلا لكما ، سيكون خبرا علميّا ً مذهلا‏

    وهكذا كان ،
    ابن الكلب ، ابننا يحمل بعض صفات الجنس الصيني الى جنب صفاتنا النوباويّة / الشايقيّة . نُشر الخبر في ‏كبرى الدوريّات العلميّة ، وعلى أثره تلقينا دعوة من سفارة الصين لزيارة بكين . كنّا قد بدأنا في بحث وتجميع ‏كلّ ما له علاقة بعمل الجينات :‏

    ‏(( سائق شاحنة بريطاني لا اهتمامات له بالأدب بدأ بكتابة الشعر بعد أن أجريت له عمليّة نقل قلب من شاعر ‏شاب توفيَ إثر حادث .. ))‏
    ‏(( امرأة زُرعت لها كلى فصارت تحلم بأفراد أسرة المتبرع المتوفى الذي لا تعرفه الى أن التقت بأحد أفرادها ‏ذات يوم فتعرّفت عليه ومن ثمّ على البقيّة فأحبتهم وأحبوها وأخيرا انتقلت للسكنى معهم .. ))‏
    و
    ‏(( زوجين من منغوليا رُزقا بصبيّة شقراء بعيون زرق وتقاطيع أوروبيّة .. إتضح فيما بعد أن جيناتها تتشابه ‏وجينات جماعة من روسيا البيضاء انقرضت منذ ألفيْ عام .. ))‏

    إذن ، نحن لسنا وحدنا .. وهكذا هبط عليّ الإلهام الآتي :‏
    إنّ مَن يدّعون بأنّهم عاشوا من قبْل ، ويصفون أماكن أخرى بتفاصيلها ، ويحكون عن شخصيّاتهم السابقة ‏وذويهم ومعارفهم السابقين .. ليسوا بكاذبين ، كلّ ما هنالك أنّ جيناً ما ، هاجر إليهم بطريقة ما ، سالكا "درب ‏الحرير" أو غيره ، حاملا معه تلك الذاكرة ليورثهم إيّاها ..‏

    ‏*‏

    في الصين ، في الفندق البكيني الفخم ، في غرفة ذات سرير إمبراطوري ، قلت لزوجتي :‏
    ‏- إنّه مجرد شغب جيني ، ليس إلا ..‏
    ‏- بَسْ إنتَ شكّيت فيني ، وهذا ما لن أنساه لك ما حييْت .. ( ولكنّها سرعان ما أزاحت تقطيبتها ، وعادت الى ‏شغبها غير مضمون العواقب ، وأضافت ) : ‏
    فلا تلمني لو أتيت لك غدا بهنديّ ٍ أحمر - أبانكي ، صغير !‏

    هيوستن -‏
    أوّل فبراير 2008‏‎ ‎‏ ‏
                  

العنوان الكاتب Date
عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-01-08, 02:58 AM
  Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-01-08, 02:59 AM
    Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-01-08, 03:03 AM
      Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-01-08, 03:10 AM
        Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-01-08, 03:13 AM
          Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-01-08, 03:24 AM
            Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-01-08, 03:29 AM
              Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-01-08, 03:33 AM
                Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-01-08, 03:35 AM
                  Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-01-08, 03:41 AM
                    Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-01-08, 03:46 AM
                      Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-01-08, 04:03 AM
                        Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-01-08, 04:12 AM
  Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. عبدالرحمن الخليفة03-01-08, 08:04 AM
    Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Ibrahim Idris03-01-08, 04:18 PM
      Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-01-08, 07:09 PM
    Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-01-08, 07:00 PM
  Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Atif Makkawi03-02-08, 01:24 AM
    Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-02-08, 07:00 PM
      Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-03-08, 01:50 AM
        Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-03-08, 02:09 AM
          Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-03-08, 02:13 AM
            Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-03-08, 04:20 PM
              Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-04-08, 04:34 PM
                Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-04-08, 11:01 PM
                  Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-05-08, 06:26 PM
                    Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-05-08, 11:36 PM
                      Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-06-08, 05:53 PM
                        Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-07-08, 04:56 PM
                          Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. عبدالله شمس الدين مصطفى03-07-08, 06:26 PM
  Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. عزيز عيسى03-07-08, 06:23 PM
    Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-07-08, 09:54 PM
      Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. abdalla elshaikh03-08-08, 06:15 AM
        Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. Seif Elyazal Burae03-08-08, 08:48 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de