الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * (Re: محمد جميل أحمد)
|
الاخ محمد جميل سلامات ومعذرة لتأخير الرد.
في اعتقادي أن التحديد المفاهيمي للمعرفة الإسلامية التي ترومها في غاية الأهمية لأية مقاربة منهجية تعمل على تحليل إشكالية العلاقة بين الإسلام والحداثة، إن كانت هذه العلاقة قائمة على تعارض جوهري أم تاريخي مشروط بظروفه الاجتماعية، الثقافية والاقتصادية أم أنها علاقة قائمة على التوافق والالتقاء. أقول ذلك وفي البال أن أي محاولة غير ابستمولوجية لبلورة هذا المفهوم "الغائم" تعني استحالة الحوار وتدلف بنا إلى ثنائية الشرق/ الغرب ومن ثم إعادة إنتاج الاستشراق والاستشراق المعكوس على حد تعبير الدكتور صادق جلال العظم في كتابه الشهير (ذهنية التجريم). والاستشراق المعكوس هنا هو أسطرة وتثمين كل ما كان الاستشراق يعتبره نقيصة جوهرية في بنية الشرق وبالمقابل العمل على الحط من كل ما كان الغرب يفخر بأنه ميزة "جوهرية" ترتفع به على من سواه. إن تشكك في – أمانة- المعرفة الوضعية ، ولا أقول قدرتها، لمقاربة الواقع الإسلامي وتحميلها بالمطلق لوزر المقاربات الأيدلوجية لهذا الواقع هو نهج تعميم واطلاقي، وربط كل ذلك بالاستشراق – دفعة واحدة- يقود بالضرورة إلى خلط والتباس مفاهيمي يتوسل بلاغة اللغة بدلا عن التحديدات والضبط المفاهيمي. وفي تقديري أن سبب ذلك يعود إلى سيولة مفهوم "المعرفة" الإسلامية الذي بنيت عليه نهجك النقدي.
إن تحديد مفهوم المعرفة الإسلامية يقودنا خطوة إلى الأمام لتحديد مفهوم آخر هو "الحداثة" وتشابكاتها بالمعرفة الوضعية ومن ثم نتوجه في النهاية لمقاربة العلاقة بين الإسلام والحداثة. إن الحداثة في أكثر تعريفاتها تكثيفا: هي تلك الفترة الزمنية من تاريخ أوربا – القرن السابع عشر- والذي حدثت فيه تغيرات جذرية على المستويات الثقافية، الاجتماعية والاقتصادية، رافقه نمو ووعي علميين ذوي منحى عقلاني يقترن بالسبب. والأهم من ذلك أنها أضحت مفهوم عالمي يتقاسمه الكثير من الرجال والنساء في العالم بفضل هيمنة العلوم الوضعية والاختراعات التكنولوجية والنماذج السياسية للدولة القومية الحديثة. ومن هنا يمكن وصفها بالعولمة.
وهي كما ترى مفهوم يرتبط عضويا بالمعرفة الوضعية ، ومن ثم أن أي مقاربة لتحليل وتفكيك بنى الحداثة لا بد أن يقوم على آليات ومناهج العلم الوضعي. السؤال: إذن ماذا عن نوع المقاربة المنهجية التي تبتغيها لما اصطلحت عليه بالمعرفة الإسلامية؟ هل هي تلك المناهج القروسطية من قياس واجماع ... وغيره؟ أم هي تلك المعرفة القنوصية المقصورة على الخاصة؟ أم.....؟ ومن المهم هنا أن نشير لتورط الدين الإسلامي من خلال تجسده كبنى اجتماعية، اقتصادية، ثقافية وسياسية في الحداثة حتى أذنيه. وهذا وحده دليل كافي على جدوى تطبيق العلوم الوضعية وخصوصا المناهج الإنسانية من تاريخ وسوسيولجي وأنثروبولوجي ولسانيات لسبر أغوره وفك اشتباكاته الأسطورية والتاريخية المثقل بها المعنى.
إن اللواذ عن هكذا مناهج هو في تقديري عودة من الباب الخلفي إلى النهج الميتافيزيقي في صورته الدوغمائية. والسعي بوعي أو دونه لتأبيد فكرة التعارض الجوهري لمفهوم الشرق/الغرب بتقاسيمها المعروفة (عاطفي/عقلي، أخلاقي/ منحل، روحاني/ مادي ... الخ). وذلك باب واسع وفسيح أتاح من قبل – وما زال- للارذوكسية بمختلف تياراتها أن تتمدد وتهيمن على الواقع الديني، السياسي، الاقتصادي والاجتماعي للعالم الإسلامي. ومن المهم هنا التشديد على أن أي محاولة لوضع الدين كممارسة اجتماعية خارج الزمان والمكان والعمل على لا تاريخيته تنسف بالكامل تنسف بالكامل أي محاولة لبحث اشتباكاته بالحداثة، وذلك من واقع أن الحداثة على حد توصيف عالم الاجتماع Giddens هي: صيرورة تاريخية لا تعرف الاكتمال لأنها تجسيد للانفتاح اللامحدود للتقدم المادي والحراك الاجتماعي واكتشاف الذات. أي أنها فعل تاريخي ينتج ويهدم باستمرار ، من خلال جدليته بالواقع، أشكال من الحقائق والمعنى. اتفق معك تماما في لا جدوى إسقاط الحداثة عموديا وبشكل تعسفي على واقع مرهون للميتافيزيقا – بشكل يكاد يكون كامل- كما هو حال المجتمعات الإسلامية اليوم، ولكن ذلك لا ينفي في ذات الوقت حقيقة أن هذه المجتمعات بموقعها المراوح لم يعد يتناسب مع التخريجات الفقهية المؤسسة على التراث الفقهي الكلاسيكي كما يصر براغماتية الاورذوكسية اليوم.
محبتي عبد الخالق السر
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
في مقاربات الإسلام والحداثة * | محمد جميل أحمد | 02-23-08, 10:29 AM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | محمد جميل أحمد | 02-24-08, 10:57 AM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | atbarawi | 02-24-08, 12:26 PM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | محمد جميل أحمد | 02-24-08, 05:27 PM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | atbarawi | 02-26-08, 11:52 AM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | محمد جميل أحمد | 02-26-08, 08:57 PM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | atbarawi | 02-27-08, 11:57 AM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | محمد جميل أحمد | 02-27-08, 11:23 PM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | atbarawi | 02-28-08, 11:41 AM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | نزار محمد عثمان | 02-28-08, 01:18 PM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | محمد جميل أحمد | 02-28-08, 11:39 PM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | atbarawi | 02-29-08, 11:13 AM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | محمد جميل أحمد | 02-29-08, 11:57 AM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | atbarawi | 03-02-08, 02:09 PM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | محمد جميل أحمد | 03-05-08, 08:05 PM |
|
|
|