أيــــامي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 10:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-19-2008, 05:50 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أيــــامي

    كما الوعد صديقي عماد ها أنذا وأيامي وعذراً للتأخير أكل العيش يامان بقينا نقالعو مقالعة
    طيب


    .............



    والجامعة يومها فرزت كيمانها


    صادفته وكان فيما كان أشعثاً أغبراً مثله مثل أي )أبو زري( الفكرة . له ساقا نعامةٍ وقلب طفلٍ ونُبل فارسٍ ِمن فرسان الأساطِير وكرشٍ نصف دائرية (يشفُطها) بحرفنةٍ لا مثيل لها كلما لاح في آفاق ذاك الزمان الغر برق (علاقة) . ثم يبهلها إلي ماشاء الرب فور أن تمضي (العلاقة) لنهاياتها المألوفة وهكذا دواليك . مفاوض ولا أشفت يحنكك حنكاً حتي يستغرب إبليس من زماننا . هو الفقر في ألعن الظروف وأقساها لكنه ظل دوماً معجباً بثورية جيفارا ونكروما وغناء كرومة وبالوسيم عبد الخالق كفكرٍ مُتقد و وعيٍ لايضاهي في بلادٍ يموت من السل إنسانها . ثم إنه كثيراً ماكان يحدثني عن محمود محمد طه محمود الذي و الذي محمود !!! (قتلوك في الوادي وماقتلوك في قلبي( . يعرج بي نواحي ذاك الرجل النادر محجوب شريف (هيبة مع البساطة وأجمل مايكون) محجوب كآخر البسطاء سليمي الوجدان الشيوعيي خلقةً وأخلاقاً . ثم يقترح فجأة وبطريقته النادرة في الكلام ياخ ما نتلاقي بعدين عند خالتك سعاد .... وهذه السعاد قصة لحالها . تحكيها بصدق شيبات رأسها ، عن سني حياتها ثانية ثانية ، سعاد التي ما فارقت جرح الوطن فظلت تتطببه بطيب خاطر ومحبة عجيبة وإصرار غريب وصمود لايلين .... (يا أنتي يا شبه الملائكة الطيبين ) فيا سعاد إبراهيم إحمد لله درك لك الحضور لك وطن يستحق . أتخيلني اليوم ونحن نقطع المسافة من (حمد النيل) حتي سوق أمدرمان أتخيلني ونحن ننظر لساعة المجلس البلدي بأمدرمان ونرجع بذاكرتنا و(محمد كوبر) يقرأ علي مسامعنا من الشعر ماتيسر شعر يدخلك وريد وريد يعبر مسامك فتكون حينها في حال (خلوها ساي)

    ...........................


    تقاسمنا وصديقي (ياسر فينست) هموم وطننا مع أولاد جميلين وبنات ناس فإنتمينا دون إحم ولا دستور لحيث روح بلادنا ، وفي البال نضالات من سبقونا والمصاعب الكثيرة التي ستواجهنا فنحن يومها إخترنا الموقف وإنحزنا لصف البسطاء والكادحين . فكانت الجبهة الديمقراطية للطلاب السودانيين أملنا الذي سنفكفك به مداميك السودان القديم مدماك مدماك لنبني وطننا الذي يقف شامخاً بين ظهراني برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية وماخيبت الجباه الديمقراطية ظننا وماخيبناها ظناً شهدنا أياميها أياماً سوداء والبلاد كلها ولكأنها سلمت ألوانها لتلتزم السواد . وبين ذاك وذاك بدأت الثورة تكبر في أخيلتنا والعمر يمضي بنا وسنوات القمع تزداد سنةً إثر سنة وأؤلئك الناس تحولو لمصاصي دماء لا سارقي قوت شعب و(بس) .
    والحال أصبح مايلاً وجداران الوطن شهدناها تتاسقط جداراً بعد جدار . كل ذاك كان في منتصف آلام تسعينات القرن الذي راح ، وخلالها أصيبت بلادنا بأمراض الأرض كلها والجوع بالتالي مد رقبته لكل بيت خالي من ( سوس أؤلئك الناس) وتحول الشعب بقدرة البطش والتنكيل مابين مشردٍ وغائبٍ ومقتولٍ ومرعوبٍ وعاطلٍ ونصف حاضر وددت يومها لو عملوا طابور صباحي . وندهو علي من كانو يشكلون أجمل شعب في الدنيا ... لكنهم مشوا . مشي كل من يستطيع المشي نحو بلاد تقيه وأسرته شر الجوع والفقر والمكر وتركوها لهم ليركبوها صباح مساء .



    .....................................................



    لأمدرمان هامشها أيضاً وفي (مرزوق( حيث يقطن البسطاء والفقراء وأبناء السبيل وصديقاي ( فينست( وصلاح عبد الله تعلمت الكثير، مرزوق تلك نأتيها بنصف روح ونخرج منها بتجربة حياةٍ كاملة ، هناك في تلك البيوتات الطرفية والمدينة نائمة كيفما أتفق نكون في همس عجيب نونس ليل تلك النواحي ونحجيها بسير الأجيال وحلة الجقاجق (تجقجق) ورائحة الثوم البلدي تملأ الآفاق تماماً كشذاذ الآفاق الذين إمتلأ بهم الوطن بين ليلة وضحاها . (منهم لله) . وبجانبنا ما بجانبنا من المحفزات ومحسنات الأجواء . وقليل خمور بلدية !!
    يدخلنا الليل في الوقت الذي نكون فيه عبرنا السودان بغضه وغضيضه ، لنحلق في سموات بلادٍ تستوعب أ مرنا ، بلادٍ غير مهمومة بتعكير صفو مواطنيها ، فتقلع طائراتنا الليلية متجاوزةً الموانع والسدود لتعود أدراجها صباحاً وبالتالي نعود لحياتنا العادية مثلنا مثل أي نفرين أصحاب فنبدأ في رحلة البحث عن الحقوق والطلايب فنبدأها بحق المواصلات وكباية القهوة وحق البوش وحق وحق وحق (حقاً ما أبسط مطالب البني آدم منا) .


    .....................................................



    كنا نفرد يومها في أمسياتنا تلك مساحات مقدرة للشأن السوداني ونتناقش ملئ (حلاقيمنا) عن الوضع السياسي الراهن وعن طبيعة الصراع ومفردات دراب دراب ما أنزل الله بها من سلطان . نحلل الخط السياسي للحزب وكيف أنه وكيف أنه نعرج علي حزب الأمة فنتناول مستجدات سيدي الصادق وآخر تقليعاته نعود للمراغنة وإسطبلاتهم ولحدائقهم الغناء وللوسط الذي يحاول أن يشب بينهم رغماً عن العمائم وجلابيب السادة الطويلة التي تستر كل من يمد رأسه ليخرج زفيراً لايتناغم وشهيق السيد !!! نعود لحيث أصدقائنا التاريخيين ونحكي عن جون قرنق بكثير مفخرة إذ كان هو يومها نموزجاً لرجل وضاء الفكرة سمح المحيا واثق الخطي .... هو جوننا الذي عاد ليمشيها واحد وعشرون يوماً بالخطوة السريعة المستعجلة (هال هج هج هال هج هج ) ولم يتلفت الرجل إذ أن قطار عمره قد صفر .....( أرحل وداعاً يا الحبيب ... فرقن معاك ..... لساك بترحل في الوريد.......وحلمك مقسم في العمر......... زي نهر ساقي الناس عذاب........أو جرح بنتح في القلب
    أرحل وداعاً ياحبيب)

    ..................................................

    وكنا نناقش ونتناقش بذهن مفتوح لا يكل ولا يمل ، نعرج في أمسياتنا تلك بدريبات البنات اللائي يملأن الأرض بالجمال والجمال ، أحكي بكل سرور عن (أنسام) بنت الثانوي . أحببتها ذات رحلة وبقيت داخلي كأجمل ماتكون الأنثي بنتاً ولا أحلي أسقيها كل صباح مذيد حبٍ لتسقيني مساءً كثير فرح لو بقي قليله ياريت !!! لكنه مابقي فسرعان ما إكتشفت البنت أنني وأنني ، ضف لذلك إنني لا أسع جراب أحلامها !!! إذ كنتني يومها حبيباً عادياً أدخل تلك المعارك بما هو تكتيكي لا إستراتيجي كما حالي الآن .
    يوماً ما من أيام سنةٍ كبيسة خيرتني (أنسام) بأن يا (أنا يا الــ.....راب) تناقشنا كثيراً وتدخل أصدقاء العلاقة بأن : ( ياجماعة باركوها !! ياجاعة باركوها ورفضت البنية كلو كلو........ رفضت ولكأنها حالفة طلاق تلاتة وأصرت علي فكرة أن تخيرني ، فإخترت الغراب أجل إخترت . وطارت هي مثلها مثل أي طائر. باحثة عن غصن جديد . فأنا ما عدتها وما عادتني هي . هكذا دنيا الواحد منا نبحث عن ذواتنا في ذاتنا ولا نجدها فكيف بالله عليكم نجدها في آخرين . ماسبق كان جداري الذي طالما إحتميت به أواسي قلبي بأن يازول ولايهمك . عادي بتحصل في أرقي العلاقات . خليك من علاقتك المقطعة دي . وبعده ذهبت أنا علي بركة القلب باحثاً عن أنثي تسعني وأسعها أنثي أليقها وأليق أحلامها .
    المهم هذا ما حدث فألتصقت بالنشيد أكثر وصار الغراب لا كما تؤسس له الأساطير كأتفه طائر مشؤوم منذ أن بدأ الله سبحانه وتعالي في صنع الكون والمخلوقات والسماوات السبع بغير عمدان وبقية الكواكب من مجرات وهلم جرا .
    صار الغراب صديقي أكحله بعين الرضا والسرور ويكحلني بشفقة مريبة صرت من يومها أعاف لحوم الطيور وشوية شوية إنتقل عدواي للمقربين وبالتالي صار الغراب حبيبنا وأنيسنا وسامرنا وتلك كانت قصة الغراب . عفواً عفواً الشراب .

    ...........................

    في تلك الأيام
    خرجنا في مظاهرات كثيرة لدرجة إني لاأذكر كم مرةٍ خرجنا غير إننا خضنا تلك المعارك التي كان وقودها هتاف الحناجر بشرف من لايخشي الموت ومحبة لوطن حلمنا به فآثر النوم في أحضان الغير، ضربونا ضرب غرائب الإبل وسقط منا من سقط ... غير إني لن إنسي تلك الـ( عفاف وهي تلقي كوتتها من رصاص الغدر والخيانة تلك الباسلة التي ضاع حقها ميح في سوقنا العربي جهاراً نهاراً فأي يدٍ تلك التي ضغطت علي ذناد البندقية وأي عين تلك التي نشنت وأي قلب ذاك الذي مضي بعد ذلك لينام قرير العين مرتاحاً . كان الموت حائماً في رأس الخلق . آمنت بعد ذلك بأنا نصارع في سلطة لادين لها سوي دين البقاء وكيفما كان . وتلك أيدلوجية يصعب مواجهتها بغير أدواتها .
    الشوارع يومها إشتكت لطوب الأرض والناس كذلك والعاصمة المثلثة لم تعد مثلثة ولا يحزنون إذ صارت دائرية أو ربما مربعة ، المهم إن الناس والعربات والشماسة وقطاع الطرق والأفندية الي جانب المحالين للصالح العام و الباحثين عن دروب تخارجهم من ورطة إسمها سودان المشروع الحضاري لافين لافين لافين ثم يعودون في الأمسيات كل إلي مستقره محملين بالأسي والدموع لا كسابقئذ يأكياس الخضار والموز الأصفر المنقط والرغيف البلدي ( أبو ردة ) .

    .......................................

    هيع زمن والله .
    جالساً صالح علي كرسيه العتيق (أم حبال) مرتدياً سرواله (أبو تكة) وقنيلة حمالات مال لونها الأبيض للون غير مألوف . ثم إن فنيلته تلك وبأي حال من الأحوال لاتصلح للإستخدام الآدمي وتربيزة الحديد يتوسطها كوب من الشاي السادة وتمرات قديمات جادت بها جارتهم (حليمة) كتر خيرها لتعين صالح وأسرته في مواجهة أزمة السكر التي حلت بالبلاد ضيفاً ولا أعز ، يلوك ويلوك ويلوك تلك التمرات ثم يجغم جغمة جغمتين فينزل كل بإتجاه بإذن ربه .
    يحكي لي عن سودان لم أره إلا في حكاويه المُسنة وعن كيف كان يعود في الأمسيات بعد الواطة تبرد وترتاح الشوارع من ثقل الناس والبصات التي كانت تملأ الطرقات حتي يخيل لي حينها ولكأن الحيكومة يسرت لكل مواطن وأسرته بص بشحمه ولحمه تنقلهم من مساكنهم إلي حيث أرزاقهم ومن ثم من أرزاقهم لحيث مساكنهم (بالعودة وكدة) لتعود إليهم منقادةً كلما همسوا في أذن عجلاتها لتأخذهم بين الفينة والفينة لقضاء مناسباتهم الإجتماعية ، وهذا الــــ(صالح) خياله واسع تماماً كخير ذاك الزمان الفنجري ، يحكيني والشاي السادة جالس كجلوس الأفندية مثله مثل عصير البروتكولات ومناسبات الأغنياء ، إذ لايشربون إلا رشفة رشفتين ، ليأتي الجاتوه فيقطعوه (حتيتات حتيتات) فلا يقربوه فقط يحملوها في أيديهم لبعض الوقت ثم يعود الجاتوه ليأتو بحاجة أخري دوما أشاهدها في المسلسلات العربية (أم تلاتين حلقة) . لكن (صالح ) يترك الشاي الذي يحب للمرارة التي يترجمها وجهه إثر كل جغمة . إذ يصبح وجهه عبارة عن (كُرضمة) صغيرة وصرة غير مبررة تماماً كما يكون حال الواحد منا مع الكأس الأول وتلك إحساس المرارة التي يحكيني بها صالح عن زماننا الذي يمشي الآن . فتأملون !!!!

    .............................................


    يشجع صالح فريق الزهرة ويعد من أبرز لاعبيه وتحول بقدرة قادر لمدرب بعد أن نصحه الأطباء بالتوقف عن الدخان بأنواعه فتحول بقدرة قادر لاعباً في فريق النيل فالنيل لاينضب ولا يحزنون يبقي مابقي التمر في الجروف يبقي مابقيت سماء بلادنا تمطر يبقي مابقيتا فكتوريا وتانا تبايعان الأرض ولارغبة لكليهما في الإعتزال وذاك حال النيل يعطي ويعطي بغير حساب ويأخذ مرة مرة . يأخذنا بعض ناس وأغنام وأبقار . ثم يمضي في دربه الطويل حتي دون إلتفاتة .
    كان نهاراًً وصبيان قريتنا النيل أمامهم والجبال من خلفهم أرست جبالها التليدة يسبح بعضنا ويغني بعضنا وبعضنا في شقاوةٍ تخصه صحت البهايم من قيلولتها وصحي الأبهات من نوم مقيلهم بعد أن أسدلوا جفونهم وراحو ينسلون في أضابير الحلم هاجت القرية وماجت والعصافير كذاك جاءت والأعمي يومها (فتَح) والمكسر عاد يمشي ويقدل في خطوه وتحول النهر يومها لبيت بكاء ... بكاء جد جد لاكبكاء المداين حيث المجاملات .
    إرتجفت منا الأوصال وبلغت القلوب منا الحناجر والدموع رق رق رق رق شوووو كما المطور والناس أضحت في حيص بيص نسوي شنو ؟ ذاك كان من المرات التي قرر فيها النيل أن يأخذنا أخذة رجل واحد فشال منا أوسمنا حمله بعيداً بعيداً وبالكاد رأينا أياديه تتوسلنا ... عشرة صوابع بأكملها .... تظهر ثم تغيب ... صارن خمسة واليد الواحدة كما تعملون (لاتجيد التصفيق) فكيف حال الأصابع ؟ الآن يقول النهر كلمته ويحكم القدر قبضته ويتحول الناس مابين واجم وشارد الذهن وتصبح السكني لثلاث أسابيع ونيف أطراف النهر عله يهب عله يهب عله يهب .... وددنا لو عاد بيننا ..... وددنا لكنه النهر الذي .... فما عاد . أصبت يومها بحال يعاودني كلما سمعت أن أحدهم (فرتق) من الحياة .... فيرد لساني المرعوب . مات غرقان ؟ عدنا بعد الثلاث أسابيع ونيف لفراش كدنا ننساه .... وجدو نصفه الأعلي والباقيات الصالحات ذهبت في بطون الحيوات التي تملأ النهر جوعاًً .
    تحكي القرية في أمسياتها المقمرة بأن فلان الفلاني وهو فارس من فرسان ذهنية القرية إصطاد ذات يوم تمساحاً وعندما سبرو غوره وجدوا في داخله عروساً من نواحي أبو حمد ولحسن حظها إبتلعها التمساح جملةً وتفصيلاً لا بالقطاعي كحال صديقنا الذي رحل . فستان زفافها وجدوه كما هو في رف المعدة وذهبها الذي ذهب معها كان في (كومدينة ) داخلية يستخدمها ضيوف ذاك التمساح . أخرجو العروس يومها ونهبوا مانهبوا من ذهبها ثم سلمو جثمانها الطاهر لشرطة المديرية . أما التمساح فأكلوها وما تركوا فيه شيئاً . ومن يومها لم يعد يستهويني طعام عرقه النهر والبحر صار عدوي اللدود بسمكه وتماسيحه وأبو جلمباته وبضفادعه التي تثير فيني ماتثير من حراق الروح .
    لكنه النيل أشجعه علي بعض لعبات حلوة يلعبها بذكاء فلا أملك إلا أن أجاريه ومرة مرة أحن إليه لكني لن أنسي فعلته التي حمل فيها صديقنا ليعيده لذاكرة طفولتنا يومها نصف صديق ليس إلا . له البقاء وين ما كان له السلام كيفما كان وأينما وجد .
    وذاك ما كان من أمر النيل .

    ....................................

    الساعة تجاوزت الثالثة عصراً بتوقيت الخرطوم بقليل
    موعد خروج الموظفين إمتلأ السوق العربي بالناس فجأةً ومابين رمشة عين وفتحها أصبح موقف مواصلات الكلاكلات لامكان فيه لموطئ قدم . والسخانة يومها تلسع المواطنين لسع العقارب ... لامظلات هنا ولا يحزنون فيلجأ الناس للإحتماء بأياديهم ويشبكونها في رؤسهم وآخرون جنهم سياسة وضعوا صحف البلاد علي رؤسهم علها تقيهم من شمس الإستواء ولهيبها الحارق . بعض طلاب الجامعات كانو يشكلون مظلات لحبيباتهم فتقف الحبيبة بطيب خاطر في ظل حبيبها وكأن لم يكن ثم يبدأون في لواكة حديث ناعم لايكمل ومن ثم يصبح مثل زمانهم ضل حبيب ولا ضل جريدة ، تأتي بصات (التاتا) ممتلئة حتي لتكاد تتحير من أمر المواطنين
    ياربي الناس دي بتجي للسوق العربي ولامين يشوفو الحاصل مابنزلو ولا الحاصل شنو . المهم هذا ماجري
    تئن البصات في سيرها ولكأنها في مخاضها الأخير .... هسي البصات دي كان بتلدي حافلات يعني فيها شنو ؟
    وكثير التأملات التي تدور كمحركات البصات لكن في رؤوس الخلايق
    يتوقف البص ويخرج الكمساري بحرفنة لو أُتي أ شباح منتخبنا القومي بعض نصفها لكانو عملوا حاجة في (غانا . يخرج الكمساري بطريقة عجيبة تزكرك مهارة لاعبي السامبا وهم يضعون مباضعهم في جراح الفرق التي يقابلونها . يخرج صاحبنا الكمساري وينادي ( السجانة أبو حمامة اللاماب الشجرة والعزوزاب والكلاكلات حرك يااااا) فلا يتحرك أحد فيغير الكمساري مساره عله يغري أحدهم ( اللاماب والشجرة والعزوزاب والكلاكلات بالغابة ياااااااااااااااااا) وبرضو الناس محلك سر
    إذ الحاصل جوة البص يغنيك مشقة أن ترفع رجلك اليمني لتخطوا في هذا الزمهرير خطوة واحدة .
    ينزل أحدهم عارياً ميطي يضحك الناس ويوجه ربات الخدور وجوههم للناحية الأخري وينسل ذاك الميطي بين الناس ويستنجد بأقرب صحيفة يخطفها من رأس أحدهم ثم يقذفون إليه البنطال أولاً وقطعة قماش تظهر ملامحها بعد حين إذ كانت فيما كانت قبيل ركوب صاحبنا مع ذاك الحشد كم قميص ليس إلا.
    علت صرخات من شاكلة سجمي سجمي ثم رويداً رويداً لتصبح ووب علي وووب علي غرار وااا معتصماه لكن بالهجة السودانية الموغلة في الثكلي .
    وأبلغ الظن أن أحدهم داعب عصب روحها
    أتي رجال الدرك وفجوا بين الناس مساحة ما تشتهي الأنفس براح فالجو خانق خانق وماكينات البصات ذادت سخونة الجو سخونة ....
    أنت يا الهناك
    رد الكمساري وهو لاذال يواصل في عطائه (أيوة اللاماب الشجرة العزوزاب والكلاكلات يااااااااا)
    ياحيوان أنا ما بتكلم معاك ... هكذ قال أكبر الشرطيين
    معاي أنا هكذا تفاصح الكمساري
    وهاك ياتاخ تراراخ راخ
    آخ آآآآخ
    لكم مؤلم صفع الرجال ولكم أكثر إيلاماً صفع الشرطيين .....علي العموم
    كورك الكمساري وجعر ثم أنشد قائلاً
    معاك أمر تفتيش
    إذ إختلط في رأسه حابل الحاجات مع نابل الحاجات وتذكر أنه ما هو إلا بخريج يحمل مرتبة الشرف في القانون لكن حظ بلادنا العاثرة وصمودها في قفل أبواب العمل أما جيوش الخريجين رماهو فيما رماهو
    كمان بتتفاصح
    فرقد أخانا الكمساري وصاحت النسوة وأخرج الركاب رؤسهم المطأطأة من شبابيك (التاتا) وكل يردد حرام عليكم ياخ
    المسكين دة ذنبو شنو ؟
    بلد مافيها قانون ... بلد مافيه مواصلات .... بلد مافيها مظلات .. بلد مافيها سكر .... بلد مافيها أي حاجة
    وإذدادت مطالب القوم
    وتسلل الشماشة لموكب الرفض والمطالب وتناسلت المطالب وأنتجت مطالب أخري
    ودخلت الأحزاب في المعمعة والقصة ذهبت نحو حركة جماهيرية وكدة لإستعادة الحريات
    قليلً قليلاً جاءت بكاسي و مواتر ناس (محمد حامد جمعة) والسوق العربي تحول لثورة بالنص
    والكمساري محمول علي أعناق الجماهير
    وإستردت الثورة عافيتها .... وتحرك موكب الناس
    وزغاريد النساء لتكاد تجزم معها بأنك في بيت عرس إسمه الخلاص
    ثم
    مساء نفس اليوم

    سيداتي آنساتي سادتي
    جاءنا البيان التالي من وزارة الداخلية
    بإسم هذا الشعب الأبي ...
    أيها الناس
    أسمعو الكلام دة كويس
    من باكر مادايرين تجمعات في السوق العربي ، وكل من تسول له نفسه بالمشي مثان مثان سيري منا ما لاعين رأت
    ثم إن دول الإستكبار والإمبريالية العالمية تحاول ماتحاول للنيل من بلادنا
    ولقد تصدت قواتكم (الشرطية) والأجهزة الأمنية للمحاولة التخريبية التي أدارتها بعض الأيادي الأجنبية
    نهار اليوم بمنطقة وسط الخرطوم
    والشرطة تؤكد إذ تؤكد بأننا
    وأننا
    وأننا

    ثم إنتهي بيان وزارة الداخلية

    خبر فرعي ورد في صحف الغد
    القبض علي العناصر الإرهابية التي كانت تخطط لنسف إستقرار البلاد
    قائد العملية الإرهابية أحد خريجي كلية القانون جامعة كذا وكذا

    وبعد شهر :
    المكان محكمة جنوب الخرطوم

    مولانا : هل أنت مقر بما جاء في حيثيات الإتهام
    الكمساري سابقاً : يحولق في القاعة
    مولانا : هل لديك إضافة أو إعتراض فيما جاء في أدلة الإتهام
    الكمساري : يحولق ويحولق

    ثم مولانا : حكمت المحكمة حضوريا علي فلان الفلاني وطبقاً لما جاء في أدلة الإتهام وحيث أن المتهم قد أقر بتزعمه خلية إرهابية
    تهدف لنسف الإستقرار وعليه حكمن نحن قاضي محكمة الخرطوم جنوب بالشنق حتي الموت وفي حالة عدم الموت
    السجن مدي الحياة مع الشغل والنفاذ .

    والكمساري يحولق يحولق يحولق يحولق ثم حلق في سماوات البلاد شهيداً شهيداً إنتهي




    .

    (عدل بواسطة خضر حسين خليل on 02-19-2008, 05:55 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
أيــــامي خضر حسين خليل02-19-08, 05:50 PM
  Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-19-08, 06:08 PM
  Re: أيــــامي Suad I. Ahmed02-19-08, 06:17 PM
    Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-19-08, 06:28 PM
  Re: أيــــامي awadharoun02-19-08, 06:30 PM
    Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-19-08, 07:00 PM
  Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-19-08, 07:27 PM
  Re: أيــــامي معاوية كرفس02-19-08, 08:52 PM
    Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-21-08, 12:12 PM
  Re: الخضر بن حسين .. سلام Khalid Eltayeb02-21-08, 08:16 AM
    Re: الخضر بن حسين .. سلام خضر حسين خليل02-21-08, 12:17 PM
  Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-21-08, 09:43 AM
    Re: أيــــامي كمال علي الزين02-21-08, 01:03 PM
      Re: أيــــامي ابوبكر الامين يوسف02-21-08, 03:34 PM
        Re: أيــــامي ibrahim kojan02-21-08, 06:38 PM
          Re: أيــــامي Emad Abdulla02-21-08, 07:58 PM
            Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-21-08, 09:19 PM
          Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-21-08, 08:55 PM
        Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-21-08, 08:35 PM
      Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-21-08, 08:33 PM
    Re: أيــــامي ابوبكر يوسف إبراهيم02-23-08, 09:23 AM
    Re: أيــــامي ابوبكر يوسف إبراهيم02-23-08, 09:29 AM
      Re: أيــــامي خضر حسين خليل03-05-08, 01:49 PM
  Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-22-08, 09:05 AM
    Re: أيــــامي Ishraga Mustafa02-22-08, 01:07 PM
      Re: أيــــامي ريهان الريح الشاذلي02-22-08, 01:48 PM
        Re: أيــــامي Mohamed Idris02-22-08, 07:30 PM
          Re: أيــــامي نهال الطيب02-22-08, 08:36 PM
            Re: أيــــامي WAD ELGAALI#402-23-08, 00:52 AM
              Re: أيــــامي سلمى الشيخ سلامة02-23-08, 02:12 AM
                Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-24-08, 11:34 AM
                  Re: أيــــامي A.Razek Althalib02-24-08, 11:53 AM
                    Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-25-08, 02:52 PM
                Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-25-08, 02:41 PM
              Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-25-08, 02:10 PM
                Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-26-08, 05:34 AM
          Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-25-08, 02:03 PM
      Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-25-08, 01:09 PM
  Re: أيــــامي Mahir Mohammed Salih02-24-08, 01:43 PM
    Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-26-08, 02:40 PM
  Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-24-08, 02:48 PM
    Re: أيــــامي azhary awad elkareem02-24-08, 08:27 PM
      Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-28-08, 09:44 AM
  Re: أيــــامي عمر أحمد02-24-08, 08:27 PM
    Re: أيــــامي Ishraga Mustafa02-25-08, 01:14 PM
      Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-28-08, 02:50 PM
    Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-28-08, 02:51 PM
  Re: أيــــامي محمد أحمد إدريس02-25-08, 03:28 PM
    Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-28-08, 02:56 PM
  Re: أيــــامي Ishraga Haimoura02-26-08, 08:49 AM
    Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-28-08, 03:00 PM
  Re: أيــــامي عبدالله داش02-26-08, 03:05 PM
    Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-28-08, 03:03 PM
  Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-28-08, 02:42 PM
    Re: أيــــامي GamarBoBa02-28-08, 03:05 PM
      Re: أيــــامي خضر حسين خليل02-28-08, 03:16 PM
  Re: أيــــامي خضر حسين خليل03-08-08, 02:54 PM
  Re: أيــــامي خضر حسين خليل03-14-08, 03:20 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de