|
Re: اتساءل : لما تغضب؟ (Re: esam gabralla)
|
سلام نزار احاول قدر ما يسعنى الزمن ايضاح ما اود قوله. شكرا لك، نعم ناهد و امال "مشهورات" جدا و هم سبب الهتاف اياه "سقطت سقطت يا جبرالله"... انا ما عندى ذنب فيهو. اوضحت رايي و موقفي اعلاه من الغضب وحق الناس فيه و تحديد اولوياتهم. لا اعتقد اننا نختلف في ذلك. اهتمامى ينصب في المقام الاول كما قلت اعلاه حول "تناول الظاهرة في سياقها السياسي والاجتماعى والفكرى و تتعلق بتيار او تيارات لها وجودها و ثقلها في السودان والمنطقة الاسلامية والعربية و تؤثر بشكل مباشر او غير مباشر على مجريات و توازنات الصراع فيها." اهتم بالغضب "الواعى" الغضب الذى يختار اصحابه ان يغضبوا لهذا السبب او ذاك، الغضب او الدعوة له تجاه قضية تاتى في سياق اجتماعى/سياسي/دينى/فكرى الخ. و بالواعى والاختيار اعنى ان الغضبة مستندة على خيارات و اراء قائمة تتبناها المجموعة او الافراد. اهتمامى يتركز على الموقف الجماعى او دعوة الفرد لاتخاذ موقف جماعى تجاه قضية محددة. كما يوجد خيار واعى للغضب تجاه شئ ما يوجد ايضا خيار واعى لعدم الغضب تجاه اشياء اخرى، اى تحديد الاولويات.
لندخل في الموضوع.
اتفهم غضب مجموعة منتمية لعقيدة او دين ما او لمجموعة عرقية ما اذا احست او اعتقدت انها تعرضت لاهانة كبيرة، اتفهم لا تعنى بالضرورة القبول او التبرير بل تعنى فهم الاليات التى تعمل بها هذه المشاعر الجمعية.
ان يدعو مسلمون و دعاة في السودان مثلا للغضب لدينهم و مقدساتهم امر مفهوم و مقبول في اطار حرية التعبير و حرية الضمير والاعتقاد حسب فهمى انا (اتجاوز هنا كيفية و وسائل التعبير عن هذا الغضب لانها ليست مكان اهتمامى الان). وان يحتجوا على ما يعتقدوا انه اهانة لدينهم هو امر عادى فشعوب و دول و جماعات دينية كثيرة تحتج على ما تعتبره اهانة لوطنها او امتها او عقيدتها الخ. حتى هنا الامر عادى في تقديري غض النظر عن الاختلاف في اسباب الاحتجاج و وسائله.
يبقي السؤال : لماذا الانتقائية في الغضب ؟ ما هى معايير تحديد ان هذه "قضية" تستحق الغضب و تلك لا تستحق؟
اضرب امثلة مباشرة لتوضيح فكرتى: - الغضب بسبب بعض الكتابات المعروفة او غير المعروفة امثلة سلمان رشدى، القرميزى او بعض الكتابات في مواقع الانترنت المختلفة (اكرر الغرض ليس البحث في هذه الكتابات) - الغضب والدعوة له بسبب الرسومات الكاريكاتيرية. - الغضب لما حدث في بلدان اخرى او بعيدة مثل البوسنة، افغانستان، الفليبين ..الخ - الغضب لما يحدث في فلسطين - الغضب والدعوة له عند حدوث اشكاليات ذات "بعد دينى" مثل الصراع حول منع الحجاب في فرنسا.
النماذج كثيرة اخترت هذه عشوائيا قدر ما اسعفتنى الذاكرة. و اعلم ان كل واحدة من هذه القضايا فيها فيها اساس او جذر حقيقي يستحق التوقف عنده،اى انى لا اعتقد ان هذه قضايا هايفة او لا تستحق الاهتمام. طبعا يختلف الاهتمام والتعامل معها باختلاف زوايا النظر و خلفية الناظر لها و اولوياته.
في مقابل النماذج اعلاه التى تجد لهذا الحد او ذاك من التيار السلفي او الاسلامى (اخترت هذه التسمية حتى لا ادخل في تصنيفات ربما تكون غير ضرورية الان) توجد نماذج لقضايا اخرى في غاية الاهمية و حاسمة للغاية حتى لمن يتناولها فقط من منظور دينى لا تجد ادنى حد من الاهتمام من قبل ذات التيار بل حاسمة لامر الدين ذات نفسه كقيم و مبادئ و رؤية و طريقة للحياة ـ اخذ نماذج من السودان فقط لانه الدولة الوحيدة التى يحكم فيها نظام منتمى للاسلام السياسي السنى، مفارقة ربما ناتى لها لاحقا ان نفس هذه القضايا "المهملة" في السودان ترفعها جماعات التيار السلفي او الاسلامى للاحتجاج والغضب في دول اخرى لمعارضتها الواضحة والسافرة للانظمة الحاكمة - نماذج (اخترتها من قضايا عامة تشمل غالبية الناس و اكتبها بلغة "محايدة" ان استطعت): - الغلاء الطاحن و الافقار الرهيب لغالبية المواطنين, بالمقابل الغنى الفاحش وغير العادى لفئات معينة. - كنتيجة مباشرة و غير مباشرة للقضية الاولى الانهيار المريع للقيم و الاخلاق (باية معايير او منظور) في البلد، التفكك الاسري الرهيب، انتشار وازدهار قيم اخلاقية سيئة و منحطة للغاية. - الغياب الكامل لمحاسبة و مساءلة المسئولين, التصرف في الشئون و الممتلكات العامة كانها ملك خاص. - مظاهر الصرف البذخى و العابث في المال العام لما ليس فيه مصلحة للغالبية، بالمقابل اهمال بل و التدمير المتعمد لما له صلة بمصالح الغالبية (صحة،تعليم الخ). - الفساد الطافح و المعلن في كل مكان خاصة ما له صلة بشئون الناس الغالبة.
يمكننى ان اواصل في سرد الامثلة،ربما انت ادرى لانك تعيش في السودان و محتك مباشرة بما يدور،.
ياتى السؤال السابق مرة اخرى : لما تغضب؟
واسئلة اخرى:
لماذا الانتقاء في الغضب؟
ايهما اخطر واحق بالغضب ؟ اى النماذج اعلاه تشكل خطر حادث الان على البشر الموجود؟
ماهى "معايير" تحديد ما يستحق الغضب ام لا؟
و اسئلة اخرى ....
سلام
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
اتساءل : لما تغضب؟ | esam gabralla | 02-15-08, 11:27 AM |
Re: اتساءل : لما تغضب؟ | نزار محمد عثمان | 02-28-08, 01:05 PM |
Re: اتساءل : لما تغضب؟ | esam gabralla | 02-29-08, 01:44 AM |
Re: اتساءل : لما تغضب؟ | esam gabralla | 02-29-08, 09:57 PM |
Re: اتساءل : لما تغضب؟ | ابو مهند | 02-29-08, 11:00 PM |
Re: اتساءل : لما تغضب؟ | esam gabralla | 03-02-08, 03:18 PM |
Re: اتساءل : لما تغضب؟ | عدلان أحمد عبدالعزيز | 03-01-08, 03:50 AM |
Re: اتساءل : لما تغضب؟ | نزار محمد عثمان | 03-01-08, 09:27 AM |
Re: اتساءل : لما تغضب؟ | AnwarKing | 03-01-08, 09:55 AM |
Re: اتساءل : لما تغضب؟ | mutwakil toum | 03-02-08, 01:07 PM |
Re: اتساءل : لما تغضب؟ | نزار محمد عثمان | 03-08-08, 08:41 AM |
|
|
|