الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم (Re: حاتم محمد محمد صالح)
|
Quote: "خديجة إدريس أسفدايْ قبْرِي هِوَتْ قُبُطّانْ" ، حمِلت بطفلها البِكر في السودان منتصف الخمسينيّات من القرن المنصرم ، ولكنّها أصرّت على أن تضع حملها الأوّل بأرض الآباء والأجداد – إرتريا ، ففعلت . وعادت بطفلها في شهوره الأولى حاملاً إسم "محمد محمود الشيخ أحمد" ، الذي نشأ وترعرع بمدينة ود مدني ، تلك المدينة التي سوف يحمل إسمها لاحقاً حين "يعود" الى حيث دُفنت سّرته ، يعود الى تلك الأرض للمرّة الأولى وهو في مقتبل العشرينيّات بعد أن فارقها في المرّة الأولى وهو بعدُ خديْجْ . . هذا الشابّ الطويل النحيل المعصعص ، التراهُ يسير في شوارع "مدني" التي يحفظها عن ظهر قلب ، اليعرف بيوتها بيتاً بيتاً مشرعة ً أبوابها له ، اليعرف عوائلها إسماً إسماً – فرداً فرداً ، اليبزّ صعاليكها وشرّامتها في التناقر والتنافس على طولةِ اللسان ، المحبّب لدى نساء الحيّ : عجائزهنّ لونسته التي تبعث فيهنّ السرور ، وصباياهنّ لأناقته في الكلام . الشاب القنفز القادر على إضحاك المجالس في بيوت المآتم والأفراح . كان يغيظ أقرانه ويثير في نفوسهم الغيرة ، فينعتونه حين تغلبهم الحيرة- متفائلين بإثارة حنقه – ب : "الأرتري" ! فيعيّرهم - مضمراً غبطته – بقبائلهم وأصولهم العرقيّة : يا شايقي ، يا حلبي ، يا فلاتي ، يا دنقلاوي ، يا جعلتي ! هذا الشاب حين تدخل بيته ( الذي نصفه مكتبٌ لجبهة التحرير الأرتريّة ونصفه الآخر سكنى العائلة ) سترى فيه وجوهاً أخر : فربّما ذهب توّاً ، ما أن تخطّى عتبة الباب ، الى إجتماع ٍ طلابي أو شبابي أو تنظيمي لأحدى أذرع "الجبهة" ، وإمّا أن إنضمّ الى الإجتماع الدائم للعائلة ! فهذه العائلة ( أب وأم ، أربعة صبية ، فتاتان وإبن خال وزوجه ) حين يكتمل نصابها ستختلط عليك الأمور - خاصّة ً لو كنت حديث عهدّ بهم : أسودانيّون هم أم أرتريّون ، هل هذا إجتماعٌ عائليّ أم سياسي . وسيصعب عليك تحديد المسار للخيط الرفيع الفاصل بين الجد والهزل . . ولربّما ذهب الشاب من توّهِ ، حالما تخطّي عتبة الباب ليواصل القراءة في كتاب ، أو أغلق باب غرفة ٍ خالية ليدوّن أبيات شعر كان قد بدأها في ذهنه على قارعة الطريق .. - سأذهب غداً ! فاجأني بالخبر دون سابق إنذار ، أعني أنّه بالرغم من أنّنا كنّا نتحدث عن ضرورة ذهابه الى "الميدان" وبشكل شبه يومي منذ عامين إلا أنّه كان قد فاجأني بالخبر مساء ذلك اليوم من العام 1977 ليفعلها غداً . وما أن وطأت قدماه أرض المعسكر ( نمرة 8 ) وقام بتعريف نفسه شرعوا في مناداته ب : محمّد السوداني . وظلّ يحمل ذلك اللقب الى أن ضبطه ( أعني اللقب ) ذات يوم الرفيق : محمود كداني ( المعلّم بمدرسة الكادر – خرّيج سجن "ألَمْ بكّا" التي تعني نهاية العالم في الأمهريّة ) حين ناداه ب : محمد مدني ، ذلك الإسم الذي ظل يحمله منذ شبابه وحتى المشيب .
* من سيرة " الولد ال... " التي هي في طور الإخراج من قفص الذكريات .
( الكلام أعلاه نقلاً عن بوست الصديق : كمال عباس ، في الترحاب بنا .. )
--------------------------------------------------------------------
( نواصل - من حكاية الولد ... )
و بعد شهور قليلة من ذهاب "مدني" الى إرتريا / الميدان إتصل بي الصديق : حاتم محمد محمد صالح ( الكاتب والناقد ، والمسرحي ) من الخرطوم ، والذي كنت لم ألتق به بعد إلا من خلال حكاوى مدني عنه ، هاتفني : - معاك "حاتم" من الخرطوم .. - أهلا ً حاتم ، خلاص ناوي تجينا أخيراً ! - لأ ، حتجينا إنتَ - يوم الخميس زواج "محمد محمد خير" ، حتلاقي "قبيلة الشعراء" مجتمعةً في عُرس الشاعر .. (حينها) ! - طيّب ، فرصة عظيمة . حأكون معاكم يوم الخميس .. أيوة الساعة الخامسة في كبكبانا ما بطّال .. بس حنتعارف كيف ؟! - حتلاقي عب أزرق لابس جينز وشايل مخلاية ، وللتأكيد ، مصبعو الكبير مارق من الكبَك .. أظن كده حتعرفني !
وبالفعل ، حين دلفت الى ذلك الصالون في تلك الضاحية - الكلاكلة ، شاهدت ذاك النفر من "قبيلة الشعراء" الذي قلّما يجتمع في مكان ٍ واحد : شيخنا / محمد المهدي المجذوب ، النور عثمان أبّكر ، محمود محمد مدني ، حسن أبو كدوك ، عبد القدوس الخاتم ، سامي سالم و.. و.. وأسقنا بالصبوح يا بهجة الروح : عرسٌ ، خندريسٌ وشعرٌ ... وفي تراطم القراءات ، في تلك الأمسية التي هي من صنع إنس ٍ وجن ، إلتفت نحوي " شيخنا " سائلاً : - وأنتَ يا بُنيْ ، ألا تكتبُ الشعرَ ؟! - ليسَ بعدُ .. (قلت له) ولكنّي سأقرأ لكم من شعر صديق إسمه : محمد محمود الشيخ ! وقرأت لهم ما مطلعه : ( أنا أيضاً أسافرُ في فناء الجرح لا أرقى الى مرقاكِ .. ) وما ختمه : ( ألا إنّا لمأخوذونَ ، مسحورون ، مجذوبون لا نرضى سوى بالسامق المتسنّم الصهوات ) .
وحين " أكملتُ " القراءة همهمَ "الشيخ" ، دون أن يكفّ عن هزّ رأسه : " هذا شعرٌ يا بُنيْ " .. " هذا شعرٌ .. " ..
وبعد شهور قليلة ، حين لحقت ب "مدني" وجلسنا سويّةً كان هذا أوّل ما حكيتُ له : " شهادة ُ الشيخ " ال/ قلّما كان ينطق بها ! |
كان ذلك ما كتبناه في بوست أخونا مطر قادم ، عن "سورة الحديد" لمحمد مدني – بتاريخ 02/08/2006
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | حاتم محمد محمد صالح | 02-12-08, 01:53 PM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | Elbagir Osman | 02-12-08, 02:33 PM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | حاتم محمد محمد صالح | 02-12-08, 05:08 PM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | عادل عبدالرحمن | 02-13-08, 10:06 AM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | محمد سنى دفع الله | 02-13-08, 11:12 AM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | سلمى الشيخ سلامة | 02-13-08, 12:53 PM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | حاتم محمد محمد صالح | 02-13-08, 06:49 PM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | Elbagir Osman | 02-13-08, 10:46 PM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | Hatim Salih | 02-13-08, 10:52 PM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | حاتم محمد محمد صالح | 02-14-08, 10:14 AM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | سلمى الشيخ سلامة | 02-14-08, 01:25 PM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | فايزودالقاضي | 02-14-08, 01:49 PM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | فايزودالقاضي | 02-14-08, 01:56 PM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | حاتم محمد محمد صالح | 02-15-08, 07:17 PM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | نزار عثمان السمندل | 02-20-08, 06:15 PM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | حاتم محمد محمد صالح | 02-20-08, 06:21 PM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | حسن طه محمد | 02-21-08, 02:48 PM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | محمد مدني | 02-24-08, 04:18 PM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | Najm | 02-26-08, 05:19 AM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | محمد مدني | 02-26-08, 08:45 AM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | Ibrahim Idris | 02-29-08, 05:44 PM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | سلمى الشيخ سلامة | 03-02-08, 02:05 PM |
Re: الى محمد مدنى تذاكرتك اليوم | فايزودالقاضي | 03-02-08, 10:50 PM |
|
|
|