|
Re: محمد عبد الله مازدا (Re: Ahmed Alrayah)
|
نحن البلد الوحيد الذي يقيم فيه المدربون بأثر رجعي!
لم أشأ إبان كتابتي عن مشاركة منتخبنا الوطني في بطولة الأمم الإفريقية أن أسهب في الحديث عن أن محمد عبد الله مازدا -وغيره من المدربين الوطنيين- لم يكن الخيار الأفضل لقيادة المنتخب فنيا في مواجهة منتخبات متمرسة، وفضلت التركيز على الكتابة عما أراها أفضل الطرق للتغلب على الفوارق الفنية التي ترجح كفة منافسينا.
الآن وقد انتهت مشاركتنا بتذيل مجموعتنا -وهو أمر لم يكن مستبعدا-؛ توجب علي أن أعود قبل وقت كاف من بدء التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا في مايو القادم، للمطالبة بضرورة تجنب سلبيات المرحلة الماضية، ومن بينها: عجز اتحاد الكرة أو إصراره على عدم الاستعانة بمدير فني أجنبي مجرب بديلا لمازدا.
من الحقائق المهمة أن مازدا يقود منتخبنا الوطني فنيا منذ إقالة البولندي وازاريك في منتصف عام 2004 "تقريبا"، أي لفترة جاوزت الثلاث سنوات ونصف. وبعيدا عن نتائج المنتخب وما حققه في الفترة الماضية مما سمي بالإنجازات؛ فإن الحقيقة الماثلة هي أن المستوى الفني لمنتخبنا في آخر مشاركاته وأهمها على الإطلاق لا يدل على استقرار تدريبي، والدليل -بكل بساطة- التغيير الكبير الذي ظل يطرأ على طريقة اللعب وتشكيلة اللاعبين بين كل مباراة والتي تليها، فضلا عن خلل تنظيمي بائن جعل شباك مرمانا هدفا سهل المنال لكل من خطب ودها!
نحن البلد الوحيد الذي يقيم فيه المدربون بأثر رجعي! فعندما ينتقد البعض حقيقة أن منتخبنا بدا فاقدا للهوية الفنية في غانا، فيما يعتبر انتقادا لمديره الفني "مازدا"، يسارع البعض للحديث عن أن هذا الأخير قاد المنتخب لتصدر مجموعته في التصفيات المؤهلة لغانا! وفي الوقت الذي يرفض فيه البعض أن يسلم بحقيقة أن ضعف منافسينا في التصفيات أسهم في ظهورنا في أكبر المحافل الكروية الإفريقية؛ يعود هذا البعض للحديث عن افتقار كرة القدم عندنا للتخطيط السليم كمبرر للإخفاق الأخير!
إن الصمت عن واقعنا الكروي عند تحقق الانتصارات ثم استرجاع كل جوانبه دفعة واحدة عند الإخفاقات يكشف عن قصور في التحليل الفني للمباريات، والذي يتعين على كاتبه أن يلامس عصب الحقيقة المجردة بغض النظر عن مآل نتيجة المباراة المتحدث عنها. ولذلك قل أن تقرأ عن مباراة لأحد فرقنا انتهت بتعادله أو فوزه خارج الوطن دون أن يسهب الكاتب عنها في تقريظ الفريق ولاعبيه، متجاهلا ذكر ضعف المنافس أو إضاعته لفرص تهديفية سهلة -مثلا-!
مازدا يرأس لجنة التدريب المركزية، وهي لجنة فنية تابعة لاتحاد كرة القدم من اختصاصاتها الإشراف العام على التدريب وتطوير مستوى كرة القدم والتدريب، إضافة لتقديم التوصيات والملاحظات والتقارير لمجلس إدارة اتحاد كرة القدم في جميع الأمور الفنية المتعلقة بالتدريب والمنتخبات الوطنية (من النظام الأساسي للاتحاد هــنــا).
غني عن القول أني لست بصدد إلقاء مسؤولية ما كان من أمر منتخبنا في غانا على مازدا وحده، ولا أدعو لإقالته أو استقالته لأنه "فشل في قيادة المنتخب للفوز بكأس البطولة"! لكن المستوى المتواضع لمنتخبنا وافتقاره للتنظيم فضلا عن صلاحيات مازدا في "منصبـيه الاثنين" أمور تجعله شريكا في الإخفاق كما كان شريكا -مع آخرين وظروف أخرى- في ارتقاء المنتخب للنهائيات بعد 32 عاما من الغياب.
|
|
|
|
|
|
|
|
|