سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,,

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 10:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-11-2008, 07:05 AM

Zoal Wahid

تاريخ التسجيل: 10-06-2002
مجموع المشاركات: 5355

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإنقاذ وأطفال دارفور:الخطوة الأولى على طريق الانفصال(6) (منقول) (Re: kamal ali)

    نقلا من السوداني عدد 10 فبراير 2008

    د. حامد البشير إبراهيم

    كان مسح وتقصي الآثار الاجتماعية والاقتصادية للمجاعة التي ضربت دارفور (في صمت)
    في بداية التسعينيات يشتمل على عدة طرق واتباع مختلف المناهج والاستراتيجيات لجمع
    البيانات من سكان القرى المتأثرة بالكارثة الإنسانية. في الأمس كنا نتسامر مع بعض
    الشباب من تلك القرى والذين ما زالوا ملأى بروح الدعابة (رغم أن الموت شايل فراره
    وحايم في تلك القرية كما يقولون) وسألت مرة هؤلاء الشباب عن حكاية صلاة الاستسقاء
    التي نظمتها الدولة في الخرطوم لنجدة ومساعدة دارفور؟ فرد أحدهم بلهجة دارفورية ساخرة:
    "هيا أستاذ هو كان لي كلام صلاة ده زول بصلي اكتر مننا في دارفور مافي..
    وكان لي كلام مطرة ده هسع شهر اتنين وخريف بجي شهر سبعة.. الزول يا أخوي كان داير
    يطلب شغل من ربنا يطلب شغل معقول". ويبدو ان ذلك كان دأب الدولة التي لم تتحر
    المعقولية في طلباتها في صلاة الحاجة وصلاة الاستسقاء (وفي الصلاة الوسطى). ومن قبل
    قد ألحت الدولة في طلب النصر لرفع الآذان في الفاتيكان ولهزيمة أمريكا وروسيا (والتي لم
    ترتكب خطأ سوى أن دعت النظام الشيوعي ينهار والذي كانت الإنقاذ الإسلامية
    تعول عليه كحليف ضد الشيطان الأكبر "أمريكا").
    وفي أثناء سنوات المجاعة والجدب في التسعينات كانت الشفخانات ونقاط الغيار في ريف دارفور
    خالية على عروشها وهجرها الممرض والمساعد الطبي والفراش بسبب انقطاع المرتبات لشهور
    تصل العشرة وتزيد. لقد وفرت تلك المؤسسات الخربة ظلاً تستظل به الحمير والمتبقي
    من الأغنام وهي في انتظار المصير المحتوم الذي اختطه الجفاف الكاسح الذي ضرب الإقليم
    السوداني "المجاور لبلاد كانم" وبذات القدر كان مصير المدارس والخلاوي التي انفرط فيها
    عقد النظام حيث أصبح المعلمون عمالاً يجلبون العشب الجاف لأسواق البلد ويذهبون لجلب
    الأغذية البرية وهاجر بعضهم إلى ليبيا باللواري بعد أن استدان (بسعر الفائدة وبنظام
    الشيل المجحف) قيمة تذكرة السفر ورغيف الخبز (وكسرة خميس طويرة) الضرورية لهذه
    الرحلة المحفوفة بالمخاطر قبل ابتداع نظام الـGPS وهو نظام تحديد الموقع الجغرافي
    بمساعدة برمجة الأقمار الصناعية والذي أضحى معيناً – بلا شك – لتحركات الحركات
    المسلحة المناوئة في دارفور الآن.
    ويقيني أن المعلمين وموظفي وعمال الخدمات الصحية التي انهارت والأطفال واليافعين
    الذين أغلقت مدارسهم وخلاويهم هم الذين مثلوا وقوداً للثورة التي انطلقت في دافور
    بعد عشرة أعوام من تلك المأساة الصامتة. كنا بالتأكيد كباحثين في علم الاجتماع نتحسس
    نبض المجتمع وكنا نحس أن هنالك ثورة صامتة تحاور المجاعة الصامتة في دارفور في
    التسعينيات من القرن الماضي.
    المثل الشعبي في دارفور يقول كما ذكر أحدهم "إن الشجرة إن وقعت بتقع على أختها"
    وكان الناس في دارفور يظنون ويحسنون الظن في تلك الأخت البعيدة على شاطئ النيل:
    وكذبت الحكمة وكذب حسن الظن إذ لم تسعف الأخت اختها.. وآثرتها الأخيرة في نفسها.
    "والكلمة الشينة بخور البطن" كما يقولون.
    لا أنسى أبداً إن في إحدى القرى وجدت أطفال المساعد الطبي مصابين بالعمى الليلي وأن
    من المعلمين من فقدوا أطفالهم لسوء التغذية. وانقطع رأس مال بعض التجار في حين أثرى
    آخرون متاجرون بالقوت ممن امتلك رأس المال التنظيمي بانتظامه مع الجماعة ولو من باب
    دعوني أعيش.. وقد عاش في حين مات الآخرون بسبب اختزان القوت وحبوب الذرة ولكن الله غفور رحيم
    إذ أن الدولة ابتدعت نظام الحج الفاخر للذين يرتكبون الجرائم الفاخرة أيضاً
    كما ذكر أحد شباب دارفور. لقد انهارت الطبقة الوسطى في ريف دارفور وأصبح الفقراء يشكلون
    السواد الأعظم. وهاجر البعض من سكان الريف على أمل بعيد وهاجر البعض (ناجعاً) بلا أمل قريب
    بل فراراً من الموت (المختبيء) في أطراف القرية والذي أشيع بأنه يحمل فراراً بالليل
    ويمر على سكان القرى الجوعى وهم نيام ليضرب على أعناقهم. كان الناس يحملون الموت
    في بطونهم أيضاً. كنا في بعض القرى نجد أن حوالي 20% من الأطفال والشيوخ يعانون من
    العمى الليلي والقرية تصبح في حالة شلل تام بعد السابعة مساءاً. حتى أهازيج الأطفال
    وألعابهم المألوفة في ضوء القمر مثل (شليل) و(قمرت – لبدت) (hide and seek) قد انتفت نتيجة
    للعمى الليلي الذي أصاب الأطفال بشروخ نفسية عميقة من جراء تلك التجربة الفظيعة.
    وبما أن بحثي كنت اتبع فيه أيضاً أساليب الملاحظة بالمشاركة (Participant observation) فقد كنت
    أجلس لساعات طويلة في الليل مع بعض الذين أقعدهم العمى الليلي ونتبادل أطراف الحديث عن شتى هموم
    وضروب الحياة وهم غالباً ما يكونون في همة عالية وصبر رغم ذهاب البصر، وعند منتصف الليل
    يأتي من يقودهم إلى بيوتهم وهم يودعوني في (الضرا) بقولهم : الله يلاقينا في ساعة خير.
    وذلك لأن كل الاحتمالات واردة في ليل يطول لبطن جائعة والأمل في النجاة يتضاءل أمام تقادم
    الفصول من شتاء قارص وصيف حار وخريف تأبى عليه المطر.. والمذياع ما زال يردد أهازيج الثورة
    المفعمة بالإصرار على غزو المريخ ورفع الآذان في المشترى ولا أحد يذكر اسم دارفور التي تتلوى
    من الجوع بخير أو بشر. فقط تظل دارفور في عقلهم الباطن بأنهم الأرض المجاورة لبلاد كانم..
    وهي التي يأتي منها أناس يحملون أطفالهم على ظهورهم. لقد مات الأطفال ولم تمت بعد الصورة
    النمطية عن دارفور. أن مأساة دارفور الحقيقية هي في صورتها النمطية المنحوتة في عقلية النخب الحاكمة.
    ويبرز بإلحاح سؤال محوري مهم : هل ستبقى هذه العقلية النخبوية على دارفور كجزء من الوطن
    أم ستفرط فيها كما هو الحال في الجنوب الذي يعد العدة لسفر بلا رجعة وبلغة التأصيل:
    لطلاق بائن بينونة كبرى مع باقي الوطن.
    إن مستقبل دارفور حتماً سيحدده ملايين الأطفال من دارفور والذين رضعوا من ثدى المأساة ولم
    يرضعوا من ثدى الأم التي ماتت جوعاً وقتلاً وحرقاً وبالدانات وبالاغتصاب وبكل أدوات الإبادة الذاتية..
    أخشى ما أخشى أن نتحدث بعد عامين من الآن عن خيار الوحدة الجاذبة لدارفور
    وهو تقرير المصير.. والذي هو بالانفصال في طور الإعداد.


    الرابط:

    http://alsudani.info/index.php?type=3&id=2147526244

                  

العنوان الكاتب Date
سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, kamal ali02-10-08, 10:42 PM
  Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, Bashasha02-10-08, 11:41 PM
    Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, Tragie Mustafa02-10-08, 11:52 PM
    Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, Mohamed Suleiman02-10-08, 11:58 PM
  Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, kamal ali02-11-08, 00:24 AM
  Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, Bashasha02-11-08, 00:32 AM
  Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, kamal ali02-11-08, 00:36 AM
  Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, kamal ali02-11-08, 00:41 AM
    Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, الرشيد البصيلى02-11-08, 05:55 AM
    Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, Hatim Yousif02-11-08, 06:35 AM
      Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, AnwarKing02-11-08, 06:39 AM
      Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, Tragie Mustafa02-11-08, 06:44 AM
        Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, Hatim Yousif02-11-08, 06:55 AM
          Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, Hatim Yousif02-11-08, 09:35 AM
  الإنقاذ وأطفال دارفور:الخطوة الأولى على طريق الانفصال(6) (منقول) Zoal Wahid02-11-08, 07:05 AM
  Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, Zoal Wahid02-11-08, 07:06 AM
  Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, امير مصطفى احمد02-11-08, 10:57 AM
  Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, kamal ali02-11-08, 10:03 PM
  Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, kamal ali02-12-08, 08:50 AM
  Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, امير مصطفى احمد02-12-08, 10:07 AM
  Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, Hatim Yousif02-12-08, 01:14 PM
    Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, خالد حاكم02-12-08, 07:57 PM
      Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, kamal ali02-12-08, 08:13 PM
        Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, hamid brgo02-13-08, 05:02 AM
          Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, Hatim Yousif02-13-08, 06:35 AM
            Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, mohamed elshiekh02-13-08, 07:20 AM
              Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, malamih02-13-08, 08:02 AM
            Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, hamid brgo02-13-08, 11:07 AM
              Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, سيد محمد احمد سيدنا02-13-08, 11:21 AM
                Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, kamal ali02-13-08, 01:15 PM
              Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, Hatim Yousif02-13-08, 11:36 AM
          Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, kamal ali02-13-08, 12:41 PM
            Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, mahmed alhassan02-13-08, 01:26 PM
  Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, kamal ali02-13-08, 01:41 PM
  Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, kamal ali02-13-08, 08:51 PM
  Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, Hatim Yousif02-14-08, 06:01 AM
    Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, hamid brgo02-14-08, 07:09 AM
  Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, امير مصطفى احمد02-14-08, 08:36 AM
  Re: سودانيز أون لاين وليس تشاد أون لاين ,,, كمال سالم02-14-08, 04:28 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de