إذا انهزم المنتخب هل فى الأمر من عجب؟

Quote: حقائق مرة!! * الآن وبعد أن إنهزمنا في مباراة أمس تبقى الحقيقة المرة أن الشعب السوداني ـــ عدا قلة قليلة جداً ـــ كان يتوقع هذه الهزيمة. * وحتى هذه القلة القليلة التي تفاءلت ومنت نفسها بالفوز، إنطلق تفاؤلها ونشأت أمانيها من قناعة بالحظ لا قناعة بمستوى المنتخب.. ولكنها نسيت أن الحظ لا يحالف إلا المجتهدين. * وأننا والإجتهاد في واديين مختلفين. * وأظنكم تعرفون ماذا أقصد بالإجتهاد. * نجومنا كأفراد إذا لم يكونوا أفضل من نجوم مصر فإنهم لا يقلّون عنهم. * المعز لا يقل عن الحضري.. وريتشارد لا يقل عن وائل جمعة.. وسفاري أفضل من أي مدافع في منتخب مصر.. والبرنس لا يقل عن أبوتريكة.. والعجب أفضل مهارات ومواهب من زيدان وأحمد حسن.. وهناك طيارة لا يقل عن متعب، وقلق لا يقل عن بركات، وهكذا دواليك. * فلماذا إذن توقعنا الهزيمة ولم نتفاءل بالنصر؟؟!! * أكدنا من قبل أن بطولات مثل بطولة أفريقيا تحتاج في المقام الأول للياقة ثم اللياقة ثم اللياقة قبل أن تحتاج للمهارات والمواهب.. لأن اللاعب مهما بلغ مستواه لن يستطيع أن يقدم شيئاً إذا لم تتوفر لديه اللياقة المطلوبة. * ولأن اللاعبين السودانيين هم اللاعبون الوحيدون في العالم الذين لا يتمتعون باللياقة المطلوبة كان لابد أن يودعوا نهائيات غانا في دورها الأول ويخسرون المباراة الأولى والمباراة الثانية، وسيخسرون المباراة الثالثة. * في الدول من حولنا لا يتوقف النشاط الرياضي من أجل المنتخب الوطني.. ولا يتم تكوينه قبل أسبوعين من السفر.. ولا يستعد للبطولات بمعسكر أقل من شهر.. ولا يكتفي بثلاث مباريات تجريبية.. ولا يكون بدون مدرب لياقة... ولكن كل هذا يحدث في السودان!! فكيف يحقق الإنتصارات وينال البطولات. * تخيلوا رئيس الإتحاد العام المسئول الأول عن إعداد وإستعداد وتكوين المنتخب الوطني يقف في المنابر ويعترف بأننا صعدنا إلى النهائيات بالحظ ؟؟!! * أو لم يسأل الدكتور نفسه لماذا صعدنا بالحظ ولم نصعد بالإعداد والإستعداد والتدريب والجهاز الفني المتكامل؟؟!! * إتحاده يعلم جيداً أن نهائيات غانا ستبدأ في العشرين من يناير، فلماذا بدأ الإستعداد في نفس الشهر؟؟!! * ولماذا لم يكوّن المنتخب بعد نهاية الفترة الأولي للموسم في يونيو الماضي ويعده الإعداد الجيد وينظم له المباريات الودية القوية؟؟!! * ولماذا لم يفكر في توسيع دائرته بعدد كبير من نجوم الأندية الاخرى حتى لا يكون حكراً لنجوم المريخ والهلال ويضطر إلى تجميد النشاط بمجرد سفره ـــ أي المنتخب ـــ في معسكر أو مباراة خارجية؟؟ * لو مُنحت الفرص في المنتخب لنجوم الأندية الأخرى فلن يكون لأي من المريخ والهلال أكثر من ثلاثة أو أربعة لاعبين في صفوفه، وبالتالي يمكن مواصلة النشاط المحلي في غياب المنتخب. * لقد إشتكى الدكتور شداد من تكدّس اللاعبين في القمة، ومن إعتماد المريخ والهلال على نجوم بعينهم وتجاهلهما لبقية اللاعبين، ومع ذلك إعتمد منتخبه على نجوم بعينهم وتجاهل بقية لاعبي الأندية الأخرى!! * لو أصدر شداد قراراً بتقليص عدد لاعبي المريخ والهلال في المنتخب وأمر بأن لا يتوقف النشاط في غياب المنتخب، فإن القمة ستجد نفسها مرغمة على منح الفرص للنجوم الآخرين.. وربما يقدمون مستويات أفضل من الدوليين وبالتالي يغنون الفريق عن التفكير في المحترفين أو في تجنيس الأجانب، ويقدّمون للمنتخبات المزيد من النجوم. * نعود لموضوعنا الرئيسي ونؤكد مرة ثانية على أن المواهب السودانية لا تقل عن المواهب الأفريقية ولا حتى العالمية، ولكنها للأسف لا تجد من الإتحاد التفكير المدروس الذي يؤهلها لتحقيق الإنتصارات والبطولات. * لذا كان طبيعياً أن نخسر مباراتي زامبيا ومصر وسيكون طبيعياً أيضاً أن نخسر مباراة الكاميرون.... فلا تهاجموا اللاعبين. * هاجموا الإتحاد... وهاجموا التدريب.. وهاجموا العقلية الإدارية الرياضية في السودان.. ثم تأكدوا من أن الفشل والإخفاقات سيتواصلان إلى يوم القيامة إذا لم يعد جهاز الأشبال، ويتحرر المنتخب من سيطرة نجوم القمة، ولا يتوقف النشاط في غياب المنتخب. * وكفى.