|
Re: التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION (Re: emad altaib)
|
ـــــــــــــــــــــــ نواصل التنشئة السياسية :ـ حتي الخمسينيات لم يتبلور تعريف للتنشئة السياسية , وكان هذا المجال حكرا علي المربين والفلاسفة وكان يتداخل مع مفهومي التعليم والتربية , واهتم به فيما بعد علماء الاجتماع وعلماء النفس من خلال دراسات علماء الاجتماع حول الاغتراب السياسي , ودراسة علماء النفس الامريكين لقياس هروب الشباب من عالم السياسة , وفيما بعد اهتم علماء التحليل الوظيفي بالتنشئة السياسية كأحد العناصر الاساسية في حفاظ النسق السياسي علي توازانه إلا أن أول وأهم دراسة جادة حول الموضوع هي التي قام بها (هربرت هايمان) 1959م اكد فيها علي ان الاهتمام بالتنشئة السياسية قد جاء مصاحبا للدراسات المتعلقة بالسلوك السياسي ـ وهذا ماوضحه في عنوان دراسته المشار إليها ـ حيث اصبحت دراسة الانتظام في السلوك السياسي والفروق بين الجماعات في هذا الصدد ميدانا للبحث الاجتماعي .وتعريفه للتنشئة السياسية فهو "تعلم الفرد لأنماط سلوكية ــ إجتماعية تساعده علي أن يتعايش مع الاعضاء الاخرين في المجتمع وذلك عن طريق مختلف مؤسسات المجتمع مما يساعد هذا الفرد يتعايش سلوكيا مع هذا المجتمع" وتوالت الدراسات وخصوصا التي تركز علي السلوك السياسي للافراد وفهم توجهاتهم السياسية وتعددت التعريفات التي أعطت للتنشئة السياسية , فيعرفها (جبريل الموند وبويل) بأنها "اكتساب المواطن للاتجاهات والقيم المختلفة المتوقعة منه"ويربط تعريفه هذا للتنشئة بالوظيفية التي تؤديها خدمة للنسق السياسي وكأداة لترسيخ قيم ومواقف لدي الافراد تدعم النسق السياسي للتكيف مع بيئته . ويقول في ذلك : التنشئة هي عملية استقرار الثقافة السياسية ومحصلتها النهائية هي مجموعة من الاتجاهات والمعارف والقيم والمستويات والمشاعر نحو النظام السياسي وأدواره المختلفة أما (روبرت ليفين) فعرفها أنها :"اكتساب الفرد لاستعدادات سلوكية تتفق واستمرارية قيام الجماعات والنظم السياسية بأداء الوظائف الضرورية للحفاظ علي وجود الجماعات والنظم "ويعرفها اخر بانها " تلك الطريقة التي ينقل بها المجتمع ثقافته السياسية من جيل إلي جيل , او تلك العملية التي يتعلم الفرد من خلالها الموافق والاتجاهية والانماط السلوكية الوثيقة الصلة بالحياة السياسية" ونشير اخيرا إلي التعريف الذي اعطاه كل من (جرين شتاين)و(وسيدني) في مؤلف لهما حول التوجيه السياسي والثقافة السياسية عند الشباب الفرنسيين , فعرفاها بأنها:"التلقين الرسمي وغير الرسمي المخطط وغير المخطط للمعارف والقيم والسلوكيات السياسية وخصائص الشخصية ذات الدلالة السياسية وذلك مرحلة من مراحل الحياة عن طريق المؤسسات المختلفة في المجتمع ". لاشك ان كل هذه التعريفات هي تعريفات إجرائية اوصياغات عقلية لظاهرة عيانية موجودة في كل المجتمعات وتعددوتنوع التعريفات يعكس ابعاد ايد يولوجية وثقافية لدي المعرفّين ويعبر عن تنوع اشكال التنشئة عبر المجتمعات فهناك فرق بين اعتبار التنشئة تعليماً أو تلقيناً واعتبارها اكتسابً فالمعني الاول يتضمن الجبر والاكراه بينما المعني الثاني يتضمن الحرية . وفي هذا السياق فإن تعريف التنشئة بأنها تلقين الافراد قيم وثقافة المجتمع السياسية قد يتضمن حكما توجها محافظا بل متناقضا مع منطق التطور والتغير وفي واقع الامر لاتوجد تنشئة سياسية تعمل علي اعادة انتاج الثقافة السياسية دون تغييراو تبديل ولايوجد ايضا جيل يقبل ثقافيا وسياسيا ان تكون ثقافته نسخة طبق الاصل للثقافة السياسية للاجيال السابقة وخصوصا في عصر معلوماتية الثقافة وبصورة عامة يمكن القول ان الخصائص للتنشئية الاجتماعية المشار اليها سابقا متضمنه في التنشئة السياسية فهذه تعمل علي ان يكتسب الانسان الثقافة السياسية لمجتمعه واكتساب الثقافة السياسية يعني اكتساب غالبية قيم ورموز وتوجهات الحياة السياسية العامة السائدة في بلده وعملية الاكتساب هي عملية متواصلة تدريجية تبدأ منذ الطفوله ةتستمر حتي الشيخوخة اذن العلاقه بين التنشئتين الاجتماعية والسياسية علاقة انسجام واندماج وخصوصا في المجتمعات المستقرة حيث يكون النظام السياسي مرتبطا بالنسق الاجتماعي ككل منبثقا منه ومتجها اليه فالديمقراطية تسمح بالتغذية المتواصله بين الجانبين فكل منهما ينتج من الاخر ولكن قد تحدث قطيعة او تعارض بين التنشئتين السياسية والاجتماعية اذا مر المجتمع في مرحلة ثورة سياسية او اجتماعية شاملة ففي هذه الحالة يعبيء النظام السياسي الجديد جهوده لمقاومة ومعارضة الثقافية السياسية السائدة وتغير وتغيير مرتكزات التنشئة الاجتماعية والسياسية السابقة جذريا. اسئلة للنقاش :ـ هل التنظيمات السياسية السودانيه والاحزاب تعمل بمنهجية للتنشئه السياسية والاجتماعيه في فترات الديمقراطية و الحكم الدكتاتوريات لها سبيل لمواصله مجهوداتها ان وجدت سابقا؟ كيفية الاستفادة من هامش الحريه من فتات نيفاشاه بعد ثمانية عشر عاما من حكم شمولي قابض علي زمام الامور في الاعلام وعصب الاقتصاد ويوجهه لمصالح الحزب الحاكم الضيق وإقصي للاخر ؟وهل الانقاذ استطاعت تغير اللعبة السياسية ومفردات الثقافة السياسية في خارطة الوطن وماهي الياتها التي اعتمدت عليهاوهل هي اخلاقية؟وماهي سلبياتها ؟ وهل تعاني التنظيمات السياسية السودانية من ظاهرت الاغتراب السياسي وبعيده من جماهيرها بمعني ان الانقاذ هل نجحت في خلق هوة بين التنظيمات السياسية والجماهير؟
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION | emad altaib | 01-24-08, 05:30 PM |
Re: التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION | Tragie Mustafa | 01-24-08, 06:02 PM |
Re: التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION | emad altaib | 01-24-08, 06:21 PM |
Re: التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION | emad altaib | 01-24-08, 06:50 PM |
Re: التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION | emad altaib | 01-25-08, 01:07 PM |
Re: التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION | emad altaib | 01-25-08, 09:24 PM |
Re: التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION | نيازي مصطفى | 01-26-08, 00:09 AM |
Re: التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION | emad altaib | 01-26-08, 03:30 PM |
Re: التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION | emad altaib | 01-27-08, 01:08 PM |
Re: التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION | محمد على طه الملك | 01-27-08, 02:09 PM |
Re: التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION | emad altaib | 01-27-08, 04:57 PM |
|
|
|