من لا يشكر الناس لا يشكر الله (شكراً حكومة الإنقاذ)

Quote: بعد كوبري الوفاء .. الشمال أعطى وما أخذ.. وداعاً للطرق.. والبنطون.. والفواليك في طفولتنا البسيطة بهذه المنطقة التي تحتفل اليوم مع الرئيس البشير وصحبه الكرام ـ برد بعض الجميل إليها ـ كنا ننبهر بقطار كريمة حين نحظى بالوصول إليه مسافرين أو مودعين، ومثله وقبله كنا ننبهر ـ بالبنطون ـ الذي يصل بنا من غرب النيل إلى شرقه حيث يرسو ما بين البركل وشبا وعسوم ومن مرساه في الشرق ينطلق الناس بـ«الحمير» أو بالسيارات ـ الكندا ـ في وقت لاحق قاصدين كريمة السوق، أو كريمة محطة القطار..! ولقد عاش هذا الجزء الواسع من الشمال الممتد من عطبرة مروراً بأبي حمد وصولاً إلى كريمة وهو بلا جسر يربط شرق نيله بغربه حيث كانت الوسائل البدائية من مراكب و«فواليك» بالية هي وسيلة الناس الوحيدة والخطرة جداً لعبور النيل خاصة في زمان الفيضان حيث يتزايد الخطر وتكثر حالات الغرق..! وأذكر أننا ونحن أطفال ـ مدركين ـ أن غرقت مركب ـ الرواسي ود حسب الله ـ وهو من زارعي ـ المقات ـ أو الشمام والبطيخ والخيار والعجور في الجروف حين ينزل النيل..! ويومذاك بكت كل قرية الدبيبة على غرقها والذين حتلت بهم المركب في عرض النيل حيث سمعت أولاد جدنا الشيخ ود سعد وأولاد الكاروري شيخنا الأكبر والأعلم وهم يرفعون الأكف لله لكي يكرم هذه المنطقة بحاكم ينشيء لها كوبري يربط غرب النيل بشرقه..! الآن هذا هو الحلم قد تحقق، وهذه هي الدعوات الصالحات وقد استجاب لها الله حيث زاد هذه المنطقة بفضله ومنحها مع الكوبري الذي يفتتح اليوم ـ السد ـ الذي سيضيء البيوت والعقول والوابورات وسيعطي السودان كله الضوء مثلما أعطاه الشمال كل أسباب وأسس ومعالم حضارته من نمولي إلى حلفا..! ومع الكوبري الرابط التاريخي بعد آلاف السنين هذا هو مطار مروي الرابط للمنطقة الكريمة السخية هذه بالعالم، وهو رباط قواه وأنشأه أبناء المنطقة في الشمال الكبير الذين انتشروا في كل بقاع الأرض من ـ سيدني في استراليا ـ إلى لندن وامستردام وأمريكا ـ الشعب ـ وليس أمريكا ـ بوش ـ وإلى الخليج وليبيا وأفريقيا وآسيا ليسهموا في حضارة العالم وليعود بعضهم الآن ليذكر الأم الرؤوم والوطن الصغير في مروي حيث يربطه بهذا الرابط الفسيح العظيم وهو هذا المطار الدولي أو القاري ـ الذي سيأتي بأبناء المنطقة المهاجرين من مناطق وبلدان هجرتهم إلى مروي رأساً دون تكرار حالة المرور بالخرطوم التي هاجروا إليها للعلم أو الرزق أو لمزيد من العطاء لأطراف السودان الأخرى فإذا بالظروف المختلفة تدخلهم في هجرة داخل هجرة وإذا بهذا الإنجاز العظيم ـ السد ـ والمطار ـ والكوبري ـ يعيدهم من منافيهم القريبة والبعيدة إلى مساقط رؤوسهم بهذه المنطقة ليمسحوا دموع تخلفها وتهميشها وليعطوها بعض ما أعطت لكل السودان دون ـ مَنٍّ ولا أذى..! اللهم بارك في هذا العمل العظيم الجبار.. وأجزل العطاء لمن قاموا به ومن تم في عهدهم وتحت قيادتهم..! اللهم أهدي المشاكسين.. والمعاكسين.. والمحاربين من أبناء الوطن الذين يعوقون أو يحاولون تعويق مثل هذا العمل الجبار في مناطقهم التي كانت تتقدم وتتطور فإذا بهم يجرونها ـ مع الأعداء ـ إلى الخلف حيث يقتلون فوق ربوعها الإنسان والأمل في التقدم والنماء والبناء..! وأكرر التحية لبناة ـ السد.. والكوبري.. والمطار ـ وأحيي بصدق من قاد هذا العمل وتبناه ورعاه.. أحيي المشير عمر البشير وأركان حربه الدكتور الجاز والمهندس أسامة والآخرين..!.