من لا يشكر الناس لا يشكر الله (شكراً حكومة الإنقاذ)

Quote: صباح الـخير يا مروي جاء يوم انصافك بعد سنوات العطاء للآخرين أربعة مشروعات ضخمة وفخمة سيسجلها التاريخ للإنقاذ والرئيس البشير السد فاصل بين التخلف القديم والتقدم الجديد المطار رابط قاري سيعيد لمروي بعضاً من مجدها والطرق شرايين الوحدة رغم انفصالية سكان باريس ولندن نحن اليوم في معية السيد رئيس الجمهورية، نغادر صباحاً إلى مروي - المطار الجديد- حيث تهبط به بإذن الله طائرة إير باص- كبيرة، في ثاني هبوط من هذا النوع الثقيل بعد أن تم هجر ودمار هذا المطار القديم لعدة عقود من الزمان..! إن مطار مروي إن لم تخنِ الذاكرة شيد حضارياً منذ عهد عبود، وربما قبله كان هناك مطار صغير لهبوط الطائرات على الأرض المدلجة..! ولأسباب لا يعرفها أحد تراجع مطار مروي إلى أن أُغلق تماماً وتحول إلى أثر ـ من آثار حضارات مروي القديمة..! كان أبناء مروي وسائر الشمالية من دنقلا إلى حلفا إلى مروي وبلاد جعل والرباطاب، قد شيدوا في طول السودان وعرضه عدداً من المطارات بداية من مطارات جنوب السودان - في غمرة سنوات الحرب- مروراً بمطارات دارفور، وكردفان، والنيل الأزرق، والجزيرة، ولكنهم ـ أي أبناء الشمال الكبير ـ آثروا غيرهم من مناطق وأبناء السودان وتركوا أنفسهم، وهكذا هو دأب الذين يأثرون الغير على أنفسهم، ليس في مسألة المطارات والطرق وحسب، بل في كل المشاريع الكبيرة التي انتظمت بعد الاستقلال وخلال سنوات الإنقاذ، التي لابد من الاعتراف بأنها الأكثر مع كثرة عائدات البترول والضرائب والجبايات بمختلف أنواعها، حيث يعطي الناس بعض هذه الجبايات عن رضا ما دام هناك عائد لهم من خلال مثل هذه المشاريع الحضارية الطابع، والتي أبرزها ما نحن نتشرف بحضوره اليوم مثل «سد مروي»، والكوبري والطرق الرابطة بين ولايات ومدن الشمال..! كان مطار مروي الذي يجري افتتاحه اليوم، وبعد أن تحول من مطار ولائي صغير إلى مطار قاري كبير، قد استخدم لآخر مرة وبصورة واسعة إبان فيضانات 1988م، التي دمرت ما تبقى من هذه المنطقة، التي قلنا ونقول دائماً أنها أعطت ولم تأخذ على الاطلاق..! كانت الطائرات التي تحمل الدعم والاغاثات للشمالية تهبط في هذا المطار على سوء مدارجه وبؤس آلياته وأجهزته الفنية..! ولقد وصلت يومذاك مروي مروراً بالخرطوم قادماً من السعودية في معية وفد صحفي عالمي وعربي كبير، لكي نعكس مأساة أهلنا الذين دمر حياتهم وممتلكاتهم الفيضان..! ويشهد الله أنني واجهت أكبر قدر من الخجل والتعاسة وأنا أقود ضيوفي الأعزاء إلى أحد منازل أهلنا بقرية الدبيبة المجاورة لمطار مروي..! اليوم وفي العام الماضي زرت نفس المنطقة، وهبطت بنا الطائرة في مطار مروي، وهو تحت التشييد، فقد زال عني الغبن والأسى لأن معالم الحياة في كل المنطقة آخذة في التحول إلى الأحسن، بعد أن قررت الدولة رد الاعتبار التاريخي لبناة السودان من أبناء هذه المنطقة من الشمال الكبير.. فقد أصبحت المنازل هنا تؤجر من أصحابها بعد أن كان أصحابها يؤجرون من يحرسها..! والآن أصبح الجيل الجديد من أبناء المهاجرين يزور دنقلا أو مروي، أو الدبيبة، أو تنقاسي السوق، أو كريمة خلال ساعات بسيارته، أو بأفخم وأجمل البصات وعربات الهايس، التي نناشد سلطات الشرطة والمرور أن تخلي سبيلها وتسمح لها بالعمل لأنها ـ أي الهايس ـ ليست سيارات نقل ركاب من الشمالية إلى العاصمة الخرطوم، بل هي في بعض الحالات عبارة عن - اسعافات- تدخل القُرى والجزر لنقل مريض متعب إلى أقرب مستشفى بمروي، أو دنقلا، أو حلفا، أو حتى للخرطوم..! إن رد الاعتبار الوطني والتاريخي هذا سيسجله التاريخ لحكومة الإنقاذ، وللرئيس البشير، من خلال أربع انجازات رئيسية تندرج في اطارها مشاريع أخرى ستتوالي ما دامت الطاقة والطرق قد توفرت..! إن سد مروي سيبقى عطاءً كبيراً لقرون طويلة بإذن الله.. وسيقال عبر التاريخ أنه أُنجز في عهد الإنقاذ والرئيس البشير. * وكوبري مروي كريمة الذي يعتبر أضخم وأكبر جسر على النيل، بل والأول في هذه المنطقة منذ عهد الفراعنة وحتى يومنا هذا يعتبر الانجاز التاريخي الثاني.. والمطار الجديد الذي نهبط فيه اليوم وكأننا نهبط من السماء فرحاً في هذا اليوم المجيد هو الانجاز الثالث.. والطرق الرابطة هي انجاز حضاري سيزيد السودان والسودانين ترابطاً وارتباطاً، رغم نوايا التفرقة والعنصرة والتمزق التي يخطط لها الأعداء ويستخدمون فيها بعض سكان فنادق لندن وباريس وتل أبيب.. ويا مروي العظيمة.. كل العظماء الذين تخرجوا من مدارسك، وكل الزراع الذين أعالوا أسرهم من مزارعك المتواضعة، منذ عهد السواقي والشادوف والمتراث.. لقد جاء يوم انصافك وانصافهم.. وسيعود التاريخ القديم كما كنت منارة من منارات العالم، الذي تعرف كتب تاريخه وبكل اللغات مروي.. وحضارة مروي.. وعلماء وعظماء مروي وكل الشمال العظيم.. وهذه وضمن هذه الصفحة مقالة تحية وود وذكريات كتبتها لصحيفة « سد مروي»، تكريماً وتعظيماً لهذا الجهد الكبير والمقدر.. وتبقى التحية لضيوف مروي وأبناء مروي.. وقبل ذلك للرئيس البشير، وصحبه الكرام، تحية تدفع بالمال العام إلى مثل هذا العمل الكبير.. وتبعده جداً عن جيوب وخزائن وحسابات الذين فضح أمرهم تقرير المراجع العام الأخير.. ذلك لأن كل « مليم » يسرق أو يختلس.. أو يوظف خطأ هو خصماً على رصيد الإنقاذ ـ من التنمية والعطاء الكبير.. الأمر الذي يجعل من المختلسين بمختلف أسمائهم خصوم الإنقاذ ومعارضيها، وبالضرورة خصوم كل السودان وشعبه الكريم العظيم.. **