السفاح البشير يعين الجنجويدي موسي هلال مستشارا له !!!!

Quote: اما قبل الصادق الرزيقي استقطب القرار الجمهوري‮ ‬بتعيين الشيخ موسى هلال،‮ ‬زعيم المحاميد بدارفور،‮ ‬مستشاراً‮ ‬بديوان الحكم الاتحادي‮ ‬بدرجة وزير مركزي،‮ ‬اهتمام وسائل الإعلام المحلية والأجنبية والمنظمات الدولية مثل‮ (‬هيومن رايتس ووتش‮‬،‮ ‬إلى درجة أن السيد رئيس الجمهورية دافع بشدة عن قرار التعيين خلال مؤتمره الصحفي‮ ‬المشترك في‮ ‬أنقرة مع الرئيس التركي‮ ‬عبدالله‮ ‬غول‮.‬ وبعيداً‮ ‬عن ظلال هذا القرار وما خلَّفه من صدى‭ ‬واسع لدى الرأي‮ ‬العام الداخلي‮ ‬والخارجي،‮ ‬فإنه‮ ‬يجب قبل التعليق عليه،‮ ‬الإقرار بحق كل مواطن كفء‭ ‬قادر أن‮ ‬يتولى المنصب العام إذا كان قادراً‮ ‬على‭ ‬العطاء لا تقدح فيه شائنة تعيق ملاءمته للموقع والمنصب،‮ ‬وهذا حق دستوري‮ ‬مشروع‮ ‬كفله الدستور لأي‮ ‬مواطن في‮ ‬هذا البلد،‮ ‬وبالطبع الشيخ موسى هلال وهو زعيم قبيلة ورأس عشيرة لها مكانتها ودورها في‮ ‬دارفور،‮ ‬ليس نشازاً‮ ‬عن هذه القاعدة وليس هناك ما‮ ‬يحرمه ويحول بينه وبين أية مواقع دستورية رسمية،‮ ‬وقد سبق أن تولى‭ ‬زعماء قبائل كما ذكر الأخ‮ ‬يوسف عبدالنان قبل أيام وهو‮ ‬يتناول هذا الموضوع،‮ ‬تولوا مواقع تنفيذية في‮ ‬أعلى قمة الأجهزة التنفيذية والسياسية في‮ ‬مختلف مستويات الحكم‮.‬ لكن الاهتمام الكبير بهذه القضية،‮ ‬راجع بلا شك لشخصية الشيخ موسى هلال المثيرة للجدل،‮ ‬والغبار الكثيف الذي‮ ‬أُثير حوله منذ تفجر أزمة‮ ‬دارفور وحروباتها،‮ ‬حيث كان الرجل في‮ ‬مقدمة من تصدوا للتمرد وفي‮ ‬مقدمة من وُجِّهت إليهم التهم من قبل المتمردين وجهات دولية عديدة كانت تناصر التمرد وترى أن موسى هلال هو عقبة أمام تنفيذ المخطَّط المشؤوم في‮ ‬دارفور‮.‬ أما وأن الرئيس البشير أصدر قراره بتعيين الشيخ موسى،‮ ‬ليكون مستشاراً‮ ‬بديوان الحكم الاتحادي،‮ ‬فإن هذا الموقع باختصاصاته وصلاحياته‮ ‬ومهامه،‮ ‬أقرب إلى‭ ‬الرجل وإلى أدواره التي‮ ‬يمكن أن‮ ‬يلعبها على‭ ‬صعيد التسوية الكاملة في‮ ‬دارفور؛ فهو ليس زعيماً‮ ‬مثل كل زعماء القبائل،‮ ‬فهو أولاً‮ ‬شاب صاحب قدرات فذة في‮ ‬القيادة‮ ‬يتميز بالحسم والحكمة معاً،‮ ‬له نفوذ طاغٍ‮ ‬في‮ ‬أهله وقبول لدى جميع القبائل خاصة التي‮ ‬تساكنه في‮ ‬شمال دارفور خاصة قبائل الفور على‭ ‬امتداد مناطق شمال وغرب كبكابية ووادي‮ ‬باري،‮ ‬والزغاوة في‮ ‬شمال وغرب ولاية شمال دارفور حتى داخل الأراضي‮ ‬التشادية‮.‬ هذا‮ ‬غير وزنه وثقله القبلي‮ ‬وهو‮ ‬يقود أكبر فخذ من أفخاذ قبيلة الرزيقات التي‮ ‬تنقسم إلى‭ ‬ثلاثة أفرع رئيسة هي‮ (‬المحاميد،‮ ‬الماهرية،‮ ‬النوايبة‮.‬ وإذا قيس الشيخ موسى بين زعماء القبائل،‮ ‬فهو الآن على‭ ‬رأس من عاشوا في‮ ‬أتون الحرب وتطاحناتها،‮ ‬فقد كان ولم‮ ‬يزل جزءاً‮ ‬من تفاعلاتها،‮ ‬فيجب أن‮ ‬يكون جزءاً‮ ‬من الحل أيضاً،‮ ‬وهذه قضية معلومة بمنطق الأشياء،‮ ‬فهو الآن بلا نزاع جزء من الحل المطلوب في‮ ‬دارفور،‮ ‬لقدرته على‭ ‬قيادة المبادرات الأهلية التي‮ ‬تقود للتصالح،‮ ‬وقد قاد الرجل بالفعل مبادرة منذ‮ ‬2004م في‮ ‬منطقة وادي‮ ‬باري‮ ‬عندما جمع كل القبائل هناك‮ (‬فور‮ + ‬عرب‮ + ‬زغاوة‮ + ‬ميما‮ + ‬تنجر‮ ‬وغيرهم وصنعوا معاً‮ ‬أكبر تجمع أهلي‮ ‬متصالح‮ ‬يمارس‮ ‬حياته تحت ظلال التعايش السلمي‮ ‬والتصاهر والتوادد الذي‮ ‬لا مثيل له‮.‬ ومن هنا نخلص إلى‭ ‬أن تعيين الشيخ موسى مستشاراً‮ ‬في‮ ‬ديوان الحكم الاتحادي،‮ ‬سيدفع أكثر ومن موقع قريب لصنع القرار،‮ ‬بعجلة التصافي‮ ‬والوئام الأهلي،‮ ‬وليس أقدر على ذلك من الذين خاضوا الحرب فعرفوا فظاعاتها وأصبحوا الأكثر حرصاً‮ ‬على‭ ‬السلام بعد أن عرفوا العملية السلمية ونجاحاتها ونجاعتها‮.‬ وختاماً‮ ‬فإن هذا الموقع الجديد،‮ ‬لا‮ ‬يزيد موسى هلال شيئاً،‮ ‬فقد نال الشهرة والصيت الذائع وهو زعيم قبيلة،‮ ‬وعرف السلطان وفنون القيادة‮ ‬وسط أهله وامتدادات عشيرته،‮ ‬ولن تزيده هذه‮ (‬الاستشارية‮ ‬إلا مسؤولية إضافية ورهقاً‮ ‬على‭ ‬رهق‮..‬