|
تكوينٌ .. (Re: بله محمد الفاضل)
|
تكوينٌ ..
هانيبال عزوز
في مَدارِ الحِصَارِ،
وَحَيثُ التَّوسُّلُ يَفْرُكُ كَفَّيهِ
مُستَمرِئاً لَفْتَةَ المُوحِلينَ،
يَنِزُّ الهَواءُ صُراخاً دَفيْناً..
فَأَسمَعُ مِنهُ صَدَى الطَّالِعينَ
مِنَ الذَّاكِرَةْ :
يَنبغي أنْ تَقولَ الَّذي قَالَهُ الحُلمُ،
في حَضرَةِ المَوتِ، لِلنّارِ، حِينَ اكتَوَى ..
يَنبغي أنْ تَقومَ كما قُمْتَ،
مِنْ دَهشَةِ النَّهدِ، بالحُبِّ،
أو مِثلَما قُمْتَ
مِنْ لَعنَةِ الحِبرِ، عَارٍ،
كَما وَلَدَتْكَ المَصَائِبُ..
يَخجَلُ مِنكَ الكَلامُ،
إذا مَا استَقَمْتَ..
وَتَأوي إليكَ النِّصالُ،
إذا مَا استَدَرْتَ..
وَيَشْمَتُ مِنْ لَونِكَ العَتْمُ،
إنْ لَطَّخَتْكَ النَّوافِذُ،
أو دَاهَمَتْكَ القَصيدَةُ،
مِنْ كُوَّةٍ فيْ الغيابْ.
لَمْ يَعدْ غَيرُكَ الآنَ
وَسْطَ انفِعالِ الزَّمانِ.
فَلا تَحْرِمِ اللامَ نَشْوَةَ جَبْلِكَ..
لا تُثْكِلِ النَّهْيَ، قَبْلَ اكتِمَالِكَ..
لا تُوصِدِ اللَيْلَ، قَبْلَ انبِلاجِكَ..
هَذا أَوَانُ الهُيامِ الضَّروسِ،
بِعَينِ العِبَارَةِ.
مِنْها سَأجْلُبُ عُشْبَ الخُلودِ،
لِبَعثِ الحَياةِ بِنَسْغِ الحَكايا.
وَفيها سَأَصْرَعُ ثَوْرَ السَّماءِ.
أَجِيءُ عَلى سَاعِدي مُعجَمٌ
مِنْ حِصَارِ الدُّهورِ..
كَأنّيْ أُعيْدُ ارتِجَالَ الفَجيْعَةِ..
لا بَأسَ.. ..
حُزنيْ يُرَدِّدهُ الطِّينُ في كُلِّ عَامٍ.
وَهَذي الخَطيئَةُ:
أَطْهَرُ مِنْ سُحْنَةِ الذُّلِّ،
أَوْفى، وَأَبْقى عَلى العَهْدِ
مِنْ لَغْوِها المُخْمَليِّ.
وَهَذي الفَقاقِيْعُ في رَاحَتَيَّ ابتِدَاءٌ
لِجَدوى اكتِشافِ الحُروفِ،
بأوَّلِ نَارٍ، أُضِيئتْ بِبَهويْ،
لِتَحْرُسَ مَهديَ مِنْ
مُرْضِعاتِ الذِّئابْ.
هَكَذا مِنْ غُبارِ الرُّؤى.
مِنْ زَفيرِ الجُّموحِ..
أتَيْتُ بِنصفيْ،
وَنِصفيْ، هُناكَ،
شَهيقٌ يُحَشْرِجُ
نُطْقَ الخَرابْ.
فَأنا مِثلَما شِئْتُ كُنْتُ.
وَكَانتْ، كَمَا لَمْ أشَأ، بيْ،
نَوايا حِبَالِ الأحبَّةِ،
تُوليْ لِخَيطِ القَصيدَةِ أمْرَ انتِشالي..
وَكَانَ الَّذينَ شَجاهُمْ مَصيري ـ
بِداءِ الجَهالَةِ،
يَسْتَبقونَ البِدايةَ
كيْ يُعلِنوا
نَصَرهُمْ في الخِتَامِ.
فَأضْحَكُ ...
هُمْ يَجهَلونَ بأنّيْ بُعِثْتُ
لأنْحِتَ فيْ كَيدِهِمْ سُورَتيْ.
فَإذا مَا رَجَعْتُ لأُمْلي صَدَاها..
تَرَكْتُ لأَهليْ شَبيهي يَئنُّ،
بَبَلوى شَقايَ الَّذي لا يُرَدُّ،
وَلا يَنتَهيْ. .....
فِكْرَةٌ: أَنْجَبَتْني، وَأَنْجَبْتُها
مِنْ مَدَى رَحْمِها.
قُمْ فَمَا مِنْ سِواها خَبيرٌ بِحَالِكَ.
تَعْرِفُ كَيفَ
تَغِبُّ الرُّؤى مِنْ مَدَاكَ..
وَلا تَرْتَويْ.
قُمْ.. فَمَا مِنْ قَصِيدَةِ حَقٍّ سِواها،
تَرَى نَفْسَها
فيْ ذُرى نَبْضَتَيْكَ..
وَلا تَكْتَفيْ.
(البناء الدمشقية) 2007
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
احتفائية القارئ | بله محمد الفاضل | 01-13-08, 07:55 PM |
قصة من أم درمان-صلاح أحمد إبراهيم | بله محمد الفاضل | 01-13-08, 08:11 PM |
Re: قصة من أم درمان-صلاح أحمد إبراهيم | مهتدي الخليفة محمد نور | 01-13-08, 08:23 PM |
Re: قصة من أم درمان-صلاح أحمد إبراهيم | بله محمد الفاضل | 01-13-08, 08:30 PM |
منزل مزدحم بالغائبين-تمام التلاوي | بله محمد الفاضل | 01-13-08, 08:53 PM |
Re: احتفائية القارئ | السمندل | 01-14-08, 05:18 PM |
Re: احتفائية القارئ | بله محمد الفاضل | 01-20-08, 09:17 PM |
مسارات - مروان الغفوري | بله محمد الفاضل | 01-20-08, 08:11 PM |
الصوت صوتك حين دق - عزت الطيري | بله محمد الفاضل | 01-20-08, 09:00 PM |
مقدمة الشعر - بيلي كولينز | بله محمد الفاضل | 01-20-08, 09:08 PM |
Re: مقدمة الشعر - بيلي كولينز | salma subhi | 01-20-08, 09:33 PM |
العابرون بالاحتفائية | بله محمد الفاضل | 01-30-08, 07:57 PM |
Re: احتفائية القارئ | منى على الحسن | 01-20-08, 09:42 PM |
الشاهق من بذرة | بله محمد الفاضل | 02-03-08, 01:25 PM |
آخر الحربِ منتصفُ الحب. | بله محمد الفاضل | 02-03-08, 01:29 PM |
تكوينٌ .. | بله محمد الفاضل | 02-03-08, 01:32 PM |
أضغاث أحلام | بله محمد الفاضل | 02-04-08, 07:47 PM |
نعيٌ مبّكر .. لموتٍ مؤجّلْ | بله محمد الفاضل | 02-05-08, 08:53 PM |
وطنٌ يُبَاعُ ويُشْتَرَى وهَلُمَّ جَرَّاً | بله محمد الفاضل | 02-05-08, 08:57 PM |
هاجس المشّاء | بله محمد الفاضل | 02-05-08, 09:04 PM |
الوردة الرصاصية | بله محمد الفاضل | 02-06-08, 07:30 PM |
لا تصالح | بله محمد الفاضل | 02-06-08, 07:36 PM |
إن جُثَّتِ الحركات | بله محمد الفاضل | 02-06-08, 07:57 PM |
زيارة الموتى | بله محمد الفاضل | 02-06-08, 08:03 PM |
|
|
|