لحظة من فضلكم ....
أعزتي أبناء وطني الذين ينتمون للسودان الوطن الأم ...
الذي لا نرجو غيره
من انت يا سوداني ....
من أنت ؟؟؟؟؟؟؟؟
----------------------------
من أنت..؟! يا حلم الصبا .. من أنت..؟! يا أمل الشباب..؟؟
من أنت..؟ من رحت انشده و لكن لا أجاب
أرنو لصورتك الحبيبة بين أطياف الضباب
في الأرض في الأنهار في الشفق المنور في السحاب..
و أحسها في خاطري نور تدفق في انسياب
بالسحر بالآمال بالأنغام بالعطر المذاب...
من أنت..؟! يا نفح المنى من أنت..؟! يا نور الصباح..؟؟؟
بعد عناء من المشاهدة التي كنا نتكبد مشقتها ومشاهدة "قانون العقوبات السودانية" = "القناة السودانية" فتح الله علينا بقنوات سودانية عديدة فأصبح خيار حرية المشاهدة متاح ما بين هارموني - شروق – زول - النيل الأزرق - ساهور.
أتناول كل الأطباق كل يوم وبين فترة وأخرى أجد نفسي حالا في قناة هرموني لأني أتذوق فيها طعما سودانيا شهيا وكاملا وأصبحت أخاف من توقفها في أي لحظة وأملي أن لا يحدث ذلك.
أجد نفسي مضطرا للتحول عنها حينما تطل أغنية:
الحلوة يا ست الدلال العيشة من بعدك محال؟؟؟؟
لا أدري بالرغم من أن كلماتها تبدو جميلة ولكن طريقة الأداء التي لا تمت بنا بصلة وبك أنت .... من أنت يا سوداني ... يا حلم الصبا....
لقد أستفذت مسامعنا تلكم الأغنيات الجارحة وهاهو الأداء المستفز يطل مجدداً ..... بل وصل بنا الحال لتدخل السلطات لمنع بعض الأغاني وهنا أجد نفسي غير محق في دحض بعض الآراء التي ذكرت كثيرا من شاكلة:
- رؤية البعض في أن أغاني البنات شاكلة "راجل المرا" تعالج وتطرح البدائل للذكور منا قبل الإناث.
- قيل بأن أغاني البنات تعكس قضايانا الاجتماعية وتعكس رغبات الإناث في العيش في أحلامها البرج عاجية – وترسم حلم فارس أحلامها ...
- أغاني البنات أغاني تراثية جيدة تحرض على الشجاعة و الذود عن الوطن وتحرض على التمسك بقيم سلوكية حميدة.
كل هذه الرؤى يمكننا أن نسلم بها لو أستمر ذلك الذوق الرفيع من شاكلة "المهيرة عقد الجلاد"
أو من شاكلة:
من نورك المتوقد
يا الأخضر الليوني
ختفت موية بصري..
وعميت عليا عيوني..
الليلة ويا حنوني عليك بزيد في جنوني ....
هل كنا أولئك نساء .. ونون النسوة آنياً تحولت لمسخ يترنم براجل المرا حلو حلا ... وصار المذكر السالم يتغنى بـ "مرة الراجل حلوة حلا"
يا ترى هل فقدنا العافية في جمال قيمنا الأخلاقية؟
هل مثل هذه الأغاني تعد وسيلة تسويقية لترويج قيم المجتمع كما كان سابقا، أم أن قيم المجتمع قد انفرطت؟
ما مدى تدني ذوقنا العام وسماع الأغاني وتدني مستوى طرحها؟
أنماط منها:
- يا أب شرا إن شاء الله راجل مرا
- أنا بدخلو الصالون أنا بشربو الليمون أنا بصافحو بالقانون ......
إن أردنا أن نعيد هذا الشعب لمجده علينا أن نجتهد كثيرا في بناء أخلاقه وقيمه حتى تعود المهيرة عقد الجلاد لتوثق لتاريخنا الاجتماعية بصورة جيدة:
واترككم مع هذا الترياق وأتحدى من يمل من سماعه وتكراره كما مللت أنا
"الحلوة يا ست الدلال "
أملي لقناة هارموني التوفيق في مسيرتها وان تظل سودانية بالتمام والكمال وأن تحرص على تقديم ما هو جيد - خاصة الناحية الصوتية كخامة وناحية التصوير وان تذكرنا من نحن ....
ومن أنت يا سوداني .... من أنت يا حلم الصبا
وتصبحون على خير فالليل عندنا قد اليل ....
وما زال طفلا يحبو مع من أنت يا حلم الصبا