الصديــقات الحـــرام

Quote: صديقي أنّ عقولنا ما زالت صدئة ومتعفنة إلى حد التخمُّر! أسوأ رداء يمكن أن يُلبِسه الإنسان لعقله لكي ما يُبرر تعفنّه هو رداء الدين! مبدأ الحلال والحرام أُسيئ إستخدامه حتى أصبح كالغول أو العنقاء التي نخيف بها الناس ، بل أصبح كحبل المشنقة الذي نلفه حول رقاب كل من نظُن مجرد الظن أنهم لا ينتمون إلينا! الصداقة كلمة مشتقة من "الصدق" ، والصدق صفة حميدة فكيف بحق الله أن ترتبط بالحرام ، بل كيف يمكن للصدق أن يُحرّم؟ "الصديقات الحرام" .. عنوان ومضمون يجب أن نتوقف عنده كثيراً لأنه يشكل أزمة! لماذا نعتبر الصداقة بين الولد والبنت عملاً سيئ السمعة؟ ونعتبر صديق النساء أو صديقة الرجال ضالاً/ضالة وبحاجة إلى من يهديه/ها.. أو مجنوناً بحاجة إلى من يعالجه؟ أسمح لي يا صديقي أن أقول لك إن المجتمع هو المجنون ، لأنه لا يَقدِرْ على أن يُصادِق ، ولا يعرف حتى أن يُصادِق! الأمم يا صديقي لا تدخل في عصر الإنحطاط ، إلا يوم أن تلبس أقنعة الزيف ، وتفقد قدرتها على الصدق والتواصل الإنساني الخالي من كل سوء نوايا. الوطن الذي يُصادِر الحب والصداقة كما يُصادر العملة المزيفة ، والحشيش ، هو وطنٌ يستحق البكاء عليه! نحن أمة إبتلانا الله بهاجس إسمه الجنس! المرأة لم تكُ في يومٍ حُلُمَ الرجل العربي ، ولكنها كانت رهينته ومطيّته والمزرعة التي يُمارس عليها إقطاعه التاريخي. وكما قال نزار قباني في أحدى لقاءاته: "لا أدري لماذ يعتريني الشعور أحياناً ، أن العلاقة بين الرجل العربي والمرأة العربية هي (علاقة عقارية) ينطبق عليها كلّ ما ينطبق على العلاقات العقارية من معاينة ، ودفع رسوم ، وإستملاك" .. إنتهى كلام نزار. المرأة في مجتمعنا محاصرة حصاراً غريباً يا صديقي ، فمن النظام الأبويّ إلى النظام الزوجيّ ، تنتقل المرأة من معتقلٍ إلى معتقل! إن جذور الرجل العربي القبليّة ، والإقطاعية ، تُملي عليه أن يتصرف مع المرأة كما يتصرّف مع الأرض ، والثروة الحيوانية! كلُ هذا لأن المجتمع العربي يخاف من هاجس الجنس أكثر مِنْ خوفه مِنْ الله ، ويُفسّر كل الحياة تفسيراً جنسياً. نحن شعب محاصرون بفكرة العيب والشرف والعرض حول الجنس الثاني ، مما جعلنا مجمتعاً معزول عن نصفه الثاني وكأنه وباء خطير يغتال كل من يقترب منه. نظرتنا المتخلفة إلى الجنس هي وراء تخلفنا الإقتصادي ، ووراء إنقسام المجتمع العربي جنسياً إلى قارتين منفصلتين ، وهذا ما يجعلني أعتبر أن الجنس هو مشكلتنا الأساسية ، ومتى وجدت هذه المشكلة حلولها ، فإن بقية المشاكل ستُحل تلقائياً. أشكرك على هذه الصرخة!