محمد سعيد القدال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 10:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-07-2008, 01:03 AM

Mohamed Omer
<aMohamed Omer
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 2380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد سعيد القدال (Re: Mohamed Omer)





    خمس كلمات في القرآن



    محمد سعيد القدال


    حكم



    يثير موضوع الحكم في القرآن جدلاً عنيفاً وحاداً، لأنه مغلف بأغلفة ايديولوجية سميكة. ونود أن ننأى عن هذا المعترك ولا نخوض فيه. ونركز على الخطاب القرآني وليس ما تفرع عنه من اجتهادات بعضها ابتعد عن الخطاب القرآني بعداً مخلاً. وقد تناولنا كلمتين ورد ذكرهما في القرآن، لنبين السياقات المختلفة التي وردت فيها. ولكن الكلمتان لا تثيران جدلاً مثلما تثير كلمة حكم.
    ورد لفظ الفعل الماضي «حكم» ومشتقاته في القرآن في سياقات مختلفة في عدد من الآيات، نتناولها حسب الترتيب الذي وردت فيه في المصحف.
    جاء في سورة البقرة: «213»: «كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه».
    واشتملت هذه الآية على ثلاثة تعابير هي من صميم منهج الخطاب القرآني. الأول: إن الانبياء مبشرون ومنذرون. والثاني: فهدى الله الذين آمنوا. والثالث: والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. وفي إطار هذه التعابير جاء قوله: «وانزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه» لقد ورد لفظ (حكم) في السياق العام لمنهج الهداية، ويحمل معاني ودلالات إيمانية وليس له أي مدلول خاص بمنهج الحكم في الدولة والقوانين التي تسير أمور الناس في السياسة. وإعطاء اللفظ أي مدلول آخر فيه مصادمة لمنهج الخطاب القرآني وفيه تعسف غير مستساغ.
    ويرد الربط بين الكتاب الذي أنزله الله للبشر والحكم بذلك الكتاب في آيتين من آل عمران:
    آل عمران: «23» «ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم».
    آل عمران: «79»: «ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب الحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله».
    فالسياق هنا سياق ايماني عام يخص أهل الكتب السماوية الأخرى.
    وجاء في سورة النساء: «58»: «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعمَّا يعظكم به ان الله كان سميعاً بصيراً».
    وتتناول الآية أمرين هما رد الأمانة إلى أهلها ثم الحكم بين الناس بالعدل، وتنتهي إلى القول: «إن الله نعمَّا يعظكم به». إن رد الأمانة إلى أهلها والحكم بين الناس بالعدل سواء أكان في أمور الدولة أو الأمور الخاصة، كلها توجيهات أخلاقية عامة وعظ الله بها الناس. فليس في كلمة حكم هنا أي معنى قانوني.
    ثم تتحدث الآية «59» عن طاعة أولي الأمر منكم. وهناك خلافات حول تحديد من هم أولي الأمر. وهي خلافات تقع خارج منهج الخطاب القرآني الذي يقوم على الهداية التي هي محور هذه الدراسة. ولم يحدد القرآن صفات أولي الأمر، هل هم الحكام أم أهل الحل والعقد أم اولياء الامر بالمعنى التربوي العام. ولم يحدد القرآن الإطار الذي تقوم فيه العلاقة بين أولي الامر والذين يطيعونهم، ولا ذكر واجباتهم تجاه من يطيعون. إن طاعة أولي الامر ليست انقيادا أعمى، وإنما علاقة ثنائية تفرض التزامات على الطرفين. وهي تختلف عن طاعة الله التي تستوجب التسليم له والامتثال لكلمته. وتختلف عن طاعة الرسول التي تعنى التصديق بالرسالة السماوية التي حمل أمانتها، فطاعة أولي الامر الذين هم بشر تختلف عن طاعة الرسول الذي حمل رسالة السماء، وتختلف عن طاعة الله الذي هو فوق الرسول وفوق أولي الأمر، فالسياق هنا أخلاقي وليس فيه أية دلالات قانونية أو نظام للحكم، بل إن اقحام مثل هذه الأمور فيه خروج عن منهج القرآن.
    وتقول الآية «105» من سورة النساء: «إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما»
    وتخاطب الآية الرسول بشكل خاص. وتتجلى تلك الخصوصية في قوله: «بما أراك الله»، وهي الرؤية التي خصّ بها الله رسوله. وتتجلى تلك الخصوصية أيضاً في قوله: «ولا تكن للخائنين خصيما» ويقول الإمام محمد عبده في شرح الآية: «لا تتهاون بتحري الحق اغترارا بلحن الخائنين وقوة صلابتهم في الخصومة، لئلا تكون خصيما لهم وتقع في ورطة الدفاع عنهم» (المرجع السابق، ج5، ص270).
    وفي سورة المائدة ثماني آيات متصلة ورد فيها لفظ الفعل حكم ومشتقاته ثلاث عشرة مرة:
    المائدة: 42 الى 50:
    «سماعون للكذب أكالون للسحت فإن جاءوك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئاً وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين * وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين * إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشوني ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون * وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون * وقفينا على آثارهم بعيسى بن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين * وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون * وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعا ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما أتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم فيما كنتم فيه تختلفون * وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن ما أنزل الله فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله ان يصيبهم ببعض ذنوبهم وان كثيرا منهم لفاسقون * أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون.
    نتناول هذه الآيات مسترشدين بمنهج الخطاب القرآني القائم على الهداية، فالقرآن كتاب هداية. وفي هذا الصدد يقول الإمام محمد عبده: «التفسير الذي نطلبه هو فهم الكتاب من حيث هو دين يرشد الناس إلى ما فيه سعادتهم في حياتهم الدنيا، وحياتهم الآخرة، فإن هذا هو المقصد الأعلى منه، وما وراء هذا المبحث تابع له أو وسيلة لتحصيله». ثم يقول ان: «الأحكام التي جرى الاصطلاح على تسميتها فقها هي أقل ما جاء في القرآن، وان فيه من التهذيب ودعوة الارواح إلى ما فيه سعادتها ورفعها من حضيض الجهالة إلى أوج المعرفة وإرشادها إلى طريقة الحياة الاجتماعية ما لا يستغني عنه من يؤمن بالله واليوم الآخر. وما هو أجدر بالدخول في الفقه الحقيقي» (الجزء الرابع، ص 9.11).
    ورد لفظ حكم هنا في إطار الهداية التي لا علاقة لها بنظم الحكم والمؤسسات. وترد في الآيات تعابير لها دلالاتها. فتقول: «إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور» وتقول: «وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور».. «وهدى وموعظة للمتقين». وتصف الذين لا يتبعون الكتب السماوية بأنهم: الكافرون ـ الظالمون ـ الفاسقون. وتنهي الرسول فتقول: «ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق». ان المناخ السائد في الآيات كله مناخ هداية وما يستوجبه أسلوب الهداية من تعابير. وتنتهي الآيات قائلة: «أفحكم الجاهلية يبغون» ولم تكن الجاهلية دولة لها حدودها ونظم حكمها. الجاهلية مفهوم، يصف الفترة التي سبقت ظهور الإسلام وانفلتت فيه المشاعر بشكل جانح وطغت فيها الصراعات الدموية. وعندما انفعل أحد المسلمين أمام الرسول قال له: إنك امرؤ فيك جاهلية.
    وورد تعبير الجاهلية في الآيات التالية:
    آل عمران «154»: «يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية».
    الفتح: «26»: «إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية».
    ولا تشير الآيتان إلى نظام سياسي فيه مؤسسات حكم، وانما تشيران إلى وضع سادت فيه الأنفة والانفعال والظنون. وفي هذا الإطار يتحدث القرآن عن حكم الجاهلية.
    وتقول الآية التالية:
    الأحزاب: «33»: «ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى».
    وهذا يعني ان هناك جاهلية أولى سادت فيها المشاعر المنفلتة بشكل جانح، وجاهلية ثانية أقل حدة من سابقتها وهي الجاهلية التي سبقت ظهور الإسلام.
    والقرآن كتاب هداية، فلماذا خرج به البعض عن منهجه القويم هذا واستلوا منه قوانين خارج منهجه القويم، ليردعوا بها الناس كلما خرجوا ساخطين تحت وطأة الظروف المعيشية القاسية؟ انها أنظمة الحكم المتسلطة التي يزخر بها التاريخ الاسلامي عبر امتداده الطويل. وما لنا نذهب بعيداً ولدينا في السودان امثلة ساطعة استلت من القرآن قوانين للردع وسمتها اسلامية. ولم يكن نظام نميري الاول ولم يكن الاخير، لقد خاضت اوروبا بحارا من دماء حتى حققت الانفصال التاريخي الحاسم بين نظام الحكم والمؤسسة الدينية. وكانت حرباً ضروساً وقف رجال الدين المستنيرون في صفوفها المتقدمة عند خط النار. ولعل هذا يفسر لنا التعتيم المفروض على أفكار محمد عبده وكوكبة المفكرين على أيام الاستنارة الزاهيات. وانتشار الأفكار الغثة التي تلعلع بها أجهزة الإرسال الحديثة وتلفظها مطابع النفط.
                  

العنوان الكاتب Date
محمد سعيد القدال Mohamed Omer01-06-08, 07:00 PM
  Re: محمد سعيد القدال Mohamed Omer01-06-08, 07:12 PM
    Re: محمد سعيد القدال Muna Khugali01-06-08, 07:19 PM
  Re: محمد سعيد القدال Mohamed Omer01-06-08, 07:48 PM
  Re: محمد سعيد القدال Mohamed Omer01-06-08, 11:37 PM
    Re: محمد سعيد القدال Osman Musa01-06-08, 11:49 PM
  Re: محمد سعيد القدال Mohamed Omer01-07-08, 00:00 AM
  Re: محمد سعيد القدال Mohamed Omer01-07-08, 00:09 AM
  Re: محمد سعيد القدال Mohamed Omer01-07-08, 00:13 AM
    Re: محمد سعيد القدال Ahmed Abushouk01-07-08, 00:26 AM
  Re: محمد سعيد القدال Mohamed Omer01-07-08, 00:20 AM
  Re: محمد سعيد القدال Mohamed Omer01-07-08, 00:28 AM
    Re: محمد سعيد القدال Mohamed Omer01-07-08, 00:41 AM
  Re: محمد سعيد القدال عبدالمجيد صالح01-07-08, 00:37 AM
  Re: محمد سعيد القدال Abomihyar01-07-08, 00:44 AM
  Re: محمد سعيد القدال Mohamed Omer01-07-08, 00:55 AM
  Re: محمد سعيد القدال Mohamed Omer01-07-08, 00:59 AM
  Re: محمد سعيد القدال Mohamed Omer01-07-08, 01:03 AM
  Re: محمد سعيد القدال Mohamed Omer01-07-08, 01:12 AM
    Re: محمد سعيد القدال Mohamed Omer01-07-08, 02:02 AM
      Re: محمد سعيد القدال Mohamed Omer01-07-08, 02:05 AM
        Re: محمد سعيد القدال Mohamed Omer01-07-08, 02:19 AM
          Re: محمد سعيد القدال Mohamed Omer01-07-08, 02:22 AM
  Re: محمد سعيد القدال Mohamed Omer01-07-08, 01:38 AM
    Re: محمد سعيد القدال اسامة جعفر01-07-08, 04:57 AM
      Re: محمد سعيد القدال إسماعيل وراق01-07-08, 05:42 AM
        Re: محمد سعيد القدال Al-Sadig Yahya Abdall01-07-08, 05:55 AM
  Re: محمد سعيد القدال خالد العبيد01-07-08, 10:41 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de