تشكر محمد البشير. ظهور الانترنت قد قلب موازين القوى الإعلامية في العالم باتاحته الفرصة لكل انسان أن يجعل جميع العالم يسمع صوته ومن هنا فقد أصبحت الانترنت مرتعا خصبا لأناس يرفض الإعلام العادي نشر أفكارهم وإحدى النتائج الطبيعية لذلك هي رواج فكر نظرية المؤامرة بصورة لم يسبق لها مثيل. ولكن ليست الانترنت وحدها هي السبب بل السبب هو شعور الكثير من المواطنين الغربيين بأن كبار الرأسماليين يتحكمون في الإعلام ويجهونه على هواهم. وأضرب لك مثلا فعدد الصحف التي تصدر هنا في تورنتو لا تزيد عن ربع تلك التي تصدر في الخرطوم وبما أن هذه الصحف تعتمد على صناديق معدنية لبيعها آليا وأماكن وضع هذه الصناديق أمام محطات المترو وأماكن الازدحام محدودة فلا يمكن وضع المزيد من الصناديق أي من الصعوبة بمكان ظهور المزيد من الصحف. وقد اعتدت أنا على قراءة معظم هذه الصحف لآفاجأ بأنها عبارة عن نفس الصحيفة بأسماء مختلفة تردد نفس الأخبار ونفس المواضيع. أما ألأراء الغريبة والأفكار الخارجة عن الخط فلا مكان لها للنشر. كل هذا قد يثير لبارانويا ويجعل الناس يظنون أن هناك قوة خفية تتحكم في عقولهم وتسيرها في اتجاه معين.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فهناك ظاهرة في الغرب غير موجودة عندنا في الشرق ألا وهي الجماعات السرية التي أصبحت مثار جدل كبير في الفكر الغربي منذ صدور كتب مثل كتاب الدم المقدس الكأس المقدسة وانتهاء بشفرة دافينشي، هذه الجماعات التي تقتصر على صفوة من البشر وتجعل أعضاءها يقسمون قسما غليظا بكتمان السر تجعل الناس أيضا يشعرون بالبارانويا وبأن هناك قوة خفية تسعى لاستعبادهم. والغريب أن كلا مرشحي الرئاسة في اتخابات احدى الدول الغربية كانا عضوين في جماعة سرية! هذا يغذي الشعور بأن جميع الاحزاب وأجهزة الإعلام هي واجهات لقوة خفية يتم التحكم فيها لا عن طريق الديمقراطية والتصويت بل بقوة المال والنسب العريق فيا للعجب!
في قلب نظريات المؤامرة بالطبع اغتيال جون كندي وهاهو في حديث يهاجم الجماعات السرية ويؤكد أن هناك مؤامرة عالمية للسيطرة على العالم!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة