الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
قصاصات من الزمن الجميل..
|
عثرت على هذه القصاصة الجميلة بين ثنايا الأدراج.. وبين ثنايا الذاكرة عثرت على ذكريات جميلة من زمن جميل.. وياله من من زمن.. 29/6/91 كنت أحبها.. وكانت تحب عرّافة الحي.. وبيني وعرّافة الحي كره متوارث.. متوارث عن أبي، عن جدي.. كان جدي يحدثنا عن زوجته (جدتي).. امرأة تدمن قراءة الحظ والنبوءات وكشف المستقبل.. وتخاف أن يتركها جدي لأخرى.. لهذا كانت تزور العرّافة صباح مساء.. لترى وتكشف.. ومثل هذا حدثنا أبي عن زوجته (أمي).. أما (رفيقتي) التي أقاسمها السرير والمشاعر وملح الطعام.. فحالة متقدمة نوعا لجدتي وأمي.. فقد جاءت بالعرّافة لتعيش معنا تحت السقف.. حين تعبت خطاها من المشي نحو منزلها.. خرجت في لحظة مجنونة الى الطريق العام.. من بين رفيقتي وعرّافة الحي.. قابلني وجه فيه عينين جميلتين.. أخذته ووضعته في ذاكرتي.. وفي مرة ثانية رأيت صوت هامس وصاحبته.. بسهولة وجدا طريقهما الى ذاكرتي.. وفي الثالثة كانت ابتسامة مرسومة بعناية.. والرابعة كانا ساقين.. وهكذا توالت أشياء الطريق العام الجميلة.. حتى امتلأت ذاكرتي.. حين جلست قبالتهما ذاك المساء.. حدثتني عن نفسها وأعداد الرجال الذين حاموا حولها.. أخرجت لها من ذاكرتي العينين الجميلتين.. غارت ببلاهة.. والصوت الهامس.. فاكتسى وجهها غيمة سوداء.. فالابتسامة المرسومة بعناية.. عنفتني بحدة.. أما حين جاء دور الساقين.. ندهت عرّافة الحي.. وأخبرتها العرّافة في حضرتي أن النساء الأربعة قد دخلن القلب.. ولم تدري رفيقتي أنهن في الذاكرة.. وأن المسافة بين القلب والذاكرة كبيرة مادامت عنقي ليست بالقصيرة.. كعنق عرّافة الحي والنساء القبيحات.. في الأيام التالية.. كنت أخرج فتتبعني.. أو تذهب أمامي لا أدري.. لكنني كنت أراها في كل شئ.. أوجه العابرين.. النساء ذوات الوجوه الطيبة.. الصبية الذين يلعبون في الشوارع.. حتى في وجوه سائقي الحافلات والشاحنات.. قابلتها ليلا.. لم أخرج لها من ذاكرتي شيئا.. غضبت.. وهددت بالاستقالة من حياتي.. ضحكت جدا.. وقلت لها: دعيني أكن صاحب المبادرة.. لم تجب.. وذهبت.. قال طفل جاء يبيع الماء في المدينة حديثا.. أنه رأى عرّافة الحي وأخرى تجوبان القرى.. تسألان عن رجل.. كان يجب الأخرى.. ويكره عرّافة الحي!! ---------------- تحية مني ليك.. الأخ/ صديق النور
|
|
|
|
|
|
|
|
|