الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
جيرانا بيض... نحن و الأفرو اميريكانز
|
جيرانا بيض... نحن و الأفرو اميريكانز
تم أختراع الأمبى ( مسوح ماقبل الحداثة) ، و الديانا ( مسوح العولمة) ، بناء على نظرية نازية تقول فى خلاصة خلاصتها ( أحمر منك بدرجة..أسمح و أفهم منك بسنة!!) ، فأندعكت أمم و ملل و نحل و قبائل بغية أدراك الدرجة ( الفاتحة) أو ما تيسر منها بكل انواع الأخلاط و ليس قليل من ( موية نار) ، و اتهمت الشمس و بنفسجها بأنها ( قلبتك أزرق) تماما مثلما يتهم بعض اسلاف الأفرواميريكان القهوة بتسويد الجلد ، وذلك بعد انتفاء مبدأ حريق الشمس الأفريقية حال استيطانهم مرغمين فى اسفير شمال امريكا ، و سقوط بعض مزاعم ( داروين) فى المناخ و أثره.
و قد هيمن هاجس اللون على أهل افريقيا ، و نحن فى معيتهم ، فأندلع الشعر و الغناء و الحرب الضروس بسبب اللون ، و اقتنص البعض فرصة تواجدهم فى بلاد (الناس الحمر) و تزاوجوا معهم عملا بماثور القول ( هاف كاست اخير من عدمه) ، و الطريف فى الأمر ان من بين هؤلاء بعض غلاة قومية ، و بعض تراثيين و بعض ناشطين فى حقوق مجال العرقيات و كثير من مناهضى الجنس القوقازى و الأنجلو سكسون .
و قد نمت نتاجا لفكرة اهمية اللون عقدة الشعوربالدونية لدى خلق عظيم من السمر تجاه كل ما هو ابيض ، اوما هو ( خواجة) فى منطوق الأدب الشعبى ، دونية مغلفة بكبرياء هشة و ثوب عزة شفاف لا يلبث ان ينحسر أو يشف اكثر حال سقوط ماء الحقيقة عليه ، و برغم هذه المشاعر العدائية المحايدة ، الا ان حبل من الود و الاعجاب لا يزال منعقدا بيننا و بين هؤلاء البيض ، و يتجلى ذلك فى حالنا كمهاجرين . فبالرغم من قناعتنا الخفية بزيف ابتساماتهم الماكرة فى وجوهنا و حصافتهم فى اخفاء مشاعرهم ، و مسارعتهم للرحيل فى المغارب لحظة ان يجاورهم أسود، الا اننا لا نزال نعزى انفسنا بوهم اختلقناه ارضاء لذواتنا و ذواتنا فقط، و هو اننا و لسبب ما أفضل فى نظرهم من الأفرواميركان!!!!
نحن فى نظر ( الخواجة) أفضل من الأمريكى الأسود ، نحن أفضل من أمة أنجبت رغم أنف اربعمائة عام من القهر (جورج و اشنطن كارفر) ، سيجورنر تروث، ماهاليا جاكسون ، مايكل جوردان ، مايكل جاكسون ، لويس ارمسترونغ ، محمد على ، جيمى هندركس ، و القائمة تطول و لا تتسع الصحائف لرصدها ، و نحن فى نظر انفسنا أقرب للخواجة منهم اليه، و هى صلة قربى الى السادة و هذا هو بيت القصيد ،يحق لنا ما يحق للسادة ، و يجوز لنا ما لا يجوز للسود الأمريكيين، نلسعهم بنظرة الدونية بلا سند من معرفة ودونما تقص لحقائق الأشياء ، و قد تلعب بعض تجاربنا الشخصية دورا فى ردود أفعالنا تجاه السود فى امريكا ،فمعظم السودانيون الذين قتلوافى هذه البلد قتلوا لسوء الحظ على ايدى سود ، مثلما قد يقتل اسود امريكى فى السودان او غانا او نيجيريا ، و قد يكون السبب ايضا فهمنا المغلوط و الذى غذته السينما و اغلفة المجلات و الأسطوانات و التى حرصت على ابداع صورة خيالية لا تقترب من الحقيقة ، راسمة صورا زاهية للحياة فى مجتمعات الأفروامريكان فكانوا ابناء عمومتنا ، نهلل لهم تصفيقا و تشجيعا فى الأفلام و على حلبات الملاكمة و مسارح الجاز ، حتى فوجئنا بأن الحقيقة ليست كذلك ، صعقنا لمستوى العيش المتدنى و الأنحطاط المزرى للتعليم و الصحة و انتشار العنف و الجريمة حتى ان بعض دول العالم الفقيرة تفوقهم فى معظم ضروب العيش عدا الرياضة والمزيكة بالطبع ، وقد تخاذلت الرغبة عند المهاجرين السودانيين و غير السودانيين من افريقيا فى الأعتراف بوحدة الأصل منذ امد بعيد ، فأنتبذوا مكانا قصيا فى السكنى ، عملا بمبدأ ( جيرانا بيض) ويا دار ( ما دخلك استيك اب) !! ومن فرط الأنبساط ود البعض رفع ( يافطة) منزل احرار، او افضل من ذلك ( بانر) ترفع فى الصباح و المساء ( و الله العظيم ..نحنا ما افريكان اميركان..ما ترحلوا) كدى شوفوا العمم دى !! متناسين تماما ان اللون و مصنفاته عند اللأنجلو ساكسون لا تتعدى اللون الأبيض وكل ما عدا ذلك أسود ، كلما حل بجيرتهم لون عدا الأبيض ، تحولوا الى منطقة أخرى فى هدوء و ترتيب محكم ، فكأنما تنشق الأرض و تبتلعهم ، تصحوا من نومك ثم وانت تتهيأ للذهاب الى العمل فأذا بجارك قد تحول بقدرة قادر الى ( بنى كجة)..صباح الخير يا حبة.
و البيض امراء الأبتسامات المضللة و العطف المصطنع بدا بنيكاراغوا و انتهاء بدارفور ، ففى الوقت الذى تظلل فيه طرقات ساوث ايست المتاخمة للكابيتول غمامة الفقر و القتل ووحشة المستقبل ، يتقمص الأبيض مسوح الرهبان فى أنحاء الأرض و فضاءات السماء ، و تظل الخدمات الصحية فى ( هارلم) أسوأ منها فى بنغلاديش و أدنى تعليما منها فى كثير من القرى الأفريقية، أما الرعاية الصحية فدونها المال الجزيل الذى لا يقدر عليه الملايين من الملونين و مهمشى الأمبراطورية بسبب فألتجأوا الى العنف الذى يولده الأحباط أو المخدر الذى يغمض عيون الرعب و يفتح بصيرة اثير خادع من الغبطة و التحرر.
و مثلنا مثل سوانا ابتدعنا الأسماء و الصفات للأشارة الى الأفرومريكان ، فتارة نسميهم ( اولاد الخالة) تهكما ، ( شباب التاكا) ليس تيمننا، و غير ذلك من الأسماء و الألقاب، و حدثنى صديق بأن والده الذى جاء لزيارته من السودان ، كان يسترسل فى ( ونسته) مع رئيسه فى العمل ، متفاخرا بأصوله حتى اسماه الرجل برجل افريقيا الأبيض ازدراء، و كان الرجل فى أعرافنا ( ازرق) ، و للأفرو امريكان لقب لذلك، حيث يسمون الأسود الذى يحمل فى داخله اعجاب بكل ما هو ابيض (اوريو كوكى) ، و هى قطعة بسكويت محشى ، سوداء من الخارج ، محشوة بكريم ابيض ، و لعمرى فكم من قطع البسكويت الأوريو يحوى صندوق مجتمعنا العطيم؟؟
تاج السر الملك
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
جيرانا بيض... نحن و الأفرو اميريكانز | Tagelsir Elmelik | 12-30-07, 03:17 PM |
Re: جيرانا بيض... نحن و الأفرو اميريكانز | سيف النصر محي الدين محمد أحمد | 12-30-07, 05:25 PM |
Re: جيرانا بيض... نحن و الأفرو اميريكانز | Adil Al Badawi | 12-30-07, 05:34 PM |
Re: جيرانا بيض... نحن و الأفرو اميريكانز | Tagelsir Elmelik | 12-30-07, 06:54 PM |
Re: جيرانا بيض... نحن و الأفرو اميريكانز | Mohamed Omer | 12-30-07, 05:48 PM |
Re: جيرانا بيض... نحن و الأفرو اميريكانز | محمد الأمين موسى | 12-30-07, 06:01 PM |
Re: جيرانا بيض... نحن و الأفرو اميريكانز | Nasr | 12-30-07, 06:31 PM |
Re: جيرانا بيض... نحن و الأفرو اميريكانز | صلاح شعيب | 12-30-07, 09:43 PM |
Re: جيرانا بيض... نحن و الأفرو اميريكانز | Osman Musa | 12-30-07, 10:50 PM |
Re: جيرانا بيض... نحن و الأفرو اميريكانز | abdelwahab hijazi | 12-30-07, 10:56 PM |
Re: جيرانا بيض... نحن و الأفرو اميريكانز | Tagelsir Elmelik | 12-30-07, 11:18 PM |
Re: جيرانا بيض... نحن و الأفرو اميريكانز | Hatim Salih | 12-30-07, 11:49 PM |
Re: جيرانا بيض... نحن و الأفرو اميريكانز | Tagelsir Elmelik | 12-31-07, 02:44 PM |
Re: جيرانا بيض... نحن و الأفرو اميريكانز | Hatim Salih | 12-31-07, 04:33 PM |
Re: جيرانا بيض... نحن و الأفرو اميريكانز | Nasr | 12-31-07, 06:06 PM |
Re: جيرانا بيض... نحن و الأفرو اميريكانز | Tagelsir Elmelik | 01-02-08, 01:01 AM |
Re: جيرانا بيض... نحن و الأفرو اميريكانز | نجوان | 01-02-08, 06:29 AM |
Re: جيرانا بيض... نحن و الأفرو اميريكانز | Tagelsir Elmelik | 01-02-08, 03:26 PM |
|
|
|