|
هل ضحك " المشيب " برأسك فبكيت ؟؟؟
|
استهلال : لا تعجبى يا سلمى من رجل ضحك المشيب برأسه فبكى
كنت احسب و حتى وقت قريب ان الافلام الهندية و المسلسلات المصرية تبالغ كثيرآ فى " تكبير" ابطال و بطلات افلامها و مسلسلاتها فى زمن اكثر من " قياسى ". فمثلآ يكون بطل الفيلم الهندى او المسلسل المصرى شابآ يافعآ تجرى نداوة الحياة فى وجهه ، و لكن و فى اقل من ثانية من عمر الفيلم او المسلسل تجده و قد " ابيّضّ " شعره و تحول الى بياض ناصع " و لا صابون فونا " و كذلك شواربه او لحيته ان كان ملتحى !!! اقول كنت احسب ذلك ضربآ من المبالغات اللامعقولة واللاواقعية حتى حضرت للخليج و رأيت العجب العجاب فيما يختص بالشيب و " المشيب ". احد اصدقائك او اقاربك الشباب تكون قد فارقته شهور عديدة و كان " فاحم لون الشعر والشارب والذقن " ، فما ان تقابله مرة اخرى و الا تجده و قد دخل عالم الشيب من اوسع الابواب و بدون مقدمات و فى " المشايب " الثلاثة : الرأس و الذقن و الشارب .
الظاهرة المحيرة هى ان تجد الشباب قد " شابوا " قبل اوانهم كما يقال خاصة فى منافى الاغتراب المختلفة .... و قد لاحظت ذلك ايضآ على " شباب الداخل " اثناء تواجدى بالسودان فماذا ياترى هى الاسباب التى تؤدى الى تلك " الشيخوخة " المبكرة مورفولوجيآ على الاقل ؟؟؟ عقد الاربعينات من عمر الانسان و ما يليه هو " التمرحل " التدريجى و المنطقى نحوالشيب و توابعه من بعض الامراض المرتبطة بتقدم العمر .. و لكن الغريب هو ظهور حالات شيب " جزئى " او " متوسط " او حتى شيب " كامل " لشباب فى العشرينات و الثلاثينات من عمرهم!! و لكنى اجد مخرجآ " مريحآ " لمثل هؤلاء الشباب الذين قادهم قدرهم نحو "مملكة الشيب" حيث قال الشاعر قديمآ : قد يشيب الفتى و ليس بمستغرب ان ترى النوّر فى الغصن الرطيب
و بيت الشعر هذا من ضروب " حسن التعليل " حيث ان الشاعر يحاول ان يبتدع فلسفة " قبول الشيب بروح رياضية" فهو لا يستغرب ان يشيب الفتى طالما انه و فى الواقع يوجد "النوّر" و هو الزهر الابيض على الغصن الرطيب الاخضر .
و على كل فان اسباب الشيب كثيرة ابرزها الوراثة خاصة لقطاع الشباب ... ، كذلك من المشاع عندنا فى السودان ان الشيب يأتى نتيجة للهموم الكثيرة و التفكر الكثير . و قد قال الحبيب صلى الله عليه و سلم : ( شيبتنى هود و اخواتها ) و هو يقصد كثرة تدبره و تفكره فيما احتوت عليه هذه السورة و اخواتها من اهوال يوم القيامة . كذلك يقول البعض ان استخدام العطور و بخها على شعر الرأس يؤدى الى المشيب ايضآ و على كل اعتقد ان التفاعلات الفسيولوجية خاصة النفسية منها هو ما قد يؤدى الى ظهور الشيب المبكر او كثافة الشيب المتأخر .
للشيب اشكال مختلفة يظهر بها على راس " المكلوم " او المصاب بالشيب : الشكل الاول و هو الاجمل : ان يظهر الشيب على خصلات الشعر الامامية فقط دون سائر بقية الشعر و الرأس و يسمى صاحب هذا النوع من الشيب عندنا بالسودان : "ابوشيبة " . الشكل الثانى : ان يظهر الشيب بكثافة على منطقة الصدغين دون بقية مناطق الراس و اشهر من اشتهر بذلك النوع من الشيب هو المرحوم الشاعر صلاح محمد ابراهيم و المذيع التلفزيون طارق كبلو ( و ان كان شيب هذا الاخير فوق الصدغين مفتعل نتيجة لتدخل الصبغة ) . يشاع عن اصحاب هذا النوع من الشيب بانهم نوابغ و عباقرة . الشكل الثالث : هو ظهور الشيب على كامل منطقة الراس دون آلية معينة و احيانآ بفوضى عارمة و هو النوع الشائع لدى معظم المصابين بداء الشيب حمانا الله و اياكم منه .
و للناس فى مداراة الشيب فنون و فنون فمنهم من يستخدم الصبغة السوداء و منهم من يستخدم الحناء ( اشهرهم الصادق المهدى و الزندانى و كثير من الباكستانيين ). اما الجندريات فلهم افلام و افلام مع الشيب و الصبغة لا ن حواء بطبعها لا تميل لاظهار انها كبيرة او " شيّبت " فتتفنن فى اخفاء الشيب غاية التفنن و التفانى و لكن لا يصلح العطار ما افسده الدهر !!!
اذا كنت مصاب/مصابة بالشيب فاحمد الله فانك قد بلغت اشدك و بلغت مرحلة النضج الكاملة ( انظر لهذا الجانب المضئ من الكأس ) على الاقل !
ولا اراكم الله مصيبة شيب فى عزيز لديكم
|
|
|
|
|
|
|
|
|