تواصلت الانكسارات...فالحكومة في غيها سادرة...توعد فتخلف...تتعهد وتنكث....والمعارضة في لهاث وراء ما وعدت به،بعد ان قلمت الحكومة اظفارها ودجنتها...ووضعتها ايقونة او ايقونات متفرقة في معرض الزينة الانقاذي. اين ابوهاشم؟ماذا يريد؟هل هو معارض ام مصالح؟ متي يعود من الخارج؟ ولماذا هو اصلا بالخارج؟وهل يستمر لاعبا اساسيا بعد عقده الثامن؟ عصام ميرغني ..هل نسي ام تناسي ثأره؟ ام انه قنع بما نال من عطايا الانقاذ؟ الحاج نقد...في لقاء اخير لكم...احسب انك بذكائك المعلوم....قصدت ان تعلن’’تفليسة‘‘ وتنعي نفسك كسياسي..ما يعجبني انك كنت صريحا في ظنك بصعوبة مشاكلنا السياسية وعجزكم عن تقديم الحلول...آمل ان يقرأ المهتمون ذلك الحوار بروية!..يخالجنا سؤال برئ..هل ستظل لاعبا اساسيا ’’كزملائك‘‘ بعد العقد الثامن؟ ابو الصديق...بربك’’انت شايت وين؟‘‘....اكتفي بطرح السؤال فقط...حتي لا تغضب الاميرة علينا!وايضا هل ستظل اساسيا بعد العقد الثامن؟ الترابي...يلبس ثياب الواعظين...وهنالك من يريد ان’يتعظ‘‘ بمواعظ الشيخ!!!!!وما يدعو للحيرة انه في العقد الثامن ولا زال تواقا لأن يكون لاعبا اساسيا في ملعب السياسة السودانية! حركات دارفور...بعضها صالح..آخر بلا ’’بوصلة‘‘...ُثالث معارض...والقضية لا زالت تراوح مكانها...والمبادرة السياسية فيها... لا زالت بيد الحكومة...رغم التهديدات المحلية والدولية...رغم الوساطات...رغم دخول القوات الدولية...او اسم الدلع الذي ترتضيه الحكومة’’القوات الهجين‘‘. اثبتت الاحداث ان الحركة الشعبية بعد رحيل العقيد جون قرنق ...لم تعد حركة سياسية..اذ لا مبادرة لها في هذا المجال...مما جعل منها شريكا غائبا او علي احسن الاحوال شريكا ضعيفا...فما اتفقت عليه مع الحكومة لم يجر تنفيذه...وما عادت الحكومة تأبه لتنبيهات الحركة وتهديداتها...الحركة الآن لا تستطيع ان تحدد موقفها هل هي في حلف،مشاركة ام معارضة....والحركة الآن بين مطارق وسندانات عدة...هي تستقوي علي الحكومة بأمريكا ،الايقاد،شركاء الايقاد...لا بحلفاء الامس من القوي السياسية،ولا شعب جنوب السودان،او الشعب السوداني شمالا وجنوبا...ومن تستقوي بهم لا يخالفون امريكا..وامريكا موقفها ضبابي...وتحده مصالحها مع الحكومة...فهي تضغط علي الحكومة بقدر ما تقدم الاخيرة في ملفات اخري لا علاقة لها بقضية الحركة الشعبية...والتلويح بالانفصال لا يخيف الحكومة فضلا عن ان كثيرا من اعضاء الحركة المتنفذون وحدويون او انهم يخشون من مغبة الانفصال...والأنفصال يمثل اقصي شوط ترمح اليه الحركة...وهو ورقة الضغط السياسية الوحيدة التي تلوح بها الحركة.. اما خيار الحرب فالحكومة بطبعها العبثي ، لا تكترث...لذا لا زالت الحكومة وحزب المؤتمر يتعاطيان مع المسائل العالقة بينهم والحركة بمخاتلة ودائرية مربكة...يا تري هل تقدر الحركة علي ان تبادر سياسيا؟ ام تقنع بما بدا وكأنه اتفاق..ام انها تعي دروسا فائتات.. باختصار غير مخل...يمكن القول ان الانقاذ فازت...او لنكون اكثر دقة...هزمت الجميع 5/صفر..... 1-صالحتهم،دجنتهم...موقعة علي كل شئ ومع اي’’ شئ‘‘. 2-تنصلت عن كل شئ. 3-قسمت الجميع...شراء ورشاء...وزرعت البغضاء بينهم...فأنشغلوا بأنفسهم... 4-أخذت بزمام المبادرة السياسية في كل الازمات والنزاعات،وصاغت الواقع السياسي’’بطريقتها ومزاجها‘‘دافعة به في اتجاه ملعب الخصوم ’’بل مرماهم‘‘...مؤمنة مناطقها الدفاعية. 5- تمسكت بكل ثوابتها..ومضت في انفاذ برامجها...حتي هامش الحريات’’فقد صاغته بما يناسبها وبما تريده‘‘. هذا ليس دليلا علي قوتها او حنكتها...وانما هو دليل قوي علي ضعف المعارضة وافلاسها... هنالك شيئان ...لا بد من وقفة عندهما...اولهما ..ان المعارضة تفتقر الي التواصل الشعبي الذي يجعل منها قوة ذات مبادءات ومبادرات سياسية...ثانيهما ان المعارضة في ظل وجود الحركة الشعبية...لا تستطيع ان تتخذ خطا معارضا بشكل واضح...فالحركة حليف الامس...كما ان ما وقعته من مواثيق مع الحكومة ألان مواقفها من الشق الآخر من الحكومة’’المؤتمر الوطني‘‘...كما ان قيادات المعارضة’’المتحفية‘‘..لم تعد قادرة علي التعاطي مع الازمات الآنية..وليس في نيتها افساح المجال لجيل جديد..يبتدع من التكتيكات ما يجابه به’’لولوة‘‘الانقاذ.. تبقي هنالك مسالة مهمة وهي ان اتفاقية السلام ...اصبحت خاذوقا...فهي رغم انها بين فصيلين من الشعب السوداني،الا انهما لايمثلان شعب شمال السودان ’’في حال المؤتمر الوطني‘‘ ولا شعب جنوب السودان في ’’حال الحركة الشعبية‘‘....رغم هذا هي ضمنت في الدستور لتحكم الجميع..والادهي انها تقرر في امور تهم السودان وقواه السياسية...باتفاق الشريكين فقط...وأحيانا بيد الشريك الاقوي...لنأخذ الانتخابات مثالا...بالامكان الالتفاف علي ما ورد بشأن الانتخابات في صلب الأتفاقية...تسويفا وتمطيطا. آخر المحطات السياسية هل بمقدور الأحزاب السياسية الناشئة ان تملأ الفراغ السياسي الذي خلقه ضعف المعارضة التقليدية؟...ونخص ’’أكثر‘‘حزب المؤتمر السوداني...لاننانراه الحزب الوحيد الذي لم يصالح،ولم يستوزر...فضلا عن ارث نضالي عمره تسعة وعشرون عاما..كما انه الحزب الوحيد الذي اذا قال للحكومة اني فاعل كذا ...فعل!كما حدث في مظاهرات السكر...وما نشهده له من مناكفات سياسية...وما نعيشه الآن في المواجهة بين حزب الحكومة وقضائها مع طلاب المؤتمر...وما شهدناه في محاكمة ياسر ميرغني الذي انتصر ...السؤال المحوري هنا ...هل يستطيع حزب المؤتمر السوداني ملأ الفراغ السياسي الموجود...هل بامكانه خلق كوة أمل..أو اختراق هذا الواقع المختنق....هل بمقدوره التمدد والانبساط شعبيا وفئويا...ناقلا كل الازمات السياسية الي ملعب الشعب السوداني...في مدارسه ،مزارعه،كياناته الفئوية،متاجره ومصانعه..هل بمقدوره ان يوجد صيغة لمعارضة جديدة ..تتسم بالحيوية’’والشبابية‘‘..فالكارثة كما يبدو’’جيلية‘‘..واخيرا ..هل من صعود علي موجة الاحداث؟!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة